تألق أيها السبط الشهيدُ *** فلا شمر هناك ولا يزيدُ
وليس بماكث الدنيا يسيرا *** كمن أمسى بعالمه الخدودُ
برئت من الهوى إن كان شعرا *** فحبك فوق ما يصف القصيدُ
وإن صمتت شفاهك فهي نجوى *** وإن نطقت فقرآن مجيدُ
ولم أبصر عظيما في حياتي *** يؤم الناس وهو بها وحيدُ
تسير إليه أقدام البرايا *** تحث الخطو والمسرى بعيدُ
يظللها من الرحمن لطف *** فنار الإشتياق بها وقودُ
ترتلك الجراح غداة نزف *** وتبحر في رؤاك وتستزيدُ
ويندلق المدى رتما مصفى *** وفي عينيك يبتهل النشيدُ
عجبت لمن يحلق في المعالي *** شموخا كيف يحضنه الصعيدُ
دماه تناسلت بفم الضحايا *** إليه بكل ناحية وجودُ
وما سكنت جراح تعتريهِ *** برغم الظلم يمطرها الوعيدُ
تجفف ما استفاق بمقلتيها *** ويعبق في بواطنها الصمودُ
أعاصمة الإباء وفجر نحر *** تماهى في مصلاك السجودُ
أرادوا ظلمة وأردت نورا *** وليس يكون إلا ما تريدُ
وللسبحات في شفتيك وتر *** إذا ما شفها منك الصعودُ
وللزفرات عبقة مستفيض *** تألقُ من مدامعه الخدودُ
وللأشلاء متسع انتحابٍ *** وها قد ضم فرقتها الجريدُ
ورأسك حين حلق في علاه *** فلا حد إليه ولا حدودُ
يعانق ومضة العبرات عشقا *** وآي الكهف رتلها الوريدُ
وهبتَ هداك في عطف تهادى *** أليس بجمعهم رجل رشيدُ
وملء التضحيات فرات وجد *** ترقرقُ من منابعه الزنودُ
فرحمى السافيات عذاب طف *** وقد سكتت لينطقها الوليدُ
تغازل نحره الريح ارتواء *** لسقيا بلغة مما تجودُ
فأرخى الجفن بين يديك شوقا *** وناح الصبر وارتحل الوجودُ
مضيتَ وآهك انداحت فداء *** وأورق في مداك دم فريدُ
تخطيتَ الدروب بوحي قدس *** خلدت ومجدك الباقي تليدُ