المركز الثاني: ناصر زين (التَّلُّ .. بِوَصْفِهِ شَاهِد عيَان)

التَّلُّ .. بِوَصْفِهِ (شَاهِد عيَان)

 

ناصر زين

(السنابس – البحرين)


بينَ يدي اللهِ .. يَقفُ ( التَّلُّ ) شَاهِدًا وشَهِيْدًا يَحكِيْ عَنْ ( سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ ) و) امْرَأَةٍ / نَهْرٍ( شَايَعَتِ القُرْآنَ قَتِيلًا بِحُرُوفٍ خَطَّهَا الوَجَعُ هَوَادِجَ وَدُمُوعًا وَأحلامًا :

 

لـ(السُنْبُلاتِ الخُضْرِ) حُلْمٌ فَارعُ

وَفَمُ المَشِيئةِ هَوْدَجٌ

وَ(وَدَائِعُ)

للدَّمْعِ مَنْفَى الرَّاحِلينَ ..

وخَيْمَةٌ تَدنُو إِلى نَحرِ الحُسَينِ ..

تُبَايِعُ

وَطَنٌ مِنَ الوَجعِ الفَتِيِّ

وَلَوْنُهُ يَخْبُو

فَيُوقِدُهُ ( القَتِيلُ النَّاصِعُ ) !!

مُذْ كَانَ كَانَتْ ..

–  وَالجِهَاتُ غَرِيْبَةٌ  –

نَهْرًا يُسَافِرُ فِيْ الهُدَى ..

وَيُشَايِعُ

هَطَلتْ بِغَيْمَاتِ الكِتَابِ ..

فَشَجَّرَتْ طَفَّ القدَاسَةِ،

وَالنُّحوْرُ شَرَائِعُ

فَتَعَانَقَ الشَّجَرُ المُجَزَّرُ

والسَّمَا

وعِنَاقُ كُلِّ الأَنْبِيَاءِ مَوَاجِعُ

سَارَتْ بِأَنْهَارِ الجَلالِ

فَأَوْمَأَتْ للمُتْعَبينَ ..

« أَيا نَوَارِسُ:

سَارِعُوا !! .. »

هَذِيْ الحَقِيقَةُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُهَا للهِ ..

و( الكَفُّ المُقَطَّعُ ) قَارِعُ !

و( الخُنْصُرُ المَبْتُوْرُ ) يَرسمُ وِجْهَةً للنُّوْقِ،

حَيثُ الدَّربُ مَوْتٌ ضَائِعُ

نَقَشَتْ بلَوْنِ المُسْتَحِيلِ

مَلاحِمًا

والجُرحُ فِيْ نَقشِ المَلاحِمِ بَارِعُ !!

جُرْحٌ يُرَتِّلُهُ الحُسَيْنُ بِكَرْبلا

بَعْثًا جَدِيدًا ..

قَدْ سَقَتْهُ مَصَارِعُ

–     هَلْ أَنتِ مُعجِزَةُ الخِيَامِ ؟! ..

–     نَبِيَّةٌ ؟! ..

–    ( لَوْنٌ حِرَائِيٌ ) ؟! ..

–    صَبَاحٌ يَانِعُ ؟!

–     أَمْ أَنَّكِ ( البَلَدُ الأَمِينُ )

وخَلْفها ارْتَحَلَتْ مَساجدُ حُزنِهَا

وجَوَامِعُ ؟!

–     مَنْ أَنْبَأَ الأَشْلاءَ : « حَجٌّ أَكْبَرٌ هَذا .. »

فَسَالَتْ بالجِرَاحِ ( مَنَافِعُ ) ؟!

–     مَنْ صَاحَ بالسِّكِّيْنِ: « لا تَتَقَدَّمِيْ .. »

إِنَّ الحُسَينَ مَعَ المَلائكِ

خَاشِعُ ؟!

قَلَّبْتُ أَسْئِلَةَ النَّهَارِ .. !!

وفَجْأَةً وَقفَتْ عَلَى ( تَلِّ السَّمَاءِ ) ..

تُمَانِعُ !!

وَقفَتْ ..

وتَارِيخُ الدِّمَاءِ مُعَبَّأٌ بالغَيْبِ،

والصَّوْتُ المُقَدَّسُ سَاطِعُ :

« اللهُ فِيْ صَدرِ الحُسَينِ مُؤبَّدٌ

لَنْ يُذْبَحَ اللهُ البَصِيْرُ السَّامِعُ » !!

رَكَضَتْ ..

وخَلْفَ الدَّمْعِ يَرْكُضُ حُلْمُهَا

فَتَعَثَّرَتْ ..

والرَّملُ شِلْوٌ هَاجِعُ

لَمْ أَلْتَفِتْ ..

إِلَّا ( يَسُوْعُ ) مُسَارِعٌ فِي ذَبْحِهِ ..

حَيْثُ الحُسينُ يُسَارِعُ !!

وَدُمُوعُ )سَيِّدَةٍ( تَمدُّ برُوحِها نَحْوَ ( المَسِيْحِ ) ..

وَثَمَّ مُهرٌ رَاجِعُ

وبجَفنِ (زَيْنَبَ) تَسْتَرِيحُ مَلامِحُ القَتْلَى ..

فَتَعبُرُ فِيْ السُّؤالِ فَظَائِعُ !! :

  • « أَمُحَمَّدٌ هَذا ..؟! »

فَصَكَّتْ وَجْهَهَا :

  • « .. هَذا (ذَبِيحُ اللهِ) وهوَ يُنَازِعُ !! .. »

وكـ( أُمِّ مُوسَى )

والمَوَاجِعُ وَحْيُها ..

وَرَضِيعُهَا قَدْ غَادَرَتْهُ ( مَرَاضِعُ )

أَلْقَتْ عَلَى كَتِفِ الفُرَاتِ رِسَالَةً

كَتَبتْ: سَيَحملُها الرَّضِيعُ الوَادِعُ !!

وكَأنَّ ( تَابُوتَ السَّكِيْنةِ ) حَامِلٌ وَطَنًا بـ( يَمٍّ) دَاهَمَتهُ طَلائِعُ !

وكَأنَّهُ ( الصِّدِّيقُ )

جَاءَ بِـإِخْوَةٍ

رُدَّتْ إِلَيهِمْ – في الطُفُوْفِ – بَضَائِعُ !

فَدَنَوْتُ ..

حَيْثُ الظَّامِئُونَ،

وَخَيْمَةٌ عَزَفَتْ مُوسِيقَاهَا،

وَلَحْنٌ فَاجِعُ

نَايٌ،

ونِيرَانٌ،

خُيولٌ،

غُربَةٌ،

مَوْتٌ،

صِغَارٌ،

نِسوَةٌ

ومَدَامِعُ

خَطَّتْ بِأَقْلامِ النُّبُوَّةِ مَوْعِدًا ( لِلقَتْلِ )

مُذْ بَرَزَتْ هُنَاكَ ( مَضَاجِعُ )

بِحُرُوْفِهَا الزَّرْقَاءِ تَشْتَعِلُ الرُّؤَى

مَاءً فَمَاءً ..

والإِبَاءُ مَنَابِعُ

تَسْقِيْ الدُّهُورَ ..

تُرَوِّضُ الصَّحْرَاءَ ..

تَحْتَرِفُ العُبُورَ بِجُرْحِهَا ..

وَتُقَارِعُ

وَبِثَغْرِها الكَوْنِيِّ

( طُوْفَانٌ ) مِنَ الكَلِمَاتِ

يَنْمُو سَيْلُهُ المُتَدَافِعُ :

«.. وَلَقَدْ ذَهَبْتَ بِعَارِهَا وشَنَارِهَا.. »

فَتَجَذَّرَتْ – رُغْمَ الخُيُولِ – أَضَالِعُ !!

« لا عَاصِمَ اليَوْمَ .. »

– انْهِمَارُ قِيَامَةٍ –

صَرخَتْ .. !!

ونَحرٌ – كَـ( السَّفِيْنَةِ ) – شَاسِعُ !!

مِنْ لَحظَةِ اللهِ

السَّمَاءُ تَفَجَّرَتْ

وكَأنَّ رَأسَ السِّبْطِ أُفقٌ سَابِعُ !!

لَا الشَّمْسَ تَطْلُعُ ..

وَالرمَاحُ تَكَسَّرَتْ فِي رَأْسِهِ

حَيْثُ الشُّمُوخُ مَطَالِعُ

فَحَفَرْتِ مِنْ كَفِّ الحُسَيْنِ حَضَارَةً أُخْرى

وَإِنْ قُطِعَتْ إِلَيْهِ أَصَابِعُ !!

فَتَقَاطرَ الثُّوَّارُ

حِينَ تَقَاطَرَتْ فِيْ الأَرْضِ ( عَاصِمَةُ الإِلهِ )

تُدَافِعُ

وبِهَوْدَجِ الأَوْطَانِ حَطَّتْ آيَةً

حَمْرَاءَ

رَتَّلَها العِرَاقُ اليَافِعُ :

لَوْلا ( الهَوَادِجُ )

والحُسَينُ

لهُدِّمَتْ بِيَعٌ،

صَلَاةٌ،

مَسْجِدٌ،

وَصَوَامِعُ !!