المركز العاشر: شذا نوفل القاسم (نسغُ البهاء)

نسغُ البهاء

شذا نوفل القاسم

(دمشق – سوريا)


 

تربٌ نديٌّ ..

مِن دِماكَ تعَطَّرا

و دمٌ سَنيٌّ ..

في ترابكَ عُفِّرا

و ظما شفاهِكَ

غيمتان من الرؤى

هَمَتا على جدْب الزمان

لِيُزهِرا

و قميصكَ المُدمى

ربيعُ شهادةٍ

حِيْكَتْ قلوبُ العاشقين له عُرى

ألقيتَه عَبِقاً

على وجه الدجى

حتَّى تكحَّلَ

بالضياء و أبصرا

ها أنتَ وحدكَ

في العراء قصيدةٌ

قدْ خُضِّبَتْ بالحُسْن ،

يَلبسُها العَرا

جسدٌ تقطَّرَ

كالبهاء نقاوةً

لمَّا تعمَّمَ بالسهام

و دُثِّرا

فسنا

على طور التجلّي

نازفاً جرحاً

على شفة الفرات

تكوثرا

و هززتَ جذع الريح

فانتثر الندى عِقداً

على جِيْد السماء ،

و مرمرا

و اسَّاقطتْ رُطَبُ الجمال

و أينعتْ

و بِنفْحكَ

” الزيتونُ ” طابَ و أثمرا

ما زلتَ تنسج

من ثريَّات الهوى معنى

تحاوله الجداولُ و الذُّرا

آهٍ ذبيحَ الله ،

يا نجماً هوى

كيما يُعيدَ الصبحَ فينا أطهرا

يا شجوَ فاطمةٍ …

و عَبْرَةَ زينبٍ

يا سيدَ الشهداء ..

يا نبض الثرى

يا أيها الموقودُ من شجنٍ ..

و يا دمعاً

على خدِّ النبيِّ تَحدَّرا

قد جئتَ

من أقصى اليقين صبابةً

بيديك تحمل وردتين و خنجرا

و أتيتَ

بالفكر المشعشع ثورةً

تستنهض الإنسانَ

كي يتحرَّرا

ألقيتَ ” موساكَ ” الرضيعَ بيمِّه

لكنَّ سهم المبغضين

له انبرى

فرفعتَ ” عبدَ الله “

ترسِلُ نيزكاً من نحره

صوْبَ السماء مظفَّرا

قد كنتَ

مثل أبيك _ يعسوبِ الهدى _

أسدَ الشدائدِ ،

حين كانوا خيبرا

فإذا حصونُ الحاقدين

تصدَّعتْ

لمَّا شهرتَ

من الأصابعِ خنصرا

بتروه ..

ما علموا بأنَّ دماءَهُ

غيثٌ من الصلوات

يُخصِبُ بيدرا

فعرَجْتَ للمعنى الجليِّ

تطوف في غُرَفِ الخلود

مسبِّحاً و مكبِّرا

ما زال نهجك

يا حسينُ منارةً

تزداد في نسغ الحياة تجذُّرا

يا جرحُ ..

قلبي مترَفٌ بالحزن ،

لو فتحوا شراييني لفاضتْ أبحُرا

يا أيها الوجعُ المرابطُ في دمي

زدْ هذه الأشعار

فيَّ تسعُّرا

ناديتُ :

أين الظاعنون و ريحُهمْ ؟

هل من نسيمٍ

من طلولهمُ سَرى ؟

و ركبتُ موج الدمع ،

يحملني إلى

شطِّ الذين بحبِّهم قد أمطرا