المركز الأول – فئة القصيدة الكلاسيكية: قصيدة (صلوات الماء) للشاعر مرتضى حيدري آل كثير (الأهواز)

المركز الأول – فئة القصيدة الكلاسيكية

ذَبيحُ الفُرَاتِ

الشاعر / أحمد كاظم خضير

(العراق – البصرة)

 

            “أَسْرِجُوا الْخَيْلَ، وَاصْعَدُوا أَيُّهَا الْفُرْسَانُ…

لأَنَّ لِلسَّيِّدِ رَبِّ الْجُنُودِ ذَبِيحَةً فِي أَرْضِ الشِّمَالِ عِنْدَ نَهْرِ الْفُرَاتِ”

                                                   سِفر إرميا 46

كَما جَوادُ حُروفي فِي القَصيدِ كَبا

كَبا الزَّمَانُ وظَلَّ الوَقتُ مُختَضِبَا

مُسَمَّراً فِي حُقولِ الدَّمعِ،

حِنطَتُهُ قَحطٌ ،

وتَنّورُهُ يُقري الوَرى سَغَبا

مِن اشتِياقِكَ بِي مَسٌّ يُنازِعُني

وَأهونُ الشَّوقِ مَا لِلعَقلِ قَدْ غَلَبا

أخيطُ نَهراً

وجُرحَ الأرضِ أحسَبُهُ

أريقُ وَجهي عَلى صَحرَائِها سُحُبا

أمشِي ..

وعُكَّازُ أحلامِي شَتاتُ دَمي

فَيَتبعُ الحُلمُ مِنْ رَمضَائِها سَبَبا

كُلّي التِفاتٌ

وصَوتُ الرَاحلينَ فَمي

لَحني يُراوِدُ فِي أحزانِهِ القَصَبا

رَملٌ ،

     صَهيلٌ ،

             دِمَاءٌ  ،

                  فِتيَةٌ نُجَبا

كانوا مَع السِّبطِ مِنْ آياتِنَا عَجَبا

يُؤثِّثونَ عُروشَ الحَقِّ

مِن لُغَةِ الضِّيَاءِ

يَتلونَ سِفرَ المُلتَقى بـ(صَبا)

وَعِندَما هَزَّتِ (الحَوراءُ) غِيرَتَهُمْ

تَساقَطوا تَحتَها فِي (كربَلا) رُطَبا

كأنَّ (نَمرودَ) ناداهُ (أبو لَهَبٍ)

وراحَ يَجمَعُ يَومَ العَاشِرِ الحَطَبا

فَقيل: (زَينَبُ)

_ لمَّا أحرَقوا خِيَماً_

كُوني سَلاماً وَبَرداً واطفِئي اللَّهَبا

وَقِربَةٌ سَالَ مِنها الضَّوءُ مُنسَكِبا

كَشْفٌ شَهِيٌّ

                يَقُدُّ الغَيبَ وَالحُجُبا

كأنَّ (عَبّاسَها) صُبحٌ بِلا رِئَةٍ

تَنَفَّسَ المَاءَ

                لكنْ عادَ مُلتَهِبا

“فَأينَ طَالوتُ وَالجَيشُ الذي اغتَرَفوا”

مِنَ الذي شُربَةً فِي النَّهرِ مَا شَرِبا

لمَّا تَجَلّى بِوَادي (كربَلا) انصَعَقوا

خَوفاً وَدُكَّتْ جِبالُ الكُفرِ مُذْ غَضَبا

فَكَيفَ غَنّى عَلى الأعنَاقِ صَارِمُهُ

ورَاح يَفتِكُ

      في جُمهورِهم طَرَبا؟

وَكيفَ مَرَّ عَلى الأفكارِ

مُتَّخِذاً سَبيلَهُ فِي بِحَارِ المُنتَهى سَرَبا؟!

هُوَ الحَقيقيُّ ..

       حَيُّ الأرضِ ، سَيِّدُهَا

وكُلُّ شُجعَانِهِم كانوا بِهَا لُعُبا

مَا كانَ يَظمأُ

كانَ المَاءُ يَعطَشُهُ

وَالنَّهرُ مِنْ دُونِهِ لَمْ يَألفِ التَّعَبا

********

بِحَسرَةِ الوَردِ (عيسَى) جاءَ مُعتَذِراً

إكليلُهُ الشَّوكُ ..

                   إكليلُ (الحُسَينِ) ضُبَا

يا (آدمَ) الطَّفِ

فِي أعضَاءِهِ سَجَدَتْ كُلُّ السُّيوفِ

وَأنبا بِسمِهَا إِرَبا

خَطَّتْ يَدُ اللهِ قَبلَ النُّورِ أحرُفَهُ

فَظَلَّ إسمَاً عَلا الأزمانَ وَالحُقُبا

ذَبيحَةُ اللهِ

لو رَامَ (الخَليلُ) لَهُ عِدلَاً

لَتَلَّ الوَرى جَمعاً

               ومَا اقتَرَبا

فِي صَدرِهِ ضَمَّ ثَالوثاً

يَنزُّ دَماً لِلهِ يَصعَدُ

           حَتّى الآنَ مَا نَضَبا

مَعارِجُ الدَّمِ نَحوَ الرَّبِ جَامِدَةٌ

سَلالِمَ الرَّفضِ

              لِلأحرارِ قَدْ وَهَبا

نَجمٌ يُسافِرُ (لاءً) فِي الظَّلامِ

ولا يَعلو بِأحلامِهِ

                إلّا شِرَاعُ إِبا

هَذا قَميصُكَ

          رَدَّ الأرضَ باصِرَةً

فَأينَ (يَعقوبُ) لَمَّا بَيَّضَ الهُدُبا؟

جَمَّعتُ فِي دَفتَرِ النِّسيَانِ ذَاكِرَتي

وجِئتُ فَرداً إلى مَعنَاكَ

                          مُغتَرِبا

كَسرتُ مِرآةَ تأويلي

وعُدتُ إلى صَليبِ فِكرٍ

          يَدُقُ العَقلَ وَالخَشَبا

وَكُنتُ أصلُبُ ذِكَرَ الطَّفِ فِي شَفَتِي

وَكانَ مَائِي

            عَلى الشُطآنِ مُنْصَلِبَا

وَرُحتُ أخصِفُ عُريَ البَوحِ

مِن وَرقِ الشِّعرِ

المُوشَّى -عَلى إملاقِهِ- ذَهَبا

أعودُ مِنكَ

قَوافي الشِّعرِ قَد عَلِمَتْ

أنْ لا خِتامَ لِشِعرٍ

                فيكَ قَد كُتِبا

المركز الثاني – فئة القصيدة الكلاسيكية: قصيدة (صلوات الماء) للشاعر مرتضى حيدري آل كثير (الأهواز)

المركز الثاني – فئة القصيدة الكلاسيكية

صلوات الماء

الشاعر مرتضى حيدري آل كثير

(إيران الأهواز)

 

مُذ أوقَدَ الغیمُ في أعماقنا أرَقَهْ

و صحوُکَ اشتقَّ من ضوءِ العُلی طُرُقَهْ

تساقَطَ اللیلُ في الخُذلانِ حینَ رأی

مدی السنابِكِ بدراً حاملاً أفُقَهْ

روّضتَ ذئبَ الظلامیّین َیا قَمراً

تظلّ منكَ زوایا الموتِ منخَرِقَهْ

فعُدت انت مُضيئاً للإلهِ وهُم

عادوا وجوهاً من الآثامِ مُحتَرِقَهْ

لمجدِكَ الفضلُ …دع عنكَ السهام إذا

صلَّت علی صدرهِ أو قَبَّلَت عُنُقَهْ

مازالَ في جُرحِکَ المفتوحِ مُتَّسَعٌ

للموتِ في الحُبِّ… یدعونا لنعتَنِقَهْ

ماتَ الضیاءُ و ظلَّ الدّّهرُ مُشتعلاً

بضوءِ حزنٍ …من الأوداجِ قد سَرَقَهْ

حزنٌ عطوفٌ مدى الأزمانِ يُلهِبُنا

كأنَّ من أجلنا الرحمَن قد خَلَقَهْ

ماذا يُريدُ قصيدي أن أقولَ و بي

من الرِّثاءِ حماسٌ يكرهُ الشَّفَقَهْ

و تصرخ الروحُ :يا مولايَ خذ بيدي

یا مَن رفَعتَ لواءَ المُنتهی بِثِقَه

فرمَّمَ الدمعُ في عينيَّ رؤيتَهُ

والبوحُ رشَّ على ايماءتي عَبَقَه

هُنا علی صفحتي تنعاكَ ثاکلةٌ

و خیمةٌ حُرَّةٌ تبکیکَ مُحتَرِقَه

مِن فرطِ ما غَرفَ الظمئی مدامِعَهم

یُقالُ أنّ: جروحَ الوردِ مُنفَتِقَه

تجيءُ زينبُ و البلوى تُرتِّلُها

و الأفقُ يحسَبُها آياً على وَرَقَه

دموعُها الثاكلاتُ المغلقاتُ فماً

وعينُها الخيمةُ المحنيةُ القَلِقه

و وجهُها الصبرُ و البلوی ملامِحُها

وخطوةً خطوةً بالعرشِ  مُلتَحِقَه

و أنتَ یا صلواتِ الماءِ…ماانسکَبَت

علیاكَ… الّا ارتَمَت في الدَهرِ مُنبَثِقَه

ماذا کَتَبتَ علی وجهِ الصعیدِ عنِ ال

الإیمانِ، حیثُ سمِعنا اللهَ قَد نَطَقَه

ما حَلَّ بالخُنصُرِ المقطوعِ هَل کُتِبَت

بهِ الحقیقَةُ أم اعطیتَهُ صَدَقَه

تُرِکتَ في ظَمأِ الصحراءِ رفرَفَةً

من القیاماتِ في رؤیاكَ مُختَنِقَه

و جئتُكَ الیومَ حیراناً بقافیتي

فاختارَني العشقُ یُملي صفحتي حُرَقَه

مولايَ جئتُكَ موجاً حاملاً وجعاً

یُتِمُّ في بحرِ حُزنِ المُنتهی غَرَقَه

المركز الأول – فئة القصيدة الحديثة: (مَعْمَدانُ الفُرات) للشاعر حسن سامي العبدالله (العراق – البصرة)

المركز الأول – فئة القصيدة الحديثة

 

مَعْمَدانُ الفُرات

الشاعر حسن سامي العبدالله

(العراق – البصرة)

 

 

مِنْ يوحَنّا الْمَعْمَدانِ يَحْيى بِنْ زَكَريّا إلى مَعْمَدانِ الفُراتِ الحُسَينِ بِنْ عَلي:

 

لأَنّي رَأَيْتُ المَجْدَ عِنْدَكَ جاثِيا

يُحاوِلُ أَنْ يَرْقى

إِلَيكَ المَراقِيا

أَتَيْتُكَ أَسْتَقْصي

وَقَدْ جِئْتُ رائيا

وَخَلَّفْتُ آثارَ السِّنينِ وَرائِيا

وَأَتْقَنْتُ تَطْويعَ المَواصيلِ

ذاهِباً إلى شُرْفَةٍ مِنْها أُثيرُ سُؤالِيا

لِماذا تَدورُ الأرْضُ

إلْا بِكَربَلا توَقَّفَتِ الدُّنيا

وفاضَتْ مَعانيا؟!

لِماذا الدَّمُ القُدْسِيُّ

ما لامَسَ الثَّرى

بَلِ انثالَ في وِسْعِ السَّماواتِ قانِيا؟

لِماذا الفُراتُ العَذْبُ

ما سالَ فَيْضُهُ لآلِكَ

لكِنْ سالَ في التَّيهِ عاصِيا؟

لِماذا ضَميرُ الجَمْعِ ما كانَ قارِئاً

لآياتِكَ العُظْمى

وَما كانَ واعِيا

لِماذا بِعاشوراءَ ما كانَ واحِدٌ

على طِفْلِكَ الظّامي

رَؤوفاً وَحانِيا؟

لِماذا.. لِماذاتي الّتي بُحَّ صَوْتُها تَطولُ

وَلا أَلْقى هُناكَ جَوابِيا؟!

أَنا صِنْوكَ الآتي مِنَ الأَمْسِ

شاهِداً على يَومِكَ الدّامي

بِما كُنْتُ لاقِيا

وَلكِنَّ ما لاقَيتَ

ما دارَ مِثْلُهُ

وَلا كانَ في الدُّنيا

على النّاسِ سادِيا

صَداكَ الّذي يُحْيي المَواتَ ارتِدادُهُ

لَهُ صارَ عُنْقودُ المُحالاتِ دانِيا

لَقَدْ جِئْتُ مِنْ نَحْرْي

نبيَّاً مُخَضَّبا لنَحْرِكَ

إذْ سالَتْ دِماكَ مَثانيا

لِصَدْري كِتابَا قَدْ أَخَذْتُ بِقُوَةٍ

وَأُوتيتُ حُكْماً مُذْ هَواكَ دَعانِيا

أَسيرُ إلَيكَ الآنَ

كُلّي انعِطافَةٌ

لـ لاءاتِكَ الكُبْرى مُريداً وَراجِيا

عَطِشْتُكَ

والأَنْهار ما زالَ ماؤها

عَنِ الهَدَفِ الأَسْمى بَعيداً ونائِيا

فَعِنْدَ سَماعي إنَّ في الطَّفِّ ثَوْرَةً

هَرَعْتُ إلى الوادي المُقَدَّسِ حافِيا

أَخي إِنَّني ما جِئْتُ

إلّا لأَنْتهي إلَيكَ

فأَسْتَجلي الخُلودَ مَراميا

أُفَتِّشُ عَنّي فيكَ،

أُنْبيكَ عَنْ دَمي

وَقَدْ سالَ في ضيقِ التَّآويلِ حامِيا

فقَدْ حَزَّ رَأسي

حاكِمٌ ظَلَّ رأسُهُ

بما اقتَرفَتْ كَفّاهُ بالظُّلْمِ واطِيا

على نَزْفِكَ المُفْضي إلى الشَّمْسِ دُلَّني

وَخُذْني إلى أوْداجِ طِفْلِكَ باكِيا

أَقولُ لِمَنْ شَكّوا

على الشَّكِ واظِبوا

لتُفْتَحَ أَبوابُ اليَقينِ أقاحِيا

كِلانا تَناوَبْنا شَهيدَينِ

فاسْأَلوا بذلِكَ أهْلَ (الطَّسْتِ)

ما كانَ حاوِيا؟!

أَتَيتُ..

وأَقْدارُ التَّشابُهِ بَيْنَنا

تؤكِّدُ أَنَّ الأُفْقَ ما زالَ دامِيا

لَقَدْ كُنْتَ مَذْبوحاً

على غَيرِ عادَةِ الذَّبيحينِ

جَنَّبْتَ الرِّقابَ المآسيا

نَجيعُكَ أَصْلُ الماوراءاتِ، سِرُّها

يُفَتِّقُ في قَحْطِ الرِّمالِ السَّواقيا

يشقُّ جِدارَ الصَّمْتِ صَوتُك

كاشِفاً لمَنْ خانَهُ الإبْصارُ

ما كانَ خافِيا

تُهَنْدِسُ عَكْسيّاً

صُروفاً مَريرَةً

ليُصْبِحَ مَسْبيٌّ

يُكَبِّلُ سابيا

وَتدْبغُ جِلْدَ المَوْتِ

لَوْ كانَ خاضِعاً لضِغْثٍ حَياةٍ

تُشْبِهُ النَّعْلَ باليا

خِيامُكَ وَجْهُ اللهِ ما طالَهُ اللظى

وَرَأسُكَ ثِقْلُ الكَوْنِ أَعْيا العَوالِيا

تَمَثَّلتُ في أَرْضِ النَّواويسِ

مَشْهَداً تَبَرْزَخَ فِسْطاطَينِ لكِنْ تَلاقيا..!

وَخَيلاً على الذِّكْرِ الحَكيمِ تَجَرَّأَتْ

(كَأَنّ على الأَعْناقِ مِنْهَا أفَاعِيَا)

وفي المَلأِ الأَعْلى

وَجَدْتُ الّذي انتَهى إلَيكَ شَهيداً

قابَ قوسَينِ دانِيا

(فَيا مالئَ الدُّنْيا وَشاغِلَ أَهْلِها)

بِعيْشِك مَرْضِيّاً وَمَوْتِكَ راضِيا

سَمِعْتُكَ في صورِ القِياماتِ نافِخَاً

كَأَنّي بإِسْرافيلَ جاءَ مُنادِيا..!

المركز الثالث – فئة القصيدة الحديثة: (حينَ يُمطرُ الظمأ) للشاعر حسين الأسدي (العراق – البصرة)

المركز الثالث – فئة القصيدة الحديثة

حينَ يُمطرُ الظمأ

الشاعر حسين أحمد عبدالصمد الأسدي

(العراق – البصرة)

 

الطفُّ مئذنة ٌ ونحرُكَ كبَّرا

    والوقتُ ظلَّ على الجراحِ مُسمَّــرا

من بعضِ جمركَ يولدُ الغيمُ الـــــذي

      سيطوفُ صحراءَ القوافـــي مُمطِرا

ذبحوكَ ثمَّ تفاجأوا يا ســــــــــيدي

    لمّا  نزفتَ بكلِّ عصرٍ مــــــــــــنبرا

هم كلمّا جَمعوا رمـــــــادَ طُغاتِهم

   أرسلتَ عاصــــــــــفةَ الدما فتَبعثرا

هم لحظة ٌعمياءُ تُهزمُ كلمّا

  نظرتْ إليكَ وأنتَ تُوقظُ أدهرا

بدمِ الرضيعِ غسلتَ وجهَ سمــاءِنا

  ورسمتَ فـــوقَ الأفقِ صبحاً أحمرا

خافتَّ بالأنـّــــــــاتِ تَحبسُهُنَّ إذْ

      صلّى إباؤُكَ بالجموعِ ليَجهرا

النهرُ لم يعرفْ سواكَ لماءِه

     معنىً فكلُّ الماءِ غيرُك مُفترى

ظمأُ الصغارِ الحالمينَ يفوحُ منْ
جرحِ الخيامِ وكانَ قلبُـكَ كوثرا

آمالُهم كانتْ تغازلُ قربةً
للآنَ تجري كي تُرتِّــلَ ما جرى

الله يا جســــــــــداً تفجرَّ

   يجمعُ الـــــــقرآنَ والأحكـــامَ

                  حينَ تفجرّا

أمُّ الكـــــــــــتابِ جراحُهُ ودماؤُهُ

  وحيٌ يطـــــــوفُ مبشرا ً أو منذرا

هيَ كربلاؤكَ جنـــــةٌ من تحتِها

    تجري دِمــــــــــــانا والمدامعُ أنهرا

ها أنتَ تغرسُ في الشهيدِ قضيةً

     ليسيرَ فـــــــوقَ مماتهِ نحوَ الذرى

ها أنتَ في طُرُقِ الحقيقةِ

        تســــكــبُ الآلامَ

          تـُــشعلها شموعــا ًللــورى

وتدقُّ بابَ الليلِ

    تمسحُ دمعــــــــــةَ الأيتامِ

       تُطعمُ جَفنهمْ خبزَ الكرى

عشق ٌحرستَ بهِ طفـــولَتنا التي

    عرفتهُ حضنا ًدافــــــــئاً كي تكبُرا

علَّمتَنا أنَّ الممات َ ولادة ٌ

     للثائريـــــــنَ  بهِ نزيدُ تَجَذُّرا

هم يعلمونَ

بأنَّ أصلكَ ثابتٌ في الأرضِ

          لم يسقوكَ كي لا تُثمرا

لكنهم ذبلوا جميعاً

   مثلَ أوراقِ الخريف

        وظل مجدُكَ أخضرا

ذبُلتْ فؤوسُ الموتِ دونَ نخيلهِ

            وتســـاقطتْ جزعا ًوظلَّ مُظفَّــرا

المركز الثالث – فئة القصيدة الكلاسيكية: قصيدة (يا كُلَّ أمتِعَةِ الخُلودِ) للشاعر رسول باقر الشيباوي (العراق – النجف)

المركز الثالث – فئة القصيدة الكلاسيكية

يا كُلَّ أمتِعَةِ الخُلودِ

الشاعر رسول باقر الشيباوي

(العراق – النجف الأشرف)

 

مُذ كُنتَ كُنّا بالسّيوفِ نبوحُ        ويصولُ فينا شاعرٌ مذبوحُ
والجرحُ آيةُ شاعرٍ ضجَّتْ عزيــمتُهُ لأنَّ فؤادَهُ مجروحُ
نبني قصائدَنا ونعلمُ أَنَّها            سُفُنٌ، وكلُّ الآدميّةِ نوحُ
ما زلتَ مائيَّ الحقيقةِ طالَما      تظمَا فماءُ الكونِ منكَ شحيحُ
ما زلتَ تأبى الماءَ علَّ الماءَ يكــــتشفُ الحياةَ فيورِقُ التّسبيحُ
خذْ دمعَ عائلةٍ تراكَ خلودَها     مطرًا بمِسْكِ الصّالحينَ يفوحُ
في المهدِ نبتكرُ الإشارةَ نُدبةً         فَكَفَاكَ مِنْ أطفالِكَ التّلويحُ
هذا، وعِشنا العمرَ نقطِفُ موتَنا    ونُزيِّنُ الموتى، فأنتَ الرّوحُ
لا شابَ رأسُ الأمَّهاتِ لأنّها          بسوادِها تمتازُ حينَ تنوحُ
مرَّتْ سَحابةُ كربلائِكَ لحظةً    ومَضَتْ وفَسَّرَ ما تُريدُ ضريحُ
عِيْساكَ يبكي! فالطّفوفُ نُبُوَّةٌ     مازالَ يُصلَبُ في هَوَاكَ مَسِيحُ
قتلوكَ .. فزَّ الصُّبحُ يسرِقُ لونَكَ الـــدّمَوِيَّ مسرورًا وأنتَ ذبيحُ
لوُضوحِ نحرِكَ في النّهارِ رسالةٌ يُمحَى بها التلميحُ والتصريحُ
خُذْنا لجنَّتِكَ البعيدةِ، كُلُّنا (لبّــــــــــيكَ)، حتّى العادِياتُ تَصيحُ
وهناكَ قلبُكَ يجمعُ الأحرارَ والشّـــــهداءَ والباكينَ فهوفسيحُ
ما بينَ أنصارٍ وأنصارٍ تدورُ الأرضُ خائفةً، فتعصـــفُ ريحُ
يا أيُّهم أنقى وكَفُّكَ غربلَتْ        كلَّ القلوبِ فيصمُتُ التّرجيحُ
يا جذوةَ الإسلامِ بعدَ محمَّدٍ            هذا رمادُكَ مُسندٌ وصحيحُ
يا صبرَ أوتادِ المدينةِ، كلَّما اكتأبَتْ بذكــــــــرِكَ تغتدي وتروحُ
أَوَ كُلَّما فطَمَتْ حليلةٌ ابْنَها              بدأَ الحسينُ بوجنتَيهِ يسيحُ
أَوَ كُلَّما ارتبكَتْ  برأسيَ فِكرةٌ     بِكَ لُذتُ حتّى زانَها التّوضيحُ
ما أجملَ السّفَرَ الحسينيَّ الّذي  يُنسِيْكَ رَهْطَكَ، فالحُسَينُ نزوحُ
يا كُلَّ أمتعةِ الخلودِ، ويا شذا الخَطَــواتِ نَحوالمجدِ وهويلوحُ
في الدّارِ صورتُكَ الشّهيدةُ، والنّدى العَقَدِيُّ ينضَحُ والجِهادُ طموحُ
ماقامَ مِحرابٌ توضَّأَ باسمِكَ الـــــــــــعطشانِ إلَّا أنتَ فيهِ طريحُ
السِّلمُ أنتَ، الحربُ أنتَ، اللّامسافـــةُ، والمسافةُ حيثُ تلكَ السّوحُ
لي أسوةٌ بِدِماكَ، أوِّلْنــــــــــي إذا نفِدَتْ دِمايَ فخاطِري مسفوحُ
سقَطَتْ أساطينُ الطّغاةِ وأنتَ مِنْ بيــداءِ وجدِكَ تُسْتَهامُ صُروحُ

المركز الثاني – فئة القصيدة الحديثة: (نيفٌ وسبعُون) للشاعر يوسف يعقوب علي (البحرين)

المركز الثاني – فئة القصيدة الحديثة

 

نيفٌ وسبعُون

الشاعر يوسف يعقوب علي

(البحرين – المعامير)

 

” والله لقد بلوتهم فما وجدت فيهم إلاَّ الأشوس الأقعس يستأنسون بالمنية دوني استئناس الطفل بمحالب أمه ” الإمام الحسين (ع).

1-ذَابُوا مَعَ الرِّيحِ

كالأَفْيَاءِ وانعَتَقوا

حَيثُ الحَقِيقَةُ حِبرٌ

والمدَى ورقُ

2-مُزمِّلُونَ يَقِينًا

 كُلَّمَا التَبَسَتْ

مَعَالِمُ الدَّربِ

 مَا اعوَجَّتْ بِهم طُرُقُ

3-وَكُلَّمَا فُتِنَتْ بِالموْتِ أَنْفُسُهُمْ

على نَوَاظِرهِمْ

 يَسْتَفْحِلُ الأَرَقُ

4-المُسْرِجُوْنَ

صَلاَةَ اللَّيلِ أُمْسِيَةً

حُرُوفُهَا مِنْ نَشِيْجِ الغَيْبِ تَنْدَلِقُ

5-يُدَاعِبُونَ نَوَاصِي الخَيْلِ

 إنْ صَهَلَتْ

كَأنَّهُم لِسِوى الهَيْجَاءِ

 مَا خُلِقُوا

6-تَشَجَّروا في مَحَانِي الطَّفِ

 وانْغَرَسَتْ

جُذُورُهم

 مِثلَ بَاقي النَّخْلِ والتَصَقُوا

7-مِنْ أَيْنَ تَعرِفُهُمْ؟

مِن فرطِ ما عَبَقَتْ

أَنْفَاسُ أيَّامِنَا،

 تَزْكُو بِمَا عَبَقُوا

8-مُضَمَّخُونَ بِعِطرِ الدَّمِ

 أَلبَسَهُمْ

وَشْيُ الطُّفِوْفِ

 فَزَانَتْ مِنْهُمُ الخُرَقُ

9-وَهُمْ أَعارُوا السَّمَا

 أَطْيَافَ حُمْرَتِهِمْ

حَتَّى تَسَرْبَلَ في أَلوَانِهِ الشَّفَقُ

10-عَلَى نَوَافِذِهِ النَّوْرَاءِ أَوْقَفَهُمْ

عِشُّ الضَّميرِ

 فَلَمْ يَعْلَقْ بِهِ رَنَقُ

11-هُمْ لَوْحَةُ الزَّمَنِ الأُولى

 وَقَدْ نُسِجَتْ

آيُ الخُلُوْدِ بِمَا صَاغُوا وَمَا نَطَقُوا

12-تَشَهَّدوا

قَبلَ تَارِيخِ الحَيَاةِ فَلَمْ

تَكُنْ وِلاَدَتُهُمْ مَا يَحْمِلُ العَلَقُ

13-وَمَا رَأَوا جَنَّةً في عَيْنهِمْ سَمَقَتْ

إِلاَّ الحُسَينَ

 كِمِصْدَاقٍ لمنْ صَدَقُوا

14-مَشَوا إِلى الموتِ

 مَشْيَ الموقِنِينَ بِهِ

فَآثَروا الخَيرَ

تَحْتَ السَّيْفِ وَاسْتَبَقوا

15-مُكَلَّلُوْنَ

 بِمَا للدَّمِ مَنْ وَهَجٍ

مَا جَفَّ مَنْبَعُهُ يَوْمًا

 فَمَا عَتِقُوا

16-مَرّوا ثِقَالاً عَلى الصَّحْرَاءِ فَارتَبَكَتْ

رِمَالُها ثُمَّ قَالَتْ:

 كِدْتُ أَخْتَنِقُ

17-أَوْغَلْتُ في مَشْهَدٍ

 يُوفي حَقِيْقَتَهُمْ

بِمَا يُحَدِّثُ عَنْ أَمْجَادِهِ الأَلقُ

18-فانْتَابَني مِنْ دَويِّ النَّحْلِ

 مَا خَشَعَتْ

لَهُ الملائِكُ

حَيْثُ الدَّمْعُ يَصْطَفِقُ

19-خُذْني أَيَا قَلَقَ التَّارِيخِ

 مِنْكَ إِلى

مِحْرَابِ غُرْبَتِهِمْ

 أَرْجُوْكَ يَا قَلَقُ

20-خُذني إلى وَاحَةِ الأَذْكَارِ

 أَسْمَعُهُمْ

لِخَلْوَةٍ خَيْطُهَا

 بِالفَجْرِ يَنْفَلِقُ

21-قَدْ آنَ أَنْ يَنْتَشِيْ

 بِالنَّصْرِ بَيْرَقُهُمْ

وَالرَّايَةُ الحَقُّ

لاَ تُلْوَى لَهَا عُنُقُ

22-سَيَعْطَشُ النَّهْرُ

 إِنْ طَافَ الجَفَافُ بِهِ

وِمِنْ نَدَى كَفِّهِمْ

 يَطْمَى بِهِ الغَرَقُ

23-العَلْقَمِيُّ الذي

 أَودَى الغُرُورُ بِهِ

تِيْهًا

عَلى ضِفَّتَيْهِ الخَوْفُ وَالحَنَقُ

24-سَيَلْبَسُ الآنَ

 ثَوْبَ الخَانِعِيْنَ إِذَا

مرَّتْ مَرَاكِبُهُمْ وَالجُوْدُ يَنْزَلِقُ

25-يَأْتُوْنَ مِنْ جِهَةِ الأَهْوَالِ

 عَاصِفَةً

كَأَنَّهُمْ نَفَخُوْا في الصُّوْرِ

 وَانْطَلَقُوا

26-وَلَمْ تَكُنْ

 صَرْخَةُ التَّكْبِيْرِ في فَمِهِمْ

إِلاَّ الدَّوِيُ الذي في الحَشْرِ يَأْتَلِقُ

27-مُحَرَّزُوْنَ

 بِثَغْرِ السِّبْطِ مَا تُلِيتْ

آياتُ (يَاسِينَ)

 إلا ضَجَّتِ (الفَلَقُ)

28-جُنَّتْ بِهِمْ

 فَلَوَاتُ الحَرْبِ مُذْ تَرَكُوا

لبسَ الدُّرُوْعِ

 وَحَارَ الطَّيشُ وَالنَّزَقُ

29-وَقَدَّمُوا

 كَالحَوَارِيينَ أَفْئِدَةً

بِغَيْرِ مَوْتِ العُلاَ

 وَالنَّحْرِ لاَ تَثِقُ

30-نَيْفٌ وَسَبْعُونَ

 كَانَ الشَّوْقُ يَجْمَعُهُمْ

عَلَى خِوَانِ المنَايَا

 وَالفِدَا طَبَقُ

31-حَتَّى اسْتَرَاحُوْا

 عَلَى وَجْهِ الثَّرَى جُثَثًا

وَلَمْ تَنَمْ مِنْهُمُ الأَجْفَانُ وَالحَدَقُ

32-فَقَدْ شَمَمْتُ دَمًا

 مِنْ طِيْبِ مَنْبَتِهِ

تَأَرَّجَ المِسْكُ وَالنَّعْنَاعُ وَالحَبَقُ

33-وَقَدْ رَأَيتُ

 نُجُوْمًا بِالقَنَا اشْتَبَكَتْ
حَتَّى بِهَا ضَاقَ

 مِنْ وِسْعِ المَدَى أُفُقُ

34-تِلْكَ الرِّمَاحُ التَّي

 تَزْهو وَقَدْ ضَمِنَتْ

لَحْمًا على نَصْلِهَا يَنْمُو وَيَتَّسِقُ

35-كَانَ الفِدَاءُ نَبِيًا

 وَحْيُ شِرْعَتِهِ

مَا أَخْبرَ السَّيْفُ

 لاَ مَا دَوَّنَتْ فِرَقُ

نتائج مسابقة شاعر الحسين ١٦

🚩 *فئة القصيدة الكلاسيكية:*

🥇 *المركز الأول: قصيدة ذبيح الفرات*

الشاعر أحمد كاظم خضير

العراق – البصرة

🥈 *المركز الثاني: قصيدة صلوات الماء*

الشاعر مرتضی حيدري آل كثير

إيران – الأهواز

🥉 *المركز الثالث: قصيدة يا كل أمتعة الخلود*

الشاعر رسول باقر الشيباني

العراق – النجف

🚩 *فئة القصيدة الحديثة:*

🥇 *المركز الأول: قصيدة معمدان الفرات*

الشاعر حسن سامي العبدالله

العراق  / البصرة

🥈 *المركز الثاني: قصيدة نيّفٌ وسبعون*

الشاعر يوسف يعقوب المعاميري

البحرين

🥉 *المركز الثالث: قصيدة حين يمطرُ الظمأ*

الشاعر حسين أحمد عبد الصمد الأسدي

العراق  / البصرة

نتائج مسابقة شاعر الحسين الخامسة عشرة (2023م / 1445 هـ)

نتائج مسابقة شاعر الحسين الخامسة عشرة

(2023م / 1445هـ)


فئة القصيدة التراثية


المركز الأول

العابرون من بوابةِ الخلود

(الشاعرة إيمان عبدالنبي دعبل)

http://alhussainpoet.com/?p=2806&preview=true


المركز الثاني

ما تناثرَ مِن نايِ الخلود

(الشاعر محمد منصور اليوسف)

http://alhussainpoet.com/2814.html

المركز الثالث

اعتراف

(الشاعر حسين عيسى الستري)

http://alhussainpoet.com/2817.html


فئة القصيدة الحديثة


المركز الأول

الشاعر السيد علوي السيد أحمد الغريفي

http://alhussainpoet.com/2819.html


المركز الثاني

رَسمٌ بلا أَصَابع

(الشاعر ناصر ملا حسن زين)

http://alhussainpoet.com/2823.html


المركز الثالث

مُتلقِّيًا كَلماتِ رَبِّي

(الشاعر علي حسن المؤلف)

http://alhussainpoet.com/2827.html

 

المركز الثاني / فئة القصيدة التراثية: ما تناثرَ مِن نايِ الخلود (الشاعر محمد اليوسف)

 

ما تناثرَ مِن نايِ الخلود


الشاعر محمد منصور اليوسف

 (مملكة البحرين)


مِثلَ اليتامى بَذرتُ الحُزنَ في رئَتي

وأَترعَ الصبرُ مِنِّي كلَّ سُنبلةِ

ولم تزل شَفرةُ الأيامِ تحصُدُ في

حَقلِ المراثي التي قد خَضَّرَت شَفَتي

آتٍ مِن الموتِ، نايُ الريحِ يبعثني

ولستُ مِن حينها حيًا، ولم أمُتِ

عَقرتُ ناقةَ تصريحي ولُذتُ على

ذعري إلى ظلِّ إيماءٍ وتوريةِ

فوثبةُ الخطبِ قد جازت بلوعتِها

أقصى سَلالمِ جرحٍ في مُخيِّلتي

وسَحنةُ (العشرُ) قد ألقت حقائبَها

مِلءَ الفجائعِ في أرجاءِ ذاكرتي

فذا حسينٌ تحوكُ الطفُّ غربتَهُ

بخيطِ غدرٍ وأحقادٍ مُعتَّقةِ

أنصارُهُ أشرقوا من فرطِ ما اشتعلوا

في عِشقِهم، ورقوا معراجَ أُمنِيةِ

تسابقوا للمنايا كي  تُحرِّرَهم

مِن الترابِ لغاياتٍ مُبتَّلَةِ

ودثَّروا الطفَّ أرواحًا مُحلِّقةً

إلى الجلالِ، وفازوا بعد مَقتَلَةِ

فرفرفت في البلاءِ الرحبِ واعيةٌ

من المُحاصَرِ في صحراءِ حَنجَرةِ

تُسائلُ الريحَ: هل مِن ناصرٍ؟! ولهُ

تعودُ خجلى وحيرى دون أجوبةِ

فَسَلَّ من صدرهِ صَمصامَ حُجَّتهِ

وسار للبطشِ في خَيْلٍ من العِظَةِ

وحيلةُ الليلِ تأبى للشقاوةِ أن

لا تملأ الأفقَ من دمِّ ابنِ فاطمةِ

فأقبل السبطُ يروي الدينَ من دمهِ

شذا الخلودِ بأحشاءٍ مُفتَّتةِ

وأسرجَ النفسَ قربانًا تُقدِّمُهُ

حرارةُ العشقِ في حَمدٍ وحوقلةِ

شدَّ الحميةَ في يمناهُ وارتجزت

صولاتُهُ  (أحمدًا) في لُجَّةِ العَنَتِ

على الضلالةِ يهوي سيفُهُ قدَرًا

بكفِّ عزريلَ للنارِ المُسعَّرةِ

نورًا رسولًا تجلَّى بين عِتمَتِهم

وكلما حاصروهُ اشتدَّ في السَّعةِ

أين الرجالُ؟ تناديهم أَرومَتُهُ

وما هنالكَ مِن ظلٍّ لِمَرجَلةِ

تكاثروا حولهُ جوعى لِمظلمةٍ

تذوي مِن الرعبِ منها كلُّ مَظلمةِ

فما ارعوى لهمُ سيفٌ ولا عَمَدٌ

عن الصعودِ على الذاتِ المُطهَّرةِ

وما تورَّع مِن نَبلٍ ولا حَجَرٍ

ولا سِنانٍ -على القرآنِ – مُنفَلِتِ

كلُّ الجراحاتِ نحو الغيبِ قد عَرَجت

إلى العدالةِ تشكو قوسَ حرملةِ

فقد سقى نحرَ طفلِ العرشِ، ثم رَمى

قلبَ السماواتِ بالسهمِ المُثلَّثةِ

*****

وها أتيتُ أُمنِّي النصَّ ملحمةً

كم فطَّرت من أساها مُهجةَ اللغةِ

أُلقي على ضفةِ الأوجاعِ أسئلةً

عطشى  فترجع لي أشلاءَ أسئلةِ

وأرقُبُ الذعرَ يُعطي للجهاتِ يدًا

وأرصُدُ الموتَ يجري دونما جِهةِ

وأُبصِرُ اليُتمَ أقدامًا مُهروِلةً

بذلِّها، نحو أحلامٍ مُهروِلةِ

وألمحُ الثكلَ يهوي بالخدورِ ولا

يُبقي سواهُ ملاذًا للمُخدَّرةِ

هُنا وعودٌ ونَظْرَاتٌ مُقطَّعةٌ

إربًا فإربًا لآمالٍ مُقطَّعةِ

هنا التراب ُسماءٌ، والنِسا شُهُبٌ

سَطعنَ مِن بين أقمارٍ مُبضَّعَةِ

وسِرنَ بالفتحِ في رأسٍ بلا جسدٍ

وذاكَ أصعب ُ دورٍ (للمُيسَّرةِ)

مَضينَ يشرَحنَ نصرًا في الخلودِ ثوى

مَتنًا ذبيحًا على أوصالِ حاشيةِ

المركز الأول / فئة القصيدة الحديثة: آخِـرُ ما حَلمَ بهِ المـاء (الشاعر سيد علوي الغريفي)

آخِـرُ ما حَلمَ بهِ المـاء

 

الشاعر سيد علوي سيد أحمد الغريفي

(مملكة البحرين)


عَن عطشٍ أبكى السماءَ .. وعن جرحٍ عمرهُ ستّةُ أشهرٍ غطّى ثرى كربلاء دَما..
هناكَ في رمضاء الطفِّ .. يعبرُ صوتٌ معبّأ بالعزّةِ والإباء قائلاً:

أمدُّ نحريْ..
“وجوداً آخَراً” كيْما
يرتّبُ الأفقَ
حتى يُمطرَ الغَيْما

مَنَحتُ للماءِ “حُلْماً” آخَراً
بدَمي..
إذْ كانَ في كربـلا
لم يبلُغِ الحُلْما !

• قالت ليَ الطفُّ:
قُلْ.. مَن أنتَ ؟!
• قلتُ لها:
“حقيقةُ الماءِ”
• قالت: زِدتَنيْ وهْما !

مَن أنتَ قل ليْ..!
“نبيُّ النهرِ” .. قلتُ لها
أتيتُ أهديْ..
ولكنْ لم أجدْ قوما

• كم عمرُكَ الآنَ..؟
• عمري: “قِربةٌ” صعَدَت نحو السماواتِ
حتى عُلّقَتْ نَجْما

ورحتُ أنسابُ “عيناً”
يَشربونَ بها..
أُرشّفُ الكونَ رشْفاً
كلمّا أظما

حتى تناسَلْتُ أنهاراً ..
وما بَقيتْ في نهرِهِمْ ضِفّةٌ
لم تَشتكِ العُقما

أتيتُ حتى أبوحَ الآنَ ..
بيْ وطنٌ من الجراحِ التي
لم تحتمِلْ كتما

“الظامئونَ” صدى حُزني..
ولونُ دَمي..
نقشتُ نحريْ على أجسادهم وشما

أقول: يا نحرُ ..
إنْ شئتَ الخلودَ إذنْ:
فقمْ توضّأ ..
وعانقِ ذلكَ السَهْما

وقِفْ “إماماً”
بمحراب الدِما.. سترى
من خلفكَ الكونُ بعدَ الذبحِ مُؤتمّا

“ألا تراني صغيراً” قالَ..
قلتُ لهُ:
يراكَ ربي.. تضاهيْ “كربـلا” حَجْما

فالسهمُ..
-لن تبلُغَ الفتحَ المُبينَ
ولن تستوطنَ الخُلدَ-
حتى يبلُغَ العَظما !

أعرتُ للأفقِ وجهيْ
فاستعارَ دمي
واْحمَرَّ مِن ذلكَ النزفِ الذي يُرمى

وقلتُ للشمسِ
أنّي لمْ أنمْ ..
فإذا غفوتُ فوقَ الثرى..
لا تُفسدي النوما

لا تقلقيْ..
فالحُسينُ الآنَ يَقرأُني
في مَسمَعِ الكونِ هذا..
“خُطْبةً عَصما”
بيْ وحيُ “موسى”
إلى “فرعونَ”
تلك “عصا نحري”
وربّي “أراهُ الآيةَ العُظمى”

وقاتلي..
حينَ أدمى سَهمُهُ عُنُقي
لم يدرِ قلبَ النبيَّ المُصطفى أدمى

كانت يدُ اللهِ
-يا اللهُ- تحملُني
وتكشفُ الكرْبَ من عَينيَّ والغمّا

مهما تمزّقتُ
مهما قد ذُبحتُ
ومهما أصطلي..
لم تُمِتني هذهِ الـ “مَهما” !

أموتُ لكنْ!
على صدرِ الحُسين أرى
بداخلي “نشأةً أخرى” فما أسمى…

من ذلكَ الموتِ..
• يُفضي للحياةِ غداً
• يُحشّدُ الضوءَ
• يجلو الليل والظَلما !
مُجدّداً قد ولدتُ الآنَ
مُبتسماً..
واللهُ في كربلاءَ اختارَ ليْ اسما

أنا “رضيعُ حُسينٍ”
لونُ دمعتِهِ
أنا الذي كان يَسقي منحري لثما

حلّقتُ مِن حضن أمّي..
للعُلا جَسداً
حيثُ السماواتُ ليْ قد أصبَحتْ أُمّـا !

يقولُ موتي:
إذا ما الطفُّ قد رجَعتْ
ستبذلُ الروحَ؟
قالت أضلعي: حتما !

كتبتُ بالنزفِ “ها إنّي فداءُ أبي”؛
• روحاً
• دماءً
• وجوداً
• منحرا
• جسما

– تمّـــت –
• الاسم: السيد علوي السيد أحمد الغريفي
• الجنسية: بحريني
• رقم التواصل: 33363662
• البريد الالكتروني: alawi_a7med@hotmail.com
• فئة القصيدة الحديثة