خارِطَةٌ أُخرى للوجع !

 

 

يـا سـؤالاً عـلـى شـفـاهِ الـمـرايـــــــا

وانـعـكـاسًـا عـلـى يـقيـنِ الضحايـــا

 

يـا شُـعـاعًـــا مِنَ الـغيـــوبِ تـدلَّــــى

كُـنـتَ حُـلْـمًـا عـلـى جِـراحِ الرزايــا

 

نــغــمٌ مـن فــمِ الــسَّــمـــاءِ تــنــزّى

فاصطفـتـْكَ الـسنـيـنُ حُـزنًـا ونايــا

 

كُـنـتَ فـردوسَـنـــا الذي ما سـكـنَّـاهُ

وخُــنَّــاهُ فـي جـحـيــمِ الـخطـايـــــا

 

وابـتـدعـنـاكَ فـكـرةَ الـوهمِ خُـسْـرًا

نحنُ والـوهـمُ والـسـرابُ حـكـايــا

 

واخـتـزلـنــاكَ في الخُـرافـةِ طقسًــا

واحـتـكـمْـنا إلى ظـنـونِ الخبـايــــا

 

واحـتـكـرنــاكَ في المنابِرِ طيـفًـــا

أثَّثَ الحقدَ في اختلافِ الـزوايـــــــا

 

فـئـويـّونَ في الـجـهـاتِ تفرَّعنــــا

انـقـسـمـنـا كما انقسامِ الـخـلايـــــا

 

قـد صلبـنـاكَ في الـدمـوعِ غريـبًـا

غُـربـةَ الـمــاءِ في رمالِ الشظايــا

 

أيّـهــا الواهِبُ القلوبَ اشتعالَ الـ

جمرِ هلاَّ أسرجتَ عـقْـلَ الحنايــا

 

غـلَّفتْـنـا الظلماءُ في الـجهـلِ عُمرًا

وأضعنا في الضوءِ حُلْمَ الـمرايـــا

 

ما اقـتـفـيـنــا جراحَكَ الحُمْرِ , إنّــا

قـد تـبِـعنـا الهـوى وسوءَ النوايــــا

 

إنَّــنــــا والــغـــيــــــابُ تـوأمُ فـقـدٍ

مُذْ فقدناكَ في السُّرى والـسـرايـــا

 

بـاعـدَتْـنــا أوهامُنــا عن جِراحاتِـكَ

ضـِعــنــا على دروبِ الـبـلايــــــــا

 

واسـتـبـدّت بـنـا ريــاحُ الـتـشـظّــي

وانـتـمـيـنـا إلى الـشـتـاتِ سـبـايــــا

 

غـفـلـةُ الـعـقـلِ سـوّرتـنـا ضـيـاعًـــا

مـنـذُ كُــنــّا على الـحـيـاةِ بـقــايــــــا

 

فـانـتـهـيـنــا إلى الـخـنـوعِ وكُـنّـــــا

ثورةَ البؤسِ وانــكــســارَ الـثـنـايــا

 

سـامـحِ الـحُـزَن سـيّدي , لَـوْ تــمــادَى

– في بُكاءِ الضميرِ – جرحُ الوصايــا

 

أنتَ في الكونِ والمدى دربُ وعـيٍ

ملكوتُ السَّنـا وغيبُ الـخـفـايــــــــــا

 

في غَيابةِ الحُب

بين يدي ضريح سيدي أبي عبدالله الحسين (ع) خطبٌ وخطاب

 

يا ليتنا فوقَ الرخامِ نذوبُ
 
وعلى الضـريحِ مواجعٌ وقلوبُ
  
يا ليتنا ذرٌّ على أعتابهِ
 
يلهو بنا ذهبٌ، ويعبثُ طيبُ
  
قد مضَّنا شوقٌ لـ (يوسفِ) عشقنا
 
فمتى لـ (كنعانِ) الوصالِ نؤوبُ؟
  
ذئبُ المصائبِ لم يعُد بقميصهِ
 
بدمٍ جرى، لم تفترسْهُ نيوبُ
  
بل جاء ينزفُ بالظلامة جرحهُ
 
فدمُ الحسين على السما مسكوبُ
  
ما عادَ إخوته سوى برؤوسهم
 
وجسومُهم باهى بهنَّ كثيبُ
  
يا (يوسفَ) العُشاقِ رفقاً، قد ذوتْ
 
منا العيونُ، فكُلنا يعقوبُ
  
حَزَناً عليكَ عيوننا مبيَضّةٌ
 
كم ذاب من جزعٍ بنا(أيوبُ)
  
امدد لنا حبل الوصالِ فبئرنا
 
فيه القوافلُ ضجةٌ ونحيبُ
  
خبّئ (صواعك) خفيةٍ في جرحنا
 
ودَعِ (المؤذِّن) في نداه يخيبُ
  
لن نبرحَ الأرض التي شجَّرتَها
 
بالعاشقين، إذ الغرامُ قشيبُ
  
إنا سرقنا بعض حبك فاسترق
 
من ذاقَ فيك الرِقَّ، كيف يتوب؟
  
***
وحملتُ آمالي على فرسِ الهوى
 
تِلقاء (مديَنِكَ) العظيمِ أُنيبُ
  
أنا يا (شعيبَ) هوايَ جئتُ يقودني
 
بخطى الحياءِ تلهُّبٌ ولهيبُ
  
أنا قد أتيتكَ هارباً من أمةٍ
 
فاحتْ هزائمها، ولاحَ غروبُ
  
وأتيتُ أرضك خائفاً مترقباً
 
ذلاً يُلاحقُ أمتي ويَعيبُ
  
إني لما أنزلتَ بي من نعمةٍ
 
وكرامةٍ متلهفٌ ورغيبُ
  
خُذني إليكَ أتمُّ (عشـرك) خادماً
 
وأزيدُ، لا عتبٌ ولا تثريبُ
  
إحدى اثنتيك أريدها لي غيمةً
 
أحيا بها، إنَّ الطريقَ جديبُ
  
شرفُ الشهادةِ في قوافل (كربلا)
 
حيثُ الخلودُ مع الحسين يطيبُ
  
أو عزةٌ أسمو بها وكرامةٌ
 
فيها تفانت أنفسٌ وشعوبُ
  
ألقيتُ أحلامي زجاجةَ آملٍ
 
في بحر جودكَ، كيف كيف أخيب؟!
  
***
يا سيدي عُذراً إذا لم يبتسم
 
وجه القصيدة، فالنشيدُ نحيبُ
  
«نحن الحسينيون»، ذاك شعارنا
 
لكنه (شمّاعةٌ) وهروبُ
  
هذي دماؤك مزّقت أشلاءنا
 
فبكل عام يا حسين- حروبُ
  
بعنا دماءك بالشقاقِ وبالشقا
 
فالكل عن وطنِ الإخاء غريبُ
  
صرنا نقاتلُ بعضّنا في بعضنا
 
ولنا عدوٌ شامتٌ وطروبُ
  
(رادودُنا) تُهَمٌ بصوتِ رصاصةٍ
 
والشتمُ في بيتِ الحسينِ (خطيبُ)!
  
صار اختلافُ الرأي آفَتنا التي
 
أكلتْ حصادَ (الطفِّ) وهْوَ خصيبُ
  
أتُرى تآكلنا الصـراعُ فلم يزل
 
يجتاحنا نصَبٌ، وشاعَ لغوبُ؟
  
كلٌ رمى كبدَ الحقيقةِ زاعماً
 
لكنه كبدَ الحسينِ يصيبُ
  
***
يا من هتفتم بالحسين وسيلةً
 
لا تخذلوهُ، فما هُناك (حبيبُ)
  
عُدنا لكوفةِ أمسنا في غيِّنا
 
فتنازعتنا أوجهٌ ودروبُ
  
كلٌ يحرضُ للقيامِ (حسينَهُ)
 
لكنه في (كربلاهُ) غريبُ
  
نحتاجُ أن يأتي (حسينٌ) فاتحاً
 
أرض (العراك)، فأنصتوا وأجيبوا
  
نحتاجُ (للعباسِ) يسقي ذلَّنا
 
عزاً هنيئاً، فالضميرُ جديبُ
  
قوموا لنحيي بالوئام قلوبنا
 
ونعيدَ مجداً بالإخاء يطيبُ
  
ولنكتب التاريخ من أحضاننا
 
فالبغض في عرف الرواةِ كذوبُ
  
فإذا صفتْ أرواحكم، طَهُرَ الولا
 
ولئن سألتُمْ فالحسين يجيبُ
  

 

أسئلةٌ معلقةٌ في سماءِ الحسين

 

 

أسائلُ الموتَ : هلْ في الموتِ مُرتَجعُ

إلى الحـياةِ، وهـل في الجرحِ مُتسَّعُ

هل في البداياتِ أسـرارٌ بلا زمـنٍ

هل في النهاياتِ مجدٌ لـيسَ يـنقطعُ

وأسألُ الحزنَ في عينيكَ مُــشتعلاً

كأنهُ مِنْ خيوطِ الـغيبِ يــلتمعُ

أيـُـشرقُ اللهُ في نحرٍ يـفيضُ دماً

أبهجةٌ في نـزولِ الـدمعِ تــرتفعُ

أغُربةٌ أنْ تـكونَ الروحُ في وطـنٍ

مِنَ السماءِ التي في العشقِ تــنتجعُ

أيصنعُ الجرحُ نوراً لا حــدودَ لهُ

كـلؤلؤٍ نـبويٍّ لـيسَ يُـصطنعُ

أيبدعُ الثائرونَ النــزفَ أغـنيةً

مـتى التلاحينُ في المأساةِ  تُـبتدعُ

أيظهرُ الـوجعُ السامي غديرَ رُؤىً

أيملأُ الأرضَ  ورداً  ذلـكَ الوجعُ

أحزنُكَ المأتمُ الكونيُّ، هلْ لــغةٌ

في نسجها الـنعيُ والأعراسُ تجتمعُ

 

وأسألُ الماءَ: هلْ يرويكَ مِنْ عطشٍ

أمْ أنـتَ تـرويهِ ماءً مِــلؤهُ ولعُ

وهل تـشيخُ حكاياتٌ مـرفرفةٌ

مِـنْ غـيمةِ الملكوتِ الحرِّ ترتـضعُ

وهل تجيءُ مِنَ الأشواقِ، مِنْ وَلَهِ

الـعُشَّاقِ، مِنْ وَجَعِ الأوراقِ تندفعُ

أَيبدأُ الشعرُ مِنْ كَفّيكَ،مِنْ دَمِكَ

المسفوكِ،يا لدمٍ بالشعرِ مُــنطبعُ!

ياكمْ تسيلُ على الأشياءِ مُجترحاً

وحيَ الحقيقةِ، لا زيـفٌ ولا خُدَعُ

أتستغيثُ وتدعو، لا ترى أحـداً

إلا بــنيكَ وأصـحاباً بهم ورعُ

 

أقـولُ:هذا يقيني فيكَ مـشتبكٌ

في حضرةِ الشكِّ يستقصي ويخترعُ

آمنتُ بالدمعِ في عينيكَ مـنتصراً

آمنتُ بالحزنِ حتى قيلَ : مُـبتدِعُ

ألم تكنْ رحلةً للموتِ فارتحلتْ

للهِ  أعـمدةَ الـطغيانِ تـقتلـعُ

 

 

وأسألُ الرأسَ: يا للرأسِ كَمْ جسدٍ

حُــرٍّ ستلبسُ،كَمْ عُمْرٍ ستـتسعُ

أكنتَ مستعصياً كالموجِ كنتَ فماً

في كـلِّ شبرٍ لهُ صوتٌ ومـستمعُ

أأنتَ أجيالُ رَفْضٍ، نارُ مـلحمةٍ

لاءاتُها لم تـزلْ تسمو وتـندلعُ

وكيفَ تنظرُ أبـناءً مُــذبَّحةً

فلا تخافُ، ولا يـدنو لكَ الجزَعُ

وهمْ يخافونَ منكَ الظلَّ،كيفَ تُرى

هلْ كانَ يُقذفُ في أرواحـهمْ فَزَعُ

وتلكَ أسئلةٌ تُـلقي حـكايـتها

إلى الذين حشاهمْ فـيكَ مُـفتجعُ

إلى هناكَ ..إلى الآتينَ مِنْ غـدهمْ

إلى هـوىً، لا زمـانٌ فيهِ  أو رُقَعُ

 

كربلاءُ نُبوَّةُ الألواح

 

في كربلاءَ نثرتُ بَعْضَ جراحي
كنبوةِ الإيحاءِ في الأرواحِ
 

أَرْضٌ يَمُطُّ الظِلُّ فيها طَرْفَهُ

فتراهُ مفتونًا بوجْهِ صباحِ
 

فيها ابتكارُ الضوءِ وَهْوَ مجرَّدٌ

يكفي الحقيقةَ سهرةُ المصباحِ
 

كَتَبَتْ على جَسَدِ السماءِ حروفها

إنَّ السهامَ نبوةُ الألواحِ
 

ملأى حقائبها بثقْلِ أُلوهةٍ

تمشي وَلَمْ تَعبْأْ بِعَصْفِ رياحِ
 

هي كربلاءُ عبارةٌ منحوتَةٌ

بِفَمِ الخلودِ وسُحنَةِ الإصلاحِ
 

هي كربلاءُ نشيدُ كلِّ بطولةٍ

لم تقتصرْ يومًا ببعض نُوَاحِ
 

وعلى سلالِ المستحيلِ تَلَوَّنتْ

سَعَفَاتُها في شهقةِ الأدواحِ
 

يتسربُ الزيتُ المعبأُ بالندى

في مقلتيها مِنْ فَمِ “ابن رباحِ”
 

يتوكأ الرَّملُ السنابلَ لحظةً

ويشي بِفَضْحِ شهيةِ الأقداحِ
 

غَرَسَتْ بفاكهةِ النحور سيوفَها

وَتَوّرَّقَتْ مِنْ أسهمٍ ورماحِ
 

وتشجرتْ لغةُ الفداءِ بثغرها

إنَّ الطفوفَ خطيئةُ الأملاحِ
 

ما جَفَّ مِنْ ظَمَأِ البياضِ إناؤها

سكبَ الطهارةَ فوقَ ذَلَّ جناحِ
 

يا كربلاءُ وَأَيُّ جُرْحٍ خالدٍ

زَمَّ المماتَ بنبرةِ الأشباحِ
فدمُ الحسينِ نوافذٌ مفتوحةٌ
نحو الضمائر في ألذِّ مراحِ
 

 

 

 

 

 

 

 

يا كربلاءُ رِدِيْ دلاءَ مواجعي
بئري معطلَةٌ وأنتِ طِماحي
 

لَنْ ينحني جِذْعي لأَوَّلِ طعنةٍ

قاسمْتُها خبزَ الهوى بأضاحِ
 

أنا آخرُ الكلماتِ فوقَ ردائها

نبضي يغارُ لِنَفْثةِ المُدَّاحِ
 

قلبي يقاسمُ كربلاءَ لهيبَهُ

ثغري حسينُ ، ومدمعي فضّاحي
 

لاتذكروا لي كربلاءَ لوحدها

هل يُذْكرُ الأبطالُ دونَ كِفاحِ
 

سأزورُ ذاتي إنْ شَممَتُ ترابها

فتقولُ لي ما حيلةُ التفاحِ
 

مطبوعةٌ رئتي على أَنْفاسها

وَشْمًا ولفظةُ ” ياحسينُ”وشاحي
 

وأقولها” لبيكَ إِنِّي في الهوى

أشتاقُ حتى مِدْيةَ الذَّبّاحِ
 

لن يُسكتوا صوتي فبين أضالعي

“عباسُ” يَحْرثُ بالإبا أَمْلاحي
 

أنا والحسينُ ، وكربلاءُ قصائدٌ

عطشى تَشَرَّبَها الظَّما بقراحِ
 

أنا في الطفوفِ وفي سنابلِ وعيها

فأسٌ يهيمُ بحكمةِ الفلاحِ

 

كان يحكى

 

انْتَفِضْ ..

و انْفُضْ رَذاذَ الدَّمِ ..
عَنْكا
لَمْ تَعُدْ ..
رائِحَةُ الثَّوْرَةِ ..
شَكَّا
انْتَفِضْ ..

و اكْسُرْ جِدارَ الصَّمْتِ و ابْعَثْ

مِنْ رَمادِ الضَّوْءِ نَجْماً ..

يَتَزَكَّى
إنَّ عَيْنَيْكَ ..
مَصابيحٌ ..

قَناديلٌ ..
حِكاياتٌ و عَنْها كَانَ ..
يُحْكى ..!
فيكَ جُرْحٌ ..

لَوْ تَدَلَّى قابَ نَزْفٍ ..

لَبَكى مِنْ نَزْفِهِ الوَرْدُ ..

و أَبْكى ..!

لَكَ كَفَّانِ ..
تُجيدانِ ..
احْترافَ العَزْفِ بالسَّيْفِ ..
وَ كَمْ أَبْدَعْنَ مَسْكا

يَالَّذي ..

قُرْبَ انْدِلاعِ المَوْتِ ..
لَمْلَمْتَ بَقاياكَ فـدارَ الفَجْرُ ..
فُلْكا ..!
حَينَما كُنْتَ عَلى ..
ضِفْةِ لَيْلٍ ..
حَيْثُ ماجَتْ ..
ريحُهُ السَّوْداءُ..
حُلْكا

فـَنَسَجْتَ النُّورَ ثَوْباً ..
و تَجَلَّيْتَ ..
على أَطْرافِ تَقْويمِكَ ..
نُسْكا
و جُنونُ الوَقْتِ في الأيَّامِ ..
طَيْفٌ ..
خَتَمَ الحُزْنَ على ..
عُمْرِكَ ..
صَكَّا

مَرَّ مِنْ شُرْفَتِكَ الأَسْنى ..
شِهاباً ..
أَشْعَلَتْها ..
مِنْهُ آمالٌ و مِنْكا
طارَ مِنْها ..
بِجناحِينِ ..
شَذَىً وَحْيٌ تَماهى ..
في سَماءِ الرُّوحِ ..
مِسْكا
فَجَلى زَيْفَ دُخانِ الظَّنِ ..
ما كانَتْ ..
عُيونُ النُّورِ مِنْهُ ..

تَتَشَكَّى

و اسْتَحالَ الشَّوْكُ وَرْداً ..
في المَعاني ..
لَمْ يُعَرَّفْ ..
بَعْدُ في الأَسْماءِ ..
شَوْكا ..!

كانَ ما كانَ ..
و كَنْتَ الصَّفْحَةَ البَيْضاءَ ..
لا تُطْوى سَمَتْ ..
أَزْكى ..
فَأَزْكى
نُقِشَتْ ..
فيكَ حُروفُ الخُلْدِ ..
بِاسْمٍ لو تَراءى ..
عَرْشُ ظُلَّامِكَ دُكَّا ..!
أَنْتَ لَمْ ( تَسْتَوْحِشِ الحَقَّ طَريقاً )
مُفْرَداً ..
فَضَّتْ خُطَاكَ الغَيْبَ ..
سَلْكا
و لَكَمْ حَدَّقَتِ الأَيَّامُ ..
تَبْغيكَ انْكساراً ..
وَ هيَ تَسْتَذْئِبُ فكَّا
مُذْ صَبَغْتَ الرَّمْلَ ..
ما عادَ احْمِرارُ الدَّمِ ..
لَوْ يَسْقُطُ يا مَوْلايَ سَفْكا

مُنْذُ ( هَيْهاتِكَ ) هذي ..
أَنْفُسُ الأَحْرارِ تَأْبى الذَّلَّ ..
يَأْبى الخِدْرُ ..
هَتْكا

خَفَقَتْ رَايَتُكَ الحَمْراءُ ..
( عَبَّاسُ ) بِها لَوَّحَ ..
يَسقي الجَيْشَ ..
فَتْكا
( وَ سُكارى بَيْنَ كَفَّيْهِ و ما هُمْ بِسُكارى )
صاغِرينَ البَأْسَ ..
هَلْكى

أَلْفُ نَسْرٍ ..
جارِحٍ ..
في غِمْدِهِ لَوْ يَتَطايَرْنَ ..
انْتَهَكْنَ الجَيْشَ
نَهْكا
و قَليلٌ ..
إِنَّهُ بَعْضُكَ ..
هَذا الوَيْلُ ..
لَو تُرْسلُ وَيْلاً ..
ذُقْنَ ..
ضَنْكا

صَوْتُكَ المُمْتَدُّ في الأَجْيالِ ..
فِكْراً ..
زَلْزَلَ الدُّنْيا صَدىً ..
وَ الكَوْنَ ..
سَكَّا (1)

لَفَحَتْ أَنْوارُكَ الظَّلْماءَ ..
صُبْحٌ طَلَّ مِنْ عَيْنَيكَ ..
لَيْلَ الظُّلْمِ ..
ضَكَّا (2)

أَنْتَ أَدَّبْتَ غُرورَ النَّهْرِ ..
ما صافَحْتَهُ ..
أَذْلَلْتَهُ صَدَّاً و تَرْكا
أَنْتَ أَتْقَنْتَ اسْتِعاراتِكَ ..
أَتْقَنْتَ مَآسيكَ ..
مَضامينَ وَ سَبكا

أَنْتَ فاجَأْتَ ( بِعاشُوركَ ) ..
إيَّانا ..
حَبَكْتَ النَّصَّ و المَشْهدَ ..
حَبْكا

وَ تَفَنَّنْتَ رَسَمْتَ المَوْتَ ..
يُفْضي بِكَ لِلْخُلْدِ ..
وَ لَمْ تَخْشَ ..
.. المِحَكَّا
كُلَّما تُشْعِلُكَ الرَّهْبَةُ لِلُّقْيا ..
كَأنَّ الدَّمَ جَمْرٌ ..
يَتَذَكَّى

أَنْتَ حُرٌّ ..
حَطَمَ الخَوْفَ ..
بإيمانٍ إلى أَنْ ..
سَقَطَ القَيْدُ و فُكَّا
أَنْتَ ما جِئْتَ بِبُطْلانٍ ..
و ما جِئْتَ تُعيثُ الدّينَ ..
ما صاحَبْتَ ..
إِفْكا

جِئْتَ مَيْزاناً ..
لِعَدْلِ المَيْلِ في الأَرْضِ ..
و ما جِئْتَ لَهُمْ تَطْلُبُ ..
مُلْكا
لَمْ تَهَبْ صَلَّيْتَ للهِ ..
بِطورِ الحُبِّ فَرْضاً ..
واجِباً لَمْ يَكُ ..
شِرْكا ..!

  1. المُعْجَمُ الرَّائِدْ ( سَكَّ الكَلامُ السَّمعَ : أصمَّهُ لشدَّته ) ، اللُّغة العربية المعاصرة ( سَكَّ الصَّوتْ السَّمعَ : أصمَّه لشدَّتِه )
  2. المُعْجَمُ الرَّائِدْ ( ضكَّ و يضُكُّ ،ضَكَّا : ضكَّه : ضغطه ،  ضكَّه الأمر : ضاق عليه ،  ضكَّه بالحجة :  قهره بها )

 

تجليات الطف في جسد منهك

 

يا  شاطئ  الوجدِ  خان القلبَ iiزورقُهُ
لي   دمعةٌ   كلما  فارت  على  
iiجهةٍ
لمَّا     تفتَّح   بابُ  (العاشر)
iiاندلقت
بي مثلُ   جيشٍ بأرض  الطف  روعها
وفي   فؤادي   خدرٌ  لا  يزال  
iiلظى
وبين   جفنيَ   ماءٌ   لم   أكن   
iiأبدا
أنا   مخاض   دموعٍ  أُجهضت  
iiعَنَتا
في   كل   ناحيةٍ  مني  نما  
iiغصُنٌ
تصوغني (الطفُّ)  حتى  لم أعد 
iiأحدا
هنا  (الطفوف) تجلت في ثرى
iiجسدي
هنا  أصيب (عليُّ  بنُ  الحسين) 
iiوقد
تموجتْ   كربلا  وجداً   على  جسدي
كل   الكواكب  قد  خرت  هنا  
iiوهنا
لمّا   هوى   دونما   كفًّ   قذفتُ  
iiله


هنا  الحسين  وحيدا  ظل  في  
iiرئتي
ما الْتمَّ جيشٌ على العطشان في 
iiجسدي
لم    ينعقد    كبدي    إلا   
iiليحرسه
لو  لا (المثلث) لم  يقتصَّ  من 
iiكبدي
هنا  توزع  سبط  المصطفى  وعوت
ما   زارني   أحدٌ   لما  غفا  
iiبدمي
هنا   دفنتُ   حسيناً   بعدما  
iiعجزت

يا واصلا في الفدا أقصى العطاء ومن
لم  يكذبِ االموتُ إلا حينما اعترضت
قد   كنتَ   وحدك   لما   سلَّ  أسيُفَه
هم  وزعوك  ولكن  في  القلوب  
iiفما
أشرقت  في  كل  قلب  كالصباح  وما
ما كان يجري  على  وجه  الحياة  دمٌ
هناك   أنت   على  جذب   الحياة  
iiيدٌ
ما  كان  أكرم  من  جرحٍ  عرجتَ 
iiبه
أعطى   الوجود   يديه  وانثنى  
iiأسِفا

ما  أبدع  الجسد  المجروح  في  iiنغمٍ
قد  كان  أصدق  راوٍي وهو 
iiمنجرحٌ
إن  الحديث  الذي  يصغي الزمان 
iiله
ما كان  أصدق  من  جرح  أبان   به
إن  الجراحات  إن  قالت فقد 
iiصدقت

تعوي  الرياح ولا صوت هناك iiسوى
مدت    هناك   لك   العشاق   
iiأيديها
لما  انفتحت  على  جرحٍ  فتحت  لها

يا أيها  العبقُ   المبذور   في   دمنا
هذا أنا   العاشق    المفتون   
iiيتعبه
بيني    وبينك    آلاف   الغيوم   إذا
تقودني    نحوك    الأرزاق   أطلبها

ولم    يعد    غيرُه   للحزن   iiأُطلقُهُ
يرسو  بها  زورقي  المكسور  تُغرقُه
وقد   أقامت   سنينَ   العمر  
iiتطرقه
جيشٌ    على  الخد   جرارٌ   
iiأُرقرقه
من  أشعل  النار  في الخيمات يحرقه
لو  لم  تُصَب  قربة (العباس) 
iiأهرقه
قد   كانت   الطفُّ   بالأرزاء  تَطلَقُه
لمّا   يزل   دمع   (عاشوراء) 
iiيُورقه
غيرَ   الذي   هذه   الأرزاءُ   
iiتخلقه
في   كل   عضو  شهيدٌ  ظل  يُقلقهُ
كان   الحسينُ   على   جفنيَّ  
iiيرمقه
لما  مضى  السبط  من  خديه 
iiيلصقه
يؤمها     القمر  المفضوخ    
iiمفرقه
روحي   إلى   هذه  الرمضاء  
iiتسبقه


إذا    تصعّد    فيَّ   الحزنُ   
iiأشهقه
إلا    سعت   كل   أعضائي   
iiتُفرِّقه
يذود   عنه   زماناً   راح   
iiيرشقه
لَمَا   انتهى   لحشا   المولى  
iiيمزّقه
فيّ    الرياح   على   جسمٍ   
iiتطوقه
إلا  الذي  مر  بي  في  الليل 
iiيسرقه
أن  تمنعَ  الخيلَ  روحي  يوم 
iiتسحقه

مُدت   إلى   مطمح    العشاق  iiأعدقه

منك الجراحات .. خان  الموتَ iiمنطقه
ولم   يكن  غير  هذا  النزف  
iiتمشقه
ضر  البغاة  أبا  الأحرار  لو 
iiفقهوا
مر  الردى  في  فؤادٍ  أنت  تُشرقه
لو   لم   تُروَّ   بما  أعطيت  
iiأعرقه
أنى     يمد    الفدا    كفيه    
iiتغدقه
ولا   جراح   أخيك   الفاض  
iiمفرقه
مذ   جف   من  كفه  ما  كان  
iiينفقه

عن   الفداء   على   الدنيا   iiيموسقه
لم    يفتأ    الملأُ    الأعلى    
iiيوثِّقُه
هو   الحديث  الذي  لا  زلال  
iiيدفقه
وأصدقُ   القول   في  مبناه  
iiأعمقه
يا   رُب   أخرس  بذَّ  الكون  منطقه

صوت   الحقيقة  من  أشلاك  iiتُطلقه
في  محشرٍ  تاه  في  الأزمان  
iiرونقه
الباب  الذي  ليس  يقوى الظلم 
iiيغلقه

    لا بد   كي  تفرُعَ   الأرواح    تنشقه

    طول  السرى  والحنين  الغمر يرهقه
   ما  أرعد  الشوقُ روحي رحت iiأبرقه
 وأنت   أكبر   ما  في  الدهر  iiأُرزقُه

 

 

 

حبيبٌ لا أغادره

الحمد لله حمداً لا أغادرهُ
الحمد لله حمداً لا أغادرهُ=والشكر لله لا منّاً أجاهرهُ
ربي تبارك من رب له كرم=على البرية ما انفكت مواطره
سيلاً تحدّر بالإحسان منهمراً=بالبشر والسعد لا تحصى مصادره
له من الفضل والإنعام سابقة=ومن تجاوزه الأوزار وافره
فظلَّ فيه يرجّي الخيرَ كافره=وزاد في الخير والعلياء شاكره
وكنت في بيته أرنو إلى شرف=فضمني في صفوف المجد عامره
فلم يدع ليَ من خيرٍ أناظره=ولم يدع ليَ من شرٍ أحاذره
فاسئل فؤاديَ ما ينجيه من غضبٍ=يومَ الحساب إذا تبلى سرائره
واسئل جبينيَ عن نورٍ يلاحقني=يتيه عشقاً به كالصّبِّ ناظره
واسئل معاتبتي والوصلُ منقطعٌ=والدمع مرتجَعٌ تذكو مشاعره
تقول مالك قد أنكرت صحبتنا=وليس يصلح للمعروف ناكره
وقد تركت ربوعَ الود معتزلاً=عن الجميع وقد جُنت جآذره
قد كنت أبرع بحّارٍ يسامرني=وكنت أمرع بستانٍ أجاوره
سلوتُ عن وصلها أسمو إلى شرفٍ=وذبتُ فيمن أحارتني مآثره
ظلٍّ تبلور فوق الماء واتسقت=به النجومُ وزانتها أزاهره
تجري على مهَلٍ نشوى وقد نسجت=من سحر طلعته دفئاً تعاقره
تنام في كفه إن لاح مبتسماً=وتستنير متى ما شاء ساهره
تبيت مشدودة إما يحاورها=وفي التلألئ والمسرى تحاوره
كأنني إذ أجوز الكون مرتحلاً=في وصله وهو مسحورٌ وساحره
أمشى على هدي ما خطت رواحله=ما ضل من سار في درب يسايره
كأنه البحر ممدودٌ ومتصلٌ=في السطح مائره والقاع زاخره
نذوق في فيضه سر الحياة ولا=نهون يوماً وقد شُدّت أواصره
يبقى على العز من يأتيه مؤتمناً=فالعمر وارده والدهر صادره
هو السفينة للغرقى وقد صمدت=مهما تعالى من الطوفان طامره
وهو الملاذ إذا حل الظلام على=قلب المخوف متى دارت دوائره
وهو الحبيب الذي أرنو لرؤيته=مهما فقدت بها شلواً تطايره
ما كلَّ زائره ما مل ناظره=ما ذل ناصره ما ضل شاعره
هو النشيد الذي في لحنه رقصت=أرواح شيعته عشقاً تشاطره
توافدت ترتمي في حصنه فبه=تلقى الحياة وتلقي ما تخامره
به تروِّي زماناً جف وابله=لكي يفوح من الآمال شاغره
تسبح الله في كهف به سكنت=هل تطمئن قلوبٌ لا تذاكره
لو قطعوا فيه أوصالي وما حملت=وكشر الحقد خافيه وظاهره
واستأجروا مفتياً يرمي قنابله=على الطيور لترديها كواسره
واستأزروا عابد الطاغوت منسجراً=وجاء إبليس بالفتوى وآمره
وحوّلوا قبة الأنوار عن فلك=بها يدور وفيها قر سابره
لما لقوا بين ذراتي وأعظمها=إلا الحسين حبيباً لا أغادره
تشع بالخير والنعمى محاسنه=وتنزل الليل والسكنى ضفائره
إن تلتقِ الأنسَ نفسي فهو مؤنسها=أو دق ناقوسُ قلبي فهو ناقره
به سموت على الدنيا وما وسعت=وطفت من حيث ما طافت بشائره
الباسط الكفّ من تحت الكساء إلى=كفِّ المحبين والسلوى تذافره
والمسكر الناس من حلمٍ ومن أدبٍ=والناشر الجود لا تخفى جواهره
والطاوي الكشح للمسكين معتكفاً=والمطعم العبد إما ضن آسره
والكاظم الغيظ عن قوم إذا جاهلوا=والمنزل الموت إما ثار ثائره
والفارس الأوحد الصنديد ، ما صمدت=له الأسود إذا شدّت أظافره
هو الكميُّ الذي مازال منتفضاً=ومن عرين بني الكرار خادره
مازال في جنة الرضوان سيدَها=وفي الدنا ترتقي دوماً مفاخره
هو الحسين ومن مثل الحسين حماً=عند الوطيس إذا حلّت فواقره
الضارب الصفح إلا في الضراب فلا=يطيل في عمر قتّال يناوره
النازع الحق من أنياب غاصبه=والمرتدي في اللظى قلباً وشاهره
يصيح هيهات منا أن نذل ولم=نذق من الصبر ما الرحمن عاذره
فقارع الجبت والطاغوت محتسباً=وقلَّ إلا من العباس ناصره
فبات في الحل والتأريخ فارسها=وظل في غضب الجبار واتره
والشكر لله لا منّاً أجاهرهُ 1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
ربي تبارك من رب له كرم على البرية ما انفكت مواطره
سيلاً تحدّر بالإحسان منهمراً بالبشر والسعد لا تحصى مصادره
له من الفضل والإنعام سابقة ومن تجاوزه الأوزار وافره
فظلَّ فيه يرجّي الخيرَ كافره وزاد في الخير والعلياء شاكره
وكنت في بيته أرنو إلى شرف فلم يدع ليَ من خيرٍ أناظره فضمني في صفوف المجد عامره
ولم يدع ليَ من شرٍ أحاذره
فاسئل فؤاديَ ما ينجيه من غضبٍ واسئل جبينيَ عن نورٍ يلاحقني يومَ الحساب إذا تبلى سرائره
يتيه عشقاً به كالصّبِّ ناظره
واسئل معاتبتي والوصلُ منقطعٌ تقول مالك قد أنكرت صحبتنا والدمع مرتجَعٌ تذكو مشاعره
وليس يصلح للمعروف ناكره
وقد تركت ربوعَ الود معتزلاً قد كنت أبرع بحّارٍ يسامرني عن الجميع وقد جُنت جآذره
وكنت أمرع بستانٍ أجاوره
سلوتُ عن وصلها أسمو إلى شرفٍ وذبتُ فيمن أحارتني مآثره
ظلٍّ تبلور فوق الماء واتسقت تجري على مهَلٍ نشوى وقد نسجت به النجومُ وزانتها أزاهره
من سحر طلعته دفئاً تعاقره
تنام في كفه إن لاح مبتسماً تبيت مشدودة إما يحاورها وتستنير متى ما شاء ساهره
وفي التلألئ والمسرى تحاوره
كأنني إذ أجوز الكون مرتحلاً أمشى على هدي ما خطت رواحله في وصله وهو مسحورٌ وساحره
ما ضل من سار في درب يسايره
كأنه البحر ممدودٌ ومتصلٌ نذوق في فيضه سر الحياة ولا في السطح مائره والقاع زاخره
نهون يوماً وقد شُدّت أواصره
يبقى على العز من يأتيه مؤتمناً هو السفينة للغرقى وقد صمدت فالعمر وارده والدهر صادره
مهما تعالى من الطوفان طامره
وهو الملاذ إذا حل الظلام على وهو الحبيب الذي أرنو لرؤيته قلب المخوف متى دارت دوائره مهما فقدت بها شلواً تطايره
ما كلَّ زائره ما مل ناظره هو النشيد الذي في لحنه رقصت ما ذل ناصره ما ضل شاعره
أرواح شيعته عشقاً تشاطره
توافدت ترتمي في حصنه فبه به تروِّي زماناً جف وابله تلقى الحياة وتلقي ما تخامره
لكي يفوح من الآمال شاغره
تسبح الله في كهف به سكنت لو قطعوا فيه أوصالي وما حملت هل تطمئن قلوبٌ لا تذاكره
وكشر الحقد خافيه وظاهره
واستأجروا مفتياً يرمي قنابله واستأزروا عابد الطاغوت منسجراً على الطيور لترديها كواسره
وجاء إبليس بالفتوى وآمره
وحوّلوا قبة الأنوار عن فلك لما لقوا بين ذراتي وأعظمها بها يدور وفيها قر سابره
إلا الحسين حبيباً لا أغادره
تشع بالخير والنعمى محاسنه وتنزل الليل والسكنى ضفائره
إن تلتقِ الأنسَ نفسي فهو مؤنسها به سموت على الدنيا وما وسعت أو دق ناقوسُ قلبي فهو ناقره
وطفت من حيث ما طافت بشائره
الباسط الكفّ من تحت الكساء إلى والمسكر الناس من حلمٍ ومن أدبٍ كفِّ المحبين والسلوى تذافره
والناشر الجود لا تخفى جواهره
والطاوي الكشح للمسكين معتكفاً والكاظم الغيظ عن قوم إذا جاهلوا والمطعم العبد إما ضن آسره
والمنزل الموت إما ثار ثائره
والفارس الأوحد الصنديد ، ما صمدت هو الكميُّ الذي مازال منتفضاً له الأسود إذا شدّت أظافره
ومن عرين بني الكرار خادره
مازال في جنة الرضوان سيدَها هو الحسين ومن مثل الحسين حماً وفي الدنا ترتقي دوماً مفاخره
عند الوطيس إذا حلّت فواقره
الضارب الصفح إلا في الضراب فلا النازع الحق من أنياب غاصبه يطيل في عمر قتّال يناوره
والمرتدي في اللظى قلباً وشاهره
يصيح هيهات منا أن نذل ولم فقارع الجبت والطاغوت محتسباً نذق من الصبر ما الرحمن عاذره
وقلَّ إلا من العباس ناصره
فبات في الحل والتأريخ فارسها وظل في غضب الجبار واتره

 

يشيد بالبطل العباس شاعرهُ كما يغرد في البستان طائرهُ
ما أنجبت حرة شمساً ولا قمراً كأنما فالق الإصباح أوقده كناصر السبط ما أحلى غدائره
في الأرض فهو ضياها وهو ساتره
إن قابل الناسَ جاء النور يسبقه طوبى لروحك يا أم البنين ويا وإن مضى فسكون الليل دابره
رمز الحنين ويا درساً نثابره
لقد رفعتِ من الأقمار أربعة لكن قومك يا أم البنين أتوا ومن وليدك هذا جلّ ناشره
من الوليد عجاباً لا أخاتره
فها هو الوالد الكرار أولهه يقبل العينَ والكفينِ مرتجعاً من جسمه الغضِ باديه وضامره
ويحمد الله ما شعّت مناحره
وهاهو المجتبي والمجتبى علمٌ يرنو إلى الطفل حتى خلت أنهما جلت مآثره قلت نظائره
بين الرياحين مفتون وآسره
وهاهو السيد السبط الشهيد به يحنو على ما بدا من حسن طلعته كالمستهام يناغيه يسارره
ويرشف الراح مما فاح ثامره
ما أجمل الطفلُ في كفِّ الحسين وفي يدير عينيه في عين الحسين وفي حجرِ الحسين زماناً لا يغادره
نحر الحسين فما تعني مناظره
ما بالُ طفلك يا أم البنين فقد بالله ردي أمن عيب بخلقته أبكى الزهور وما رفت محاجره
فكيف والفرقد العالي يجاوره
وكيف والشمس خرّت يكي يباركها والمكرمات تنامى عن شمائله والكائناتُ له تترا تسامره
كالطود لا يرتقيه من يكابره
الرابط الجأش في حزم على صغرٍ ما عسَّ في قارع الكفار منسدلاً ماذا سيُحدث إما اشتد كاسره
إلا تهاوت على البيدا مغافره
مازار جيشاً تعاديه بواتره في كفّه سجّر الجبار هاويةً إلا تولى تؤاخيه مقابره
وراكمت بأسها فيه عشائره
وزينبٌ شدها من بين إخوتها ولم تزل زينبُ الحوراءُ تطلبه له من الود ما تخفى بصائره
إلى الوفاء فلا تكبو مشاعره
حتى أتى الشاطئ الغربيَّ مرتجزاً والعلقميُّ به الحياتُ فارعةٌ أروي الحسينَ ولا تظمى حرائره
وفي بطون مناياها فواغره
والسلسبيل به يجري وقد ولغت والأرض لاهبة والنخل كالحة فيه الكلاب وأقصى الريح ناجره
وفي الجوار من الجاريِّ فاتره
والمارقون أتوا والناكثون جثوا والشرك أطلق في الميدان قارعَه والقاسطون قضوا مالله حاضره
واستنفرت كالثرى عدّاً عساكره
جيشاً له من شرار الجن رادفة فاستحصلَ القمر العالي إجازته وللسهى من أياديه حناجره
وانسلَّ للأرض تحذوه زماجره
وأقحم المهرَ كالزلزال بينهمُ وخيّم الموتُ والآجالُ شاخصة حتى بدت في نواصيهم حوافره
وجال في ركَب الشجعان ذاعره
وأظلم الأفقُ من وقع الضراب وهم ولم يزل فيهمُ يجني الرؤوسَ ولم تحت الحراب وثكلاهم تهاتره
يزل يمنّيه ربي ما يخامره
فأبدل البارئُ الكفّينِ أجنحةً ولم تزل رايةُ العباس خافقةً واسترجع المحجرَ المكسورَ جابره
صفراء في موجها عزّت محاوره
ساءت وجوهَ بني صهيون وانتصبت وقد سقاها أبو هادي مفاجأة على الجنوب فأعيتهم منابره
ذلّت لها من حصون الشرك ساعره
وأرسلوا رابع الأجيال فانتشرت لاغرو من سيّدٍ يغذو بسالته على القرى حيثما حلّوا مقابره
من الحسين وفي العباس غابره
فكفّه من يد العباس ركبها هو المفاجأة الكبرى وقد قربت والسبط قائده والله ناصره
بها تَغيّرُ في الوادي مصائره
وجالت الراية العظمى مراقبة يؤمها القائمُ المهديُّ منتصراً ما بعد بعد ، وقد هبّت بوادره
وتكتسي باللقا كحلاً نواظره

قلبي البراق

 

يا  حافيًا  شدّ  لابنِ  المرتضى   iiالرحْلا      هَلاّ أخذتَ فؤادي  في  السُرى  iiنعْلا؟!
خذهُ  إذا  تعبتْ   رجلاكَ   من   iiسفرٍ      فَهْوَ  الذي  من  مسيرِ  الحبِّ  ما  iiكَلاَّ
و  خطوُهُ  النبضُ  إذ  يزدادُ  مِنْ  iiتعبٍ      فيسرعُ  القلبُ  في   خَطْواتِهِ   iiالعجلى
مِنْ   نبضِه   هدهدٌ   يُنبيكَ   عن    iiنبأٍ      هناكَ   عرشٌ   حواليهِ   الهدى    صلّى
مِنْ    نبضِه    آصفٌ    يرنو    iiليجلبَهُ      قد   رامَ   يحملُه   لم   يستطع    حِمْلا
قلبي  البراقُ   إذا   ما   شِئتَ   iiفامتطِهِ      فَهْوَ  الذي  في  ربوعِ  الطفِّ  قد  iiحَلاَّ
إسراؤُه   في   ليالي   الشوقِ،   iiمقصدُه      مِنْ مسجدِ الصدرِ حتى المشهدِ  iiالأحلى
هناكَ   في   كربلا   قطَّعتُ    iiأجنحتي      سأهجرُ  الكونَ  لو  أحظى  بها  iiوصلا
طقوسُ  مثلي  بأرضِ   الطفِّ   مدهشةٌ      أقلُّ   شيءٍ   بها    أنْ    ألثمَ    iiالرملا
قصَّرتُ  خطوةَ  شوقي  كلما   iiاقتربتْ      بطَّأتُها     بحياءٍ     أرجفَ      iiالرجلا
أحجُّ  زحفًا  و  حَبْلُ  السبطِ   يسحبُني      ما  حيلتي  غيرُ  أني  أسحبُ   iiالحبلا؟!
في  قدسِ  واديه  عندَ   البابِ   iiمرتعشٌ      و   مُلزَمٌ   حينها   أنْ    أخلعَ    النعلا
أرهقتُ    فيه    لساني    في    iiتلعثُمِهِ      و  مفرداتي  غَدَتْ  مِنْ  كُنْهِهِ   خَجْلى
هَلاَّ    أذنتَ    لرحّالٍ    بلا     iiوطنٍ      عافَ  الحياةَ  و  يبغي  عندَكَ   النُزْلا؟!
فأدخلُ    الحائرَ     المشحونَ     iiأسئلةً      و  ألفَ   لغزٍ   به   لا   يعرفُ   iiالحَلاَّ
دخلتُ فاخضوضرتْ في  الروحِ  iiأوديةٌ      كم عاشتِ الروحُ من طولِ النوى ذبلى
فلترصفوني    رخامًا    وسطَ    iiحائِرِهِ      يستعذبُ  الوطءَ  لو  ألقَوْا   به   iiالثِقلا
أو   طيِّروني   حمامًا    حولَ    iiمَشْهَدِهِ      بنيتُ    عشًا    على    باحاتِهِ     iiطَلاَّ
أنا     هديلُ     أذانٍ     مِنْ     منارتِه      في  أفقِ   كلِّ   سماواتِ   الهوى   iiيُتْلى
أنا     أنينُ     رجاءٍ     تحتَ      iiقُبتِه      من  شجوِ  طفلٍ  أتى  مستجديًا  iiسُؤْلا
و   زفرةُ   العاشقِ   الملهوفِ    تشبهُني      إذا    تشبَّثَ    في    شباكِهِ    iiالأغلى
طيني      مكامنُه      تُرْبٌ       iiبمدفنِهِ      و   الماءُ   دمعٌ    على    أرزائِهِ    iiهَلاَّ
سُكِبْتُ _  مِنْ  بَعْدِ  تذويبي  _  iiبقالبِهِ      فقالبُ  السبطِ  مَنْ   أعطانيَ   iiالشَكْلا
مولايَ   أنسخُ   مِنْ   أصداكَ    iiتَربِيَّتي      حتى  تكاثرَ  بي  صوتُ   الهدى   iiنَسْلا
وجدتُني      قِربةَ      العباسِ      iiنابعةً      لأرويَ   الناسَ    من    أنهارِها    نَهْلا
وجدتُني    سبحةَ    السجادِ    iiخاشعةً      إن   شدَّها    تارةً    أو    تارةً    أدلى
حسينُ   يا   توأمَ   القرآنِ    يا    كُتُبًا      أهوى     قراءَتها      عنوانُها      iiكَلاَّ
أمطرتَ لي (بعضَ) مزنِ العطفِ iiتغرقني      و ما  نجاتي  سوى  أنْ  تُمْطِرَ)  iiالكُلاَّ(

 

** بَرْزَخٌ يُشايعُهُ الحَنينْ **

 

 

 

الإهداء :

 

بعِطْر الانتظار الرَّاعِفِ أنشُقُ أمنيَّةً صاخبةً بالآهاتِ المَنفيَّة …

تُصَدِّرُ شَّواطِىء الحَنانِ مِنْ طامورةِ الشَّجى المَخْفية …

وَ عَلى أصْدَاءِ أعْتَق زَفْراتِ الحادثةِ العُظْمى ولاءً :

( يُمَّه ذكريني من تِمُر زَفَّة شَبابْ ) / و

 ( يحسين ابضمايرنا .. صِحْنا بيك آمنا ) !!

 

( ُأبَلْسِمُها / ُأهْدِيها  )

 

لكلِّ نَوْرَسٍ أبيضٍ يَرْتَقِبُ الرُّجوعَ ، و يُمأتِمُ الآفاقْ !!

 

 

 

 

 

01 سَما بَرَزْخاً يشدو بأحيائهِ  الجُرْحُ   مِنَ القِمَمِ  العَذراءِ ما  حَفَّهُ  الرَّزْحُ

02مُغـَـيَّمَة ٌ بالمُستحيليَّةِ الــتي     بجيناتِها الجَنَّاتُ دونَ المَدَى تَصْحو

03 أضَوِّأ ُ كُلِّي و الفَراشاتُ  كِذْبَة ٌ  سَتُفشي اقترافَ البَدْرِ و المُنتهَى فَضْحُ

04هَناءُ الذينَ استُشهِدوا حينَ  مَوْتَةٍ      يُبَرِّجُ صَحْرائي إذا راقَني  الشَّرْحُ

05خُرافةَ بَذْلٍ من  يَدٍ  هامَ  حُسْـنها  بآياتِ أرواحٍ سَقَى نَسْـخَها  الصَّفْحُ

06 فمَا أنْدَرَ الأسْحَار  سِحْريَّة َ النَّدى   بإشعاعِهِ  ُأمَّاً فـَرَى عَطْفَها  المَدْحُ

07 عَـلى ضَلَّةٍ تنمو انتباهاتُ وامِق ٍ   بمَقْتَلِ خفقاتٍ تباكَــى لها  الصُّبْحُ

08 وَ خُرَّابُ أوْهامٍ أزاحوا  مـهَامِهاً   ضَراميَّة َ العِقْيانِ حَدَّاؤُها الكـَـشْحُ

09أصيخي إليكِ اليَوْمَ يا سِدْرة َ الوَحَى وَ صُبِّي مِرَاحَ البَرْقِ في رُقْيَةٍ  تَمْحو

010ليُشِرقَ رعْدُ النَّزفِ مستوسِقاً  ُذرَىً   عَسى سُورة ُالأمواجِ يشتاقُها القُبْحُ

011 حُسَيْنيَّة ُ الإرْهافِ  رَكْوَة ُ عَوْذةٍ     برَغْوَةِ إطْلاقٍ تَنَزَّى  بها  السَّطْحُ

012 تخيَّرني حَمْدٌ بأجراسِــهِ التي     تخيَّرها صَمْتٌ تــَخـْـيَّرهُ الكَدْحُ

013 فَطارَحتُ فُسْحاتِ الكراماتِ واقفاً  عَلى مِشْجَبِ التَّوفيقِ في مُهْجَتي رَوْحُ

 

014 تمدَّدَتِ الأحلامُ للاَّنِـهَايَةِ المُمُوْسَـقـَةِ الأرْوَى إلى أنْ  طَفا  النـَّشْحُ

015 سأفْضِي بما قَدْ هَدَّ أقبية َ الطَّوى   و أعْشَبَ لَثْغاً ، شَذِّبِ الرَّيْبَ يا بَوْحُ

016فمَنْ قبلكَ استْدَنى مَتَاهَاتِ زَهْقَةٍ     تَدلَّتْ مَـواويلاً يُرنِّمها النـَّزْحُ ؟!

017تلبَّسني المَخفيُّ في ضِفِّةِ السَّنا       حزائِقُنا الأولى ضَـمائِرُنا القُـحُّ

018فهلاَّ تمُـجّ الحُبَّ طُهْراً مُورَّداً      بصُرَّةِ رُزْءٍ  ضاعَ في حَلْقِها الطَّفْحُ

019 سأنثالُ منفىً غارقاً وسط َضَجَّةٍ      ُترى كُفِّرَ السَّنَّاحُ أمْ ُألِّهَ السَّـنْحُ

020 هُنا زَأرَة ُ الأكدار ِ لَيْلٌ  مُـثَقَّبٌ      لهُ جُـهَمٌ منها  يُجزِّرُنا  الكَـبْحُ

021 بجنَّاتِنا هَفـْوٌ  لأحْـدَثِ  سَجْدَةٍ      كأنَّ اندلاعَ الوَجْدِ من ثَغْرها  فَتْحُ

022عَن اللَّوعةِ الأجلى المُسَمَّاةِ كربلا   عَنِ الرَّوْعةِ الأغلى فقد هُجِّرَ القَرْحُ

023إلى كلِّ أشياءِ انشطارايَّةِ الشَّجى       مُدلِّهَةِ الأحْزَان ِ أحشاؤنا طـَمْحُ

024 لِغـَزَّةَ  كَمْ نقتاتُ آهاتِ  لـَحْدَةٍ     ترودُ الخَيالاتِ التي غالَها  السَّرْحُ

025 فيا أنفـُساً مغبوطَة ً مِنْ  تَمَلُّكٍ     مُحَرَّمُ وَلاَّها فما يُـتِّـمَ  النـَّضْحُ

026 مَرَرْنا  نواريساً؛ أعيني اندِلاقنا     بتَهْويمةٍ للاشتعالِ كَمْ ضَمَّنا القَدْحُ

027 تمأتَمَتِ الأجواءُ ملءَ  اشتياقنا      بنا قِبْلة ً صاكَ الأسى أينما  نَنْحو

028 نُعَذِّبُ  جَـبَّاناتِنا تِلْكَ  أنَّــةٌ       خريفيَّةٌ ترنـو لِوجْهةَ لا  تَـلْحو

 

029 نُصلِّي وُلوعَ الدَّمْعِ يَسْتَجْذِبُ المُنَى   رِثاءٌ جَماعِيٌّ هُوَ النَّجْمُ وَ الجُنْحُ

030 ذَوَتْ زَرَداً قَدْ كانَ طَلاًّ  مُكفَّناً    حُقولُ الذَّواتِ البِيْضِ فاستَعْجَبَ الفَلْحُ

031 أولئكَ مَنْ ؟ يا ليتَ سُورَ اكتشافَهُمْ     تمخَّضَ قُرْباناً تَـكأَّدَنا  القَـمْحُ

032قفي ريثما نَنْـغَـلُّ خَدّاً بكِـلَّةٍ       لنَصْطادَ دَمعَـيْها فيُبْنى بها صُلْحُ

033مِنَ الرَّيِّ أنْ يُوْسَى الرَّحيبُ الذي بهِ اتِّساعاتُ لا تُرْسَى فليتَ الدَّوا  فَسْحُ

034 و مِنْ رَوْضَةِ الأظماءِ تَرْنو امتلاكةٌ   عَرَاهَا الخُلودُ المَاءُ كَمْ خِبْتَ يا ذَبْحُ

035 فما أدنأ َالأعماق صادَرَها الهَوَى     تُثلِّجُها الدُّنيا فيَـصْهَـرها النَبْحُ

036 أتُمْتَشقُ النِّياتُ في  طَرْفِ  رَدَّةٍ    جِمَاراً على التَّطْهيرِ حَتْماً لها كَسْحُ

037 تُداهِمنا اللاَّفانـــياتِ  زَنابقاً      يُخَرِّجُ تأبيناً سَّــكاكينَها  النَّجْحُ

038ملاحِمُ أوْرادٍ تلفَّعَتِ الشُّموعَ فِـــتْنَةَ وَرْدَيٍّ فَــــما فَـتِأ َ السَّبْحُ

039 فِدا تلكُم الأرزاء مـيناءُ راحَةٍ      يُغَازَلُ بالإزْرَاءِ حتَّى قَضَى  اللَّمْحُ

040 إلى زَفْرَةِ النَّاقورِ بل بَعْدَ مَوْتِها     بقَلْبِ العُلا نَدْبٌ و من حَوْلهِ اللَّفْحُ

041 فوا صَعْقَةَ الأشرافِ إثْرَ  جِنايةٍ   تَناسلَ مِنْها في جَبينِ المَدَى الرَّشْحُ

042 حَنايا حَنانِ السِّبْطِ حَنَّاتُ مِحْنَةٍ    إذاً ناحَتِ الأنْوَاحُ و اسْتَغرَبَ الصَّدْحُ

043 فمَا جَرَّأ َ الدُّنيا لِحَرْق ِ أمَانهِ    و إرْعَابِ أطفالٍ لَهَا يشتكـي  النَّكْحُ ؟

 

044 مفُدَّىً بأصْحابٍ تَوَهَّجَتِ انْتِشِا    وَفاءٍ عَبيريٍّ على الشَّمْسِ قد ضَحُّوا

045يُدمِّرُ أشْـبَاحَ النِّـهايةِ مُفْعَماً      بُِأرْجُوزَةِ الإصْرارِ خَـفَّاقُهُ السَّمْحُ

046 سَجَى يُطْعِمُ الذَّراتِ فتْحاً مُكبِّراً    و أعداؤُهُ ما زالَ في حلْقِها النُّصْحُ

047 مُوارِي تعاساتِ الغَياباتِ لا نَعي    تَدفٌّقَ أضلاعٍ  لهُ رضَّـها  المِلْحُ

048 عَلى التُّرْبِ مكبوبٌ ثلاثاً بلا رِدَا    ذبيحٌ  بلا جُرْمٍ تلَـظَّى لَهُ  البَطْحُ

049 و يُبْشَكُ من فَوْقِِ القَنا رأسُهُ الذي  تَلا الحُسْنَ والأحجارُ في هُبْلَةٍ نَطْحُ

050 وَ تُسبى نِسَاهُ الشُّـمُّ آمَالَ ذِلَّةٍ     مُهَدَّمةٍ يأبى على  وَعْدِها الصَرْحُ

051 أضحْوَةَ ثأرِ اللهِ برزَخُـنا  يَدٌ     و إنَّا معَ  الأحْرَارِ آمــالُنا  جَمْحُ

052 هُنا تُتْرِعُ الزَّهراءُ غَيْماتِ جُرْحِنَا     أماسي اكتناهِ الآهِ يَستَفْهِمُ  الرَّدْحُ

 

 

 

 

كعبة الأحرار

 

سارت تجر لجامها الأقدارُ حيث المنية غاية تُختارُ
وتبسمت للموت حيث بدا لها وحيٌ ولمّا يثنها الجزارُ
ومضت على نهج التقاة يحثها عزمٌ يزيد وقيده الإصرارُ
فحوت على سبط النبي محمد والسائرين بها هم الثوارُ
وشدا لمجدهم الزمان مفاخراً أن الخلود يناله الأحرارُ
فالخلد أن تذكي لدربك جمرةً لا تنطفي إن طالها الإعصارُ
لا تنطفي حتى ولو بلغ الزبا سيلٌ يسيل على المدى هدارُ
شقت مبادئه العباب فأبحرت لا ينثني إن عاكس التيارُ
وإذا تلاطمت البحار وأظلمت لا بد يطوي دربه البحارُ
والخلد أن يصغي لصوتك مسمع عبر المدى حيث الصدى عبارُ
خرق الحواجز حين أطرب مسمعي في الذر حيث تحوطني أطوارُ
نغمٌ تقدس في السماء ولم يزل عذباً يرتل صوته مزمارُ
هذي ترانيم الولاية لفها نورٌ تحيط بذاتها أقمارُ
وإذا تميزت النفوس فإنها تسموا الجبال وتصغر الأحجارُ
فأذاب مهجته ليسكب زيتها نارا يقود شعاعها الأبصارُ
يعطي فلا طمعٌ يؤمله كما تروي المياه ويضمأ الفخار
يرضى من الدنيا الكفاف بعيشه حيث اللآليء بيتها محارُ
يا سيد الاحرار حسبك عزةً أن تزدهي وتبدد الآثارُ
أن يعتلي صوت الكرامة شامخا عبر السنين ودأبه إستمرارُ
يحي الضمائر في الخليقة مثلما تحيا القفار وغيثها الامطارُ
فإذا تشربت القفار بغيثه يزهو الربيع وتعبق الأزهارُ
والدوح أينع من صميم غياثه ينعاً فكل نتاجه أبرارُ
تبقى وصرختك الأبية تنجلي كالرعد يقصف ، حده أشفارُ
وغدا يردد في صميم مسامعي أن الكرامة جلها إيثارُ
كيف الطريق الى علاك فما أرى إلا الإباء وذا الولاء شعارُ
يا كعبة الأحرار إنك ملهمي فأطوف حولك والإبا مضمارُ
وأصارع الطغيان أرجم سعيه حيث الولاية في يديّ جمارُ
لله درك يا حسين فما أرى إلا عظيما كله أسرارُ
فأنا أراك لي الجلال لأنه يزهو لك الإجلال والإكبارُ
وانا أُسرت بحسن نهجك مثلما أَسرت قلوب عبيدها عشتارُ
فإهنأ بخلدك يا حسين فإنه نضج الغراس إذ الولاء بذارُ