قراءة في مؤشرات الرصد الإحصائي لنصوص شاعر الحسين (15)

قراءة في مؤشرات الرصد الإحصائي لنصوص شاعر الحسين (15)

مسابقة شاعر الحسين – جعفر المدحوب:

أظهرت البيانات الكمية، المستقاة من إضبارة الرصد الإحصائي السنوي للنصوص المشاركة في النسخة الخامسة عشرة من مسابقة شاعر الحسين (1445 / 2023)، عدداً من المؤشرات والإيماضات الأولية فيما يخصّ الاتجاهات الإطارية للقصائد الحسينية موضوع الرصد.

المؤشر الأول يتمثل في استمرار زخم المشاركة بعدد (129) قصيدة حسينية، وإذا أخذنا في الاعتبار إلغاء فئة (القصيدة الموكبية) هذا العام؛ فإنّ الكم النسبي موازٍ ومقارب للسنوات الماضية.

من ناحية الانتشار الجغرافي، جاءت قصائد هذا العام من 7 دول عربية وإسلامية، وهو نصف تعداد العام الماضي الذي استقبلت المسابقة فيه نصوصاً من 14 دولة، إذ يلاحظ خلوّ قائمة هذا العام من شعراء: (الكويت، الإمارات، سوريا، الأردن، فلسطين، السودان، الجزائر)، وعلى الرغم من أنّ مشاركات هؤلاء كانت بواقع قصيدة واحدة لكل دولة على الأغلب، إلا أنّ غيابها هذا العام لافت لنظر المتابع.

أمّا نمط توزُّع النصوص المشاركة بين الدول؛ فيؤكد استمرارية الطابع الدولي للمسابقة، إذ وردت أغلب النصوص من خارج البحرين التي جاء شعراؤها – بطبيعة الحال – في الصدارة بنسبة 42%، يليهم شعراء العراق بنسبة 32%، ثمّ السعودية بنسبة 16%، ولبنان بنسبة 7%.

يجدر التنويه إلى أنّ المسابقة تستقبل نصوصاً من دول أوربية وأفريقية ومن استراليا، لكنها تصنفها حسب جنسية الشاعر الأصلية، فالشاعر العراقي المقيم في السويد – على سبيل المثال – يُدرَج نصه ضمن قصائد العراق.

في سياق متصل، تبدو المشاركات ضمن فئتي القصيدة الحديثة (66 نصاً) والقصيدة الكلاسيكية (63 نصاً) متقاربةً أيضاً عددياً، مع ميل نسبي أعلى إلى النص الحديث.

والواقع أنّ الفصل التصنيفيّ بين الفئتين يواجه معضلاتٍ فنيةً، فأغلب القصائد المصنفة كلاسيكيةً مشوبة بشعرية جديدة، وتكسوها غلالة من المعجم اللغوي وأساليب التعبير والتصوير الحديثة من جهة، فيما يمزج السواد الأعظم من النصوص الحديثة بين سمات المدرستين الرومانسية والكلاسيكية من جهة ثانية؛ الأمر الذي يجعل من التصنيف المذكور شكلياً وتحكمياً أكثر منه فنياً وموضوعياً.

الملاحظة السابقة تؤشر بوضوح إلى أنّ القصيدة الحسينية المعاصرة مازالت تتأرجح في منطقة قلقة ورجراجة بين قيم الحداثة الفنية وتغلغل الموروث البلاغي والشعري.

وعلى الرغم من الصعود النسبي للتمثيل النسوي من 10% العام الماضي إلى 14% هذا العام، مازال حضور الشواعر (الشاعرات) في القصيدة الحسينية متواضعاً وخجولاً، علماً بأنه بلغ في بعض السنوات قرابة الربع، وهي مساحة غير مرضية إجمالاً.

غنيٌّ عن البيان أنّ الهيمنة الذكورية على النص الحسينيّ من حيث الكمّ لا تعني بالضرورة وجود تفاوت جنوسيّ من حيث الجودة الفنية، فقد نجحت الشاعرة الحسينية في ولوج القوائم القصيرة للقصائد المتأهلة، واقتنصت لقب (شاعر الحسين) في غيرِ نسخة، آخرها العام الماضي حين تبوّأت الشاعرة السعودية تهاني الصبيح المركز الأول في فئة القصيدة الحديثة.

ومن حيث الشكل الشعري، يواصل نموذج القصيدة العمودية اكتساحه ساحة النصّ الحسينيّ بنسبة 91%. مع قصيدة نثر يتيمة، وعدد لا يتجاوز 6 قصائد مبنية على النسق التفعيلي (الحرّ)، الأمر الذي يكرّس نموذجاً تقليدياً طاغياً في موسيقى الإطار الإيقاعي للقصيدة الحسينية، ويكبح جماح المغامرة والتجريب في شكلها الشعري، خصوصاً إذا أخذنا في عين الاعتبار أنّ عدد النصوص التي قدّمت مزيجاً إيقاعياً لم يتجاوز 4 نصوص هذا العام، ثلاثة منها مزجت بين نمطي التفعيلة والنثر، وواحد بين التفعيلة والعمود.

إنّ تراجع عدد نصوص التفعيلة والنثر من جانب، وانكماش جرأتها على التجريب في بنيتها الموسيقية من جانب موازٍ، مثير لانتباه الراصد الفنّي بشدّة.

وإذا انتقلنا للأبحر العروضية التي وُظِّفَت هذا العام، وجدنا أنّ شعراء القصيدة الحسينية قد طرقوا 8 بحور خليلية فقط، أي نصف مروحة العروض الفراهيدي العربي، وبُنِي ما نسبته 42% منها على البحر الكامل، 22% على البحر البسيط، 16% على البحر الطويل؛ أي إنّ 80% منها قد تركزت في 3 بحور شعرية فقط، والبقية متوزعة على 5 أبحر فقط من أصل 16 بحراً عروضياً متاحاً.

وإذا تغلغلنا أكثر، وجدنا أنّ 97% من هذه النصوص اختارت نسق البحر التام، وجاءت 3 نصوص على أبحر مجزوءة، مع اختفاء صور الإيقاع المشطور أو المنهوك. حلقة الخيارات الإيقاعية تضيق بشدة حول عنق القصيدة الحسينية.

ويبدو أنّ  الأبحر الطويلة مازالت تمثل الخيار الأثير للشاعر الحسيني بما تمتلك من اتساع وعمق ومساحة هائلة للتعبير، بما يتلاءم مع أغراض الرثاء والمدح والحماسة المرتبطة بمضامين النص الحسيني.

وتكاد تتوازن توجهات الشعراء الحسينيين إزاء الأبحر الصافية والممزوجة، حيث نُسِجَت 53% من قصائدهم على أبحر صافية، مقابل 47% على أبحر ممزوجة.

ولعلّ الأبحر الصافية، كالكامل والمتقارب، تتيح للشاعر توغلاً أعمق، فيما تمنح الأبحر ممزوجة التفعيلة، كالطويل والبسيط، طاقة حركية أكبر للنصّ، ولحسن الحظ جمعت القصيدة الحسينية بين البُعدين.

إنّ اختيار البحر الشعريّ وانتقاء سماته هو تصرّف فني غير واعٍ في أغلب الأحيان، وتتحكم فيه ذاكرة الإيقاع العميقة لدى الشاعر. والشاعر الحسيني مشدود بقوة إلى موارد ذاكرته الشعرية.

ولعل توافر بيانات مماثلة عن القوافي (حروف الرويّ) ستصب في مجرى النهر نفسه، فقد برهنت الأرقام المرصودة طوال عقد ونصف من عمر المسابقة، على أنّ أكثر القوافي تواتراً هي (الباء، والميم، والراء، والدال، واللام). ويتراوح الانتقاء بين القوافي المطلقة والمقيدة.

ما الذي تعنيه القراءات السابقة بالنسبة للراصد الفني؟

إنّ الشاعر الحسيني مازال يراوح داخل دوائر السمات والخصائص الإيقاعية والفنية التي قدّمها له السياق الشعري العربي الأوسع، إذ إنّ نتائج هذا الرصد لا تختلف كثيراً عمّا رصدته الدراسات الأكاديمية المتخصّصة للسمات الإيقاعية في الشعر العربي القديم منذ نماذجه الجاهلية حتى العصر العباسيّ المتأخّر.

إلى جانب ذلك، ثمّة نزعة تزداد خجلاً ومواربةً في هامش المتن الشعري الحسيني، مازالت تفتّش عن نص مغاير ومختلف، منفتحةً في ذلك على أفق إبداعي جديد.

والواقع أنّ التحليل الكمّي السابق لن يكون مكتملاً ما لم ترفده دراسات نقدية معمّقة، تغوص في بنى اللغة والأسلوب والصورة والإيقاع وحقول الدلالة، وهي مهمة نعوّل في إنجازها على أقلامنا النقدية المبدعة.


رصد إحصائي

أرقام من مسابقة شاعر الحسين الخامسة عشرة (1445هـ / 2023م)


إحصائية بعدد القصائد المشاركة في المسابقة منذ انطلاقها

المسابقة

عدد المشاركين

الأولى (2008)

63

الثانية (2009)

82

الثالثة (2010)

100

الرابعة (2011)

97

الخامسة (2012)

57

السادسة (2013)

94

السابعة (2014)

82

الثامنة (2015)

90

التاسعة (2016)

146

العاشرة (2017)

131

الحادية عشرة (2018م)

124

الثانية عشرة (2019م)

139

الثالثة عشرة (2021م)

127

الرابعة عشرة (2022م)

187

الخامسة عشرة (2023م)

129

المجموع =

1639


عدد ونسب المشاركين بحسب الدولة

 

الدولة

فئة القصيدة الحديثة

فئة القصيدة الكلاسيكية

العدد الإجمالي

النسبة

1

البحرين

26

27

53

41%

2

السعودية

9

11

20

16%

3

سلطنة عمان

1

1

2

2%

4

العراق

23

18

41

32%

5

لبنان

5

4

9

7%

6

مصر

0

1

1

1%

7

إيران

2

1

3

2%

%

66

63

129

51%

49%

 


نسبة المشاركين من الذكور والإناث

الفئة

ذكور

إناث

القصيدة الحديثة

54

12

القصيدة الكلاسيكة

57

6

مجموع

111

18

%

86%

14%


توزيع القصائد من حيث الشكل الشعري

الفئة

شعر عمودي

شعر تفعيلة

قصيدة نثر

مزيج

القصيدة الحديثة

55

6

1

4

القصيدة الكلاسيكة

63

مجموع

118

6

1

4

%

91%

5%

1%

3%


توزيع القصائد من حيث إيقاع الوزن (الأبحر العروضية)

البحر العروضي

نوعه

(صافي/ممزوج)

التكرار

تام

مجزوء

مجموع

1.

الكامل

صافي

47

2

49

2.

البسيط

ممزوج

26

26

3.

الطويل

ممزوج

19

19

4.

الخفيف

ممزوج

5

5

5.

المتقارب

صافي

9

9

6.

الوافر

ممزوج

4

4

7.

السريع

ممزوج

1

1

8.

الرمل

صافي

3

1

4

المجموع

114

3

117


رصد إحصائي: جعفر علي المدحوب

(24 أغسطس / آب 2023م)

129 قصيدة تتنافس على لقب (شاعر الحسين) بفئتي القصيدة الحديثة والتراثية

المهرجان الختامي في ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٣:

129 قصيدة تتنافس على لقب (شاعر الحسين) بفئتي القصيدة الحديثة والتراثية

أعلنت اللجنة المنظمة لمسابقة شاعر الحسين عن إغلاق باب قبول النصوص المشاركة في موسمها الخامس عشر بعد تلقي 129 قصيدة في فئتي المسابقة: 66 نصاً في فئة القصيدة الحديثة، و 63 نصاً في فئة القصيدة التراثية.

 

في هذا السياق، صرّح الأستاذ عبدالهادي الصفار رئيس اللجنة المنظمة بأن لجنة الفرز الأولي المعنية بالسلامة اللغوية والعروضية قد أنهت أعمالها بإجازة 112 قصيدة، وتم إحالة النصوص المجازة إلى لجنتي التحكيم الأدبي اللتين تتألفان من نقاد أكاديميين ومختصين من داخل مملكة البحرين وخارجها.

 

وسوف تعلن النتائج النهائية في المهرجان الختامي الذي سوف يعقد في تاريخ ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٣م حيث سيلقي الثلاثة المتأهلون من كل فئة نصوصهم الفائزة قبل إعلان النتائج.

 

وكشف الصفار بأنّ المسابقة، وضمن مشروعها الدؤوب في نشر وإتاحة نصوص الأدب الحسيني، ستطلق ٣ أجزاء إضافية من (ديوان شاعر الحسين) ليضاف إلى الجزئين الصادرين في العام الماضي، وتضم الأجزاء المذكورة زهاء ألف قصيدة حسينية مجازة مشاركة في المسابقة منذ انطلاقها في العام ٢٠٠٨م لغاية ٢٠١٧م، على أن يتم نشر النصوص للأعوام التالية في العام المقبل حسب خطة مشروع النشر، وتتوافر نسخ إلكترونية مجانية إلى جانب الطبع الورقي.

 

وضمن ذات المشروع، سوف يتم إطلاق كتاب (ملحمة الطف للدمستاني: شرح وتعليق) لمؤلفه الدكتور عبدعلي محمد حبيل، ويتناول الكتاب القصيدة المعروفة ب(أحرم الحجاج) تناولاً لغوياً وبلاغياً وشرحاً لمضامين الرباعيات الشعرية بلغة سلسة واضحة تناسب القارئ العادي.

 

وعلى هامش المهرجان، تحتفي منصة المهرجان الختامي للمسابقة هذا العام بنموذجين شعريّين وخطابيّين تميّزا باللغة الشعرية السلسة والمؤثرة، وبالابتكار في الأطوار الحسينية، أحدهما شخصية رجالية من قرية باربار هي الخطيب والشاعر الحسيني الملا صالح بن أحمد العليوات البارباري، والأخرى نسائية من قرية سماهيج هي الشاعرة والملاية السيدة زهراء أحمد عبدالله، صاحبة ديواني (أم الأطياب: مراثي وجلوات).

 

يذكر أن مسابقة شاعر الحسين قد انطلقت من مأتم أنصار الحق (بلاد القديم / البحرين) في العام 2008م، وتختص بالقصيدة الحسينية بأبعادها الرثائية والإحيائية، وتمنح المسابقة الفائزين ثلاث جوائز مالية لكل فئة تبلغ قيمتها (1500، 1000، 500) دولار على التوالي.

 

@alhussainpoet

((شاعر الحسين) يحتفي بالبارباري شاعر الردّاديات .. والسماهيجية صاحبة مراثي (أم الأطياب)

تكريم الشاعرين الملا صالح العليوات البارباري والملاية زهراء أحمد:

(شاعر الحسين) يحتفي بالبارباري شاعر الردّاديات .. والسماهيجية صاحبة مراثي وجلوات (أم الأطياب)

 

شاعر الحسين – بلاد القديم:

استمراراً لما دأبت عليه اللجنة المنظمة لمسابقة شاعر الحسين سنويًا في تكريم كوكبة الشعراء الذين يغرف إبداعهم من روح قصيدة الرثاء الحسيني البحراني الأصيل، تحتفي منصة المهرجان الختامي للمسابقة هذا العام (1445 / 2023) بنموذجين شعريّين وخطابيّين تميّزا باللغة الشعرية السلسة والمؤثرة، وبالابتكار في الأطوار الحسينية، أحدهما شخصية رجالية من قرية باربار، والأخرى نسائية من قرية سماهيج.


(1) الشاعر والخطيب الحسيني / الملا صالح العليوات البارباري

أما الشخصية الرجالية فهي الخطيب والشاعر الحسيني الملا صالح بن أحمد بن علي بن حسين العليوات البارباري، ولد بقرية باربار، وتلقى تعليمه في المدارس النظامية، ونهل العلوم الدينية والعربية وفن الخطابة على يد المرحوم الشيخ علي بن أحمد البارباري.

استقل بنفسه في الخطابة وهو ذو 18 سنة، وهو يعدّ الآن من خطباء البحرين المعروفين والمبتكرين للأطوار الحسينية.

نظم البارباري الشعر باللسانين (الدارج، والفصيح) في مدح أهل البيت (ع) ورثائهم، وهو ممن كتبوا الأبوذية بالفصحى، وبرز تميّزه الإبداعي في ردّات مواليد أهل البيت (ع، أما مراثيه فتغوص بحرارة في التفاصيل الأليمة لواقعة كربلاء بأسلوب شجيّ مؤثر ينفذ إلى القلوب ويأخذ بمجامعها.

نموذج من شعره:

 موت الجواد
—————
نوحي يازهرة / وسجبي العبرة
مات الجواد بغربته
ليتش تشوفي حالته
نوحي يازهرة / نوحي يازهرة
—————-
نوحي يا زهرة اعلى الذي (في الغربة مسموم)
بعده شباب وما تهنىّ (ومات محروم)
ليتچ تشوفي حالته (يالفاقدة اليوم)
مقصوف عمره / الله يصبره
مات الجواد بغربته
ليتچ تشوفي حالته
نوحي يا زهرة / نوحي يازهرة
————
يا ام الحسن مات الولد (موتة فجيعة)
مات العمد يا ام الحسن (محيي الشريعة)
وفي وين راح المرتضى (وراحت الشيعة)
مقصوف عمره / الله يصبره
مات الجواد بغربته
ليتچ تشوفي حالته
نوحي يا زهرة / نوحي يازهرة
————-
والله عجب دهر الخنا (هدّم البنيان)
أخلى يا زهرة بيوتكم (واغلق البيبان)
محد بقى يا ام الحسن (من آل عدنان)
مقصوف عمره / الله يصبره
مات الجواد بغربته
ليچ تشوفي حالته
نوحي يا زهرة / نوحي يازهرة
————-
يا ام الحسن حتى النبي (كِرهوا انبعاثه)
والموت بالسم والذبح (صاير وراثة)
ومثل الولد لحسين ظل (مرمي ثلاثة)
مقصوف عمره / الله يصبره
مات الجواد بغربته
ليتچ تشوفي حالته
نوحي يا زهرة / نوحي يازهرة
———-
يا ام الحسن مات الولد (في بلد غربة)
يا حسرتي ببيته بقى (والحالة صعبة)
والله انضربتي بفجعته ( يازهرا ضربة)
مقصوف عمره / الله يصبره
مات الجواد بغربته
ليتچ تشوفي حالته
نوحي يا زهرة / نوحي يازهرة
————
وحشة يبنت المصطفى (للولد وحشة)
مرمي ثلاثة وللأسف (ما شالوا نعشه)
بس الولي الهادي عليه(مندهش دهشة)
مقصوف عمره / الله يصبره
مات الجواد بغربته
ليتچ تشوفي حالته
نوحي يا زهرة / نوحي يازهرة
—————
حزني على ولادچ قضوا (يالهاشمية)
شقي القبر يا فاطمة و (حطّي عزية)
ونوحي عليهم بالشجى (صبح ومسية)
مقصوف عمره / الله يصبره
مات الجواد بغربته
ليتچ تشوفي حالته
نوحي يزهرة / نوحي يزهرة
————-
جروح الولد يا فاطمة (صعبة وثقيلة)
حيث العدو بأولادكم (يشفي غليله)
غربة وفقد وسجون (واجسادٍ نحيله)
مقصوف عمره / الله يصبره
مات الجواد بعربته
ليتچ تشوفي حالته
نوحي يازهرة / نوحي يا زهرة


(2) الشاعرة والراثية الحسينية: زهراء أحمد عبدالله

وأما الشخصية النسوية فهي السيدة زهراء أحمد عبدالله، ملاية (راثية) وشاعرة حسينية، من مواليد قرية سماهيج. بعد إنهاء دراستها الثانوية بتفوق التحقت بمركز دار الزهراء لتلقي المعارف الدينية. وبعده في مركز السيدة سكينة للتعليم المستمر لدراسة الفقه والتفسير حيث درست على يدَي الأستاذة والملاية الفاضلة مراتب، وأتقنت أصول الخطابة على يديها.

كتبت شعر الرثاء والمواليد للمناسبات الدينية، ولديها مشاركات عديدة في الخطابة الحسينية والعرافة وإلقاء القصائد، نالت المركز الأول في مسابقة إلقاء القصيدة بمركز دار الزهراء، ولها إصداران شعريان بعنوان (أم الأطياب: مراثي وجلوات)؛ الأول عام ٢٠١٦م، والثاني عام ٢٠٢٠م.

 

انطلاق النسخة الخامسة عشرة من (شاعر الحسين) بفئتين: القصيدة التراثية والحديثة

ماتم أنصار الحق – بلاد القديم:

انطلق الموسم الخامس عشر لمسابقة شاعر الحسين التي ينظمها مأتم أنصار الحق بالبلاد القديم (البحرين)، وذلك عبر فتح باب تلقي النصوص المشاركة في فئتين إبداعيتين: القصيدة التراثية، والقصيدة الحديثة، حتى تاريخ 31 يوليو / تموز 2023م.

وفي تصريح له، أوضح رئيس اللجنة المنظمة الأستاذ عبدالهادي الصفار أنّ بإمكان الشعراء من الجنسين المشاركة بنص واحد في كلّ فئة، شرط استيفاء الشروط الفنية والشكلية المحددة، على أن تدور مضامين النصّ في فلك الشعر الحسينيّ وقضية عاشوراء، مهيباً بالشعراء الراغبين في المشاركة إرسال مشاركاتهم إلى البريد الإلكتروني: alhussain.poet@hotmail.com

وكشف الصفار أن الموسم الجديد سيكون حافلاً بالإصدارات الموازية، حيث ستصدر ثلاثة أجزاء مطبوعة وإلكترونية من (ديوان شاعر الحسين) توثّق مئات النصوص المشاركة في السنوات (2013 – 2017م)، لتضاف إلى الجزئين الصادرين العام الماضي للسنوات (2008 – 2012م)، في استمرار لمشروع توثيقي ضخم يطمح إلى توثيق زهاء 1200 قصيدة حسينية معاصرة.

في السياق ذاته، تصدر المسابقة كتاب (ملحمة الطف للدمستاني) الذي يقدم فيه الدكتور عبدعلي حبيل شرحاً واضحاً بلغة سلسة لمفردات ومضامين الملحمة الشعرية الخالدة المعروفة بـ(أحرم الحجاج)، إلى جانب التحليل البلاغي واللغوي، ويمهّد لها بدراسة فنية وافية حول سيرة الشاعر الشيخ حسن الدمستاني الذي عاش خلال الفترة (1111- 1181 هـ) الموافق (1699 – 1767م)، مع بيان العوامل المؤثرة في شخصيته الشعرية.

وعلى هامش المهرجان الختامي المقرر إقامته في تاريخ 15 سبتمبر / أيلول 2023م، سيتم تكريم إحدى الشخصيات الأدبية الفذة، كما سيتم استضافة شخصية شعرية في مشاركة شرفية.

يذكر أن مسابقة شاعر الحسين قد انطلقت في العام 2008م، وتختص بالقصيدة الحسينية بأبعادها الرثائية والإحيائية، وتمنح المسابقة الفائزين ثلاث جوائز مالية لكل فئة تبلغ قيمتها (1500، 1000، 500) دولار على التوالي.

🚩 لمتابعة أخبار المسابقة يمكنكم تحميل تطبيق (شاعر الحسين) الإلكتروني🚩

تطبيق Apple‏ https://appsto.re/bh/ZcA44.i

تطبيق Androidhttps://play.google.com/store/apps/details?id=com.huspoet.app

🚩 حسابات المسابقة في مواقع التواصل 🚩

الموقع الرسمي لمسابقة شاعر الحسينhttp://alhussainpoet.com/إنستغرامhttp://instagram.com/alhussainpoetتويترhttp://twitter.com/alhussainpoetيوتيوبhttp://youtube.com/alhussainpoetفيسبوكHttp://facebook.com/alhussainpoet

مطعم الأمير يحتفي بأمراء الكلام

مطعم الأمير يحتفي بأمراء الكلام

شاعر الحسين في ضيافة الأمير

أقام مطعم الأمير مأدبة العشاء السنوية التكريمية على شرف شعراء مسابقة شاعر الحسين وأعضاء لجان التحكيم واللجنة المنظمة، وذلك مساء يوم الأحد 5 مارس / آذار 2023م، وذلك في منطقة الواجهة البحرية (مشروع سعادة) قرب جسر المحرق. حضر المأدبة لفيفٌ من الشعراء والنقاد والإداريين وأعضاء فرق العمل.

في البداية، رحّب الرادود الحسيني الحاج عبدالأمير البلادي والحاج حسن عبدالجبار ميرزا بالسادة الحضور مشيدَين بالمسار المتقدّم الذي اختطّته هذه الفعالية الإبداعية المتميزة التي تخطّت حدود الإقليم حاملة راية الحسين (ع).

من جانبه، أعرب كلٌّ من الأستاذ عبدالهادي الصفار رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة، والسيد سعيد الموسوي رئيس مجلس الإدارة الأسبق لمأتم أنصار الحق، عن اعتزازهما العميق بالشراكة المتينة التي تربط المسابقة الشعرية بالمطعم ضمن شبكة شركائها الاستراتيجيين.

نجيعُ الحسين … شعر الدكتور حسين يحيى

نجيعُ الحسين

حروف مهداة إلى مسابقة شاعر الحسين

شعر: الدكتور حسين يحيى

عضو لجنة تحكيم فئة القصيدة الحديثة (رابعة الشمس)


إلى حيث تبدو البلادُ القديمُطريقًا الى العشق ..يممتُ مسرى نجيعِ الحسين..تمثّلَ ليْ الدّربُ طْهر التفاتٍ.. وضوعَ انثيالاتِ وجدِ فراتٍ..تطرزه مهجةُ العاشقين..فما أن خلعت نعاليعلى عتبات مقام التّجليوأوغلت خطْوًا منيفًا ..بواديْ انسكابِ الحنين..وما إن تلبّث قلبي رويدًاليُسرجَ عشّاقُ درب الشّهادةِ..صهوةَ ما تبتغيه جيادُالقصائدِ في الخافقين..تمثلتُ “رابعة الشّمس”..أورادَ شهرٍ.. حزينٍ..أهلّ على مهجة الوالهينْ..أيا “نقشَ” عشقٍ تدلّىعلى طرْف بوابة الملكوت..يُعالقُ أرواحنا بالأنين..ببوحِ الشّجا وندى الطهرأفئدة العشق تهوي الىجمعنا الرّحبِ..أنداءَ ماءٍ ..وريحانَ طينْ..تلفتَ بدرٌ أطلّ علىبوح أحزاننا المترعاتبدمع القوافي ..ليوقظ فينا مرائي السنين..ويُترعَ أرواحنا بطيوبالقطاف الأثيل أبا ناصرٍ..دام نهرُ المروءات فينا..معينا ودمت أيا لُجّةَ..الشّعر في الخالدين..

المركز الثالث (القصيدة التراثية): طرفُ الشجا (زهراء الشوكان)

طرفُ الشجا

زهراء عبدالله الشوكان

(تاروت – القطيف – السعودية)

(إلقاء الشاعر عقيل شوكان)

أنأى فيفتتحُ الشجا لي طرفُهُ

ويقدمُ الأوجاعَ تترى رشفُهُ

ما زالَ يخلقُ طَعمَهُ في خاطري

شجوًا ويملؤني عيونًا طيفُهُ

فأخطُ ما يهمي على سمعي وما

يُمليهِ في هذا المحرمِ حرفُهُ

ويميلُ بي لونًا قتيلًا شاحبًا

يمتدُّ بالأشجانِ ليلًا نزفُهُ

ما زلتُ أرسمهُ تفيضُ جروحهُ

ويصوغني بشرًا جديدًا ذرفُهُ

مازالَ يَغْمُرني فَيُسقطني الشجا

حزنٌ عظيمٌ كمْ تمنعَ وصفُهُ

خطَّ الشجونَ على الفؤادِ بكربهِ

وأثارَ دمعي إذ تراءى طفُهُ

طفٌ ولجتْ لهُ ، فأبحرَ داخلي

جدرانهُ روحي ، الملائكُ سقفُهُ

أبصرتُ نورَ الغيبِ خلفَ زجاجهِ

وكأنَ عباسًا تُلَوّحُ كفُهُ

أمشي اقتفاءَ الحقِ في يدهِ فهل

إلا لواهُ مُشرئبٌ عصفُهُ

أمشي وخلفي أنبياءُ مدامعي

تمشي لقلبٍ قد تواترَ نزفُهُ

فهنا همتْ دررٌ لآلِ محمدٍ

وهنا هوى منهُ اللواءُ وسيفُهُ

وهنا أقامَ اللطفَ يمسكُ بالدنا

كيما يجللها العَطَايا عطفُهُ

في عرشِ ربي مستقرٌ سرهُ

لغزُ توارى للقيامةِ كشفُهُ

في وجههِ كمْ منْ نبيٍ مُرسلٍ

وأمانُ فِتيتهِ الحيارى كهفُهُ

ولهُ نفرُّ إذا تعاظمَ كربنا

يُجْلَى بهِ الهمُّ المخيفُ ووجفُهُ

قمرٌ تمسكتْ السماءُ بحُسنهِ

أبكى جواها في محرمِ خسفُهُ

منها سمعتُ الحزنَ أما شكلهُ

نزفُ القداسةِ كيف يمكنُ شفُهُ ؟!

أنا بين أضلاعي مقيمٌ ذكرهُ

والرأسُ والشيبُ الخضيبُ وحتفُهُ

بعيونهِ ألفُ افتقادٍ هدّني

وجعٌ يبعثرني شظايًا عنفُهُ

جمّعتني من ذارياتِ جمالهِ

فغدوتُ أبهى ما يُعمّرُ صفُهُ

ووقفتُ شاعرةً على عاشورهِ

أُصغي لمدٍّ كمْ يُعلّمُ عزفُهُ

روّى جناني بالكرامةَ والإبا

وأُزيلَ عن قلبي المُهشمِ خوفُهُ

هذا البكاءُ الكربلائي الذي

أحيا بي الإنسانَ حقًا لطفُهُ

وتشربتْ روحي المحبةَ وانتشى

موجُ الصَّبابةِ كيف يمكنُ وقفُهُ ؟!

وأنا فتاةُ الطفِ أنبتُ كلما

غُذيتُ عاشوراءَ أورقَ رشفُهُ

ثبتتْ على العشقِ الجميلِ مشاعري

والحبُّ يصعبُ يا عذولي صرفُهُ !!

ومضى قصيدي مُثمرًا بهيامهِ

فالشعرُ يحلو للأحبةِ قطفُهُ

وأنا لغيرِ الحبِّ ما كتبتْ يدي

والحبُّ أروعُ ما يُحَاوَّلُ وصفُهُ

وحسين أثمنُ ما ضممتُ عقيدةً

وحسينُ إلهامٌ يلذكَ غرفُهُ

فردٌ ويلهمُ بالضياءِ مجرةً

هو مُعجزٌ هل في البرايا نصفُهُ ؟!

ألهمتَ أحرارَ الورى وأنا بما

ألهمتني قلبي تصاعدَ لهفُهُ

لمْ استمعْ للومِ صنتُ قصائدي

شعري لغيركَ مستحيلٌ خطفُهُ

ألقيتُ سيلَ هواكَ في وجه المدى

موجًا عليًا ليس يمكنُ جرفُهُ

فأنا العنيدةُ في الغرامِ لأنهُ

حرفي حسينيٌ ويَحرمُ حذفُهُ

المركز الثاني (القصيدة التراثية): رواية الطفّ (باسم الحسناوي)

رواية الطفّ

باسم عبد الحسين راهي الماضي الحسناوي
(النجف الأشرف – العراق)

تقولُ الرِّوايةُ: ساروا وخَفّوا

وكانَ الدَّليلَ معَ الرَّكْبِ حَتْفُ

تقولُ الرِّوايةُ: إنَّ النجومَ

بكَتْ حينَها وهيَ للمَوْتِ تَهْفو

على أنَّهم كانَ حَجْمُ السَّعادةِ

أكْبَرَ ممّا يُهَدِّدُ زَحْفُ

وساروا وهم ينْشدونَ القَصائدَ

فيما تَمايلَ نَخْلٌ وسَعْفُ

وكم قد رَأَوْا من نَهارٍ يَسيلُ

وكم قد رَأَوا من ظَلامٍ يَجِفُّ

وكم أثْلَجَتْ صَدْرَ أحْزانِهم

مواويلُهُمْ وَهْيَ عِشْقٌ وَلَهْفُ

وكانوا يسيرونَ والقَوْمُ صَرْعى

وأجْسادُهُمْ كالزُّجاجِ تَشِفُّ

ومن خلفِ هذا الزُّجاجِ الشَّفيفِ

أرواحُهُم عن سنىً لا تكفُّ

وكاللهِ حبّاً وكاللهِ حِلْماً

تُقطَّعُ أجْسادُهُم وهْيَ تَعْفو

***

تقولُ الرِّوايةُ: نِصْفُ الطَّريقِ

حماماتُهُمْ والصَّوارِمُ نِصْفُ

وحتى الصَّوارِمُ كانت حمائمَهُمْ

في الفَضاءِ البَعيدِ تَرِفُّ

وإذْ قَطَعوا نِصْفَ هذا الطَّريق

تدلّى عَلَيْهِم من العَرْشِ طَفُّ

وكانَ جميلَ المحيّا كحورِ

الجنانِ، وكانَ نقيّاً يعِفُّ

وأسْماءُ ربِّكَ كانت وشاحاً

لهُ، فهْوَ فَوْقَ السَّماواتِ سَقْفُ

يكبِّرُ ربَّ الوجودِ بكلِّ

الحروفِ، ويبقى هنالِكَ حَرْفُ

يكبِّرُ كلُّ الوجودِ بهِ الطفَّ

ثمَّ على كَتِفِ الدَّمْعِ يَغْفو

***

تقولُ الرِّوايةُ: سبعينَ كانوا

وسبعينَ ألفاً، فَشَخْصٌ وألْفُ

لقد كانَ عِشْقاً بحَجْمِ السَّماءِ

وكانَ المدى بالرَّدى يَسْتَخِفُّ

وأغْرَبُ ما كانَ أنَّ الرَّدى

ذاقَ طَعْمَ الرَّدى وَهْوَ رمْحٌ وسَيْفُ

فما كانَ أغْباهُ حينَ يناوِرُ

ظنَّ لهُ النَّصْرَ في الحَرْبِ يَصْفو

فما هيَ إلا السُّوَيعات، من بَعْدِها

المَوْتُ ماتَ وفي النَّفْسِ عَصْفُ

قضى نَحْبَهُ المَوْتُ، ما سارَ خلفَ

جَنازتِهِ من رعاياهُ جِلْفُ

وعاشَ الألى كلُّ شَخْصٍ بألفٍ

لهم في الدَّقيقةِ عُمْرٌ وضِعْفُ

***

تقولُ الرِّوايةُ: ما كانَ فَقْرٌ

وما كانَ ظُلْمٌ وما كانَ عَسْفُ

يكونونَ كهفَ الفقيرِ الذي سيمَ

خَسْفاً، فما ضاقَ بالنّاسِ كَهْفُ

منائرُهُم عَلَمُ اللهِ في الأرْضِ

تَرْفَعُهُ لأَبي الفَضْلِ كَفُّ

المركز الأول (القصيدة التراثية): وأَهَلَّ شهـرُ الوالِهين (أحمد الخميس)

وأَهَـلَّ شهـرُ الوالِهيـن

أحمد محمد الخميس

(القطيف – السعودية)

لاحَت بأشجَان …..

الأسَى ذِكـراكَا

وأَطَلَّ مِنْ أَلَـمِ ….

الجِراحِ أسَـاكَا

وافَى هِلالُك …..

شاحِبـاً مُتَكَدِّراً

وكأنَّـهُ في …..

أُفْقِـهِ يَنعَـاكَا !!

عاشُورُ أقبلَ …..

واستَهلَّ بِحُزنِهِ

وأَخَـالُ طَـهَ …..

قائِمَـاً بِعَـزَاكَا !!

ذِكراكَ عَادت …..

كي تَهُزَّ ضَمَائِراً

مَاتَت فأحيَاهـا …..

نَجِيـعُ دِمَـاكَا !!

والعِشقُ أُجِّجَ …..

مُذْ أَهَلَّ هِلالُـهُ

والقلبُ رَفَّ ….

مُحَلِّقَـاً لذُراكَا

عَادت جُموعُ …..

العاشقِين لكربلا

والشَّوقُ يَحدُوها ….

إلى لُقيَـاكَا

تهليلُهـا نَبضُ …..

القُلوبِ، ودأبهـا

تَرتيـلُ جُرحكَ …..

واقتِباسُ ضِيَاكَا

تَرنُـو إلى حَجِّ ……

الطُّفوفِ عيونُهـا

مِنْ كُلِّ فَجٍّ …..

يَمَّمَـت مَثوَاكَا

مِيقاتُـها حيثُ …..

ارتَمَيتَ مُجَدَّلاً !!

وطوافُهـا سبعاً

بِقُدْسِ ثَـرَاكَا !!

مَولاي مُذ حَلُّوا ….

هناكَ وأحرَمُـوا …..

أَلفَيتُ قلبـي …..

قبلهم لَبَّـاكَا  !!

مازَال جُرحكَ ……

في الضَّمائر نازفاً

وفمُ الحقيقةِ ……

للزَّمَـانِ حَكَـاكَا !!

والشِّعرُ أنبتَ مِن …..

أسَاكَ قَوافِيَـاً

حمراءَ تَقطُـرُ ……

مِن وَريدِ إِبَـاكَا !!

عَادت جِراحُـكَ …..

والإباءُ نجيعُهـا

تَحكي انتصارَكَ ….

وانكِسـارَ عِدَاكَا !!

يَنسَابُ صوتُك …..

للضَّمَائِـرِ هَـادِراً

فإذا الزَّمَـانُ ….

يُعِيدُ رجعَ صَدَاكَا :

” إيَّاكَ أَنْ تَرضَى …..

الحيَـاةَ بذِلَّـةٍ

أو أن تَبيـعَ …..

لغاشِمٍ دُنيَـاكَا !!

عِشْ سَيِّداً مهما …..

بُلِيتَ  وشامِخَـاً

أو مُتْ عزيـزاً …..

في سَبيلِ عُـلاَكَا

فالعَيشُ بيـن …..

الظَّالمين هُوَ الرَّدى

والمَوتُ في عِـزٍّ …..

بـهِ مَحيَـاكَا “

ألفَيتَ دِينَ ….

مُحمَّدٍ في مِحنَـةٍ

لَـمْ يَشتكِ ……

مِمَّـا بـهِ لـسِوَاكَا !!

عَاثَت بـهِ أيدي …..

الطُغَـاةِ وأسرَفَت

لَـمْ يَستقِمْ ……

إلاَّ على أشـلاكَا !!

كَادت أُمَيَّـةُ أنْ …..

تَهُـدَّ أصولَـهُ

لَـمْ يُحيِهِ إلاَّ …..

نَجِيـعُ دِمَـاكَا

عاشُورُ وافَى …..

قُمْ ووَاسِ أحمَداً

وانصُب على …..

رُزءِ الحُسينِ عَزاكَا

وانثُر دمُوعَكَ …..

في المُصِيبةِ مُعوِلاً

واقدَحْ زنادَ …..

الحُزنِ في أحشَاكَا

وانعَ ابنَ فاطمةٍ ……

بِقَلـبٍ والِـهٍ

قد ذَابَ حُزناً …..

في اشتِعالِ أسَـاكَا

واذكرهُ في يوم …..

الطُّفـوفِ مُجَدَّلاً

ظامِـي الفُؤادِ …..

إذا رَويتَ ظَمَـاكَا

واذكُر خِيامَ الآلِ ……

لمَّـا أُحرِقَت

والسَّبيَ والتَّنكيلَ …..

إن أشجَـاكَا

واذكر شبابَـاً …..

كالكواكِبِ صُرِّعوا

وهَووا كما تَهوي …..

نجُـومُ سَمَـاكَا  !!

راحُوا يَخطُّون …..

الوَفاءَ مَلاحِمَـاً

بِدمِ الكرامَـةِ …..

كي يَرُفَّ لِوَاكَا

عَاشُورُ هَـلْ ……

مازِلتَ فِينا جَذوةً ؟

أمْ في الشَّقـا ….

عِشنا بِلا معنَـاكَا ؟

عُدْ كالنَّمِيـرِ وفي …..

الضَّمائِـر هَـادِراً

لا نَرتقِـي إلاَّ …..

إذا عِشنَـاكَا  !!

عَاشُورُ قد عَاثَت ….

أصابِـعُ فِتنَـةٍ

عمياء كَادَت أن …..

تُمِيـتَ هُدَاكَا  !!

عَاشُورُ هذي …..

كربلائُكَ حيَّـةٌ …..

فِينـا وهَاتِيـكَ ……

الدِّمَـاءُ دِمَـاكَا

يا جُرحُ أوجِعِنـا …..

وأَرِّقَ جَفننـا

إن سَاومَتنا في …..

الحيَـاةِ عِدَاكَا

هُزَّ الضَّمائِرَ إن …..

غَفَت أو سَاوَمت

وانـزفْ فليسَ ….

يَهُزُّهـا إِلاَّكَا  !!

المركز الثالث (القصيدة الحديثة): خَالقُ الأسماء (إبراهيم بوشفيع)

خَالقُ الأسماء

إبراهيم محمد بوشفيع

(الأحساء – السعودية)

بِاسمِ الطفوفِ أقمتُ فرضَ رِثائي

ورفعتُ (نعيًا) من صَدَى آبائي

وقبضتُ من أثرِ الخيام.. نثرتُهُ

كحلاً بعينِ الشمسِ والجوزاءِ

وبعثتُ قمصانَ الحنينِ قوافلاً

تَحدو بأشواقي ولحنِ بُكائي

فلرُبَّما ارتدَّتْ بصيرةُ عاشقٍ

فرأى الحقيقةَ بعد طولِ عَمَاءِ

سأظلُّ أبكي كربلاءَ لأرتدي

بصري، ولن تَبْيَضَّ عينُ ولائي

أبكي وأبكي، تلكَ ثورةُ مُهجتي

في وجهِ من رقصوا على أشلائي

هذي الدموعُ مِن النبيِّ معينها

صُهرت شموسًا في مسيلِ ضياء

سأظلُّ أحملها بجرّة مقلتي

لتشعَّ في (قارورةِ الزهراءِ)

***

أنَّى التفتُّ إلى الحسينِ وجدتني

أرنو إلى أقصى الخلودِ النَّائي

وإذا تصفَّحْتُ الملاحِمَ كلَّها

فالطفُّ تبقى مصحفَ الأدباءِ

ما كنتُ (هومر) حين شيّدَ حالِمًا

أمجادَ (أوديسيوس) من إِيحاءِ

(إلياذتي) مِن كربلاءَ رويتُها

نبأً تصدّرَ أصدقَ الأنباءِ

مِن جمرِها أطلقتُ كُلَّ فراشةٍ

غضبًا يُعيدُ قِيامةَ العَنْقَاءِ

أفردتُ أجنحتي على جَبَل الإبا

وعرجتُ بـ(العباسِ) ألفَ سماءِ

(طروادتي) خِيَمُ النِّساءِ.. وقد هَوتْ

بخديعةِ النيرانِ في البيداءِ

وإذا شربتُ مصابَها ذقتُ الشجى

ونسيتُ طعم البؤس في (البؤساء)

***

سافرتُ منّي للحسينِ مهاجرًا

ما عُدتُ منه إلى وراءِ ورائي

هي لحظةٌ تكفي لأُبعثَ بعدَها

حيًّا جديدًا ليس كالأحياء

خَلقًا ترابيًّا أُذيبَ أديمُهُ

بدموعِ عاشوراءَ لا بالماءِ

عيناهُ جمرٌ من حرائقِ كربلا

رئتاهُ حزنُ معابدٍ خرْساءِ

يندكُّ في طُورِ الحسينِ وُجودُهُ

ويسيلُ معنىً في فمِ العرفاءِ

شيءٌ ولا شيءٌ أمامَ حسينِهِ

واسمٌ هوى من صفحةِ الشهداءِ

***

يا عاشقَ الباكينَ أو معشوقَهُمْ

أفنيتَهُمْ بهواكَ أيَّ فناءِ!!

باعوكَ أعيُنَهم وجمرَ صدورِهمْ

فحملتَها في رحلةِ الإسراءِ

وزَّعتَ هاتيكَ الدموعَ مُبارِكًا

خَلقَ النجومِ وشُعلةَ الأنواءِ

كُنَّا هباءً في دهور غيابنا

فجمعتَنا في سلَّةِ الكُرماءِ

أكبرتُ شأنكَ لستَ محضَ روايةٍ

تُحكى فتُبكى يومَ عاشوراءِ

أنتَ المكانُ.. فكلُّ أرضٍ كربلا

أنتَ الزمانُ، ومنطقُ الأشياءِ

***

نحنُ الذين على الطريقِ تساقطوا

جثثًا بوجهِ عواصفٍ هوجاءِ

فسقيتنا ماء الحياة، ولم تزل

تهبُ الخلودَ بكفِّكَ البيضاءِ

من نحن؟ أجسادٌ بغيرِ ملامحٍ

وبلا هواكَ دُمىً بِلا أسماءِ

برؤاك تُشعلُ في القصيدةِ ثورةً

حتى تُنزِّهَ (سورة الشعراءِ)

كي تغسلَ الأشعارَ مِن إذعانِها

وتعيدَها للثورةِ الحمراءِ

قد جئتَ باسمكَ فاتحًا كلماتِنا

فإذا الحروفُ مدائنٌ مِنْ (لاءِ)

نطقتْ جراحُك بالبلاغةِ كلِّها

ودِماكَ آخرُ خُطبةٍ عصماءِ

***