المركز السادس: ناصر زين (عروج بجناح فطرس)

المركز السادس:

عروج بجناح فطرس

ناصر زين (البحرين)


ها هُوَ (عَتِيقُ الحُسينِ) يُحلَّقُ بجَناحٍ سَماويٍ نحوَ لَوحةِ المَلَكُوت، حاملاً لَونيَ الأرضي، حيثُ السّبطُ يُولدُ مِنْ جَديدٍ قُرآنًا مَذبُوحًا بطُفوفِ العُرُوج

____________

يَمْنحُ الرِّيحَ وَجْهَها ..

لِيَطِيرا

يَحملُ الرَّأسَ (جَنَّةً وحَرِيرا)

يَحضنُ النَّزفَ لَوْحةً،

وخِيَامٌ لَوَّنَتْ بالشُّمُوخِ هَذا المَصِيْرا

لائذًا لائذًا بوَردٍ رَسُولٍ  ..

وخُيْولُ الرَّدى تَدُوسُ العُطُورا

أَنْبأَ الخَيْلَ  .. :

« أَنَّ وَحيًا سَيَأتِيْ بجُسُومٍ سَتَسْتَحِيلُ غَدِيرا »

يَقرأُ الرَّمْلَ بَسْمَلاتٍ،

ورَبٌّ يُنزِلُ النَّحرَ أَنْبيَاءً

ونُوْرا

هَيَّأَ (الطَّفَّ) جِبْرَئيلٌ لِيومٍ

يُولَدُ السِّبطُ مُصْحَفًا

و(زَبُوْرا)

والتِّلاوَاتُ (فُطْرُسٌ) ..

وبُكاءٌ

بخُطَى (زَينَبٍ) يَجدُّ المَسِيْرا

حَيثُ رَكبُ الحُسينِ يَمْشِيْ

فَتَمْشِيْ خَلْفهُ الأَرضُ

أَنْهُرًا..

وبُحُورا

(مَكَّةٌ) غَيْمَةٌ

سَتَخْطُو بدَمْعِ اللَّهِ

فِيْ خَطْوِهِ تَرُشُّ الهَجِيْرا

المَنايا تَسِيرُ خَلْفَ المَرَايا  ..

والمَرَايا تَفِيضُ ضَوءًا أَسِيرا

لمْ يَكنْ في القِفَارِ إِلا حَكايَا المَاءِ

تِروِيْ بهِ الِكتَابَ العَفِيرا :

 -أينَ أينَ الحُسَينُ؟!

 *بَعثٌ جَدِيدٌ !!

 -والجِراحَاتُ؟!

 *سَوفَ تُبديْ النُّشُورا

في يَدِ الغَيْبِ (أحمدٌ) قد تَجلَّى لحُسينٍ

جَنائنًا وقُصُوْرا

قَبَّلَ العَرشُ نَحرَهُ مَلكُوْتًا ..

حَيثُ ضَمَّ الإِلَهُ (طِفلاً صَغِيْرا)

« سَوفُ آتِيهِ في جَناحِ المَنَافيْ   «

قَالَ للرِّيْحِ ..

ثُمَّ شَقَّ الدُّهُورا

 – فُطْرُسٌ:

كربلاءُ .. أينَ الهَدَايا؟!

 * الحُسينُ:

دَمٌ يَفتُّ الصُّخُورا   !!

 – فُطْرُسٌ:

ثَمَّ شَمْعَةٌ واحتِراقٌ

 * الحُسينُ:

استَدِرْ، لِتَلْقَى الحَبُورا

فَاسْتَدَارَ الزَّمَانُ

والنَّحرُ وَردٌ ..

والمَدى خِنْجرٌ يَجزُّ الجُذُورا

والسُّؤالُ العَبُوسُ: هَلْ حَانَ يَومٌ .. ؟!!

قِيلَ: هَذا ..

ولَمْ يَزلْ قَمْطَرِيرا !!

يَظمأُ النَّهرُ

والحُسَينُ انْهِمَارٌ ..

فَيُحِيْلُ الظَّما شَرابًا طَهُورا

لَمْ يَكنْ في البَيَاضِ إِلّا نَبيًّا

يُجبرُ الكسْرَ  ..

والزَّمانَ الكسِيْرا

يَنفخُ الطِّينَ  ..

يَخلُقُ الجُرحَ طَيرًا

فَتَلُمُّ السَّماءُ مِنْهُ الطُّيُورا

فالحُسَينُ (المَسِيحُ) يُحييْ زَمانًا

مَيِّتًا

سَحَّ عَتمَةً وقُبُوْرا !!!

عَطَّرَ المَوتَ  ..

أَنَّقَ الذَّبحَ حَقلاً

فَانْبَرى الحَقلُ يَستَعِيْدُ الزُّهُورا

و(عَتِيقُ الحُسينِ) ظِلٌ بَصِيرٌ

يَحرثُ الضَّوءَ والفُراتَ الضَّرِيرا

بكُفُوفٍ

مَقطُوعةٍ

بفُراتٍ

يَبذرُ العِشقَ ..

ثُمُّ يَجْني النُّحُورا

فَنُحُورٌ سَنابِلٌ،

وإِلهٌ قالَ فِيها: « تِجارةٌ لنْ تَبُوْرا »

هَا أنا

والصَّدَى

ومَسْرى دُمُوعٍ

نَحوَ رَمْلِ الهُدَى نَمدُّ الجُسُوْرا

جِئتُ للنَّهرِ قِربَةً

عنَّدما سَالتْ جِراحُ السَّمَا

بُذورًا بُذورًا

فاغْتَرَفْتُ الحَياةَ ثَغْرًا

و(عَينًا)

فَجَّرُوْهَا – بأَسْهُمٍ – تَفجِيرا !!

يَعبرُ السَّهمُ

حَيثُ رَبٌّ بِصَدرٍ ..

يَجْعَلُ القَلبَ (بَيْتَهُ المَعمُورا)

يَعبرُ السَّهمُ

نَحوَ ظَهْرِ السَّمَاواتِ انتِشَاءً  ..

فَمَنْ يَصُدُّ العُبُورا؟!

خَيمَةُ اللَّهِ في انتِظارٍ لمُهْرٍ

يَحملُ الشَّمسَ

والنَّهارَ الجَسُوْرا

ها هوَ المُهرُ

أُمَّةٌ مِنْ صَهِيلٍ

حِينَ عَزَّ النَّصِيْرُ

كانَ النَّصِيرا

والحُسينُ السَّلامُ

تَوْقِيتُ حَشْرٍ

يَمْنعُ الأَرضَ – بالدِّما – أَنْ تَمُوْرا

قَلَّبَ الوَقتَ أَضْلُعًا وإِبَاءً

كُلَّمَا تَنهَشُ الرِّمَاحُ الصُّدُوْرا

رَأسُهُ حِينَ فَصْلهِ كَانَ حَرفًا

أَرَّخَ الكوْنَ كُلَّهُ

والعُصُوْرا

حَرَّضَ (المَاءَ) سُوْرةً

فَتَشظّى الصَّمْتُ صَوتًا ..

وفَوَّرَ (التَّنْورا) !!

مُسْتَحِيلاً ..

مَرَافئًا   ..

شُهَداءً ..

هَكذا حَشَّدَ الظَّمَا و(الخُدُوْرا)

يا لرَأسِ الحُسَينِ

طَافَ الصَّحَارَى

ثَائرًا – يُشعِلُ الدُّنا – وأَمِيرَا

نَازِفًا  ..

يَكتُبُ التُّرَابَ انْتِفَاضًا

وحُرُوفًا تَمَرَّدَتْ ..

وسُطُورا

مَوطِنًا مِوطِنًا

كِتَابًا كِتَابًا ..

لَقَّنَ المَوْتَ نَهْضَةً

لَيَثُوْرا

فَيُسَمِّيْهِ: مَوْلِدًا واشْتِعالاً

ويُلَقِّيْهِ نَضْرَةً وسُرُوْرا  !!!