المركز السابع: إيمان الشاخوري (تجهيز الراية)

المركز السابع:
تجهيز الراية

إيمان الشاخوري (البحرين)


لا يبايعُ مثليَ مثلكَ

فالموقفُ الحرُّ: سعيٌ

وهذي القوافلُ تفهمني

تنتمي للطريقِ المدجّجِ بالصّبرِ

تصنعُ أجنحةً من لغاتِ المواعيدِ

… أجّلتُ موتي

فما أنتَ فاعلهُ؟!

وتعجّلتُ وقتَ الرّجوعِ

القميصُ: عيونًا تُحَدّقُ في الجرحِ

والدّربُ ذئبٌ أليفٌ

رأيتُ بأنّ الجنوحَ إلى جهةِ اللهِ يحتاجُ خيطًا من القلبِ

كنتُ أحلّقُ…

ساعدني ذو الجناحِ على رؤيةِ الحبِّ من جهةِ الماءِ

حرّضني سهمُ حرملةَ الأسديّ على صيدِ عمرٍ طويلٍ منَ الرّمْلِ

أيقظني الدّمُ: رَطْبًا ومعترفًا بالبقاءِ

تحلّقَ حولي الوشيجُ

أنا في طريقي لإطفاء نارِ جهنّمَ

أنفاسُ إبليسَ تلفحني…

فتقولُ العصا: تستطيعُ المآربُ أن تتعلّمَ أولى خطاها من اليدِ

أتركُ كفّي على رسلها… فتجرُّ الحواسَ إلى خنصرٍ يتهجّى الجراحَ

أعودُ إلى سيرةِ الموقفِ الحرِّ: سعيًا حثيثًا

فيُصنَعُ من جرحِ قلبي مسارٌ يلمُّ رضيعًا يرفرفُ

تسّاقطُ السّنواتُ منَ النّحرِ

يأكلها الهدهدُ المتفهّمُ طعم الغيابِ

هل ارتدَّ طرفكَ؟!

هذي الجروحُ مساكننا…

وردةُ الدَّمِ لا تستدلُّ على عطشي بالذبولِ

تعلّمكمْ كيف تكبرُ فوّاحةً بالحياةِ

تعلّمني كيف أُخرِجُ نفسيَ بيضاء من غيرٍ سوءٍ

ترفرفُ رايتها بالقميصِ المخرَّمِ

   تدخلُ فيها الذّئابُ

     تعلّمني فطرةَ الانقضاضِ على الموتِ

       تدفعني لمجابهةِ الطّعنات

         وتحملني فوقها…

راعهم جسدٌ يتهجّى الدّماءَ

فردّوا عليهِ بخيلٍ لها خبرةُ المومياءِ

       ولو تُرِكَ الذّئبُ… نامَ!

أرى لغةَ النّارِ تأكلُ أصواتهم

وتوضّحني: «لا أبايعُ.»

حُرًّا ومنتصرًا… لا أزالُ

أسلُّ الجهاتِ إذا سقطتْ طفلةٌ

مرّرَ القاتلونَ لبعضهم البعضِ ثورةَ قَتْلى تواصلُ دورتها حولَ أيّامهم:

رايةً تشرحُ الانتصارَ

وتختصرُ الوقتَ في ساعةٍ لا تزالُ تدقُّ

ولا يهتدي القاتلونَ لإيقافها