التحليل الفني والإحصائي لمسابقة شاعر الحسين العاشرة 1439

رصد إحصائي وتحليل

أرقام من مسابقة شاعر الحسين العاشرة (1439هـ / 2017م)


إحصائية بعدد القصائد المشاركة في المسابقة منذ انطلاقها

 

المسابقة

عدد المشاركين

الأولى (2008)

63

الثانية (2009)

82
الثالثة (2010)

100

الرابعة (2011)

97

الخامسة (2012)

57

السادسة (2013)

94

السابعة (2014)

82
الثامنة (2015)

90

التاسعة (2016)

146
العاشرة (2017)

131

المجموع =

933

تعليق:

  • يقترب حصاد المسابقة بعد 10 سنوات من انطلاقتها من حاجز الألف قصيدة.
  • حافظت مسابقة شاعر الحسين العاشرة (1439هـ) على زخمها من حيث عدد النصوص المشاركة ونوعيتها، فمن حيث العدد بلغ عدد النصوص بنسبة (131) نصاً بانخفاض نسبي بسيط عن العام الماضي، ومن حيث النوعية تدنى عدد النصوص التي أخفقت في اجتياز مرحلة الفرز الأولي إلى أقل من نسبة (6%) من مجمل النصوص المشاركة، مقابل (13%) في العام السابق، و (26%) في العام الذي سبقه. وتركّز عملية الفرز الأولي على استيفاء الشروط الأوليّة والحدّ الأدنى من الصحة العروضية (الوزن، والقافية) واللغوية (نحو، وصرف، وتراكيب).

عدد ونسب المشاركين بحسب الدولة

البحرين العراق السعودية لبنان سوريا فلسطين عُمان الإمارات إيران السنغال
37 36 22 27 4 1 1 1 1 1
28% 27% 17% 21% 3% 1% 1% 1% 1% 1%
  • تواصل جغرافية شاعر الحسين اتساعها بما يكسبها حضوراً عالمياً، إذ نجحت في استقطاب شعراء من 10 دول عربية وإسلامية من قارتين، مع استمرار اتجاه تقلص المشاركات المحلية إلى ما نسبته (28%) مقارنة بنسبة (41%) في العام الماضي، ونسبة (59%) في العام الأسبق.
  • شهدت النصوص العراقية واللبنانية تصاعداً مطّرداً لتبلغ نسبتها (27%) و (20%) على التوالي، وبوجهٍ عامّ حافظ شعراء المملكة العربية السعودية وسوريا على حصتهم بنسبة (17%) و (3%) على التوالي.
  • فيما غابت النصوص المصرية والكويتية عن نسخة هذا العام، عادت سلطنة عمان بقصيدة واحدة، وظهرت لأول مرة مشاركات يتيمة من: الإمارات العربية المتحدة، وفلسطين، وإيران، والسنغال. كما برزت ظاهرة مشاركة الشعراء المغتربين خاصةً من الولايات المتحدة الأمريكية، وليبيريا.
  • هطلت أغلب النصوص العراقية من سماء بغداد ومحافظات الوسط والجنوب (البصرة، الناصرية، بابل، القادسية)، وهبّت رياح القصائد السعودية من مناطق (القطيف، الأحساء، الدمام، الظهران، المدينة المنورة)، فيما جاءت مساهمات شعراء لبنان بشكل رئيسي من مناطق (البقاع، والجنوب)، وبدرجة أقل من (بيروت).

نسبة المشاركين من الذكور والإناث

 

ذكور إناث مجموع
103 28 131
79% 21%
  • سجلت القصائد النسوية عودةً طفيفة إلى مستواها ما قبل 3 أعوام بنسبة (21%) مقارنة بنسبة (18%) و (19%) العامين الماضيين، و كانت قد بلغت أوسع مدىً لها في العام 2012م بنسبة (25%).

توزيع القصائد من حيث الشكل الشعري

 

شعر عمودي شعر تفعيلة مزيج (تفعيلة/عمودي) قصيدة نثر
117 7 3 4
89% 5% 2% 3%

 

تعليق:

  • يطّرد نسق سيطرة قالب الشكل العمودي على البنى الإيقاعية للقصيدة الحسينية بنسبة ناهزت هذا العام (89%)، وهو معدل لا يبعد كثيراً عن معدلها في السنوات الخمس الماضية، والذي تأرجح عموماً بين (86% – 92%).
  • جاءت قصائد النثر حصراً من: البحرين (2)، والقطيف (1)، ولبنان (1).

 

توزيع القصائد من حيث إيقاع الوزن (الأبحر العروضية)

 

البحر العروضي نوعه

(صافي/ممزوج)

التكرار
تام مجزوء مجموع
1. الكامل صافي 57 5 62
2. البسيط ممزوج 26 26
3. الطويل ممزوج 14 14
4. المتقارب صافي 7 7
5. الوافر ممزوج 5 5
6. الخفيف ممزوج 3 3
7. الرمل صافي 3 3
8. الرجز صافي 1 1
9. المحدث صافي 1 1
10. الهزج صافي 1 1
المجموع 118 5 123

تعليق:

  • فيما عدا نسبة ضئيلة من القصائد النثرية، وباستثناء النصوص مضطربة الوزن، وقّع شعراء الحسين قصائدهم هذا العام على 10 بحور شعرية من مجموع 16بحراً عروضياً.
  • مازال ميل الشعراء طاغياً إلى البحور الشعرية الصافية (مفردة التفعيلات) بنسبة (61%)، مقابل نسبة (39%) للبحور المركبة (ممزوجة التفعيلات)، في زيادة طفيفة عن نسبة العام الماضي (33%).
  • بانخفاض طفيف عن العام الماضي، يميل الشعراء إلى الأبحر التامة (مكتملة التفعيلات) بنسبة 96%، فيما جاءت نسبة (4%) على أبحر مجزوءة، ولم نجد نصاً ذا بحر مشطور أو منهوك.
  • تأكيداً لنتائج الأعوام السابقة، يبدو ميل الشعراء ظاهراً إلى الأبحر الطويلة ذات التفاعيل الكثيرة، والتي تتناسب مع الحالة الشعورية المرتبطة بالحزن والأسى أو الفخر والحماسة والحرب، وهي الأغراض السائدة في القصيدة الحسينية.
  • في الوجه المقابل، يظهر زهد الشعراء ملحوظاً في البحور القصيرة والسريعة (كالمتقارب والرمل والخفيف والمقتضب) أو غير التامة (المجزوءة، أو المنهوكة، أو المشطورة)، وهي ترتبط نفسياً بحالة الانفعال المفاجئ والطرب.
  • عددياً، يؤكد البحر (الكامل) حضوره المهيمن في القصائد الشعرية الموقّعة على موسيقى العروض الفراهيدي، إذ اختاره حوالي (50%) من الشعراء، في نتيجة تتطابق مع العام الماضي، يليه البحر البسيط بنسبة (22%) بارتفاع ملحوظ عن العام الماضي (13%)، فالطويل بنسبة (12%)، متخطياً البحر المتقارب الذي تراجعت مساحته من (11%) إلى (6%)، ثم البحر الوافر بنسبة (4%).
  • يلاحظ استمرار تراخي ظاهرة المزج بين الأشكال الإيقاعية التي انحصرت – كالعام الماضي – في 3 نصوص فقط.

  • تؤكد الأرقام السابقة مجدداً ما سبق أن أفرزه تحليل نصوص السنوات السابقة من سيادة الذائقة الإيقاعية التقليدية، إذا ما استثنينا ظاهرة محدودية حضور البحر الطويل في القصيدة الحسينية نسبياً، آخذين في الحسبان أن ثلث شعر العرب قد نُظم على هذا البحر (موسيقى الشعر، إبراهيم أنيس، ص59).

 

 

توزُّع القصائد من حيث القوافي

 

القافية (حرف الروي) التكرار
ل 13
ر، د 12
م 11
ن 10
همزة 9
ك 8
ع 7
ت، ي، ب، ف 5
هـ، ح، ق 4
ج، و، غ، ظ 1

تعليق:

  • اختار شعراء هذا العام 19 قافية (حرف رَوِيّ) لقصائدهم المشاركة، فيما اعتمدت (9) قصائد نظام المقاطع أو القوافي المتعددة.
  • القوافي الأكثر تواتراً هي اللام، ثم الراء والدال، فالميم، فالنون.
  • لأول مرة منذ بدأنا الرصد الإحصائي، نلاحظ تصدّر قافية اللام، حيث ظلت قافيتا الراء والنون تتناوبان تسيّد صدارة القوافي منذ ستّ سنوات.
  • اللام و النون والراء هي حروف متقاربة ، تتّحد صفاتها رغم اختلاف مخارجها، فجميعها حرف مجهور ينقطع معه النفس، متوسط بين الرخاوة والشدة، لا ينحبس الصوت عند النطق به انحباساً كاملاً، وتشترك معها الدال في الجهر، غير أنها شديدة ينحبس الصوت عند النطق بها.
  • إضافة إلى كونها مجهورة، تشترك هذه الأحرف الأربع كذلك في أنها من حروف (الذلاقة) التي تمتاز بخاصية قدرتها على الانطلاق من دون تعثر في تلفظها، وقد (كثرت في أبنية الكلام) بسبب مرونتها وسهولة النطق بها، كما يعلل الفراهيدي في كتاب العين.
  • تُكرّس تلكم الانتقاءات الصوتية غير الواعية للقوافي سمة (النغم والرنين العالي) في موسيقى الشعر الحسيني، وعلى الرغم من قيمتها التعبيرية والتأثيرية الكبيرة، نجد أنها تدفع باتجاه الانفعال والصخب الإيقاعي الذي يقرع الأذن بشدّة، وتُبئّر رنين الموسيقى الخارجية على حساب انسياب الموسيقى الداخلية الهامسة المميزة للنص الشعري الحديث.
  • في تساوق مع النقطة السابقة، يفضّل الشعراء الحسينيون القوافي المطلقة (المتحركة) التي تعزّز حركية المشاعر والاندفاع بواقع (96) قصيدة، مقابل (27) قصيدة ذات قافية مقيدة (ساكنة) تتلاءم مع الجو النفسي الهادئ.

 

  • بهذا نستخلص أن مجمل الخصائص الفنية لموسيقى القصيدة الحسينية، كما تترشّح من عيّنة النصوص المشاركة في مسابقة هذا العام، تتواشج وتترابط لتقدّم دلالة واضحة على طغيان المزاج الصوتي العالي والمتحرّك والانفعالي، ويتجلى ذلك في انتقاء البحور العروضية الطويلة ذات النفس الممتدّ، والعزوف عن النمط المجزوء والمشطور والمنهوك منها، إلى جانب اختيار القوافي ذات أحرف الروي مجهورة الصوت والذلقة والشديدة أو المتوسطة بين الشدة والرخاوة، والميل نحو القوافي المتحركة غير المقيّدة. ويغنينا ذلك عن تقديم رصد للحقول الدلالية التي تتمحور غالباً في دوائر المدح والرثاء والحماسة ووصف الحرب والفروسية.

رصد إحصائي وتحليل: جعفر علي المدحوب

(3 نوفمبر 2017م)

 

وليالٍ عَشْر

وليالٍ عَشْر

هو الحسين ..
يرتجفُ الفناءُ فيبحرُ مع الخلود،تَرْمُشُ عيون الليل فيأتيها فجرُه .

هو الحسين ..
لا يُحاصَرُ ،فكلُّ الجهاتِ خلاص ،لا يَتَصَحَّر فكلّ البقاعِ له عُشْبٌ أخضر،يجيد لغة السلام ويرفع غصن الزيتون لذابحيه.

هو الحسين ..
قصيدة نونيّة حمراء ..قوافٍ كتبها النّزف الكربلائي ..والعطش المرسوم خِفية ..والنحر الناطق باسم الله.

هو الحسين ..
حين يرفع سورة الرضيع ..يقرأ آياتها ..يرسل حجّته ..فتأتيه السهام جوابا.. حينها يُفْرَى النّحر والسورة معاً.

هو الحسين ..
عظمةُ زينب وحقيقةُ الأكبر،وبراءة القاسم ،وشيبةُ حبيب،ووفاء صاحبِ الفرات حين طلّق ماءه ثلاثا،تلك هي الشيّم والهِمم ..هو مزيج من كلّ هذا فكانت كربلاء.

هو الحسين ..
يوسفُ كربلاء الذي أُلْقِي في جُبِّ من دَمْ ،ذئابه تكاثرت ..تناسلت ..يبحث عن يعقوبِه المكلوم وقميصِه الممزق ..فلا يعقوب ولا قميص .

هو الحسين ..
يعانقُ الموت ..يلفظُ العبودية ..يرتِّل الشهادة حرفاً حرفاً ..يفترشُ كربلاءَ سجادةَ صلاة ،يقيم الأذان ..حيّ على الدماء ..ينهي العشر مرمّلا قربة لله ..”خذ حتى ترضى”.. فَتَهِبِهُ السماءُ نداءً “سلاما يا حسين”.

عادل الفردان
القدم – البحرين