المركز الثالث / فئة القصيدة الحديثة: مُتلقِّيًا كَلماتِ رَبِّي (الشاعر علي حسن المؤلف)

مُتلقِّيًا كَلماتِ رَبِّي..

الشاعر علي حسن المؤلف

(مملكة البحرين)


لمَّا بلغ الحسين عليه السلام قتل قيس استعبر باكيا، ثم قال: (اللهم اجعل لنا لشيعتنا عندك منزلا كريما، واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتك انك على كل شئ قدير)، السلام علي قيس بن مُسهِّرٍ الصيداوي.

الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي


من قبلِ أنْ يُوحى إليَّ وأُرسلا

أوحانيَ السَّبطُ الكتابَ المُنزلا

وأسَرَّ يا (ابنَ مُسَهَّرٍ)

لَنْ (يَحمدَ القومُ السُّرى)

فَكنِ السَّفيرَ الأوَّلا

وأسَرَّني اقْرأْ (مُسلِمَ بنَ عقيلَ)

حتَّى تُدرِكَ الفتحَ العظيمَ وتدخلا..

وأسَرَّني أَنْ (السَّبِيلَ إِلَيَّ) في

أَن (تَسْتَطِيعَ مَعِي) وأَلاَّ تسألا

وإلَيَّ قال اخلَعْ وجودَك

إنَّني (الْوَادِي الْمُقَدَّسُ)

و(السَّماواتُ العُلى)

فلبِستُ بعثي الأُخرويَّ مخفِّفًا

وخلعتُ خلقي الدُّنيويَّ المثقِلا

لَكأنَّما الإنسانُ فيَّ

اختارَ أنْ يُرخي أعنَّتهُ

وأَنْ يترجَّلا

جسديَّتي عَرجَت إلى روحيَّتي

مِن نشْأةٍ أولى

إلى أخرى

إلى ..!

أوحانيَ السَّبطُ الرِّسالَةَ

حيثُ أَهلُ الكوفَةِ ابتعثوا الكتابَ مُعجِّلا:

سِهرتْ أصابِعُهُم شموعًا

يحذفونَ بها المُضيءَ

ويكتبونَ المُلْيِلا

ويغيمُ في أَفواهِهِمْ صحوُ الكلامِ

أضلَّ من قرعِ المُدامِ وأثملا

ما بايَعوا

باعوا

(اشْتَرَوْا ثَمَنًا قَلِيلًا)

أَثقَلوا الأَيدي وخفُّوا الأَرْجُلا

هذا وثَمَّةَ لا رُعاعٌ وُجَّمٌ

إلاَّ وأسْرَجَوا الكِرامَ الصُّهَّلا

وَأنا المُساري اللَّيلَ

رافقني السُّرى نجمُ الشَّمالِ

مُدَلَّلاً ومُدَلِّلا ..!

حتَّى إذا (الرِّيحُ المُسَخَّرةُ) انحنتْ لِيَ

واستقامَ بِيَ الطَّريقُ مُهرولا

قَبَض الحُصيْنُ عليَّ

حتَّى قبضِ صفرِ الخاسرينَ

معجَّلا وَمُؤجَّلا

ما شئتُ فيما شئتُ

(إلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ) لي فوزَ الشَّهادَةِ

مقتلا

فَرُفعتُ للأعلى وَشبِّهَ أَّنني

ألقيتُ من قَصرِ الأمارَةِ أسفلا

حتَّى لَقيتُ السَّبطَ لُقيا رُؤْيةٍ

مُدَّثِّرًا وحيَ الدِّما

مُزَّمِّلا

وَرَأيتُ رَأيَ الموتِ

أصحابَ الكِساءِ

رَأَيتُ (مُخْتَلَفَ‏ الْمَلَائِكَةِ) الأُلى

ورأيتُ مكتوبٌ يمينَ العرشِ

(مصباحُ الهدى)

ورأَيتُهُ متمثِّلا:

يبكي عليَّ جزيلَ أدمُعِهِ

ومَنْ غيرُ الحسينِ إذا بكانيَ أجزلا ..؟!

أبصرتُ فيهِ الآدميَّةَ

منذُ (علَّم آدمَ الأسماءَ)

حتَّى كربلا

بيديهِ قلَّبَ عالَمَينِ

تَرَسَّخَا حينَ استقامَ

وحينَ مالَ تَزلْزَلا

حتَّى إذا كَشفَ الغيوبَ عَنِ الغيوبِ

وأسبَلَ الماضي وَشَدَّ المُقبِلا

كشفَ الحجابَ البَرْزَخِيَّ

أرانيَ الفردوسَ

ثمَّ دعانيَ اخترْ منزلا..