البصريون بمأتم البصري يتألقون .. وراية الحسين في أيدي الشاعرين العبدالله وخضير 

وسط حضور علمائي وجماهيري غفير :

البصريون بمأتم البصري يتألقون .. وراية الحسين في أيدي الشاعرين حسن العبدالله وأحمد خضير 

بلاد القديم – البحرين:

وسط حضور جماهيري وعلمائي ونخبوي غفير، انعقد المهرجان الختامي لمسابقة شاعر الحسين السادسة عشرة مساء يوم الجمعة (ليلة السبت) الموافق 6 سبتمبر / أيلول 2024م بمأتم البصري بمنطقة البلاد القديم (البحرين) تحت رعاية سماحة العلامة سماحة الشيخ علي الصددي (بالإنابة عن سماحة العلامة الشيخ محمود العالي)، فيما انعقد المحفل النسائي الموازي في مأتم أم البنين برعاية السيدة معصومة السيد عيسى مديرة الحوزة العلمية الزينبية.

واكتسب منصة التتويج بألوان العلم العراقي لوّنته أنامل شعراء البصرة والنجف، فقد نال لقب شاعر الحسين عن فئة القصيدة الحديثة الشاعر البصري (حسن سامي العبدالله)، فيما نال اللقب عن فئة القصيدة الكلاسيكية الشاعر البصري (أحمد كاظم خضير).


إلقاء القصائد والتعليق النقدي

 

بدأ الحفل بقراءة آيات من الذكر الحكيم بصوت المقرئ الموفق يوسف ناصر، ثم جرى إعلان قائمة أسماء الشعراء المتأهلين ضمن فئة القصيدة الحديثة حسب الترتيب التالي (ألفبائيا):

* الشاعر حسن سامي العبدالله  (بث مرئي مصور للشاعر).

* الشاعر حسين أحمد الأسدي (بالإنابة الشاعر سيد علوي الغريفي).

* الشاعر يوسف يعقوب المعاميري (البحرين).

أعقبتها كلمة تقييمية للقصائد الملقاة ألقاها عضو لجنة القراءة النقدية الأستاذ الدكتور علي أحمد عمران.

تلت ذلك وقفة لقراءة سورة الفاتحة إلى روح مؤسس المسابقة وملهما الأول المرحوم الشاعر غازي الحداد، وإلى روح الشاعر عيسى ميرزا النوري الذي غادرنا هذا العام.

بعدها، تم إلقاء القصائد الثلاث المتأهلة ضمن فئة القصيدة الكلاسيكية حسب الترتيب التالي (ألفبائيا):

  • الشاعر أحمد كاظم خضير (بث مرئي مصور للشاعر).

  • الشاعر رسول باقر الشيباوي (بالإنابة: الشاعر عقيل ميرزا)

  • الشاعر مرتضی حيدري آل كثير (بالإنابة الشاعر عبدالله القرمزي).

تلت ذلك كلمة تقييمية للقصائد الملقاة ألقتها (في المحفل النسائي) عضو لجنة القراءة النقدية  الدكتورة زهرة عيسى حرم، وناب عنها في المحفل الرجالي الدكتور حسين أحمد سلمان.

بعدها، صدحت  حنجرة الرادود الموفق السيد عصام الهاشمي بمختارات رثائية شجيّة مُبكية من أشعار الأديب الراحل الأستاذ غازي الحداد.


تدشين إصدارات المسابقة النقدية والشعرية

تلت ذلك فقة تدشين إصدارات المسابقة الشعرية والنقدية، ابتداءً من تدشين الأجزاء (6، 7، 8، 9) من ديوان (شاعر الحسين)، وهو موسوعة شعرية كبرى تضم حوالي 1400 قصيدة حسينية معاصرة، وتمثل إضافة نوعية لمكتبة أدب الطف، حيث تفضل رئيس مأتم أنصار الحق (الأستاذ عبدالرضا عبدالرسول) ورئيس اللجنة المنظمة (الأستاذ عبدالجليل الصفار) بإهداء سماحة العلامة الشيخ علي الصددي النسخة التدشينية للديوان في دورته الكاملة.

أما الإصدار الثاني فهو كتاب (تراجيديا كربلاء الحسين: رؤى وتأملات في خطابات كربلاء وما بعد كربلاء) لمؤلفه الكاتب والشاعر البحريني يوسف حسن، ويضم باقة من المقالات النقدية التي تسلط الضوء على مجموعة منتخبة من نصوص الأدب الحسيني الخالدة قديمها وحديثها، وبضمنها قراءات تحليلية في بعض النصوص الحائزة على لقب شاعر الحسين في السنوات الماضية، كما يعالج الكتاب جانباً من إشكالات القصيدة الحسينية المعاصرة.

وقد قام مؤلّف الكتاب بإهداء النسخة التدشينية إلى راعي الحفل العلامة الشيخ علي الصددي ثم القى كلمة تعريفية بالكتاب.


تكريم شخصيتي الحفل

ثم انتقل جمهور المهرجان فقرة تكريم شخصيات الحفل، جرياً على عادتها الحميدة في تكريم كوكبة من شعراء الرثاء الحسيني المعاصرين، حيث اختارت المسابقة هذا العام شخصيّتين تميزتا في الخطابة الحسينية وكتابة القصائد الرثائية في مصائب الحسين وأهل البيت (ع)، إحداهما شخصية رجالية من قرية أبوصيبع، هو الملا حسين بن ميرزا الزاكي الأصبعي، صاحب ديوان (عبرة السعداء في رثاء النبي والشهداء).

وقد تم تسليمه درعاً تكريمياًَ وهدية بيد سماحة العلامة الشيخ علي الصددي راعي الحفل، وشارك رئيس جمعية أبو صيبع الخيرية (الحاج حميد لطف الله)  في تكريم الشاعر ممثلاً عن أهالي قرية أبو صيبع، ثمّ قدّم شهادة شكر للمسابقة استلمها رئيس اللجنة المنظمة الأستاذ عبدالجليل الصفار.

أما الشخصية المكرمة الأخرى (النسائية) فهي السيدة خاتون بنت السيد ماجد بن السيد حسين (أم ميرزا)، من قرية كرانة، ولديها العديد من القصائد والإصدارات الحسينية: من المراثي والجلوات، منها: (رزايا الغاضرية (9 أجزاء)، جمرة حزن، صيحات هاشمية (4 أجزاء)، مجالس العترة (8 أجزاء)، دمعة وحزن (جزءان)، أفراح هاشمية).

وقد جرى تكريمها في المحفل النسائي بمأتم أم البنين، حيث استلمت درع التكريم والهدية من يدي السيدة معصومة السيد عيسى مديرة الحوزة الزينبية (راعية المحفل النسائي)، كما ساهمت ممثلات عن فريق الطفل والمرأة بجمعية كرانة الخيرية في تكريم الشاعرة، فيما قام رئيس الجمعية الأستاذ زهير علي بتسليم رئيس اللجنة المنظمة شهادة شكر.


تكريم أعضاء لجنتي القراءة النقدية والداعمين والرعاة

بعدها، تم تكريم أعضاء لجنتي القراءة النقدية والداعمين والرعاة، حيث تم تكريم عضوات لجنة القراءة النقدية النسوية في المحفل النسائي على يدي السيد معصومة السيد عيسى راعية الحفل النسوي، فيما جرى تكريم الفريق الرجالي على يدي سماحة العلامة الصددي راعي الحفل.

وتألف كادر التحكيم هذا العام من فريقين منفصلين للقراءة النقدية، أحدهما نسائي يضم (الدكتورة زهرة حرم، والأستاذة أحلام الخزاعي، والأستاذة زهراء المتغوي)، والثاني رجالي يضم (الدكتور علي أسد، والدكتور علي عمران، والدكتور حسين أحمد سلمان).


النتائج وتكريم الفائزين:

وأخيراً تم إعلان النتائج والمراكز النهائية وتكريم الشعراء المتأهلين،  وذلك على النحو التالي:

 فئة القصيدة الكلاسيكية

المركز الأول: ذبيح الفرات

الشاعر أحمد كاظم خضير

العراق – البصرة

المركز الثاني:  صلوات الماء

الشاعر مرتضی حيدري آل كثير

إيران – الأهواز

المركز الثالث: يا كل أمتعة الخلود

الشاعر رسول باقر الشيباوي

العراق – النجف

نتائج فئة القصيدة الحديثة

المركز الأول: معمدان الفرات

الشاعر حسن سامي العبدالله

العراق  – البصرة

المركز الثاني: نيّفٌ وسبعون

الشاعر يوسف يعقوب المعاميري

البحرين – المعامير

(نال أيضاً درع الشاعر غازي الحداد عن طريق تصويت الجمهور)

المركز الثالث: حين يمطرُ الظمأ

الشاعر حسين أحمد عبد الصمد الأسدي

العراق – البصرة


وتخللت فقرات المهرجان السحب على أربع ساعات للجمهور (رجاليتين ونسائيتين). وكان على منصة العرافة المقدم المتميز علي النعيمي. وتم بث الفعالية على الهواء مباشرةً على قناتي العقيلة وأم البنين الفضائيتين.


يذكر أنّ 103 شعراء من 10 دول إسلامية خاضوا غمار المنافسة في فئتي المسابقة، 52 نصاً ضمن فئة القصيدة الحديثة، و 51 نصاً في فئة القصيدة الكلاسيكية، وتأهل منهم 6 شعراء سيتم إلقاء قصائدهم في المهرجان وإعلان النتائج النهائية. وينتمي الشعراء المشاركون إلى عشر دول عربية وإسلامية هي: البحرين (41) قصيدة، السعودية والعراق بواقع (24) قصيدة لكل منهما، أهواز إيران (4) قصائد، سلطنة عمان ولبنان بواقع (3) قصائد لكل منهما، وقصيدة واحدة لكل من (الكويت، الإمارات، مصر، سوريا).

يذكر أن مسابقة شاعر الحسين قد انطلقت من مأتم أنصار الحق (بلاد القديم / البحرين) في العام 2008م، وتختص بالقصيدة الحسينية بأبعادها الرثائية والإحيائية، وتمنح المسابقة الفائزين ثلاث جوائز مالية لكل فئة تبلغ قيمتها (1500، 1000، 500) دولار على التوالي.

@alhussainpoet

المركز الأول – فئة القصيدة الكلاسيكية: قصيدة (صلوات الماء) للشاعر مرتضى حيدري آل كثير (الأهواز)

المركز الأول – فئة القصيدة الكلاسيكية

ذَبيحُ الفُرَاتِ

الشاعر / أحمد كاظم خضير

(العراق – البصرة)

 

            “أَسْرِجُوا الْخَيْلَ، وَاصْعَدُوا أَيُّهَا الْفُرْسَانُ…

لأَنَّ لِلسَّيِّدِ رَبِّ الْجُنُودِ ذَبِيحَةً فِي أَرْضِ الشِّمَالِ عِنْدَ نَهْرِ الْفُرَاتِ”

                                                   سِفر إرميا 46

كَما جَوادُ حُروفي فِي القَصيدِ كَبا

كَبا الزَّمَانُ وظَلَّ الوَقتُ مُختَضِبَا

مُسَمَّراً فِي حُقولِ الدَّمعِ،

حِنطَتُهُ قَحطٌ ،

وتَنّورُهُ يُقري الوَرى سَغَبا

مِن اشتِياقِكَ بِي مَسٌّ يُنازِعُني

وَأهونُ الشَّوقِ مَا لِلعَقلِ قَدْ غَلَبا

أخيطُ نَهراً

وجُرحَ الأرضِ أحسَبُهُ

أريقُ وَجهي عَلى صَحرَائِها سُحُبا

أمشِي ..

وعُكَّازُ أحلامِي شَتاتُ دَمي

فَيَتبعُ الحُلمُ مِنْ رَمضَائِها سَبَبا

كُلّي التِفاتٌ

وصَوتُ الرَاحلينَ فَمي

لَحني يُراوِدُ فِي أحزانِهِ القَصَبا

رَملٌ ،

     صَهيلٌ ،

             دِمَاءٌ  ،

                  فِتيَةٌ نُجَبا

كانوا مَع السِّبطِ مِنْ آياتِنَا عَجَبا

يُؤثِّثونَ عُروشَ الحَقِّ

مِن لُغَةِ الضِّيَاءِ

يَتلونَ سِفرَ المُلتَقى بـ(صَبا)

وَعِندَما هَزَّتِ (الحَوراءُ) غِيرَتَهُمْ

تَساقَطوا تَحتَها فِي (كربَلا) رُطَبا

كأنَّ (نَمرودَ) ناداهُ (أبو لَهَبٍ)

وراحَ يَجمَعُ يَومَ العَاشِرِ الحَطَبا

فَقيل: (زَينَبُ)

_ لمَّا أحرَقوا خِيَماً_

كُوني سَلاماً وَبَرداً واطفِئي اللَّهَبا

وَقِربَةٌ سَالَ مِنها الضَّوءُ مُنسَكِبا

كَشْفٌ شَهِيٌّ

                يَقُدُّ الغَيبَ وَالحُجُبا

كأنَّ (عَبّاسَها) صُبحٌ بِلا رِئَةٍ

تَنَفَّسَ المَاءَ

                لكنْ عادَ مُلتَهِبا

“فَأينَ طَالوتُ وَالجَيشُ الذي اغتَرَفوا”

مِنَ الذي شُربَةً فِي النَّهرِ مَا شَرِبا

لمَّا تَجَلّى بِوَادي (كربَلا) انصَعَقوا

خَوفاً وَدُكَّتْ جِبالُ الكُفرِ مُذْ غَضَبا

فَكَيفَ غَنّى عَلى الأعنَاقِ صَارِمُهُ

ورَاح يَفتِكُ

      في جُمهورِهم طَرَبا؟

وَكيفَ مَرَّ عَلى الأفكارِ

مُتَّخِذاً سَبيلَهُ فِي بِحَارِ المُنتَهى سَرَبا؟!

هُوَ الحَقيقيُّ ..

       حَيُّ الأرضِ ، سَيِّدُهَا

وكُلُّ شُجعَانِهِم كانوا بِهَا لُعُبا

مَا كانَ يَظمأُ

كانَ المَاءُ يَعطَشُهُ

وَالنَّهرُ مِنْ دُونِهِ لَمْ يَألفِ التَّعَبا

********

بِحَسرَةِ الوَردِ (عيسَى) جاءَ مُعتَذِراً

إكليلُهُ الشَّوكُ ..

                   إكليلُ (الحُسَينِ) ضُبَا

يا (آدمَ) الطَّفِ

فِي أعضَاءِهِ سَجَدَتْ كُلُّ السُّيوفِ

وَأنبا بِسمِهَا إِرَبا

خَطَّتْ يَدُ اللهِ قَبلَ النُّورِ أحرُفَهُ

فَظَلَّ إسمَاً عَلا الأزمانَ وَالحُقُبا

ذَبيحَةُ اللهِ

لو رَامَ (الخَليلُ) لَهُ عِدلَاً

لَتَلَّ الوَرى جَمعاً

               ومَا اقتَرَبا

فِي صَدرِهِ ضَمَّ ثَالوثاً

يَنزُّ دَماً لِلهِ يَصعَدُ

           حَتّى الآنَ مَا نَضَبا

مَعارِجُ الدَّمِ نَحوَ الرَّبِ جَامِدَةٌ

سَلالِمَ الرَّفضِ

              لِلأحرارِ قَدْ وَهَبا

نَجمٌ يُسافِرُ (لاءً) فِي الظَّلامِ

ولا يَعلو بِأحلامِهِ

                إلّا شِرَاعُ إِبا

هَذا قَميصُكَ

          رَدَّ الأرضَ باصِرَةً

فَأينَ (يَعقوبُ) لَمَّا بَيَّضَ الهُدُبا؟

جَمَّعتُ فِي دَفتَرِ النِّسيَانِ ذَاكِرَتي

وجِئتُ فَرداً إلى مَعنَاكَ

                          مُغتَرِبا

كَسرتُ مِرآةَ تأويلي

وعُدتُ إلى صَليبِ فِكرٍ

          يَدُقُ العَقلَ وَالخَشَبا

وَكُنتُ أصلُبُ ذِكَرَ الطَّفِ فِي شَفَتِي

وَكانَ مَائِي

            عَلى الشُطآنِ مُنْصَلِبَا

وَرُحتُ أخصِفُ عُريَ البَوحِ

مِن وَرقِ الشِّعرِ

المُوشَّى -عَلى إملاقِهِ- ذَهَبا

أعودُ مِنكَ

قَوافي الشِّعرِ قَد عَلِمَتْ

أنْ لا خِتامَ لِشِعرٍ

                فيكَ قَد كُتِبا

المركز الثاني – فئة القصيدة الكلاسيكية: قصيدة (صلوات الماء) للشاعر مرتضى حيدري آل كثير (الأهواز)

المركز الثاني – فئة القصيدة الكلاسيكية

صلوات الماء

الشاعر مرتضى حيدري آل كثير

(إيران الأهواز)

 

مُذ أوقَدَ الغیمُ في أعماقنا أرَقَهْ

و صحوُکَ اشتقَّ من ضوءِ العُلی طُرُقَهْ

تساقَطَ اللیلُ في الخُذلانِ حینَ رأی

مدی السنابِكِ بدراً حاملاً أفُقَهْ

روّضتَ ذئبَ الظلامیّین َیا قَمراً

تظلّ منكَ زوایا الموتِ منخَرِقَهْ

فعُدت انت مُضيئاً للإلهِ وهُم

عادوا وجوهاً من الآثامِ مُحتَرِقَهْ

لمجدِكَ الفضلُ …دع عنكَ السهام إذا

صلَّت علی صدرهِ أو قَبَّلَت عُنُقَهْ

مازالَ في جُرحِکَ المفتوحِ مُتَّسَعٌ

للموتِ في الحُبِّ… یدعونا لنعتَنِقَهْ

ماتَ الضیاءُ و ظلَّ الدّّهرُ مُشتعلاً

بضوءِ حزنٍ …من الأوداجِ قد سَرَقَهْ

حزنٌ عطوفٌ مدى الأزمانِ يُلهِبُنا

كأنَّ من أجلنا الرحمَن قد خَلَقَهْ

ماذا يُريدُ قصيدي أن أقولَ و بي

من الرِّثاءِ حماسٌ يكرهُ الشَّفَقَهْ

و تصرخ الروحُ :يا مولايَ خذ بيدي

یا مَن رفَعتَ لواءَ المُنتهی بِثِقَه

فرمَّمَ الدمعُ في عينيَّ رؤيتَهُ

والبوحُ رشَّ على ايماءتي عَبَقَه

هُنا علی صفحتي تنعاكَ ثاکلةٌ

و خیمةٌ حُرَّةٌ تبکیکَ مُحتَرِقَه

مِن فرطِ ما غَرفَ الظمئی مدامِعَهم

یُقالُ أنّ: جروحَ الوردِ مُنفَتِقَه

تجيءُ زينبُ و البلوى تُرتِّلُها

و الأفقُ يحسَبُها آياً على وَرَقَه

دموعُها الثاكلاتُ المغلقاتُ فماً

وعينُها الخيمةُ المحنيةُ القَلِقه

و وجهُها الصبرُ و البلوی ملامِحُها

وخطوةً خطوةً بالعرشِ  مُلتَحِقَه

و أنتَ یا صلواتِ الماءِ…ماانسکَبَت

علیاكَ… الّا ارتَمَت في الدَهرِ مُنبَثِقَه

ماذا کَتَبتَ علی وجهِ الصعیدِ عنِ ال

الإیمانِ، حیثُ سمِعنا اللهَ قَد نَطَقَه

ما حَلَّ بالخُنصُرِ المقطوعِ هَل کُتِبَت

بهِ الحقیقَةُ أم اعطیتَهُ صَدَقَه

تُرِکتَ في ظَمأِ الصحراءِ رفرَفَةً

من القیاماتِ في رؤیاكَ مُختَنِقَه

و جئتُكَ الیومَ حیراناً بقافیتي

فاختارَني العشقُ یُملي صفحتي حُرَقَه

مولايَ جئتُكَ موجاً حاملاً وجعاً

یُتِمُّ في بحرِ حُزنِ المُنتهی غَرَقَه

المركز الأول – فئة القصيدة الحديثة: (مَعْمَدانُ الفُرات) للشاعر حسن سامي العبدالله (العراق – البصرة)

المركز الأول – فئة القصيدة الحديثة

 

مَعْمَدانُ الفُرات

الشاعر حسن سامي العبدالله

(العراق – البصرة)

 

 

مِنْ يوحَنّا الْمَعْمَدانِ يَحْيى بِنْ زَكَريّا إلى مَعْمَدانِ الفُراتِ الحُسَينِ بِنْ عَلي:

 

لأَنّي رَأَيْتُ المَجْدَ عِنْدَكَ جاثِيا

يُحاوِلُ أَنْ يَرْقى

إِلَيكَ المَراقِيا

أَتَيْتُكَ أَسْتَقْصي

وَقَدْ جِئْتُ رائيا

وَخَلَّفْتُ آثارَ السِّنينِ وَرائِيا

وَأَتْقَنْتُ تَطْويعَ المَواصيلِ

ذاهِباً إلى شُرْفَةٍ مِنْها أُثيرُ سُؤالِيا

لِماذا تَدورُ الأرْضُ

إلْا بِكَربَلا توَقَّفَتِ الدُّنيا

وفاضَتْ مَعانيا؟!

لِماذا الدَّمُ القُدْسِيُّ

ما لامَسَ الثَّرى

بَلِ انثالَ في وِسْعِ السَّماواتِ قانِيا؟

لِماذا الفُراتُ العَذْبُ

ما سالَ فَيْضُهُ لآلِكَ

لكِنْ سالَ في التَّيهِ عاصِيا؟

لِماذا ضَميرُ الجَمْعِ ما كانَ قارِئاً

لآياتِكَ العُظْمى

وَما كانَ واعِيا

لِماذا بِعاشوراءَ ما كانَ واحِدٌ

على طِفْلِكَ الظّامي

رَؤوفاً وَحانِيا؟

لِماذا.. لِماذاتي الّتي بُحَّ صَوْتُها تَطولُ

وَلا أَلْقى هُناكَ جَوابِيا؟!

أَنا صِنْوكَ الآتي مِنَ الأَمْسِ

شاهِداً على يَومِكَ الدّامي

بِما كُنْتُ لاقِيا

وَلكِنَّ ما لاقَيتَ

ما دارَ مِثْلُهُ

وَلا كانَ في الدُّنيا

على النّاسِ سادِيا

صَداكَ الّذي يُحْيي المَواتَ ارتِدادُهُ

لَهُ صارَ عُنْقودُ المُحالاتِ دانِيا

لَقَدْ جِئْتُ مِنْ نَحْرْي

نبيَّاً مُخَضَّبا لنَحْرِكَ

إذْ سالَتْ دِماكَ مَثانيا

لِصَدْري كِتابَا قَدْ أَخَذْتُ بِقُوَةٍ

وَأُوتيتُ حُكْماً مُذْ هَواكَ دَعانِيا

أَسيرُ إلَيكَ الآنَ

كُلّي انعِطافَةٌ

لـ لاءاتِكَ الكُبْرى مُريداً وَراجِيا

عَطِشْتُكَ

والأَنْهار ما زالَ ماؤها

عَنِ الهَدَفِ الأَسْمى بَعيداً ونائِيا

فَعِنْدَ سَماعي إنَّ في الطَّفِّ ثَوْرَةً

هَرَعْتُ إلى الوادي المُقَدَّسِ حافِيا

أَخي إِنَّني ما جِئْتُ

إلّا لأَنْتهي إلَيكَ

فأَسْتَجلي الخُلودَ مَراميا

أُفَتِّشُ عَنّي فيكَ،

أُنْبيكَ عَنْ دَمي

وَقَدْ سالَ في ضيقِ التَّآويلِ حامِيا

فقَدْ حَزَّ رَأسي

حاكِمٌ ظَلَّ رأسُهُ

بما اقتَرفَتْ كَفّاهُ بالظُّلْمِ واطِيا

على نَزْفِكَ المُفْضي إلى الشَّمْسِ دُلَّني

وَخُذْني إلى أوْداجِ طِفْلِكَ باكِيا

أَقولُ لِمَنْ شَكّوا

على الشَّكِ واظِبوا

لتُفْتَحَ أَبوابُ اليَقينِ أقاحِيا

كِلانا تَناوَبْنا شَهيدَينِ

فاسْأَلوا بذلِكَ أهْلَ (الطَّسْتِ)

ما كانَ حاوِيا؟!

أَتَيتُ..

وأَقْدارُ التَّشابُهِ بَيْنَنا

تؤكِّدُ أَنَّ الأُفْقَ ما زالَ دامِيا

لَقَدْ كُنْتَ مَذْبوحاً

على غَيرِ عادَةِ الذَّبيحينِ

جَنَّبْتَ الرِّقابَ المآسيا

نَجيعُكَ أَصْلُ الماوراءاتِ، سِرُّها

يُفَتِّقُ في قَحْطِ الرِّمالِ السَّواقيا

يشقُّ جِدارَ الصَّمْتِ صَوتُك

كاشِفاً لمَنْ خانَهُ الإبْصارُ

ما كانَ خافِيا

تُهَنْدِسُ عَكْسيّاً

صُروفاً مَريرَةً

ليُصْبِحَ مَسْبيٌّ

يُكَبِّلُ سابيا

وَتدْبغُ جِلْدَ المَوْتِ

لَوْ كانَ خاضِعاً لضِغْثٍ حَياةٍ

تُشْبِهُ النَّعْلَ باليا

خِيامُكَ وَجْهُ اللهِ ما طالَهُ اللظى

وَرَأسُكَ ثِقْلُ الكَوْنِ أَعْيا العَوالِيا

تَمَثَّلتُ في أَرْضِ النَّواويسِ

مَشْهَداً تَبَرْزَخَ فِسْطاطَينِ لكِنْ تَلاقيا..!

وَخَيلاً على الذِّكْرِ الحَكيمِ تَجَرَّأَتْ

(كَأَنّ على الأَعْناقِ مِنْهَا أفَاعِيَا)

وفي المَلأِ الأَعْلى

وَجَدْتُ الّذي انتَهى إلَيكَ شَهيداً

قابَ قوسَينِ دانِيا

(فَيا مالئَ الدُّنْيا وَشاغِلَ أَهْلِها)

بِعيْشِك مَرْضِيّاً وَمَوْتِكَ راضِيا

سَمِعْتُكَ في صورِ القِياماتِ نافِخَاً

كَأَنّي بإِسْرافيلَ جاءَ مُنادِيا..!

المركز الثالث – فئة القصيدة الحديثة: (حينَ يُمطرُ الظمأ) للشاعر حسين الأسدي (العراق – البصرة)

المركز الثالث – فئة القصيدة الحديثة

حينَ يُمطرُ الظمأ

الشاعر حسين أحمد عبدالصمد الأسدي

(العراق – البصرة)

 

الطفُّ مئذنة ٌ ونحرُكَ كبَّرا

    والوقتُ ظلَّ على الجراحِ مُسمَّــرا

من بعضِ جمركَ يولدُ الغيمُ الـــــذي

      سيطوفُ صحراءَ القوافـــي مُمطِرا

ذبحوكَ ثمَّ تفاجأوا يا ســــــــــيدي

    لمّا  نزفتَ بكلِّ عصرٍ مــــــــــــنبرا

هم كلمّا جَمعوا رمـــــــادَ طُغاتِهم

   أرسلتَ عاصــــــــــفةَ الدما فتَبعثرا

هم لحظة ٌعمياءُ تُهزمُ كلمّا

  نظرتْ إليكَ وأنتَ تُوقظُ أدهرا

بدمِ الرضيعِ غسلتَ وجهَ سمــاءِنا

  ورسمتَ فـــوقَ الأفقِ صبحاً أحمرا

خافتَّ بالأنـّــــــــاتِ تَحبسُهُنَّ إذْ

      صلّى إباؤُكَ بالجموعِ ليَجهرا

النهرُ لم يعرفْ سواكَ لماءِه

     معنىً فكلُّ الماءِ غيرُك مُفترى

ظمأُ الصغارِ الحالمينَ يفوحُ منْ
جرحِ الخيامِ وكانَ قلبُـكَ كوثرا

آمالُهم كانتْ تغازلُ قربةً
للآنَ تجري كي تُرتِّــلَ ما جرى

الله يا جســــــــــداً تفجرَّ

   يجمعُ الـــــــقرآنَ والأحكـــامَ

                  حينَ تفجرّا

أمُّ الكـــــــــــتابِ جراحُهُ ودماؤُهُ

  وحيٌ يطـــــــوفُ مبشرا ً أو منذرا

هيَ كربلاؤكَ جنـــــةٌ من تحتِها

    تجري دِمــــــــــــانا والمدامعُ أنهرا

ها أنتَ تغرسُ في الشهيدِ قضيةً

     ليسيرَ فـــــــوقَ مماتهِ نحوَ الذرى

ها أنتَ في طُرُقِ الحقيقةِ

        تســــكــبُ الآلامَ

          تـُــشعلها شموعــا ًللــورى

وتدقُّ بابَ الليلِ

    تمسحُ دمعــــــــــةَ الأيتامِ

       تُطعمُ جَفنهمْ خبزَ الكرى

عشق ٌحرستَ بهِ طفـــولَتنا التي

    عرفتهُ حضنا ًدافــــــــئاً كي تكبُرا

علَّمتَنا أنَّ الممات َ ولادة ٌ

     للثائريـــــــنَ  بهِ نزيدُ تَجَذُّرا

هم يعلمونَ

بأنَّ أصلكَ ثابتٌ في الأرضِ

          لم يسقوكَ كي لا تُثمرا

لكنهم ذبلوا جميعاً

   مثلَ أوراقِ الخريف

        وظل مجدُكَ أخضرا

ذبُلتْ فؤوسُ الموتِ دونَ نخيلهِ

            وتســـاقطتْ جزعا ًوظلَّ مُظفَّــرا

المركز الثالث – فئة القصيدة الكلاسيكية: قصيدة (يا كُلَّ أمتِعَةِ الخُلودِ) للشاعر رسول باقر الشيباوي (العراق – النجف)

المركز الثالث – فئة القصيدة الكلاسيكية

يا كُلَّ أمتِعَةِ الخُلودِ

الشاعر رسول باقر الشيباوي

(العراق – النجف الأشرف)

 

مُذ كُنتَ كُنّا بالسّيوفِ نبوحُ        ويصولُ فينا شاعرٌ مذبوحُ
والجرحُ آيةُ شاعرٍ ضجَّتْ عزيــمتُهُ لأنَّ فؤادَهُ مجروحُ
نبني قصائدَنا ونعلمُ أَنَّها            سُفُنٌ، وكلُّ الآدميّةِ نوحُ
ما زلتَ مائيَّ الحقيقةِ طالَما      تظمَا فماءُ الكونِ منكَ شحيحُ
ما زلتَ تأبى الماءَ علَّ الماءَ يكــــتشفُ الحياةَ فيورِقُ التّسبيحُ
خذْ دمعَ عائلةٍ تراكَ خلودَها     مطرًا بمِسْكِ الصّالحينَ يفوحُ
في المهدِ نبتكرُ الإشارةَ نُدبةً         فَكَفَاكَ مِنْ أطفالِكَ التّلويحُ
هذا، وعِشنا العمرَ نقطِفُ موتَنا    ونُزيِّنُ الموتى، فأنتَ الرّوحُ
لا شابَ رأسُ الأمَّهاتِ لأنّها          بسوادِها تمتازُ حينَ تنوحُ
مرَّتْ سَحابةُ كربلائِكَ لحظةً    ومَضَتْ وفَسَّرَ ما تُريدُ ضريحُ
عِيْساكَ يبكي! فالطّفوفُ نُبُوَّةٌ     مازالَ يُصلَبُ في هَوَاكَ مَسِيحُ
قتلوكَ .. فزَّ الصُّبحُ يسرِقُ لونَكَ الـــدّمَوِيَّ مسرورًا وأنتَ ذبيحُ
لوُضوحِ نحرِكَ في النّهارِ رسالةٌ يُمحَى بها التلميحُ والتصريحُ
خُذْنا لجنَّتِكَ البعيدةِ، كُلُّنا (لبّــــــــــيكَ)، حتّى العادِياتُ تَصيحُ
وهناكَ قلبُكَ يجمعُ الأحرارَ والشّـــــهداءَ والباكينَ فهوفسيحُ
ما بينَ أنصارٍ وأنصارٍ تدورُ الأرضُ خائفةً، فتعصـــفُ ريحُ
يا أيُّهم أنقى وكَفُّكَ غربلَتْ        كلَّ القلوبِ فيصمُتُ التّرجيحُ
يا جذوةَ الإسلامِ بعدَ محمَّدٍ            هذا رمادُكَ مُسندٌ وصحيحُ
يا صبرَ أوتادِ المدينةِ، كلَّما اكتأبَتْ بذكــــــــرِكَ تغتدي وتروحُ
أَوَ كُلَّما فطَمَتْ حليلةٌ ابْنَها              بدأَ الحسينُ بوجنتَيهِ يسيحُ
أَوَ كُلَّما ارتبكَتْ  برأسيَ فِكرةٌ     بِكَ لُذتُ حتّى زانَها التّوضيحُ
ما أجملَ السّفَرَ الحسينيَّ الّذي  يُنسِيْكَ رَهْطَكَ، فالحُسَينُ نزوحُ
يا كُلَّ أمتعةِ الخلودِ، ويا شذا الخَطَــواتِ نَحوالمجدِ وهويلوحُ
في الدّارِ صورتُكَ الشّهيدةُ، والنّدى العَقَدِيُّ ينضَحُ والجِهادُ طموحُ
ماقامَ مِحرابٌ توضَّأَ باسمِكَ الـــــــــــعطشانِ إلَّا أنتَ فيهِ طريحُ
السِّلمُ أنتَ، الحربُ أنتَ، اللّامسافـــةُ، والمسافةُ حيثُ تلكَ السّوحُ
لي أسوةٌ بِدِماكَ، أوِّلْنــــــــــي إذا نفِدَتْ دِمايَ فخاطِري مسفوحُ
سقَطَتْ أساطينُ الطّغاةِ وأنتَ مِنْ بيــداءِ وجدِكَ تُسْتَهامُ صُروحُ

المركز الثاني – فئة القصيدة الحديثة: (نيفٌ وسبعُون) للشاعر يوسف يعقوب علي (البحرين)

المركز الثاني – فئة القصيدة الحديثة

 

نيفٌ وسبعُون

الشاعر يوسف يعقوب علي

(البحرين – المعامير)

 

” والله لقد بلوتهم فما وجدت فيهم إلاَّ الأشوس الأقعس يستأنسون بالمنية دوني استئناس الطفل بمحالب أمه ” الإمام الحسين (ع).

1-ذَابُوا مَعَ الرِّيحِ

كالأَفْيَاءِ وانعَتَقوا

حَيثُ الحَقِيقَةُ حِبرٌ

والمدَى ورقُ

2-مُزمِّلُونَ يَقِينًا

 كُلَّمَا التَبَسَتْ

مَعَالِمُ الدَّربِ

 مَا اعوَجَّتْ بِهم طُرُقُ

3-وَكُلَّمَا فُتِنَتْ بِالموْتِ أَنْفُسُهُمْ

على نَوَاظِرهِمْ

 يَسْتَفْحِلُ الأَرَقُ

4-المُسْرِجُوْنَ

صَلاَةَ اللَّيلِ أُمْسِيَةً

حُرُوفُهَا مِنْ نَشِيْجِ الغَيْبِ تَنْدَلِقُ

5-يُدَاعِبُونَ نَوَاصِي الخَيْلِ

 إنْ صَهَلَتْ

كَأنَّهُم لِسِوى الهَيْجَاءِ

 مَا خُلِقُوا

6-تَشَجَّروا في مَحَانِي الطَّفِ

 وانْغَرَسَتْ

جُذُورُهم

 مِثلَ بَاقي النَّخْلِ والتَصَقُوا

7-مِنْ أَيْنَ تَعرِفُهُمْ؟

مِن فرطِ ما عَبَقَتْ

أَنْفَاسُ أيَّامِنَا،

 تَزْكُو بِمَا عَبَقُوا

8-مُضَمَّخُونَ بِعِطرِ الدَّمِ

 أَلبَسَهُمْ

وَشْيُ الطُّفِوْفِ

 فَزَانَتْ مِنْهُمُ الخُرَقُ

9-وَهُمْ أَعارُوا السَّمَا

 أَطْيَافَ حُمْرَتِهِمْ

حَتَّى تَسَرْبَلَ في أَلوَانِهِ الشَّفَقُ

10-عَلَى نَوَافِذِهِ النَّوْرَاءِ أَوْقَفَهُمْ

عِشُّ الضَّميرِ

 فَلَمْ يَعْلَقْ بِهِ رَنَقُ

11-هُمْ لَوْحَةُ الزَّمَنِ الأُولى

 وَقَدْ نُسِجَتْ

آيُ الخُلُوْدِ بِمَا صَاغُوا وَمَا نَطَقُوا

12-تَشَهَّدوا

قَبلَ تَارِيخِ الحَيَاةِ فَلَمْ

تَكُنْ وِلاَدَتُهُمْ مَا يَحْمِلُ العَلَقُ

13-وَمَا رَأَوا جَنَّةً في عَيْنهِمْ سَمَقَتْ

إِلاَّ الحُسَينَ

 كِمِصْدَاقٍ لمنْ صَدَقُوا

14-مَشَوا إِلى الموتِ

 مَشْيَ الموقِنِينَ بِهِ

فَآثَروا الخَيرَ

تَحْتَ السَّيْفِ وَاسْتَبَقوا

15-مُكَلَّلُوْنَ

 بِمَا للدَّمِ مَنْ وَهَجٍ

مَا جَفَّ مَنْبَعُهُ يَوْمًا

 فَمَا عَتِقُوا

16-مَرّوا ثِقَالاً عَلى الصَّحْرَاءِ فَارتَبَكَتْ

رِمَالُها ثُمَّ قَالَتْ:

 كِدْتُ أَخْتَنِقُ

17-أَوْغَلْتُ في مَشْهَدٍ

 يُوفي حَقِيْقَتَهُمْ

بِمَا يُحَدِّثُ عَنْ أَمْجَادِهِ الأَلقُ

18-فانْتَابَني مِنْ دَويِّ النَّحْلِ

 مَا خَشَعَتْ

لَهُ الملائِكُ

حَيْثُ الدَّمْعُ يَصْطَفِقُ

19-خُذْني أَيَا قَلَقَ التَّارِيخِ

 مِنْكَ إِلى

مِحْرَابِ غُرْبَتِهِمْ

 أَرْجُوْكَ يَا قَلَقُ

20-خُذني إلى وَاحَةِ الأَذْكَارِ

 أَسْمَعُهُمْ

لِخَلْوَةٍ خَيْطُهَا

 بِالفَجْرِ يَنْفَلِقُ

21-قَدْ آنَ أَنْ يَنْتَشِيْ

 بِالنَّصْرِ بَيْرَقُهُمْ

وَالرَّايَةُ الحَقُّ

لاَ تُلْوَى لَهَا عُنُقُ

22-سَيَعْطَشُ النَّهْرُ

 إِنْ طَافَ الجَفَافُ بِهِ

وِمِنْ نَدَى كَفِّهِمْ

 يَطْمَى بِهِ الغَرَقُ

23-العَلْقَمِيُّ الذي

 أَودَى الغُرُورُ بِهِ

تِيْهًا

عَلى ضِفَّتَيْهِ الخَوْفُ وَالحَنَقُ

24-سَيَلْبَسُ الآنَ

 ثَوْبَ الخَانِعِيْنَ إِذَا

مرَّتْ مَرَاكِبُهُمْ وَالجُوْدُ يَنْزَلِقُ

25-يَأْتُوْنَ مِنْ جِهَةِ الأَهْوَالِ

 عَاصِفَةً

كَأَنَّهُمْ نَفَخُوْا في الصُّوْرِ

 وَانْطَلَقُوا

26-وَلَمْ تَكُنْ

 صَرْخَةُ التَّكْبِيْرِ في فَمِهِمْ

إِلاَّ الدَّوِيُ الذي في الحَشْرِ يَأْتَلِقُ

27-مُحَرَّزُوْنَ

 بِثَغْرِ السِّبْطِ مَا تُلِيتْ

آياتُ (يَاسِينَ)

 إلا ضَجَّتِ (الفَلَقُ)

28-جُنَّتْ بِهِمْ

 فَلَوَاتُ الحَرْبِ مُذْ تَرَكُوا

لبسَ الدُّرُوْعِ

 وَحَارَ الطَّيشُ وَالنَّزَقُ

29-وَقَدَّمُوا

 كَالحَوَارِيينَ أَفْئِدَةً

بِغَيْرِ مَوْتِ العُلاَ

 وَالنَّحْرِ لاَ تَثِقُ

30-نَيْفٌ وَسَبْعُونَ

 كَانَ الشَّوْقُ يَجْمَعُهُمْ

عَلَى خِوَانِ المنَايَا

 وَالفِدَا طَبَقُ

31-حَتَّى اسْتَرَاحُوْا

 عَلَى وَجْهِ الثَّرَى جُثَثًا

وَلَمْ تَنَمْ مِنْهُمُ الأَجْفَانُ وَالحَدَقُ

32-فَقَدْ شَمَمْتُ دَمًا

 مِنْ طِيْبِ مَنْبَتِهِ

تَأَرَّجَ المِسْكُ وَالنَّعْنَاعُ وَالحَبَقُ

33-وَقَدْ رَأَيتُ

 نُجُوْمًا بِالقَنَا اشْتَبَكَتْ
حَتَّى بِهَا ضَاقَ

 مِنْ وِسْعِ المَدَى أُفُقُ

34-تِلْكَ الرِّمَاحُ التَّي

 تَزْهو وَقَدْ ضَمِنَتْ

لَحْمًا على نَصْلِهَا يَنْمُو وَيَتَّسِقُ

35-كَانَ الفِدَاءُ نَبِيًا

 وَحْيُ شِرْعَتِهِ

مَا أَخْبرَ السَّيْفُ

 لاَ مَا دَوَّنَتْ فِرَقُ

نتائج مسابقة شاعر الحسين ١٦

🚩 *فئة القصيدة الكلاسيكية:*

🥇 *المركز الأول: قصيدة ذبيح الفرات*

الشاعر أحمد كاظم خضير

العراق – البصرة

🥈 *المركز الثاني: قصيدة صلوات الماء*

الشاعر مرتضی حيدري آل كثير

إيران – الأهواز

🥉 *المركز الثالث: قصيدة يا كل أمتعة الخلود*

الشاعر رسول باقر الشيباني

العراق – النجف

🚩 *فئة القصيدة الحديثة:*

🥇 *المركز الأول: قصيدة معمدان الفرات*

الشاعر حسن سامي العبدالله

العراق  / البصرة

🥈 *المركز الثاني: قصيدة نيّفٌ وسبعون*

الشاعر يوسف يعقوب المعاميري

البحرين

🥉 *المركز الثالث: قصيدة حين يمطرُ الظمأ*

الشاعر حسين أحمد عبد الصمد الأسدي

العراق  / البصرة

الليلة بمأتم البصري .. وتحت رعاية سماحة العلامتين العالي والصددي: 103 شعراء من 10 دول يتنافسون على راية (شاعر الحسين)

تشرئب أعناق عشّاق ومُريدي القصيدة الحسينية لإعلان نتائج مسابقة شاعر الحسين السادسة عشرة خلال المهرجان الختامي الذي سينعقد في الساعة 7:30 من مساء اليوم الجمعة (ليلة السبت) الموافق 6 سبتمبر / أيلول 2024م بمأتم البصري بمنطقة البلاد القديم (البحرين) تحت رعاية سماحة العلامة الشيخ محمود العالي، وينوب عنه في الفعالية سماحة الشيخ علي الصددي. فيما سوف يعقد المحفل النسائي الموازي في مأتم أم البنين برعاية السيدة معصومة السيد عيسى مديرة الحوزة العلمية الزينبية.

وتصدح في المهرجان حنجرة الرادود الموفق السيد عصام الهاشمي بمختارات رثائية شجيّة مُبكية من أشعار الأديب الراحل الأستاذ غازي الحداد، مؤسس المسابقة.

يذكر أنّ 103 شعراء من 10 دول إسلامية خاضوا غمار المنافسة في فئتي المسابقة، 52 نصاً ضمن فئة القصيدة الحديثة، و 51 نصاً في فئة القصيدة الكلاسيكية، وتأهل منهم 6 شعراء سيتم إلقاء قصائدهم في المهرجان وإعلان النتائج النهائية. وينتمي الشعراء المشاركون إلى عشر دول عربية وإسلامية هي: البحرين (41) قصيدة، السعودية والعراق بواقع (24) قصيدة لكل منهما، أهواز إيران (4) قصائد، سلطنة عمان ولبنان بواقع (3) قصائد لكل منهما، وقصيدة واحدة لكل من (الكويت، الإمارات، مصر، سوريا).

وقد صرّح الأستاذ عبدالجليل الصفار رئيس اللجنة المنظمة بأنّ المسابقة شكّلت هذا العام فريقين منفصلين للقراءة النقدية، أحدهما نسائي يضم (الدكتورة زهرة حرم، والأستاذة أحلام الخزاعي، والأستاذة زهراء المتغوي)، والثاني رجالي يضم (الدكتور علي أسد، والدكتور علي عمران، والدكتور حسين أحمد سلمان)، وهي تجربة فريدة على هذا الصعيد، علماً بأنّ المشاركات الشعرية النسوية بلغت نسبتها هذا العام 17% من مجمل القصائد. وسوف يتم إلقاء القصائد الست المتأهلة خلال المهرجان مع وقفتين نقديتين للجنتي التحكيم، قبل إعلان النتائج والمراكز النهائية وتكريم الفائزين.

وأردف الصفار بأنّ المسابقة، وفي إطار مشروعها الطموح في رفد مكتبة الأدب الحسيني، تستكمل هذا العام موسوعتها الشعرية الكبرى (ديوان شاعر الحسين) بإصدار 4 أجزاء إضافية من الديوان المرجعي ليتألف في إجماله من 9 أجزاء تحتضن بين دفتيها 1370 قصيدة حسينية مجازة مشاركة في المسابقة منذ انطلاقها في العام ٢٠٠٨م لغاية 2023م، وتتوافر موسوعة شاعر الحسين للقرّاء في نسختين ورقية وإلكترونية.

وفي السياق ذاته، سيشهد المهرجان تدشين كتاب (تراجيديا كربلاء الحسين: رؤى وتأملات في خطابات كربلاء وما بعد كربلاء) لمؤلفه الكاتب والشاعر البحريني يوسف حسن، ويضم عشرات المقالات والدراسات النقدية التي تسلط الضوء على مجموعة منتخبة من نصوص الأدب الحسيني الخالدة قديمها وحديثها، وبضمنها قراءات تحليلية في بعض النصوص الحائزة على لقب شاعر الحسين في السنوات الماضية، كما يعالج الكتاب جانباً من إشكالات القصيدة الحسينية المعاصرة، والكتاب مدبّج بمقدمة لسماحة العلامة السيد عبدالله الغريفي.

 

وكما هو دأبها كل عام في تكريم آباء الشعر الحسيني في البحرين وامتداد مدرسة الرثاء الأصيلة، تستضيف منصة المهرجان الختامي لمسابقة شاعر الحسين هذا العام شخصيتين شعريتين وخطابيتين، أبدعتا في النعي والخطابة وكتاب المراثي الشعرية الحزينة المؤثرة، تكريماً لعطائهما المبدع الثري، الشخصية الأولى هي الملا حسين الزاكي، من قرية أبو صيبع، صاحب ديوان (عبرة السعداء في رثاء النبي والشهداء)، أمّا الشخصية الثانية فهي السيدة خاتون بنت السيد ماجد (أم ميرزا فضل)، من سكنة قرية كرانة،  لها عدة مجاميع رثائية وفرائحية في أهل البيت: (رزايا الغاضرية، جمرة حزن، صيحات هاشمية، مجالس العترة، دمعة وحزن، أفراح هاشمية).

وتتضمن فقرات المهرجان السحب على أربع ساعات للجمهور (رجاليتين ونسائيتين)، ويتم بث المهرجان على الهواء مباشرة على قناتي العقيلة وأم البنين الفضائيتين.

يذكر أن مسابقة شاعر الحسين قد انطلقت من مأتم أنصار الحق (بلاد القديم / البحرين) في العام 2008م، وتختص بالقصيدة الحسينية بأبعادها الرثائية والإحيائية، وتمنح المسابقة الفائزين ثلاث جوائز مالية لكل فئة تبلغ قيمتها (1500، 1000، 500) دولار على التوالي.

@alhussainpoet