النص الأول: آخر الآتين من رحم الضوء

شاعر الحسين سجاد النبي السلمي (البصرة-العراق)
شاعر الحسين سجاد النبي السلمي (البصرة-العراق)

يزيد ، وهو في الغرفة الخلفية من المسرح ، متكئاً على عرش مهشم الجوانب ، ناظرا الى انعكاس صورته في مرآة في اقصى  زاوية الغرفة ، متحدثا عن الحسين بن علي بعد انتهاء المعركة مردداً ، هو :

.

.

لملمتُ أشباه الرجال لأهزمه

فأتوا بآلاف الورود مكممه

.

ومسختُ وعيَ الماء عن ادراكه

ومنعتُ عنه الأمنيات ..لأرغمه

.

لوّنتُ امزجةَ الرمال بفكرة حمراء

مسّتْ وجهه كي ترسمه

.

ووضعتُ في شفة السهام نذالة المعنى

وقد مرت عليه لتلثمه

.

ونثرتُ فوق الماء جرح فراشة

حبلى بذاكرة الرياح المؤلمة

.

كان الزمان مهاجرا

في صدره رجلٌ تفنن في اختيار الاوسمه

.

أنا كلما حاولت أن أدنو ألى عاشوره

أجد الجهات ملغمه

.

انا كلما قطعتُ أحشاء الطريق

لكي يموت بغربة

جاء الندى ليكلمه

.

أنا كلما اُرسي الممات بمقلتيه

أراه يحترف الحياة

لتلهمه

.

لملمت كل الطارئين على الحياة

جعلتهم كوناً

لنبدأ مأتمه

.

أمطرتُ لون ظما على خيماته

وسلختُ من شفة الفرات التمتمه

.

وتركتُه يهبُ الضياء

مخضب بالذكريات، وبالرزايا المحكمه

.

وغرزتُ كفي في العصور مفتشا عن عمره

كي أنتقيه لأقصمه

.

زوّرتُ أوراق الوفاة ،

مسافةالكلمات،

أمكنةَ الشهود ،

المحكمه

.

ووقفتُ محتظرَ الشفاه

بخاطري ضوءٌ

تورد للمنايا مبسمه

.

يلقي بنكهة حلمه في شاطئ الألم المقدس

والأماني المبهمه

.

لا شيء يعبره اليه

سوى دم صلب

وقد ملأ الخلود

ليفطمه

.

لا شيء يمنحه خريطة عودة للما وراء

لكي يعيد الملحمه

.

لا شيء يمنحه الأمان

فكل هذي الأرض تبغي أن تفكك طلسمه

.

ونفخت من روحي عليه لكي يموت فيختفي

كي تستريح الأنظمه

.

شيب النخيل حكاية عن أخر الآتين من رحم الضياء

ليفهمه

 

بيني وبين الطف ألف سلالة للرفض

باللاء العظيمة مفعمه

.

حاولتُ قتل الله حين قتلته

لكنه

ترك الوجود وجسمّه

.

دُهشت تفاصيل السيوف بجرحه النبوي

إذ هربت له مستسلمه

.

وأراه من خلف انزياحات المكان

يصيح بالعطش اليتيم ليعصمه

.

ويصيح بالنهر الرسول ألـ لم يمر بثغره

ليمر كي يتوسمه

………………………………………

إخلع علي الصبر أن طفولتي آنت

وأبعاد السهام ملثمه

.

أخلع علي الأنبياء

فأنني فردٌ

على قتلي الدروب مصممه

.

خذني لأعطي الأرض سبحة جدتي

وجدار امنيةهوى لأرممه

.

نهري عراقي الضياع

مسافرا في الروح

تختصر الزوارقُ زمزمه

.

نحو الحياة الموت كنت أقوده

ونوافذ الضوء البخيل محطمه

.

الموت مخبول الجهات

يهز وجه الغيم حتى تملأَ الدنيا فمه

.

(أنا لن أموت

فغربة النايات ذاكرتي

ولي بالموغلين بكل نزف توأمه)

 

* في حال وجود مشاكل في تنسيق النص، يمكنك قراءته في الموقع الإلكتروني:

النص الأول: آخر الآتين من رحم الضوء