وليالٍ عَشْر

وليالٍ عَشْر

هو الحسين ..
يرتجفُ الفناءُ فيبحرُ مع الخلود،تَرْمُشُ عيون الليل فيأتيها فجرُه .

هو الحسين ..
لا يُحاصَرُ ،فكلُّ الجهاتِ خلاص ،لا يَتَصَحَّر فكلّ البقاعِ له عُشْبٌ أخضر،يجيد لغة السلام ويرفع غصن الزيتون لذابحيه.

هو الحسين ..
قصيدة نونيّة حمراء ..قوافٍ كتبها النّزف الكربلائي ..والعطش المرسوم خِفية ..والنحر الناطق باسم الله.

هو الحسين ..
حين يرفع سورة الرضيع ..يقرأ آياتها ..يرسل حجّته ..فتأتيه السهام جوابا.. حينها يُفْرَى النّحر والسورة معاً.

هو الحسين ..
عظمةُ زينب وحقيقةُ الأكبر،وبراءة القاسم ،وشيبةُ حبيب،ووفاء صاحبِ الفرات حين طلّق ماءه ثلاثا،تلك هي الشيّم والهِمم ..هو مزيج من كلّ هذا فكانت كربلاء.

هو الحسين ..
يوسفُ كربلاء الذي أُلْقِي في جُبِّ من دَمْ ،ذئابه تكاثرت ..تناسلت ..يبحث عن يعقوبِه المكلوم وقميصِه الممزق ..فلا يعقوب ولا قميص .

هو الحسين ..
يعانقُ الموت ..يلفظُ العبودية ..يرتِّل الشهادة حرفاً حرفاً ..يفترشُ كربلاءَ سجادةَ صلاة ،يقيم الأذان ..حيّ على الدماء ..ينهي العشر مرمّلا قربة لله ..”خذ حتى ترضى”.. فَتَهِبِهُ السماءُ نداءً “سلاما يا حسين”.

عادل الفردان
القدم – البحرين