جُرْحٌ على جَسَدِ الإصْباحِ قَدْ سَطَعا
جُرْحٌ بهِ انفَلَقَ التَاريخُ وانْدَلَِعتْ
حَرْفٌ لهُ سَجَدَ (الإنجيلُ) مُذْ قُرِئتْ
ما كانَ قَلبُكَ إلا وَحيَ مَذبَحَةٍ
والصَدْرُ .. هذا نَبِيُّ المَاءِ يََتبَعُهُ
والنَجْمُ .. هلْ هوَ إلاّ (خَاتَمٌ) بُتِرتْ
والبَدْرُ .. لا غَرْوَ أَنْ يَنْثَالَ لُؤلُؤةً
تَرَكتَ قَلْبَكَ صَوبَ النَهرِ مُشْتَعِلاً
في كُلِّ قِطْعَةِ ضَوءٍ مِنهُ أَوْدِيَةٌٌ
يا صَاعِداً في (بُرَاقِ الدَّمِّ) مُمتَشِقاً
للهِ يا رأسَكَ المَرفُوعَ مُعجِزَةً
آنستَ في الذَّبحِ مَاءً قدْ رَوَيتَ بهِ
وقدْ رَآهُ على الآياتِ مُنسَكِباً
و(صَاحِبُ الحُوتِ) لَمّا خَاضَ لُجّتَهُ
للهِ دَرُّكَ مِنْ رَأسٍ لهُ لُغَةٌ
للهِ مِن جَسَدِ (التَورَاةِ) مُضْطَجِعٍٍ
مَلائِكٌ أَنْزَلتْ أَشْلاءَهُ كُتُباً
كَمْ سُوَرةٍ في صَلاةِ الذَّبحِ قدْ خَشَعتْ
الشَمسُ في عَينهِ النَوراءِ قدْ سُكِبتْ
والنَهْرُ ما قَصَدَتهُ السُحبُ ظَامِئةً
فيَهجَعُ السَهمُ مَوتاً، والمَدى ظَمأٌ
والمُهرُ يَنْحَتُ في الأَزمَانِ أُغنِيَةً
عَينَاهُ صَمْتٌ، وبَعضُ الدَّمِّ أَسئِلةٌ
تَرَنَّحَ البَوحُ في عَينيهِ مُرتَعِداً
مُعَانِقاً لَحْظَةَ التِرحَالِ أَشْرِعةً
حَتّى إذا حَمْحَمَتْ أَوجَاعُهُ فَزِعَتْ
فَيَنْحَنيْ المَاءُ مِلْحَاً عِندَ خُطْوَتِهِ
وقَلبُ زَينَبَ .. رِيحُ اللهِ تَحمِلُهُ
الرَأسُ بَسْمَلَةٌ، والدَّمَُ أَضْرِحَةٌ
فَتَنْسُجُ الذَبحَ شَمْسَاً عِندَ (خُنْصُرهِ)
(فالذَّبحُ والِسبطُ) وَعدُ اللهِ أَنْجَزَهُ
يا أنّتَ يا وَطَنَ القُرآنِ يَسكُنُهُ
لِيُتْرِعَ الأرضَ مِنهُ آيةً نَزَلتْ:
فَيُولَدُ الذَّبحُ مِنْ كَفَّّيهِ مِئذَنَةً
ما قِيمةُ الدّمِّ إنْ لمْ يَرتَمِ وَطَناً
وَحياً تَكَادُ بهِ الأَفلاكُ أَنْ تَقَعا
أَنوَاؤهُ مِنْ لِسَانِ الصُبحِ فانْدَلَعـا
آياتُ نَحْرٍ، وبَابُ الذَّبْحِ قَد قُرِعا
والسَهمُ أَرْضَعَهُ الآياتِ فارتَضَعا
(رُكنُ الحَطِيمِ) ونَهرٌ ظَامئٌ تَبَعا
أًَسْرَارُهُ حِينَما مِنْ إصبعٍ نُزِعا
فالرَأسُ قدْ لُفَّ بالأَقْمَارِ مُذْ قُطِعا
يُؤَلِقُ الفَجْرَ قَدْ غاَدَرتَهُ قِطَعا
سَالتْ فسُبحَانَ مَنْ للقَلبِ قدْ جَمَعا
أُفقَاً تَأَبَطَ صُبْحاً لَيلُهُ انقَشَعا
عِيسى بهِ جَنّةً للهِ قدْ رُفِعا
مُوسى فخَرَّ على (سَيْنَاءَ) مُنصَقِعا
نُوحٌ فَمَاجَ بهِ الطُوفانُ وانْدَفَعا
فَاضتْ بِهِ لُجَّجُ الأَشلاءِ فابْتُلِعا
حَمرَاءُ يَعرِفُها يحيى إذا صُرِعا
صَلّى على مَذبَحِ التَسبِيحِ مُضْطَجِعا
وسُبْحَةً خَلْفَها دَاوودُ قَدْ رَكَعا
أَعظمْ بهِ جَسَداً للهِ قدْ خَشَعا
والصُبحُ مِنْ كَفِّهِ المَقطُوعِ قدْ طَلَعا
إلا ارتوتْ مِنْ فُؤادٍ ظَامِئٍ وَلَعا
والطِفلُ بينَ قِماطِ الدَّمِّ ما هَجَعا
مَذبُوحَةً حِينَما مِنْ جُرحِهِ رَجَعا
وقِصَةٌ مِنْ دُمُوعٍ خَبَّأتْ وَجَعا
بخَيمَةِ اللهِ ها قدْ لاذَ وانْتَجَعا
مَخْبُوءةً خلفَ دمعٍ سَالَ وانْهَمَعا
أَحْدَاقُهُ تَنْضَحَُ الأَوجَاعَ والفَزَعا
ويَركُضُ النَوحُ جُرْحَاً كُلما ذَرَعا
نَهرَاًَ إلى حيثُ دِفءِ الوحيِ قدْ وَقَعا
والِجسْمُ يا مَسْجِدَ الأَسْيَافِ قَدْ شُرِعا
وَتَقطِفُ الدَّمَّ ضَوءً كُلَما زُرِعا
كِلاهُما وُلِدا في كَربلاءَ مَعا
جُرحٌ تَنَاسَلَ كَوناً فِيهِ واتّسَعا
إنَّ الحُسَينَ كِتَابُ اللهِ قدْ جُمِعا
وَوَهْجُهُ مِنْ أَذَانِ النَحْرِ قدْ نَبَعا
لِيُشْعِلَ الجُرحَ صُبْحَاً دَافِئاً نَصِعا