صلاةٌ في مِحراب
للشاعر / كريم صبري الناصري (العراق – الناصرية)
سَنيُّ المُنى جارٍ وإن فاتَهُ الفتحُ ولولا تَوَخِّي حَبَّةٍ عُتمةَ الثَّرى وَكَم شامخٍ يُضني النَواظرَ ما لَهُ أَجَلْ هذهِ الدُّنيا سَرابُ ذَوِي العَمى تَعَلَّقها تيهاً خَناهُم وَأُشرِبُوا ولكنَّ في الأفقِ المغيَّبِ أنْجُماً وتُسقَى زُعافَ الهَمِّ حافِلةً بِهِ وَيَلقَفُ أغراضَ القَداسَةِ طَرفُها فلو رَمَقَتْ حِلمَ السَّماءِ بِغَضبَةٍ فَتُرخِي أكُفَّاً مِثلَ أجنِحَةِ القَطا فَيا لَهْفَ أحداقي على خَيرِ مَعشَرٍ تطوِّقُني ذاتُ الطُّفوفِ ولم يَزَل فَلَيسَ البُكا إلَّا سِهامٌ بمُقلتي أَبيتُ بِهِم في حَسرةٍ تُحرِقُ اللَّظى على أنَّني أُسْقَى اللياليَ قِبلةً |
وما اللَّيلُ إلَّا جِنَّةٌ لُبُّها الصُّبحُ لَمَا اصطَفَّ جَيشاً في سَنابِلِهِ القَمحُ مَقاصِدُ إلَّا والجِراحُ لَها سَفحُ وقد وَهَبُوها ما تَخُطُّ وما تَمحُو هَوَى عِجلِها كَأساً فَكَأساً فلمْ يَصْحُوا ترشُّ أريجَ الضَّوءِ فَهْوَ لها نَفحُ يُصافِحُ طَعناتِ الدُّجى نُورُها السَّمحُ لِتَنمُوْ تلالُ الدَّمْعِ حَتَّى عَلا الصَّرْحُ لَساخَت دُنًى لكِنَّ شِيمَتَها الصَّفحُ لِتَسخُوْ عُيونٌ كُلَّما مَسَّها القَرْحُ تَجارى فلا كُمٌّ يَرُدُّ ولا مَسْحُ على مُلتَقى الذِّكرى يُزَلزِلُني الضَّبحُ ومِن لَجَبِ التَّذكارِ في أضلعي رُمْحُ خصيمَ الكَرى والنَّومِ ما طابَ لي صلْحُ إذا ما دَنا مِحرابُها شَطرَها أنْحُو سَحيمٌ كَجُبِّ اللَّيلِ ليسَ لهُ فَسْحُ مثالِبَ لَو قُصَّت لَهُ ذَمَّها القُبحُ فلِلرَّملِ ذَرٌّ والهَجيرُ لَهُ لَفْحُ على النَّاسِ والدُّنيا نَدَى يَدِهِم سَحُّ إذا ما شكا رَدْحٌ قَضى بِهِمُ رَدْحُ ولا جالَ في ذِهْنِ الفَضائلِ ما ضَحُّوا بِرَمضائهِ تتلو فَطالَ بِها السَّبْحُ فما زادني راضٍ ولا صَدَّ مَن يَلحُو عَلَوا قبلَ أن يُعليْ السَّماءَ وأن يَدحو وَكَيفَ يَحِلُّ الزَّادُ لَو حَرُمَ المِلحُ نَفِرُّ خِفافاً والجحيمُ لها جَمحُ فبَهجَتُها حِلٌّ ومأمَنُها نَزْحُ فيا سَعدَنا مَرضى وَضَيعَةَ مَن صَحُّوا فيا خيرَ مَن صَلَّى لَهُ المَنعُ والمَنحُ ولكِنْ شَغوفٌ يُستَطابُ لَهُ الذَّبحُ فألواحُكَ اللُّجُّ الذي ما لَهُ شُحُّ إلى كُلِّ ثَوبٍ مِن ذَويكَ لها جَنحُ كدامٍ ثلاثاً لا يَنامُ لَهُ جُرحُ وَلا جازَ نُوحٌ والخِضَمُّ لَهُ طَفحُ غَزيرَ حياءٍ فالدِّماءُ لَهُ نَضحُ |
سيرة ذاتية للشاعر
– مواليد الناصرية، العراق، عام 1968.– بكلوريوس لغة عربية.– له مجموعتان شعريّتان ( مسافرٌ في غياهب الظنون ) و ( قِطاف القوافي). |