المركز الثالث – فئة القصيدة الكلاسيكية: قصيدة (يا كُلَّ أمتِعَةِ الخُلودِ) للشاعر رسول باقر الشيباوي (العراق – النجف)

المركز الثالث – فئة القصيدة الكلاسيكية

يا كُلَّ أمتِعَةِ الخُلودِ

الشاعر رسول باقر الشيباوي

(العراق – النجف الأشرف)

 

مُذ كُنتَ كُنّا بالسّيوفِ نبوحُ        ويصولُ فينا شاعرٌ مذبوحُ
والجرحُ آيةُ شاعرٍ ضجَّتْ عزيــمتُهُ لأنَّ فؤادَهُ مجروحُ
نبني قصائدَنا ونعلمُ أَنَّها            سُفُنٌ، وكلُّ الآدميّةِ نوحُ
ما زلتَ مائيَّ الحقيقةِ طالَما      تظمَا فماءُ الكونِ منكَ شحيحُ
ما زلتَ تأبى الماءَ علَّ الماءَ يكــــتشفُ الحياةَ فيورِقُ التّسبيحُ
خذْ دمعَ عائلةٍ تراكَ خلودَها     مطرًا بمِسْكِ الصّالحينَ يفوحُ
في المهدِ نبتكرُ الإشارةَ نُدبةً         فَكَفَاكَ مِنْ أطفالِكَ التّلويحُ
هذا، وعِشنا العمرَ نقطِفُ موتَنا    ونُزيِّنُ الموتى، فأنتَ الرّوحُ
لا شابَ رأسُ الأمَّهاتِ لأنّها          بسوادِها تمتازُ حينَ تنوحُ
مرَّتْ سَحابةُ كربلائِكَ لحظةً    ومَضَتْ وفَسَّرَ ما تُريدُ ضريحُ
عِيْساكَ يبكي! فالطّفوفُ نُبُوَّةٌ     مازالَ يُصلَبُ في هَوَاكَ مَسِيحُ
قتلوكَ .. فزَّ الصُّبحُ يسرِقُ لونَكَ الـــدّمَوِيَّ مسرورًا وأنتَ ذبيحُ
لوُضوحِ نحرِكَ في النّهارِ رسالةٌ يُمحَى بها التلميحُ والتصريحُ
خُذْنا لجنَّتِكَ البعيدةِ، كُلُّنا (لبّــــــــــيكَ)، حتّى العادِياتُ تَصيحُ
وهناكَ قلبُكَ يجمعُ الأحرارَ والشّـــــهداءَ والباكينَ فهوفسيحُ
ما بينَ أنصارٍ وأنصارٍ تدورُ الأرضُ خائفةً، فتعصـــفُ ريحُ
يا أيُّهم أنقى وكَفُّكَ غربلَتْ        كلَّ القلوبِ فيصمُتُ التّرجيحُ
يا جذوةَ الإسلامِ بعدَ محمَّدٍ            هذا رمادُكَ مُسندٌ وصحيحُ
يا صبرَ أوتادِ المدينةِ، كلَّما اكتأبَتْ بذكــــــــرِكَ تغتدي وتروحُ
أَوَ كُلَّما فطَمَتْ حليلةٌ ابْنَها              بدأَ الحسينُ بوجنتَيهِ يسيحُ
أَوَ كُلَّما ارتبكَتْ  برأسيَ فِكرةٌ     بِكَ لُذتُ حتّى زانَها التّوضيحُ
ما أجملَ السّفَرَ الحسينيَّ الّذي  يُنسِيْكَ رَهْطَكَ، فالحُسَينُ نزوحُ
يا كُلَّ أمتعةِ الخلودِ، ويا شذا الخَطَــواتِ نَحوالمجدِ وهويلوحُ
في الدّارِ صورتُكَ الشّهيدةُ، والنّدى العَقَدِيُّ ينضَحُ والجِهادُ طموحُ
ماقامَ مِحرابٌ توضَّأَ باسمِكَ الـــــــــــعطشانِ إلَّا أنتَ فيهِ طريحُ
السِّلمُ أنتَ، الحربُ أنتَ، اللّامسافـــةُ، والمسافةُ حيثُ تلكَ السّوحُ
لي أسوةٌ بِدِماكَ، أوِّلْنــــــــــي إذا نفِدَتْ دِمايَ فخاطِري مسفوحُ
سقَطَتْ أساطينُ الطّغاةِ وأنتَ مِنْ بيــداءِ وجدِكَ تُسْتَهامُ صُروحُ