نجيعُ الحسين … شعر الدكتور حسين يحيى

نجيعُ الحسين

حروف مهداة إلى مسابقة شاعر الحسين

شعر: الدكتور حسين يحيى

عضو لجنة تحكيم فئة القصيدة الحديثة (رابعة الشمس)


إلى حيث تبدو البلادُ القديمُطريقًا الى العشق ..يممتُ مسرى نجيعِ الحسين..تمثّلَ ليْ الدّربُ طْهر التفاتٍ.. وضوعَ انثيالاتِ وجدِ فراتٍ..تطرزه مهجةُ العاشقين..فما أن خلعت نعاليعلى عتبات مقام التّجليوأوغلت خطْوًا منيفًا ..بواديْ انسكابِ الحنين..وما إن تلبّث قلبي رويدًاليُسرجَ عشّاقُ درب الشّهادةِ..صهوةَ ما تبتغيه جيادُالقصائدِ في الخافقين..تمثلتُ “رابعة الشّمس”..أورادَ شهرٍ.. حزينٍ..أهلّ على مهجة الوالهينْ..أيا “نقشَ” عشقٍ تدلّىعلى طرْف بوابة الملكوت..يُعالقُ أرواحنا بالأنين..ببوحِ الشّجا وندى الطهرأفئدة العشق تهوي الىجمعنا الرّحبِ..أنداءَ ماءٍ ..وريحانَ طينْ..تلفتَ بدرٌ أطلّ علىبوح أحزاننا المترعاتبدمع القوافي ..ليوقظ فينا مرائي السنين..ويُترعَ أرواحنا بطيوبالقطاف الأثيل أبا ناصرٍ..دام نهرُ المروءات فينا..معينا ودمت أيا لُجّةَ..الشّعر في الخالدين..

المركز الثالث (القصيدة التراثية): طرفُ الشجا (زهراء الشوكان)

طرفُ الشجا

زهراء عبدالله الشوكان

(تاروت – القطيف – السعودية)

(إلقاء الشاعر عقيل شوكان)

أنأى فيفتتحُ الشجا لي طرفُهُ

ويقدمُ الأوجاعَ تترى رشفُهُ

ما زالَ يخلقُ طَعمَهُ في خاطري

شجوًا ويملؤني عيونًا طيفُهُ

فأخطُ ما يهمي على سمعي وما

يُمليهِ في هذا المحرمِ حرفُهُ

ويميلُ بي لونًا قتيلًا شاحبًا

يمتدُّ بالأشجانِ ليلًا نزفُهُ

ما زلتُ أرسمهُ تفيضُ جروحهُ

ويصوغني بشرًا جديدًا ذرفُهُ

مازالَ يَغْمُرني فَيُسقطني الشجا

حزنٌ عظيمٌ كمْ تمنعَ وصفُهُ

خطَّ الشجونَ على الفؤادِ بكربهِ

وأثارَ دمعي إذ تراءى طفُهُ

طفٌ ولجتْ لهُ ، فأبحرَ داخلي

جدرانهُ روحي ، الملائكُ سقفُهُ

أبصرتُ نورَ الغيبِ خلفَ زجاجهِ

وكأنَ عباسًا تُلَوّحُ كفُهُ

أمشي اقتفاءَ الحقِ في يدهِ فهل

إلا لواهُ مُشرئبٌ عصفُهُ

أمشي وخلفي أنبياءُ مدامعي

تمشي لقلبٍ قد تواترَ نزفُهُ

فهنا همتْ دررٌ لآلِ محمدٍ

وهنا هوى منهُ اللواءُ وسيفُهُ

وهنا أقامَ اللطفَ يمسكُ بالدنا

كيما يجللها العَطَايا عطفُهُ

في عرشِ ربي مستقرٌ سرهُ

لغزُ توارى للقيامةِ كشفُهُ

في وجههِ كمْ منْ نبيٍ مُرسلٍ

وأمانُ فِتيتهِ الحيارى كهفُهُ

ولهُ نفرُّ إذا تعاظمَ كربنا

يُجْلَى بهِ الهمُّ المخيفُ ووجفُهُ

قمرٌ تمسكتْ السماءُ بحُسنهِ

أبكى جواها في محرمِ خسفُهُ

منها سمعتُ الحزنَ أما شكلهُ

نزفُ القداسةِ كيف يمكنُ شفُهُ ؟!

أنا بين أضلاعي مقيمٌ ذكرهُ

والرأسُ والشيبُ الخضيبُ وحتفُهُ

بعيونهِ ألفُ افتقادٍ هدّني

وجعٌ يبعثرني شظايًا عنفُهُ

جمّعتني من ذارياتِ جمالهِ

فغدوتُ أبهى ما يُعمّرُ صفُهُ

ووقفتُ شاعرةً على عاشورهِ

أُصغي لمدٍّ كمْ يُعلّمُ عزفُهُ

روّى جناني بالكرامةَ والإبا

وأُزيلَ عن قلبي المُهشمِ خوفُهُ

هذا البكاءُ الكربلائي الذي

أحيا بي الإنسانَ حقًا لطفُهُ

وتشربتْ روحي المحبةَ وانتشى

موجُ الصَّبابةِ كيف يمكنُ وقفُهُ ؟!

وأنا فتاةُ الطفِ أنبتُ كلما

غُذيتُ عاشوراءَ أورقَ رشفُهُ

ثبتتْ على العشقِ الجميلِ مشاعري

والحبُّ يصعبُ يا عذولي صرفُهُ !!

ومضى قصيدي مُثمرًا بهيامهِ

فالشعرُ يحلو للأحبةِ قطفُهُ

وأنا لغيرِ الحبِّ ما كتبتْ يدي

والحبُّ أروعُ ما يُحَاوَّلُ وصفُهُ

وحسين أثمنُ ما ضممتُ عقيدةً

وحسينُ إلهامٌ يلذكَ غرفُهُ

فردٌ ويلهمُ بالضياءِ مجرةً

هو مُعجزٌ هل في البرايا نصفُهُ ؟!

ألهمتَ أحرارَ الورى وأنا بما

ألهمتني قلبي تصاعدَ لهفُهُ

لمْ استمعْ للومِ صنتُ قصائدي

شعري لغيركَ مستحيلٌ خطفُهُ

ألقيتُ سيلَ هواكَ في وجه المدى

موجًا عليًا ليس يمكنُ جرفُهُ

فأنا العنيدةُ في الغرامِ لأنهُ

حرفي حسينيٌ ويَحرمُ حذفُهُ

المركز الثاني (القصيدة التراثية): رواية الطفّ (باسم الحسناوي)

رواية الطفّ

باسم عبد الحسين راهي الماضي الحسناوي
(النجف الأشرف – العراق)

تقولُ الرِّوايةُ: ساروا وخَفّوا

وكانَ الدَّليلَ معَ الرَّكْبِ حَتْفُ

تقولُ الرِّوايةُ: إنَّ النجومَ

بكَتْ حينَها وهيَ للمَوْتِ تَهْفو

على أنَّهم كانَ حَجْمُ السَّعادةِ

أكْبَرَ ممّا يُهَدِّدُ زَحْفُ

وساروا وهم ينْشدونَ القَصائدَ

فيما تَمايلَ نَخْلٌ وسَعْفُ

وكم قد رَأَوْا من نَهارٍ يَسيلُ

وكم قد رَأَوا من ظَلامٍ يَجِفُّ

وكم أثْلَجَتْ صَدْرَ أحْزانِهم

مواويلُهُمْ وَهْيَ عِشْقٌ وَلَهْفُ

وكانوا يسيرونَ والقَوْمُ صَرْعى

وأجْسادُهُمْ كالزُّجاجِ تَشِفُّ

ومن خلفِ هذا الزُّجاجِ الشَّفيفِ

أرواحُهُم عن سنىً لا تكفُّ

وكاللهِ حبّاً وكاللهِ حِلْماً

تُقطَّعُ أجْسادُهُم وهْيَ تَعْفو

***

تقولُ الرِّوايةُ: نِصْفُ الطَّريقِ

حماماتُهُمْ والصَّوارِمُ نِصْفُ

وحتى الصَّوارِمُ كانت حمائمَهُمْ

في الفَضاءِ البَعيدِ تَرِفُّ

وإذْ قَطَعوا نِصْفَ هذا الطَّريق

تدلّى عَلَيْهِم من العَرْشِ طَفُّ

وكانَ جميلَ المحيّا كحورِ

الجنانِ، وكانَ نقيّاً يعِفُّ

وأسْماءُ ربِّكَ كانت وشاحاً

لهُ، فهْوَ فَوْقَ السَّماواتِ سَقْفُ

يكبِّرُ ربَّ الوجودِ بكلِّ

الحروفِ، ويبقى هنالِكَ حَرْفُ

يكبِّرُ كلُّ الوجودِ بهِ الطفَّ

ثمَّ على كَتِفِ الدَّمْعِ يَغْفو

***

تقولُ الرِّوايةُ: سبعينَ كانوا

وسبعينَ ألفاً، فَشَخْصٌ وألْفُ

لقد كانَ عِشْقاً بحَجْمِ السَّماءِ

وكانَ المدى بالرَّدى يَسْتَخِفُّ

وأغْرَبُ ما كانَ أنَّ الرَّدى

ذاقَ طَعْمَ الرَّدى وَهْوَ رمْحٌ وسَيْفُ

فما كانَ أغْباهُ حينَ يناوِرُ

ظنَّ لهُ النَّصْرَ في الحَرْبِ يَصْفو

فما هيَ إلا السُّوَيعات، من بَعْدِها

المَوْتُ ماتَ وفي النَّفْسِ عَصْفُ

قضى نَحْبَهُ المَوْتُ، ما سارَ خلفَ

جَنازتِهِ من رعاياهُ جِلْفُ

وعاشَ الألى كلُّ شَخْصٍ بألفٍ

لهم في الدَّقيقةِ عُمْرٌ وضِعْفُ

***

تقولُ الرِّوايةُ: ما كانَ فَقْرٌ

وما كانَ ظُلْمٌ وما كانَ عَسْفُ

يكونونَ كهفَ الفقيرِ الذي سيمَ

خَسْفاً، فما ضاقَ بالنّاسِ كَهْفُ

منائرُهُم عَلَمُ اللهِ في الأرْضِ

تَرْفَعُهُ لأَبي الفَضْلِ كَفُّ

المركز الأول (القصيدة التراثية): وأَهَلَّ شهـرُ الوالِهين (أحمد الخميس)

وأَهَـلَّ شهـرُ الوالِهيـن

أحمد محمد الخميس

(القطيف – السعودية)

لاحَت بأشجَان …..

الأسَى ذِكـراكَا

وأَطَلَّ مِنْ أَلَـمِ ….

الجِراحِ أسَـاكَا

وافَى هِلالُك …..

شاحِبـاً مُتَكَدِّراً

وكأنَّـهُ في …..

أُفْقِـهِ يَنعَـاكَا !!

عاشُورُ أقبلَ …..

واستَهلَّ بِحُزنِهِ

وأَخَـالُ طَـهَ …..

قائِمَـاً بِعَـزَاكَا !!

ذِكراكَ عَادت …..

كي تَهُزَّ ضَمَائِراً

مَاتَت فأحيَاهـا …..

نَجِيـعُ دِمَـاكَا !!

والعِشقُ أُجِّجَ …..

مُذْ أَهَلَّ هِلالُـهُ

والقلبُ رَفَّ ….

مُحَلِّقَـاً لذُراكَا

عَادت جُموعُ …..

العاشقِين لكربلا

والشَّوقُ يَحدُوها ….

إلى لُقيَـاكَا

تهليلُهـا نَبضُ …..

القُلوبِ، ودأبهـا

تَرتيـلُ جُرحكَ …..

واقتِباسُ ضِيَاكَا

تَرنُـو إلى حَجِّ ……

الطُّفوفِ عيونُهـا

مِنْ كُلِّ فَجٍّ …..

يَمَّمَـت مَثوَاكَا

مِيقاتُـها حيثُ …..

ارتَمَيتَ مُجَدَّلاً !!

وطوافُهـا سبعاً

بِقُدْسِ ثَـرَاكَا !!

مَولاي مُذ حَلُّوا ….

هناكَ وأحرَمُـوا …..

أَلفَيتُ قلبـي …..

قبلهم لَبَّـاكَا  !!

مازَال جُرحكَ ……

في الضَّمائر نازفاً

وفمُ الحقيقةِ ……

للزَّمَـانِ حَكَـاكَا !!

والشِّعرُ أنبتَ مِن …..

أسَاكَ قَوافِيَـاً

حمراءَ تَقطُـرُ ……

مِن وَريدِ إِبَـاكَا !!

عَادت جِراحُـكَ …..

والإباءُ نجيعُهـا

تَحكي انتصارَكَ ….

وانكِسـارَ عِدَاكَا !!

يَنسَابُ صوتُك …..

للضَّمَائِـرِ هَـادِراً

فإذا الزَّمَـانُ ….

يُعِيدُ رجعَ صَدَاكَا :

” إيَّاكَ أَنْ تَرضَى …..

الحيَـاةَ بذِلَّـةٍ

أو أن تَبيـعَ …..

لغاشِمٍ دُنيَـاكَا !!

عِشْ سَيِّداً مهما …..

بُلِيتَ  وشامِخَـاً

أو مُتْ عزيـزاً …..

في سَبيلِ عُـلاَكَا

فالعَيشُ بيـن …..

الظَّالمين هُوَ الرَّدى

والمَوتُ في عِـزٍّ …..

بـهِ مَحيَـاكَا “

ألفَيتَ دِينَ ….

مُحمَّدٍ في مِحنَـةٍ

لَـمْ يَشتكِ ……

مِمَّـا بـهِ لـسِوَاكَا !!

عَاثَت بـهِ أيدي …..

الطُغَـاةِ وأسرَفَت

لَـمْ يَستقِمْ ……

إلاَّ على أشـلاكَا !!

كَادت أُمَيَّـةُ أنْ …..

تَهُـدَّ أصولَـهُ

لَـمْ يُحيِهِ إلاَّ …..

نَجِيـعُ دِمَـاكَا

عاشُورُ وافَى …..

قُمْ ووَاسِ أحمَداً

وانصُب على …..

رُزءِ الحُسينِ عَزاكَا

وانثُر دمُوعَكَ …..

في المُصِيبةِ مُعوِلاً

واقدَحْ زنادَ …..

الحُزنِ في أحشَاكَا

وانعَ ابنَ فاطمةٍ ……

بِقَلـبٍ والِـهٍ

قد ذَابَ حُزناً …..

في اشتِعالِ أسَـاكَا

واذكرهُ في يوم …..

الطُّفـوفِ مُجَدَّلاً

ظامِـي الفُؤادِ …..

إذا رَويتَ ظَمَـاكَا

واذكُر خِيامَ الآلِ ……

لمَّـا أُحرِقَت

والسَّبيَ والتَّنكيلَ …..

إن أشجَـاكَا

واذكر شبابَـاً …..

كالكواكِبِ صُرِّعوا

وهَووا كما تَهوي …..

نجُـومُ سَمَـاكَا  !!

راحُوا يَخطُّون …..

الوَفاءَ مَلاحِمَـاً

بِدمِ الكرامَـةِ …..

كي يَرُفَّ لِوَاكَا

عَاشُورُ هَـلْ ……

مازِلتَ فِينا جَذوةً ؟

أمْ في الشَّقـا ….

عِشنا بِلا معنَـاكَا ؟

عُدْ كالنَّمِيـرِ وفي …..

الضَّمائِـر هَـادِراً

لا نَرتقِـي إلاَّ …..

إذا عِشنَـاكَا  !!

عَاشُورُ قد عَاثَت ….

أصابِـعُ فِتنَـةٍ

عمياء كَادَت أن …..

تُمِيـتَ هُدَاكَا  !!

عَاشُورُ هذي …..

كربلائُكَ حيَّـةٌ …..

فِينـا وهَاتِيـكَ ……

الدِّمَـاءُ دِمَـاكَا

يا جُرحُ أوجِعِنـا …..

وأَرِّقَ جَفننـا

إن سَاومَتنا في …..

الحيَـاةِ عِدَاكَا

هُزَّ الضَّمائِرَ إن …..

غَفَت أو سَاوَمت

وانـزفْ فليسَ ….

يَهُزُّهـا إِلاَّكَا  !!

المركز الثالث (القصيدة الحديثة): خَالقُ الأسماء (إبراهيم بوشفيع)

خَالقُ الأسماء

إبراهيم محمد بوشفيع

(الأحساء – السعودية)

بِاسمِ الطفوفِ أقمتُ فرضَ رِثائي

ورفعتُ (نعيًا) من صَدَى آبائي

وقبضتُ من أثرِ الخيام.. نثرتُهُ

كحلاً بعينِ الشمسِ والجوزاءِ

وبعثتُ قمصانَ الحنينِ قوافلاً

تَحدو بأشواقي ولحنِ بُكائي

فلرُبَّما ارتدَّتْ بصيرةُ عاشقٍ

فرأى الحقيقةَ بعد طولِ عَمَاءِ

سأظلُّ أبكي كربلاءَ لأرتدي

بصري، ولن تَبْيَضَّ عينُ ولائي

أبكي وأبكي، تلكَ ثورةُ مُهجتي

في وجهِ من رقصوا على أشلائي

هذي الدموعُ مِن النبيِّ معينها

صُهرت شموسًا في مسيلِ ضياء

سأظلُّ أحملها بجرّة مقلتي

لتشعَّ في (قارورةِ الزهراءِ)

***

أنَّى التفتُّ إلى الحسينِ وجدتني

أرنو إلى أقصى الخلودِ النَّائي

وإذا تصفَّحْتُ الملاحِمَ كلَّها

فالطفُّ تبقى مصحفَ الأدباءِ

ما كنتُ (هومر) حين شيّدَ حالِمًا

أمجادَ (أوديسيوس) من إِيحاءِ

(إلياذتي) مِن كربلاءَ رويتُها

نبأً تصدّرَ أصدقَ الأنباءِ

مِن جمرِها أطلقتُ كُلَّ فراشةٍ

غضبًا يُعيدُ قِيامةَ العَنْقَاءِ

أفردتُ أجنحتي على جَبَل الإبا

وعرجتُ بـ(العباسِ) ألفَ سماءِ

(طروادتي) خِيَمُ النِّساءِ.. وقد هَوتْ

بخديعةِ النيرانِ في البيداءِ

وإذا شربتُ مصابَها ذقتُ الشجى

ونسيتُ طعم البؤس في (البؤساء)

***

سافرتُ منّي للحسينِ مهاجرًا

ما عُدتُ منه إلى وراءِ ورائي

هي لحظةٌ تكفي لأُبعثَ بعدَها

حيًّا جديدًا ليس كالأحياء

خَلقًا ترابيًّا أُذيبَ أديمُهُ

بدموعِ عاشوراءَ لا بالماءِ

عيناهُ جمرٌ من حرائقِ كربلا

رئتاهُ حزنُ معابدٍ خرْساءِ

يندكُّ في طُورِ الحسينِ وُجودُهُ

ويسيلُ معنىً في فمِ العرفاءِ

شيءٌ ولا شيءٌ أمامَ حسينِهِ

واسمٌ هوى من صفحةِ الشهداءِ

***

يا عاشقَ الباكينَ أو معشوقَهُمْ

أفنيتَهُمْ بهواكَ أيَّ فناءِ!!

باعوكَ أعيُنَهم وجمرَ صدورِهمْ

فحملتَها في رحلةِ الإسراءِ

وزَّعتَ هاتيكَ الدموعَ مُبارِكًا

خَلقَ النجومِ وشُعلةَ الأنواءِ

كُنَّا هباءً في دهور غيابنا

فجمعتَنا في سلَّةِ الكُرماءِ

أكبرتُ شأنكَ لستَ محضَ روايةٍ

تُحكى فتُبكى يومَ عاشوراءِ

أنتَ المكانُ.. فكلُّ أرضٍ كربلا

أنتَ الزمانُ، ومنطقُ الأشياءِ

***

نحنُ الذين على الطريقِ تساقطوا

جثثًا بوجهِ عواصفٍ هوجاءِ

فسقيتنا ماء الحياة، ولم تزل

تهبُ الخلودَ بكفِّكَ البيضاءِ

من نحن؟ أجسادٌ بغيرِ ملامحٍ

وبلا هواكَ دُمىً بِلا أسماءِ

برؤاك تُشعلُ في القصيدةِ ثورةً

حتى تُنزِّهَ (سورة الشعراءِ)

كي تغسلَ الأشعارَ مِن إذعانِها

وتعيدَها للثورةِ الحمراءِ

قد جئتَ باسمكَ فاتحًا كلماتِنا

فإذا الحروفُ مدائنٌ مِنْ (لاءِ)

نطقتْ جراحُك بالبلاغةِ كلِّها

ودِماكَ آخرُ خُطبةٍ عصماءِ

***

 

المركز الثاني (القصيدة الحديثة): مُهرٌ على مَشَارفِ القَصِيدَة (ناصر زين)

مُهرٌ على مَشَارفِ القَصِيدَة

ناصر ملا حسن زين

(سنابس – البحرين)

خُطوةً خُطوةً .. يَعبرُ مُهرُ السَّماءِ عَوالمَ القَصيدةِ حَاملاً دَمَ الحُسينِ وضَوءًا مِنْ بَقايا قلبِ الحسينِ
حتَّى يَحطَّ في طَفِّ القِيامةِ مَجازًا حقيقيًّا بلَونِ الحُسين

****

بَينَ القَصِيدةِ والقَصِيدةِ مُهرُهُ
عَبرَ العَوَالِمَ ..
والكِنايةُ جِسرُهُ

عَبرَ المَجَازَ
وليسَ ثَمَّةَ أَحرُفٌ
إِلّا جِراحًا للخُلودِ تَجُرُّهُ

مِنْ كُلِّ حَرفٍ ظَامِئٍ
–  لا يَنتَمِيْ إِلّا إلى الشُّطآنِ –
يَنطقُ نَهرُهُ :

” قِفْ ” .. !!
قَالَ للتَّأرِيخِ
حِينَ بِرَكبهِ وَقَفَ الحُسينُ على الرِّماحِ
ودَهرُهُ !!

“مَا إِسمُ هَذيْ الأَرضِ ..” ؟!

قِيلَ: تَمرُّدٌ
وتَجدُّدٌ
وَجَعٌ
تَنفَّسَ فَجرُهُ

وبذَاكَ أنْبأَهُ الصَّهِيلُ:
” هُنا هُنا جَسَدٌ  ..
سِهَامُ القَاتلينَ تَسرُّهُ ”  !!

وسَيَعبُرُ النَّهرُ الشَّهِيدُ مَدَائنًا ظَمْأى
إِلى حَيثُ الحُسينُ ونَحرُهُ

تَأتيهِ مِرآةُ الخِيَامِ
تَضَمُّهُ مَعنىً سَمَاويًّا
تَسَامَى طُهرُهُ

يَأتِيهِ مُهرُ اللهِ
يَحملُ قَلبَهُ ضَوْءًا
يُوزِّعهُ الإِلَهُ
وأَمرُهُ

تَمتَدُّ فِيهِ الأَرضُ،
يَبلُغُ يَومُها حَدَّ القِيَامَةِ ..
والقِيامَةُ عُمرُهُ !!

فاللَّهُ يُشعلُ بالحُسينِ حَضَارَةً للعَالمِينَ
إِذا تَكسَّرَ صَدرُهُ

ويَسُحُّ صَوتُ المُهرِ
يُحييْ عَالمًا
وبنَفخِ هذا الطِّينِ يُبعثُ طَيرُهُ

لُغزاً
ستَرفَعُكَ السَّمَاءُ ..
لتَرفعَ الأَوْطَانَ غَيمًا
قَد تَنَاسَلَ قَطرُهُ

مُذْ نَصَّبُوا في (الشَّامِ) رَبًّا قَاتلاً
كُنتَ السَّنابلَ ..
والمَنَاجِلُ كُفرُهُ

عَرشٌ سَرابيٌّ
و(يَمٌّ) شَقَّهُ (كفٌّ إِلهيٌّ)
لتُؤمِنَ (مِصرُهُ)

أَلقَيتَ (مِثْلِيْ لا يُبايعُ مِثلَهُ)
أَفعىً
وذَاكَ الرَّبُ يَبطُلُ سِحرُهُ !!

وأَنا بجُرحِكَ فِكرةٌ وقَصِيدَةٌ ..
قَلَمٌ تَوَرَّثَ: أنَّ جُرحَكَ فِكرُهُ

ظِلاً
سَأتبَعُ خْطوَتيكَ
بدَاخَلِي (مُوسَى)
يُعَلِّمهُ الحَقائقَ (خِضْرُهُ)

وكشَفتَ للطِّينِ الغِطاءَ
ليَسْجُدَ الوَردُ المُكفَّنُ بالجِراحِ
وعِطرُهُ

ومَنَحتَ للأَشياءِ كُنهَ وجُودِها المَائِيِّ
حَيثُ (الطَّفُّ) تَنبضُ بِئرُهُ

لَمَّا يَزلْ مُهرُ المَشيْئةِ رَاكضًا بَينَ القَصَائدِ ..
والمَسَافةُ حِبرُهُ

ليَخُطَّ في لَوْحِ الأُلُوْهَةِ :
(يااااا حُسينُ)
فيَحتَفيْ بَيدِ المَلائكِ سَطرُهُ !!

ويَمرُّ بالشُّعراءِ
يَرسمُ خَيمةً مِنْ أحرُفٍ
وأنا (الكُمَيتُ) وشِعرُهُ

و(الهَاشِميّاتُ)*¹
انْهمَرنَ جَدَاولاً مَسبيَّةً،
والدَّربُ مَوتٌ قَفرُهُ

وأَنا أَنا (هَمَّامُ)*²
قُلتُ : ” قُلُوبُهمْ أَسيَافُهمْ .. !!
والسَّيفُ يَنْضَحُ غَدرُهُ “

وأنا بإِصبِعِهِ القَطِيعِ مُعلَّقٌ
طِفلاً رَضِيعًا
قَد تَشَقَّقَ ثَغرُهُ

” يا للظَّلِيمَةِ ..”
والسُّؤالُ مُجرَّحٌ في مُهرهِ :
–  هَلْ قَامَ حَقًّا حَشرُهُ ؟!

*  الحَشرُ جِسمٌ بَضَّعُوهُ
فَسُلْسِلَتْ مِنهُ القَدَاسَةُ
والكِتابُ
وسِفرُهُ

– ما سِرُّ هَذا الرَّأسِ حَيثُ بقَطعهِ يَنمو ؟!!
*  أجَلْ ..
للآنَ يُجهلُ سِرُّهُ !!

فالرَّأسُ يا للرَّأسِ نَخلٌ
كُلَّما قَطَعُوهُ يَثأرُ للمَواسمِ تَمرُهُ

دُوَلٌ ..
و(أُختُ الجُرحِ) *3
تَحفرُ نَهضَةً :
” ..  واللَّهِ لنْ يُمْحى الحُسينُ وذِكرُهُ  ”

يَومًا سَيَحكُمُ رَأسُهُ الدُّنيَا
إِذا قُطِعَ الوَريدُ الحُرُّ
يَنزفُ نَصرُهُ

يَفنَى الفَنَاءُ
وكُلُّ عَرشٍ ميِّتٍ ..
ويَظلُّ في الأَزمَانِ حَيًّا قَبْرُهُ !!

فهُناكَ (ثَأرُ اللَّهِ)
نَزفُ قَصِيدةٍ عَرشيَّةٍ ..
باللَّهِ يُكتَبُ ثَأرُهُ !!

***

المركز الأول (القصيدة الحديثة): نَقْشٌ على بَوَّابَةِ التَّأويلِ (تهاني الصبيح)

نَقْشٌ على بَوَّابَةِ التَّأويلِ

تهاني حسن عبدالمحسن الصبيح

(الأحساء  – السعودية)

(إلقاء الشاعر حسين العلي)


لأنَّ مَعْناكَ حَيٌّ عِنْدَ كُلِّ نِدَا

يُؤَوِّلُ المَوْتَ فِكْراً وانْعِتاقَ صَدَى

لأنَّ مَعْناكَ فِي الْجِينَاتِ مُخْتَزَلٌ

مَا زِلْتَ في نُطَفِ الْأَحْرَارِ مُنْعَقِدَا

مَا زِلتَ صَوْتاً إلى ( هَيْهاتَ ) مُرْتَحِلاً

 حَتَّى تُرَسِّخَ فِي الْوِجْدَانِ مُعْتَقَدَا

مَا زِلْتَ في مَشْهَدٍ طَابَ العُرُوجُ بِهِ

وَقَدْ تَجَلَّى يَقِيناً ، حِكْمَةً ، وهُدَى

فَبَيْنَمَا ( تَجْمَعُ ) الْإِصْلَاحَ فِي قِيَمٍ

يَجِيءُ صَبْرُكَ يَوْمَ الطَّفِّ ( مُنْفَرِدَا )

وَبَيْنَمَا يَشْتَكِي الْأَطْفَالُ مِنْ ظَمَإٍ

سَيَشْرَبُ النَّهْرُ مِنْ كَفَّيْكَ نَخْبَ فِدَا

وبَيْنَمَا زَيْنَبٌ فِي الْبَرِّ تَائِهَةٌ

يَمْتَدُّ رَأْسُكَ خَطْوَاً ، أَذْرُعاً ،، وَيَدَا

وَكُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ الْخَيْلَ قَدْ وَطَأَتْ

فِي صَدْرِكَ الْحَقَّ ، لَكِنْ يَوْمَهَا وُلِدَا !!

***************

آمَنْتُ أَنَّكَ تَجْرِي فِي دُمُوعِ أَبِي

وَكُنْتُ أَسْمَعُ مَنْ يَنْعَاكَ فِي الشُّهَدَا

“مَا غَسَّلُوهُ ولا لَفَّوْهُ فِي كَفَنٍ

يَوْمَ الطُّفُوفِ ولا مَدَّوا عَلَيْهِ رِدَا” *

وحِينَ أُمِّيَ شَقَّتْ جَيْبَ لَهْفَتِهَا

وَجَدْتُ حُزْنَكَ فِي شَرْيَانِيَ احْتَشَدَا

يَا سَيّدِي كُلَّمَا قَلْبِيْ تَصَدَّعَ بِي

شَدَّ الرِّحَالَ إِلَى ذِكْرَاكَ وابْتَعَدَا

وَكُلَّمَا أَغْرَقَتْنِي فِيكَ عَاطِفَتِي

أَحْسَسْتُ أَنَّ جَمَالَ الْعَالَمِينَ بَدَا

تُرَوِّضُ الرِّيحَ لوْ جَاءَتْكَ عَاتِيَةً

تُكَثِّفُ الْوَرْدَ حَتَّى يَجْتَلِيكَ نَدَى

وَتَعْتِقُ الرُّوحَ مِنْ أسْمالِ غُرْبَتِهَا

إِلَى امْتِدَادِ حَنِينٍ فِي سَمَاكَ عَدَا

وَتَسْكُبُ الشَّمْسَ مِنْ رَمْضَائِهَا لِأَرَى

شَلَّالَ نُورٍ عَلَى أَشْلَائِكَ اتَّحَدَا

وتَغْرِسُ الْحُبَّ فِي أَعْمَاقِ مَنْ عَرَفُوا

مَعْنَاكَ حِينَ تَحَرَّوا فِي الْهَوَى رَشَدَا

***************

يَا سَيِّدِي كُلَّمَا نَادَتْكَ أَخْيِلَتِي

رَأَيْتُ كُلَّ عَرَاءٍ فِي الثَّرَى جَسَدَا

وَحِينَ غَطَّاكَ وَهْجُ الشَّمْسِ مُنْكَسِراً

بَكَتْ عَلَيْكَ غُيُومٌ وافْتَرَشْتَ مَدَى

وَالسَّيْفُ خَرَّ بِوَادِي كَرْبَلَا صَعِقَاً

مُذْ لَاحَ طُورُكَ فَوْقَ الرَّمْلِ مُتَّقِدَا

لِذَا تَخَفَّفْتَ حَتَّى غِبْتَ فِي دِيَمٍ

يَسُوقُهَا اللَّهُ في الدُّنْيَا لَنَا مَدَدَا

واخْتَرْتَ مَوْتَكَ مِنْ لَوْحِ الْخُلُودِ ، كَمَنْ

أَحْيَا عَلَى مَفْرَقِ الْأَزْمَانِ كُلَّ رَدَى

************

يَا سَيِّدي ضِفَّتِي فِي الْحُبِّ ظَامِئَةٌ

وَأَنْتَ نَهْرٌ مِنَ الْإِحْسَاسِ مَا نَفِدَا

يَأْتِيكَ ظِلِّي وَأَبْقَى فِيكَ هَائِمَةً

وَيَحْبِسُ الشَّوْقُ صَوْتِي كُلَّمَا صَعَدَا

فَيَا حُسَيْنٌ إِذَا لَبَّتْكَ سَارِيَتِي

فَفِي الْمَرَافِئِ مَوْجٌ بَيْنَنَا شَهِدَا

وَلِي مَرَايَاكَ لَوْ صَلَّى الْغَرَامُ بِنَا

شَفَّتْ مَلَامِحَ وَجْهِي كُلَّمَا سَجَدَا

وَلِي خِيَامُكَ حَتَّى حِينَمَا احْتَرَقَتْ

ظَلَّتْ مَلَاذاً لِمَنْ تَحْيَا بِهِ أَبَدَا …..

 

*************

* البيت تضمين لشاعر لم أجد اسمه.

نتائج فئة القصيدة الموكبية (الصائحة)

نتائج مسابقة شاعر الحسين الرابعة عشرة (1444 / 2022)

فئة القصيدة الموكبية (الصائحة)


المركز الأول

قصيدة (صهيل الدموع) للشاعر رضا درويش

(الرادود صالح الدرازي) – مأتم بن سلوم بالمنامة


المركز الثاني

قصيدة (لن أترك الحسين) للشاعر سيد علوي الغريفي
(الرادود سيد مصطفى الموسوي) – مأتم الحاج عباس بالمنامة


 

المركز الثالث

قصيدة (حبيب بن مظاهر) للشاعر كرار حيدر الخفاجي

(الرادود علي بوحمد) – مأتم العجم الكبير بالمنامة


المركز الرابع

قصيدة (والله حسرة) للشاعر عقيل ميرزا
(الرادود عبدالأمير البلادي) – مأتم بن سلوم بالمنامة


المركز الخامس

قصيدة (ليلة العاشر) للشاعر سيد أحمد العلوي
(الرادود مهدي سهوان) – مأتم بن خميس بالسنابس


تنويهات

1- امسح كود QR للاستماع إلى التسجيل المرئي للقصيدة (يوتيوب).

2- جرى ترشيح القصائد من قبل جمهور الموكب الحسيني، وليس الشاعر نفسه، وعرضت على لجنة تحكيم متخصصة انتقت 5 قصائد بدون ترتيب، وأخيراً عرضت على الجمهور عبر تصويت إلكتروني لتحديد المراكز الخمسة.

3- اقتصر التقييم على كلمات القصيدة، ولم يشمل الأداء أو اللحن.

4- نطاق المسابقة: مكانياً أحد مواكب أو مآتم البحرين، وزمانياً موسم عاشوراء 1444 هـ.

 

الصبيح تؤنث (رابعة الشمس) .. الخميس على عرش (الناعية) .. وراية (الصائحة) في يد درويش

في مهرجان جماهيري ونخبوي مميز وتحت رعاية علمائية مباركة:

شعراء الشرقية يفرضون إيقاعهم على نتائج (شاعر الحسين)

بلاد القديم – شاعر الحسين

تحت رعاية كريمة من سماحة آية الله السيد عبدالله الغريفي (دام ظله الوارف)، الذي أناب عنه سماحة السيد محمد الغريفي، ووسط لفيف جماهيري وعلمائي ونخبوي مهيب، فرض شعراء المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية إيقاعهم على معزوفة نتائج مسابقة شاعر الحسين في موسمها الرابع عشر (1444 / 2022)، وذلك عبر اقتناص 4 مراكز من أصل 6 ضمن فئتي: القصيدة الحديثة (رابعة الشمس)، والقصيدة الكلاسيكية (الناعية)، في حين اقتصرت فئة القصيدة الموكبية (الصائحة) على نصوص الموكب الحسيني المنشدة خلال موسم عاشوراء الأخير داخل مملكة البحرين.

تكوّرت من وهج المهرجان ملحمة شعرية نسجتها أنامل شعراء الطفوف عبر جغرافيا الحسين الشاسعة، من البحرين إلى القطيف والأحساء، مروراً بالكويت وسلطنة عمان والإمارات، ومن فرات العراق إلى هضاب سوريا ولبنان انحداراً إلى وادي الأردن، ومن نيل مصر والسودان، عروجاً للجزائر، وانتهاءً بإيران .. (187) صوتاً شعرياً من (14) دولة، تباينت الجغرافيا وائتلفت تضاريس القلب بحب الحسين (ع)، وفاح من بين حروفها عبق المودة الحسينية الصادقة.

فقد أسرجت صهوة فعاليات المهرجان الختامي للمسابقة في الساعة 7:30 من مساء يوم الجمعة (ليلة السبت) 30 سبتمبر / أيلول 2022م، في مأتم (الحاج علي عبدالله بن خميس) في منطقة بلاد القديم (مملكة البحرين)، بتلاوة قرآنية مباركة للمقرئ الموفق يوسف الحمادي.

بعدها ألقى الشعراء الستة المتأهلون ضمن فئتي القصيدة الحديثة (رابعة الشمس) والتراثية الكلاسيكية (الناعية) نصوصهم الراشحة، مع تعليقات موجزة لأعضاء لجنتي التحكيم المختصتين، وكان على منصة العرافة المقدِّم البارع الأستاذ فلاح جعفر.

بعدها ألقى الأستاذ الشاعر عبدالله القرمزي كلمة بالإنابة عن لجنة تحكيم فئة القصيدة الموكبية (الصائحة).


النائحة .. سحابةٌ من الدمع

أعقبت ذلك فقرة (النائحة) المميزة، وهي عبارة عن مختارات حزينة من قصائد شاعر البحرين الراحل غازي الحداد، أنشدها بترانيم شجيّة الرادود المبدع السيد عصام الهاشمي، وأجاشت صدور جمهور المسابقة باستذكار مصائب كربلاء الأليمة.


تكريم شخصيات الحفل .. آباء الشعر

وجرياً على السنة الحميدة في استضافة وتكريم شخصيات مختارة من الشعراء الذين يرتشفون من منابع جيل روّاد القصيدة الحسينية الأصيلة، احتفت مسابقة شاعر الحسين هذا العام بشخصيّتين مميزتين:

(1) الشيخ مكي الجزيري (شاعر وخطيب حسيني)

الشخصية الأولى هي: الشاعر والخطيب الحسيني الشيخ مكي آل بدر الجزيري، من جزيرة النبي صالح، صاحب ديوان (النفثات المكية في رثاء العترة الأحمدية)، الذي ألقى مقتطفات قصيرة من مراثيه، أخذت بمجامع القلوب.


(2) المرحومة الملاية أم علي عنان (شاعرة وراثية حسينية)

وكانت الشخصية الثانية هي الخطيبة والشاعرة المرحومة (أم علي) السيدة مريم محمد علي سلطان، من قرية الماحوز، صاحبة ديوان (فليبكِ الباكون) الذي صدرت منه ثلاثة أجزاء، وقد قرأ الجمهور سورة الفاتحة على روحها الطاهرة، وأرواح شعراء أهل البيت (ع) الذين اختارهم الله إلى جواره الكريم، وعلى الأخصّ الشاعر غازي الحداد والشاعر عبدالطاهر الشهابي، قبل أن يتم تسليم زوج الشاعرة (الحاج حسين عباس عنان) درع التكريم والجائزة والراية الحسينية، وكانت الشاعرة قد انتقلت إلى رحمة الله قبل 8 أيام من موعد المهرجان، لتنال التكريم الأسنى من الحسين (ع).


تكريم أعضاء لجان التحكيم

بعدها تم تكريم أعضاء لجان التحكيم الثلاث، إلى جانب رعاة المسابقة وكوادره الفنية، وتألفت لجان التحكيم لهذا العام من 10 أعضاء:


  • لجنة تحكيم فئة القصيدة الحديثة (رابعة الشمس):

  1. الدكتور علي أحمد مهدي عمران.

  2. الدكتور حسين أحمد حسين سلمان.

  3. الدكتور جعفر مهدي آل طوق.


  • لجنة تحكيم فئة القصيدة التراثية (الناعية):

  1. الدكتور حسين علي يحيى.

  2. الدكتور عدنان عبدالجليل الحلواجي.

  3. الشيخ زكريا عبدالله العويناتي.


  • لجنة تحكيم فئة القصيدة الموكبية (الصائحة):

  1. الشيخ بشار عبدالهادي العالي.

  2. الأستاذ عبدالله حسن القرمزي.

  3. الأستاذ عبدالشهيد علي جاسم الثور.

  4. الأستاذ حبيب علي آل حيدر.


تدشين ديوان شاعر الحسين

بعدها، جرى إعلان تدشين الجزئين الأول والثاني من الموسوعة الشعرية الرثائية الضخمة (ديوان شاعر الحسين)، ويضمان 862 صفحة، وهما باكورة مشروع توثيقي يستوعب الكمّ الأكبر من القصائد المحفوظة في أرشيف المسابقة طيلة 15 عاماً، وتطمح الموسوعة إلى توثيق زهاء ألف قصيدة حسينية عبر 6 أجزاء تصدر تباعاً، في نسختين إلكترونية ومطبوعة، وهي تشكّل إضافة نوعيّة مهمة لمكتبة أدب الطفّ.

وقد تم إهداء النسخة التدشينية الأولى إلى سماحة آية الله السيد عبدالله الغريفي (تسلّمها بالإنابة عنه سماحة السيد محمد الغريفي).


معرض الريشة الحسينية

وعلى هامش المهرجان، تم تنظيم معرض فني مصاحب للوحات منتقاة من فعالية الريشة الحسينية، وهي فعالية بصرية تقوم رؤيتها على المزج بين الإيحاءات الشعرية والتعبير اللوني التشكيلي.


النتائج النهائية للمسابقة

أخيراً، تم إعلان النتائج النهائية للمسابقة في فئاتها الثلاث، وتكريم الشعراء وتسليمهم الشهادات والدروع والجوائز، وقد جاءت النتائج على النحو التالي:

1- فئة القصيدة الحديثة (رابعة الشمس):

*المركز الأول: تهاني حسن الصبيح (الأحساء – السعودية) بقصيدتها (نَقْشٌ على بَوَّابَةِ التَّأويلِ).

*المركز الثاني: ناصر ملا حسن زين (السنابس – البحرين) بقصيدته (مُهرٌ على مَشَارفِ القَصِيدَة).

*المركز الثالث: إبراهيم محمد بوشفيع (الأحساء – السعودية) بقصيدته (خَالقُ الأسماء).


2- فئة القصيدة التراثية الكلاسيكية (الناعية):

*المركز الأول: أحمد محمد الخميس (القطيف – السعودية) بقصيدته (وأَهَـلَّ شهـرُ الوالِهيـن).

*المركز الثاني: باسم عبدالحسين الحسناوي (النجف – العراق) بقصيدته (رواية الطفّ).

*المركز الثالث: زهراء عبدالله الشوكان (تاروت – القطيف – السعودية) بقصيدتها (طرفُ الشجا).


3- فئة القصيدة الموكبية (الصائحة):

*المركز الأول: رضا درويش بقصيدته (صهيل الدموع) التي ألقاها الرادود (صالح الدرازي) – مأتم بن سلوم بالمنامة.

*المركز الثاني: سيد علوي الغريفي بقصيدته (لن أترك الحسين) التي ألقاها الرادود (سيد مصطفى الموسوي) – مأتم الحاج عباس بالمنامة.

*المركز الثالث: كرار حيدر الخفاجي بقصيدته (حبيب بن مظاهر) التي ألقاها الرادود (علي بوحمد) – مأتم العجم الكبير بالمنامة.

*المركز الرابع: عقيل ميرزا علي بقصيدته (والله حسرة) التي ألقاها الرادود (عبدالأمير البلادي) – مأتم بن سلوم بالمنامة.

*المركز الخامس: سيد أحمد العلوي بقصيدته (ليلة العاشر) التي ألقاها الرادود (مهدي سهوان) – مأتم بن خميس بالسنابس.

(تنويه: أفرزت لجنة التحكيم القصائد الخمس دون ترتيبن تجرى تحديد مراكزها المعلنة عن طريق التصويت الإلكتروني للجمهور)

فيما نال الشاعر ناصر ملا حسن زين (درع غازي الحداد) عن طريق تصويت جمهور المهرجان.


وقد تخلل المهرجان توزيع هدايا تذكارية وكتيبات على جمهور الحضور الغفير، والسحب على 4 ساعات يد (رجالية ونسائية).

في جانب  التغطية الإعلامية، تم بث المهرجان على الهواء مباشرةً عبر قناة أم البنين الفضائية، وعبر قناتي: شاعر الحسين، والقرمزي في اليوتيوب.

شاهِد الحفل كاملاً عبر قناة شاعر الحسين في اليوتيوب:

مهرجان شاعر الحسين الرابع عشر 1444 – البحرين

يُذكر أن فعاليات مسابقة شاعر الحسين قد انطلقت منذ عام 2008م، وهي تُعنى بأدب عاشوراء الشعري، وتحظى بشعبية جماهيرية واسعة واهتمام نخبوي متميز داخل البلاد وخارجها، ويقوم على تنظيمها مأتم أنصار الحق بالبلاد القديم (مملكة البحرين).

 

1 أكتوبر 2022م