المركز الثالث – فئة القصيدة الحديثة: (حينَ يُمطرُ الظمأ) للشاعر حسين الأسدي (العراق – البصرة)

المركز الثالث – فئة القصيدة الحديثة

حينَ يُمطرُ الظمأ

الشاعر حسين أحمد عبدالصمد الأسدي

(العراق – البصرة)

 

الطفُّ مئذنة ٌ ونحرُكَ كبَّرا

    والوقتُ ظلَّ على الجراحِ مُسمَّــرا

من بعضِ جمركَ يولدُ الغيمُ الـــــذي

      سيطوفُ صحراءَ القوافـــي مُمطِرا

ذبحوكَ ثمَّ تفاجأوا يا ســــــــــيدي

    لمّا  نزفتَ بكلِّ عصرٍ مــــــــــــنبرا

هم كلمّا جَمعوا رمـــــــادَ طُغاتِهم

   أرسلتَ عاصــــــــــفةَ الدما فتَبعثرا

هم لحظة ٌعمياءُ تُهزمُ كلمّا

  نظرتْ إليكَ وأنتَ تُوقظُ أدهرا

بدمِ الرضيعِ غسلتَ وجهَ سمــاءِنا

  ورسمتَ فـــوقَ الأفقِ صبحاً أحمرا

خافتَّ بالأنـّــــــــاتِ تَحبسُهُنَّ إذْ

      صلّى إباؤُكَ بالجموعِ ليَجهرا

النهرُ لم يعرفْ سواكَ لماءِه

     معنىً فكلُّ الماءِ غيرُك مُفترى

ظمأُ الصغارِ الحالمينَ يفوحُ منْ
جرحِ الخيامِ وكانَ قلبُـكَ كوثرا

آمالُهم كانتْ تغازلُ قربةً
للآنَ تجري كي تُرتِّــلَ ما جرى

الله يا جســــــــــداً تفجرَّ

   يجمعُ الـــــــقرآنَ والأحكـــامَ

                  حينَ تفجرّا

أمُّ الكـــــــــــتابِ جراحُهُ ودماؤُهُ

  وحيٌ يطـــــــوفُ مبشرا ً أو منذرا

هيَ كربلاؤكَ جنـــــةٌ من تحتِها

    تجري دِمــــــــــــانا والمدامعُ أنهرا

ها أنتَ تغرسُ في الشهيدِ قضيةً

     ليسيرَ فـــــــوقَ مماتهِ نحوَ الذرى

ها أنتَ في طُرُقِ الحقيقةِ

        تســــكــبُ الآلامَ

          تـُــشعلها شموعــا ًللــورى

وتدقُّ بابَ الليلِ

    تمسحُ دمعــــــــــةَ الأيتامِ

       تُطعمُ جَفنهمْ خبزَ الكرى

عشق ٌحرستَ بهِ طفـــولَتنا التي

    عرفتهُ حضنا ًدافــــــــئاً كي تكبُرا

علَّمتَنا أنَّ الممات َ ولادة ٌ

     للثائريـــــــنَ  بهِ نزيدُ تَجَذُّرا

هم يعلمونَ

بأنَّ أصلكَ ثابتٌ في الأرضِ

          لم يسقوكَ كي لا تُثمرا

لكنهم ذبلوا جميعاً

   مثلَ أوراقِ الخريف

        وظل مجدُكَ أخضرا

ذبُلتْ فؤوسُ الموتِ دونَ نخيلهِ

            وتســـاقطتْ جزعا ًوظلَّ مُظفَّــرا