المركز السابع: قصيدة (مسافةٌ يُسَرِبُها الظمأ) للشاعر علي مكي الشيخ (السعودية / القطيف)

المركز السابع

قصيدة
(مسافةٌ يُسَرِبُها الظمأ)


الشاعر / علي مكي الشيخ أبو الحسن

(السعودية / القطيف)

ظلي على حسك السُّرى .يتوكأ
مازلتُ أمشي.. والمدى يتهيأ..!!

كم يستفزُّ الرملُ خطو شهيتي
إنَّ المسافة بيننا لا تُخطئ..

علَّقتُ آثار الخطيئةِ في دمي
فأنا بحبكَ ..لم أزلْ.. أتجرَّأ

قالت لي الكلماتُ حين.. لمستها
هي كربلاؤك جرحها لا يهدأ..

وعبرتني وجهًا / صهيل نبوَّةٍ
لأراكَ حيث أراكَ .. وحيًا يقرأُ

ودخلتُ مرآة الظما فوجدتُني
لي فكرةٌ في العشقِ ..لا تتجزَّأُ

سَرَّبتُ لونَ الطفِّ وهو معطشٌ
بالأنبياءِ .. فصارَ مائي يظمأُ

غافلتُ معجزةَ البياضِ لأقتفي
(أثرَ الرسولِ).. إليكَ وهو يُنبّأ.!!

 

وَشَمَمْتُ لُغْزَ العرشِ وهو مطرّزٌ
وهمًا / يقينًا.. بالجمالِ مُعبّأ

كم أستفزُ الوقتَ حين يقولها
عيناكَ لي منفىً .. وجرحُكَ ملجأ

لي في المسيرِ إليكَ ضوءٌ شاردُ
من ثقبِ غيبِ ظلّهُ ..يتشيَّأُ

تتبوصلُ الطرقاتُ وهي تُشيرُ لي
أنَّ العبورَ لكربلائكَ ..مبدأُ

مازال يحملني هواكَ فأمتطي
خيل انزياحك فالحقيقة تُبطِئُ

كل الجهات إليك تصنع وعيها
حتى الغبارُ.. له فمٌ ..يتهجأُ

هي كربلاءُ ..خريطةٌ كونيةٌ
وبها .. “طرمَّاحُ” الشَّجا يتخبّأ

لكنني أدركتُ فكرة نعيه
إذ.. كلما أنهيتُ دربًا أبدأُ !!

وعلى “زرودَ “رَأَيْتُ آثارَ السما
سقطتْ هناك ملائكٌ تتلأﻷُ

ألقيتُ أمتعتي بها.. فخيامها
مازال فيها من حنانكَ موطئُ

أدمنتُ في الركبِ المسيرَ وها أنا
أمشي فيفضحني الرحيلُ وينكأُ

تتنفسُ الطرقاتُ صوتك فطرةً
طبع الأماكن عشقها لا يصدأ

أتقنتُ إغراءَ المسافةِ .. مالئًا
باللحنِ عزفًا.. والصبابةُ مرفأُ

تمضي ولا تمضي.. كأنكَ واقفٌ
والليلُ في عينيكَ كم يتفيأ

تتحركُ الكثبانُ تحتك وهي قد
رسمتْ ملامحَ مَنْ بها ..يتوضأُ

خَلَعَتْ لكَ الصحراءُ كل عباءَةٍ
مقلوبةٍ.. من ذاتها تتبرَّأُ..!!

وعلمتُ أنَّ الموت رشف خيله
برسائل الموتى وخيلك تُرْزَأُ..

لمْ يُلْوكَ الزَّيفُ المراوغُ عُنْوَةً
وطفقَتَ تخصفُهُ..مدىً يتلكأُ

وطعنتَ أسئلةَ الظلامِ بفكرةٍ
بيضاء خرَّ لها السرابُ المطفأُ

حتى انتهيتَ لبقعةٍ ضوئيَّةٍ
لشهي روعتها الزمانُ ..يطأطِئُ

“قالوا تُسَمَّى كربلاء” ..فحدَّقَتْ
عيناكَ ..حيث فراغُها يُسْتمرَأُ

فَتَزَمَّلَتْ بالغيبِ حين دخلتَها..
فإذا بهدهد عرشها..يتبوأُ..

وغسلتَ ماءَ فراتها بطهارةِ الـ
ـعطشِ التي ..لحنان جفنك تومِئُ

هي كربلا.. ستزورُ كلَّ مفاصلي
وتزُمُّ أقداحَ الحنينِ ..  وتملأُ

وخطيئتي أنَّ الحسينَ عقيدتي
..”تتبرأُ الدنيا..ولا أتبرَّأ..”!!

وقصيدتي مهما تعدد طيفها
مِنْ دونِ إذنك سيدي لا تُقْرَأُ