وضأتُ روحي من هديرِ جراحي
وعبرتُ جرحَك مالئاً أقداحي
وفتحتُ حبَّكَ قلعةً لفرادسٍ
أسمو بها لعوالمِ الأرواح
علِّي أترجمُ أبجديَّةَ قصَّةٍ
رفعت عنِ التاريخِ كلَّ وشاحِ
وأرى السنين المسرجاتِ دروبها
تجلو الشقاءَ على مدى أتراحي
هذي حياتكَ والخلودُ يصوغها
أنشودةً للمشرقٍ الوضَّاح
ويطلُّ فجركَ من ضفافِ جراحهِ
حتَّى يباركَ موكبَ الإصباح
جرحي وجرحكَ ها هما يا سيِّدي
متعانقانِ بشقوتي ومراحي
وأرى لديكَ الكونَ يرفُلُ عزَّةً
لا تنحني أبداً إلى سفَّاح
عشَّاقكَ الأحرار باغتَ دربهم
نحوَ الضيا حُجُبُ الظلامِ الماحي
لبيكَ يامولايَ كانَ لوائهم
في كلِّ مرفدِ عزَّةٍ وكفاح
أجمل بهم من عاشقينَ توحَّدوا
ومضوا إلى دربِ الهيامِ أضاحي
شربوا من النخبِ الذي ثملت بهِ
هذي الحياةُ وأثملت ألواحي
وتدفقت ذكراكَ في أعماقنا
حمراءَ ذاتَ توهُّجٍ وجمـــاح
بوركتَ من جرح يفيضُ نميره
عذبا على مرأى اللظى الصدَّاح
ياراسماً دربَ الخلودِ خريطةً
أزليَّةً من ريشةِ الأطماح
ذا ليلُ عاشوراء رحتَ تحيله
صبحاً تسلِّطهُ على الأشباح
هيهاتَ منَّا الذلَّ دوَّى جمرها
تصطكُّ سمعاً تستفزُّ نواحي
هيهاتَ منَّا الذلَّ تقتحمُ المدى
حتى يفيقَ بأنهرٍ وبطاح
وهديرُ نبعَك لم يزل بهديره
يمتدُّ أفقاً للسنا الممراح