ضمن فعاليات المهرجان الختامي لمسابقة (شاعر الحسين) التاسعة المقرر إقامته في 2 ديسمبر / كانون أول 2016م بالبلاد القديم، يحتفي منظمو المسابقة بصاحب ديوان (زفرات الشجا) الشاعر الألمعيّ والخطيب المفوّه (ملا محمد ملا سعيد الشيخ عبدالله العرب) الذي ولد سنة 1951م في قرية بني جمرة، وذلك تكريماً لإبداعه الشعري وعطائه في خدمة المنبر والأدب الحسيني.
درج الشاعر في أسرة تزخر بالأدباء والخطباء اللامعين، وابتدأ مشوار الحياة بحرفة النجارة حتى أتقنها وأبدع فيها كثيراً، لينتقل بمجال رهافته الإبداعية إلى ميدان الرثاء الحسيني، إذ انطلق في بادئ الأمر رادوداً (منشد للمراثي الحسينية)، وفي منتصف الثمانينيات بدأ يرتقي المنبر خطيباً، فتميز لما له من حس شجيّ خصوصاً في فترة الشباب، وكانت أكثر قراءاته في قرى صدد، والدراز، وسماهيج.
مقتفياً خطى مدرسة الملا عطية الجمري، حافظ الشاعر ملا محمد العرب على الطابع الرثائي البحراني المتوارث، الذي يستمد معجمه اللفظي من مفردات لهجة القرى البحرانية، وتميزت كتابته الشعرية بجودة السبك، وسهولة اللفظ، وحسن المأخذ، والبراعة في انتقاء المفردة، وسلاسة العبارة، ووضوح الصورة ونداوتها، وعدم التكلف الفني في المعاني والألفاظ.
وممّا يميزه أنه قال الشعر المتقن باللهجة الدارجة الذي ابتكر فيه، وخرج يشق طرقاً يتفرّد بها من الصور والألفاظ الأصيلة المشجية، فكان شعره وبكل عفوية مريقا للدموع.
وقد اشتهرت له قصائد متعدّدة، مثل: (هذي جثة ابن امي ويتكلم من المنحر) و (أم البنين تصيح يا عباس يحشاي) و (شافت اعرابي ونادته هالسفر لا وين)، وغيرها من المقطوعات، وكلها منشورة بين دفتي ديوانه الجامع (زفرات الشجا) الذي أعيد طبعه مؤخرا.