ملا حسين الزاكي صاحب (العبرة) وخاتون أم ميرزا شاعرة (الرزايا)
كما هو دأبها كل عام في تكريم آباء الشعر الحسيني في البحرين وامتداد مدرسة الرثاء الأصيلة، تستضيف منصة المهرجان الختامي لمسابقة شاعر الحسين هذا العام شخصيتين شعريتين وخطابيتين، أبدعتا في النعي والخطابة وكتاب المراثي الشعرية الحزينة المؤثرة، تكريماً لعطائهما المبدع الثري، وتقديراً لمسيرة خدمتهما الولائية الحافلة، إحداهما شخصية رجالة والأخرى نسائية.
الشخصية الشعرية الأولى، هي الملا حسين الزاكي، من قرية أبو صيبع، صاحب ديوان (عبرة السعداء في رثاء النبي والشهداء)، أمّا الشخصية الثانية فهي السيدة خاتون بنت السيد ماجد (أم ميرزا فضل)، من سكنة قرية كرانة، لها عدة مجاميع رثائية وفرائحية في أهل البيت: (رزايا الغاضرية، جمرة حزن، صيحات هاشمية، مجالس العترة، دمعة وحزن، أفراح هاشمية).
وسيتم التكريم على هامش المهرجان الختامي للمسابقة الذي يستضيفه هذا العام مأتم البصري في البلاد القديم، ليلة الجمعة الموافق 6 سبتمبر / أيلول 2024م، تحت رعاية كريمة من سماحة العلامة الشيخ محمود العالي. فيما يعقد المحفل النسائي الموازي في مأتم أم البنين في المنطقة ذاتها، برعاية كريمة من السيدة معصومة السيد عيسى مديرة الحوزة العلمية الزينبية.
ملا حسين الزاكي: عبرات الرثاء الحزينة
الخطيب والشاعر الحسيني الملا حسين بن ميرزا جعفر بن محمد بن صالح بن
علي بن صالح الزاكي الأصبعي.
ولد في قرية أبو صيبع، ونشأ في أسرة شعرية، فوالده الحاج ميرزا شاعر ينظم باللهجة الدارجة، رغم كونه أمياً، وله ديوان (السوانح القروية في مراثي العترة النبوية)، سلك اثنان من أبنائه مسلكه في الخطابة الحسينية ونظم الشعر، أحدهما شاعرنا الملا حسين.
تعليمه :
تعلم الملا حسين القرآن الكريم عندة المعلمة ليلى بنت الحاج محمد من أهالي قرية أبو صيبع، وتعلم الكتابة عند عمه الحاج صالح، درس في حوزة الشيخ عبدالحسن آل طفل سنة 1982 ثم التحق بحوزة السيد جواد الوداعي لثلاث سنوات.
خطابته:
تتلمذ في الخطابة على يد السيد محمد صالح الموسوي، والشيخ الشهيد جمال الدين العصفور، والخطيب المعروف السيد شرف الخابوري، ولفترة قصيرة مع الملا محمد علي الناصري .
شعره:
ينظم الشعر باللسانين العربي والدارج، شعره مؤثر وحزين وله ديوان (عبرة السعداء في رثاء النبي والشهداء) طبع الجزء الأول منه سنة ۱۹۹۰م، والثاني معد للطبع. وله قصائد في مديح أهل البيت لمناسبات مواليدهم، غير مطبوعة. أرخ بالشعر للكثير من مناسبات قريته، حيث قال في تاريخ تجديد مأتم أبو صيبع الوسطي: (فيا من قرأت الشعر أرخ بيسرها * حسينية الأبرار من آل أحمد) ١٤٢٥هـ.
نماذج من شعره
( 1 )
يا قوم ارحمونا ترى كلنا نساوين خافوا من الله بعد عزنا نلتجي وين
لا تدخلون على الحراير وسك لخيام
مافيها غير الحرم تبكي اوذيك ليتام
اوفيها على فوق النطع مرمي يظلام
امسجى اونينن ايذوب اقلوب النساوين
قلها لعين امن العدى يا هاشميه
بكلي ونينك وصلت اجيوش آل اميه
وايتامكم لازم نفرهدها سويه
ولازم تشوفي النار تسعر بالصياوين
صرخت ابعالي صوتها والدمع نثار
وينك يحيدر ياعلي يا حامي الجار
متشوفنا صرنا حيارى بين لشرار
والخيم بالنيران تسعر يا حما الدين
اودخلت على السجاد لنه ابنفسه ايجود
اتقله علينا يا علي هجموا هالجنود
قلها أومنه العين تهمي فوق لخدود
امن الخيم فري للفضا ويا النساوين
واتفاررت لطفال من هاتيك لخدور
اوزينب احتارت يوم شافتهم بالبرور
وقفت على التل والدمع بالخد منثور
اتنادي ادركنا يا ضيا العينين يحسين
اتنادي يبو الشيمة علينا هجمت الخيل
اوعاين يتاماكم حيارى مالها اكفيل
شالبصر يا مظلوم ليمن هود الليل
أباري علي السجاد لوهاي النساوين؟
( 2 )
طب الشريعه صاحب النفس الابيه ومن العطش والشمس جبده ملتظيه
القربه على كتفه اوبيده السيف مشهور
والعلم في كفه اوقلبه من الظما ايفور
اينادي ابد مشرب او قلب احسين مسعور
هيهات اشرب ماي برض الغاضريه
بالماي عزم يملي القربه العباس
لن السهام اتجيه من عصبة الارجاس
نزل القربه او طلع ليهم كاشف الراس
وابسيفه المشهور فرقهم سويه
محد وقف لمن طلع ليهم الصنديد
رد اورجع يم الشريعه ابن الاماجيد
الجود شاله اوطلع ليهم يرعد ارعيد
اويم الخيم عزم يروح ابن الزجيه
افترقوا على العباس يسرى اوناس بيمين
اوبالسيف خلاهم على الغبرى مطاعين
قصْد البطل عباس يوصل للصياوين
اوتشرب اسكينه وجملة العيله سويه
حال القضا مابينه اوبين لعيال
قطعوا يمينه مع يساره قوم لنذال
اوبعمود فضخوا هامته او خر فوق لرمال
او وجه سلامه الغريب الغاضريه
اومن وصل المظلوم يم البطل عباس
عاين ازنوده مقطعه اومخمود لنفاس
قله انكسر ظهري ياتاجي على الراس
وانهد ركني ابطيحتك يبن الزجيه
( 3 )
نصبي العزا يا بضعة الهادي المختار اونوحي على اللي شتتوهم قوم لشرار
نوحي عليهم يا بنت خير البريه
ماواحد إلا صابته اسهام المنيه
مذبوح هذا اوذاك جبده ملتظيه
وآخر طريح اوجسمه امعفر بلوعار
واعظم امصيبه الهونت كل المصايب
امصيبة عزيز المصطفى نسل الاطايب
اللي بقى امعفر على حر الترايب
شيخ العشيره انذبح مع جملة الانصار
وعندج ابدور اتغيبت في ارض بغداد
باب الحوايج بالسجن مصباح لعباد
وتاسع اليمه ابن الرضا مقصد الوفاد
مسموم مات ابغربته في وسطة الدار
والضامن اللي مات مسموم ابخراسان
قطع عدو الدين قلبه والاجل حان
المأمون دس السم إله في حب رمان
اوفارق الدنيا او مات وحده يم لطهار
اوبأرض سامرا إلج شبلين ميتين
بالسم ماتوا يا حزينه اولا حضرتين
ليتج نظرتيهم قبل ما يفرق البين
ماتوا ابسمهم من بني العباس لشرار
كلهم تفانوا بين مسموم اومذبوح
وانتي عليهم يا حزينه في عزا اونوح
دوم عليهم تسكبين الدمع مسفوح
ويا هل الجنة عباد الله الاخيار
الناعية والشاعرة السيدة خاتون السيد ماجد: صوت النساء الهاشميات
السيدة خاتون بنت السيد ماجد بن السيد حسين (أم ميرزا فضل)، شاعرة وناعية وقارئة حسينية شجية، من مواليد عام ١٩٥٢ (البحرين)، تلقّت تحصيلها الدراسي لغاية مستوى الثالث الإعدادي، وكانت من أبرز الطالبات المتفوقات علمياً، إلاّ أنّ هوى فؤادها جذبها مبكراً إلى ميدان الرثاء والشعر الحسيني الذي أخذ بمجامع قلبها وأحاسيسها، فأبدعت فيه، وكانت من القارئات الحسينيات المتميزات، على وجه الخصوص، في النعي والجلوات.
أم ميرزا شاعرةً رثائية تترقرق في كلماتها مواجع كربلاء وترتسم التفاصيل الحزينة للنساء الفاطميات وهنّ يعايشن واقعة الطف الأليمة، ويقطعن الفيافي في رحلة السبي الموجعة. كلماتها وأسالبيها الفنية مستقاة من مدرسة الرثاء البحراني الأصيل، سيالة بالحزن، تتوسل بالسرد الفجائعي، تنتقي مفرداتها بتبسط ودون تكلف، فتنفذ إلى القلوب برهافة وشجن.
لديها العديد من القصائد والإصدارات الحسينية: من المراثي والجلوات، منها: (رزايا الغاضرية (9 أجزاء)، جمرة حزن، صيحات هاشمية (4 أجزاء)، مجالس العترة (8 أجزاء)، دمعة وحزن (جزءان)، أفراح هاشمية).