يا شاطئ الوجدِ خان القلبَ iiزورقُهُ
لي دمعةٌ كلما فارت على iiجهةٍ
لمَّا تفتَّح بابُ (العاشر)iiاندلقت
بي مثلُ جيشٍ بأرض الطف روعها
وفي فؤادي خدرٌ لا يزال iiلظى
وبين جفنيَ ماءٌ لم أكن iiأبدا
أنا مخاض دموعٍ أُجهضت iiعَنَتا
في كل ناحيةٍ مني نما iiغصُنٌ
تصوغني (الطفُّ) حتى لم أعد iiأحدا
هنا (الطفوف) تجلت في ثرىiiجسدي
هنا أصيب (عليُّ بنُ الحسين) iiوقد
تموجتْ كربلا وجداً على جسدي
كل الكواكب قد خرت هنا iiوهنا
لمّا هوى دونما كفًّ قذفتُ iiله
هنا الحسين وحيدا ظل في iiرئتي
ما الْتمَّ جيشٌ على العطشان في iiجسدي
لم ينعقد كبدي إلا iiليحرسه
لو لا (المثلث) لم يقتصَّ من iiكبدي
هنا توزع سبط المصطفى وعوت
ما زارني أحدٌ لما غفا iiبدمي
هنا دفنتُ حسيناً بعدما iiعجزت
يا واصلا في الفدا أقصى العطاء ومن
لم يكذبِ االموتُ إلا حينما اعترضت
قد كنتَ وحدك لما سلَّ أسيُفَه
هم وزعوك ولكن في القلوب iiفما
أشرقت في كل قلب كالصباح وما
ما كان يجري على وجه الحياة دمٌ
هناك أنت على جذب الحياة iiيدٌ
ما كان أكرم من جرحٍ عرجتَ iiبه
أعطى الوجود يديه وانثنى iiأسِفا
ما أبدع الجسد المجروح في iiنغمٍ
قد كان أصدق راوٍي وهو iiمنجرحٌ
إن الحديث الذي يصغي الزمان iiله
ما كان أصدق من جرح أبان به
إن الجراحات إن قالت فقد iiصدقت
تعوي الرياح ولا صوت هناك iiسوى
مدت هناك لك العشاق iiأيديها
لما انفتحت على جرحٍ فتحت لها
يا أيها العبقُ المبذور في دمنا
هذا أنا العاشق المفتون iiيتعبه
بيني وبينك آلاف الغيوم إذا
تقودني نحوك الأرزاق أطلبها |
|
ولم يعد غيرُه للحزن iiأُطلقُهُ
يرسو بها زورقي المكسور تُغرقُه
وقد أقامت سنينَ العمر iiتطرقه
جيشٌ على الخد جرارٌ iiأُرقرقه
من أشعل النار في الخيمات يحرقه
لو لم تُصَب قربة (العباس) iiأهرقه
قد كانت الطفُّ بالأرزاء تَطلَقُه
لمّا يزل دمع (عاشوراء) iiيُورقه
غيرَ الذي هذه الأرزاءُ iiتخلقه
في كل عضو شهيدٌ ظل يُقلقهُ
كان الحسينُ على جفنيَّ iiيرمقه
لما مضى السبط من خديه iiيلصقه
يؤمها القمر المفضوخ iiمفرقه
روحي إلى هذه الرمضاء iiتسبقه
إذا تصعّد فيَّ الحزنُ iiأشهقه
إلا سعت كل أعضائي iiتُفرِّقه
يذود عنه زماناً راح iiيرشقه
لَمَا انتهى لحشا المولى iiيمزّقه
فيّ الرياح على جسمٍ iiتطوقه
إلا الذي مر بي في الليل iiيسرقه
أن تمنعَ الخيلَ روحي يوم iiتسحقه
مُدت إلى مطمح العشاق iiأعدقه
منك الجراحات .. خان الموتَ iiمنطقه
ولم يكن غير هذا النزف iiتمشقه
ضر البغاة أبا الأحرار لو iiفقهوا
مر الردى في فؤادٍ أنت تُشرقه
لو لم تُروَّ بما أعطيت iiأعرقه
أنى يمد الفدا كفيه iiتغدقه
ولا جراح أخيك الفاض iiمفرقه
مذ جف من كفه ما كان iiينفقه
عن الفداء على الدنيا iiيموسقه
لم يفتأ الملأُ الأعلى iiيوثِّقُه
هو الحديث الذي لا زلال iiيدفقه
وأصدقُ القول في مبناه iiأعمقه
يا رُب أخرس بذَّ الكون منطقه
صوت الحقيقة من أشلاك iiتُطلقه
في محشرٍ تاه في الأزمان iiرونقه
الباب الذي ليس يقوى الظلم iiيغلقه
لا بد كي تفرُعَ الأرواح تنشقه
طول السرى والحنين الغمر يرهقه
ما أرعد الشوقُ روحي رحت iiأبرقه
وأنت أكبر ما في الدهر iiأُرزقُه
|