الصائحة

هجرتُ التصابي والـخـردَ
ومشي الهوينى تثنى علينا
وحـمـر الليالي ونظمُ التسالي
وغنجٌ ودلٌّ وبالطرف نجلٌ
وخِلٌّ أنيس وخصر لميس
يطوف والبابنا حولَه
تنازع احداقَنا جيدُه
ترينا الليالي في خصلها
بطرفٍ تـحور من فطرةٍ
وثغرٍ تبسم فيه الاقاح
نصوعا سطوعا فلو أطفأوا
تعض عليه لُـمـا احمرا
إذا ضحكت اخذتنا الظنون
سوى أنـها تستبيح الوصال
فما الصبُّ من سكرات الهوى
ولو بُعثت عندها الانبياء
وكان النديم إماما لنا
وكان الزمان ينيل الأمانَ
رثاء أبي الفضل

وكأسا إذا ما امتلى ازبدَ
بقد كما نشتهي قُددَ
فريدا من الدر قد نُضِّدَ
يلاحق عيني مستقصدا
تأزر لكنه ما ارتدى
إذا لاح مسْتَطرَفا أغيدا
بعقدٍ تلألأ فوق الثِّدا
وصبحُ المحيا يرينا الغدَ
طبيعته هكذا أثـمدا
يكاد من الريق أن يُوردَ
سراجا بجانبه اتقدَ
يقارب في لونه الأسودَ
الى الحور لا طيف بل مشهدا
وتلك تحب بأن تُـفْـرَدَ
يفيق إذا باللظى هُدِّدَ
لتزجر عاشقها ما اهتدى
ودكةُ صهبائه مسجدا
وكنا نـمدُّ إليه يدا
العباس (عليه السلام )

إلى أن سمعنا بناعي الحسين
يرددُ يا كربلا كالسهام
وينشدُ شعرا فجيع الرثاء
فقمنا إليه بدمعٍ سخين
وقلنا أيا خامرا بالهوى
وكان يـمرُّ على شاطئٍ
كأنه جاء إلى العلقمي
وفيه بقايا من العنفوان
ولا ندري قبل اقتحام الورود
وكان مهيبا برغم الجراح
وما حجب الدمُ عنه الجمال
يقول بأنه أبكى النخيل
وكاد الفراتُ يقوم إليه
تـحـسر كيف رمى ماءه
بغير كفوف فكفٌ هنا
ويبدو بأنه كان يدور
ومـخـه كان يسيل دما
ولـم يبقَ سيفٌ نقيعُ الذحول
وسرُّ انتشار السهام عليه
ويبدو بأنه لـما هوى
ألا تنظرون خياما هناك
فهذا المسجى عمادٌ لها
ولـما اُصيبَ بـحـدِّ العمود
وفيها عطاشا قد انتدبوه
وواعدهم بالرِّوى أو يموت
فكانت ولادتُه من هنا
وسورةُ والعصرِ اسم أخيه
ولكنه مذ رآه صريع
هوى ركنُه وانـحـنى ظهرُه
وصيحتُه من حشا اخته
أوا كافلاه أوا ضيعتاه

رثاء علي

وطافتْ بنا راحلاتُ القريض
على جسدٍ لا يليقُ الثرى
من الكفر محضا إذا ما تراه
أهذا نبيٌّ أهذا وصي
أيوسف هذا من البئر جاء
ولكن هذا يفوقُ لذاك
فليس له غيره من شبيه
توحد في صومعات الجلال
فدعْ للعيان سراحَ الخيال
وكان بنا عجبٌ حائرٌ
أما كان أولى بهذا الفتى
فما له ملتَفِعا بالتراب
أليس لهذا الغلام أبٌ
فقالوا بلى إليه أبٌ
ولـمـا رآه شتيت الوصال
وما فيه عضوٌ بغير انفصام
كأن العدى صادفته جريح
فطاعنها شدَّ غِلَّ السنان
وخرَّ كنجم على الفجر لاح
تعفر فوق الجراح أبوه
ولـمَّـه في بردة وطواه
بنيَّ عليٍّ وعيشي بلاك
فلا تـحـسـبـنِّـي من الغابرين
يتمتم يا أبتِ للخيام
فقتلي أهون من أنْ آراك
لأمك إن عدتُ ماذا أقول
وزينب يا ولدي قد تـموت
فلما أتى به نحو الخيام
فعدتُ إليه فقال اعفني
وقال أخاف هنا أن أقول
أقول بأن صغير الشِّبال
أقول بأن الحسين الوقور
وكان التجلد من طبعه
رمى نفسه قبل رمي النساء
وليلى تـمر براحاتـها
وسكنا تقول هنا يا أبي
وصيحةُ زينب وا ولداه
رثـــاء

تجافى وقم يا خليل الشجا
فزاد وقال لهم معرسٌ
وكان زفافا قصير المدى
وفيه النساءُ تـجـرُّ الصغار
وخدُّ العريس به دمعةٌ
عليه ثيابٌ من المجتبى
ولفَّ العمامةَ من اخضرٍ
وسيفا تقلدَه مرهفا
وأُلبس من حلقات الدروع
ومسكٌ ندودٌ ووردٌ وعودٌ
ورملى وزينبُ من حوله
وتتلو الصلاةَ مع المعوذات
فلما تـجـلى أمام الحسين
يقول دعوني إلى عوذتي
ولما مشى مشية الراحلين
أسرَّ فؤادَ الثرى خطوُهُ
وفي سرجه خلتَ بدرَ التمام
ويرجز من رائعات البيان
أنا ابنُ الوصيِّ وسبط النبي
فإن تنكروني فسيفي يقيني
أنا ابنُ الصدور ولاةِ الأمور
وأوغل حيث لفيف الذئاب
وغنى الحمامُ هديلَ الغرام
فهاجت به عزةُ الخيلاء
ومال إلى نعله مصلحا
فكان غنيمةَ ابنِ النفيل
وأبدل منه ثياب الزفاف
فـخر به مجدُ آبائه
فهب الحسين وذا دأبه
بقلبٍ فطير وظهرٍ كسير
ونادى بني يعز علي
بنيَّ أما زلت تشكو الظما
وحاكا بـحـمله قوس النبال
يـحدقُ في حسنه فيرى
لذلك مال قوامُ الحسين
رأوه حديبا على ذي الجناح
رثاء عبد الله
كفاك كفاك بلغت مناك
فقال ذروني فعندي رضيع
بعينه كلُّ اختصار الجمال
به انفلق الصبحُ بعد الغسوق
فلا حظ فيه لعين الحسود
وعينا رأى القومُ فيه النبي
فقام عليهم عيانُ الشهود
لأن الصغيرَ بليغُ البيان
وأجلى بروزا لغل الحقود
تراه وَقِيِدَ الحشا بالظما
سـمومُ اللسان ووهجُ المكان
كأن السماء رمته على
طلوعُ هلال على ساعدين
وخاطبهم إن أكن عاديا
ألا تطفئوا منه حر الغليل
أليس بكم راجحٌ يستقيل
ألستم بني قيلةٍ في الأصول
فإن كنتُ في حقكم مذنبا
تغشوا ثيابـهُمُ مثلما
فكان الجواب فظيعا ألـيـم
تصدى له حرملٌ راميا
فصار يرف بصدر أبيه
وأغرق كفيه من دمه
فكانت لعين الثرى دمعةً
تسامت إلى شرفة المستجار
فلا الوعد وفَّى إليه السقاء
فلما تقصدا صوبَ الخيام
وكان يسودُ على أمره
يقلبُه في يديه صريع
وثرن النساءُ كسرب القطا
سراعا إليه بقدر الأسى
وأقصدها في البلوغ الرباب
وصارت تشد إلى حجرها
وأعظم ما فجع الثاكلات
  رثاء الشهيد

حنانيكَ قلنا كفى لا تزد
فقال الذي قد تجلى يسير
بقى السبطُ منفردا بالخيام
وكان الزمانُ اليه يدٌ
وبابُ التوسل مَنْ حاده
ففيه الرسولُ وفيه البتولُ
وفيه الخليلُ وموسى الكليمُ
ويأبى بغير ولا يته
فـمن وحَّـد اللهَ من دونـهـا
ألا من نصير ألا من معين
أخي فَضْخُ هامك ضيعني
وسهمٌ بعينك خلفني
وكلُّ جروحك جرحٌ لدي
عليٌّ بني الا قم إلي
وحلمُ الدلال وحلوُ الخصال
وسِلْوةُ أُنسي وقرةُ نفسي
وجدتك روحي التي تَـحْـيني
أيبقى بـهذي الحياة أبوك
عريسُ المنايا جميلُ المزايا
وغصنُ الآراك ومشي الملاك
فجيعُ الخضاب بـحـر التراب
حبيبي حبيب زهير برير
تنامون ملىء الجفون ردىً
فـمارتْ على الارض تنوي القيام
فشار لـهـا التزمي بالممات
وإن لحوقي بكِ في الجنان
ونادى الا مَنْ يشد الجواد
فقامت على قلبها زينب
وجاءته تسحب اذيالها
تلوم قساوتها بالـحِـما
وراح طليقا على ذي الجناح
فلم يُر في حصده للرقاب
والله اكبر باسم الإله
ولـما تشابك محتربا
وجالدها ساعدا ساعدا
أحست ببأسه فانتبذت
تُـرجِّعُ منه ثغاءَ القطيع
وأوغل في أجمٍ من سيوف
يشفُّ من الطعن سِـتْـرَ الدِّلاص
ووترا إذا طوقته الكماة
كأن السماء على أرضها
فصار النـهارُ بلا مطلعٍ
ولازال يشفي غليلَ الحقود
لديه جناحٌ على ذي الجناح
وأملاك بدرٍ تطوف عليه
وشيخٌ من الجن صاح به
فأعرض عن ذا وذاك إبا
ينادي إذا كان دينُ الإله
فأطلق كفَّ القضا كـفُّـهُ
رماه بفهرٍ دعيُّ الحتوف
فحاولها رافعا ثوبَــه
فجاء المثلثُ في قلبه
فجاد يُسبح وهو يطوف
يخضبُ شيبته بالدماء
فـما اغتنمت منه إلا السيوف
واضحى على سرجه غرضا
وكُــثْــرُ الجراح وسَعْرُ الظما
فمال إلى ربوة في البطاح
وظل الجوادُ يـحـوم عليه
فجاء سنانٌ له بالسنان
فـهـجَّ الحصانُ لأهل الخيام
فيا عُظمَ ما قد طوى صهـلُهُ
وعند العقيلة ذاك الشموس
والقى برأسه في حجرها
فصاحت به كيف خلفتَهُ
ألـم تدر أنه روحُ البتول
فقامت ويا لقيام لـها
وهامت بنسوتها راكضات
بغير شعور نشرن الشعور
فما جـئـنَ إلا وشمر الخنا
بـموضع تقبيل طـه الرسول
فلما رآه الحسين دعاه
إذا له وجه كوجه الكلاب
وشؤمُ الخنازير في خلقه
فصلَّى الحسينُ على جده
فشاط الدعيُّ على المصطفى
فصار العلا وجهُه للثرى
يصيح وجدي أنا ظامئٌ
وراح يهبر اوداجَهُ
وأدفق منحره ميزبا
يكبر والرأسُ في كفه
واعلاه مفتخرا فبدا
فهبت رياحٌ كريح ثـمود
وسحُبُ السماء دما امطرت
وقلبُ العليل على نطعه
وصاح بعمته هيئي
وهتك الستور وحرق الخدور
ونزعِ القراط ولسع السياط
ووكزِ الرماح وسيلِ الجراح
وسلبِ الحجاب وكشف النقاب
فلا تصرخي يا كفيل العدا
عليه اللواءُ وجودُ السقاء
فلولا العمود وقطع الزنود
فلا ترفع الصوت يا بن أبي
فإن الحسين بلا رأسه
أيأخذ رأسه من رمحه
توسد من نحره ظامئا
فمدِّ اليدين لأغلالهم
فإن الزمان اطاح بكم
ولفَّ الحبال على عنقي
وألوى على ستركم يده
وقيدكم بالسباء وما
وأهوى بتاج معزتكم
فلا سكن الجرحُ من كربلا
وصرختكم يا لثار الحسين
إلى أن يقومَ عظيمُ المقام
ويصبح كلُّ الزمان لكم
وتبسط جودَه راحاتُكُم
تـمت القصيدة

يرجِّعُ ما يفطر الأكبدَ
يُصيب برائشها الأفئدَ
يفتُّ الـحشا كلما أنشدَ
كأن البلاء له أوقدَ
أراك جزعتَ فماذا بدا
تُـحيـط الصخورُ به جسدا
مصرا بأن يـملأ الـمِـزودَ
تدل على أنه اجتهدَ
أُبيد أم انه قد وردَ
يُظنُ أبوه فتىً سيدا
بدا قمرا قطعته الـمُدى
بقربته ظامئا موسَدا
ليمسح هامتَه مكمدا
وفارقه لـم يبل الصدى
وكفٌ هناك نأى مُبْعَدا
بسهم عماه فجال سُدى
كأنه من عمدٍ عُمِّدَ
تـجـرد إلا به أُغـمـدَ
إذا صوبته يـمدُّ اليدَ
على وجهه استقبل الـجـلمدَ
وأوتادها بقيتْ ما عدا
وكان الاظلةَ والأعمدَ
تجرأ مَنْ شاء أن يُوقِدَ
فجاء الفراتَ لهم مُنْجِدا
فمات على الوعد مستَشَهدا
حريـمـا من الكفِّ قد وُلدَ
أتـم التواصي من أحـمـدَ
أقامت عليه القنا مـحـشدا
وناداه يا شملُ قد بُدِّدَ
فمنه النداء ومنها الصدى
أخي بعد جودك مَنْ للندى

الأكــبر ( عليه السلام )
تـجـذُّ بأسطرها وُخَّدا
بـمثواه ما لـم يكن عسجدا
وتأبى لحسنه أن تسجدَ
أم انـهمـا فيه قد وُحِّدَ
إلى كربلاء لكي يشهدَ
ويسمو بطلعته مُـصْـعِدا
بنفي الشبيه قد اتـحدَ
فريد الجمال لكي يُعبدَ
فما الحقُّ إلا بأن تشهدَ
يريد اليقين لكي يُفْنَدَ
لعرش السماء بأن يصعدَ
ومعتنقا بالثرى الصيهدَ
أما مات من فقده كمدا
يدورُ بعينيه نزعُ الردى
توزعَ من طعنه أَفْــرُدا
كوُثْقى العُرى انفصمت بالهدى
وكانت على جده الأحقدَ
وطائشُها بالحشا سددَ
يُصَدعُ في برجه الفرقدَ
جزوعا تعذر أن يَـجْـلُدَ
فما حال قلبٍ طوى ولدا
عليَّ استوى جدثا موصَدا
عفا العمر من بعدك وغدا
اعدني بصدرك ملتحِدا
تـجـول بطرفك منفردا
أألقيك في حجرها مُـخْـمَـدا
وأنت كذا قطعا جسدا
هوى قلمُ الشعر مرتعدا
وأرعش انـملتي واليدَ
مقالا جريئا ولن يُـحـمـدَ
بوسط النساء رمى الأسدَ
إلى الخدر محتضرا وفـدَ
بعظم الرزايا فما جَـلُـدَ
على ابنه والِـها مُكْمَدا
على جرح رأسه كي يبردَ
أرى عاتقا خَلِعا مُفْصَدا
وما سُـمعَت بعد هذا الندا
القاسم ( عليه السلام )       
فلا يسعُ القلبُ أن يكمدَ
أقاموا له بالهنا مـحشدا
ولكنه قد بقى سرمدا
وكان السوادُ الذي يُرتدى
فصار كوردٍ سقاه الندى
قميص ومنطقة وردا
تدلت بأفخر ما يُــعْـقَدَ
تـهيب حمائله مغمدا
سبوغا على صدره أزردا
إذا فاح من طيبه زُوِّدَ
تصلي على المصطفى أحـمـدَ
من الـحُسْنِ تخشى بأن يُـحـسدَ
تـجلى به الـحَـسَـنُ المفتدى
أوفي فعمي انتخى مفردا
وأسلمَ للأجل الـمِقْـودَ
وأضحك من لطفه الفدفدَ
تخيل رغم الضحى الفرقدَ
أنا ابنُ عليٍّ سِـمـامِ العدا
ورحي لروح الحسين فدا
ورمحي أشكُّ به الـمُـجْـحِدَ
بنا ختمة الأمر والمبتدى
ليزأر في الحرب مستأسدا
وطير المنية قد غردَ
من المرتضى فاستخف العدى
جريئا يرى الـمـلتقى معهدا
فأهوى على هامه الأجردَ
بأخرى لـها الدم قد جَدَّدَ
مُؤَثَّــلُـه يندب الـمُـتْـلَدَ
يُغيث اخا له أو ولدا
فقامته تشكتي العمدَ
بأن تستغيث ولا أُنـجدَ
أما ذقتَ من جرحك الـموردَ
ثقيلا على صغره مـجهدا
به الحسنُ السبطُ قد جُـسِّدَ
وما قام معتدلا ابدا
إلى أن تعفر واستشهدَ
الرضيع ( عليه السلام )

فقد فات ما فات وانـمـردَ
سأنعاه وجْـزا ولن أسردَ
إذا شبحت رامقات المدى
كأن الدجى منه قد بُـدِّدَ
ولا نفث الصدرُ وانعقدَ
صغيرا بلفته مـلبدا
وحسبُ الجحودُ بأن يشهدَ
إذا ما تصوب واسـتُـشهدَ
إذا ما تعود أن يـحـقدَ
ووجنته بالسنا موقدا
سـمـومان في قلبه اتحدا
ذراع أبيه وما وُلِدَ
إذا زاح عنه أبوه الرِّدا
فهل ذا بظلم عليكم عدا
لعين النبي صراط الهدى
ترديكم هوة الـمرتدى
أما بلغت واعظا مرشدا
فهل من صغيري ذنب بدا
تغشت لنوح النبي العدى
يفتُّ الصفا جلمدا جلمدا
بسهمٍ وفي نحره سَدَّدَ
كطير ذبيح بـحد الـمُدى
وبادر في رميها مصعِدا
وكانت لعين السما مرصدا
فـمـدَّ لـهـا جبرئيل اليدَ
ولا السهمُ أخطأه موعدا
تناهى البلاءُ بـما قصدَ
فصار المصابُ له سيدا
عساه يرى رمقا مُسْعِدَ
إذا ما تسابق أو طُوردَ
تُـقَـفِّي وجائدها الأوجَدَ
وتعرفُ لـمْ كانت الأقصدَ
ضناها وتبعثه مـخـمدا
دمُ النحر بالسهم قد جَـمَدَ
الحسين ( عليه السلام )

وإياك إياك أن تزدَ
قبالَ الكثير الذي ما بدا
كما كان بالفضل منفردا
ومِنْ راحتيه الوجودُ جَدا
فقد جاء بابَ السما موصَدا
وحيدرُ والمجتبى عُدِّدَ
ومن زاد عيسى فقد سُدِّدَ
إلهُ الخلائق أن يُعبدَ
أتى للجزاء كمن ألْـحَـدَ
على الظاعنين يُعيد الــنِّــدا
وجذُّ يـمينك جذَّ اليدَ
أجَدِّ دروب البلا أرمدا
فقد كنت لي النفس والعضدَ
ألست الفتى الباسل الأصيدَ
وفيك أرى الـجـدَّ والولدَ
فصرتُ بـها الزاهدَ الأزهدَ
فـما يُـجْـدني بعدُ أن أجدَ
وفَقْدُك قد نزع الكبدَ
وطير الجنان إذا غردَ
عليه الـحـسـامُ إذا قُـلِّدَ
تجلل من رأسه السؤددَ
يصيح فيرجع منه الصدى
وابقى اناشدكم مُسْهَدا
وكلٌّ من النخوة اضطردَ
قضى الله في مصرعي مفردا
قريبُ المنال ولن يَـبْعُـدَ
فلا ارى من فتيتي احدا
وصاحت أيا قلبُ كن جـلـمدا
تقود إليه جوادَ الردى
تجودُ به لسيوف العدى
أبيا وحرا كما عُـوِّدَ
شجاعٌ تعهد أن يـحـصـدَ
إذا كبرت هبلا رددَ
وصكتْ عليه العدا الانـجُـدَ
ولاحمها عضدا عضدا
مكانا قصى بسراب الـمدى
ويزأر في رعيـهـا أسدا
تظلل فيه القنا الـمُـقْصَدَ
ويهدم من ضربه الـخُّـودَ
تفرُّ وقد صدها واحدا
ونـجـمُ المنايا هوى أسودا
وليلُ الزمان بلا مغتدى
برمحٍ يصيبُ به الـمـحْـقَـدَ
إذا شاء للخلد أن يصعدَ
تـمنـتْـهُ لو يطلب الـمددَ
ألا أمر حسينٌ نبيدُ العدى
ليلقى المنيةَ مُستَفْـردا
يقوم بقتلي فيا مسعدا
وارخص كفا عليه اعتدى
بغرته ودما المسجدَ
ليمسح عنه الدم الـموردَ
وبالدم من ظهره نفدَ
طوافَ الوداع بسهم الردى
ليلقى الإله خضيبا غدا
فصار لـمـهوى الظبا معبدا
لـمـن يتشفى ومن سَـدَّدَ
ونزفُ الدماء له أجـهـدَ
وخر على حرها موسَـدا
ويُدلي على كفه الـمِقْـوَدَ
وفي خصره رمـحُـهُ اغـمـدَ
جـموحا يقادح ما أزندَ
ويا ثقلَ ما به قد أبْــرَدَ
ثنى ركبتيه وألوى اليدَ
وحمحم مفتجِعا مُــزْبِــدا
يـجـود بنفسه بين عِدَا
وللخلد تدري به السيدَ
أقام الزمانَ وما أقعدَ
لتصبح دون حِـماها فدا
وما لـها إلا النحيبُ حِـدا
بصدره منتعلا صعدَ
وسرِّ القضا آخذا مقعدا
أمط عن لثامك كي أشهدَ
بدا أبقعا أبرصا أجعدا
تربع مستقبَحا نكِدا
وناداه ما قــلــتَـه قد بدا
وقام برفس إمام الهدى
يلفِّظُ من فمه الـمِـرْبدَ
ونفسي قد اشتعلت مَوْقِدا
وعن جسمه رأسه أبعدَ
من الدم ألبسه مَـجْـسِـدا
من النصب فيما يظن اهتدى
على ذروة الرمح متقِدا
وصار المدى احمرا اسودا
وبارقُها صعِقا ارعدا
تفطر بالخدر وانـمـردَ
حَصانَ النساء لسبي العدى
وصدِّ الـمـغير إذا ما اعتدى
بكف الحقود إذا جـلدَ
بـخدٍّ من اللطمة استوقَدَ
وتعويضه بالجموع يدا
اغارت فإن الكفيل غدا
بوعدِهِ والغيرةِ مُـدِّدَ
لجاء يوفي بـما وعدَ
بخدري شمرُ الخنا عربدَ
فكيف يقوم لك جسدا
ويأتيك يا زينب مُنْجِدا
ولا يُـحصى من جرحه عددا
إذا قربوا النوق والأصفُدَ
وَهَدَّ البناءَ الذي شُيدَ
وحزَّ الـمـعاصم والأعضدَ
وجاذبكم مئزراً ورِدَا
أذل الأسيرَ إذا قُيدَ
وطوقكم ذله مَقْلَـدا
ولا طرفكم بالسُرى هوَّدَ
ستعلوا بحرقتها أبدا
بقرع السيوف يردُّ الصدى
ومن يدكم ملكه يُـجـتدى
فلو قبضت عزَّ أن يرفِدَ
بعون الله وفضله

بتاريخ 15/11/2015م

أرقام من مسابقة شاعر الحسين الثامنة (1437 هـ / 2015م)

أرقام من مسابقة شاعر الحسين الثامنة (1437 هـ / 2015م)

إحصائية بعدد القصائد المشاركة في المسابقة منذ انطلاقها
المسابقة عدد المشاركين
الأولى (2008) 63
الثانية (2009) 82
الثالثة (2010) 100
الرابعة (2011) 97
الخامسة (2012) 57
السادسة (2013) 94
السابعة (2014) 82
الثامنة (2015) 90
المجموع = 656
نسبة المشاركين بحسب الدولة
البحرين السعودية العراق لبنان عمان مصر
53 28 3 4 1 1
59% 32% 3.5% 4.5% 1% 1%
  • ينتمي الشعراء المشاركون إلى 6 دول عربية، (59%) من داخل البحرين بارتفاع طفيف عن العام الماضي (55%)، وحلّت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية بنسبة الثلث تقريباً (32%)، جاءوا من مناطق (القطيف، الأحساء، الدمام، المدينة المنورة)..
نسبة المشاركين من الذكور والإناث
ذكور إناث مجموع
73 17 90
81% 19%  
  • تواصل نسبة المساهمات النسائية انخفاضها تدريجياً بشكل طفيف (من 22.5% في العام قبل الماضي إلى 21% العام الماضي، وأخيراً 19% هذا العام)، مقابل نسبة 25% قبل ثلاثة أعوام.
توزيع القصائد من حيث الشكل الشعري
شعر عمودي شعر تفعيلة مزيج (تفعيلة/عمودي) قصيدة نثر
77 7 1 5
ذكور إناث ذكور إناث ذكور إناث ذكور إناث
59 13 4 3 1 4 1
86% 8% 1% 6%

ملاحظات:

  • واصل الشكل العمودي هيمنته على القوالب الإيقاعية للقصيدة الحسينية مع استمرار تراجعه الطفيف، إذ بلغت نسبته هذا العام (86%) مقابل (90%) العام الماضي تراجعاً عن (93%) في العام الأسبق.
  • بصفة عامة، لا فروق إحصائيٌّة ذات دلالة واضحة بين ميول الشعراء الذكور والشاعرات الإناث إلى شكل شعري معين، وإن سجلت الإناث نسبياً أكثر تحرراً أكبر من القالب الشعري العمودي:
  • جاءت (68.5%) من قصائد الشعراء الذكور قصائد عمودية، مقابل نسبة (76.5%) للشاعرات، وهما نسبتان تؤشران إلى ميل الذكور بشكل أكبر إلى العمودي.
  • وفي شعر التفعيلة والمختلط إيقاعياً بلغت النسبة لدى الذكور 8% لدى الذكور، فيما وصلت لدى الإناث إلى (23%).
  • وفي قصيدة النثر، وصلت نسبة الذكورالذين كتبوا قصيدة نثرية (5.5%) فيما كتب (8%) من الإناث قصائدهن وفق الشكل الشعري النثري الحر، بما لا يحمل فارقاً ذا دلالة.
  • لا يظهر لدى الشاعرات الإناث أدنى ميل للمزج بين الأشكال الشعرية، وظهرت محاولة يتيمة لدى الشعراء الذكور.
توزيع القصائد من حيث إيقاع الوزن (الأبحر العروضية)
  البحر العروضي نوعه

(صافي/ممزوج)

التكرار
تام مجزوء مجموع
1. الكامل صافي 36 1 37
2. البسيط ممزوج 9 9
3. الطويل ممزوج 8 8
4. المتقارب صافي 4 4
5. الرمل صافي 4 1 5
6. الوافر ممزوج 4 5
7. السريع ممزوج 2 2
8. الخفيف ممزوج 3 3
9. المحدث صافي 2 1
10. الرجز صافي 1 1 2
11. المقتضب ممزوج 1 1
المجموع   74 3 77

ملاحظات:

  • جاءت قصائد الشعراء وفق 11 بحرا شعريا من مجموع 16 في العروض العربي([1]). 5 منها بحور صافية (مفردة التفعيلات)، و 6 بحور مركبة (ممزوجة التفعيلات).
  • يلاحظ حضور بحر الكامل([2]) بكثافة في القصائد الشعرية المبنية موسيقياً على أبحر العروض (37 من أصل 77)، لا فرق في ذلك بين قصائد العمود أو التفعيلة، إذ بلغت نسبتها 48%، يليها البحر البسيط (9 قصائد بنسبة 12%)، ثم الطويل (8 قصائد بما نسبته 10%).
  • يميل الشعراء إلى الأبحر التامة (مكتملة التفعيلات) بنسبة 65%، وجاءت نسبة (35%) على أبحر مجزوءة، فيما لم نجد نصاً ذا بحر مشطور أو منهوك.
  • ميل الشعراء ظاهر إلى الأبحر الطويلة ذات التفاعيل الكثيرة، والتي تتناسب مع الحالة الشعورية المرتبطة بالحزن والأسى أو الفخر و الحماسة والحرب، وهي الأغراض السائدة في القصيدة الحسينية.
  • وزهد الشعراء أيضاً ملحوظ في البحور القصيرة والسريعة (كالمتقارب والرمل والخفيف والمقتضب) أو غير التامة (المجزوءة، أو المنهوكة، أو المشطورة)، وهي ترتبط نفسياً بحالة الانفعال المفاجئ والطرب.
  • يلاحظ كذلك سيطرة البحور الصافية (غير الممزوجة أو المركبة التفعيلات)، إذ بلغ عدد القصائد ذات الأوزان الصافية 74 قصيدة بنسبة (96%) مقابل 3 قصيدة أبحرها ممزوجة (مركبة) التفعيلات بما نسبته (4%).
  • الأرقام السابقة تشير – إضافةً إلى طغيان الذائقة الإيقاعية التقليدية – إلى وجود مساحة واسعة غير مستغلة من الإمكانيات الإيقاعية العروضية في قصائد الشعر الحسيني المعاصر.
توزُّع القصائد من حيث القوافي
القافية (حرف الروي) التكرار
ر 16
ن، ل 11
م 9
الهمزة 7
ع، ب 5
ت 4

ملاحظات:

  • جاءت قصائد الشعراء هذا العام موقعةً على 8 قوافي (حروف رَوِيّ).
  • اعتمدت (7) قصائد نظام المقاطع والقوافي المتعددة.
  • القوافي الأكثر تواتراً هي الراء، فالنون، فاللام (اعتمدها 40 نصاً من أصل النصوص الـ 77 القائمة على نظام القافية الواحدة)، أي قرابة النصف.
  • عند استقراء قوافي السنوات الأربع الأخيرة، تتنافس قافيتا الراء والنون[3] وتتناوبان على قمة هرم القوافي المفضلة. ففي هذا العام والعام قبل الماضي كان الميل إلى قوافي (النون، فالعين والراء)، والذي قبله إلى قافيتي (الراء فاللام)، وفي العام الذي سبقهما كان الميل لقافيتي (الراء ثم النون).
  • ولوحظ، كما هي الحال في العام الماضي، تفضيل الشعراء الحسينيين القوافي المطلقة (متحركة) التي تعزز حركية المشاعر والاندفاع بواقع (90) قصيدة، مقابل (30) قصيدة ذات قافية مقيدة (ساكنة) تتلاءم مع الجو النفسي الهادي.
تحليل مضامين النصوص بحسب الحقول الدلاليّة
دائرة الحزن والبكائيات دائرة التمجيد والمناقبيات دائرة الاستنهاض والحماسة دائرة الحب والشوق والولائيات دائرة الاستلهام الرمزي
24 31 13 10 11
27% 34% 23% 11% 12%

ملاحظات:

  • تتمازج وتتداخل الدلالات والمعاني المذكورة في النص الواحد لكننا اعتمدنا في التصنيف على الروح السائدة.
  • تتقاسم دائرة التمجيد والمناقبيات ومضامين التمجيد وروح الحماسة الثورية والاستنهاض الهيمنة على النصوص الحسنية لهذا العام بواقع الثلث لكل منهما.
  • وفي المقابل شهد هذا العام عودة جزئية إلى دائرة البكائيات والرثاء المباشر، التي احتلت مساحة (27%) من مساحة النصوص بعد أن انحسرت إلى (20%) في العام الماضي، لكنها لم تصل إلى مستواها قبل أربعة أعوام حيث كانت تتمدد على مساحة (47%) من النصوص، ولا يعني ذلك إغفال أن أي قصيدة حسينية لا يمكن أن تخلو تماماً من ثيمة الرثاء بشكل متداخل مع الأغراض الشعرية الأخرى.

رصد إحصائي وتحليل: جعفر علي المدحوب

(20 نوفمبر 2015م)

[1] الغالب لدى القدماء عروضياً بحور: الطويل، فالكامل والبسيط، ثم الوافر والخفيف، والبحور الثلاثة الأولى تمثل 52 نصاً من نصوص المسابقة، بما نسبته 67% . (انظر: دراسة إبراهيم أنيس الإحصائية حول الموضوع)

[2] بحسب ملاحظات علماء العروض، فإن بحر الكامل أكثر الأبحر جلجلة وحركة، إن أريد به الجد كان إيقاعه فخماً ذا جزالة وحسن اطراد، وإن أريد به الغزل كان جرسه ليناً رقيقاً، ولذلك فهو من البحور الدالة على الفروسية، وكذلك الشجن والعشق والرومانسية.

[3] (الراء) و(النون) كلاهما حرف مجهور لا يجري معه النفس، بين الرخو والشديد، لا ينحبس الصوت عند النطق به انحباساً كاملاً، من صفات (الراء) التكرار الذي يوحي بالتعاقب والحركة والانفعال، فيما يوحي حرف (النون) بجو من الشجن والهدوء؛ ذلك أنه من الأصوات الأنفية المكتومة التي تبدو للسامع منبعثة من الأعماق.

وصف محتوى تطبيق شاعر الحسين ع

انطلاقا من اهتمامها بالتواصل مع جمهورها اطلقت مسابقة شاعر الحسين تطبيقها للهواتف الذكية حيث يعدّ التطبيق “شاعر الحسين” أحد التطبيقات البحرينية ذات المحتوى الأدبي الراقي، والتي يتاح تحميلها لمحبي الشعر الحسيني مجاناً على هواتفهم المحمولة والأجهزة اللوحية الذكية المتوائمة مع أنظمة تشغيل الأندرويد والأبل (iOS)، ويبلغ عدد من حمل التطبيق 6089 شخصاً، بينهم 5435 من مستخدمي أجهزة الأندرويد، و654 من مستخدمي أجهزة أبل.
يحتل وسم مسابقة شاعر الحسين واجهة التطبيق، وهو ذو تصميم كلاسيكي جذاب، ويتضمّن عدة قوائم تصفّح، بإمكان المستخدم أن ينتقل عبر نوافذها بسلاسة لمشاهدة نبذة تعريفية عن المسابقة، ومتابعة أخبارها أولاً بأول، وسيجد جميع نشرات المسابقة وإصداراتها، والأهم من ذلك إمكانية الاطلاع على عشرات القصائد الفائزة مبوّبة بحسب نسخ المسابقة السبع السابقة، كما يتاح أيضاً الاستماع عبر ملفات صوتية ذات جودة عالية إلى القصائد الشرفية والكلمات التي ألقيت في المهرجانات الختامية، ويتضمن التطبيق أيضاً مكتبة مرئية وأخرى صوتية للقصائد الفائزة بأصوات الشعراء أنفسهم.
يوفّر التطبيق للمهتمون بشؤون المسابقة العديد من المزايا والصفحات الشيقة التي تُعنى بشروط المسابقة ومعايير التحكيم ومراحله، وتشكيلة لجان التحكيم، إلى جانب معرض للصور، وكذلك صفحة خاصة بالسيرة الذاتية للشخصيات العلمية والأكاديمية التي تم تكريمها في المهرجانات الختامية، وثمة نافذة ستبحر بالمستخدم عبر حسابات المسابقة في شبكات التواصل الاجتماعي (تويتر، يوتيوب، فيسبوك، أنستغرام).
أما المعنيّون بالجانب النقدي فننصحهم بتصفح القسم المخصص للإحصائيات حيث تتوافر مسارد إحصائية وتفاصيل فنية مثيرة حول القصائد المشاركة في كل عام، وتوزيعها من حيث الشكل الشعري (عمودي، تفعيلة، نثر)، والمحتوى الدلالي، والبحور العروضية، وأنواع القوافي، بالإضافة إلى توزّع الشعراء المشاركين من حيث الدول التي ينتمون لها، ومن حيث جنسهم (نسب الذكور والإناث)، وغيرها من التفاصيل ذات القيمة الفنية.
وصلة تحميل التطبيق على اجهزة الاندرويد
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.huspoet.app
وصلة تحميل التطبيق على اجهزة الابل
https://itunes.apple.com/ca/app/sha-r-alhsyn/id954310835?mt=8 
Screenshot_2015-09-28-10-05-05Screenshot_2015-09-28-10-22-52
Screenshot_2015-09-28-10-23-04

Screenshot_2015-09-28-10-23-22

حِيْنٌ مِنَ النَّحْر

للشاعر: ناصر ملا زين (البحرين)

 

حِيْنٌ مِنَ النَّحْر

 

زَرَعْتُكَ وَحْيْاً .. واخْضِرَارَاً .. وَمَوْطِنا

لأَقْطفَ مِنْ عَيْنَيكَ فُلّاً وَسَوْسَنا

سَكَبْتُكَ فِيْ كُلِّ الجِهَاتِ حَقِيْقَةً

لِتَمْلأَ دَلْوَ المُسْتَحِيْلاتِ مُمْكِنَا

وَرُحَتَ مَعَ الأَقْمَارِ تَفْتحُ شُرْفَةً

فَأَمْسَتْ سِلالُ النَّحْرِ تَعْبقُ بِالسَّنَا

بِضَوْءٍ مَسَحتَ العَيْنَ، عَيْنَ قَصِيْدَتيْ

وَمِنْ مُقْلَتَيْهِ الأُفْقُ وَرْدَاً تَزَيَّنَا

وَجِئتُكَ حَيثُ النَّهرُ يَحْمَرُّ بَاكِيَاً

فَأَعْظِمْ بِكَفِّ اللهِ تَمْسَحُ أَعْيُنَا

كَأَنَّ رُمُوْشَ المَاءِ رِيْشَةُ مُبْدِعٍ

تجلّتْ إِلى الأَطْفَالِ حُلْمَاً مُلَوَّنَا

لِتَرْسمَ مِلءَ الحُلْمِ ضَحْكَتَهَا التيْ

تَفَنَّنَ فِيْهَا الحُزْنُ عُمْرَاً تَفَنُّنَا

وفِيْ لَحْظةٍ – كَالرّيحِ تَفْقدُ وَجْهَهَا-

تَجِيءُ إِلى كَفَّيْكَ تَسْألُ: مَنْ أَنَا؟!

خَطَوْتَ، فَفَاضَ الرَمْلُ شَمْسَاً وَمَنْحَرَاً

نَزَفْتَ، فَكَانَ الجُرْحُ بَيْتَاً وَمَأْمَنَا

بَنَيْتَ مِنَ الأَوْجَاعِ بَسْمَةَ خَيْمَةٍ

فَلَمْ تُهْدَمِ البَسْمَاتُ إِلّا لِتُبْتَنَى

سَأَلتَ سَحَابَ النَّهْرِ: هَلْ ثَمَّ طَعْنَةٌ؟!

وقُلْتَ لِطِفْلِ الوَرْدِ: ذَبْحُكَ قَدْ دَنَا

لِتَنْقُشَ فِيْ الآفَاقِ لَوْحَةَ مَصْرَعٍ

وَتَصْبَغَ كُلَّ الأَرْضِ والدَّهْرِ وَالدُّنَا

فَأذَّنَ شِلوُ المَاءِ.. وانْثَالَ سَجْدَةً

كَأنَّ (بِلالَ الغَيْبِ) للهِ أَذَّنَا

هُنَا حَجَّتِ الأَشْجَارُ، وازْدَلَفَ المَدَى

وكَانتْ (خِيَامُ الطَّفِّ) تَنْسَابُ مِنْ (مِنَى)

أَتْيْتُكَ والأَنْهَارُ تَتْبَعُ خُطْوَتِيْ

ولا شَيءَ غَيْرَ الدَّمِّ يَقْتَلِعُ الفَنَا

مَعِيْ شَهْقَةُ الخَيْمَاتِ، مِنْدِيلُ هَوْدَجٍ

وَقَلْبُ رَضِيْعٍ .. بِالسَّكَاكِيْنِ أُثْخِنَا

يُغَنِّيْ، وكَالعُصْفُوْرِ يُذْبَحُ غُصْنُهُ

ومَا زَالَ غُصْنُ النًّحْرِ غَضَّاً وَلَيِّنَا

وَمِنْ قِرْبَةِ العَبَّاسِ أَبْصَرتُ جَنَّةً

تَرَاءَتْ – بِلا كَفَّيْنِ – تَحْتَضِنُ المُنَى

فَأَدْرَكْتُ أَنَّ السَّهْمَ أَيْقَظَ غُرْبَةً

فَكَانَتْ عُيُوْنُ البَدْرِ مَأْوَىً ومَسْكَنَا

رَأَيْتُ عَلى الأَنْهَارِ قَلْبَ مُحَمَّدٍ

يَخِيْطُ لَكَ الآَيَاتِ حَتَّى تُكَفَّنَا

وَيَنْسُجُ فِيْ الأَزْمَانِ مَجْدَاً وَ(تَلَّةً)

وَيَخْلُقُ لِلنَّخْلاتِ عَيْنَاً وَأَلْسُنا

لِتُبْصِرَ فَوْقَ التَّلِّ أَغْصْانَ ثَوْرَةٍ

وَرَأسَ حُسَينٍ يُنْهِكُ الرُمْحَ والقَنَا

حَمَلْتُكَ غُصْنَاً لا يُصَافِحُ مِنْجَلاً

وَجَدْتُكَ كَنْزَاً فِيْ الشَّرَايِينِ يُقْتَنَى

تَلَوْتُكَ شَعْبَاً مَكَّنَ اللهُ نَحْرَهُ

بِجُنْدٍ مِنَ القُرْآنِ حَتَّى تَمَكَّنَا

غَرَفْتُكَ فِيْ كُلِّ المَسَافَاتِ خُطْوَةً

تَمُرُّ عَلى الأَوْطَانِ فَجْرَاً تَأَنْسَنَا

فَتَغْرُسُ فِيْ الإِنْسَانِ نَخْلَ هُوِيَّةٍ

وَجِذْعَاً– بِرُغمِ الرِيحِ والمَوْتِ – مَا انْحَنى

لِتَبْقَى رَبِيْعَ اللهِ فِيْ كُلِّ بُقْعَةٍ

“فَأَقْطفَ مِنْ عَيْنَيكَ وَحْيَاً وَسَوْسَنا”

وَتَشْمخَ فَوْقَ الرُمْحِ، تَزْرعُ سُوْرَةً

فَتَزهوْ بِكَ الآيَاتُ والغَرْسُ والجَنَى

وحَيْثُ (هُنَاكَ) الرَّأسُ يَنْزْفُ كَعْبَةً

تَعُوْدُ مَعَ الأَجْيَالِ تَبْدَأُ مِنْ (هُنَا)

الفائزون بالمراكز الـ 12 الأولى في مسابقة «شاعر الحسين» للعام 2014

  • الأول
    سيدأحمد سيدحمزة الماجد
    قصيدة: جرح بألف ضفيرة
  • الثاني
    إيمان الشاخوري
    قصيدة: الحقيقة أكبر
  • الثالث
    السيدأحمد السيدهاشم العلوي
    وكان عرشه على الرمح
  • الرابع
    محمد باقر أحمد جابر
    قصيدة: موسيقار الشهادة
  • الخامس
    حسين علي آل عمار
    قصيدة: بُعد إلهي الرؤى
  • السادس
    ياسر عبدالله آل غريب
    قصيدة: بكاء خارج الحزن
  • السابع
    سلمان عبدالحسين آل إسماعيل
    قصيدة: في حفلة الماء
  • الثامن
    عبدالعزيز علي آل حرز
    قصيدة: خيلاء ماء
  • التاسع
    إبراهيم محمد البوشفيع
    قصيدة: رصاصة في جيب الأزدي
  • العاشر
    ناصر زين
    قصيدة: حوار مع موت واهم
  • الحادي عشر
    أحمد رضي سلمان حسن
    قصيدة: جرح يحترف الخلود
  • الثاني عشر
    مجتبى عبدالمحسن التتان
    قصيدة: رحلة في فرات الضوء

من بين 82 مشاركاً من 5 دول عربية… «جرح» الماجد تظفر بـ «شاعر الحسين» و «حقيقة» الشاخوري ثانياً

البلاد القديم – حسن المدحوب

ظفر الشاعر سيدأحمد سيدحمزة الماجد بلقب شاعر الحسين، في المهرجان الشعري الذي نظمته «الحسينية المهدية»، مساء أمس الجمعة (19 ديسمبر/ كانون الأول 2014)، في البلاد القديم للعام السابع على التوالي.
ونال الماجد المركز الأول متفوقاً بذلك على 82 شاعراً شاركوا بقصائدهم في المسابقة، فيما نال كلٌ من الشاعرين إيمان الشاخوري، والسيدأحمد السيدهاشم العلوي المركزين الثاني والثالث على التوالي.
وشارك في المسابقة المذكورة 82 قصيدة؛ شعراؤها من الجنسين، منهم 17 مشاركة نسائية، وشملت المشاركات شعراء بحرينيين، بالإضافة إلى شعراء من السعودية والعراق ولبنان ومصر.
وتوجت الأمسية الشعرية بمشاركة شرفية للشاعر غازي الحداد، الذي أتحف الحضور بإلقائه وشعره، إذ توافد جمهور عريض على البلاد القديم، وسط حضور مميز، وألقى الشعراء الستة الذين اختارتهم لجنة التحكيم قصائدهم خلال الأمسية، كفائزين بجوائز المسابقة النقدية البالغ مجموعها 1650 ديناراً موزعة على المراكز الستة الأولى.
وتوّج الماجد بلقب «شاعر الحسين» عن قصيدته «جرح بألف ضفيرة»، فيما أحرزت الشاعرة إيمان الشاخوري المركز الثاني عن قصيدتها «الحقيقة أكبر»، فيما جاءت قصيدة «وكان عرشه على الرمح» في المركز الثالث للشاعر السيدأحمد السيدهاشم العلوي، تلاه الشاعر محمد باقر أحمد جابر بقصيدته «موسيقار الشهادة»، فيما حصد الشاعر حسين علي آل عمار المركز الخامس عن قصيدته «بُعد إلهي الرؤى»، كما جاءت قصيدتا «بكاء خارج الحزن» للشاعر السعودي ياسر عبدالله آل غريب، و «في حفلة الماء» للشاعر سلمان عبدالحسين آل إسماعيل في المركز السادس والسابع على التوالي.
وكرمت اللجنة المنظمة للاحتفال جمعاً من الشعراء المشاركين قدموا قصائدهم لها.
وبدأ المهرجان الشعري الساعة السابعة والنصف تقريباً واستمر قرابة الثلاث ساعات، انقضت وسط تفاعل كبير من الحضور، الذي كان يطلب من الشعراء إعادة إلقاء قصائدهم أكثر من مرة.
وتمحورت القصائد التي ألقيت في الأمسية الشعرية عن القضية الحسينية، في إبراز ما تستطيع من ألق النهضة الحسينية بأسلوب أدبي رفيع، حظي بإعجاب الجمهور الذي حضر الأمسية، وتخلل إلقاء القصائد مداخلات نقدية من قبل لجنة التحكيم.
وعن هذه المسابقة، قال رئيس اللجنة المنظمة عبدالجليل الصفار لـ «الوسط»: «إن 82 شاعراً وشاعرة من 5 دول عربية، هي: (البحرين، السعودية، العراق، لبنان، مصر)، تنافسوا في النسخة السابعة من المسابقة»، مبيّناً أن «النصوص المشاركة تم تقييمها واصطفاؤها عبر مرحلتين فنيتين، ففي مرحلة الفرز الأوليّ تم التركيز على الجوانب اللغوية – نحواً وصرفاً وتركيباً – وسلامة الوزن العروضي والقافية، حيث اجتاز 49 نصاً هذه المرحلة لترتقي إلى مرحلة التحكيم الأدبي حيث تم انتقاء 12 نصّاً».
وذكر الصفار أن «الشعراء قاموا بإلقاء النصوص الستة الأولى خلال المهرجان، مع تعليق نقدي للجنة التحكيم على كل قصيدة منها، ثم اختار الجمهور شاعره الذي نال لقب وجائزة «شاعر الجمهور»، قبل أن يتم إعلان النتائج النهائية وتكريم شخصية الحفل».
وأضاف أن «الجمهور نال نصيبه من مفاجآت الحفل، فبالإضافة إلى الجوائز التي تم السحب عليها عن طريق القرعة، حصل كل شخص على هديته الخاصة وتتضمن مطبوعات المسابقة وتقويماً سنوياً وقرصاً مدمجاً، كما كان للجمهور دوره في منح جائزة (شاعر الجمهور)»، لافتاً إلى أن «الشعراء الذين لم يوفقوا في بلوغ المراكز المتقدمة، تم منحهم شهادات تكريمية وإرسال تعليق نقدي موجز على كل قصيدة مشاركة».
وأردف الصفار «تم إعلان إطلاق النسخة التجريبية من تطبيق «شاعر الحسين» الإلكتروني الذي سيتاح تحميله في أجهزة «الأندرويد» و «أبل»، ويتضمن أرشيفاً مفهرساً لعدد كبير من النصوص الشعرية المشاركة في المسابقة منذ انطلاقها العام 2008، إلى جانب المواد الإعلامية، والتقارير الإحصائية والفنية، والشخصيات العلمية التي كرّمتها المسابقة، إضافة إلى نبذة عن المسابقة وشروطها ومعايير التقييم، ولجان التحكيم».
وأوضح أن «المسابقة احتفت هذا العام بالباحث والمصنف البحريني عبدالله آل سيف تقديراً لإسهاماته في خدمة التاريخ والتراث المحلي والإسلامي، ولعل من أبرز جهوده وضع معجم «المأتم في البحرين» الذي يقع في جزءين، وله من المؤلفات الأخرى: «أعلام صنعوا التاريخ»، «الإسلام والمسلمون»، «طوائف ومعتقدات»، «كشكول آل سيف»، «الشجرة النبوية الشريفة»، (مدن وقرى من بلادي)».
وأكمل الصفار «منحت القصائد الست الأولى جوائز مالية تبدأ بـ 500 دينار بحريني للمركز الأول (الثاني 400، الثالث 300، الرابع 200، الخامس 150، السادس 100)، وتكافأ القصائد الست من الفئة الثانية بهدايا عينية قيّمة».
وشدد على أن «عملية التقييم جرت للقصائد بأرقام سرية من دون معرفة لجنة التحكيم لأسماء أصحابها، تحقيقاً لأكبر قدر من النزاهة والحياد والموضوعية، حيث بلغ عدد القصائد المشاركة في النسخة السابعة من المسابقة 82 قصيدة، وقد وردت من خمس دول عربية».
وبيّن أن «المسابقة نجحت في استقطاب مشاركين من خارج البحرين، حيث جاءت 26 قصيدة من المملكة العربية السعودية، وست قصائد من العراق، وثلاث من لبنان وقصيدتان من جمهورية مصر».
يذكر أن مسابقة «شاعر الحسين» هي فعالية شعرية سنوية ذاع صيتها في البحرين وخارجها، وهي تختص بالشعر الحسيني المعاصر، وينظمها مأتم أنصار الحق بالبلاد القديم، وحاز لقب «شاعر الحسين» في العام الماضي الشاعر البحريني عقيل القشعمي، تلاه القطيفي سيدأحمد الماجد، وحلّ البحريني مجتبى التتان ثالثاً، كما حازت هذا اللقب شاعرة واحدة فقط هي الشاعرة البحرينية إيمان دعبل، وذلك في نسختها الخامسة.

أسئلةٌ في جيبِ الرمل

 

 

 

كُنَّا وكانَ الفجرُ خلف ظلالِي

  متزمَّلاً بشهيَّةِ الترحالِ

فجرٌ تراقِبهُ الحمائِمُ حيث لا
 
  فرقٌ لرأسِ النخلِ و الأنصالِ

فجرٌ يطفِّفهُ المساءُ ولم يَزَل

 

 

يربو ليقهرَ خِدعةَ المكيالِ

يتلمَّسُ الأيَّامَ، ينبِشُ جرحَها

 

  عمَّا تورَّطَ في يدِ الأنسالِ

وترَى غُبارَ الحُلمِ تكنسهُ الرؤى

  عن بعضِ أخيلةٍ و بعضِ جمالِ

وهُناكَ حيثُ العزُّ يجمَعُ شملَهُ

  ويمرُّ فوقَ العابرينَ خِلالِي

وقفَ الجوادُ بأضلعِي فتساءلت

  كُلُّ الحقيقةِ عنهُ فِي أوصالِي

ما اسمُ النصيبِ وهل لهُ ثانٍ يُقا

  سِمُ ما ارتمَى في القلبِ من أحمالِي؟

فأكادُ من فرْطِ التوجِّسِ ألتظي

  متكربلاً من شهقةِ الآجالِ

تمتدُّ بِي لغةٌ تُجعجعُ بِي هنا

  كَ على الصعيدِ بنبرتِي و خيالِي

يختلُّ سقفُ الكونِ مِن ميزانِها

  ويظلُّ متَّزِناً على مِثقالِي

وأعيذُ أيَّامِي بصحوِ غُدوِّها

  ممَّا تجذَّر فِي كرَى الآصالِ

 

حيثُ العراقُ تفرَّدَت بالسوسنا

  تِ المنهكاتِ الذابلاتِ قِبالِي

وتزيَّنت بالموتِ، إنَّ الموتَ خطُّ

  قلادةٍ في جيدِها المنثالِ

رسمَت بكفِّ المُبدعِينَ صمودَها

  وتمايزت مِن نصرِها المتتالِي

حيثُ الردَى قد شاقَهُ الطوفانُ يُغـ

  ـرقُ ما انبرى فِي سيلهِ المتعالِي

ما انجالَ فِي سُوحِ الكرامةِ موعدٌ

  إلاَّ تزيَّنَ بالدمِ السَلسالِ

وكأنَّمَّا أُطرُ المسافةِ لم تضِق

  حينَ استفاقَت غفوةُ الإقبالِ

وكأنَّما شطُّ الفراتِ مجَدِّفٌ

  نحوَ الحُسينِ بهيبةٍ و جلالِ

فأمِيطُ عن وجهِ القفارِ لِثامهُ

  ويضجُّ فِي جيبِ الرِمالِ سؤالي:

هل تستحِمُّ الشمسُ؟ هَل يتعطَّرُ الر

  ملُ المسافرُ فِي القميصِ البالِي؟

هل ينحنِي جذعُ السماءِ ليلقفَ الضـ

  ـوءَ الُمراقَ بصهوةِ الخَيَّالِ؟

مَاذا سيهرُبُ مِن دِنانِ العلقميِّ

  إذا انتشَى بالدمعِ ثغرُ خَيالِي؟

أنا كُنتُ حَولَ مساربِ الأحلامِ أحـ

  ـصي العِزَّ فوقَ مطامحِ الأجيالِ

ورأيتُهُ يهَبُ الرِمَالَ نوارِساً

  طارت تُعانِقُ بسمَة الشلاَّلِ

فرداً يقُصُّ على مسامعِ دهرِنا

  قصصَ الفِداءِ و نهضَةَ الإجلالِ

عارٍ مِنَ الأحلامِ وهوَ يخِيطُها

  للفجرِ مِن يدِ خِلَّةٍ و دَلالِ

مازالَ يعجُنُ فِي الترابِ إباءَهُ

  بالحُبِّ شكَّلَ عِزَّةَ الصلصالِ

لوسادةٍ فِي الرملِ هَرَّبَ جُرحَهُ

  متقلِّباً فِي سجدَةِ الأبطالِ

فتكادُ من غيظٍ تمِيزُ مواجِعاً

  كَم مِن حُسامٍ كافِرٍ و نِبالِ

اللهُ من حُرٍّ تناسلَ عزمهُ

  متمرِّداً فِي عُقدَةِ الأغلالِ

اللهُ من قلبٍ تثلَّثَ عَطفهُ

  فزهَا أريجُ الحبِّ بالأوصالِ

جرحٌ يُسافرُ في السماءِ نزِيفُهُ

  متسلَّقاً من سلَّمِ الآمالِ

مازال يفتحُ للسنينِ نوافذاً

  بالعطفِ تحرِجُ قسوةَ الأقفالِ