المركز التاسع: قصيدة (ما تسرب عن دهشة الفضة) للشاعر حسن سامي العبدالله (العراق / البصرة)

المركز التاسع

قصيدة:
(ما تَسَرَّبَ عَنْ دَهْشَةِ الفضَّة)


الشاعر حسن سامي العبدالله

(العراق / البصرة الفيحاء)

تساؤلاتٌ مشروعةٌ متأخرة للخاتمِ المَنهوبِ من خُنصرِ السماء..

عنِ الماءِ في العالمِ المُفتري
سَتُدلي الفَراشاتُ في المحضَرِ

عَنِ الوردِ لو حَزَّهُ مِنجَلٌ
وفاضَ الأريجُ من المَنحَرِ

وعنْ خاتَمٍ فِضَّةٍ أبيضٍ
يُقيمُ الصلاةَ علىٰ الخُنصرِ

يُسائِلُ كيفَ استراحَ النهارُ
مِنَ الموتِ في ليلهِ المُقمرِ

وكيفَ تغيَّرَ لونُ السماءِ
سَريعاً الى سورةِ الكَوثرِ

يُخَزِّنُ في بالهِ غَيمةً
سَتهمي على حُزنِنا الأسمرِ

رذاذاً يعاتبُ أرضَ السوادِ
علىٰ ذبحِ نخلِ العُلىٰ الأخضرِ

ويُخفي سؤالاً بطعمِ الغموضِ
عنِ اللهِ في فكرةِ الخِنجَرِ

عنِ الرملِ لو مرَّ فيهِ الفراتُ
سينزاحُ عَنْ لحنهِ المُقفرِ؟

يفتِّشُ عنْ حَنظلٍ لا يزالُ
يثيرُ المرارةَ في السُّكَرِ

ويبحثُ عن طِفلَةٍ من ذهولٍ
لها الدمعُ شيخٌ علىٰ المِحجَرِ

تُهرولُ بينَ ارتباكِ الخيامِ
وتَعثرُ بالمشهدِ الأصفرِ

سَيروي ويروي بغيرِ انقطاعٍ
تفاصيلَ (عاشور) بالأحمرِ

فَحيحُ السهامِ يُخيفُ الصغارَ
وهمْ يومِئونَ لأرضِ الغَرْي

تهشَّمَ حُزناً مِزاجُ المَرايا
وعاثَ التهشُّمُ في المَنظَرِ

رَمادٌ يلطِّخُ خدَّ الحياةِ
وَضَوءٌ على المُبرَزِ الأخطَرِ

يؤشِّرُ كُلَّ الجُناةِ المسوخِ
ليومِ المُحاكمةِ الأكبرِ

كذلك يَتلو لأهلِ الحيادِ
كلاماً نبيّاً بلا مِنبَرِ

صريحاً يؤَوِّلُ رأيَ الأميرِ
ولكنَّما بالفَمِ المُزدَري

لأنَّ الجيوشَ تخافُ القُلوبَ
تجيءُ على نَسَقٍ مُضمَرِ

لتغرزَ شوكَ الرماحِ الأليمِ
بقلبِ البنفسَجةِ الأزهَرِ

لمنْ يهتفُ الصوتُ بعدَ الأخيرِ
وغيثُ النبوءاتِ لمْ يُحضَرِ

تَوَزَّرَ إثمَ الفراتِ الجنودُ
فبئسَ الخطيئاتِ من مِئزَرِ

صهيلٌ هزيلٌ وأضغاثُ ريحٍ
وغُصنٌ مِنَ الآسِ لمْ يُكسَرِ

وقبل اختضابِ الترابِ الوشيكِ
تراءىٰ الأفولُ علىٰ المُشتري

لطينِ الفتورِ احتمالٌ ضريرٌ
فخُذهُ الىٰ الجانبِ المُبصرِ

برغمِ اختطافِ الهطولِ الغزيرِ
ليُنسبَ زوراً الىٰ قَيصَرِ

دِماكَ تُغسِّلُ عارَ الرِّمالِ
وتُخزي السيوفَ معَ العَسكرِ

تدوسُ السنابكُ قمحَ الإلهِ
فبوركَ صَدرُكَ مِنْ بَيدَرِ

أبا الماء يا وارثَ الأنبياءِ
عليكَ السلامُ مِنَ الأنهُرِ