اقرأ بِسْمِ الذّبيح

 

 

 

 

 

قد أُوحِيَ الحزنُ المُقدّسُ فاسمعي

آيَ الحسينِِ تنزلتْ في أضلعي

 

هزّتْ حِراءَ القلبِ تُحْكِمُ رزءها

وكأنّ جبريلاً بِهيبتهِ معي

 

( اقرأ /..دعتني كربلاء وأردفت

بِسْمِ الذبيح / .. بلوعةٍ وتفجُّعِ

 

رتِّل كَهَيَعَصَ* بالنشيجِ مُولوِلاً

إن اختصاري موجزٌ بتقطعِ

 

سَبِّحْ نحوراً شاءَ ربّك أن يرى

فيها انكشافاً للخلودِ الأروعِ

 

قُل.. هل أتى ذبحٌ كما في عاشرِ؟

أم هل أتى يومٌ كيومِ المصرعِ ؟

 

أم هل أتاكَ حديث غاشية الردى ؟

وتجدّل الزيتونِ بين البلقعِ

 

والشمس خجلى من رؤوسٍ وهجها

شقّ المجرةَ بالوميضِ الألمعِ )

 

فتلوتُ أصدقَ ما تجلّى  ناصعاً

في لحظةِ الإشراقِ حيثُ تطلُّعي

 

وولجتُ فاتحةَ القصيدِ يرفُّ بي

تأويلُ رؤيايَ التي لم  تُسجعِ

 

كفراشةٍ في دهشةِ الضوءِ.. اشتهتْ

روحي تُحلقُ للمقامِ الأرفعِ

 

تنثالُ ذاكرةُ الجراحِ لِتنتضي

حزناً تناسلَ  كالبياضِ بأجْمَعي

 

مازالَ يومضُ قابَ جفنٍ يلتظي

حتى تبلورَ باذخاً في أدمعي

 

ورقيتُ أستسقي الرُّؤى  مستلهماً

فإذا الطيوفُ همت بوقعٍ مُوجعِ

 

أستنبىءُ الريحَ التي ألْقتْ بما في

صدرها /”هل من معينِ؟” /..بمسمعي

 

وأُصيخُ للماءِ الذي من ذنْبهِ

جُنّت به القطرات.. هامت لا تعي

 

والرملُ ما أدراكَ ما باحت بهِ

الذرات من سرِّ النجومِ الصُّرعِ

 

والنخلُ أومئَ لي يقصُّ حكايةَ

الطفلِ الذي يُسقى بسهمٍ مُترعِ

 

 

وتداركَ الغيمُ الحديثَ متمماً

فتهاطلتْ سِورُ الدماءِ بمطلعي

 

وإذا بِوَحيِّ الطفِّ يغزلُ أحرفي

ضوئيةً بكفوفِ بدرٍ قُطّعِ

 

ويصوغُني لحناً سماويَّ الخُّطا

يمشي  بقافيتي لأعظمِ مُبْدعِ

 

ما اخترتُ عزفَ الشِّعرِ .. بل قد خِيْرَ لي

فحسينُ دوزنني وقيثاري يعي..

 

*كهيعص تُقرا ككلمة واحدة دون تقطيع ”

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *