المركز الثالث (القصيدة التراثية): طرفُ الشجا (زهراء الشوكان)

طرفُ الشجا

زهراء عبدالله الشوكان

(تاروت – القطيف – السعودية)

(إلقاء الشاعر عقيل شوكان)

أنأى فيفتتحُ الشجا لي طرفُهُ

ويقدمُ الأوجاعَ تترى رشفُهُ

ما زالَ يخلقُ طَعمَهُ في خاطري

شجوًا ويملؤني عيونًا طيفُهُ

فأخطُ ما يهمي على سمعي وما

يُمليهِ في هذا المحرمِ حرفُهُ

ويميلُ بي لونًا قتيلًا شاحبًا

يمتدُّ بالأشجانِ ليلًا نزفُهُ

ما زلتُ أرسمهُ تفيضُ جروحهُ

ويصوغني بشرًا جديدًا ذرفُهُ

مازالَ يَغْمُرني فَيُسقطني الشجا

حزنٌ عظيمٌ كمْ تمنعَ وصفُهُ

خطَّ الشجونَ على الفؤادِ بكربهِ

وأثارَ دمعي إذ تراءى طفُهُ

طفٌ ولجتْ لهُ ، فأبحرَ داخلي

جدرانهُ روحي ، الملائكُ سقفُهُ

أبصرتُ نورَ الغيبِ خلفَ زجاجهِ

وكأنَ عباسًا تُلَوّحُ كفُهُ

أمشي اقتفاءَ الحقِ في يدهِ فهل

إلا لواهُ مُشرئبٌ عصفُهُ

أمشي وخلفي أنبياءُ مدامعي

تمشي لقلبٍ قد تواترَ نزفُهُ

فهنا همتْ دررٌ لآلِ محمدٍ

وهنا هوى منهُ اللواءُ وسيفُهُ

وهنا أقامَ اللطفَ يمسكُ بالدنا

كيما يجللها العَطَايا عطفُهُ

في عرشِ ربي مستقرٌ سرهُ

لغزُ توارى للقيامةِ كشفُهُ

في وجههِ كمْ منْ نبيٍ مُرسلٍ

وأمانُ فِتيتهِ الحيارى كهفُهُ

ولهُ نفرُّ إذا تعاظمَ كربنا

يُجْلَى بهِ الهمُّ المخيفُ ووجفُهُ

قمرٌ تمسكتْ السماءُ بحُسنهِ

أبكى جواها في محرمِ خسفُهُ

منها سمعتُ الحزنَ أما شكلهُ

نزفُ القداسةِ كيف يمكنُ شفُهُ ؟!

أنا بين أضلاعي مقيمٌ ذكرهُ

والرأسُ والشيبُ الخضيبُ وحتفُهُ

بعيونهِ ألفُ افتقادٍ هدّني

وجعٌ يبعثرني شظايًا عنفُهُ

جمّعتني من ذارياتِ جمالهِ

فغدوتُ أبهى ما يُعمّرُ صفُهُ

ووقفتُ شاعرةً على عاشورهِ

أُصغي لمدٍّ كمْ يُعلّمُ عزفُهُ

روّى جناني بالكرامةَ والإبا

وأُزيلَ عن قلبي المُهشمِ خوفُهُ

هذا البكاءُ الكربلائي الذي

أحيا بي الإنسانَ حقًا لطفُهُ

وتشربتْ روحي المحبةَ وانتشى

موجُ الصَّبابةِ كيف يمكنُ وقفُهُ ؟!

وأنا فتاةُ الطفِ أنبتُ كلما

غُذيتُ عاشوراءَ أورقَ رشفُهُ

ثبتتْ على العشقِ الجميلِ مشاعري

والحبُّ يصعبُ يا عذولي صرفُهُ !!

ومضى قصيدي مُثمرًا بهيامهِ

فالشعرُ يحلو للأحبةِ قطفُهُ

وأنا لغيرِ الحبِّ ما كتبتْ يدي

والحبُّ أروعُ ما يُحَاوَّلُ وصفُهُ

وحسين أثمنُ ما ضممتُ عقيدةً

وحسينُ إلهامٌ يلذكَ غرفُهُ

فردٌ ويلهمُ بالضياءِ مجرةً

هو مُعجزٌ هل في البرايا نصفُهُ ؟!

ألهمتَ أحرارَ الورى وأنا بما

ألهمتني قلبي تصاعدَ لهفُهُ

لمْ استمعْ للومِ صنتُ قصائدي

شعري لغيركَ مستحيلٌ خطفُهُ

ألقيتُ سيلَ هواكَ في وجه المدى

موجًا عليًا ليس يمكنُ جرفُهُ

فأنا العنيدةُ في الغرامِ لأنهُ

حرفي حسينيٌ ويَحرمُ حذفُهُ