نَقْشٌ على بَوَّابَةِ التَّأويلِ
تهاني حسن عبدالمحسن الصبيح
(الأحساء – السعودية)
(إلقاء الشاعر حسين العلي)
لأنَّ مَعْناكَ حَيٌّ عِنْدَ كُلِّ نِدَا
يُؤَوِّلُ المَوْتَ فِكْراً وانْعِتاقَ صَدَى
لأنَّ مَعْناكَ فِي الْجِينَاتِ مُخْتَزَلٌ
مَا زِلْتَ في نُطَفِ الْأَحْرَارِ مُنْعَقِدَا
مَا زِلتَ صَوْتاً إلى ( هَيْهاتَ ) مُرْتَحِلاً
حَتَّى تُرَسِّخَ فِي الْوِجْدَانِ مُعْتَقَدَا
مَا زِلْتَ في مَشْهَدٍ طَابَ العُرُوجُ بِهِ
وَقَدْ تَجَلَّى يَقِيناً ، حِكْمَةً ، وهُدَى
فَبَيْنَمَا ( تَجْمَعُ ) الْإِصْلَاحَ فِي قِيَمٍ
يَجِيءُ صَبْرُكَ يَوْمَ الطَّفِّ ( مُنْفَرِدَا )
وَبَيْنَمَا يَشْتَكِي الْأَطْفَالُ مِنْ ظَمَإٍ
سَيَشْرَبُ النَّهْرُ مِنْ كَفَّيْكَ نَخْبَ فِدَا
وبَيْنَمَا زَيْنَبٌ فِي الْبَرِّ تَائِهَةٌ
يَمْتَدُّ رَأْسُكَ خَطْوَاً ، أَذْرُعاً ،، وَيَدَا
وَكُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ الْخَيْلَ قَدْ وَطَأَتْ
فِي صَدْرِكَ الْحَقَّ ، لَكِنْ يَوْمَهَا وُلِدَا !!
***************
آمَنْتُ أَنَّكَ تَجْرِي فِي دُمُوعِ أَبِي
وَكُنْتُ أَسْمَعُ مَنْ يَنْعَاكَ فِي الشُّهَدَا
“مَا غَسَّلُوهُ ولا لَفَّوْهُ فِي كَفَنٍ
يَوْمَ الطُّفُوفِ ولا مَدَّوا عَلَيْهِ رِدَا” *
وحِينَ أُمِّيَ شَقَّتْ جَيْبَ لَهْفَتِهَا
وَجَدْتُ حُزْنَكَ فِي شَرْيَانِيَ احْتَشَدَا
يَا سَيّدِي كُلَّمَا قَلْبِيْ تَصَدَّعَ بِي
شَدَّ الرِّحَالَ إِلَى ذِكْرَاكَ وابْتَعَدَا
وَكُلَّمَا أَغْرَقَتْنِي فِيكَ عَاطِفَتِي
أَحْسَسْتُ أَنَّ جَمَالَ الْعَالَمِينَ بَدَا
تُرَوِّضُ الرِّيحَ لوْ جَاءَتْكَ عَاتِيَةً
تُكَثِّفُ الْوَرْدَ حَتَّى يَجْتَلِيكَ نَدَى
وَتَعْتِقُ الرُّوحَ مِنْ أسْمالِ غُرْبَتِهَا
إِلَى امْتِدَادِ حَنِينٍ فِي سَمَاكَ عَدَا
وَتَسْكُبُ الشَّمْسَ مِنْ رَمْضَائِهَا لِأَرَى
شَلَّالَ نُورٍ عَلَى أَشْلَائِكَ اتَّحَدَا
وتَغْرِسُ الْحُبَّ فِي أَعْمَاقِ مَنْ عَرَفُوا
مَعْنَاكَ حِينَ تَحَرَّوا فِي الْهَوَى رَشَدَا
***************
يَا سَيِّدِي كُلَّمَا نَادَتْكَ أَخْيِلَتِي
رَأَيْتُ كُلَّ عَرَاءٍ فِي الثَّرَى جَسَدَا
وَحِينَ غَطَّاكَ وَهْجُ الشَّمْسِ مُنْكَسِراً
بَكَتْ عَلَيْكَ غُيُومٌ وافْتَرَشْتَ مَدَى
وَالسَّيْفُ خَرَّ بِوَادِي كَرْبَلَا صَعِقَاً
مُذْ لَاحَ طُورُكَ فَوْقَ الرَّمْلِ مُتَّقِدَا
لِذَا تَخَفَّفْتَ حَتَّى غِبْتَ فِي دِيَمٍ
يَسُوقُهَا اللَّهُ في الدُّنْيَا لَنَا مَدَدَا
واخْتَرْتَ مَوْتَكَ مِنْ لَوْحِ الْخُلُودِ ، كَمَنْ
أَحْيَا عَلَى مَفْرَقِ الْأَزْمَانِ كُلَّ رَدَى
************
يَا سَيِّدي ضِفَّتِي فِي الْحُبِّ ظَامِئَةٌ
وَأَنْتَ نَهْرٌ مِنَ الْإِحْسَاسِ مَا نَفِدَا
يَأْتِيكَ ظِلِّي وَأَبْقَى فِيكَ هَائِمَةً
وَيَحْبِسُ الشَّوْقُ صَوْتِي كُلَّمَا صَعَدَا
فَيَا حُسَيْنٌ إِذَا لَبَّتْكَ سَارِيَتِي
فَفِي الْمَرَافِئِ مَوْجٌ بَيْنَنَا شَهِدَا
وَلِي مَرَايَاكَ لَوْ صَلَّى الْغَرَامُ بِنَا
شَفَّتْ مَلَامِحَ وَجْهِي كُلَّمَا سَجَدَا
وَلِي خِيَامُكَ حَتَّى حِينَمَا احْتَرَقَتْ
ظَلَّتْ مَلَاذاً لِمَنْ تَحْيَا بِهِ أَبَدَا …..
*************
* البيت تضمين لشاعر لم أجد اسمه.