قلبي البراق

 

يا  حافيًا  شدّ  لابنِ  المرتضى   iiالرحْلا      هَلاّ أخذتَ فؤادي  في  السُرى  iiنعْلا؟!
خذهُ  إذا  تعبتْ   رجلاكَ   من   iiسفرٍ      فَهْوَ  الذي  من  مسيرِ  الحبِّ  ما  iiكَلاَّ
و  خطوُهُ  النبضُ  إذ  يزدادُ  مِنْ  iiتعبٍ      فيسرعُ  القلبُ  في   خَطْواتِهِ   iiالعجلى
مِنْ   نبضِه   هدهدٌ   يُنبيكَ   عن    iiنبأٍ      هناكَ   عرشٌ   حواليهِ   الهدى    صلّى
مِنْ    نبضِه    آصفٌ    يرنو    iiليجلبَهُ      قد   رامَ   يحملُه   لم   يستطع    حِمْلا
قلبي  البراقُ   إذا   ما   شِئتَ   iiفامتطِهِ      فَهْوَ  الذي  في  ربوعِ  الطفِّ  قد  iiحَلاَّ
إسراؤُه   في   ليالي   الشوقِ،   iiمقصدُه      مِنْ مسجدِ الصدرِ حتى المشهدِ  iiالأحلى
هناكَ   في   كربلا   قطَّعتُ    iiأجنحتي      سأهجرُ  الكونَ  لو  أحظى  بها  iiوصلا
طقوسُ  مثلي  بأرضِ   الطفِّ   مدهشةٌ      أقلُّ   شيءٍ   بها    أنْ    ألثمَ    iiالرملا
قصَّرتُ  خطوةَ  شوقي  كلما   iiاقتربتْ      بطَّأتُها     بحياءٍ     أرجفَ      iiالرجلا
أحجُّ  زحفًا  و  حَبْلُ  السبطِ   يسحبُني      ما  حيلتي  غيرُ  أني  أسحبُ   iiالحبلا؟!
في  قدسِ  واديه  عندَ   البابِ   iiمرتعشٌ      و   مُلزَمٌ   حينها   أنْ    أخلعَ    النعلا
أرهقتُ    فيه    لساني    في    iiتلعثُمِهِ      و  مفرداتي  غَدَتْ  مِنْ  كُنْهِهِ   خَجْلى
هَلاَّ    أذنتَ    لرحّالٍ    بلا     iiوطنٍ      عافَ  الحياةَ  و  يبغي  عندَكَ   النُزْلا؟!
فأدخلُ    الحائرَ     المشحونَ     iiأسئلةً      و  ألفَ   لغزٍ   به   لا   يعرفُ   iiالحَلاَّ
دخلتُ فاخضوضرتْ في  الروحِ  iiأوديةٌ      كم عاشتِ الروحُ من طولِ النوى ذبلى
فلترصفوني    رخامًا    وسطَ    iiحائِرِهِ      يستعذبُ  الوطءَ  لو  ألقَوْا   به   iiالثِقلا
أو   طيِّروني   حمامًا    حولَ    iiمَشْهَدِهِ      بنيتُ    عشًا    على    باحاتِهِ     iiطَلاَّ
أنا     هديلُ     أذانٍ     مِنْ     منارتِه      في  أفقِ   كلِّ   سماواتِ   الهوى   iiيُتْلى
أنا     أنينُ     رجاءٍ     تحتَ      iiقُبتِه      من  شجوِ  طفلٍ  أتى  مستجديًا  iiسُؤْلا
و   زفرةُ   العاشقِ   الملهوفِ    تشبهُني      إذا    تشبَّثَ    في    شباكِهِ    iiالأغلى
طيني      مكامنُه      تُرْبٌ       iiبمدفنِهِ      و   الماءُ   دمعٌ    على    أرزائِهِ    iiهَلاَّ
سُكِبْتُ _  مِنْ  بَعْدِ  تذويبي  _  iiبقالبِهِ      فقالبُ  السبطِ  مَنْ   أعطانيَ   iiالشَكْلا
مولايَ   أنسخُ   مِنْ   أصداكَ    iiتَربِيَّتي      حتى  تكاثرَ  بي  صوتُ   الهدى   iiنَسْلا
وجدتُني      قِربةَ      العباسِ      iiنابعةً      لأرويَ   الناسَ    من    أنهارِها    نَهْلا
وجدتُني    سبحةَ    السجادِ    iiخاشعةً      إن   شدَّها    تارةً    أو    تارةً    أدلى
حسينُ   يا   توأمَ   القرآنِ    يا    كُتُبًا      أهوى     قراءَتها      عنوانُها      iiكَلاَّ
أمطرتَ لي (بعضَ) مزنِ العطفِ iiتغرقني      و ما  نجاتي  سوى  أنْ  تُمْطِرَ)  iiالكُلاَّ(

 

** بَرْزَخٌ يُشايعُهُ الحَنينْ **

 

 

 

الإهداء :

 

بعِطْر الانتظار الرَّاعِفِ أنشُقُ أمنيَّةً صاخبةً بالآهاتِ المَنفيَّة …

تُصَدِّرُ شَّواطِىء الحَنانِ مِنْ طامورةِ الشَّجى المَخْفية …

وَ عَلى أصْدَاءِ أعْتَق زَفْراتِ الحادثةِ العُظْمى ولاءً :

( يُمَّه ذكريني من تِمُر زَفَّة شَبابْ ) / و

 ( يحسين ابضمايرنا .. صِحْنا بيك آمنا ) !!

 

( ُأبَلْسِمُها / ُأهْدِيها  )

 

لكلِّ نَوْرَسٍ أبيضٍ يَرْتَقِبُ الرُّجوعَ ، و يُمأتِمُ الآفاقْ !!

 

 

 

 

 

01 سَما بَرَزْخاً يشدو بأحيائهِ  الجُرْحُ   مِنَ القِمَمِ  العَذراءِ ما  حَفَّهُ  الرَّزْحُ

02مُغـَـيَّمَة ٌ بالمُستحيليَّةِ الــتي     بجيناتِها الجَنَّاتُ دونَ المَدَى تَصْحو

03 أضَوِّأ ُ كُلِّي و الفَراشاتُ  كِذْبَة ٌ  سَتُفشي اقترافَ البَدْرِ و المُنتهَى فَضْحُ

04هَناءُ الذينَ استُشهِدوا حينَ  مَوْتَةٍ      يُبَرِّجُ صَحْرائي إذا راقَني  الشَّرْحُ

05خُرافةَ بَذْلٍ من  يَدٍ  هامَ  حُسْـنها  بآياتِ أرواحٍ سَقَى نَسْـخَها  الصَّفْحُ

06 فمَا أنْدَرَ الأسْحَار  سِحْريَّة َ النَّدى   بإشعاعِهِ  ُأمَّاً فـَرَى عَطْفَها  المَدْحُ

07 عَـلى ضَلَّةٍ تنمو انتباهاتُ وامِق ٍ   بمَقْتَلِ خفقاتٍ تباكَــى لها  الصُّبْحُ

08 وَ خُرَّابُ أوْهامٍ أزاحوا  مـهَامِهاً   ضَراميَّة َ العِقْيانِ حَدَّاؤُها الكـَـشْحُ

09أصيخي إليكِ اليَوْمَ يا سِدْرة َ الوَحَى وَ صُبِّي مِرَاحَ البَرْقِ في رُقْيَةٍ  تَمْحو

010ليُشِرقَ رعْدُ النَّزفِ مستوسِقاً  ُذرَىً   عَسى سُورة ُالأمواجِ يشتاقُها القُبْحُ

011 حُسَيْنيَّة ُ الإرْهافِ  رَكْوَة ُ عَوْذةٍ     برَغْوَةِ إطْلاقٍ تَنَزَّى  بها  السَّطْحُ

012 تخيَّرني حَمْدٌ بأجراسِــهِ التي     تخيَّرها صَمْتٌ تــَخـْـيَّرهُ الكَدْحُ

013 فَطارَحتُ فُسْحاتِ الكراماتِ واقفاً  عَلى مِشْجَبِ التَّوفيقِ في مُهْجَتي رَوْحُ

 

014 تمدَّدَتِ الأحلامُ للاَّنِـهَايَةِ المُمُوْسَـقـَةِ الأرْوَى إلى أنْ  طَفا  النـَّشْحُ

015 سأفْضِي بما قَدْ هَدَّ أقبية َ الطَّوى   و أعْشَبَ لَثْغاً ، شَذِّبِ الرَّيْبَ يا بَوْحُ

016فمَنْ قبلكَ استْدَنى مَتَاهَاتِ زَهْقَةٍ     تَدلَّتْ مَـواويلاً يُرنِّمها النـَّزْحُ ؟!

017تلبَّسني المَخفيُّ في ضِفِّةِ السَّنا       حزائِقُنا الأولى ضَـمائِرُنا القُـحُّ

018فهلاَّ تمُـجّ الحُبَّ طُهْراً مُورَّداً      بصُرَّةِ رُزْءٍ  ضاعَ في حَلْقِها الطَّفْحُ

019 سأنثالُ منفىً غارقاً وسط َضَجَّةٍ      ُترى كُفِّرَ السَّنَّاحُ أمْ ُألِّهَ السَّـنْحُ

020 هُنا زَأرَة ُ الأكدار ِ لَيْلٌ  مُـثَقَّبٌ      لهُ جُـهَمٌ منها  يُجزِّرُنا  الكَـبْحُ

021 بجنَّاتِنا هَفـْوٌ  لأحْـدَثِ  سَجْدَةٍ      كأنَّ اندلاعَ الوَجْدِ من ثَغْرها  فَتْحُ

022عَن اللَّوعةِ الأجلى المُسَمَّاةِ كربلا   عَنِ الرَّوْعةِ الأغلى فقد هُجِّرَ القَرْحُ

023إلى كلِّ أشياءِ انشطارايَّةِ الشَّجى       مُدلِّهَةِ الأحْزَان ِ أحشاؤنا طـَمْحُ

024 لِغـَزَّةَ  كَمْ نقتاتُ آهاتِ  لـَحْدَةٍ     ترودُ الخَيالاتِ التي غالَها  السَّرْحُ

025 فيا أنفـُساً مغبوطَة ً مِنْ  تَمَلُّكٍ     مُحَرَّمُ وَلاَّها فما يُـتِّـمَ  النـَّضْحُ

026 مَرَرْنا  نواريساً؛ أعيني اندِلاقنا     بتَهْويمةٍ للاشتعالِ كَمْ ضَمَّنا القَدْحُ

027 تمأتَمَتِ الأجواءُ ملءَ  اشتياقنا      بنا قِبْلة ً صاكَ الأسى أينما  نَنْحو

028 نُعَذِّبُ  جَـبَّاناتِنا تِلْكَ  أنَّــةٌ       خريفيَّةٌ ترنـو لِوجْهةَ لا  تَـلْحو

 

029 نُصلِّي وُلوعَ الدَّمْعِ يَسْتَجْذِبُ المُنَى   رِثاءٌ جَماعِيٌّ هُوَ النَّجْمُ وَ الجُنْحُ

030 ذَوَتْ زَرَداً قَدْ كانَ طَلاًّ  مُكفَّناً    حُقولُ الذَّواتِ البِيْضِ فاستَعْجَبَ الفَلْحُ

031 أولئكَ مَنْ ؟ يا ليتَ سُورَ اكتشافَهُمْ     تمخَّضَ قُرْباناً تَـكأَّدَنا  القَـمْحُ

032قفي ريثما نَنْـغَـلُّ خَدّاً بكِـلَّةٍ       لنَصْطادَ دَمعَـيْها فيُبْنى بها صُلْحُ

033مِنَ الرَّيِّ أنْ يُوْسَى الرَّحيبُ الذي بهِ اتِّساعاتُ لا تُرْسَى فليتَ الدَّوا  فَسْحُ

034 و مِنْ رَوْضَةِ الأظماءِ تَرْنو امتلاكةٌ   عَرَاهَا الخُلودُ المَاءُ كَمْ خِبْتَ يا ذَبْحُ

035 فما أدنأ َالأعماق صادَرَها الهَوَى     تُثلِّجُها الدُّنيا فيَـصْهَـرها النَبْحُ

036 أتُمْتَشقُ النِّياتُ في  طَرْفِ  رَدَّةٍ    جِمَاراً على التَّطْهيرِ حَتْماً لها كَسْحُ

037 تُداهِمنا اللاَّفانـــياتِ  زَنابقاً      يُخَرِّجُ تأبيناً سَّــكاكينَها  النَّجْحُ

038ملاحِمُ أوْرادٍ تلفَّعَتِ الشُّموعَ فِـــتْنَةَ وَرْدَيٍّ فَــــما فَـتِأ َ السَّبْحُ

039 فِدا تلكُم الأرزاء مـيناءُ راحَةٍ      يُغَازَلُ بالإزْرَاءِ حتَّى قَضَى  اللَّمْحُ

040 إلى زَفْرَةِ النَّاقورِ بل بَعْدَ مَوْتِها     بقَلْبِ العُلا نَدْبٌ و من حَوْلهِ اللَّفْحُ

041 فوا صَعْقَةَ الأشرافِ إثْرَ  جِنايةٍ   تَناسلَ مِنْها في جَبينِ المَدَى الرَّشْحُ

042 حَنايا حَنانِ السِّبْطِ حَنَّاتُ مِحْنَةٍ    إذاً ناحَتِ الأنْوَاحُ و اسْتَغرَبَ الصَّدْحُ

043 فمَا جَرَّأ َ الدُّنيا لِحَرْق ِ أمَانهِ    و إرْعَابِ أطفالٍ لَهَا يشتكـي  النَّكْحُ ؟

 

044 مفُدَّىً بأصْحابٍ تَوَهَّجَتِ انْتِشِا    وَفاءٍ عَبيريٍّ على الشَّمْسِ قد ضَحُّوا

045يُدمِّرُ أشْـبَاحَ النِّـهايةِ مُفْعَماً      بُِأرْجُوزَةِ الإصْرارِ خَـفَّاقُهُ السَّمْحُ

046 سَجَى يُطْعِمُ الذَّراتِ فتْحاً مُكبِّراً    و أعداؤُهُ ما زالَ في حلْقِها النُّصْحُ

047 مُوارِي تعاساتِ الغَياباتِ لا نَعي    تَدفٌّقَ أضلاعٍ  لهُ رضَّـها  المِلْحُ

048 عَلى التُّرْبِ مكبوبٌ ثلاثاً بلا رِدَا    ذبيحٌ  بلا جُرْمٍ تلَـظَّى لَهُ  البَطْحُ

049 و يُبْشَكُ من فَوْقِِ القَنا رأسُهُ الذي  تَلا الحُسْنَ والأحجارُ في هُبْلَةٍ نَطْحُ

050 وَ تُسبى نِسَاهُ الشُّـمُّ آمَالَ ذِلَّةٍ     مُهَدَّمةٍ يأبى على  وَعْدِها الصَرْحُ

051 أضحْوَةَ ثأرِ اللهِ برزَخُـنا  يَدٌ     و إنَّا معَ  الأحْرَارِ آمــالُنا  جَمْحُ

052 هُنا تُتْرِعُ الزَّهراءُ غَيْماتِ جُرْحِنَا     أماسي اكتناهِ الآهِ يَستَفْهِمُ  الرَّدْحُ

 

 

 

 

كعبة الأحرار

 

سارت تجر لجامها الأقدارُ حيث المنية غاية تُختارُ
وتبسمت للموت حيث بدا لها وحيٌ ولمّا يثنها الجزارُ
ومضت على نهج التقاة يحثها عزمٌ يزيد وقيده الإصرارُ
فحوت على سبط النبي محمد والسائرين بها هم الثوارُ
وشدا لمجدهم الزمان مفاخراً أن الخلود يناله الأحرارُ
فالخلد أن تذكي لدربك جمرةً لا تنطفي إن طالها الإعصارُ
لا تنطفي حتى ولو بلغ الزبا سيلٌ يسيل على المدى هدارُ
شقت مبادئه العباب فأبحرت لا ينثني إن عاكس التيارُ
وإذا تلاطمت البحار وأظلمت لا بد يطوي دربه البحارُ
والخلد أن يصغي لصوتك مسمع عبر المدى حيث الصدى عبارُ
خرق الحواجز حين أطرب مسمعي في الذر حيث تحوطني أطوارُ
نغمٌ تقدس في السماء ولم يزل عذباً يرتل صوته مزمارُ
هذي ترانيم الولاية لفها نورٌ تحيط بذاتها أقمارُ
وإذا تميزت النفوس فإنها تسموا الجبال وتصغر الأحجارُ
فأذاب مهجته ليسكب زيتها نارا يقود شعاعها الأبصارُ
يعطي فلا طمعٌ يؤمله كما تروي المياه ويضمأ الفخار
يرضى من الدنيا الكفاف بعيشه حيث اللآليء بيتها محارُ
يا سيد الاحرار حسبك عزةً أن تزدهي وتبدد الآثارُ
أن يعتلي صوت الكرامة شامخا عبر السنين ودأبه إستمرارُ
يحي الضمائر في الخليقة مثلما تحيا القفار وغيثها الامطارُ
فإذا تشربت القفار بغيثه يزهو الربيع وتعبق الأزهارُ
والدوح أينع من صميم غياثه ينعاً فكل نتاجه أبرارُ
تبقى وصرختك الأبية تنجلي كالرعد يقصف ، حده أشفارُ
وغدا يردد في صميم مسامعي أن الكرامة جلها إيثارُ
كيف الطريق الى علاك فما أرى إلا الإباء وذا الولاء شعارُ
يا كعبة الأحرار إنك ملهمي فأطوف حولك والإبا مضمارُ
وأصارع الطغيان أرجم سعيه حيث الولاية في يديّ جمارُ
لله درك يا حسين فما أرى إلا عظيما كله أسرارُ
فأنا أراك لي الجلال لأنه يزهو لك الإجلال والإكبارُ
وانا أُسرت بحسن نهجك مثلما أَسرت قلوب عبيدها عشتارُ
فإهنأ بخلدك يا حسين فإنه نضج الغراس إذ الولاء بذارُ

 

 

 

جرح الرجوع

 

انثر نواحي الشوق في شفتي

واجمع بواكي العشق في لغتي

وابقى هنا في سورة الدهر

الذي غسلته أوعية الدموع

وكن كما الشريان ينبض بالحياة

والشمس تخفق راحتيها للطلوع

كن سيد الشعراء

تُلهمهم وتُسكنهم

فسيح الفصح

في جرح الرجوع

علمتهم…

لغة الدماء بفلكهم

وجمعتهم…

شُهب السما بمدارهم

فلهم تراجي المجد في زمن الخُنوع

كنتَ القريحة في مسالك نطقهم

كنتَ الوديعة في قلوب دمائهم

فلك الحياة بشعرهم

ولك الدموع

ولك الزمان يأنّ في أرواحهم

ولك الجموع

 

 

 

يا سيد الكلمات رتلتُ الحروف

بصمت أغنية الشموع

أعجبت دهرك سيدي

كيف الخلود ؟

وكيف سرمدت الحياة ؟

وكيف سطرت الوجود

بأسمك النوري يصدح

في الزمان

عصفورة الالحان دوّت

بالدما درب الجنان

ودرب هاوية السطوع

شمس الحنان

وكيف يُسقطها الثرى

بل كيف يَمِزقها الخَنوع

صادفت بالليل المجنّ بليله

نجماً يبارز فيلق الديجور

هزماً

ثم نصراً

هكذا لغة الربوع

 

أتعبتني

حتى كأني واقفا

تحت الهجير

وفوق مُنهصب الضلوع

أرنو اليك بعبرتي

وبمقلتي

مثل العقيلة نظرتي

لا رأس لا ودجين

لا قلباً تبقّى

بل تلقّى

السهم

وارباه في حنو الخشوع

سهماً لفضته سيدي

فكأنما غرز اليقين

بقدرته قلب القضا

لله قلبك مستقراً

آمنا

ويحاً لسهمك خائفاً

متخاذلا

كيف المثلث في الضلوع ؟

وكيف قلبك نابضاً

لليوم في هذي الحياة ؟

خسئاً لدهرك سيدي

خسئاً لهاتيك الجموع

 

أتعبتني …

حتى كأني واقفاً

ما بين تلّة زينبا

أرنوا لها

في قلبها

نار الاخوّة مضرمة

ما زلت أسمع صوتها

إن كنت حياً يا أخي

فالخيل صالت قادمة

ان كنت حياً يا أخي

فالشمر أرشد ملزمه

إن كنت حياً يا أخي

فالنار في خيم النبوّة عائمة

إن كنت في رحم السماء

فالسماء قيم القضا مُتفهّمة

فأجابها في عدوةٍ

قد أنهكتها الضربُ

والسهمُ المثلث آلامه

كُفّي العتاب أما ترين تَرَنّحُي؟

يا أخت كُفّي اللائمة

فلتذهبي عند الكفيل بعلقمه

ولتنتخيهِ

لعلهُ يصغوا لنجواى فاطمة

قبل الرحيل أخيّتي

خلّفته والسهم قد

رشَق الجَنان وأسلمه

والكفُّ ضاعت في الفرات

وجُوده في الأرض تنزف من دمه

خابت ظنونكِ زينبٌ

فالترجعي لعليلكِ

فالنارُ شاهت مِعصمه

فالترجعي اطفالكِ ضاعت

فردّي اللملمة

 

 

 

أتعبتني يا سيدي

ياروحَ ضنواى فاطمة

جسمٌ ترضض بالخيول

وضلعه طُحنت مفاصله

وشاخت أعضُمه

والقلب قد رُكزَ المثلث

فيه دعوى للقيامةِ قائمة

والصدرُ أصبح ساحةً

للنبلِ للجلمود للطعنِ

المدمّى من دمه

وجبينهُ مهوى السجودِ

وخُنصر التوحيد

يسألُ خاتمه

والنحرُ يامولاي

أدمى مهجتي

والقلبُ يركع

في صلاة الشعر

في قنو الدعاء  ليلهمه

كي يوصف الجسد الذي

جالت عليه العشر

في نزل البلاء

وأخته ترنوا له

والصحب صرعى نائمين

حتى نختهم كيف مولاكم

على حرّ الهجير

وأنتمُ عن نصره متخاذلين

فأجابها شيخٌ أسنّتهُ الطعان

ألم نوافي حقه ؟

يا أخته

إنا لنحن الآن في نومٍ

يسمّى الخالدين

قلبي لها

مذ قدّمت قربانها

ياربّ هذا في رضاك

هذا الذي جادت به بيضائنا

خذ سيدي حتى ننال المرحمة

خذه فبعد الآن قرّت أعينٌ

لرضاك ربي مسلمة

 

 

 

 

 

 

 

ترنيمة عطش

عطشى أتيتك مـن عذابـات النـوى      ومددت بيـن يديـك أقـداح الهـوى
جفـت ينابيـع الكـلام علـى فمـي     عشقاً يرتّلك اللسـان ومـا  ارتـوى
ذكـراك تغرينـي لأثمـل  سـيـدي      وقصدت ُ بحرك يا لبحرك ما  حـوى
ومـداد قافيتـي بقـربـك سـاجـدٌ      خجلاً يناجيك الفـؤاد الـقـد ذوى  :
أحسيـن ” أغرقنـي لأقصـى  لجـة     بهواك عرش الموج في قلبي استوى “
أحسيـن ” أغرقنـي لأقصـى  لجـةٍ     قد ضقت ذرعاً بين أشرعة الجـوى “
وطنٌ عظيم ٌ أنـت يـا أنـت  الـذي     لـم يستقـم لـولاك ديـن وانـزوى
وطـنٌ عظيـم أنـت لا يكفـيـك أن     يحويك يوماً بيت شعـرٍ قـد  خـوى
سكرى حـروف قصيدتـي  منثـورةً     حول الضريح وحزنها لك ما انطـوى
وبمهجـةٍ حـرّى تـجـدد منسـكـا    ًيبكيك كل الدهـر فيـه ومـن ثـوى
لكـأن ذاك السيـف قـال مفاخـراً :     (( إني لثمت حسين )) عذراً للهوى  !
وكأن شمساً مـن جراحـك أشرقـت      حر الهجيـر بنورهـا جـدّ  اكتـوى
وتبتلـت كـل الدمـوع  وعانـقـت      أطراف قبرك سُجّـدا رغـم  النـوى
“مولاي” عطشى قادني لـك  خافقـي      ما ضلّ فيك القلب ُ يومـاً أو  غـوى

اقرأ بِسْمِ الذّبيح

 

 

 

 

 

قد أُوحِيَ الحزنُ المُقدّسُ فاسمعي

آيَ الحسينِِ تنزلتْ في أضلعي

 

هزّتْ حِراءَ القلبِ تُحْكِمُ رزءها

وكأنّ جبريلاً بِهيبتهِ معي

 

( اقرأ /..دعتني كربلاء وأردفت

بِسْمِ الذبيح / .. بلوعةٍ وتفجُّعِ

 

رتِّل كَهَيَعَصَ* بالنشيجِ مُولوِلاً

إن اختصاري موجزٌ بتقطعِ

 

سَبِّحْ نحوراً شاءَ ربّك أن يرى

فيها انكشافاً للخلودِ الأروعِ

 

قُل.. هل أتى ذبحٌ كما في عاشرِ؟

أم هل أتى يومٌ كيومِ المصرعِ ؟

 

أم هل أتاكَ حديث غاشية الردى ؟

وتجدّل الزيتونِ بين البلقعِ

 

والشمس خجلى من رؤوسٍ وهجها

شقّ المجرةَ بالوميضِ الألمعِ )

 

فتلوتُ أصدقَ ما تجلّى  ناصعاً

في لحظةِ الإشراقِ حيثُ تطلُّعي

 

وولجتُ فاتحةَ القصيدِ يرفُّ بي

تأويلُ رؤيايَ التي لم  تُسجعِ

 

كفراشةٍ في دهشةِ الضوءِ.. اشتهتْ

روحي تُحلقُ للمقامِ الأرفعِ

 

تنثالُ ذاكرةُ الجراحِ لِتنتضي

حزناً تناسلَ  كالبياضِ بأجْمَعي

 

مازالَ يومضُ قابَ جفنٍ يلتظي

حتى تبلورَ باذخاً في أدمعي

 

ورقيتُ أستسقي الرُّؤى  مستلهماً

فإذا الطيوفُ همت بوقعٍ مُوجعِ

 

أستنبىءُ الريحَ التي ألْقتْ بما في

صدرها /”هل من معينِ؟” /..بمسمعي

 

وأُصيخُ للماءِ الذي من ذنْبهِ

جُنّت به القطرات.. هامت لا تعي

 

والرملُ ما أدراكَ ما باحت بهِ

الذرات من سرِّ النجومِ الصُّرعِ

 

والنخلُ أومئَ لي يقصُّ حكايةَ

الطفلِ الذي يُسقى بسهمٍ مُترعِ

 

 

وتداركَ الغيمُ الحديثَ متمماً

فتهاطلتْ سِورُ الدماءِ بمطلعي

 

وإذا بِوَحيِّ الطفِّ يغزلُ أحرفي

ضوئيةً بكفوفِ بدرٍ قُطّعِ

 

ويصوغُني لحناً سماويَّ الخُّطا

يمشي  بقافيتي لأعظمِ مُبْدعِ

 

ما اخترتُ عزفَ الشِّعرِ .. بل قد خِيْرَ لي

فحسينُ دوزنني وقيثاري يعي..

 

*كهيعص تُقرا ككلمة واحدة دون تقطيع ”

 

 

 

الوحيُ الأخير

جُرْحٌ على جَسَدِ الإصْباحِ قَدْ سَطَعا
جُرْحٌ بهِ انفَلَقَ التَاريخُ وانْدَلَِعتْ
حَرْفٌ لهُ سَجَدَ (الإنجيلُ) مُذْ قُرِئتْ
ما كانَ قَلبُكَ إلا وَحيَ مَذبَحَةٍ
والصَدْرُ .. هذا نَبِيُّ المَاءِ يََتبَعُهُ
والنَجْمُ .. هلْ هوَ إلاّ (خَاتَمٌ) بُتِرتْ
والبَدْرُ .. لا غَرْوَ أَنْ يَنْثَالَ لُؤلُؤةً
تَرَكتَ قَلْبَكَ صَوبَ النَهرِ مُشْتَعِلاً
في كُلِّ قِطْعَةِ ضَوءٍ مِنهُ أَوْدِيَةٌٌ

يا صَاعِداً في (بُرَاقِ الدَّمِّ) مُمتَشِقاً
للهِ يا رأسَكَ المَرفُوعَ مُعجِزَةً
آنستَ في الذَّبحِ مَاءً قدْ رَوَيتَ بهِ
وقدْ رَآهُ على الآياتِ مُنسَكِباً
و(صَاحِبُ الحُوتِ) لَمّا خَاضَ لُجّتَهُ
للهِ دَرُّكَ مِنْ رَأسٍ لهُ لُغَةٌ
للهِ مِن جَسَدِ (التَورَاةِ) مُضْطَجِعٍٍ
مَلائِكٌ أَنْزَلتْ أَشْلاءَهُ كُتُباً
كَمْ سُوَرةٍ في صَلاةِ الذَّبحِ قدْ خَشَعتْ

الشَمسُ في عَينهِ النَوراءِ قدْ سُكِبتْ
والنَهْرُ ما قَصَدَتهُ السُحبُ ظَامِئةً
فيَهجَعُ السَهمُ مَوتاً، والمَدى ظَمأٌ
والمُهرُ يَنْحَتُ في الأَزمَانِ أُغنِيَةً
عَينَاهُ صَمْتٌ، وبَعضُ الدَّمِّ أَسئِلةٌ
تَرَنَّحَ البَوحُ في عَينيهِ مُرتَعِداً
مُعَانِقاً لَحْظَةَ التِرحَالِ أَشْرِعةً
حَتّى إذا حَمْحَمَتْ أَوجَاعُهُ فَزِعَتْ
فَيَنْحَنيْ المَاءُ مِلْحَاً عِندَ خُطْوَتِهِ
وقَلبُ زَينَبَ .. رِيحُ اللهِ تَحمِلُهُ
الرَأسُ بَسْمَلَةٌ، والدَّمَُ أَضْرِحَةٌ
فَتَنْسُجُ الذَبحَ شَمْسَاً عِندَ (خُنْصُرهِ)
(فالذَّبحُ والِسبطُ) وَعدُ اللهِ أَنْجَزَهُ

يا أنّتَ يا وَطَنَ القُرآنِ يَسكُنُهُ
لِيُتْرِعَ الأرضَ مِنهُ آيةً نَزَلتْ:
فَيُولَدُ الذَّبحُ مِنْ كَفَّّيهِ مِئذَنَةً
ما قِيمةُ الدّمِّ إنْ لمْ يَرتَمِ وَطَناً

وَحياً تَكَادُ بهِ الأَفلاكُ أَنْ تَقَعا
أَنوَاؤهُ مِنْ لِسَانِ الصُبحِ فانْدَلَعـا
آياتُ نَحْرٍ، وبَابُ الذَّبْحِ قَد قُرِعا
والسَهمُ أَرْضَعَهُ الآياتِ فارتَضَعا
(رُكنُ الحَطِيمِ) ونَهرٌ ظَامئٌ تَبَعا
أًَسْرَارُهُ حِينَما مِنْ إصبعٍ نُزِعا
فالرَأسُ قدْ لُفَّ بالأَقْمَارِ مُذْ قُطِعا
يُؤَلِقُ الفَجْرَ قَدْ غاَدَرتَهُ قِطَعا
سَالتْ فسُبحَانَ مَنْ للقَلبِ قدْ جَمَعا

أُفقَاً تَأَبَطَ صُبْحاً لَيلُهُ انقَشَعا
عِيسى بهِ جَنّةً للهِ قدْ رُفِعا
مُوسى فخَرَّ على (سَيْنَاءَ) مُنصَقِعا
نُوحٌ فَمَاجَ بهِ الطُوفانُ وانْدَفَعا
فَاضتْ بِهِ لُجَّجُ الأَشلاءِ فابْتُلِعا
حَمرَاءُ يَعرِفُها يحيى إذا صُرِعا
صَلّى على مَذبَحِ التَسبِيحِ مُضْطَجِعا
وسُبْحَةً خَلْفَها دَاوودُ قَدْ رَكَعا
أَعظمْ بهِ جَسَداً للهِ قدْ خَشَعا

والصُبحُ مِنْ كَفِّهِ المَقطُوعِ قدْ طَلَعا
إلا ارتوتْ مِنْ فُؤادٍ ظَامِئٍ وَلَعا
والطِفلُ بينَ قِماطِ الدَّمِّ ما هَجَعا
مَذبُوحَةً حِينَما مِنْ جُرحِهِ رَجَعا
وقِصَةٌ مِنْ دُمُوعٍ خَبَّأتْ وَجَعا
بخَيمَةِ اللهِ ها قدْ لاذَ وانْتَجَعا
مَخْبُوءةً خلفَ دمعٍ سَالَ وانْهَمَعا
أَحْدَاقُهُ تَنْضَحَُ الأَوجَاعَ والفَزَعا
ويَركُضُ النَوحُ جُرْحَاً كُلما ذَرَعا
نَهرَاًَ إلى حيثُ دِفءِ الوحيِ قدْ وَقَعا
والِجسْمُ يا مَسْجِدَ الأَسْيَافِ قَدْ شُرِعا
وَتَقطِفُ الدَّمَّ ضَوءً كُلَما زُرِعا
كِلاهُما وُلِدا في كَربلاءَ مَعا

جُرحٌ تَنَاسَلَ كَوناً فِيهِ واتّسَعا
إنَّ الحُسَينَ كِتَابُ اللهِ قدْ جُمِعا
وَوَهْجُهُ مِنْ أَذَانِ النَحْرِ قدْ نَبَعا
لِيُشْعِلَ الجُرحَ صُبْحَاً دَافِئاً نَصِعا

الوجع المقدّس

دهرٌ يجيءُ وآخرٌ يتصرمُ = وهواك يبقى داخلي يترنمُ
فهواك أغنيةُ المواسم يرتوي = بك موسمٌ ظامٍ ويورقُ موسمُ
باقٍ بذاكرة الصباح تعبُّ كأ = س الشمس نوراً للمدى يتضرمُ
وتمدّ كفك للفقير سنابلاً = وتمدها قمحاً لمن هو مُعدمُ
وتعيش أيام الشقا متبسماً = لنعيش أيام الهنا نتبسمُ
حَبلتْ بك الأيام حتى أيقنت = أن الحياة بلا هواك توهمُ
مازلت تزرع في الصباح الشمس تر = ويها وتوقد نورها وتقلمُ
هرم الزمان وأنت أنت، وكربلا = ء صبيةٌ في مهجتي لا تهرمُ
كل الدروب إلى المواسم كربلا = ء وكل بومٍ يا حسين محرمُ
ياسيدي .. ولأنت ألف حكايةٍ = ثوريةٍ حمراء لونّها الدمُ
ولأنت من زرع الحقيقة داخل الإ = نسان هذا الكائن المتصنّم
ولأنت من غسل الزمان بدمّه = فابيضّ من دمك الزمانُ المعتمُ
يا سيدي .. تعب الجواب ولم تزل=في القلب أحجيةً بنا تتطلسمُ
تعب الجواب وأنت تحت سنابك الأ = عداء ظمآناً سؤالٌ مبهمُ
وأنا أمامك _ منذ أول رضعةٍ = منذ الولادة _ سيدي أتقزّمُ
لا شيء غيرك ذقته فعرفت طعــ = ـــمك عزةً وكرامةً تتجسمُ
يا سيّد الوجع المقدّس هب لنا = جسداً يداس وأظلعاً تتهشمُ
ودماً يفورُ وقربةً عطشى وصد = راً بالخيول العاديات يثّلمُ
فجراحك الحمراء أصدق مرهمٍ = لجراحنا إن تاه فيها المرهمُ

وقفةٌ مع الحسين

 

 

 

خبّـأ َ الليل ُ في ثناياه ُ صَدحكْ

فَتـَنَفَّسْتَ – ساعةَ الموتِ – صُبحَكْ

 

حملتْكَ السَّماءُ ديمةَ خير ٍ

لعيون ٍ -إنْ جٌعْنَ – يـَقطفْنَ لَمحَكْ

 

لفنّـا الجدبُ فالمسافاتُ شوك ٌ

– مــرَّ ما مـرَّ – وهي تندبُ قَمحَكْ

 

مـرَّ ليلٌ من العويل ِ طويلٌ

باتَ وسنانَ وهو يرقبُ فَتحَكْ

 

جبَلٌ أنتَ كـلَّـلَــتْكَ سمانا

بانحناآتها ولم ْ تـَعْـدُ سَفحكْ

 

قِمــَّة ٌ أنتَ والجميع ُ حضيض ٌ

ولهذا حفرتَ بالرأسِ رُمحَكْ

 

جئتُ منّي اليكَ أحمل ُ قلبا ً

بُلبلاً تائِهاً وأبصرَ دَوْحَكْ

 

أتلـوَّى ماء ًلتشربَ منّي

عَلــّها أنْ تمّسَ روحيَ روحكْ

 

عَطشٌ أنتَ كلُ جِسمِكَ مِلح ٌ

وأنا الآن َ جئت أحصدُ مِلحَكْ

 

لا تبُحْ بالظما لأنــّكَ ماءٌ

أنا أخشى ان تُسمِعَ الكون َ بوحَكْ

 

وَحدكَ الآن َ لا صديقٌ مُعينٌ

لا عدوٌّ ناجٍ فيطلب ُ صُلحَكْ

 

وحدكَ الآنَ أنتَ للكون ِ قُطبٌ

دارَ –ويحاً – وأنت قد قلتَ “ويحَكْ”

 

جئتُ وحدي – أيضاً -ولكنَّ أوجاعي

ذنوبٌ وتلك َ تنطرُ صَفحَكْ

 

جئتُ أبكي ولا تَلُمْ ضِحْكَ وجهي

إنّني لإحتشادِ حُزني أضحَكْ

 

جئتُ أبكي وغادرت ْ عُشبَ روحي

لُغتي إنّها ستحصِدُ فَرحَكْ

 

قبلَ أنْ يبتدي الكلامُ انتهينا

قَرحُها الناسُ ليس َ يشبهُ قرحكْ

 

شفتايَ المحمرّتانِ … حُسينٌ

وإنتحابي-يا أنتَ -يعشقُ نوحَكْ

 

يا رسولَ البقاءِ علــِّمْ جِراحي

تتهجّى .. علّي أُصافِحُ رُمحَكْ

 

ها وإنْ جاعَ جُرحُكَ المتدلي

ما الذي يا –أنا – ستُطعِمُ جُرحَكْ

 

هلْ سمعتَ الأنينَ يمتدّ ُ في الأُفقِِ

دِماءً حتى يوشِّـحَ صَرحَكَ

 

ألإنَ العراقَ دَمعُكَ يجري

قرّروا للنضوبِ – يا سِبطُ – مَنحَكْ

 

ألإنَّ العراقَ صارَ رِماحاً

لكَ راموا بغير كُنهِكَ فضحَكْ

 

خِسئوا..أنت َ بإمتدادِكَ سيفٌ

تتحدّى رُغمَ المريدينَ قَدحَكْ

 

أحرُفي كُلُّها أمامك َ خَجلى

فهي جوفاءُ ليسَ تبلغُ شَرحَكْ

 

كانَ مدحي إنّــي ذكرتُكَ حيّاً

إنما أنتَ كانَ موتُكَ مَدحكْ

 

 

 

صبواتٌ في مدرسة العشق !

 

لا تقولي هـذه اللجّـةُ مـاءْ

كلّنا في لغـةِ الوصـلِ دِمـاءْ

شرَّب الوجـدُ خلايـاهُ بنـا

فتدلَّينـا مـجـرّات ضـيـاءْ

وطفقْنا نخصـفُ العمـر منى

قاب جرحين و أهداب فــداء

و بـدت أيقونـةٌ تصهـرُنـا

وعلى الجمـرِ تَنَاثَرْنـا حُـداء

واشرأبَّـت نحوهـا أكبادُنـا

أيُّ جدبٍ ليس تروي كربلاء ؟

منذ أن سافرتُ في أحضانِهـا

أوثقتنـي فنسيـتُ الخلصـاء

وتكـوّرتُ علـى أعتابِـهـا

جرَسَا يلهجُ صبحـا ومسـاء

وانحنى البرعمُ في صدري على

حبّةِ الضوء يغنِّي مـا يشـاءْ

و شذى الأفواف من ريحانهـا

بَلْوَرَ الدمعـةَ زهـراً و لحـاء

و ثراهـا بفراديــس النهى

عَلَق العـزّة يهـوي للسمـاء

كلُّ شعرٍ مـا عداهـا مالـحٌ

كل رجعٍ دونها محـضُ زقـاء

و أنا بين يـديها فــضّة

ذرفتني من أديم الكبريـــاء

ورضعتُ الصبرَ مـن باحتِهـا

و تناسلْـتُ عناقيـد إبــاءْ

و رضابُ المسك من قدّاسهـا

عمّدتنـي بسلافـات الـولاء

بنجيع السبـطِ يمّمـتُ دمـي

وتوضّـأتُ بعطـر الشهـداء

وإذا فـاض نُهيـري خجـلا

و بدا يقطر من جوف الحيـاء

فجنيـنُ النظـم فـي بذرتـه

نهْنَهَ العشـقَ بليـل البرحـاء

و حسينٌ قال :”هل من ناصرٍ؟”

فتزمّلــتُ بدرع الشعـراء

ودلقتُ الحبـر مـن صهبائـها

واللّمى تجهلُ صهبـاءَ الغـواء

عتّقتهـا لـثغـةٌ فاضـحـةٌ

تسكب اللهفةَ من حاء و بـاء

فإذا الكـونُ بيـاضٌ فـادحٌ

وإذا اللحظـةُ إزميـلُ صفـاء

سـرُّ طـوفـانٍ بكينونـتـه

جذبَ النّهْدةَ من قلب الـرواء

و أنـا بوصلـةٌ مـشـدودةٌ

بين دمـعٍ و عنـاقٍ و رجـاء

شمسُ عبـاسٍ علـى أَرْوِقَتـي

مَا أُحَيْلاني بذاك الاصطـلاء !

أصطلي فيها وشوقي ينطفي

أوَ ليسَ القلبُ من نارٍ وماء ؟!

كلّمـا تجذبُـنـي تجفلـنـي

بصهيل السُّكر بعد الانتشـاء

عانقَتنـي عانقـت أوردتــي

وانثنى الشوقُ ميازيـبَ بُكـاء