يزيد ، وهو في الغرفة الخلفية من المسرح ، متكئاً على عرش مهشم الجوانب ، ناظرا الى انعكاس صورته في مرآة في اقصى زاوية الغرفة ، متحدثا عن الحسين بن علي بعد انتهاء المعركة مردداً ، هو :
.
.
لملمتُ أشباه الرجال لأهزمه
فأتوا بآلاف الورود مكممه
.
ومسختُ وعيَ الماء عن ادراكه
ومنعتُ عنه الأمنيات ..لأرغمه
.
لوّنتُ امزجةَ الرمال بفكرة حمراء
مسّتْ وجهه كي ترسمه
.
ووضعتُ في شفة السهام نذالة المعنى
وقد مرت عليه لتلثمه
.
ونثرتُ فوق الماء جرح فراشة
حبلى بذاكرة الرياح المؤلمة
.
كان الزمان مهاجرا
في صدره رجلٌ تفنن في اختيار الاوسمه
.
أنا كلما حاولت أن أدنو ألى عاشوره
أجد الجهات ملغمه
.
انا كلما قطعتُ أحشاء الطريق
لكي يموت بغربة
جاء الندى ليكلمه
.
أنا كلما اُرسي الممات بمقلتيه
أراه يحترف الحياة
لتلهمه
.
لملمت كل الطارئين على الحياة
جعلتهم كوناً
لنبدأ مأتمه
.
أمطرتُ لون ظما على خيماته
وسلختُ من شفة الفرات التمتمه
.
وتركتُه يهبُ الضياء
مخضب بالذكريات، وبالرزايا المحكمه
.
وغرزتُ كفي في العصور مفتشا عن عمره
كي أنتقيه لأقصمه
.
زوّرتُ أوراق الوفاة ،
مسافةالكلمات،
أمكنةَ الشهود ،
المحكمه
.
ووقفتُ محتظرَ الشفاه
بخاطري ضوءٌ
تورد للمنايا مبسمه
.
يلقي بنكهة حلمه في شاطئ الألم المقدس
والأماني المبهمه
.
لا شيء يعبره اليه
سوى دم صلب
وقد ملأ الخلود
ليفطمه
.
لا شيء يمنحه خريطة عودة للما وراء
لكي يعيد الملحمه
.
لا شيء يمنحه الأمان
فكل هذي الأرض تبغي أن تفكك طلسمه
.
ونفخت من روحي عليه لكي يموت فيختفي
كي تستريح الأنظمه
.
شيب النخيل حكاية عن أخر الآتين من رحم الضياء
ليفهمه
بيني وبين الطف ألف سلالة للرفض
باللاء العظيمة مفعمه
.
حاولتُ قتل الله حين قتلته
لكنه
ترك الوجود وجسمّه
.
دُهشت تفاصيل السيوف بجرحه النبوي
إذ هربت له مستسلمه
.
وأراه من خلف انزياحات المكان
يصيح بالعطش اليتيم ليعصمه
.
ويصيح بالنهر الرسول ألـ لم يمر بثغره
ليمر كي يتوسمه
………………………………………
إخلع علي الصبر أن طفولتي آنت
وأبعاد السهام ملثمه
.
أخلع علي الأنبياء
فأنني فردٌ
على قتلي الدروب مصممه
.
خذني لأعطي الأرض سبحة جدتي
وجدار امنيةهوى لأرممه
.
نهري عراقي الضياع
مسافرا في الروح
تختصر الزوارقُ زمزمه
.
نحو الحياة الموت كنت أقوده
ونوافذ الضوء البخيل محطمه
.
الموت مخبول الجهات
يهز وجه الغيم حتى تملأَ الدنيا فمه
.
(أنا لن أموت
فغربة النايات ذاكرتي
ولي بالموغلين بكل نزف توأمه)
* في حال وجود مشاكل في تنسيق النص، يمكنك قراءته في الموقع الإلكتروني: