اركض بعمرك

أنفقتَ عمركَ؛ لم تروِ الدِما نهمَكْ

فكيف عضك ذاك الجرحُ والتهمَكْ

وكيف معولُكَ المأزوم حين سعى

في هدم أول أسوار المدى هدمك

ما أفصح الجرح؛ مذ فاضت مشاعره

على مسامع آفاق الدنا لجمك

شتمت دهرا؛ ولكن حينما نطقتْ

بعضُ الجراح لَماماً؛ ما وَجدتَ فمك

اركض بعمركَ فاض الجرح لا جبلٌ

تأوي إليه ولا سدٌ به عَصَمَك

الآن يبرؤ شمرٌ من علاقته

حتى إذا طفتَ في أحلامه شتَمك

يا راضع القطرات الحمر هل شَرَقت

بالطفِّ روحك؛ ليت الظلم قد فطمك

الطفُّ تحتك أرضٌ غير خاملةٍ

فلِمْ وضعت على زلزالها قدمك؟

ولِمْ تخيَّرتَ نجماً كابن فاطمةٍ

حتى تصب (إلى) علياءه نِقمك

ولِمْ تأملت أن تلقاهُ منهزما

في حين؛ خُنصرُه المبتور قد هزمك

*****

الشمس وجنتُه البيضاء ما ارتفعت

إلا لتكشفَ من فوق القنا ظُلَمَك

وما حطمت على البيداء أضلعهُ

لكنَّهُ بين سِنْدان الإبا حطمك

وعاد إيقونة حمراء واندثرت

كل الحوافر لما جاورت رِممك

وعاد فينا وُجودا ليس نعدمه

وبتَّ أنت تُربي في المدى عدمك

وعادَ أجملَ تمثالٍ، فجِدْ أحداً

حتى يُرمِّمَ في أوحاله صنمك

******

هنا رسمتُ حسيناً عاد ممتطياً
مُهر الفداءِ فماذا ظنَّ من رسمَكْ

لا زالَ ألفُ شقيٍّ حاقدٍ نتنٍ
يعود يرفعُ في أنحائنا عَلمكْ

ما هزَّ أخيلتي ريبٌ فأنت هنا
في عرق كل دنيءٍ قد حقنتَ دمَكْ

لستَ البريء فلا تشجُبْ لتخدعَنا
لازلتَ أظْهرَ مِنْ أن نفتري تُهمَكْ

إن كنتَ تجهلُ فتواك التي سلفتْ
فألف ألفُ (ابنِ سعْدٍ) بيننا فهمكْ

****

الطف يا صاحب المرعى الوبيئ على

رأس الطغاة عصاً فاهشُشْ بها غنمك

موشومةٌ في رؤى الأحرار من ألقٍ

وأنت أي ظلام بائسٍ وشمك

لا زال طيفُ حسينٍ في بسالته

كالرعب يعبر في أصحابه حُلُمك

مزمَّلون من الأنوار؛ قد لزموا

هذا السنا، وانتهى للليل من لزمك

يمشون في لهوات الموت ما عبئوا

أنى نصبت إلى أجسادهم لُغُمَكْ

هم عذبوك من الإشراق؛ حين هووا

حتى تخفف في إطفائهم ألمك

وغاب عنك بأن القتل يشعلهم

نورا إذا شعَّ في مرماك ما رحمك

****

آبوا إلى (كوثر) العطشان واغترفوا

من الكفوف التي قد ضيَّقتْ نَسَمك

الرافضون؛ من العباس شيمتهم

في الأرض يعلو صدى لاءاتهم نعمك

هم الحماة، حسينيون؛ لو نطقوا

سمعتَ هيهاتَهم قد فجرت صممك

لو وُزعوا في لظى الإسفلت ما وهنوا

ولو صببت على أرواحهم حممك

فخرَّ من خرَّ منهم موقدا يدُهُ

في الدرب؛ تفضح في إشراقها عَتَمك

فاركض فثمة جرحٌ فاتحٌ فمُهُ

لازالَ؛ إن عض في أذيالك التهمك

 

الصائحة

هجرتُ التصابي والـخـردَ
ومشي الهوينى تثنى علينا
وحـمـر الليالي ونظمُ التسالي
وغنجٌ ودلٌّ وبالطرف نجلٌ
وخِلٌّ أنيس وخصر لميس
يطوف والبابنا حولَه
تنازع احداقَنا جيدُه
ترينا الليالي في خصلها
بطرفٍ تـحور من فطرةٍ
وثغرٍ تبسم فيه الاقاح
نصوعا سطوعا فلو أطفأوا
تعض عليه لُـمـا احمرا
إذا ضحكت اخذتنا الظنون
سوى أنـها تستبيح الوصال
فما الصبُّ من سكرات الهوى
ولو بُعثت عندها الانبياء
وكان النديم إماما لنا
وكان الزمان ينيل الأمانَ
رثاء أبي الفضل

وكأسا إذا ما امتلى ازبدَ
بقد كما نشتهي قُددَ
فريدا من الدر قد نُضِّدَ
يلاحق عيني مستقصدا
تأزر لكنه ما ارتدى
إذا لاح مسْتَطرَفا أغيدا
بعقدٍ تلألأ فوق الثِّدا
وصبحُ المحيا يرينا الغدَ
طبيعته هكذا أثـمدا
يكاد من الريق أن يُوردَ
سراجا بجانبه اتقدَ
يقارب في لونه الأسودَ
الى الحور لا طيف بل مشهدا
وتلك تحب بأن تُـفْـرَدَ
يفيق إذا باللظى هُدِّدَ
لتزجر عاشقها ما اهتدى
ودكةُ صهبائه مسجدا
وكنا نـمدُّ إليه يدا
العباس (عليه السلام )

إلى أن سمعنا بناعي الحسين
يرددُ يا كربلا كالسهام
وينشدُ شعرا فجيع الرثاء
فقمنا إليه بدمعٍ سخين
وقلنا أيا خامرا بالهوى
وكان يـمرُّ على شاطئٍ
كأنه جاء إلى العلقمي
وفيه بقايا من العنفوان
ولا ندري قبل اقتحام الورود
وكان مهيبا برغم الجراح
وما حجب الدمُ عنه الجمال
يقول بأنه أبكى النخيل
وكاد الفراتُ يقوم إليه
تـحـسر كيف رمى ماءه
بغير كفوف فكفٌ هنا
ويبدو بأنه كان يدور
ومـخـه كان يسيل دما
ولـم يبقَ سيفٌ نقيعُ الذحول
وسرُّ انتشار السهام عليه
ويبدو بأنه لـما هوى
ألا تنظرون خياما هناك
فهذا المسجى عمادٌ لها
ولـما اُصيبَ بـحـدِّ العمود
وفيها عطاشا قد انتدبوه
وواعدهم بالرِّوى أو يموت
فكانت ولادتُه من هنا
وسورةُ والعصرِ اسم أخيه
ولكنه مذ رآه صريع
هوى ركنُه وانـحـنى ظهرُه
وصيحتُه من حشا اخته
أوا كافلاه أوا ضيعتاه

رثاء علي

وطافتْ بنا راحلاتُ القريض
على جسدٍ لا يليقُ الثرى
من الكفر محضا إذا ما تراه
أهذا نبيٌّ أهذا وصي
أيوسف هذا من البئر جاء
ولكن هذا يفوقُ لذاك
فليس له غيره من شبيه
توحد في صومعات الجلال
فدعْ للعيان سراحَ الخيال
وكان بنا عجبٌ حائرٌ
أما كان أولى بهذا الفتى
فما له ملتَفِعا بالتراب
أليس لهذا الغلام أبٌ
فقالوا بلى إليه أبٌ
ولـمـا رآه شتيت الوصال
وما فيه عضوٌ بغير انفصام
كأن العدى صادفته جريح
فطاعنها شدَّ غِلَّ السنان
وخرَّ كنجم على الفجر لاح
تعفر فوق الجراح أبوه
ولـمَّـه في بردة وطواه
بنيَّ عليٍّ وعيشي بلاك
فلا تـحـسـبـنِّـي من الغابرين
يتمتم يا أبتِ للخيام
فقتلي أهون من أنْ آراك
لأمك إن عدتُ ماذا أقول
وزينب يا ولدي قد تـموت
فلما أتى به نحو الخيام
فعدتُ إليه فقال اعفني
وقال أخاف هنا أن أقول
أقول بأن صغير الشِّبال
أقول بأن الحسين الوقور
وكان التجلد من طبعه
رمى نفسه قبل رمي النساء
وليلى تـمر براحاتـها
وسكنا تقول هنا يا أبي
وصيحةُ زينب وا ولداه
رثـــاء

تجافى وقم يا خليل الشجا
فزاد وقال لهم معرسٌ
وكان زفافا قصير المدى
وفيه النساءُ تـجـرُّ الصغار
وخدُّ العريس به دمعةٌ
عليه ثيابٌ من المجتبى
ولفَّ العمامةَ من اخضرٍ
وسيفا تقلدَه مرهفا
وأُلبس من حلقات الدروع
ومسكٌ ندودٌ ووردٌ وعودٌ
ورملى وزينبُ من حوله
وتتلو الصلاةَ مع المعوذات
فلما تـجـلى أمام الحسين
يقول دعوني إلى عوذتي
ولما مشى مشية الراحلين
أسرَّ فؤادَ الثرى خطوُهُ
وفي سرجه خلتَ بدرَ التمام
ويرجز من رائعات البيان
أنا ابنُ الوصيِّ وسبط النبي
فإن تنكروني فسيفي يقيني
أنا ابنُ الصدور ولاةِ الأمور
وأوغل حيث لفيف الذئاب
وغنى الحمامُ هديلَ الغرام
فهاجت به عزةُ الخيلاء
ومال إلى نعله مصلحا
فكان غنيمةَ ابنِ النفيل
وأبدل منه ثياب الزفاف
فـخر به مجدُ آبائه
فهب الحسين وذا دأبه
بقلبٍ فطير وظهرٍ كسير
ونادى بني يعز علي
بنيَّ أما زلت تشكو الظما
وحاكا بـحـمله قوس النبال
يـحدقُ في حسنه فيرى
لذلك مال قوامُ الحسين
رأوه حديبا على ذي الجناح
رثاء عبد الله
كفاك كفاك بلغت مناك
فقال ذروني فعندي رضيع
بعينه كلُّ اختصار الجمال
به انفلق الصبحُ بعد الغسوق
فلا حظ فيه لعين الحسود
وعينا رأى القومُ فيه النبي
فقام عليهم عيانُ الشهود
لأن الصغيرَ بليغُ البيان
وأجلى بروزا لغل الحقود
تراه وَقِيِدَ الحشا بالظما
سـمومُ اللسان ووهجُ المكان
كأن السماء رمته على
طلوعُ هلال على ساعدين
وخاطبهم إن أكن عاديا
ألا تطفئوا منه حر الغليل
أليس بكم راجحٌ يستقيل
ألستم بني قيلةٍ في الأصول
فإن كنتُ في حقكم مذنبا
تغشوا ثيابـهُمُ مثلما
فكان الجواب فظيعا ألـيـم
تصدى له حرملٌ راميا
فصار يرف بصدر أبيه
وأغرق كفيه من دمه
فكانت لعين الثرى دمعةً
تسامت إلى شرفة المستجار
فلا الوعد وفَّى إليه السقاء
فلما تقصدا صوبَ الخيام
وكان يسودُ على أمره
يقلبُه في يديه صريع
وثرن النساءُ كسرب القطا
سراعا إليه بقدر الأسى
وأقصدها في البلوغ الرباب
وصارت تشد إلى حجرها
وأعظم ما فجع الثاكلات
  رثاء الشهيد

حنانيكَ قلنا كفى لا تزد
فقال الذي قد تجلى يسير
بقى السبطُ منفردا بالخيام
وكان الزمانُ اليه يدٌ
وبابُ التوسل مَنْ حاده
ففيه الرسولُ وفيه البتولُ
وفيه الخليلُ وموسى الكليمُ
ويأبى بغير ولا يته
فـمن وحَّـد اللهَ من دونـهـا
ألا من نصير ألا من معين
أخي فَضْخُ هامك ضيعني
وسهمٌ بعينك خلفني
وكلُّ جروحك جرحٌ لدي
عليٌّ بني الا قم إلي
وحلمُ الدلال وحلوُ الخصال
وسِلْوةُ أُنسي وقرةُ نفسي
وجدتك روحي التي تَـحْـيني
أيبقى بـهذي الحياة أبوك
عريسُ المنايا جميلُ المزايا
وغصنُ الآراك ومشي الملاك
فجيعُ الخضاب بـحـر التراب
حبيبي حبيب زهير برير
تنامون ملىء الجفون ردىً
فـمارتْ على الارض تنوي القيام
فشار لـهـا التزمي بالممات
وإن لحوقي بكِ في الجنان
ونادى الا مَنْ يشد الجواد
فقامت على قلبها زينب
وجاءته تسحب اذيالها
تلوم قساوتها بالـحِـما
وراح طليقا على ذي الجناح
فلم يُر في حصده للرقاب
والله اكبر باسم الإله
ولـما تشابك محتربا
وجالدها ساعدا ساعدا
أحست ببأسه فانتبذت
تُـرجِّعُ منه ثغاءَ القطيع
وأوغل في أجمٍ من سيوف
يشفُّ من الطعن سِـتْـرَ الدِّلاص
ووترا إذا طوقته الكماة
كأن السماء على أرضها
فصار النـهارُ بلا مطلعٍ
ولازال يشفي غليلَ الحقود
لديه جناحٌ على ذي الجناح
وأملاك بدرٍ تطوف عليه
وشيخٌ من الجن صاح به
فأعرض عن ذا وذاك إبا
ينادي إذا كان دينُ الإله
فأطلق كفَّ القضا كـفُّـهُ
رماه بفهرٍ دعيُّ الحتوف
فحاولها رافعا ثوبَــه
فجاء المثلثُ في قلبه
فجاد يُسبح وهو يطوف
يخضبُ شيبته بالدماء
فـما اغتنمت منه إلا السيوف
واضحى على سرجه غرضا
وكُــثْــرُ الجراح وسَعْرُ الظما
فمال إلى ربوة في البطاح
وظل الجوادُ يـحـوم عليه
فجاء سنانٌ له بالسنان
فـهـجَّ الحصانُ لأهل الخيام
فيا عُظمَ ما قد طوى صهـلُهُ
وعند العقيلة ذاك الشموس
والقى برأسه في حجرها
فصاحت به كيف خلفتَهُ
ألـم تدر أنه روحُ البتول
فقامت ويا لقيام لـها
وهامت بنسوتها راكضات
بغير شعور نشرن الشعور
فما جـئـنَ إلا وشمر الخنا
بـموضع تقبيل طـه الرسول
فلما رآه الحسين دعاه
إذا له وجه كوجه الكلاب
وشؤمُ الخنازير في خلقه
فصلَّى الحسينُ على جده
فشاط الدعيُّ على المصطفى
فصار العلا وجهُه للثرى
يصيح وجدي أنا ظامئٌ
وراح يهبر اوداجَهُ
وأدفق منحره ميزبا
يكبر والرأسُ في كفه
واعلاه مفتخرا فبدا
فهبت رياحٌ كريح ثـمود
وسحُبُ السماء دما امطرت
وقلبُ العليل على نطعه
وصاح بعمته هيئي
وهتك الستور وحرق الخدور
ونزعِ القراط ولسع السياط
ووكزِ الرماح وسيلِ الجراح
وسلبِ الحجاب وكشف النقاب
فلا تصرخي يا كفيل العدا
عليه اللواءُ وجودُ السقاء
فلولا العمود وقطع الزنود
فلا ترفع الصوت يا بن أبي
فإن الحسين بلا رأسه
أيأخذ رأسه من رمحه
توسد من نحره ظامئا
فمدِّ اليدين لأغلالهم
فإن الزمان اطاح بكم
ولفَّ الحبال على عنقي
وألوى على ستركم يده
وقيدكم بالسباء وما
وأهوى بتاج معزتكم
فلا سكن الجرحُ من كربلا
وصرختكم يا لثار الحسين
إلى أن يقومَ عظيمُ المقام
ويصبح كلُّ الزمان لكم
وتبسط جودَه راحاتُكُم
تـمت القصيدة

يرجِّعُ ما يفطر الأكبدَ
يُصيب برائشها الأفئدَ
يفتُّ الـحشا كلما أنشدَ
كأن البلاء له أوقدَ
أراك جزعتَ فماذا بدا
تُـحيـط الصخورُ به جسدا
مصرا بأن يـملأ الـمِـزودَ
تدل على أنه اجتهدَ
أُبيد أم انه قد وردَ
يُظنُ أبوه فتىً سيدا
بدا قمرا قطعته الـمُدى
بقربته ظامئا موسَدا
ليمسح هامتَه مكمدا
وفارقه لـم يبل الصدى
وكفٌ هناك نأى مُبْعَدا
بسهم عماه فجال سُدى
كأنه من عمدٍ عُمِّدَ
تـجـرد إلا به أُغـمـدَ
إذا صوبته يـمدُّ اليدَ
على وجهه استقبل الـجـلمدَ
وأوتادها بقيتْ ما عدا
وكان الاظلةَ والأعمدَ
تجرأ مَنْ شاء أن يُوقِدَ
فجاء الفراتَ لهم مُنْجِدا
فمات على الوعد مستَشَهدا
حريـمـا من الكفِّ قد وُلدَ
أتـم التواصي من أحـمـدَ
أقامت عليه القنا مـحـشدا
وناداه يا شملُ قد بُدِّدَ
فمنه النداء ومنها الصدى
أخي بعد جودك مَنْ للندى

الأكــبر ( عليه السلام )
تـجـذُّ بأسطرها وُخَّدا
بـمثواه ما لـم يكن عسجدا
وتأبى لحسنه أن تسجدَ
أم انـهمـا فيه قد وُحِّدَ
إلى كربلاء لكي يشهدَ
ويسمو بطلعته مُـصْـعِدا
بنفي الشبيه قد اتـحدَ
فريد الجمال لكي يُعبدَ
فما الحقُّ إلا بأن تشهدَ
يريد اليقين لكي يُفْنَدَ
لعرش السماء بأن يصعدَ
ومعتنقا بالثرى الصيهدَ
أما مات من فقده كمدا
يدورُ بعينيه نزعُ الردى
توزعَ من طعنه أَفْــرُدا
كوُثْقى العُرى انفصمت بالهدى
وكانت على جده الأحقدَ
وطائشُها بالحشا سددَ
يُصَدعُ في برجه الفرقدَ
جزوعا تعذر أن يَـجْـلُدَ
فما حال قلبٍ طوى ولدا
عليَّ استوى جدثا موصَدا
عفا العمر من بعدك وغدا
اعدني بصدرك ملتحِدا
تـجـول بطرفك منفردا
أألقيك في حجرها مُـخْـمَـدا
وأنت كذا قطعا جسدا
هوى قلمُ الشعر مرتعدا
وأرعش انـملتي واليدَ
مقالا جريئا ولن يُـحـمـدَ
بوسط النساء رمى الأسدَ
إلى الخدر محتضرا وفـدَ
بعظم الرزايا فما جَـلُـدَ
على ابنه والِـها مُكْمَدا
على جرح رأسه كي يبردَ
أرى عاتقا خَلِعا مُفْصَدا
وما سُـمعَت بعد هذا الندا
القاسم ( عليه السلام )       
فلا يسعُ القلبُ أن يكمدَ
أقاموا له بالهنا مـحشدا
ولكنه قد بقى سرمدا
وكان السوادُ الذي يُرتدى
فصار كوردٍ سقاه الندى
قميص ومنطقة وردا
تدلت بأفخر ما يُــعْـقَدَ
تـهيب حمائله مغمدا
سبوغا على صدره أزردا
إذا فاح من طيبه زُوِّدَ
تصلي على المصطفى أحـمـدَ
من الـحُسْنِ تخشى بأن يُـحـسدَ
تـجلى به الـحَـسَـنُ المفتدى
أوفي فعمي انتخى مفردا
وأسلمَ للأجل الـمِقْـودَ
وأضحك من لطفه الفدفدَ
تخيل رغم الضحى الفرقدَ
أنا ابنُ عليٍّ سِـمـامِ العدا
ورحي لروح الحسين فدا
ورمحي أشكُّ به الـمُـجْـحِدَ
بنا ختمة الأمر والمبتدى
ليزأر في الحرب مستأسدا
وطير المنية قد غردَ
من المرتضى فاستخف العدى
جريئا يرى الـمـلتقى معهدا
فأهوى على هامه الأجردَ
بأخرى لـها الدم قد جَدَّدَ
مُؤَثَّــلُـه يندب الـمُـتْـلَدَ
يُغيث اخا له أو ولدا
فقامته تشكتي العمدَ
بأن تستغيث ولا أُنـجدَ
أما ذقتَ من جرحك الـموردَ
ثقيلا على صغره مـجهدا
به الحسنُ السبطُ قد جُـسِّدَ
وما قام معتدلا ابدا
إلى أن تعفر واستشهدَ
الرضيع ( عليه السلام )

فقد فات ما فات وانـمـردَ
سأنعاه وجْـزا ولن أسردَ
إذا شبحت رامقات المدى
كأن الدجى منه قد بُـدِّدَ
ولا نفث الصدرُ وانعقدَ
صغيرا بلفته مـلبدا
وحسبُ الجحودُ بأن يشهدَ
إذا ما تصوب واسـتُـشهدَ
إذا ما تعود أن يـحـقدَ
ووجنته بالسنا موقدا
سـمـومان في قلبه اتحدا
ذراع أبيه وما وُلِدَ
إذا زاح عنه أبوه الرِّدا
فهل ذا بظلم عليكم عدا
لعين النبي صراط الهدى
ترديكم هوة الـمرتدى
أما بلغت واعظا مرشدا
فهل من صغيري ذنب بدا
تغشت لنوح النبي العدى
يفتُّ الصفا جلمدا جلمدا
بسهمٍ وفي نحره سَدَّدَ
كطير ذبيح بـحد الـمُدى
وبادر في رميها مصعِدا
وكانت لعين السما مرصدا
فـمـدَّ لـهـا جبرئيل اليدَ
ولا السهمُ أخطأه موعدا
تناهى البلاءُ بـما قصدَ
فصار المصابُ له سيدا
عساه يرى رمقا مُسْعِدَ
إذا ما تسابق أو طُوردَ
تُـقَـفِّي وجائدها الأوجَدَ
وتعرفُ لـمْ كانت الأقصدَ
ضناها وتبعثه مـخـمدا
دمُ النحر بالسهم قد جَـمَدَ
الحسين ( عليه السلام )

وإياك إياك أن تزدَ
قبالَ الكثير الذي ما بدا
كما كان بالفضل منفردا
ومِنْ راحتيه الوجودُ جَدا
فقد جاء بابَ السما موصَدا
وحيدرُ والمجتبى عُدِّدَ
ومن زاد عيسى فقد سُدِّدَ
إلهُ الخلائق أن يُعبدَ
أتى للجزاء كمن ألْـحَـدَ
على الظاعنين يُعيد الــنِّــدا
وجذُّ يـمينك جذَّ اليدَ
أجَدِّ دروب البلا أرمدا
فقد كنت لي النفس والعضدَ
ألست الفتى الباسل الأصيدَ
وفيك أرى الـجـدَّ والولدَ
فصرتُ بـها الزاهدَ الأزهدَ
فـما يُـجْـدني بعدُ أن أجدَ
وفَقْدُك قد نزع الكبدَ
وطير الجنان إذا غردَ
عليه الـحـسـامُ إذا قُـلِّدَ
تجلل من رأسه السؤددَ
يصيح فيرجع منه الصدى
وابقى اناشدكم مُسْهَدا
وكلٌّ من النخوة اضطردَ
قضى الله في مصرعي مفردا
قريبُ المنال ولن يَـبْعُـدَ
فلا ارى من فتيتي احدا
وصاحت أيا قلبُ كن جـلـمدا
تقود إليه جوادَ الردى
تجودُ به لسيوف العدى
أبيا وحرا كما عُـوِّدَ
شجاعٌ تعهد أن يـحـصـدَ
إذا كبرت هبلا رددَ
وصكتْ عليه العدا الانـجُـدَ
ولاحمها عضدا عضدا
مكانا قصى بسراب الـمدى
ويزأر في رعيـهـا أسدا
تظلل فيه القنا الـمُـقْصَدَ
ويهدم من ضربه الـخُّـودَ
تفرُّ وقد صدها واحدا
ونـجـمُ المنايا هوى أسودا
وليلُ الزمان بلا مغتدى
برمحٍ يصيبُ به الـمـحْـقَـدَ
إذا شاء للخلد أن يصعدَ
تـمنـتْـهُ لو يطلب الـمددَ
ألا أمر حسينٌ نبيدُ العدى
ليلقى المنيةَ مُستَفْـردا
يقوم بقتلي فيا مسعدا
وارخص كفا عليه اعتدى
بغرته ودما المسجدَ
ليمسح عنه الدم الـموردَ
وبالدم من ظهره نفدَ
طوافَ الوداع بسهم الردى
ليلقى الإله خضيبا غدا
فصار لـمـهوى الظبا معبدا
لـمـن يتشفى ومن سَـدَّدَ
ونزفُ الدماء له أجـهـدَ
وخر على حرها موسَـدا
ويُدلي على كفه الـمِقْـوَدَ
وفي خصره رمـحُـهُ اغـمـدَ
جـموحا يقادح ما أزندَ
ويا ثقلَ ما به قد أبْــرَدَ
ثنى ركبتيه وألوى اليدَ
وحمحم مفتجِعا مُــزْبِــدا
يـجـود بنفسه بين عِدَا
وللخلد تدري به السيدَ
أقام الزمانَ وما أقعدَ
لتصبح دون حِـماها فدا
وما لـها إلا النحيبُ حِـدا
بصدره منتعلا صعدَ
وسرِّ القضا آخذا مقعدا
أمط عن لثامك كي أشهدَ
بدا أبقعا أبرصا أجعدا
تربع مستقبَحا نكِدا
وناداه ما قــلــتَـه قد بدا
وقام برفس إمام الهدى
يلفِّظُ من فمه الـمِـرْبدَ
ونفسي قد اشتعلت مَوْقِدا
وعن جسمه رأسه أبعدَ
من الدم ألبسه مَـجْـسِـدا
من النصب فيما يظن اهتدى
على ذروة الرمح متقِدا
وصار المدى احمرا اسودا
وبارقُها صعِقا ارعدا
تفطر بالخدر وانـمـردَ
حَصانَ النساء لسبي العدى
وصدِّ الـمـغير إذا ما اعتدى
بكف الحقود إذا جـلدَ
بـخدٍّ من اللطمة استوقَدَ
وتعويضه بالجموع يدا
اغارت فإن الكفيل غدا
بوعدِهِ والغيرةِ مُـدِّدَ
لجاء يوفي بـما وعدَ
بخدري شمرُ الخنا عربدَ
فكيف يقوم لك جسدا
ويأتيك يا زينب مُنْجِدا
ولا يُـحصى من جرحه عددا
إذا قربوا النوق والأصفُدَ
وَهَدَّ البناءَ الذي شُيدَ
وحزَّ الـمـعاصم والأعضدَ
وجاذبكم مئزراً ورِدَا
أذل الأسيرَ إذا قُيدَ
وطوقكم ذله مَقْلَـدا
ولا طرفكم بالسُرى هوَّدَ
ستعلوا بحرقتها أبدا
بقرع السيوف يردُّ الصدى
ومن يدكم ملكه يُـجـتدى
فلو قبضت عزَّ أن يرفِدَ
بعون الله وفضله

بتاريخ 15/11/2015م

أرقام من مسابقة شاعر الحسين الثامنة (1437 هـ / 2015م)

أرقام من مسابقة شاعر الحسين الثامنة (1437 هـ / 2015م)

إحصائية بعدد القصائد المشاركة في المسابقة منذ انطلاقها
المسابقة عدد المشاركين
الأولى (2008) 63
الثانية (2009) 82
الثالثة (2010) 100
الرابعة (2011) 97
الخامسة (2012) 57
السادسة (2013) 94
السابعة (2014) 82
الثامنة (2015) 90
المجموع = 656
نسبة المشاركين بحسب الدولة
البحرين السعودية العراق لبنان عمان مصر
53 28 3 4 1 1
59% 32% 3.5% 4.5% 1% 1%
  • ينتمي الشعراء المشاركون إلى 6 دول عربية، (59%) من داخل البحرين بارتفاع طفيف عن العام الماضي (55%)، وحلّت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية بنسبة الثلث تقريباً (32%)، جاءوا من مناطق (القطيف، الأحساء، الدمام، المدينة المنورة)..
نسبة المشاركين من الذكور والإناث
ذكور إناث مجموع
73 17 90
81% 19%  
  • تواصل نسبة المساهمات النسائية انخفاضها تدريجياً بشكل طفيف (من 22.5% في العام قبل الماضي إلى 21% العام الماضي، وأخيراً 19% هذا العام)، مقابل نسبة 25% قبل ثلاثة أعوام.
توزيع القصائد من حيث الشكل الشعري
شعر عمودي شعر تفعيلة مزيج (تفعيلة/عمودي) قصيدة نثر
77 7 1 5
ذكور إناث ذكور إناث ذكور إناث ذكور إناث
59 13 4 3 1 4 1
86% 8% 1% 6%

ملاحظات:

  • واصل الشكل العمودي هيمنته على القوالب الإيقاعية للقصيدة الحسينية مع استمرار تراجعه الطفيف، إذ بلغت نسبته هذا العام (86%) مقابل (90%) العام الماضي تراجعاً عن (93%) في العام الأسبق.
  • بصفة عامة، لا فروق إحصائيٌّة ذات دلالة واضحة بين ميول الشعراء الذكور والشاعرات الإناث إلى شكل شعري معين، وإن سجلت الإناث نسبياً أكثر تحرراً أكبر من القالب الشعري العمودي:
  • جاءت (68.5%) من قصائد الشعراء الذكور قصائد عمودية، مقابل نسبة (76.5%) للشاعرات، وهما نسبتان تؤشران إلى ميل الذكور بشكل أكبر إلى العمودي.
  • وفي شعر التفعيلة والمختلط إيقاعياً بلغت النسبة لدى الذكور 8% لدى الذكور، فيما وصلت لدى الإناث إلى (23%).
  • وفي قصيدة النثر، وصلت نسبة الذكورالذين كتبوا قصيدة نثرية (5.5%) فيما كتب (8%) من الإناث قصائدهن وفق الشكل الشعري النثري الحر، بما لا يحمل فارقاً ذا دلالة.
  • لا يظهر لدى الشاعرات الإناث أدنى ميل للمزج بين الأشكال الشعرية، وظهرت محاولة يتيمة لدى الشعراء الذكور.
توزيع القصائد من حيث إيقاع الوزن (الأبحر العروضية)
  البحر العروضي نوعه

(صافي/ممزوج)

التكرار
تام مجزوء مجموع
1. الكامل صافي 36 1 37
2. البسيط ممزوج 9 9
3. الطويل ممزوج 8 8
4. المتقارب صافي 4 4
5. الرمل صافي 4 1 5
6. الوافر ممزوج 4 5
7. السريع ممزوج 2 2
8. الخفيف ممزوج 3 3
9. المحدث صافي 2 1
10. الرجز صافي 1 1 2
11. المقتضب ممزوج 1 1
المجموع   74 3 77

ملاحظات:

  • جاءت قصائد الشعراء وفق 11 بحرا شعريا من مجموع 16 في العروض العربي([1]). 5 منها بحور صافية (مفردة التفعيلات)، و 6 بحور مركبة (ممزوجة التفعيلات).
  • يلاحظ حضور بحر الكامل([2]) بكثافة في القصائد الشعرية المبنية موسيقياً على أبحر العروض (37 من أصل 77)، لا فرق في ذلك بين قصائد العمود أو التفعيلة، إذ بلغت نسبتها 48%، يليها البحر البسيط (9 قصائد بنسبة 12%)، ثم الطويل (8 قصائد بما نسبته 10%).
  • يميل الشعراء إلى الأبحر التامة (مكتملة التفعيلات) بنسبة 65%، وجاءت نسبة (35%) على أبحر مجزوءة، فيما لم نجد نصاً ذا بحر مشطور أو منهوك.
  • ميل الشعراء ظاهر إلى الأبحر الطويلة ذات التفاعيل الكثيرة، والتي تتناسب مع الحالة الشعورية المرتبطة بالحزن والأسى أو الفخر و الحماسة والحرب، وهي الأغراض السائدة في القصيدة الحسينية.
  • وزهد الشعراء أيضاً ملحوظ في البحور القصيرة والسريعة (كالمتقارب والرمل والخفيف والمقتضب) أو غير التامة (المجزوءة، أو المنهوكة، أو المشطورة)، وهي ترتبط نفسياً بحالة الانفعال المفاجئ والطرب.
  • يلاحظ كذلك سيطرة البحور الصافية (غير الممزوجة أو المركبة التفعيلات)، إذ بلغ عدد القصائد ذات الأوزان الصافية 74 قصيدة بنسبة (96%) مقابل 3 قصيدة أبحرها ممزوجة (مركبة) التفعيلات بما نسبته (4%).
  • الأرقام السابقة تشير – إضافةً إلى طغيان الذائقة الإيقاعية التقليدية – إلى وجود مساحة واسعة غير مستغلة من الإمكانيات الإيقاعية العروضية في قصائد الشعر الحسيني المعاصر.
توزُّع القصائد من حيث القوافي
القافية (حرف الروي) التكرار
ر 16
ن، ل 11
م 9
الهمزة 7
ع، ب 5
ت 4

ملاحظات:

  • جاءت قصائد الشعراء هذا العام موقعةً على 8 قوافي (حروف رَوِيّ).
  • اعتمدت (7) قصائد نظام المقاطع والقوافي المتعددة.
  • القوافي الأكثر تواتراً هي الراء، فالنون، فاللام (اعتمدها 40 نصاً من أصل النصوص الـ 77 القائمة على نظام القافية الواحدة)، أي قرابة النصف.
  • عند استقراء قوافي السنوات الأربع الأخيرة، تتنافس قافيتا الراء والنون[3] وتتناوبان على قمة هرم القوافي المفضلة. ففي هذا العام والعام قبل الماضي كان الميل إلى قوافي (النون، فالعين والراء)، والذي قبله إلى قافيتي (الراء فاللام)، وفي العام الذي سبقهما كان الميل لقافيتي (الراء ثم النون).
  • ولوحظ، كما هي الحال في العام الماضي، تفضيل الشعراء الحسينيين القوافي المطلقة (متحركة) التي تعزز حركية المشاعر والاندفاع بواقع (90) قصيدة، مقابل (30) قصيدة ذات قافية مقيدة (ساكنة) تتلاءم مع الجو النفسي الهادي.
تحليل مضامين النصوص بحسب الحقول الدلاليّة
دائرة الحزن والبكائيات دائرة التمجيد والمناقبيات دائرة الاستنهاض والحماسة دائرة الحب والشوق والولائيات دائرة الاستلهام الرمزي
24 31 13 10 11
27% 34% 23% 11% 12%

ملاحظات:

  • تتمازج وتتداخل الدلالات والمعاني المذكورة في النص الواحد لكننا اعتمدنا في التصنيف على الروح السائدة.
  • تتقاسم دائرة التمجيد والمناقبيات ومضامين التمجيد وروح الحماسة الثورية والاستنهاض الهيمنة على النصوص الحسنية لهذا العام بواقع الثلث لكل منهما.
  • وفي المقابل شهد هذا العام عودة جزئية إلى دائرة البكائيات والرثاء المباشر، التي احتلت مساحة (27%) من مساحة النصوص بعد أن انحسرت إلى (20%) في العام الماضي، لكنها لم تصل إلى مستواها قبل أربعة أعوام حيث كانت تتمدد على مساحة (47%) من النصوص، ولا يعني ذلك إغفال أن أي قصيدة حسينية لا يمكن أن تخلو تماماً من ثيمة الرثاء بشكل متداخل مع الأغراض الشعرية الأخرى.

رصد إحصائي وتحليل: جعفر علي المدحوب

(20 نوفمبر 2015م)

[1] الغالب لدى القدماء عروضياً بحور: الطويل، فالكامل والبسيط، ثم الوافر والخفيف، والبحور الثلاثة الأولى تمثل 52 نصاً من نصوص المسابقة، بما نسبته 67% . (انظر: دراسة إبراهيم أنيس الإحصائية حول الموضوع)

[2] بحسب ملاحظات علماء العروض، فإن بحر الكامل أكثر الأبحر جلجلة وحركة، إن أريد به الجد كان إيقاعه فخماً ذا جزالة وحسن اطراد، وإن أريد به الغزل كان جرسه ليناً رقيقاً، ولذلك فهو من البحور الدالة على الفروسية، وكذلك الشجن والعشق والرومانسية.

[3] (الراء) و(النون) كلاهما حرف مجهور لا يجري معه النفس، بين الرخو والشديد، لا ينحبس الصوت عند النطق به انحباساً كاملاً، من صفات (الراء) التكرار الذي يوحي بالتعاقب والحركة والانفعال، فيما يوحي حرف (النون) بجو من الشجن والهدوء؛ ذلك أنه من الأصوات الأنفية المكتومة التي تبدو للسامع منبعثة من الأعماق.

قاسم حسين يكتب عن: «شاعر الحسين» في حلته الثامنة

«شاعر الحسين» في حلته الثامنة

 

w34_1363774028

احتضنت البلاد القديم مجدّداً المسابقة الثقافية التي أطلقتها قبل ثمانية أعوام، تحت عنوان «شاعر الحسين» مساء الجمعة 11 ديسمبر/ كانون الأول 2015).

المسابقة ملأت فراغاً كبيراً كانت تعاني منه الساحة الدينية، بدليل ما تشهده من إقبال جماهيري يتزايد عاماً بعد عام. وبعد أن كانت تُقام في فضاءٍ مكشوف، حيث يتعرض الحضور لتقلبات الجو، انتقلت قبل أربعة أعوام إلى مسجد «عمار»، الذي أعيد بناؤه حديثاً، وبعد أن أصبح يضيق بالجمهور انتقل هذا العام إلى مكان أرحب، وهو صالة مأتم الحاج علي بن خميس الذي اكتمل تشييده قبل عامين.

مسابقة العام جاء توقيتها مناسباً جداً، وهو مساء الجمعة (28 صفر)، وهو يوم رحيل نبي الأمة (ص) إلى الرفيق الأعلى، والجمهور قد انتهى تواً من مجالس العزاء.

مسار المسابقة يمكن معرفته من خلال رصد عدد المشاركين منذ عامها الأول 2008، حيث بدأت بـ63، ثم صعد إلى 82، 100، 97، ثم هبط العدد إلى ما يقارب النصف (57) في 2012، كنتيجة طبيعية للأحداث التي هزّت البحرين. ثم عاود الصعود إلى 94 و82 في 2013 و2014، وأخيراً إلى 90 في العام 2015.

خارطة المشاركات تتوزع على البحرين (59 في المئة)، والسعودية (28 في المئة) موزّعةً على مناطق القطيف والإحساء والدمام والمدينة المنورة، فيما تتوزع النسبة الباقية على العراق ولبنان وعُمان ومصر. أما من ناحية تقسيم المشاركين فـ81 في المئة من الذكور مقابل 19 في المئة للإناث، اللائي سجلت مشاركتهن تراجعاً ملحوظاً (22 % في العام قبل الماضي و25 % قبل ثلاثة أعوام).

في الكتيب القيم الذي وزعته اللجنة المنظمة، ونعتمد هنا على ما أورد من أرقام، نرى أن مضامين الشعر تتوزع على عدة حقول: التمجيد والمناقبيات (34 %)، الحزن والبكائيات (27 %)، الاستنهاض والحماسة (23 %)، والشوق والاستلهام الرمزي في حدود (11 %) لكل منهما.

جديد هذا العام، تقديم خاطرة قصيرة بلغة الإشارة المستخدمة من قبل الصمّ، للتعبير عن مشاعرهم الدينية في هذه المناسبة، بالإضافة إلى ترجمة بعض القصائد بلغة «بريل» للمكفوفين، وهي لفتةٌ كريمةٌ لذوي الاحتياجات الخاصة. وقد أضاف الرادود الشاب (المنشد) أبوذر الحلواجي مسحةً شجيةً بقراءته أبياتاً قصيرةً مختارةً من القصائد المشاركة بنبرات حزينة. كما تم تكريم الحاج عبدالله السعيد، أحد رجالات البلاد القديم، فهناك محاولات دؤوبة لتقديم المسابقة بحلّةٍ أفضل كل عام. وقد توّجت بقصيدةٍ للشاعر البلادي المعروف غازي الحداد.

مع ذلك تبقى هناك ملاحظات رافقت المسابقة، بعضها أخذت به اللجنة المنظّمة، وبعضها مازالت تتردد في الأخذ به، وعلى رأسها لجنة التحكيم، حيث تظلّ هناك فجوة بين اختيارات اللجنة وبين خيارات الجمهور المتذوّق للشعر. وهناك مقترحٌ بتوسعة عدد المحكّمين من ثلاثة إلى خمسة إن أمكن، لزيادة الاطمئنان للنتائج، وليس تشكيكاً في قدرات الحكام وقدراتهم الفنية العالية، فضلاً عن إشراك كوادر من الطواقم التعليمية بالجامعة، سواء بحرينيين أو عرباً. كما تُسجّل ملاحظة أخرى على الاسترسال في النقد والتقديم للشعراء، ما يؤدي إلى إطالة فترة المسابقة لأكثر من ثلاث ساعات، يمكن اختصارها إلى ساعتين على سبيل المثال.

في المسابقة، استمع الجمهور للشعراء أو من ينوب عنهم، وبدأ الإلقاء بقصيدة «اركض بعمرك…» للشاعر حبيب المعاتيق (القطيف)، وهو يوجّه «رسالةَ إلى يزيد»:

أنفقت عمرك لم تروِ الدما نهَمَك

فكيف عضّك ذاك الجرحُ والتهمك

وكيف معولك المأزوم حين سعى

في هدم أول أسوار الهدى هدمك.

ولِمْ تأملتَ أن تلقاه منهزماً

في حين خنصره المبتور قد هزمك.

وما حطمت على البيداء أضلعه

لكنه بين سندان الإبا حطمك

وهي قصيدةٌ توقعت أن تحظى بالمركز الأول، لكن النتائج خالفت التوقعات (اختيرت للمركز الخامس)، حيث فازت قصيدة زهراء المتغوي (الدراز) «إليك إليك»:

بحالة عشقٍ، يوارب فيها الصباحين، صبح الشهادة حين تفض ملامحها للإباء، وصبحاً تخلّق من كبرياء… ألست تراه على شرفة الخلد، بوابة الله للعابرين؟ كمفترقٍ للضباب، يشير فيمطر وعد السماوات للأنبياء.

وحل في المركز الثاني الشاعر عقيل القشعمي، عن قصيدته «تجليات رياحية»، التي استهلها بعبارة: «اسألوا قلب الحرّ إن كنتم لا تعلمون»، وختمها قائلاً: «فحرّرني معنى الحسينِ وعشقه… لأدرك أن الحر من أدرك المولى». فيما فاز بالمركز الثالث الشاعر حلت حسين آل عمار من القطيف، بقصيدته «فأرانا الآية الكبرى»:

مرآته اختزلت وجوداً آخر… ما عاش إلا والمشاعر بوحُهُ.

وفاز الشاعر مجتبى التتان بقصيدته «جراحٌ تروّض الموت»:

يمرّون إن مر الصدى أيها الأصلُ

كصبحٍ عنيدٍ ما استكانوا ولا ذلوا

أمامك آلافُ الرماحِ تكسّرت

وأنصارك السبعون زادوا وما قلّوا

واحتل الشاعر أحمد رضي سلمان المركز السادس بقصيدته «لحن يسمى المشرعة»، التي ختمها بمخاطبته قمر الهاشميين:

خذني صدى شوقٍ ودمعة عاشقٍ

مازال يشعل من وفائك أدمعَه.

واخيراً… أتحفنا الشاعر أحمد حسن سلمان بهديته من جمهورية مصر العربية، «قبلاتٌ على عتبات الحسين»، نختار منها هذه المقاطع الجميلة لتكون مسك الختام:

للجرح أيضاً أنبياء

وليس غيرك -يا ذبيحَ الحقّ- آخر أنبيائِه

أعطى سيوف عداه درساً حين مات بها

وأبقى النصر حياً في ردائه

بقي الحسينُ

وشيّع الأموي نعش سيوفه الخمسين نحو لظى انطفائه

ومضى لمغربه بقلب الشمس

يحمل صبحه كفناً تزيّن بارتدائه

فالحسين الشمس حتى في اختفائه.

صحيفة الوسط البحرينية – العدد 4850 – الجمعة 18 ديسمبر 2015م الموافق 06 ربيع الاول 1437هـ

(أشواق حسينية) قصيدة بلغة الإشارة

بالتعاون مع ملتقى الصم الثقافي بجمعية التوعية الإسلامية:

(أشواق حسينية) قصيدة بلغة الإشارة

الشاعر راضي العلي يلقي قصيدة بلغة الإشارة

في إطار انفتاح المسابقة على مختلف شرائح المجتمع وفئاته، وبالتعاون بين اللجنة المنظمة لمسابقة شاعر الحسين (ع) وملتقى الصم الثقافي بجمعية التوعية الإسلامية، يستضيف مهرجان هذا العام 2015/1437 مشاركة شعرية بعنوان (أشواق حسينية) لعضو الملتقى (الشاعر راضي العلي) تتمثل في إلقائه قصيدة في رثاء الإمام الحسين (ع) بلغة الإشارة مع الترجمة اللفظية للجمهور لمترجم الإشارة (شوقي معتوق)، وقد تم توجيه الدعوة لأعضاء الملتقى للمشاركة وحضور المهرجان.

ومن أبيات القصيدة:

باقي كم يوم الملا         بس تنتظر إشارة

في الأربعين بكربلا         الكل قاصد الزيارة

زهراء المتغوي «شاعرة الحسين» بقصيدتها «إليه إليه»

من بين 90 مشاركاً من 6 دول عربية…

 

زهراء المتغوي «شاعرة الحسين» بقصيدتها «إليه إليه» و«تجليات» القشعمي ثانياً

image

لم تستطع زهراء المتغوي إلا أن تضيف تاء التأنيث إلى الفائز الأول في مسابقة شاعر الحسين في نسختها الثامنة، فتظفر في المهرجان الشعري الذي نظمه مأتم «أنصار الحق» في البلاد القديم، وأقيم بصالة مأتم الحاج علي عبدالله خميس في ذات المنطقة، مساء أمس الجمعة (11 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، بلقب «شاعرة الحسين»، وذلك عن قصيدتها النثرية «إليه إليه».

 

ونالت الشاعرة المتغوي لقب «شاعرة الحسين» لهذا العام، متفوقة بذلك على 90 شاعراً شاركوا بقصائدهم في المسابقة، وشعراؤها من الجنسين، وشملت المشاركات شعراء بحرينيين، بالإضافة إلى شعراء من المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، والعراق، ولبنان، ومصر.
وكما المعتاد سنويا، فقد توجت الأمسية الشعرية بمشاركة شرفية للشاعر غازي الحداد، الذي أتحف الحضور بإلقائه وشعره، إذ توافد جمهور عريض على البلاد القديم، وألقى الشعراء الذين اختارتهم لجنة التحكيم كفائزين قصائدهم خلال الأمسية، حيث حظوا بجوائز المسابقة النقدية البالغ مجموعها 4500 دولار أميركي موزعة على المراكز الخمسة الأولى، إلى جانب جوائز أخرى عينية للحائزين على المراكز من 6 إلى 10.
وتوّجت المتغوي بلقب «شاعرة الحسين» عن قصيدتها «إليه إليه»، فيما أحرز الشاعر عقيل القشعمي المركز الثاني عن قصيدته «تجليات رياحية»، فيما جاءت قصيدة « فأرانا الآية الكبرى» في المركز الثالث للشاعر القطيفي حسين علي آل عمار، تلاه الشاعر مجتبى عبدالمحسن التتان بقصيدته «جراحٌ تروض الموت »، فيما حصد الشاعر التاروتي حبيب علي المعاتيق المركز الخامس عن قصيدته «اركض بعمرك»، كما جاءت قصيدتا «لحن يسمى المشرعة» للشاعر أحمد رضي سلمان حسن، و«قبلاتٌ على عتبات الحسين» للشاعر أحمد حسن محمد في المركز السادس والسابع على التوالي.
وتمحورت القصائد التي ألقيت في الأمسية الشعرية عن القضية الحسينية، في إبراز ما تستطيع من ألق النهضة الحسينية بأسلوب أدبي رفيع، حظي بإعجاب الجمهور الذي حضر الأمسية، وتخلل إلقاء القصائد مداخلات نقدية من قبل لجنة التحكيم.
وعن هذه المسابقة، قال رئيس اللجنة المنظمة عبدالجليل الصفار لـ «الوسط» إن «(مسابقة شاعر الحسين) برزت كفعالية أدبية ونقدية تعنى بقصيدة الرثاء الحسينية منذ العام 2008م بتنظيم من (مأتم أنصار الحق) في البلاد القديم، سواءٌ أكانت عمودية أم تفعيلية أم قصيدة نثر، وتشهد المسابقة سنوياً تنافس عشرات الشعراء من الجنسين، وترصد اللجنة المنظمة جوائز نقدية للفائزين الخمسة الأوائل مقدارها (1500، 1200، 900، 600، 300) دولار أميركي على التوالي، إلى جانب جوائز أخرى عينية للحائزين على المراكز (6-10).
وأضاف الصفار «المهرجان النهائي لمسابقة شاعر الحسين الثامنة أقيم في صالة مأتم الحاج علي عبدالله خميس، حيث أعلنت النتائج الختامية للمسابقة التي تنافس فيها 90 شاعراً وشاعرة ينتمون إلى 6 دول عربية هي (البحرين، السعودية، سلطنة عمان، العراق، لبنان، مصر)، وألقى الشعراء الخمسة المتـأهلون قصائدهم، وتخلل ذلك تعليقات نقدية من لجنة التحكيم التي تألفت من أكاديميين ومختصين في التحليل الأدبي هم: علي فرحان، وجعفر آل طوق، والشاعر أحمد الستراوي.
وأفاد أن «دراسة وغربلة النصوص المشاركة مرت بمرحلتين، حيث أسفرت عملية الفرز الأولي عن إجازة 67 قصيدة انتقلت إلى المرحلة الثانية من التقييم متمثلة في لجنة التحكيم الأدبي، فيما لم تتم إجازة 23 قصيدة من قبل لجنة الفرز الأولي التي ركّزت على السلامة اللغوية نحواً وصرفاً وتركيباً، إلى جانب الصحة العروضية متمثلة في استقامة الوزن وخلو القافية من العيوب بالنسبة للنصوص التي تعتمد وحدة التفعيلة في بنائها الإيقاعي، وأخيراً انتقت لجنة التحكيم 10 قصائد فائزة.
وأوضح أن «اللجنة المنظمة اختارت موقع المهرجان (مأتم الحاج علي عبدالله خميس) لاتساع مساحة صالته أمام جمهور المسابقة المتزايد، ولكونه يعدّ تحفة معمارية رائعة تتناغم نقوشها الإسلامية مع نماذج الإبداع الشعري الرفيع. وضم الحفل عدة فقرات منها إلقاء قصيدة بلغة الإشارة للشاعر (راضي العلي) مع الترجمة اللفظية، وذلك بالتعاون مع الجمعية البحرينية للصمّ، وتم إنشاد مقتطفات من النصوص المتأهلة بصوت المدّاح أبا ذر الحلواجي، فيما تولى عرافة المهرجان الشاعر عقيل ميرزا، وتوّج الحفل بقصيدة شرفية للشاعر القدير غازي الحداد».
وبيّن الصفار أنه «تم تكريم إحدى الشخصيات العلمية، حيث كانت شخصية هذا العام هي الباحث والمؤرخ والشاعر (الحاج عبدالله بن إبراهيم السعيد)، الذي انخرطَ منذ خمسيناتِ القرنِ الماضي ضمن كوكبة الرواد الأوائل للعملِ الثقافيِّ والاجتماعيّ بمنطقةِ البلادِ القديمِ، إذ تولّى التدريسَ في مشروعِ محوِ الأميةِ في (جمعيةِ التعاونِ الثقافي) قبل أن يحوز على رئاسةِ إدارةِ (نادي الخميسِ الثقافيِّ والرياضيِّ)، وكان من مؤسسي مأتمِ أنصارِ الحقِّ في النصفِ الثاني في السبعيناتِ، وله عدة نتاجاتٍ بحثيةٍ مخطوطة، منها: (معجمُ ما استعجمَ من لغةِ العربِ والعجمِ سكانِ البحرينِ، الشميم في لهجةِ البلادِ القديمِ، مساجد البلادِ القديمِ وما جاورَها من القرى، معجم المناطقِ والقرى العامرةِ والداثرةِ، عيون الماءِ في البلادِ القديمِ قديماً، رجالات البلادِ القديمِ وأعلامها)، ويجرى العمل حالياً على جمعِ هذه النتاجات وإصدارِها تحت عنوان واحدٍ (النهجُ القويمْ في تاريخِ البحرينِ والبلادِ القديمْ). كما كان (عبدالله السعيد) ضمنَ وفدِ (نادي الخميسِ الثقافي) الذي قابلَ المبعوثَ الشخصيَّ للأمينِ العامِّ للأممِ المتحدةِ في عامِ 1970م أبّانَ الاستفتاءِ على عروبةِ واستقلالِ البحرينِ.
وذكر أن «اللجنة المنظمة كعادتها لم تغفل جمهور المهرجان الذي كانت بانتظاره هدايا وزّعت على جميع الحضور، إضافة إلى السحب على 4 ساعات يد ثمينة (رجاليتين ونسائيتين)، كما شارك الجمهور في التصويت على شاعره المفضّل الذي منحه نتيجة التصويت لقب (شاعر الجمهور).
وختم الصفار بتنويهه بأن «جميع القصائد الفائزة مع الرصد الفني والإحصائي مع التغطية الإعلامية المكتوبة والمصورة والمرئية، سيكون متاحاً عبر تطبيق (شاعر الحسين) الذي يمكن تحميله على أجهزة الأندرويد وكذلك أجهزة أبل وغيرها المشغلة بنظام (IOS)».
يذكر أن مسابقة «شاعر الحسين» هي فعالية شعرية سنوية ذاع صيتها في البحرين وخارجها، وهي تختص بالشعر الحسيني المعاصر، وينظمها مأتم أنصار الحق بالبلاد القديم منذ العام 2008، وحاز لقب «شاعر الحسين» في العام الماضي (2014) الشاعر سيدأحمد سيدحمزة الماجد، فيما نال كلٌ من الشاعرين إيمان الشاخوري، والسيدأحمد السيدهاشم العلوي المركزين الثاني والثالث على التوالي، كما حازت هذا اللقب في النسخ الماضية شاعرة واحدة فقط هي الشاعرة البحرينية إيمان دعبل، وذلك في نسختها الخامسة، وبالتالي باتت المتغوي الشاعرة الثانية التي تحوز قصب السبق في هذه المسابقة الشعرية السنوية.

نتائج مسابقة شاعر الحسين الثامنة 1437/ 2015

نتائج مسابقة شاعر الحسين الثامنة 1437 هـ

المركز الشاعر النص
1 زهراء أحمد المتغوي (الدراز) إليه إليه
2 عقيل محمد صالح القشعمي (باربار) تجلياتٌ رياحية
3 حسين علي آل عمار (القطيف) فأرانا الآية الكبرى
4 مجتبى عبدالمحسن التتان (المنامة) جراحٌ تروض الموت
5 حبيب علي المعاتيق (تاروت) اركض بعمرك
6 أحمد رضي سلمان حسن (عالي) لحن يسمى المشرعة
7 أحمد حسن محمد (مصر) قبلاتٌ على عتبات الحسين
8 محمود عبدالحسين القلاف (الديه) امتدادات الظل الكاشفة
9 ناصر ملا حسن زين (السنابس) حين ٌمن النحر
10 محمد مهدي الحمادي (القطيف) معزوفةٌ فوق الرمح