المركز الثاني – فئة القصيدة الكلاسيكية: قصيدة (صلوات الماء) للشاعر مرتضى حيدري آل كثير (الأهواز)

المركز الثاني – فئة القصيدة الكلاسيكية

صلوات الماء

الشاعر مرتضى حيدري آل كثير

(إيران الأهواز)

 

مُذ أوقَدَ الغیمُ في أعماقنا أرَقَهْ

و صحوُکَ اشتقَّ من ضوءِ العُلی طُرُقَهْ

تساقَطَ اللیلُ في الخُذلانِ حینَ رأی

مدی السنابِكِ بدراً حاملاً أفُقَهْ

روّضتَ ذئبَ الظلامیّین َیا قَمراً

تظلّ منكَ زوایا الموتِ منخَرِقَهْ

فعُدت انت مُضيئاً للإلهِ وهُم

عادوا وجوهاً من الآثامِ مُحتَرِقَهْ

لمجدِكَ الفضلُ …دع عنكَ السهام إذا

صلَّت علی صدرهِ أو قَبَّلَت عُنُقَهْ

مازالَ في جُرحِکَ المفتوحِ مُتَّسَعٌ

للموتِ في الحُبِّ… یدعونا لنعتَنِقَهْ

ماتَ الضیاءُ و ظلَّ الدّّهرُ مُشتعلاً

بضوءِ حزنٍ …من الأوداجِ قد سَرَقَهْ

حزنٌ عطوفٌ مدى الأزمانِ يُلهِبُنا

كأنَّ من أجلنا الرحمَن قد خَلَقَهْ

ماذا يُريدُ قصيدي أن أقولَ و بي

من الرِّثاءِ حماسٌ يكرهُ الشَّفَقَهْ

و تصرخ الروحُ :يا مولايَ خذ بيدي

یا مَن رفَعتَ لواءَ المُنتهی بِثِقَه

فرمَّمَ الدمعُ في عينيَّ رؤيتَهُ

والبوحُ رشَّ على ايماءتي عَبَقَه

هُنا علی صفحتي تنعاكَ ثاکلةٌ

و خیمةٌ حُرَّةٌ تبکیکَ مُحتَرِقَه

مِن فرطِ ما غَرفَ الظمئی مدامِعَهم

یُقالُ أنّ: جروحَ الوردِ مُنفَتِقَه

تجيءُ زينبُ و البلوى تُرتِّلُها

و الأفقُ يحسَبُها آياً على وَرَقَه

دموعُها الثاكلاتُ المغلقاتُ فماً

وعينُها الخيمةُ المحنيةُ القَلِقه

و وجهُها الصبرُ و البلوی ملامِحُها

وخطوةً خطوةً بالعرشِ  مُلتَحِقَه

و أنتَ یا صلواتِ الماءِ…ماانسکَبَت

علیاكَ… الّا ارتَمَت في الدَهرِ مُنبَثِقَه

ماذا کَتَبتَ علی وجهِ الصعیدِ عنِ ال

الإیمانِ، حیثُ سمِعنا اللهَ قَد نَطَقَه

ما حَلَّ بالخُنصُرِ المقطوعِ هَل کُتِبَت

بهِ الحقیقَةُ أم اعطیتَهُ صَدَقَه

تُرِکتَ في ظَمأِ الصحراءِ رفرَفَةً

من القیاماتِ في رؤیاكَ مُختَنِقَه

و جئتُكَ الیومَ حیراناً بقافیتي

فاختارَني العشقُ یُملي صفحتي حُرَقَه

مولايَ جئتُكَ موجاً حاملاً وجعاً

یُتِمُّ في بحرِ حُزنِ المُنتهی غَرَقَه