رصد إحصائي وتحليل فني: قصائد (شاعر الحسين) الحادية عشرة

أرقام من مسابقة شاعر الحسين الحادية عشرة (1440هـ / 2018م)


إحصائية بعدد القصائد المشاركة في المسابقة منذ انطلاقها

المسابقة

عدد المشاركين

الأولى (2008)

63

الثانية (2009)

82

الثالثة (2010)

100

الرابعة (2011)

97

الخامسة (2012)

57

السادسة (2013)

94

السابعة (2014)

82

الثامنة (2015)

90

التاسعة (2016)

146

العاشرة (2017)

131

الحادية عشرة (2018م)

124

المجموع =

1057

تعليق:

  • تواصل مسابقة شاعر الحسين في نسختها الحادية عشرة (1440هـ) حفاظها على وتيرة المؤشرات الكمية، إذ العدد بلغ عدد النصوص المشاركة (124) نصاً بانخفاض بسيط عن العام الماضي، أما من حيث النوعية فقد تضاعفت نسبة النصوص التي أخفقت في اجتياز مرحلة الفرز الأولي لتبلغ نسبة (12%) بعد أن كانت لا تجاوز العام الماضي نسبة (6%) من مجمل النصوص المشاركة، لتلامس معدلها في العام الأسبق الذي بلغ (13%). وتركّز عملية الفرز الأولي على استيفاء الشروط الأوليّة والحدّ الأدنى من الصحة العروضية (الوزن، والقافية) واللغوية (نحو، وصرف، وتراكيب).


عدد ونسب المشاركين بحسب الدولة

البحرين

العراق

لبنان

السعودية

سوريا

مصر

عُمان

43

37

20

19

2

2

1

35%

30%

16%

15%

2%

2%

1%

 

 

  • استقطبت المسابقة شعراء من 7 دول خليجية وعربية، فقد بلغت المشاركات المحلية ما نسبته (35%) مقارنة بنسبة (28%) في العام الماضي ونسبة (41%) في العام الأسبق.

  • تبلغ نسبة النصوص الخليجية قرابة (51%) من مجمل النصوص، مقابل نسبة (49%) لبقية الدول العربية، تتصدّرها الجمهورية العراقية بنصيب الأسد، تليها الجمهوية اللبنانية التي واصلت النمو لتقفز إلى المرتبة الثالثة عددياً بعد البحرين والعراق.

  • انخفض نصيب شعراء المملكة العربية السعودية نسبياً إلى (15%) مقارنة بنسبة (17%) العام الماضي، وغابت النصوص الكويتية عن سماء المسابقة للعام الثاني على التوالي، وتبعها احتجاب شعراء الإمارات العربية المتحدة، وفلسطين، وإيران، والسنغال، فيما عادت المشاركات المصرية بقصيدتين بعد انقطاعها العام الماضي، وتستمر إسهامات الشعراء المغتربين خاصةً في الولايات المتحدة الأمريكية، وإيران.


نسبة المشاركين من الذكور والإناث

ذكور

إناث

مجموع

101

23

124

81%

19%

  • مازال تمثيل القصائد النسوية يتراوح بين معدلاته السائدة في السنوات الأربع الماضية، إذ بلغ هذا العام نسبة (19%) مقابل نسبة (21%) في العام الماضي، ونسبة (18%) في العام الأسبق، وكانت قد بلغ أوسع مدىً له في العام 2012م بنسبة (25%).

  • يجدر ملاحظة أن نسبة النصوص النسوية المتأهلة للمراكز العشرة الأولى هي (10%) للعامين السابقين.


توزيع القصائد من حيث الشكل الشعري

شعر عمودي

شعر تفعيلة

قصيدة نثر

مزيج

107

10

4

1

88%

8%

3%

1%

تعليق:

  • مازال الشكل العمودي يفرض هيمنته على النمط الإيقاعي للقصيدة الحسينية بنسبة بلغت هذا العام (88%)، وهي تندرج ضمن نطاق معدلاتها في السنوات الستّ الماضية المتأرجحة بين (86% – 92%).

  • جاءت قصائد النثر حصراً من: البحرين (3)، ولبنان (1).


توزيع القصائد من حيث إيقاع الوزن (الأبحر العروضية)

البحر العروضي

نوعه

التكرار

تام

مجزوء

مجموع

1.

الكامل

صافي

53

6

59

2.

البسيط

ممزوج

15

15

3.

المتقارب

صافي

11

11

4.

الخفيف

ممزوج

9

1

10

5.

الطويل

ممزوج

9

9

6.

الوافر

ممزوج

5

1

6

7.

السريع

ممزوج

3

3

8.

الرجز

صافي

2

1

3

9.

الرمل

صافي

2

2

المجموع

109

9

118

 

تعليق:

  • إذا استثنينا نسبة ضئيلة من القصائد النثرية، وعدد محدود أيضاً من النصوص مضطربة الوزن، نجد أن شعراء الحسين قد أفرغوا قصائدهم هذا العام في 9 قوالب من بحور الشعر الفراهيدية البالغة 16 بحراً عروضياً.

  • يتعزز هذا العام ميل الشعراء إلى البحور الشعرية الصافية (مفردة التفعيلات) بنسبة (64%)، مقابل نسبة (36%) للبحور المركبة (ممزوجة التفعيلات).

  • بنسبة لا تختلف كثيراً عن العام الماضي، يكرس الشعراء ميلهم إلى الأبحر التامة (مكتملة التفعيلات) بنسبة 92% (بانخفاض طفيف عن العام الماضي 96%)، مقابل نسبة (8%) على أبحر مجزوءة، ولم نجد نصاً ذا بحر مشطور أو منهوك.

  • في تكريس للظواهر الإيقاعية السائدة في الأعوام السابقة، يبدو ميل الشعراء ظاهراً إلى الأبحر الطويلة ذات التفاعيل الكثيرة، والتي تتناسب مع الحالة الشعورية المرتبطة بالحزن والأسى أو الفخر والحماسة والحرب، وهي الأغراض المطروقة عادةً في القصيدة الحسينية. وفي هذا السياق يلاحظ اختفاء بحرَي (الهزج، والمحدث) من قائمة البحور لهذا العام، إلى جانب الأبحر غير التامة (المنهوكة، أو المشطورة).

  • مع ذلك، نلاحظ طفرةً لافتةً للبحور القصيرة والسريعة (كالمتقارب والرمل والخفيف)، بما تصل نسبته إلى (27%)، مخفورةً بعودة – وإن كانت متواضعة – للبحر السريع بعد احتجابه التام في العام الماضي، وارتفاع نسبة البحور المجزوءة من (4%) العام الماضي إلى (8%) هذا العام، وهي مؤشرات تومئ دلالاتها إلى تنامي ميول إيقاعية مستجدّة نحو موسيقى الشعر السريعة التي ترتبط نفسياً بحالة الانفعال المفاجئ أو الطرب، وقد يكون الدافع الدلالي لذلك زيادة مساحة الحماسة الحربية في مضامين القصيدة الحسينية.

  • في إحصاء التكرار العددي، يبسط البحر (الكامل) حضوره القارّ في قصائد الشعر الفراهيدية، إذ اختارته نسبة (50%) من الشعراء، في نتيجة تتطابق تماماً مع العامين الماضيين، يليه البحر البسيط بنسبة (13%) في تراجع عن العام الماضي (22%)، فالبحر المتقارب الذي استعاد مركزه بنسبة (9%) بعد أن تراجع إلى (6%) العام الماضي، متجاوزاً البحر الطويل الذي انكمشت مساحته إلى (8%)، ثم البحر الوافر بنسبة (5%).

  • يلاحظ كذلك انحسار ظاهرة المزج بين الأشكال الإيقاعية التي انحصرت هذا العام في نصّ لبنانيّ يتيم.

  • نجدد ملاحظتنا بخصوص تساوق ترتيب البحور لدى شعراء الحسين مع قدامى الشعراء الذين رصد إبراهيم أنيس في دراسته (موسيقى الشعر) تفضيلاتهم الإيقاعية على النحو التالي: (الطويل، فالكامل فالبسيط)، والاستثناء الوحيد يتمثل في البحر (الطويل) الذي انزاح من المرتبة الأولى للرابعة؛ وقد سبق أن أرجعنا السبب في ذلك لكون أهم أغراضه هي الحماسة والفخر والقصص، وهي أغراض ترِد في القصيدة الحسينية لكن بوتيرة أقل من غرض الرثاء والحزن.

 

 


توزُّع القصائد من حيث القوافي

القافية (حرف الروي)

التكرار

ر

22

م

15

هاء

12

ف

11

ن

8

ل، د، ك

7

ب

6

الهمزة، ق

4

ت

3

ج

2

ع، ي

1

تعليق على التوزيع والخصائص الصوتية:

  • شهد هذا العام تحولاً نسبياً في الخصائص الصوتية للقوافي الأكثر تفضيلاً.

  • جاءت قصائد هذا العام موقعةً على 15 قافية (حرف رَوِيّ)، بينما اعتمد (16) نصاً نظام المقاطع أو القوافي المتعددة.

  • القوافي الأكثر تواتراً هي الراء، فالميم، فالهاء (المتحركة)، ثم الفاء، فالنون. ويلاحظ هنا صعود قافية الفاء بشكل لافت بواقع 11 تكراراً بما يضعها في مصاف القوافي المفضلة.

  • ينسجم تصدُّر قافية الراء مع نتائج الرصد الإيقاعي الذي قام به عبدالصاحب الموسوي في كتابه (حركة الشعر في النجف الأشرف وأطواره)، والذي انتهى إلى أن أكثر القوافي استخداماً عند الشعراء النجفيين هي (ر، د، ن)، وهي من القوافي (الذُّلُل) الطيّعة حسب تقسيم البلاغيين العرب القدماء.

  • شهد هذا العام تراجع قافية (رويّ) اللام التي تصدرت قوافي العام الماضي، مع تراجع قافية النون التي تناوبت تسيُّد صدارة القوافي مع الراء منذ سبع سنوات.

  • صوتياً، يتميز حرف الراء عما سواه بصفة (التكرير)، وهو ارتعاد اللسان عند النطق به.

  • التحول الأبرز على صعيد السمات الصوتية للقوافي الأكثر تواتراً، وهي (ر، م، هـ، ف، ن)، هو الاتجاه نحو الحروف المهموسة (هـ، ف، كـ، ت) بما يقارب الثلث كمياً، وهي ظاهرة لم تكن بهذا الوضوح في العام الماضي، وإن بقيت النسبة الإجمالية لأحرف الروي ذات الأحرف المهموسة في حدود (27%)، مقابل (73%) لأحرف الروي ذات الأحرف المجهورة.

  • ما سبق ذكره يؤشر على تمدّد مساحة حضور الذات الحزينة عبر أحرف الهمس الرخوة غالباً (33 رخوة مقابل 10 شديدة)، ومع ذلك يبقى هذا التمدّد محدوداً في مواجهة الاكتساح العارم لحروف الروي المجهورة التي راوحت بين الشدة والتوسط (53 توسط، 21 شدة، 1رخاوة)، والتي تؤشر إلى جنوح واضح للقصيدة الحسينية نحو نبرة الصوت المجلجلة الصاخبة التي تقرع الأذن.

  • وما يعزز ذلك أن صفات بقية أحرف الروي الأكثر تواتراً (ر، م، هـ، ف، ن)، إذا ما استثنينا الهاء الصامتة، تتّحد في كونها من حروف (الذلاقة) التي تمتاز بخاصية قدرتها على الانطلاق من دون تعثر في تلفظها، وتمتاز بالمرونة وسهولة النطق بها. وهي ملاحظة رصدناها منذ العام الماضي.

  • ويكرّس هذه النتيجة أيضاَ تفضيل الشعراء الحسينيين القوافي المطلقة (المتحركة) التي تدفع قدماً بحركية المشاعر والاندفاع بواقع (79) قصيدة، مقابل (27) قصيدة ذات قافية مقيدة (ساكنة) تتلاءم مع الجو النفسي الهادئ. وهو معدل تواتر لا ينزاح كثيراً عن العام الماضي.

 

استخلاص عام

نستخلص من مجمل ما سبق تفصيله، أن أبرز السمات الفنية لموسيقى القصيدة الحسينية، على مستوى الإيقاع الوزني والصوتي، تؤشر على ثبات خصائصها النفسية المتمثلة في سيادة الإيقاع الصوتي الخارجي الصاخب والانفعالي، وربما يرتبط ذلك بسمة الإلقاء أكثر مما يتعلق بطبيعة الموضوع، وعلى الرغم من ذلك ثمة تيار جنيني يتحرك داخل أحشاء القصيدة الحسينية، ويقاتل من أجل سريان إيقاع هادئ وموسيقى داخلية دافئة تتسلل عبر الأوزان العروضية والصفات الصوتية لأحرف الروي وحركات مجراها، وقد رصدنا ملامح هذا الجنين ينمو ببطء عبر عينة النصوص المشاركة في مسابقة هذا العام مقترباً من مساحة الثلث تكوينياً رغم ثبات الشكل الشعري.

 


رصد إحصائي وتحليل:

جعفر علي المدحوب

(9 أكتوبر 2018م)


 

تصفح الملف بصيغة PDF:

رصد إحصائي وتحليل – شاعر الحسين11