(ارتباكٌ لسنبلةِ البكاءْ)
ذوَتِ الحُروفُ على الشِّفاهِ
وما ذَوَى لِلْحُزْنِ عهدُ
ستَدورُ ساقيةُ الأسى
ما دارَ شوقٌ مُستَبِدُّ
لِنُهدْهِدَ الذِّكرَى فَيورقَ
فِي الضَّميرِ هوىً ووَجدُ
ويفورُ في دَمِنا البُكاءُ
يديرُهُ قلقٌ وسهدٌ
بحِكايةٍ لَمْ يستَطِعْها
فِي فَمِ الأيَّام ِ سَرْدُ
النورُ محتدِمٌ وقَلبُ السّــ
ـبطِ للآمالِ يحدو
ويُعيدُ ترتيبَ الحَيــــــ
ــــــــاةِ بِتضْحِياتٍ لَاتُعدُّ
فيبُلّ روح المُتْعَبينَ
مِنَّ الظَّمَا لِيطِيبَ وِرْدُ
حجٌّ وترويةٌ بِها
في مَشْعَرِ الآجال قَصْدُ
مِنْ خَطْوِهِ انْبَجَسَ الهُدَى
وامْتدّ للتّوحِيدِ مَهدُ
وحَمائمُ الأشْواقِ إثــــ
ــــرَ رحيلهِ بالحزْنِ تشدُو
والكَعْبَةُ الحَوراءُ حَجَّ
لِخِدرِهَا شَرَفٌ ومَجْدُ
حتّى إِذا فرْضُ البُكــ
ـــاءِ أَتمّه ولَهٌ وبُعدُ
راحَت تسائِلُ قلبَها
أيُّ الجراحِ هو الأشدُّ
فَعلَى الفراتِ من الهُدى
عينٌ قد انْطفأتْ وزندُ
والجُودُ في كَتِفِ الِإباءِ
أَصَابَهُ بالسّهمِ حِقْدُ
كلّ الشفاهِ سنابلٌ
كانتْ لقُبْلتِه تُعَدّ
ظَمئِتْ فَسَمّرهَا على
طلَلِ السّقَا ألمٌ ووعدُ
لله نهرُ عذوبةٍ
ما نالهُ في الشوقِ بَردُ
….
أَحرمْتُ في لُجَجِ الأَسَى
جزْرٌ يُسافِرُ بي ومَدُّ
وَمعَ المثلث كم رحلتُ
لصمتِ ذاكرتي أقدّ
جُرحاً فَجُرحاً تخصفُ الـ
آلام بي فَيَضِيعُ رشدُ
ونَشَرْتُ أجْنِحةَ الوِصَالِ
إلى رَبيعِ الطَّفِّ أغدو
حيثُ الحسينُ لنبْضِهِ
لبّتْ ملائكةٌ وجُنْدُ
عَرَفوهُ مَحْضَ عذوبةٍ
فَإذا بِطَعمِ الموتِ شَهْدُ
كانوا يُمَاهونَ النّدى
بِإِبائِهمْ لِيُطِلّ وَرْدُ
سُرعانَ ما انْتَثَروا ومن
جِيدِ البطولةِ خرّ عِقدُ
( لبيكَ ) مِئْذَنةُ الجَمالِ
ونهرُ عِطرٍ لا يُحدُّ
رَحَلوا بأَعبَقِ فكرةٍ
منْها المَفَاخِرُ تُستَمدُّ
لا لمْ يموتوا كَيف يطــــ
ـــــوي الموتُ من يرجوهُ خُلْدُ