عَلى لِسَانِ المَاء
مَا باحَ بهِ المَاءُ بعدَ أربعةَ عَشرَ قَرنًا مِنْ مَسِيرةِ النَّحرِ والنَّهر
للشاعر / ناصر ملا زين (البحرين – السنابس)
مُذ جَاءَ يَرسمُ للحقيقةِ مِحوَرا
كانَ الزّمَانُ مُمَزَّقًا ..
فَتَشَجَّرا
قد جَاءَ يَفْرشُ للسَّنَابكِ جَبْهَةً
سَالَتْ عَلى كفِّ المَلائكِ
مِنْبَرا
وبِلَوْنهِ اغْتَسَلَ الفُراتُ ..
مُوَزِّعًا جُرْحَ الإلهِ
عَلَى المَدائنِ والقُرَى
يَمْشِيْ ..
وأَنْهَارُ المَشِيئةِ خَلْفَهُ تَمْشِيْ،
وَلَوْنُ القَاتِلينَ تَقَهْقَرَا
تَمْشِيْ الجِهَاتُ،
ولَيسَ ثَمَّةَ وِجْهَةٌ
إِلا نَبيًّا
بالنِّبَالِ تَدَثَّرا
تَمْشيْ حَكَايا المَاءِ
فَوقَ جَبِيْنِهِ
وَتُسِرُّ للإِنْسَانِ
أَنْ يَتَجَذّرا
كُلُّ السَّنابلِ فِيْ خُطاهُ تَنَفَّسَتْ
وَطَنًا
لِتَرْتَشفَ الجَلالَ الأَخْضَرَا
وتَلُمَّ مِنْ عَيْنَيهِ دَمْعَةَ خَيْمَةٍ ثَكْلى،
وقَمْحَ الظَّامِئينَ،
وبَيْدَرا
قَدْ جَاءَ مِنْ أَقْصَى القَدَاسَةِ
نَازِفًا
مِنْ أيِّ جُرْحٍ فِيْ الإِبَاءِ
تَكَوَّرَا ؟!
يَخْطوْ،
تُرَافقُهُ الدُّهُورُ،
فَتَنْحَنِيْ كُلُّ المَوَاسِمِ
والشَّوَاطِئِ
والذُّرَى
فَمَضى ..
ومَا رَكِبَ الفُراتَ (مُغَاضِبًا(
لَمْ يَبْتَلِعهُ المَوْتُ
لَمَّا أَبْحَرا
)يَقْطِيْنـُ)ـهُ الوَجَعُ المُسَافِرُ،
والهُدَى شُطْآنُهُ،
والصُبْحُ يُنْبَذُ بِالعَرا
مَا زالَ يَعْبرُ
فِيْ القَصائدِ نَورَسًا
أَطْوِيْ لَهُ النَّهرَ الشَّهِيدَ ..
لِيَعبُرا
حَتَّى تَرَاءى فِيْ الغِيَابِ
قَصِيْدَةً
لِلآنَ تَكْتُبُهَا السَّمَاءُ
عَلى الثَّرَى
بِقَمِيْصِهِ (جِبْرِيلُ) يَدْفعُ أَسْهُمًا
يُلْقِيهِ فِيْ عَينِ الجِهَاتِ ..
لتُبْصِرَا
فَفَرَشْتُ مِرآةَ الإِلَهِ بِصَدْرهِ
حَتَّى أَرى مِنْ غَيْبِهِ
مَا لا يُرَى
فَرَأيتُ أَرْوَاحًا،
خُلُودًا،
جَنَّةً،
رَبَّاً،
مَرايَا الأَنْبِياءِ،
ومَحْشَرا
يَصْحُو رَمَادُ القَاتِلينَ
خَرَائِطاً مِنْ عَتْمَةٍ،
كَانتْ تُسَامرُ خِنْجَرا:
أُوَّاهُ .. !!
مَا زَالَ السَّرَابُ بِصَدْرِنا
يَزْدَادُ – مُذْ قُتِلَ الحُسَينُ – تَكَسُّرا
ولَكَمْ خَطَوْنَا،
والمَسَافةُ خَلْفَنَا تَخْطُوْ ..
فَنَخْطُو ..
والطَّرِيقُ تَعَثَّرَا
وَسُيُوفُنا مَوْتَى،
ولا مِنْ هَزَّةٍ
تَشْتَدُّ فِيْ الأَمْوَاتِ
كَيْ تَتَحَرَّرَا
فَهَوى الحُسينُ
هَوَى الحُسينُ
هَوَى ..
هَوَى ..
لَكنْ عَلى ثَغرِ الحَيَاةِ تَكَوْثَرا
هُوَ هَكَذا ..
مُنْذُ الخَلِيقَةِ مُشْعَلٌ بِالماءِ
حَيثُ المَاءُ لَنْ يَتَصَحَّرا
هُو هَكذا ..
لا شَيءَ يُشْبهُ قَلْبَهُ !!
إِلا جَمَالُ اللهِ
حِينَ تَقَطَّرَا !!
مِنْ رَأسِهِ المَقْطُوعِ
أَلْفُ حَدِيْقَةٍ
هَطَلَتْ عَلى جَدبِ السِنِينِ ..
فَأَثْمَرا
وتَفجَّرَتْ فِيهِ القِيَامةُ،
نَهرُها فِيْ ثَغْرِهِ
يَهَبُ النَّهارَ تَفَجُّرا
فحَمَلْتُ عَرشًا ثائرًا
مِنْ كَفِّهِ
مَا كَانَ هَذا العَرشُ
إِلا (خُنْصُرَا(
يَخْضَرُّ،
يَعْتَصرُ الشَّهَادَةَ،
يَنْتَشِيْ،
وَيُحَرّضُ الأَوْطَانَ
أَنْ تَتَطَهّرَا
مِنْ لَحْظةِ السَّهمِ اللَّئيمِ
تَدَفَّقَتْ رِئتَاهُ قُرآنًا ..
يُصَافِحُ مِشْعَرا
ومَآذِنًا
تمتدُّ فِيْ أَغْوَارهِ
لِتَحُطَّ فِيْ كُلِّ العَواصِمِ
أنْهُرا
فَبِدَمْعِهِ اعْتَصَمَ العِراقُ،
تَوَضَّأَتْ سُحُبُ الحِجَازِ،
وأَحْرَمَتْ (أُمُّ القُرَى(
ونَمتْ شُعُوْبُ المَاءِ
عِندَ جِراحِهِ
هَلْ كَانَ نَحرُ المَاءِ (حَجَّاً أَكْبَرا) ؟!
بَلَّلتُ ذَاكِرةَ البَياَضِ
بِنَظرةٍ عَطْشَى،
فَأبْصَرتُ العُرُوْجَ الأَحْمَرا
لا شَيءَ يَعْرجُ للسَّمَاءِ
سِوى دَمٍ
سَكبَ الحَيَاةَ
عَلى المَمَاتِ ..
وَأَمْطَرا !!!
سيرة ذاتية
· مواليد السنابس – البحرين 1975م.· البكالوريوس في الإعلام من جامعة كانتربوري في لندن، ودبلوم إعلام شامل من جامعة لاهاي بهولندا (2013م).· صحافي وكاتب منذ العام 2005م.· تأهل لموسمين متتاليين لمسابقة أمير الشعراء بأبوظبي.· شهادات تقديرية عديدة وجوائز منها:– المركز الأول في مسابقة (أدب الطف) في البحرين.– المركز الثاني في جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم (الإمارات) في دورتها (33).– المركز الثاني في مسابقة (النبأ العظيم) بالسعودية.– المركز الثاني في مسابقة (شاعر كربلاء) بالبحرين.– المركز الرابع بجائزة الجود العالمية الخامسة بالعراق.– ضمن المتأهلين العشرة بمسابقة بردة كربلاء الدولية (2017م).
ملخص تعليق المحكّمينالمعقب : الدكتور جعفر مهدي آل طوق
◼عتبة النص وعنوانه تمهيد لجو النص ويلاحظ ذلك بمزج الماء بمفردة اللسان
|