حسبي من الكلماتِ الحُمْرِ مقتطفُ
أدغمْتُ عَبْرَهُمَا روحي مُصاهَرَة
وقلتُ : يا نارُ كوني الآن قنطرَةً
قد ترتمي أحرفُ الدُّنيا مُعَوَّقَةً
يا شذرةً من قواميسِ النِّضالِ زَهَتْ
هِيَ اشتعالُ زفيرٍ , وامتدادُ رؤى
سحابةٌ تحملُ التاريخَ في دَمِهَا
من الأذانِ أطلَّتْ من قداستِها
تلاحَمْتْ صُورٌ شتَّى لهيبتِهَا
كانتْ على شكلِ فأسٍ حينما انهمرتْ
والفلسفاتُ أحاطتْهَا بأعينِها
وعندما احتضنتْ ثغرَ الحسينِ غَدَتْ
ما قالها فيضَ أهواءٍ مبعثرةٍ
الرفضُ أحفورةٌ في بطنِ أزمنةٍ
والرفضُ زلزلةٌ محَشْوةٌ فزعًا
ما اخترتُ إلاكَ يامولايَ مُنْعَرَجًا
مَزَّقْتُ أوراقَ تقويمِ الخريفِ لكي
لا أقبلُ الوَقْتَ ساعاتٍ محنطةً
يحلو المسيرُ إليكَ , القلبُ بوصلتي
وأنتَ ذاتي .. مسافاتي مُعَبَّاةٌ
يا أيُّها الوَتَرُ المرُْخَى على هُدُبي
جسمي وثوريّةُ الإيقاعِ مُتَّحِدٌ
خلقتُ أبيضَ , والنسرينُ مُعْتَقَدِي
والطفُّ مائيَّةُ الأسرارِ , يا عجبًا
يا مَنْ تزيَّا بأقداسٍ مُطَرَّزَةٍ
هذي النخيلُ التي في جوفنا انغرستْ
والبحرُ ينحازُ للثٌّوارِ مُنتفضًا
ما يومُك الملتظي يومًا نكابدُهُ
بل نقطةُ البدءِ تكوينًا وبسملةً
ننمو مع الطفِّ أعراقًا مُشَجَّرَةً
ميلادُنا حيثما تنهلُّ صاعقةٌ
حتى إذا ما احتوانا حضنُ مَدْرَسَةٍ
حرفانِ في كربـ (لا)ءَ : اللامُ والأَلِفُ
حتَّى تماهى بذاتِ الجمرةِ التَلَفُ
إلى السماءِ التي يفتضُّها الشَّرفُ
لكنَّ (لا) بشموخٍ واثقٍ تَقِفُ
وخيرَ ما أجَّجَتْهَا الألسنُ / الصُّحُفُ
مازالَ منها صدى الأحرارِ يغترفُ
طافتْ بأسرارِ من ضَحُّوا وَمَنْ نَزَفُوا
شهادةً برؤى التوحيدِ تعترفُ
أيقونةٌ عن طيوفِ الكونِ تختلفُ
أيدي النَّبيينَ , والأوثانُ تنكسِفُ
كأنَّها لؤلؤٌ قدْ ضمَّهُ صَدَفُ
حقيقةً في مُصَلَّى الفِكْرِ تعتكفُ
بل خطَّهَا فكرةً تسمو بها الغُرَفُ
من ذا يرى بُعْدَهَا النائي ويكتشفُ ..؟
فالصَّولجانُ معَ التيجانِ يرتجف
حتَّى تبسَّمَ لي في أفقِهِ الهَدَفُ
أراكَ خلفَ المدى .. تزهو وتزدَلِفُ
ولنْ أراكَ إذا لم تخْشَعِ السُّقُفُ
وملءُ زوَّادَتي الأشواقُ والشَّغَفُ
بالمستحيلِ , وبالآلامِ تنرصِفُ
لحنْتُ رؤياكَ حيثُ النُّورُ ينعزفُ
وجهي بسيماءِ طينِ النَّارِ يتَّصِفُ
لكنَّ بي غيمةٌ سوداءُ تلتحِفُ
سيَّان أظمأ في الذِّكرى وأرتشفُ
سِحْرًا توحَّدَ فيكَ الطَرْفُ والطَّرَفُ
تسمو إليكَ , وها جنحانها / السَّعَفُ
مدًا إلى جهةِ الأحداثِ ينعطفُ
ريحًا تهبُّ علينا ثمَّ ننجرفُ
كأنَّنا الآنَ في تاريخنا نُطَفُ
مَهْمَا اختلفنا فبالأشجان ِنأتلفُ
وأينما ترتمي الأهوالُ والكِسَفُ
ننسى الحروفَ , وتبقى اللامُ والألفُ