التصنيف: أخبار المسابقة
(ديوان شاعر الحسين) على رفوف مكتبات العتبات الدينية المقدسة
(ديوان شاعر الحسين) على رفوف مكتبات العتبات الدينية المقدسة
في سياق فعاليات ترويج نتاجات الأدب الحسيني، أهدى ممثل اللجنة المنظمة لمسابقة شاعر الحسين الأستاذ حبيب آل حيدر نسخاً من الموسوعة الشعرية (ديوان شاعر الحسين) إلى مكتبتَي العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين بكربلاء المقدسة، كما تم إهداء نسخة من الديوان بأجزائه الخمسة إلى مكتبة العتبة الحسينية المقدسة (فرع قم المقدسة).
تلقى الإهداء سماحة الشيخ علي جبار الماجدي أمين مكتبة العتبة الحسينية المقدسة، التابعة لقسم الشئون الفكرية والثقافية بالأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة بكربلاء المقدسة.
ومن جانب إدارة المكتبة ودار المخطوطات بالعتبة العباسية المقدسة، جناب السيد عقيل الياسري رئيس قسم الشئون الفكرية والثقافية بالعتبة العباسية المقدسة.
يذكر أنّ الموسوعة الشعرية (ديوان شاعر الحسين) هو إصدار توثيقي مرجعي، يطمح إلى إطلاق أكبر موسوعة شعرية حسينية معاصرة، يتوقع أن تضمّ زهاء 1300 قصيدة من الأدب الحسيني الحديث بعد اكتمال مشروع نشر القصائد المجازة في المسابقة الشعرية منذ العام 2008م لغاية 2023م، ويتألف من 8 أجزاء صدر منها 5 لحد الآن، وتنتمي النصوص الشعرية المختارة إلى مختلف الأنساق الإيقاعية (شعر عمودي، تفعيلة، قصيدة نثر)، أبدعتها أنامل نخبة من شعراء أدب الطف من مختلف البلدان العربية والإسلامية، ويتوافر الإصدار من نسخة إلكترونية مجانية ونسخة ورقية مطبوعة.
التعليق النقدي للجنة القراءة النقدية (فئة القصيدة التراثية): الأستاذ جاسم المشرّف
التعليق النقدي للجنة القراءة النقدية (فئة القصيدة التراثية)
تقديم: الأستاذ جاسم المشرّف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للهِ الرحمن، علَّم القرآنَ، خَلَقَ الإنسانَ، علَّمهُ البيانَ، وصلى الله وسلَّمَ على سادة الفصاحة والبيان محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.
الحسين ذلك الحيُّ الذي لا يموت، الذي قدَّم كُلَّ شيء للحي الذي لا يموت، فوهبه الله من بهائه بهاءً، ومن جلالهِ جلالاً، ومن جماله جمالاً، وجعلَ ذِكرَهُ كَذِكره عبادةً، فأضحى ككِتابه المنزل، وهو عِدله وترجمانه، لا تزيده كثرة التلاوة والذكر والترداد إلا تجدداً وطراوة، اسمٌ له من طنين الجرس، ورنين الإيقاع، ونفاذ التأثير ما لم يكن لغيره في الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين.
قراءة أي قصيدة هي عملية انتقال من فضائك اللغوي المألوف إلى فضاء مغاير، بمعنى أن تنظر للحياة من نافذة أخرى، من زاوية مغايرة، والفن كما يقول هيجل: “يساعدنا على رؤية ما لا يرى”.
الشعر نسيج متداخل من العواطف والأحاسيس والأفكار والتجارب والمؤثرات.
الشعر ذلك الصوت العميق الذي يتجلى فيه التاريخ والحضارة، وتتحفز الرؤية لأن تتبدى من خلاله.
النص يأخذ المتلقي إلى فضاءات لم يعهدها، ويكشف عن مضمرات التاريخ والحضارة.
شروط الاستمرار في الكتابة الأدبية كشروط الاستمرار في الحياة، لا بد من استمرار المدد. والتأمل العميق هو ما ينضج التجربة أدبياً
وبعد إعمال لجنة التحكيم المكونة من سعادة الدكتور حسين أحمد سلمان، وسعادة الدكتور جعفر آل طوق، ومُحدِّثُكم لأدواتهم النقدية خرج كلُّ على حِده بأهم النصوص اللافتة، والتي اخترنا لكم منها هذه النصوص الثلاثة.
قصيدة (ما تناثرَ مِنْ ناي الخُلُود)
[للشاعر محمد منصور اليوسف]
تعليق الدكتور حسين أحمد سلمان
تحليل العنوان:
يتكوّن العنوان من خمس كلمات، يتوسطها حرفُ جر يربط بين ( ما تناثر)، وبين (ناي الخلود)، وتحيل دلاليًا إلى أن هناك جزءاً يتناثر من الكلِّ. والكل كبير وشاسع لا يمكن تحديده وهو الخلود، وما تناثر هو الجزء الذي يأتينا من ذلك الكل. فما تناثر يفيد هنا ما استطاع الشاعر أن يتوصل إليه ويوصِله من أخبار ووقائع ومشاعر ومواقف وتفاعلات وجدانية، والناي واسطة بين الكل والجزء، وهو رمز إلى اللحن، واللحن بدوره رمز لكل ما هو مشحون بالحزن على الحسين.
أما الخلود فهو رمز لشخصه وسيرته، وهو ما نلمسه خلال قراءتنا للقصيدة،
الوزن العروضي:
نظم الشاعر قصيدته في البحر البسيط التام المخبون، ويتمثل مفتاحه في (مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُن)، وهو من البحور الثلاثة التي يتواتر استعمالها على ألسنة الشعراء في مختلف العصور، وهي: (الطويل، والبسيط، والكامل) وذلك لنفَسها الطويل، وموسيقاها الراقصة البديعة، التي تذكي الحماسة في أعماق وجدان السامع.
ومن ناحية الروي فقد اختار الشاعر التاء المكسورة التي منحت القصيدة سلاسة وعذوبة.
البحر البسيط والروي بحركته المكسورة، له أثره الواضح في قصائد شعراء الطف مما جعلهم يحافظون عليهما. ويلتزونهما في رثاء الإمام أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.
اللّغة:
وجدنا النص متسقًا ومنسجمًا، ولا يعاني صاحبه من فتور في السبك، أو التباس في المعنى، أو ارتباك في التعبير، أو ترجرج في التركيب. مثال على ذلك اللفتة النحوية الواعية من الشاعر في البيت السادس:
وسَحْنةُ (العشْرُ) قد ألقت حقائبَها مِلءَ الفجائع في أرجاء ذاكرتي
فقد رفع كلمة (العشر) بالضمة على الحكاية؛ كونها غدت عَلمًا على العشر الأولى من شهر محرّم الحرام، أي إرادة العشر، ووضعه لها بين قوسين يشي بذلك.
المعجم الدّال:
– بدأت القصيدة بتقديم صورة اليتامى وحالهم الباعثة على الحزن، هذا المشهد منح القوة للقصيدة، والمعجم الدال على اليتم، مثل: (الذعر، اليتم، الثكل،…
– خرجت القصيدة عن القاموس المألوف، وابتعدت بذلك عن الابتذال، فجاءت المعاني والصور واضحة وممتعة في نفس الآن. والجديد في هذا النص هو استهلاله بالذات (ذات الشاعر)، نحو قوله في الأبيات الأولى:
– مثل اليتامى بَـــذرْتُ الحزنَ في رئتي وأترع َ الصّــــبرُ مِنّي كلَّ سنبلةٍ
– ولم تزل شفرةُ الأيام تحصد في حقل المراثي التي قد خَضَّرَتْ شفتي
– آتٍ منَ الموت، ناي الريح يبعثني ولسْتُ من حينها حيًّا، ولم أمُتِ
وهكذا تسير القصيدة على هذا النحو.
الصّورة الشّعريّة:
إنّ الصور الشعرية هي التي تكسب الشعر أدبيته وشعريته، وترقى به عن النظم، وتسمو به عن الكلام العادي، بتضافرها مع الأفكار والمضامين، واللغة والوزن وتوظيف المشاعر. وقد توصلنا عند دراستنا للصور الشعرية في هذه القصيدة، إلى أنها تتسم بالعذوبة، والجمال، وذلك يعود إلى اعتماد الشاعر على المحسنات البديعية، والبيانية، والأساليب البلاغية وبخاصة الاستعارة.
كقوله في البيت الرابع:
– عقرْتُ ناقة تصريحي، ولُذْتُ على ذعري إلى ظلِّ إيماءٍ وتوريةِ
الملاحَظ أن الشاعر قد نجح في تشكيل هذه الصورة الرائعة من خلال توليد المعاني، إذ عقد التصريح، ولجأ إلى الإيماء والتورية، وهذا ربط موفّق بين علمي البيان والبديع. ونلمس كذلك جمال الصورة، التي توحي بأنه قد جعل مخيلته فضاءً لتثبيت سلالم جرح؛ إذ يقول في عجز البيت الخامس:
فوثبةُ الخطبِ قد جازت بلوعتِها أقصى سلالمِ جرحٍ في مخيلتي
كما أنّ (العشر) في البيت السادس تلقي حقائبها في قوله:
وسَحْنةُ (العشرُ) قد ألقت حقائبّها ملء الفجائع في أرجاء ذاكرتي
وعند حديثه عن أنصار الإمام الحسين (ع) وكيف أنهم أدركوا مفهوم الحرية بطريقتهم الخاصة، حيث تسابقوا للمنايا، نحو قوله في البيتين ( 8و9):
أنصارُهُ أشرقوا من فرط ما اشتعلُوا في عِشقِهم، ورقوا معراجَ أُمنِيةِ
تســـــــــــــابقوا للمنايــــــــــا كـــــــي تُحرِّرهم مِــــــــــــنَ التراب لغايات مُبتَّلة
وبعد وصف كربلاء في عدد من الأبيات يعود ثانية إلى ذاته عن طريق التدوير؛ إذ بدأ بالذات، وانتهى بالذات، فالرؤية واضحة تمامًا لدى الشاعر نحو قوله في البيت (26):
وهنا أتيتُ أُمنِّي النصَّ ملحمةً كم فطَّرت مِنْ أساها مُهجة الّلغة
إنّ هذه الملحمة قد فطّرت مهجة اللغة، …
لقد نوع الشاعر في أساليبه البلاغية، واعتمد كثيرًا على الاستعارات، التي أعطت قوة وجمالًا للصور الشعرية، وبما أنه بصدد نقل وقائع ما زالت حيّة في ضمير التاريخ، فقد تراوحت الجمل، التي استعملها بين الاسمية والفعلية، وركز على الجمل الخبرية، ماعدا جملتين في البيت (12):
(تسائل الريح: هل من ناصر؟
والبيت (20):
(أين الرجال)؟ فإنهما جملتان إنشائيتان.
نص ” اعتراف “
[للشاعر حسين عيسى الستري]
تعليق: الدكتور جعفر آل طوق
لقد ساهم الأدب والشّعر خاصةً في تسجيل وتوثيق نطاق القتال وما جرى، أو رثاء شهداء المعركة إذ جسّدها أدبياً بما يُعرفُ بفنّ الرِّثاء للإمام الحسين (ع) وأصحابه وما جرى لأهل بيت النبوّة (عليهمُ السّلامُ). فكانت مساهمة الشعّر في نطاق تسجيله للمعركة ورثاء شهدائها عن طريق شخصيات عاصرت المعركة إذ ترتّبَتْ بخصوصها ردودُ أفعالٍ مؤلمة.
فكيف إذا جاء الاعتراف من العدو نفسه.
ـ حرارة العاطفة لدى الشّاعر ألزمته الدخول في موضوع النصّ بلا مقدمات، حيثُ بدأ الشّاعرُ مجمل أبياته بجملٍ فعليّة مُباشرة أفعالها ماضية أفادت الحدوث فيا مضى من الزمن. ومن أمثلةِ ذلك قوله في الأبيات الثلاثة الأولى:( وصلنا بوادي الطفِّ، وكُنّا أُلُوفاً، منعنا الماءَ) وهو اعتراف تراتبي صادق بما فعلَ؛ لذا نجد الربط المحكم والتوافق التام بين العنوان وتجليات القصيدة.
كما أنّ هذا النّص الذي جاء بعنوان: ” اعتراف” نجدُ أنه اكتنز بأهمّ عنصرٍ فنيّ وهو الإحكام في صياغة التركيب اللغوي من حيثُ العبارة واللفظ. في الغالب العام، واستخدام الضمير الفاعل والمؤثر، وامتاز أيضاً في صوره وتشبيهاته الكثيرة المنسابة في ثنايا النّص، ومثاله: (فسلَّ لنا العبّاسُ برقاً، قطعتا كفوف الفضل، وعالجَ رمحاً ناقعاً جاهليةً، فطفناه سبعاً، فصارَ هِلالاً غارقاً، وغيرها من الاستعارات اللينة والبعيدة عن الغرابة والتعقيد، ولا يكاد بيتاً من أبيات القصيدة يخلو من صورة فنيّة على تفاوتها صعوداً وهبوطاً.
فالنصُّ عبارة عن صورة يتأمّلها المتلقي كما يتأمّلُ الحادثة ماثلة أمام عينيه.
من حيثُ الإيقاع:
النصّ: من البحر الطويل، وسُمّي بالطويل لتمام أجزائه ولا يأتي إلاّ تاماً ومن مميزاته النفس الطويل من الشّاعر، والحماسة والقوة، وهذا ما ناسب النصّ إذ إنّه جاء على لسان العدو يُفصّلُ الحادثةَ باستخدام صيغةِ الجمعِ وتركيزِهِ على ضمير ” نا ” الفاعلين. وكان هذا الدّالُ ركيزةً أساسيةً بَنى الشّاعرُ من خلالِهِ مَضمُونَ النصّ الذي جاء سرداً حزيناً عبَّر عن الواقع آنذاك.
فالنّصُ اعتمد على العناصر اللافتة وهي العناصر اللفظية والصُّورية والإيقاعية المدوّية تجسيداً وتشخيصاً.
كما أننا لاحظنا بعض الألفاظ التي استخدمها الشاعرُ وهي تحتاجُ إلى تأنٍ قبل إثباتها. على سبيل المثال (استخدامه لكلمة أهوى في قوله: وقد أهوى إلى شِسْع نعله، والصحيح ” هوى”. وقوله في البيت الخامس عشر: ( ولمّا طَمَى بالسبطِ ما يفعلً الظَّمى ).
وفي العموم، النصّ جميلٌ امتَدَّ بامتداد الحالة النفسية الحزينة التي تختلج في نفس الشّاعر المتوقّدة في اللفظ والصورة والتركيب، فتقمّص شخصية من شخصيات الأعداء.
قصيدة (العابرون من بوابة الخلود)
[للشاعرة إيمان عبدالنبي دعبل]
قراءة: الأستاذ جاسم المشرَّف
للخلود بوابة لا يعبرها كل أحد، فما هي سماتُ العابرين من بوابة الخلود، ومن هم؟
هذا ما يحيلنا إليه عنوان هذه القصيدة: العابرون من بوابة الخلود.
من العنوان يفتح القارئ كشافه الدلالي للتعرف على هذه السمات، والأدوات الفنية المستخدمة للوصول لهذه الغاية.
للقصيدة بعدان:
. بُعدٌ دلالي، تم التأسيس له من العنوان، والمطلع الذي تفرعت منه القصيدة بنموها ووحدتها.
بُعدٌ أسلوبي فني يعمل على تجلية المعنى (الدلالة).
-
من سمات القصيدة:
. الوحدة الموضوعية
. المعجم العرفاني
. المراوحة بين الأسلوب الخبري والإنشائي
. التضمين، والاقتباس المعنوي
وعرج بنا الشاعر إلى سماء إبداعه بعذوبة وسلاسة غير متكلفة، وتوهج متماسك، بقوله:
في وُجهةِ الموتِ هُم ساروا وما وقفوا حتَّى تلاقوا وإذ بالموتِ يرتَجِفُ
كأنما عَرفوا ما كانَ مُستَتِراً في مُنتهى الغيبِ فاشتاقوا لما عَرفوا
تتبادل حروف الجر معانيها، قال: في وجهة الموت، ويقصد إلى، واختيار (في) لهذا المورد أبلغ، فـَحرف الجر (في) يُفيد الظرفية الزمانية والمكانية.
مقابلة: ساروا/ما وقفوا
نحن هنا أمام جماعة من جهات متفرقة، لا جهة واحدة، واصلوا سيرهم نحو وجهة محددة الزمان والمكان، حتى: تفيد الغاية، تلاقوا، ولو كانوا من جهة واحدة فلا لزوم لمفردة تلاقوا، واللافت هنا أنهم تلاقوا في وجهتهم، أمام الموت وجها لوجه، إنهم ذهبوا للموت بمحض إرادتهم، هذا الموت الذي يُرتَجفُ منه أضحى مُرتَجِفاً.
ما الذي دفع هذه النفوس المتوثبة؟
كأنما عَرفوا ما كانَ مُستَتِراً في مُنتهى الغيبِ فاشتاقوا لما عَرفوا
إنهم عرفوا ما ينتظرهم من نعيم، يهون في قباله كل نعيم، وإلا ما كان ذلك الشوق.
إذن نحن أمام فئة ذات سمات مغايرة لما هو معروف لدى البشر، فما هي سماتهم، يقول سيد الشهداء عليه السلام: “أما بعد: فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي“[1] هنا يبدأ نمو القصيدة؛ ليجيب على ذلك.
ما هذه الأرواح العظيمة التي أضحت فضاء تصعد الملائك منها وتهبط إليه، ويعتكف فيها الوحي.
فضاءُ أرواحهم مرقى الملائكِ إذ تأوي بآفاقها، والوحي مُعتَكِف
ما الذي يستعبد الإنسان ويقعد به عن معاليه؟
شهوات الجسد، وظلمة الهوى
أحرارُ كالريحِ لا الصلصالُ يحبسهم ولا دجون الهوى للقلب تَختَطِف
تحويل المعنى على خلاف ما هو معهود، حيث عطش الحسين وأصحابه للماء، بينما الماء هو المتعطش لتلك الأفواه الطاهرة، التي لم يوجد الماء والوجود إلا لمثلهم، أما عطشهم الأشد فهو لوصل عالم الملكوت وتحرر أرواحهم من هذا الجسد عبر الشهادة.
كانوا عُطاشى وكان الماء في عطشٍ يود لو عانق الأفواه لو رشفوا
لكنهم لا لطعم الماء قد لُهِفوا بل للوصال وكيف الوصلُ يقترفُ
:،:،:،:،:،:
ولوَّحَ الجودُ في الكفِّ التي قُطِفتْ قُل لي فكيفَ كفوفُ الفضلِ تُقتطفُ
البيت يحظى بصياغة فنية بديعة، حيث تكرر فيه حرف الفاء تسع مرات، والفاء صوت أسناني شفوي احتكاكي مهموس، وهو من الحروف القمرية التي تظهر معها اللام نطقاً وكتابة. إلا أنَّ هناك إشكالية في استخدام مفردة قطف في سياق القصيدة.
القطف لا يكون إلا للثمر، وما هو محبوب، لو كان المتكلم العدو فقطعه لهذه الكفوف مغنم، وله أن يعبر عنه بالاقتطاف، أما بالنسبة للراثي فعليه أن يختار أوجع الألفاظ.
ربما الإلجاء في القافية دعا الشاعر لهذا الاختيار.
وكما يُعيدُ الشاعر أحياناً النظر في عنوان قصيدته حتى بعد خمس سنوات أو أكثر من كتابتها ونشرها ماذا عليه أن يعيد النظر في صياغة قصيدته وتراكيبها، والنظر في الحقول الدلالية والمفردات التي يمكن إبدالها.
:،:،:،:،:،:
التوصيات:
ـ السلامة اللغوية والتركيب والإيحاء وعمق الصورة وإحكام العبارة الشعرية وربطها بالتجربة من حيثُ انسيابها وإشراقها؛ ضرورة من ضرورات إنتاج النصّ.
ـ الربط المحكم للعبارة بالقضية، والابتعاد عن الإسهاب الممل، والتكرير في المعنى.
ـ التميّز بالسّمات الفنيّة والعاطفية والفكرية في النصّ.
– المطالعة المستمرة للشعر القديم والحديث، وكذلك النثر بأنواعه. ثم توسيع الاطلاع في مجالات مختلفة قصد إغناء ثقافة الشاعر؛ فالشاعر من دون ثقافة موسوعية يقصر عن بلوغ مناه في هذا الميدان.
– إغناء الرصيد المعرفي في مجال العروض.
– دراسة النحو، والتمكن في قواعده. فالنحو ركيزة الأدب شعرًا كان أو نثرًا.
– اختيار القافية، والروي المناسبينِ، ويمكن الاستعانة في هذا الباب بكتب العروض والقوافي؛ ذلك لأن اختيار الروي المناسب مهم جدًا لنجاح القصيدة.
– اختيار الكلمات الشعرية الموحية بحسب الغرض الشعري المطروق.
وللإجابة على تساؤل متكرر: ما هي أهم المعايير التي لا ينبغي تجاهلها في تقييم النصوص الشعرية:
. الإيقاع وخلو القصيدة من الخلل في الوزن والقافية والروي
. صحة التركيب، وخلو القصيدة من الأخطاء الإملائية والنحوية والصرفية.
. اللغة الفنية المجازية الانزياحية الإيحائية
. الصورة الفنية، والخيال
. الأسلوب وبلاغة النص
. فكرة القصيدة وما يتصل بالمناسبة والشخصية والموضوع.
. حسن الاستهلال والعرض والختام
. الوحدة الموضوعية
. الذاتية، وقلق التساؤل
. البنية الثقافية، وما تستدعية من عناصر كـَ الرمز والأسطورة والتاريخ والتناص بأنواعه.
. الجِدَّة والابتكار، وما يتعلق بهما من إدهاش وإلفات ومفاجأة
وانزياح
. العمق والتكثيف والاختزال
. الصدق الفني، وقوة الـتأثير
[1] – الإرشاد، الشيخ المفيد، ج: 2، ص 91
الأستاذ جاسم المشرَّف
المملكة العربية السعودية
عضو لجنة القراءة النقدية – فئة القصيدة التراثية
22 سبتمبر 2023م
التعليق النقدي للجنة القراءة النقدية (فئة القصيدة الحديثة): الدكتور رحمان غرقان
التعليق النقدي للجنة القراءة النقدية (فئة القصيدة الحديثة): الدكتور رحمان غرقان
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا دائما أبدا، وصلى الله وسلم على خاتم أنبيائه الحبيب محمد بن عبد الله وعلى أهل بيته الشهداء الأطهار وصحبه المنتجبين الأخيار، ومن استن بسنته مهتديا بهدي الله إلى يوم الدين، والصلاة والسلام موصولان إليكم أيها الملأ المبارك الحاضر والمستمع والمشاهد ورحمة الله وبركاته.
شكرا للأسرة الكريمة القائمة على إعداد هذه النسخة الشعرية الخامسة عشرة من مسابقة شاعر الحسين. شكرا يحفه الدعاء بدوام التوفيق وازدهاره.
شكرا لكل الشعراء الذين أسعدتنا القراءة لهم وتشرفنا بقراءة عطائهم الشعري الذي هو مما ينفع الناس ويمكث في الأرض مثمرا في القلوب. وأشكر أخويّ العزيزين اللذين شاركتهما شرف القراءة النقدية في هذه المتون الشعرية العالية أعني الدكتور علي فرحان والأستاذ حبيب حيدر وعنهما يصدر الصالح مما أقول هنا.
أما بعد فإنّ الشعر كلام نوعي يصدر عن إحساس متميز بالشيء والمعنى ولغة التعبير عنهما، وبمعزل عن مائز الإحساس بالشيء وبلغة التعبير عنه، لا يصلنا الشعر اللافت الباعث على الإدهاش، وأجد أن الشعر ليس معجماً وأوزاناً وقوافيَ وتراكيبَ لغويةً وبناءً فقط، بل ذلك كله مسقيًّا بإحساس مختلف مستجد من لدن القلب الشاعر لأجل أن يخرج النص الشعري من أسر القالب الجاهز الذي هو شأن متاح مطروح في الطرقات، ولهذا يتعدد الشاعر الكبير في قصائده الكبيرة، أما التقليدي فتجد قصائده كلها نسخة واحدة.توزعت القصائد المشاركة على أربعة اتجاهات:أولاً: قصيدة خلق الصوري اللافت الباعث على الإدهاش. من ذلك قصيدة (النحر اللوحة الأخيرة) ذات البناء الشعري التصويري اللافت، وقصيدة (بين الشهود والغيب)، وقصيدة (مآذن الجرح).ثانياً: قصيدة الرمز التاريخي التي اجتهد الشعراء في الخلوص إلى كيفيات ترميز شعري ذي حضور إبداعي جديد في الشعر الحسيني كما في قصائد: ذروة المجد، منحوتات الإزميل، خارج من كربلاء، قمر مضرج بالقيامة، كعبة في هودج نور، الطبعة الأولى لكتاب الحقيقة، ولكنه العطش الأخير، والدمعة الملحمة، وكليم السبط.ثالثاً: قصيدة اللغة الشعرية الحديثة التي تشتغل فنيا على كيمياء اللغة الشعرية في هائل ممكناتها لتوظيف ذلك في سياقات الشعر الملتزم كما في قصائد: تلك السيوف، وعاشوراء صوت السماء الأبدي، وآخر فرصة لآدم، ووصول، وغيرة الغيث، ومرايا العطش، ومسند الرفض، وحرية الماء.رابعاً: قصيدة القناع التي يرد فيها كلام القصيدة ناطقا باسم صوت من رموز الطف الحسيني بلغة من ثراء شعري وتوظيف لتقنيات إبداع المعنى الشعري مثل: آخر ما حلم به الماء، ومتلقيا كلمات ربي.ومن بين هذه الاتجاهات الأربعة الرئيسة أشير بإيجاز إلى ثلاث قصائد بدت لنا متوافرة على ما يبعث على الوقوف عندها أكثر. هي: قصيدة (آخر ما حلم به الماء) [للشاعر سيد علوي سيد أحمد الغريفي] وهي قصيدة قناع إسلامي تقنع الشاعر فيها بصوت عبد الله الرضيع لتجري القصيدة في بث الصوت الحسيني في حوار مع الطف مكانا سماويا أرضيا ومع الماء معنًى سماويا، ومع أبيه معنى نبويا، ومع القرآن نيابة حضور السماء في الأرض، بلغة ذات تقنيات شعرية عالية الإيحاء. ومع ذلك أدعو الشاعر إلى مراجعة البيتين العشرين والسادس والعشرين، فإن في نفسي شيئا من (قد) فيهما. قصيدة (رسم بلا أصابع) [للشاعر ناصر زين] قصيدة الصورة الشعرية بكيمياء اللغة الشعرية الحديثة، ترسم واقعة الطف برؤية تستدعي جبرائيل عليه السلام رساماً، موظفة بعض آي القرآن العظيم مرجعية في الرؤية والرسم والكشف، وبألوان تستدعي الرموز النبوية لبث معانيها في رسم تفاصيل المعركة. وإذ يكون الرسام جبرائيل عليه السلام فإنّ الآمر الله سبحانه وتعالى. قصيدة (متلقياً كلمات ربي) [للشاعر علي المؤلف] وهي قصيدة قناع أيضاً حيث تقنّع الشاعر بصوت قيس بن مسهّر الصيداوي السفير الأول للإمام الحسين عليهما السلام، وهي قصيدة استشراف تؤدي المعاني الشعرية بنهج قصيدة النبوءة، وتقارب بين رحلة السفير وبعض معاني الإسراء النبوي من جهة، وبين لحظة الاستشهاد والمعراج النبوي من جهة أخرى، ليكون المعراج خلوصاً إلى الجنة بلغة ذات مرجعية قرآنية عالية البث.أما التوصيات التي خلصت إليها لجنة القراءة النقدية فيمكن إيجازها فيما يأتي:(1) يمكن أن يصار إلى تحديد أفق موضوعي من آفاق الطف أو معطيات أدب الطف والإعلان للكتابة فيه.(2) يمكن أن تخصص كل نسخة برمز من رموز عالم الطف يكون مدار الاستلام الشعري.(3) تحديد تقنية بعينها للكتابة في ضوئها مسبقا وفي مدة تتاح للشعراء لا تقل عن ثلاثة أشهر من مثل قصيدة القناع، قصيدة النبوءة، قصيدة التمييز التاريخي، قصيدة الاعتراف، قصيدة العائلة، القصيدة اليومية، وهكذا.(4) أن يُصار إلى أن يكون الفائزون في هذه النسخة ضيوف شرف في النسخة القادمة حتى لا تتكرر الأسماء، ويتاح المجال للمشاركة في النسخ المتعددة لأكثر عدد من الشعراء. ندعوه سبحانه أن يتقبل محبتنا إياه خالصة، والسلام على الحسين وآله وأصحابه، ومن تنفّس محبته إلى يوم الدين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه الرؤية التي تقع في الشعر تتكرر في عالم الأشياء والمعاني، الرؤية التي يعيشها الشاعر مع الرمز ولاسيما الديني ومنه النبوي، والإمامة جزؤه الأثرى والأغزر في امتداده هي جسر ضوء للنبوة، ومن ثمة فإن رمزية الإمام المعصوم في الشعر تستدعي أن يتنفسه الشاعر بوعي فني وإحساس وجداني متميزين يتمثلهما في لحظة القصيدة، ويأخذ بهما لديمومتها حتى يتخلقا في عالمها الشعري. أقول هذا بين يدي القراءة في القصائد المشاركة في مسابقة شاعر الحسين بنسختها الخامسة عشرة، وأسجل في عجالة من رؤية نقدية الملاحظ الذاتية. حين تتجاور قامات القصائد في ارتفاعات متشابهة يكون الحكم النقدي في تقديم بعضها على بعضها الآخر نسبيا بسبب من زئبقية الشعر ومرونة الرؤية المنهجية الموجهة للقراءة. ولهذا نلجأ إلى تقنيات التأثيث الداخلي لعالم القصيدة والكيفية التي يجتهد الشاعر بها في إثرائها فنيا وجماليا، وبخاصة أن القصائد تستلهم رمزا هائلا في أفق من عناصر وعوالم تاريخية وعقائدية ووجدانية فردية أحيانا.الأستاذ الدكتور رحمان غرقان
أستاذ النقد الأدبي والبلاغة – جامعة القادسية (العراق)
عضو لجنة القراءة النقدية – فئة القصيدة الحديثة
نتائج مسابقة شاعر الحسين الخامسة عشرة (2023م / 1445 هـ)
نتائج مسابقة شاعر الحسين الخامسة عشرة
(2023م / 1445هـ)
فئة القصيدة التراثية
المركز الأول
العابرون من بوابةِ الخلود
(الشاعرة إيمان عبدالنبي دعبل)
http://alhussainpoet.com/?p=2806&preview=true
المركز الثاني
ما تناثرَ مِن نايِ الخلود
(الشاعر محمد منصور اليوسف)
http://alhussainpoet.com/2814.html
المركز الثالث
اعتراف
(الشاعر حسين عيسى الستري)
http://alhussainpoet.com/2817.html
فئة القصيدة الحديثة
المركز الأول
الشاعر السيد علوي السيد أحمد الغريفي
http://alhussainpoet.com/2819.html
المركز الثاني
رَسمٌ بلا أَصَابع
(الشاعر ناصر ملا حسن زين)
http://alhussainpoet.com/2823.html
المركز الثالث
مُتلقِّيًا كَلماتِ رَبِّي
(الشاعر علي حسن المؤلف)
http://alhussainpoet.com/2827.html
رايتا (شاعر الحسين 15) ترفرفان في يدَي دعبل والغريفي
في المهرجان الختامي (15) وتحت رعاية العلامة الشيخ محمد صالح الربيعي:
رايتا (شاعر الحسين) ترفرفان في يدَي دعبل والغريفي
من بين 129 شاعراً وشاعرة من 7 دول عربية والإسلامية ظفر بلقب (شاعر الحسين) كلٌّ من الشاعر البحريني السيد علوي السيد أحمد الغريفي (فئة القصيدة الحديثة) والشاعرة البحرينية إيمان عبدالنبي دعبل (فئة القصيدة التراثية)، وتم إعلان النتائج بعد إلقاء القصائد الست المتأهلة في المهرجان الختامي للمسابقة في نسختها الخامسة عشرة والذي أقيم مساء يوم الجمعة الموافق 22 سبتمبر / أيلول 2023م في قاعة نيوسيزون / عذاري، وذلك تحت رعاية مباركة من سماحة العلامة الشيخ محمد صالح الربيعي.
وحلّ الشاعر محمد منصور اليوسف ثانياً، والشاعر حسين عيسى الستري ثالثاً في فئة القصيدة التراثية، فيما جاء الشاعر ناصر ملا حسن زين ثانياً، والشاعر علي حسن المؤلف ثالثاً في فئة القصيدة الحديثة.
وكان للجمهور الغفير مساهمته في اختيار (شاعر الجمهور) عبر التصويت المباشر حيث تم نال الشاعر (ناصر زين) الحائز على أكبر عدد من الأصوات (درع الشاعر غازي الحداد).
بدأ المهرجان بتلاوة آي معطر من الذكر الحكيم للمقرئ الموفق يوسف العالي، ثم تمّ إلقاء القصائد الثلاث المتأهلة من كل فئة، مع تعليقين نقديين للجنتي القراءة النقدية، قدّم أولهما عن فئة (القصيدة الحديثة) الناقد العراقي الأستاذ الدكتور رحمان غرقان عبر تسجيل مسجل، وعرض ثانيهما عن فئة (القصيدة التراثية) الناقد السعودي الأستاذ جاسم المشرّف.
وشهد مهرجان هذا العام مشاركة شرفية للشاعر العراقي الشهير محمد الفاطمي عبر تسجيل مرئي مصوّر، كما شهد تكريم شخصيتين متألقتين في الخطابة وكتاب المراثي الحسينية، هما الخطيب والشاعر الملا صالح العليوات البارباري، والخطيبة والشاعرة السيدة (زهراء أحمد عبدالله) صاحبة ديوان (أم الأطياب: مراثي وجلوات).
وعلى هامش المهرجان، وضمن المشروع الموازي لإثراء مكتبة أدب الطف، تم تدشين كتاب (ملحمة الطف للدمستاني) حيث أهدى المؤلف الدكتور عبدعلي حبيل النسخة التدشينية الأولى لسماحة العلامة الشيخ محمد صالح الربيعي، كما تم تدشين سلسلة الأجزاء (3، 4، 5) من الموسوعة الشعرية الضخمة (ديوان شاعر الحسين) حيث أهدى الأستاذ عبدالرضا عبدالرسول رئيس مأتم أنصار الحق نسخة التدشين الأولى لسماحة العلامة الربيعي راعي الحفل.
وفي وقفة وفاء واستذكار، تلا جمهور المسابقة – في وقفة حِداد – سورة الفاتحة على أرواح الشعراء الراحلين الذين طبعوا بصماتهم الخالدة على مسار المواسم السابقة للمسابقة، وبالأخص مؤسسها المرحوم الشاعر الكبير الأستاذ غازي الحداد، والمرحوم الشاعر عارف القشعمي، والمرحومة الشاعرة سهام الخليفة (الدمام)، والمرحوم الشاعر عبدالطاهر الشهابي أحد أيقونات قصيدة الموكب الحسيني في البحرين، رحمهم الله جميعاً وأنالهم شفاعة الحسين (ع) وجدّه المصطفى (ص) يوم الورود.
وفي نهاية الحفل، جرى تكريم رعاة المسابقة وداعميها وأعضاء لجنتي القراءة النقدية، والشعراء الستة المتأهلين والذين استلموا الجوائز والدروع والشهادات من يدي راعي الحفل. وبشكلٍ موازٍ في الصالة النسائية، جرى حفل تكريم الشاعرة المتأهلة إيمان عبدالنبي دعبل والخطيبة الشاعرة زهراء أحمد عبدالله، برعاية كريمة من السيدة ثريا المدني الأستاذة بالحوزة العلمية.
وجرى توزيع مجموعة من المطبوعات والهدايا على جمهور المسابقة، والسحب بطريقة القرعة على ساعتين رجاليتين وساعتين نسائيتين.
بثّت فقرات المهرجان الختامي لهذا العام عبر قناتي العقيلة وأم البنين الفضائيتين.
يذكر أن مسابقة شاعر الحسين لهذا العام قد شهدت تنافساً بين 129 قصيدة شعرية من 7 دول عربية وإسلامية، وقد تأهلت ثلاثة نصوص من فئة الشعر الحديث، وثلاثة نصوص من فئة الشعر التراثي الكلاسيكي، حيث مررت جميع النصوص عبر لجنة الفرز الأولي المعنية بسلامة اللغة والعروض، ومن ثم تمّت دراستها من قبل لجنتي القراءة النقدية اللتين ضمّتا نقاداً أكاديميين ومختصين من 3 دول عربية.
@alhussainpoet
من يحمل راية (شاعر الحسين) في مهرجان الليلة؟
تحت رعاية العلامة الشيخ محمد صالح الربيعي .. وقصيدة شرفية للعراقي محمد الفاطمي:
من يحمل راية (شاعر الحسين) في مهرجان الليلة؟
تشرئب أعناق محبي أدب الرثاء الحسيني إلى إعلان نتائج تنافس 129 شاعراً وشاعرة من 7 دول عربية والإسلامية على حمل راية (شاعر الحسين)، وذلك في المهرجان الختامي للمسابقة الأدبية في نسختها الخامسة عشرة والمقرر إقامته في السابعة والنصف من مساء اليوم الجمعة (ليلة السبت) الموافق 22 سبتمبر / أيلول 2023م في قاعة نيوسيزون / عذاري، في صالتين منفصلتين للرجال والنساء، وذلك تحت رعاية مباركة من سماحة العلامة الشيخ محمد صالح الربيعي.
ويشهد مهرجان هذا العام مشاركة شرفية للشاعر العراقي الشهير محمد الفاطمي عبر تسجيل مرئي مصوّر. كما سوف يشهد الحفل تكريم شخصيتين متألقتين في الخطابة وكتاب المراثي الحسينية، هما الخطيب والشاعر الملا صالح العليوات البارباري، والخطيبة والشاعرة السيدة (زهراء أحمد عبدالله) صاحبة ديوان (أم الأطياب: مراثي وجلوات).
في التفاصيل، أوضح الأستاذ عبدالهادي الصفار، رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة التي ينظمها مأتم أنصار الحق بالبلاد القديم، بأنّ برنامج مهرجان هذا العام يتضمّن إلقاء القصائد الثلاث المتأهلة من فئتي القصيدة الحديثة والتراثية مع تعليق نقدي نوعيّ بأسلوب جديد هذا العام، وستعلن النتائج في نهاية المهرجان، وسيكون للجمهور مساهمتهم في اختيار (شاعر الجمهور) عبر التصويت المباشر ليتم منحه (درع الشاعر غازي الحداد) بالإضافة لجائزته المقررة.
وكشف الصفار بأنّ إقامة المهرجان في قاعتي نيوسيزون (1، 2) للمناسبات هذا العام ستتيح إلقاء القصائد وتكريم الشخصيات النسوية في قاعة النساء رقم (2) بنظام صوتي منفصل، وذلك برعاية كريمة من السيدة ثريا المدني الأستاذة بالحوزة العلمية، فيما تقام فقرات المهرجان الرئيسية وتكريم المتأهلين وشخصية الحفل الرجالية (الخطيب والشاعر الملا صالح العليوات) في قاعة الرجال (رقم 1)، كما سوف يبث المهرجان الختامي عبر قناتي العقيلة وأم البنين الفضائيتين.
وعلى هامش المهرجان، وضمن مشروعها الموازي لإثراء مكتبة أدب الطف، تدشن المسابقة كتاب (ملحمة الطف للدمستاني) بحضور مؤلفه الدكتور عبدعلي حبيل، كما سيتم تدشين سلسلة الأجزاء (3، 4، 5) من موسوعتها الشعرية الضخمة (ديوان شاعر الحسين) والتي تستهدف توثيق أكثر من 1200 قصيدة حسينية مشاركة في المسابقة منذ انطلاقها عام 2008م.
وسوف يكون في انتظار جمهور المسابقة مجموعة من المطبوعات والهدايا، إضافة إلى فرصة الفوز عن طريق السحب بساعتين رجاليتين وساعتين نسائيتين.
يذكر أن مسابقة شاعر الحسين لهذا العام قد شهدت تنافساً بين 129 قصيدة شعرية من 7 دول عربية وإسلامية، وقد تأهلت ثلاثة نصوص من فئة الشعر الحديث، وثلاثة نصوص من فئة الشعر التراثي الكلاسيكي، حيث مررت جميع النصوص عبر لجنة الفرز الأولي المعنية بسلامة اللغة والعروض، ومن ثم تمّت دراستها من قبل لجنتي القراءة النقدية اللتين ضمّتا نقاداً أكاديميين ومختصين من 3 دول عربية.
@alhussainpoet
تشكيلة لجنة القراءة النقدية 2023 / 1445
تشكيلة لجنة القراءة النقدية
مسابقة شاعر الحسين الخامسة عشرة 2023 / 1445
(أولاً) أعضاء لجنة القراءة النقدية لفئة (القصيدة الحديثة) |
( 1 ) الأستاذ الدكتور رحمان غرقان (الجمهورية العراقية)
-
مواليد العراق / 1970م.
-
أستاذ النقد الأدبي والبلاغة في كلية التربية من جامعة القادسية في العراق.
-
صدر له عن دور نشر، عراقية وعربية وعالمية، حتى منتصف 2023م، خمسون كتابا في النقد الأدبي وفي تاريخ الأدب العربي، وفي المنهجيات الحديثة. وآخر مشاريعه في النقد الأدبي التطبيقي: (سلسلة نقد الشعر الآن) وهي سلسلة في نقد تجارب حديثة في الشعر العربي المعاصر، صدر منها حتى منتصف 2023م خمسة وعشرون كتابا.
-
دكتوراه في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب في جامعة بغداد، في اختصاص النقد الأدب، 1997م.
-
حاز على جائزة الدولة في النقد الأدبي عن كتابه الموسوم بــ ( علم المعنى ) 2009م، عن وزارة الثقافة والإعلام العراقية.
-
حاز على جائزة الابداع الشعري لعام 2002م، عن مجموعته (سفر في مرايا القيد).
-
ساهم في التحكيم في مسابقات دولية في الشعر والقصة والرواية والنقد الأدبي، في العراق والسعودية والبحرين وسورية والجزائر وإيران وغيرها.
-
عضو الهيئة الاستشارية في مجلات علمية محكمة، عراقية وعربية وعالمية.
-
أشرف على عشرات الأطاريح المقدمة لشهادة الدكتوراه أو الماجستير في جامعات عراقية وعربية وعالمية، وناقش المئات منها.
-
له عشرات الأبحاث العلمية المنشورة في مجلات أكاديمية متخصصة محكمة عراقية وعربية وعالمية.
-
له قيد الإنجاز عدد من المشاريع في: الشعر، والنقد الأدبي، وتاريخ الأدب العربي.
( 2 ) الدكتور علي عبدالنبي فرحان (مملكة البحرين)
-
الأستاذ المشارك للغة العربية وآدابها، متخصص في السرد والنقد الأدبي، رئيس قسم اللغة العربية والدراسات العامة.
-
صدر له : مقامات الحريري : حجاجية السرد والنسق الثقافة، دراسة في البنية والخطاب.
-
نشرت له مجموعة من البحوث العلمية المحكمة في مجال اللغة والأدب والنقد.
-
شارك في مجموعة من المؤتمرات العلمية المحلية والإقليمية والدولية.
-
أشرف على بحث للدكتوراه مشرفًا مساعدًا للباحثة منى فخر بجامعة عين شمس.
-
شارك في مناقشة بعض أطاريح الماجستير.
-
شارك في جملة من المنتديات المتخصصة.
-
حكّم كثيرًا من المسابقات الأدبية محليًا وإقليميًا.
( 3 ) الأستاذ حبيب علي آل حيدر (مملكة البحرين)
-
ناقد وكاتب بحريني في مجال الأدب والنقد والثقافة.
-
بكالوريوس لغة عربية 1994م / جامعة البحرين.
-
دبلوم آداب دراسات عليا 2001م / جامعة القديس يوسف: بيروت – لبنان.
-
اختصاصي تأهيل مهني بإدارة التدريب والتطوير المهني وزارة التربية والتعليم 2019م.
-
شارك في تأسيس وتحكيم العديد من المسابقات الشعربية والأدبية في البحرين مع آخرين منها مسابقة شاعر الحسين، البلاد القديم مسابقة ابي تراب الشعرية، سار مسابقة أدب الطف كرانة.
-
نشر مجموعة من الدراسات والمقالات النقدية والأدبية في المجلات والصفحات الثقافية.
-
محرر الشؤون الثقافية و(ملحق فضاءات) الثقافي في صحيفة الوسط البحرينية.
-
مقدم برنامج مسامرات ثقافية على الأون لاين الإعلام الجديد صحيفة الوسط
-
له الكثير من الأنشطة والمشاركات في المؤتمرات والمهرجانات الأدبية والتربوية داخل البحرين وخارجها.
-
أسهم في تقديم مجموعة من ورش العمل التربوية في مجال التعليم والتعلم بإدارة التدريب ومدارس وزارة التربية والتعليم.
-
أسهم في مشروع التدريس من أجل التعلم تأسيسا وتدريبا وإدارة بمشايع التحسين بوزارة التربية والتعليم .
( ثانياً) أعضاء لجنة القراءة النقدية لفئة (القصيدة التراثية) |
( 1 ) الدكتور حسين أحمد حسين سلمان (مملكة البحرين) |
-
حاصل على، درجة الدكتوراه في اللّغة والآداب العربيّة بجامعة تونس الأولى – كلية الآداب والفنون والإنسانيات ، ولاية منوبة، تونس عام 2008
-
الخبرات العمليّة:
-
أستاذ العلوم اللغوية والأدبية بجامعة دلمون للعلوم والتكنولوجيا بكلية الآداب، كلية البحرين للمعلّمين (جامعة البحرين)، الجامعة الخليجية، كلية التربية 2014، جامعة المملكة، الجامعة العربية المفتوحة (2017 -2022).
-
اختصاصي إشراف تربوي أوّل بشعبة اللّغة العربية، وزارة التربية والتعليم، سابقا.
-
المشاركات العلمية والبحثية:
-
له مشاركات بحثية في مؤتمرات خارج البحرين: سوريا، المغرب، إيران، دبي، والرياض.
-
له مشاركات في صحف البحرين المحلية: أخبار الخليج، والأيّام والبلاد، والوسط.
-
المؤلفات:
-
سند الأرض الطيّبّة 2017م
-
ابن أم قاسم المرادي وأثره في النحو 2018م
-
سديف بن ميمون سيرته ونتاجه الشعري ( دراسة تاريخية وصفية) 2019م
-
رائية السّيّد هاشم الستري ” دراسة تطبيقية أدبية لًغوية” 2020م
-
مطيع بن إياس2021م
-
تحقيق ديوان الدّمستاني الصّغير 2022
-
سيحة سند 2023م
-
تحقيق ديوان الحاج طه العرادي (مشاركا، قيد الطباعة).
( 2 ) الدكتور جعفر مهدي آل طوق (مملكة البحرين)
-
حاصل على الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها من جامعة محمد الخامس/ المملكة المغربية، – تخصص: المناهج النقدية المعاصرة والنص العربي القديم.
-
أستاذ مساعد في الجامعة العربية المفتوحة.
-
عضو اللجنة العلمية في جامعة محمد الخامس بالرباط.
-
عضوية المجلس العالمي للغة العربية.
-
عضو اللجنة العلمية في العتبة العباسية المقدسة
-
عضو لجنة التحرير في مجلة دواة العلمية المحكمة.
-
له مشاركات علمية وأوراق عمل نقدية أدبية ولغوية في الكثير من المؤتمرات العربية في الجمهورية المغربية والجمهورية اللبنانية والجمهورية السورية والجمهورية العراقية والجمهورية الإسلامية والجمهورية الجزائرية.
-
له من المؤلفات النقدية اثنان، الأول عن الشيخ جعفر الخطي، والثاني عن الشاعر أبي نواس.
( 3 ) الأستاذ جاسم حسين عبدالله المشرف
(المملكة العربية السعودية)
-
من مواليد قرية الدالوة (قرية الشهداء)، بالأحساء.
-
بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، في جامعة الملك سعود، بالرياض، عام 1418هـ.
-
أنهى متطلبات الماجستير في الأدب والنقد العربي الحديث، بجامعة البحرين، عام 1424هـ.
-
يعمل معلماً، وهو باحث في الفكر الإسلامي، وشاعر، وأديب، وناشط اجتماعي.
-
شارك في تأسيس وإدارة العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية في المنطقة.
-
شارك في الكثير من الندوات، والمحاضرات، والمنتديات، والمؤتمرات الدولية، والمقابلات والبرامج المتلفزة، وفي تحكيم المسابقات الأدبية والثقافية داخل المملكة وخارجها.
-
عضو الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون.
-
عضو مؤسس في جمعية ابن المقرب للتنمية الأدبية والثقافية.
-
عضو مؤسس في منتدى الدالوة الثقافي، ورئيسه الحالي.
-
عضو مؤسس في جمعية عطاء للتنمية الثقافية والاجتماعية بحاضرة الدمام.
-
من إصداراته المطبوعة في الأدب والنقد:
تجليات (شِعر)، في الأسماء (شعر)، كالضوء مسكوبا (شعر)، مَس (شعر)، مزالق الشعر، انزياح الدهشة (مقاربة نقدية في ديوان وألنا له القصيد لجاسم الصحيح)، في هدأة الليل (قصص قصيرة)، إلى مَن تكلني؟ (مقاربة أسلوبية في دعاء النبي عندما رجع من الطائف)، عندما ينطق التراب (مقالات أدبية في طيبة الطيبة).
-
إلى جانب مؤلفات مطبوعة عدة في الفكر الديني، والعديد من الدراسات والمؤلفات المخطوطة.
قراءة في مؤشرات الرصد الإحصائي لنصوص شاعر الحسين (15)
قراءة في مؤشرات الرصد الإحصائي لنصوص شاعر الحسين (15)
مسابقة شاعر الحسين – جعفر المدحوب:
أظهرت البيانات الكمية، المستقاة من إضبارة الرصد الإحصائي السنوي للنصوص المشاركة في النسخة الخامسة عشرة من مسابقة شاعر الحسين (1445 / 2023)، عدداً من المؤشرات والإيماضات الأولية فيما يخصّ الاتجاهات الإطارية للقصائد الحسينية موضوع الرصد.
المؤشر الأول يتمثل في استمرار زخم المشاركة بعدد (129) قصيدة حسينية، وإذا أخذنا في الاعتبار إلغاء فئة (القصيدة الموكبية) هذا العام؛ فإنّ الكم النسبي موازٍ ومقارب للسنوات الماضية.
من ناحية الانتشار الجغرافي، جاءت قصائد هذا العام من 7 دول عربية وإسلامية، وهو نصف تعداد العام الماضي الذي استقبلت المسابقة فيه نصوصاً من 14 دولة، إذ يلاحظ خلوّ قائمة هذا العام من شعراء: (الكويت، الإمارات، سوريا، الأردن، فلسطين، السودان، الجزائر)، وعلى الرغم من أنّ مشاركات هؤلاء كانت بواقع قصيدة واحدة لكل دولة على الأغلب، إلا أنّ غيابها هذا العام لافت لنظر المتابع.
أمّا نمط توزُّع النصوص المشاركة بين الدول؛ فيؤكد استمرارية الطابع الدولي للمسابقة، إذ وردت أغلب النصوص من خارج البحرين التي جاء شعراؤها – بطبيعة الحال – في الصدارة بنسبة 42%، يليهم شعراء العراق بنسبة 32%، ثمّ السعودية بنسبة 16%، ولبنان بنسبة 7%.
يجدر التنويه إلى أنّ المسابقة تستقبل نصوصاً من دول أوربية وأفريقية ومن استراليا، لكنها تصنفها حسب جنسية الشاعر الأصلية، فالشاعر العراقي المقيم في السويد – على سبيل المثال – يُدرَج نصه ضمن قصائد العراق.
في سياق متصل، تبدو المشاركات ضمن فئتي القصيدة الحديثة (66 نصاً) والقصيدة الكلاسيكية (63 نصاً) متقاربةً أيضاً عددياً، مع ميل نسبي أعلى إلى النص الحديث.
والواقع أنّ الفصل التصنيفيّ بين الفئتين يواجه معضلاتٍ فنيةً، فأغلب القصائد المصنفة كلاسيكيةً مشوبة بشعرية جديدة، وتكسوها غلالة من المعجم اللغوي وأساليب التعبير والتصوير الحديثة من جهة، فيما يمزج السواد الأعظم من النصوص الحديثة بين سمات المدرستين الرومانسية والكلاسيكية من جهة ثانية؛ الأمر الذي يجعل من التصنيف المذكور شكلياً وتحكمياً أكثر منه فنياً وموضوعياً.
الملاحظة السابقة تؤشر بوضوح إلى أنّ القصيدة الحسينية المعاصرة مازالت تتأرجح في منطقة قلقة ورجراجة بين قيم الحداثة الفنية وتغلغل الموروث البلاغي والشعري.
وعلى الرغم من الصعود النسبي للتمثيل النسوي من 10% العام الماضي إلى 14% هذا العام، مازال حضور الشواعر (الشاعرات) في القصيدة الحسينية متواضعاً وخجولاً، علماً بأنه بلغ في بعض السنوات قرابة الربع، وهي مساحة غير مرضية إجمالاً.
غنيٌّ عن البيان أنّ الهيمنة الذكورية على النص الحسينيّ من حيث الكمّ لا تعني بالضرورة وجود تفاوت جنوسيّ من حيث الجودة الفنية، فقد نجحت الشاعرة الحسينية في ولوج القوائم القصيرة للقصائد المتأهلة، واقتنصت لقب (شاعر الحسين) في غيرِ نسخة، آخرها العام الماضي حين تبوّأت الشاعرة السعودية تهاني الصبيح المركز الأول في فئة القصيدة الحديثة.
ومن حيث الشكل الشعري، يواصل نموذج القصيدة العمودية اكتساحه ساحة النصّ الحسينيّ بنسبة 91%. مع قصيدة نثر يتيمة، وعدد لا يتجاوز 6 قصائد مبنية على النسق التفعيلي (الحرّ)، الأمر الذي يكرّس نموذجاً تقليدياً طاغياً في موسيقى الإطار الإيقاعي للقصيدة الحسينية، ويكبح جماح المغامرة والتجريب في شكلها الشعري، خصوصاً إذا أخذنا في عين الاعتبار أنّ عدد النصوص التي قدّمت مزيجاً إيقاعياً لم يتجاوز 4 نصوص هذا العام، ثلاثة منها مزجت بين نمطي التفعيلة والنثر، وواحد بين التفعيلة والعمود.
إنّ تراجع عدد نصوص التفعيلة والنثر من جانب، وانكماش جرأتها على التجريب في بنيتها الموسيقية من جانب موازٍ، مثير لانتباه الراصد الفنّي بشدّة.
وإذا انتقلنا للأبحر العروضية التي وُظِّفَت هذا العام، وجدنا أنّ شعراء القصيدة الحسينية قد طرقوا 8 بحور خليلية فقط، أي نصف مروحة العروض الفراهيدي العربي، وبُنِي ما نسبته 42% منها على البحر الكامل، 22% على البحر البسيط، 16% على البحر الطويل؛ أي إنّ 80% منها قد تركزت في 3 بحور شعرية فقط، والبقية متوزعة على 5 أبحر فقط من أصل 16 بحراً عروضياً متاحاً.
وإذا تغلغلنا أكثر، وجدنا أنّ 97% من هذه النصوص اختارت نسق البحر التام، وجاءت 3 نصوص على أبحر مجزوءة، مع اختفاء صور الإيقاع المشطور أو المنهوك. حلقة الخيارات الإيقاعية تضيق بشدة حول عنق القصيدة الحسينية.
ويبدو أنّ الأبحر الطويلة مازالت تمثل الخيار الأثير للشاعر الحسيني بما تمتلك من اتساع وعمق ومساحة هائلة للتعبير، بما يتلاءم مع أغراض الرثاء والمدح والحماسة المرتبطة بمضامين النص الحسيني.
وتكاد تتوازن توجهات الشعراء الحسينيين إزاء الأبحر الصافية والممزوجة، حيث نُسِجَت 53% من قصائدهم على أبحر صافية، مقابل 47% على أبحر ممزوجة.
ولعلّ الأبحر الصافية، كالكامل والمتقارب، تتيح للشاعر توغلاً أعمق، فيما تمنح الأبحر ممزوجة التفعيلة، كالطويل والبسيط، طاقة حركية أكبر للنصّ، ولحسن الحظ جمعت القصيدة الحسينية بين البُعدين.
إنّ اختيار البحر الشعريّ وانتقاء سماته هو تصرّف فني غير واعٍ في أغلب الأحيان، وتتحكم فيه ذاكرة الإيقاع العميقة لدى الشاعر. والشاعر الحسيني مشدود بقوة إلى موارد ذاكرته الشعرية.
ولعل توافر بيانات مماثلة عن القوافي (حروف الرويّ) ستصب في مجرى النهر نفسه، فقد برهنت الأرقام المرصودة طوال عقد ونصف من عمر المسابقة، على أنّ أكثر القوافي تواتراً هي (الباء، والميم، والراء، والدال، واللام). ويتراوح الانتقاء بين القوافي المطلقة والمقيدة.
ما الذي تعنيه القراءات السابقة بالنسبة للراصد الفني؟
إنّ الشاعر الحسيني مازال يراوح داخل دوائر السمات والخصائص الإيقاعية والفنية التي قدّمها له السياق الشعري العربي الأوسع، إذ إنّ نتائج هذا الرصد لا تختلف كثيراً عمّا رصدته الدراسات الأكاديمية المتخصّصة للسمات الإيقاعية في الشعر العربي القديم منذ نماذجه الجاهلية حتى العصر العباسيّ المتأخّر.
إلى جانب ذلك، ثمّة نزعة تزداد خجلاً ومواربةً في هامش المتن الشعري الحسيني، مازالت تفتّش عن نص مغاير ومختلف، منفتحةً في ذلك على أفق إبداعي جديد.
والواقع أنّ التحليل الكمّي السابق لن يكون مكتملاً ما لم ترفده دراسات نقدية معمّقة، تغوص في بنى اللغة والأسلوب والصورة والإيقاع وحقول الدلالة، وهي مهمة نعوّل في إنجازها على أقلامنا النقدية المبدعة.
رصد إحصائي
أرقام من مسابقة شاعر الحسين الخامسة عشرة (1445هـ / 2023م)
إحصائية بعدد القصائد المشاركة في المسابقة منذ انطلاقها |
المسابقة |
عدد المشاركين |
الأولى (2008) |
63 |
الثانية (2009) |
82 |
الثالثة (2010) |
100 |
الرابعة (2011) |
97 |
الخامسة (2012) |
57 |
السادسة (2013) |
94 |
السابعة (2014) |
82 |
الثامنة (2015) |
90 |
التاسعة (2016) |
146 |
العاشرة (2017) |
131 |
الحادية عشرة (2018م) |
124 |
الثانية عشرة (2019م) |
139 |
الثالثة عشرة (2021م) |
127 |
الرابعة عشرة (2022م) |
187 |
الخامسة عشرة (2023م) |
129 |
المجموع = |
1639 |
عدد ونسب المشاركين بحسب الدولة |
|
الدولة |
فئة القصيدة الحديثة |
فئة القصيدة الكلاسيكية |
العدد الإجمالي |
النسبة |
1 |
البحرين |
26 |
27 |
53 |
41% |
2 |
السعودية |
9 |
11 |
20 |
16% |
3 |
سلطنة عمان |
1 |
1 |
2 |
2% |
4 |
العراق |
23 |
18 |
41 |
32% |
5 |
لبنان |
5 |
4 |
9 |
7% |
6 |
مصر |
0 |
1 |
1 |
1% |
7 |
إيران |
2 |
1 |
3 |
2% |
% |
66 |
63 |
129 |
||
51% |
49% |
نسبة المشاركين من الذكور والإناث |
الفئة |
ذكور |
إناث |
القصيدة الحديثة |
54 |
12 |
القصيدة الكلاسيكة |
57 |
6 |
مجموع |
111 |
18 |
% |
86% |
14% |
توزيع القصائد من حيث الشكل الشعري |
الفئة |
شعر عمودي |
شعر تفعيلة |
قصيدة نثر |
مزيج |
|
القصيدة الحديثة |
55 |
6 |
1 |
4 |
|
القصيدة الكلاسيكة |
63 |
– |
– |
– |
|
مجموع |
118 |
6 |
1 |
4 |
|
% |
91% |
5% |
1% |
3% |
توزيع القصائد من حيث إيقاع الوزن (الأبحر العروضية) |
البحر العروضي |
نوعه(صافي/ممزوج) |
التكرار |
|||
تام |
مجزوء |
مجموع |
|||
1. |
الكامل |
صافي |
47 |
2 |
49 |
2. |
البسيط |
ممزوج |
26 |
– |
26 |
3. |
الطويل |
ممزوج |
19 |
– |
19 |
4. |
الخفيف |
ممزوج |
5 |
– |
5 |
5. |
المتقارب |
صافي |
9 |
– |
9 |
6. |
الوافر |
ممزوج |
4 |
– |
4 |
7. |
السريع |
ممزوج |
1 |
– |
1 |
8. |
الرمل |
صافي |
3 |
1 |
4 |
المجموع |
114 |
3 |
117 |
رصد إحصائي: جعفر علي المدحوب
(24 أغسطس / آب 2023م)
129 قصيدة تتنافس على لقب (شاعر الحسين) بفئتي القصيدة الحديثة والتراثية
المهرجان الختامي في ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٣:
129 قصيدة تتنافس على لقب (شاعر الحسين) بفئتي القصيدة الحديثة والتراثية
أعلنت اللجنة المنظمة لمسابقة شاعر الحسين عن إغلاق باب قبول النصوص المشاركة في موسمها الخامس عشر بعد تلقي 129 قصيدة في فئتي المسابقة: 66 نصاً في فئة القصيدة الحديثة، و 63 نصاً في فئة القصيدة التراثية.
في هذا السياق، صرّح الأستاذ عبدالهادي الصفار رئيس اللجنة المنظمة بأن لجنة الفرز الأولي المعنية بالسلامة اللغوية والعروضية قد أنهت أعمالها بإجازة 112 قصيدة، وتم إحالة النصوص المجازة إلى لجنتي التحكيم الأدبي اللتين تتألفان من نقاد أكاديميين ومختصين من داخل مملكة البحرين وخارجها.
وسوف تعلن النتائج النهائية في المهرجان الختامي الذي سوف يعقد في تاريخ ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٣م حيث سيلقي الثلاثة المتأهلون من كل فئة نصوصهم الفائزة قبل إعلان النتائج.
وكشف الصفار بأنّ المسابقة، وضمن مشروعها الدؤوب في نشر وإتاحة نصوص الأدب الحسيني، ستطلق ٣ أجزاء إضافية من (ديوان شاعر الحسين) ليضاف إلى الجزئين الصادرين في العام الماضي، وتضم الأجزاء المذكورة زهاء ألف قصيدة حسينية مجازة مشاركة في المسابقة منذ انطلاقها في العام ٢٠٠٨م لغاية ٢٠١٧م، على أن يتم نشر النصوص للأعوام التالية في العام المقبل حسب خطة مشروع النشر، وتتوافر نسخ إلكترونية مجانية إلى جانب الطبع الورقي.
وضمن ذات المشروع، سوف يتم إطلاق كتاب (ملحمة الطف للدمستاني: شرح وتعليق) لمؤلفه الدكتور عبدعلي محمد حبيل، ويتناول الكتاب القصيدة المعروفة ب(أحرم الحجاج) تناولاً لغوياً وبلاغياً وشرحاً لمضامين الرباعيات الشعرية بلغة سلسة واضحة تناسب القارئ العادي.
وعلى هامش المهرجان، تحتفي منصة المهرجان الختامي للمسابقة هذا العام بنموذجين شعريّين وخطابيّين تميّزا باللغة الشعرية السلسة والمؤثرة، وبالابتكار في الأطوار الحسينية، أحدهما شخصية رجالية من قرية باربار هي الخطيب والشاعر الحسيني الملا صالح بن أحمد العليوات البارباري، والأخرى نسائية من قرية سماهيج هي الشاعرة والملاية السيدة زهراء أحمد عبدالله، صاحبة ديواني (أم الأطياب: مراثي وجلوات).
يذكر أن مسابقة شاعر الحسين قد انطلقت من مأتم أنصار الحق (بلاد القديم / البحرين) في العام 2008م، وتختص بالقصيدة الحسينية بأبعادها الرثائية والإحيائية، وتمنح المسابقة الفائزين ثلاث جوائز مالية لكل فئة تبلغ قيمتها (1500، 1000، 500) دولار على التوالي.