|
|
مِثلَ اليتامى بَذرتُ الحُزنَ في رئَتي
|
|
وأَترعَ الصبرُ مِنِّي كلَّ سُنبلةِ
|
|
ولم تزل شَفرةُ الأيامِ تحصُدُ في
|
|
حَقلِ المراثي التي قد خَضَّرَت شَفَتي
|
|
آتٍ مِن الموتِ، نايُ الريحِ يبعثني
|
|
ولستُ مِن حينها حيًا، ولم أمُتِ
|
|
عَقرتُ ناقةَ تصريحي ولُذتُ على
|
|
ذعري إلى ظلِّ إيماءٍ وتوريةِ
|
|
فوثبةُ الخطبِ قد جازت بلوعتِها
|
|
أقصى سَلالمِ جرحٍ في مُخيِّلتي
|
|
وسَحنةُ (العشرُ) قد ألقت حقائبَها
|
|
مِلءَ الفجائعِ في أرجاءِ ذاكرتي
|
|
فذا حسينٌ تحوكُ الطفُّ غربتَهُ
|
|
بخيطِ غدرٍ وأحقادٍ مُعتَّقةِ
|
|
أنصارُهُ أشرقوا من فرطِ ما اشتعلوا
|
|
في عِشقِهم، ورقوا معراجَ أُمنِيةِ
|
|
تسابقوا للمنايا كي تُحرِّرَهم
|
|
مِن الترابِ لغاياتٍ مُبتَّلَةِ
|
|
ودثَّروا الطفَّ أرواحًا مُحلِّقةً
|
|
إلى الجلالِ، وفازوا بعد مَقتَلَةِ
|
|
فرفرفت في البلاءِ الرحبِ واعيةٌ
|
|
من المُحاصَرِ في صحراءِ حَنجَرةِ
|
|
تُسائلُ الريحَ: هل مِن ناصرٍ؟! ولهُ
|
|
تعودُ خجلى وحيرى دون أجوبةِ
|
|
فَسَلَّ من صدرهِ صَمصامَ حُجَّتهِ
|
|
وسار للبطشِ في خَيْلٍ من العِظَةِ
|
|
وحيلةُ الليلِ تأبى للشقاوةِ أن
|
|
لا تملأ الأفقَ من دمِّ ابنِ فاطمةِ
|
|
فأقبل السبطُ يروي الدينَ من دمهِ
|
|
شذا الخلودِ بأحشاءٍ مُفتَّتةِ
|
|
وأسرجَ النفسَ قربانًا تُقدِّمُهُ
|
|
حرارةُ العشقِ في حَمدٍ وحوقلةِ
|
|
شدَّ الحميةَ في يمناهُ وارتجزت
|
|
صولاتُهُ (أحمدًا) في لُجَّةِ العَنَتِ
|
|
على الضلالةِ يهوي سيفُهُ قدَرًا
|
|
بكفِّ عزريلَ للنارِ المُسعَّرةِ
|
|
نورًا رسولًا تجلَّى بين عِتمَتِهم
|
|
وكلما حاصروهُ اشتدَّ في السَّعةِ
|
|
أين الرجالُ؟ تناديهم أَرومَتُهُ
|
|
وما هنالكَ مِن ظلٍّ لِمَرجَلةِ
|
|
تكاثروا حولهُ جوعى لِمظلمةٍ
|
|
تذوي مِن الرعبِ منها كلُّ مَظلمةِ
|
|
فما ارعوى لهمُ سيفٌ ولا عَمَدٌ
|
|
عن الصعودِ على الذاتِ المُطهَّرةِ
|
|
وما تورَّع مِن نَبلٍ ولا حَجَرٍ
|
|
ولا سِنانٍ -على القرآنِ – مُنفَلِتِ
|
|
كلُّ الجراحاتِ نحو الغيبِ قد عَرَجت
|
|
إلى العدالةِ تشكو قوسَ حرملةِ
|
|
فقد سقى نحرَ طفلِ العرشِ، ثم رَمى
|
|
قلبَ السماواتِ بالسهمِ المُثلَّثةِ
|
|
|
*****
|
وها أتيتُ أُمنِّي النصَّ ملحمةً
|
|
كم فطَّرت من أساها مُهجةَ اللغةِ
|
|
أُلقي على ضفةِ الأوجاعِ أسئلةً
|
|
عطشى فترجع لي أشلاءَ أسئلةِ
|
|
وأرقُبُ الذعرَ يُعطي للجهاتِ يدًا
|
|
وأرصُدُ الموتَ يجري دونما جِهةِ
|
|
وأُبصِرُ اليُتمَ أقدامًا مُهروِلةً
|
|
بذلِّها، نحو أحلامٍ مُهروِلةِ
|
|
وألمحُ الثكلَ يهوي بالخدورِ ولا
|
|
يُبقي سواهُ ملاذًا للمُخدَّرةِ
|
|
هُنا وعودٌ ونَظْرَاتٌ مُقطَّعةٌ
|
|
إربًا فإربًا لآمالٍ مُقطَّعةِ
|
|
هنا التراب ُسماءٌ، والنِسا شُهُبٌ
|
|
سَطعنَ مِن بين أقمارٍ مُبضَّعَةِ
|
|
وسِرنَ بالفتحِ في رأسٍ بلا جسدٍ
|
|
وذاكَ أصعب ُ دورٍ (للمُيسَّرةِ)
|
|
مَضينَ يشرَحنَ نصرًا في الخلودِ ثوى
|
|
مَتنًا ذبيحًا على أوصالِ حاشيةِ
|
|
|
|
|
|
|