التَّلُّ .. بِوَصْفِهِ (شَاهِد عيَان)
ناصر زين
(السنابس – البحرين)
بينَ يدي اللهِ .. يَقفُ ( التَّلُّ ) شَاهِدًا وشَهِيْدًا يَحكِيْ عَنْ ( سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ ) و) امْرَأَةٍ / نَهْرٍ( شَايَعَتِ القُرْآنَ قَتِيلًا بِحُرُوفٍ خَطَّهَا الوَجَعُ هَوَادِجَ وَدُمُوعًا وَأحلامًا :
لـ(السُنْبُلاتِ الخُضْرِ) حُلْمٌ فَارعُ
وَفَمُ المَشِيئةِ هَوْدَجٌ
وَ(وَدَائِعُ)
للدَّمْعِ مَنْفَى الرَّاحِلينَ ..
وخَيْمَةٌ تَدنُو إِلى نَحرِ الحُسَينِ ..
تُبَايِعُ
وَطَنٌ مِنَ الوَجعِ الفَتِيِّ
وَلَوْنُهُ يَخْبُو
فَيُوقِدُهُ ( القَتِيلُ النَّاصِعُ ) !!
مُذْ كَانَ كَانَتْ ..
– وَالجِهَاتُ غَرِيْبَةٌ –
نَهْرًا يُسَافِرُ فِيْ الهُدَى ..
وَيُشَايِعُ
هَطَلتْ بِغَيْمَاتِ الكِتَابِ ..
فَشَجَّرَتْ طَفَّ القدَاسَةِ،
وَالنُّحوْرُ شَرَائِعُ
فَتَعَانَقَ الشَّجَرُ المُجَزَّرُ
والسَّمَا
وعِنَاقُ كُلِّ الأَنْبِيَاءِ مَوَاجِعُ
سَارَتْ بِأَنْهَارِ الجَلالِ
فَأَوْمَأَتْ للمُتْعَبينَ ..
« أَيا نَوَارِسُ:
سَارِعُوا !! .. »
هَذِيْ الحَقِيقَةُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُهَا للهِ ..
و( الكَفُّ المُقَطَّعُ ) قَارِعُ !
و( الخُنْصُرُ المَبْتُوْرُ ) يَرسمُ وِجْهَةً للنُّوْقِ،
حَيثُ الدَّربُ مَوْتٌ ضَائِعُ
نَقَشَتْ بلَوْنِ المُسْتَحِيلِ
مَلاحِمًا
والجُرحُ فِيْ نَقشِ المَلاحِمِ بَارِعُ !!
جُرْحٌ يُرَتِّلُهُ الحُسَيْنُ بِكَرْبلا
بَعْثًا جَدِيدًا ..
قَدْ سَقَتْهُ مَصَارِعُ
– هَلْ أَنتِ مُعجِزَةُ الخِيَامِ ؟! ..
– نَبِيَّةٌ ؟! ..
– ( لَوْنٌ حِرَائِيٌ ) ؟! ..
– صَبَاحٌ يَانِعُ ؟!
– أَمْ أَنَّكِ ( البَلَدُ الأَمِينُ )
وخَلْفها ارْتَحَلَتْ مَساجدُ حُزنِهَا
وجَوَامِعُ ؟!
– مَنْ أَنْبَأَ الأَشْلاءَ : « حَجٌّ أَكْبَرٌ هَذا .. »
فَسَالَتْ بالجِرَاحِ ( مَنَافِعُ ) ؟!
– مَنْ صَاحَ بالسِّكِّيْنِ: « لا تَتَقَدَّمِيْ .. »
إِنَّ الحُسَينَ مَعَ المَلائكِ
خَاشِعُ ؟!
قَلَّبْتُ أَسْئِلَةَ النَّهَارِ .. !!
وفَجْأَةً وَقفَتْ عَلَى ( تَلِّ السَّمَاءِ ) ..
تُمَانِعُ !!
وَقفَتْ ..
وتَارِيخُ الدِّمَاءِ مُعَبَّأٌ بالغَيْبِ،
والصَّوْتُ المُقَدَّسُ سَاطِعُ :
« اللهُ فِيْ صَدرِ الحُسَينِ مُؤبَّدٌ
لَنْ يُذْبَحَ اللهُ البَصِيْرُ السَّامِعُ » !!
رَكَضَتْ ..
وخَلْفَ الدَّمْعِ يَرْكُضُ حُلْمُهَا
فَتَعَثَّرَتْ ..
والرَّملُ شِلْوٌ هَاجِعُ
لَمْ أَلْتَفِتْ ..
إِلَّا ( يَسُوْعُ ) مُسَارِعٌ فِي ذَبْحِهِ ..
حَيْثُ الحُسينُ يُسَارِعُ !!
وَدُمُوعُ )سَيِّدَةٍ( تَمدُّ برُوحِها نَحْوَ ( المَسِيْحِ ) ..
وَثَمَّ مُهرٌ رَاجِعُ
وبجَفنِ (زَيْنَبَ) تَسْتَرِيحُ مَلامِحُ القَتْلَى ..
فَتَعبُرُ فِيْ السُّؤالِ فَظَائِعُ !! :
-
« أَمُحَمَّدٌ هَذا ..؟! »
فَصَكَّتْ وَجْهَهَا :
-
« .. هَذا (ذَبِيحُ اللهِ) وهوَ يُنَازِعُ !! .. »