تحضيرية شاعر الحسين تطلق موسمها السادس عشر للعام 1446 / 2024


بعد إعادة هيكلة لجانها الفرعية وانتخاب رئيس جديد:

تحضيرية شاعر الحسين تطلق موسمها السادس عشر للعام 1446 / 2024

ماتم أنصار الحق – بلاد القديم:

عقدت اللجنة التحضيرية لمسابقة شاعر الحسين اجتماعاً تنظيمياً أقرت فيه هيكلها الإداري الجديد برئاسة الأستاذ عبدالجليل الصفار، وانتهى بإطلاق النسخة السادسة عشرة من المسابقة الشعرية للعام 1446 / 2024 والتي من المقرّر أن تبدأ في فتح باب تلقي النصوص المشاركة بتاريخ 20 أبريل 2024م، وجرى في الاجتماع التحضيري إعادة تسكين اللجان الفرعية للمسابقة، وإعادة مراجعة وتنقيح قائمة شروط النصوص المشاركة بفئتيها (القصيدة الكلاسيكية، والقصيدة الحديثة)، كما تمّ إقرار المواعيد التنظيمية لنسخة هذا الموسم وخطة مطبوعاتها التوثيقية.

يذكر أنّ مسابقة شاعر الحسين قد انطلقت في العام 2008م، بمأتم أنصار الحق (بلاد القديم / مملكة البحرين)، وتختص بالقصيدة الحسينية بأبعادها الرثائية والإحيائية، وتمنح المسابقة الفائزين ثلاث جوائز مالية لكل فئة تبلغ قيمتها (1500، 1000، 500) دولار على التوالي.

نتائج مسابقة شاعر الحسين الخامسة عشرة (2023م / 1445 هـ)

نتائج مسابقة شاعر الحسين الخامسة عشرة

(2023م / 1445هـ)


فئة القصيدة التراثية


المركز الأول

العابرون من بوابةِ الخلود

(الشاعرة إيمان عبدالنبي دعبل)

http://alhussainpoet.com/?p=2806&preview=true


المركز الثاني

ما تناثرَ مِن نايِ الخلود

(الشاعر محمد منصور اليوسف)

http://alhussainpoet.com/2814.html

المركز الثالث

اعتراف

(الشاعر حسين عيسى الستري)

http://alhussainpoet.com/2817.html


فئة القصيدة الحديثة


المركز الأول

الشاعر السيد علوي السيد أحمد الغريفي

http://alhussainpoet.com/2819.html


المركز الثاني

رَسمٌ بلا أَصَابع

(الشاعر ناصر ملا حسن زين)

http://alhussainpoet.com/2823.html


المركز الثالث

مُتلقِّيًا كَلماتِ رَبِّي

(الشاعر علي حسن المؤلف)

http://alhussainpoet.com/2827.html

 

المركز الثاني / فئة القصيدة التراثية: ما تناثرَ مِن نايِ الخلود (الشاعر محمد اليوسف)

 

ما تناثرَ مِن نايِ الخلود


الشاعر محمد منصور اليوسف

 (مملكة البحرين)


مِثلَ اليتامى بَذرتُ الحُزنَ في رئَتي

وأَترعَ الصبرُ مِنِّي كلَّ سُنبلةِ

ولم تزل شَفرةُ الأيامِ تحصُدُ في

حَقلِ المراثي التي قد خَضَّرَت شَفَتي

آتٍ مِن الموتِ، نايُ الريحِ يبعثني

ولستُ مِن حينها حيًا، ولم أمُتِ

عَقرتُ ناقةَ تصريحي ولُذتُ على

ذعري إلى ظلِّ إيماءٍ وتوريةِ

فوثبةُ الخطبِ قد جازت بلوعتِها

أقصى سَلالمِ جرحٍ في مُخيِّلتي

وسَحنةُ (العشرُ) قد ألقت حقائبَها

مِلءَ الفجائعِ في أرجاءِ ذاكرتي

فذا حسينٌ تحوكُ الطفُّ غربتَهُ

بخيطِ غدرٍ وأحقادٍ مُعتَّقةِ

أنصارُهُ أشرقوا من فرطِ ما اشتعلوا

في عِشقِهم، ورقوا معراجَ أُمنِيةِ

تسابقوا للمنايا كي  تُحرِّرَهم

مِن الترابِ لغاياتٍ مُبتَّلَةِ

ودثَّروا الطفَّ أرواحًا مُحلِّقةً

إلى الجلالِ، وفازوا بعد مَقتَلَةِ

فرفرفت في البلاءِ الرحبِ واعيةٌ

من المُحاصَرِ في صحراءِ حَنجَرةِ

تُسائلُ الريحَ: هل مِن ناصرٍ؟! ولهُ

تعودُ خجلى وحيرى دون أجوبةِ

فَسَلَّ من صدرهِ صَمصامَ حُجَّتهِ

وسار للبطشِ في خَيْلٍ من العِظَةِ

وحيلةُ الليلِ تأبى للشقاوةِ أن

لا تملأ الأفقَ من دمِّ ابنِ فاطمةِ

فأقبل السبطُ يروي الدينَ من دمهِ

شذا الخلودِ بأحشاءٍ مُفتَّتةِ

وأسرجَ النفسَ قربانًا تُقدِّمُهُ

حرارةُ العشقِ في حَمدٍ وحوقلةِ

شدَّ الحميةَ في يمناهُ وارتجزت

صولاتُهُ  (أحمدًا) في لُجَّةِ العَنَتِ

على الضلالةِ يهوي سيفُهُ قدَرًا

بكفِّ عزريلَ للنارِ المُسعَّرةِ

نورًا رسولًا تجلَّى بين عِتمَتِهم

وكلما حاصروهُ اشتدَّ في السَّعةِ

أين الرجالُ؟ تناديهم أَرومَتُهُ

وما هنالكَ مِن ظلٍّ لِمَرجَلةِ

تكاثروا حولهُ جوعى لِمظلمةٍ

تذوي مِن الرعبِ منها كلُّ مَظلمةِ

فما ارعوى لهمُ سيفٌ ولا عَمَدٌ

عن الصعودِ على الذاتِ المُطهَّرةِ

وما تورَّع مِن نَبلٍ ولا حَجَرٍ

ولا سِنانٍ -على القرآنِ – مُنفَلِتِ

كلُّ الجراحاتِ نحو الغيبِ قد عَرَجت

إلى العدالةِ تشكو قوسَ حرملةِ

فقد سقى نحرَ طفلِ العرشِ، ثم رَمى

قلبَ السماواتِ بالسهمِ المُثلَّثةِ

*****

وها أتيتُ أُمنِّي النصَّ ملحمةً

كم فطَّرت من أساها مُهجةَ اللغةِ

أُلقي على ضفةِ الأوجاعِ أسئلةً

عطشى  فترجع لي أشلاءَ أسئلةِ

وأرقُبُ الذعرَ يُعطي للجهاتِ يدًا

وأرصُدُ الموتَ يجري دونما جِهةِ

وأُبصِرُ اليُتمَ أقدامًا مُهروِلةً

بذلِّها، نحو أحلامٍ مُهروِلةِ

وألمحُ الثكلَ يهوي بالخدورِ ولا

يُبقي سواهُ ملاذًا للمُخدَّرةِ

هُنا وعودٌ ونَظْرَاتٌ مُقطَّعةٌ

إربًا فإربًا لآمالٍ مُقطَّعةِ

هنا التراب ُسماءٌ، والنِسا شُهُبٌ

سَطعنَ مِن بين أقمارٍ مُبضَّعَةِ

وسِرنَ بالفتحِ في رأسٍ بلا جسدٍ

وذاكَ أصعب ُ دورٍ (للمُيسَّرةِ)

مَضينَ يشرَحنَ نصرًا في الخلودِ ثوى

مَتنًا ذبيحًا على أوصالِ حاشيةِ

المركز الثاني / فئة القصيدة الحديثة: رَسمٌ بلا أَصَابع (الشاعر ناصر زين)

رَسمٌ بلا أَصَابع

الشاعر ناصر ملا حسن زين

(مملكة البحرين)


مَرسمٌ إِلهيٌّ فوق ثَرى كربلاء .. وهُناكَ على صَفحةِ النهرِ قَمرٌ بَارعٌ في تَشكيلِ لَوحتِهِ السَّماويّة، مَاهرٌ في اقتناصِ اللَّحظةِ البانُوراميّة .. بلا يَدين .. ولا عَين .. رَسَّامٌ معَ الحُسين

____________________________________________________

يَمْتَدُّ في لَوْحَةِ المَعنى

فَأَرمُقُهُ

واللَّهُ بالغَيبِ رَسَّامًا سَيَخلُقُهُ


مِنْ رِيشةِ الوَحيِ

مِنْ (حَوَّاءَ) شَكَّلهُ طِينًا

تَجَلَّى على الشُّطآنِ رَونَقُهُ


حتَّى تَنزَّلَ بالإبداعِ مُعجِزةً بكربلاءَ

ورِيحُ الوَعدِ تَسبِقُهُ


يَمْتَدُّ يَمْتَدُّ

حَيثُ الشَّمسُ بَاسِطةٌ ذِرَاعَها فوقَ نَهرٍ

رَاحَ يُنْطِقُهُ :


يا أيُّها القَمرُ المُمْتَدُّ (يُوسُفُهُ)

مُذْ أَوَّلَ الحُلْمَ ..

والمَنْفَى يُطوّقُهُ


– (عَشْرٌ عِجَافٌ)

خِيامٌ

– سُنبُلاتُ دَمٍ

– ذَبحٌ

– بُكاءٌ

– وَجُودٌ ..

 .. مَنْ سيَخرِقُهُ ؟!


 هَلْ (بئرُكَ) القِربةُ الظَّمْأَى؟!

* فَقالَ: أَجَلْ  

– و(قَمحُكَ الغَضُّ) ؟!

* نَزفُ الدَّمِّ يُورقُهُ  


الماءُ يَخرجُ مِنْ كفَّيكَ

قَافِلةً مِنَ القَدَاسةِ

حيثُ اللَّهُ يُهرِقُهُ


المَاءُ قِصَّةُ عِشقٍ

كانَ يكتُبُها (عَلِيُّ) وَحيًا

فَوَحيًا   ..

فِيكَ يُغدِقُهُ


يا (شَاطئًا) بَلَّلَ الأَرواحَ

فَانْبَجَسَتْ ..

واخضَرَّتِ الأَرضُ لمَّا فَاضَ (أَزرَقُهُ)


يَمْتَدُّ يَمْتَدُّ في الإنسَانِ

صَارِيةً  ..

بَحرًا تَأهَّبَ للإِبحارِ زَوْرَقُهُ

وكُلَّما تَحبسُ الشُطآنُ قَارِبَهُ

 ..

يَجِيءُ

مِنْ كفِّهِ المَقطُوعِ يُطلقُهُ 


يَجِيءُ

يَرسمُ أَطفالاً وأَشرعةً

ومَرفأً حَالِمًا ..

لا مَوجَ يُغرقُهُ


يَجِيءُ

يَرسمُ صَحراءً

و(زَينبُها) تَمرُّ صُبحًا سَبيًّا بَانَ مَشرِقُهُ


يَجِيءُ

يَرسمُ (طَفًّا)

كانَ أنبَأهُ

عَنْ لَحظَةِ الذَّبحِ والمَسْرَى (فَرَزدَقُهُ)


يَجِيءُ

يَرسمُ مَوتًا مَازقًا جَسَدًا ..

فيَدفنُ المَوتَ – فيْ الرَّمضَا – تَمزُّقُهُ


ويَرسمُ (السِّبطَ) مَرفوعًا إلى أُفُقٍ

ولا سَنَابكَ خَيلٍ سَوفَ تَسحَقُهُ !!!


ويَرسمُ الجُودَ (أُمَّاً)

أَنجَبَتْ وَطنًا

وثَمَّ فِي الطَّفِّ بَابٌ جَاءَ يَطرُقُهُ


حَتَّى يَمُرَّ
..

فَيَلْقَى قَلبَ (فَاطمةٍ)

سَتَرفعُ (الكفَّ) ..   

في المَأَوى تُعلِّقُهُ


السَّهمُ يَخسفُ عَينَ الضَّوءِ مِنْ جَبَلٍ

قَدْ رَفَّ فوقَ جُفُونِ الدَّهرِ بَيرقُهُ


السَّهمُ يَذبحُ قُرآنًا

يُرتٌّلهُ (بَدرٌ)

سَيُقطعُ مِنهُ الآنَ مِرفقُهُ


والرُّأسُ نَافِذةٌ

كَمْ تُشْرقُ الأنبياءُ / الشَّمسُ مِنها

إِذا ما شُقَ مِفرقُهُ


إِذْ كانَ أجملَ جُرحٍ

جُرحُ هَامتهِ

والجُرحُ في اللهِ يَحلُو حِينَ يَعشَقُهُ

*//*//*//*//*//*//*

هُنا

سيَرتَسمُ (السَّقَّاءُ) سَاقِيةً ..

(ماءً كلِيمًا)

وصَمتُ النَّهرِ مَنطقُهُ


هُنا

ستَختَنقُ الأوْرَاقُ بَاكِيةً

على (رَضِيعٍ)

سِهامُ المَوتِ تَخنقُهُ


هُنا

سَتَرتعشُ الأَقلامُ

حِينَ تَرى بـ(خِدْرِ زَينبَ) أَسيَافًا سَتُحرِقُهُ


هُنا

تَألَّقَ مِنْ لَوحِ السّماءِ دَمٌ على الوُجُودِ

ولَا يَخبُو تألُّقُهُ


هُنا الحُسينُ
 ..

(عِراقُ اللّهِ) يَعزِفُهُ لَحنًا

على مَسْمَعِ الدُّنيا يُمَوسِقُهُ

هُنا

سَيَختَصرُ العبَّاسُ لَوحتَهُ

بلا يَدينِ ..

وعَينُ الأُفقِ تَرمُقُهُ


وكُلَّما مَزَّقُوا الألوانَ في يَدهِ
 ..

فَاللَّهُ بالغَيبِ رَسَّامًا سَيَخلُقُهُ

رايتا (شاعر الحسين 15) ترفرفان في يدَي دعبل والغريفي

في المهرجان الختامي (15) وتحت رعاية العلامة الشيخ محمد صالح الربيعي:

رايتا (شاعر الحسين) ترفرفان في يدَي دعبل والغريفي

من بين 129 شاعراً وشاعرة من 7 دول عربية والإسلامية ظفر بلقب (شاعر الحسين)  كلٌّ من الشاعر البحريني السيد علوي السيد أحمد الغريفي (فئة القصيدة الحديثة) والشاعرة البحرينية إيمان عبدالنبي دعبل (فئة القصيدة التراثية)، وتم إعلان النتائج بعد إلقاء القصائد الست المتأهلة في المهرجان الختامي للمسابقة في نسختها الخامسة عشرة والذي أقيم مساء يوم الجمعة الموافق 22 سبتمبر / أيلول 2023م في قاعة نيوسيزون / عذاري، وذلك تحت رعاية مباركة من سماحة العلامة الشيخ محمد صالح الربيعي.

وحلّ الشاعر محمد منصور اليوسف ثانياً، والشاعر حسين عيسى الستري ثالثاً في فئة القصيدة التراثية، فيما جاء الشاعر ناصر ملا حسن زين ثانياً، والشاعر علي حسن المؤلف ثالثاً في فئة القصيدة الحديثة.

وكان للجمهور الغفير مساهمته في اختيار (شاعر الجمهور) عبر التصويت المباشر حيث تم نال الشاعر (ناصر زين) الحائز على أكبر عدد من الأصوات (درع الشاعر غازي الحداد).

بدأ المهرجان بتلاوة آي معطر من الذكر الحكيم للمقرئ الموفق يوسف العالي، ثم تمّ إلقاء القصائد الثلاث المتأهلة من كل فئة، مع تعليقين نقديين للجنتي القراءة النقدية، قدّم أولهما عن فئة (القصيدة الحديثة) الناقد العراقي الأستاذ الدكتور رحمان غرقان عبر تسجيل مسجل، وعرض ثانيهما عن فئة (القصيدة التراثية) الناقد السعودي الأستاذ جاسم المشرّف.

وشهد مهرجان هذا العام مشاركة شرفية للشاعر العراقي الشهير محمد الفاطمي عبر تسجيل مرئي مصوّر، كما شهد تكريم شخصيتين متألقتين في الخطابة وكتاب المراثي الحسينية، هما الخطيب والشاعر الملا صالح العليوات البارباري، والخطيبة والشاعرة السيدة (زهراء أحمد عبدالله) صاحبة ديوان (أم الأطياب: مراثي وجلوات).

وعلى هامش المهرجان، وضمن المشروع الموازي لإثراء مكتبة أدب الطف، تم تدشين كتاب (ملحمة الطف للدمستاني) حيث أهدى المؤلف الدكتور عبدعلي حبيل النسخة التدشينية الأولى لسماحة العلامة الشيخ محمد صالح الربيعي، كما تم تدشين سلسلة الأجزاء (3، 4، 5) من الموسوعة الشعرية الضخمة (ديوان شاعر الحسين) حيث أهدى الأستاذ عبدالرضا عبدالرسول رئيس مأتم أنصار الحق نسخة التدشين الأولى لسماحة العلامة الربيعي راعي الحفل.

وفي وقفة وفاء واستذكار، تلا جمهور المسابقة – في وقفة حِداد – سورة الفاتحة على أرواح الشعراء الراحلين الذين طبعوا بصماتهم الخالدة على مسار المواسم السابقة للمسابقة، وبالأخص مؤسسها المرحوم الشاعر الكبير الأستاذ غازي الحداد، والمرحوم الشاعر عارف القشعمي، والمرحومة الشاعرة سهام الخليفة (الدمام)، والمرحوم الشاعر عبدالطاهر الشهابي أحد أيقونات قصيدة الموكب الحسيني في البحرين، رحمهم الله جميعاً وأنالهم شفاعة الحسين (ع) وجدّه المصطفى (ص) يوم الورود.

وفي نهاية الحفل، جرى تكريم رعاة المسابقة وداعميها وأعضاء لجنتي القراءة النقدية، والشعراء الستة المتأهلين والذين استلموا الجوائز والدروع والشهادات من يدي راعي الحفل. وبشكلٍ موازٍ في الصالة النسائية، جرى حفل تكريم الشاعرة المتأهلة إيمان عبدالنبي دعبل والخطيبة الشاعرة زهراء أحمد عبدالله، برعاية كريمة من السيدة ثريا المدني الأستاذة بالحوزة العلمية.

وجرى توزيع  مجموعة من المطبوعات والهدايا على جمهور المسابقة، والسحب بطريقة القرعة على ساعتين رجاليتين وساعتين نسائيتين.

بثّت فقرات المهرجان الختامي لهذا العام عبر قناتي العقيلة وأم البنين الفضائيتين.

يذكر أن مسابقة شاعر الحسين لهذا العام قد شهدت تنافساً بين 129 قصيدة شعرية من 7 دول عربية وإسلامية، وقد تأهلت ثلاثة نصوص من فئة الشعر الحديث، وثلاثة نصوص من فئة الشعر التراثي الكلاسيكي، حيث مررت جميع النصوص عبر لجنة الفرز الأولي المعنية بسلامة اللغة والعروض، ومن ثم تمّت دراستها من قبل لجنتي القراءة النقدية اللتين ضمّتا نقاداً أكاديميين ومختصين من 3 دول عربية.

@alhussainpoet

المركز الأول / فئة القصيدة الحديثة: آخِـرُ ما حَلمَ بهِ المـاء (الشاعر سيد علوي الغريفي)

آخِـرُ ما حَلمَ بهِ المـاء

 

الشاعر سيد علوي سيد أحمد الغريفي

(مملكة البحرين)


عَن عطشٍ أبكى السماءَ .. وعن جرحٍ عمرهُ ستّةُ أشهرٍ غطّى ثرى كربلاء دَما..
هناكَ في رمضاء الطفِّ .. يعبرُ صوتٌ معبّأ بالعزّةِ والإباء قائلاً:

أمدُّ نحريْ..
“وجوداً آخَراً” كيْما
يرتّبُ الأفقَ
حتى يُمطرَ الغَيْما

مَنَحتُ للماءِ “حُلْماً” آخَراً
بدَمي..
إذْ كانَ في كربـلا
لم يبلُغِ الحُلْما !

• قالت ليَ الطفُّ:
قُلْ.. مَن أنتَ ؟!
• قلتُ لها:
“حقيقةُ الماءِ”
• قالت: زِدتَنيْ وهْما !

مَن أنتَ قل ليْ..!
“نبيُّ النهرِ” .. قلتُ لها
أتيتُ أهديْ..
ولكنْ لم أجدْ قوما

• كم عمرُكَ الآنَ..؟
• عمري: “قِربةٌ” صعَدَت نحو السماواتِ
حتى عُلّقَتْ نَجْما

ورحتُ أنسابُ “عيناً”
يَشربونَ بها..
أُرشّفُ الكونَ رشْفاً
كلمّا أظما

حتى تناسَلْتُ أنهاراً ..
وما بَقيتْ في نهرِهِمْ ضِفّةٌ
لم تَشتكِ العُقما

أتيتُ حتى أبوحَ الآنَ ..
بيْ وطنٌ من الجراحِ التي
لم تحتمِلْ كتما

“الظامئونَ” صدى حُزني..
ولونُ دَمي..
نقشتُ نحريْ على أجسادهم وشما

أقول: يا نحرُ ..
إنْ شئتَ الخلودَ إذنْ:
فقمْ توضّأ ..
وعانقِ ذلكَ السَهْما

وقِفْ “إماماً”
بمحراب الدِما.. سترى
من خلفكَ الكونُ بعدَ الذبحِ مُؤتمّا

“ألا تراني صغيراً” قالَ..
قلتُ لهُ:
يراكَ ربي.. تضاهيْ “كربـلا” حَجْما

فالسهمُ..
-لن تبلُغَ الفتحَ المُبينَ
ولن تستوطنَ الخُلدَ-
حتى يبلُغَ العَظما !

أعرتُ للأفقِ وجهيْ
فاستعارَ دمي
واْحمَرَّ مِن ذلكَ النزفِ الذي يُرمى

وقلتُ للشمسِ
أنّي لمْ أنمْ ..
فإذا غفوتُ فوقَ الثرى..
لا تُفسدي النوما

لا تقلقيْ..
فالحُسينُ الآنَ يَقرأُني
في مَسمَعِ الكونِ هذا..
“خُطْبةً عَصما”
بيْ وحيُ “موسى”
إلى “فرعونَ”
تلك “عصا نحري”
وربّي “أراهُ الآيةَ العُظمى”

وقاتلي..
حينَ أدمى سَهمُهُ عُنُقي
لم يدرِ قلبَ النبيَّ المُصطفى أدمى

كانت يدُ اللهِ
-يا اللهُ- تحملُني
وتكشفُ الكرْبَ من عَينيَّ والغمّا

مهما تمزّقتُ
مهما قد ذُبحتُ
ومهما أصطلي..
لم تُمِتني هذهِ الـ “مَهما” !

أموتُ لكنْ!
على صدرِ الحُسين أرى
بداخلي “نشأةً أخرى” فما أسمى…

من ذلكَ الموتِ..
• يُفضي للحياةِ غداً
• يُحشّدُ الضوءَ
• يجلو الليل والظَلما !
مُجدّداً قد ولدتُ الآنَ
مُبتسماً..
واللهُ في كربلاءَ اختارَ ليْ اسما

أنا “رضيعُ حُسينٍ”
لونُ دمعتِهِ
أنا الذي كان يَسقي منحري لثما

حلّقتُ مِن حضن أمّي..
للعُلا جَسداً
حيثُ السماواتُ ليْ قد أصبَحتْ أُمّـا !

يقولُ موتي:
إذا ما الطفُّ قد رجَعتْ
ستبذلُ الروحَ؟
قالت أضلعي: حتما !

كتبتُ بالنزفِ “ها إنّي فداءُ أبي”؛
• روحاً
• دماءً
• وجوداً
• منحرا
• جسما

– تمّـــت –
• الاسم: السيد علوي السيد أحمد الغريفي
• الجنسية: بحريني
• رقم التواصل: 33363662
• البريد الالكتروني: alawi_a7med@hotmail.com
• فئة القصيدة الحديثة

المركز الثالث / فئة القصيدة الحديثة: مُتلقِّيًا كَلماتِ رَبِّي (الشاعر علي حسن المؤلف)

مُتلقِّيًا كَلماتِ رَبِّي..

الشاعر علي حسن المؤلف

(مملكة البحرين)


لمَّا بلغ الحسين عليه السلام قتل قيس استعبر باكيا، ثم قال: (اللهم اجعل لنا لشيعتنا عندك منزلا كريما، واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتك انك على كل شئ قدير)، السلام علي قيس بن مُسهِّرٍ الصيداوي.

الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي


من قبلِ أنْ يُوحى إليَّ وأُرسلا

أوحانيَ السَّبطُ الكتابَ المُنزلا

وأسَرَّ يا (ابنَ مُسَهَّرٍ)

لَنْ (يَحمدَ القومُ السُّرى)

فَكنِ السَّفيرَ الأوَّلا

وأسَرَّني اقْرأْ (مُسلِمَ بنَ عقيلَ)

حتَّى تُدرِكَ الفتحَ العظيمَ وتدخلا..

وأسَرَّني أَنْ (السَّبِيلَ إِلَيَّ) في

أَن (تَسْتَطِيعَ مَعِي) وأَلاَّ تسألا

وإلَيَّ قال اخلَعْ وجودَك

إنَّني (الْوَادِي الْمُقَدَّسُ)

و(السَّماواتُ العُلى)

فلبِستُ بعثي الأُخرويَّ مخفِّفًا

وخلعتُ خلقي الدُّنيويَّ المثقِلا

لَكأنَّما الإنسانُ فيَّ

اختارَ أنْ يُرخي أعنَّتهُ

وأَنْ يترجَّلا

جسديَّتي عَرجَت إلى روحيَّتي

مِن نشْأةٍ أولى

إلى أخرى

إلى ..!

أوحانيَ السَّبطُ الرِّسالَةَ

حيثُ أَهلُ الكوفَةِ ابتعثوا الكتابَ مُعجِّلا:

سِهرتْ أصابِعُهُم شموعًا

يحذفونَ بها المُضيءَ

ويكتبونَ المُلْيِلا

ويغيمُ في أَفواهِهِمْ صحوُ الكلامِ

أضلَّ من قرعِ المُدامِ وأثملا

ما بايَعوا

باعوا

(اشْتَرَوْا ثَمَنًا قَلِيلًا)

أَثقَلوا الأَيدي وخفُّوا الأَرْجُلا

هذا وثَمَّةَ لا رُعاعٌ وُجَّمٌ

إلاَّ وأسْرَجَوا الكِرامَ الصُّهَّلا

وَأنا المُساري اللَّيلَ

رافقني السُّرى نجمُ الشَّمالِ

مُدَلَّلاً ومُدَلِّلا ..!

حتَّى إذا (الرِّيحُ المُسَخَّرةُ) انحنتْ لِيَ

واستقامَ بِيَ الطَّريقُ مُهرولا

قَبَض الحُصيْنُ عليَّ

حتَّى قبضِ صفرِ الخاسرينَ

معجَّلا وَمُؤجَّلا

ما شئتُ فيما شئتُ

(إلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ) لي فوزَ الشَّهادَةِ

مقتلا

فَرُفعتُ للأعلى وَشبِّهَ أَّنني

ألقيتُ من قَصرِ الأمارَةِ أسفلا

حتَّى لَقيتُ السَّبطَ لُقيا رُؤْيةٍ

مُدَّثِّرًا وحيَ الدِّما

مُزَّمِّلا

وَرَأيتُ رَأيَ الموتِ

أصحابَ الكِساءِ

رَأَيتُ (مُخْتَلَفَ‏ الْمَلَائِكَةِ) الأُلى

ورأيتُ مكتوبٌ يمينَ العرشِ

(مصباحُ الهدى)

ورأَيتُهُ متمثِّلا:

يبكي عليَّ جزيلَ أدمُعِهِ

ومَنْ غيرُ الحسينِ إذا بكانيَ أجزلا ..؟!

أبصرتُ فيهِ الآدميَّةَ

منذُ (علَّم آدمَ الأسماءَ)

حتَّى كربلا

بيديهِ قلَّبَ عالَمَينِ

تَرَسَّخَا حينَ استقامَ

وحينَ مالَ تَزلْزَلا

حتَّى إذا كَشفَ الغيوبَ عَنِ الغيوبِ

وأسبَلَ الماضي وَشَدَّ المُقبِلا

كشفَ الحجابَ البَرْزَخِيَّ

أرانيَ الفردوسَ

ثمَّ دعانيَ اخترْ منزلا..

المركز الثالث / فئة القصيدة التراثية: اعتراف (الشاعر حسين عيسى الستري)

اعتراف

الشاعر حسين عيسى الستري

(مملكة البحرين)

وَصَلْنا وَوادي الطفِّ ناءٍ بِنخلِهِ
وكُنّا أُلوفاً نَملأُ الأُفْقَ بِالقَنا
مَنعْنا مَعينَ الماءِ عنهُم لِيَنْثَني
فسّلَّ لَنا العبَّاسَ بَرقاً كأننا
قَطَعنا كُفوفَ الفضلِ حتى تفجَّرَتْ
رَأينَا حُسيناً عِندما ودَّعَ ابنَهُ
فقام إليهِ مُرةٌ في قِتالِهِ
وَعالَجَ رُمحاً ناقِعاً جاهِليةً
فجاءَ أبوهُ والأسى في مُصابِهِ
بِهِ ما اكتفينا إذ رَمينا بِقاسِمٍ
إلى أَنْ ظَفَرنا بِالحسينِ مُقاتِلاً
فطُفناهُ سَبعاً والسُّيوفُ تُصيبُهُ
فصارَ هِلالاً غارِقاً في سِهامِهِ
أَثرْنا عليهِ الأرضَ حِقداً حِجارةً
ولمَّا طَمى بالسبطِ ما يَفعلُ الظَّمى
أَحَطْناهُ كالعُسلانِ تَغلي عُيونُها
وكانَ الذي قَدْ كانَ والأرضُ زُلزلَتْ
تَرَكْناهُ مَطروحاً سَليباً مُعفَّراً
ودار ابنُ سعدٍ بالرجالِ على النِّسا
تَصايَحَتْ الأطفالُ في كُلِّ جانبٍ
وصارَت فَتاةٌ تَستغيثُ بِزينبٍ

صِغارٌ ونارٌ واعتِداءٌ وحَيْرةٌ
وزينبُ ما بينَ اليَتامى تَلُمُّها
لها شَهِدَت عينُ الرَّزايا وَصبرُها
هُنا خَتَمَتْ في كَربلاءٍ فُصُولَها

تَمَيَّزُ كالنيرانِ رمضاءُ رَملِهِ
وكانَ قَليلاً في صِحابٍ وأهلِهِ
ويَنزِلَ في حُكمِ الأميرِ وذُلِّهِ
نَرى حيدرَ الكرَّارِ في سَيفِ شِبلِهِ
بِعينِ الفُراتِ الغَضِّ آياتُ فضلِهِ
غَريباً تُواسيهِ بُطولاتُ نَجلِهِ
ليَشْفي بِهِ ما هاجَ من نارِ غِلِّهِ
لِيقطعَ حَبلاً قَدْ أُمِرْنا بِوَصْلِهِ
يُفرّي نِياطَ القَلْبِ مِنْ حَرِّ نَصلِهِ
صَريعاً وقد أهوى إلى شِسعِ نعلِهِ
وَحيداً يُحامي عَنْ بَنيهِ ورَحلِهِ
نَسيجاً تدورُ العادياتُ لِغزلِهِ
تَقوَّسَ حتى مالَ عَنْ مُستهلِّهِ
نُريدُ بِها دَفْناً لِآمالِ نَسْلِهِ
تَلاقى نَزيفُ الجِسْمِ شَوْقاً بِظِلِّهِ
وَعينُ السَّما تَبكي دِماءً لِقتلِهِ
وناحَتْ نَواعي اللهِ في خَيرِ رُسلِهِ
يُبلِّلُهُ فيضُ الدِّماءِ لغَسلِهِ
وأشعلَ في الخيماتِ ناراً بِجزلِهِ
وكُلٌّ يُرى رُعبَ الفِرارِ بِخِلِّهِ
وَهَل غيرُها في الرَّكْبِ تَنأى بحِملِهِ؟

ويومٌ كآلافِ السِّنينِ بهولِهِ
وقد نالَها جَيشُ العُداةِ بخيلِهِ
يضيءُ وعاشوراءُ داجٍ بليلِهِ
كَمَا بَدَأَتْ دَرْبَ السِّباءِ وفَصْلِهِ