سَكَراتٌ تحتَ خدِّ السماء
للشاعر / خليل الحاج فيصل الغريباوي (العراق – ذي قار)
(من مثلي وابنُ رسولِ الله يَضعُ خَدَهُ على خدي)
لِـ( أسلم التركي)
وهو مُنشغلٌ عن الموتِ بخدِ الحسين (ع)
خدُّ السماءِ جثى
يبوحُ لخدهِ:
طوبى لسيفٍ
لا يموت بغمدهِ
طوبى لجرحٍ
صاغَ من ملحِ الاسى صبراً
وأوفى للنزيفِ بعهدهِ
ولكلِ من مدَّ الجنونَ
حبائلاً
لما رأى ذُلاً بعودةِ رشدهِ
هو ذلك اليتمُ
المضمَخُ بالدماءِ
وبالشقاءِ
معذبٌ من مهدهِ
عيناهُ سرُ نبوءةٍ
تحيا وتفنى
_كالنخيلِ_
بوجدِهِ
عيناهُ..
يا عيناهُ
يا جوعاً
تعودَ أنْ يجولَ على شواطئِ زُهدهِ
تَقسو عليهِ الارضُ
لكنْ
نفحةُ المعصومِ
تمَحو ما يجولُ بخلدِهِ
تَقسو عليهِ الارضُ
يُطفئُ جمرَهُ ماءُ الحسينِ
فَودُّه من ودِّهِ
إذْ أنَّهُ الحِجرُ الذي
لاذتْ بهِ الدنيا
كما كانتُ تَلوذُ بجدهِ
إذْ أنَّهُ السيفُ الذي
شَطَرَ الوجودَ لضفتينِ
حُدودُهُنَ بحدهِ
فهُناكَ ..
حيثُ النارُ تأكُلُ بعضَها
والحُرُ يبرأُ -صاغراً- من وعدهِ
حيثُ الحكاياتُ التي لا تنتهي
شُطبتْ ..!
فَقدْ كادَ الفُراتُ بكيدهِ
وحمائمُ الغارِ القديمِ
تَناثَرتْ
و العنكبوتُ
هُناكَ فرَّ بجلدهِ
ما كانَ أسراباً
تُحشدُ بعضَها
ولِ(إبرهاتِ) الطف
قامَ لِوحدِهِ
*********************
خدُّ السماءِ جثى
يَقولُ لِعطرِهِ : عُذراً
فَقدْ سُلِبَ الشذى من وردهِ
ويُنبِّئُ الأيامَ
أنَّ لهذهِ الاجسادِ تاريخاً
يَضُجُّ بمجدهِ
أنَّ السماءَ
إنْ ابتَغتْ أمراً ..
يَكُنْ
حتى وإنْ..
سَعتْ الرماحُ لِردهِ
فاللهُ أودعَ وِردَه في الظامئينَ
على قداسةِ وِردهِ
وأباحَ للأيتامِ
أنْ يتفرطوا
وتَذوبُ نكهَتَهُم بِلذةِ حمدِهِ
فهوَ الحِكايةُ
مُنذُ أنْ خَلَقَ السما
هُمْ أتقنوا بالجوعِ حِرفَةَ سردِهِ
سيرة ذاتية للشاعر
· من مواليد قلعة سكر شمالي الناصرية (العراق) عام 1975م.· درس الهندسة الميكانيكية بجامعة الموصل.· عضو مؤسس في منتدى أدباء وكتاب قلعة سكر.· فاز بالعديد من الجوائز داخل العراق وخارجه، منها:– الجائزة الأولى في مسابقة الحدث الثقافي (الأردن).– الجائزة الأولى في مسابقة شعر المقاومة الإسلامية في النجف الأشرف 2011م.– الجائزة الأولى في مسابقة (شاعر الطف) لمؤسسة الولاية الثقافية.– الجائزة الأولى لمسابقة مؤسسة الشهداء.– له مجموعة شعرية قيد الطباعة بعنوان (ما لا يشبه الماء). |