خارِطَةٌ أُخرى للوجع !

 

 

يـا سـؤالاً عـلـى شـفـاهِ الـمـرايـــــــا

وانـعـكـاسًـا عـلـى يـقيـنِ الضحايـــا

 

يـا شُـعـاعًـــا مِنَ الـغيـــوبِ تـدلَّــــى

كُـنـتَ حُـلْـمًـا عـلـى جِـراحِ الرزايــا

 

نــغــمٌ مـن فــمِ الــسَّــمـــاءِ تــنــزّى

فاصطفـتـْكَ الـسنـيـنُ حُـزنًـا ونايــا

 

كُـنـتَ فـردوسَـنـــا الذي ما سـكـنَّـاهُ

وخُــنَّــاهُ فـي جـحـيــمِ الـخطـايـــــا

 

وابـتـدعـنـاكَ فـكـرةَ الـوهمِ خُـسْـرًا

نحنُ والـوهـمُ والـسـرابُ حـكـايــا

 

واخـتـزلـنــاكَ في الخُـرافـةِ طقسًــا

واحـتـكـمْـنا إلى ظـنـونِ الخبـايــــا

 

واحـتـكـرنــاكَ في المنابِرِ طيـفًـــا

أثَّثَ الحقدَ في اختلافِ الـزوايـــــــا

 

فـئـويـّونَ في الـجـهـاتِ تفرَّعنــــا

انـقـسـمـنـا كما انقسامِ الـخـلايـــــا

 

قـد صلبـنـاكَ في الـدمـوعِ غريـبًـا

غُـربـةَ الـمــاءِ في رمالِ الشظايــا

 

أيّـهــا الواهِبُ القلوبَ اشتعالَ الـ

جمرِ هلاَّ أسرجتَ عـقْـلَ الحنايــا

 

غـلَّفتْـنـا الظلماءُ في الـجهـلِ عُمرًا

وأضعنا في الضوءِ حُلْمَ الـمرايـــا

 

ما اقـتـفـيـنــا جراحَكَ الحُمْرِ , إنّــا

قـد تـبِـعنـا الهـوى وسوءَ النوايــــا

 

إنَّــنــــا والــغـــيــــــابُ تـوأمُ فـقـدٍ

مُذْ فقدناكَ في السُّرى والـسـرايـــا

 

بـاعـدَتْـنــا أوهامُنــا عن جِراحاتِـكَ

ضـِعــنــا على دروبِ الـبـلايــــــــا

 

واسـتـبـدّت بـنـا ريــاحُ الـتـشـظّــي

وانـتـمـيـنـا إلى الـشـتـاتِ سـبـايــــا

 

غـفـلـةُ الـعـقـلِ سـوّرتـنـا ضـيـاعًـــا

مـنـذُ كُــنــّا على الـحـيـاةِ بـقــايــــــا

 

فـانـتـهـيـنــا إلى الـخـنـوعِ وكُـنّـــــا

ثورةَ البؤسِ وانــكــســارَ الـثـنـايــا

 

سـامـحِ الـحُـزَن سـيّدي , لَـوْ تــمــادَى

– في بُكاءِ الضميرِ – جرحُ الوصايــا

 

أنتَ في الكونِ والمدى دربُ وعـيٍ

ملكوتُ السَّنـا وغيبُ الـخـفـايــــــــــا

 

في غَيابةِ الحُب

بين يدي ضريح سيدي أبي عبدالله الحسين (ع) خطبٌ وخطاب

 

يا ليتنا فوقَ الرخامِ نذوبُ
 
وعلى الضـريحِ مواجعٌ وقلوبُ
  
يا ليتنا ذرٌّ على أعتابهِ
 
يلهو بنا ذهبٌ، ويعبثُ طيبُ
  
قد مضَّنا شوقٌ لـ (يوسفِ) عشقنا
 
فمتى لـ (كنعانِ) الوصالِ نؤوبُ؟
  
ذئبُ المصائبِ لم يعُد بقميصهِ
 
بدمٍ جرى، لم تفترسْهُ نيوبُ
  
بل جاء ينزفُ بالظلامة جرحهُ
 
فدمُ الحسين على السما مسكوبُ
  
ما عادَ إخوته سوى برؤوسهم
 
وجسومُهم باهى بهنَّ كثيبُ
  
يا (يوسفَ) العُشاقِ رفقاً، قد ذوتْ
 
منا العيونُ، فكُلنا يعقوبُ
  
حَزَناً عليكَ عيوننا مبيَضّةٌ
 
كم ذاب من جزعٍ بنا(أيوبُ)
  
امدد لنا حبل الوصالِ فبئرنا
 
فيه القوافلُ ضجةٌ ونحيبُ
  
خبّئ (صواعك) خفيةٍ في جرحنا
 
ودَعِ (المؤذِّن) في نداه يخيبُ
  
لن نبرحَ الأرض التي شجَّرتَها
 
بالعاشقين، إذ الغرامُ قشيبُ
  
إنا سرقنا بعض حبك فاسترق
 
من ذاقَ فيك الرِقَّ، كيف يتوب؟
  
***
وحملتُ آمالي على فرسِ الهوى
 
تِلقاء (مديَنِكَ) العظيمِ أُنيبُ
  
أنا يا (شعيبَ) هوايَ جئتُ يقودني
 
بخطى الحياءِ تلهُّبٌ ولهيبُ
  
أنا قد أتيتكَ هارباً من أمةٍ
 
فاحتْ هزائمها، ولاحَ غروبُ
  
وأتيتُ أرضك خائفاً مترقباً
 
ذلاً يُلاحقُ أمتي ويَعيبُ
  
إني لما أنزلتَ بي من نعمةٍ
 
وكرامةٍ متلهفٌ ورغيبُ
  
خُذني إليكَ أتمُّ (عشـرك) خادماً
 
وأزيدُ، لا عتبٌ ولا تثريبُ
  
إحدى اثنتيك أريدها لي غيمةً
 
أحيا بها، إنَّ الطريقَ جديبُ
  
شرفُ الشهادةِ في قوافل (كربلا)
 
حيثُ الخلودُ مع الحسين يطيبُ
  
أو عزةٌ أسمو بها وكرامةٌ
 
فيها تفانت أنفسٌ وشعوبُ
  
ألقيتُ أحلامي زجاجةَ آملٍ
 
في بحر جودكَ، كيف كيف أخيب؟!
  
***
يا سيدي عُذراً إذا لم يبتسم
 
وجه القصيدة، فالنشيدُ نحيبُ
  
«نحن الحسينيون»، ذاك شعارنا
 
لكنه (شمّاعةٌ) وهروبُ
  
هذي دماؤك مزّقت أشلاءنا
 
فبكل عام يا حسين- حروبُ
  
بعنا دماءك بالشقاقِ وبالشقا
 
فالكل عن وطنِ الإخاء غريبُ
  
صرنا نقاتلُ بعضّنا في بعضنا
 
ولنا عدوٌ شامتٌ وطروبُ
  
(رادودُنا) تُهَمٌ بصوتِ رصاصةٍ
 
والشتمُ في بيتِ الحسينِ (خطيبُ)!
  
صار اختلافُ الرأي آفَتنا التي
 
أكلتْ حصادَ (الطفِّ) وهْوَ خصيبُ
  
أتُرى تآكلنا الصـراعُ فلم يزل
 
يجتاحنا نصَبٌ، وشاعَ لغوبُ؟
  
كلٌ رمى كبدَ الحقيقةِ زاعماً
 
لكنه كبدَ الحسينِ يصيبُ
  
***
يا من هتفتم بالحسين وسيلةً
 
لا تخذلوهُ، فما هُناك (حبيبُ)
  
عُدنا لكوفةِ أمسنا في غيِّنا
 
فتنازعتنا أوجهٌ ودروبُ
  
كلٌ يحرضُ للقيامِ (حسينَهُ)
 
لكنه في (كربلاهُ) غريبُ
  
نحتاجُ أن يأتي (حسينٌ) فاتحاً
 
أرض (العراك)، فأنصتوا وأجيبوا
  
نحتاجُ (للعباسِ) يسقي ذلَّنا
 
عزاً هنيئاً، فالضميرُ جديبُ
  
قوموا لنحيي بالوئام قلوبنا
 
ونعيدَ مجداً بالإخاء يطيبُ
  
ولنكتب التاريخ من أحضاننا
 
فالبغض في عرف الرواةِ كذوبُ
  
فإذا صفتْ أرواحكم، طَهُرَ الولا
 
ولئن سألتُمْ فالحسين يجيبُ
  

 

أسئلةٌ معلقةٌ في سماءِ الحسين

 

 

أسائلُ الموتَ : هلْ في الموتِ مُرتَجعُ

إلى الحـياةِ، وهـل في الجرحِ مُتسَّعُ

هل في البداياتِ أسـرارٌ بلا زمـنٍ

هل في النهاياتِ مجدٌ لـيسَ يـنقطعُ

وأسألُ الحزنَ في عينيكَ مُــشتعلاً

كأنهُ مِنْ خيوطِ الـغيبِ يــلتمعُ

أيـُـشرقُ اللهُ في نحرٍ يـفيضُ دماً

أبهجةٌ في نـزولِ الـدمعِ تــرتفعُ

أغُربةٌ أنْ تـكونَ الروحُ في وطـنٍ

مِنَ السماءِ التي في العشقِ تــنتجعُ

أيصنعُ الجرحُ نوراً لا حــدودَ لهُ

كـلؤلؤٍ نـبويٍّ لـيسَ يُـصطنعُ

أيبدعُ الثائرونَ النــزفَ أغـنيةً

مـتى التلاحينُ في المأساةِ  تُـبتدعُ

أيظهرُ الـوجعُ السامي غديرَ رُؤىً

أيملأُ الأرضَ  ورداً  ذلـكَ الوجعُ

أحزنُكَ المأتمُ الكونيُّ، هلْ لــغةٌ

في نسجها الـنعيُ والأعراسُ تجتمعُ

 

وأسألُ الماءَ: هلْ يرويكَ مِنْ عطشٍ

أمْ أنـتَ تـرويهِ ماءً مِــلؤهُ ولعُ

وهل تـشيخُ حكاياتٌ مـرفرفةٌ

مِـنْ غـيمةِ الملكوتِ الحرِّ ترتـضعُ

وهل تجيءُ مِنَ الأشواقِ، مِنْ وَلَهِ

الـعُشَّاقِ، مِنْ وَجَعِ الأوراقِ تندفعُ

أَيبدأُ الشعرُ مِنْ كَفّيكَ،مِنْ دَمِكَ

المسفوكِ،يا لدمٍ بالشعرِ مُــنطبعُ!

ياكمْ تسيلُ على الأشياءِ مُجترحاً

وحيَ الحقيقةِ، لا زيـفٌ ولا خُدَعُ

أتستغيثُ وتدعو، لا ترى أحـداً

إلا بــنيكَ وأصـحاباً بهم ورعُ

 

أقـولُ:هذا يقيني فيكَ مـشتبكٌ

في حضرةِ الشكِّ يستقصي ويخترعُ

آمنتُ بالدمعِ في عينيكَ مـنتصراً

آمنتُ بالحزنِ حتى قيلَ : مُـبتدِعُ

ألم تكنْ رحلةً للموتِ فارتحلتْ

للهِ  أعـمدةَ الـطغيانِ تـقتلـعُ

 

 

وأسألُ الرأسَ: يا للرأسِ كَمْ جسدٍ

حُــرٍّ ستلبسُ،كَمْ عُمْرٍ ستـتسعُ

أكنتَ مستعصياً كالموجِ كنتَ فماً

في كـلِّ شبرٍ لهُ صوتٌ ومـستمعُ

أأنتَ أجيالُ رَفْضٍ، نارُ مـلحمةٍ

لاءاتُها لم تـزلْ تسمو وتـندلعُ

وكيفَ تنظرُ أبـناءً مُــذبَّحةً

فلا تخافُ، ولا يـدنو لكَ الجزَعُ

وهمْ يخافونَ منكَ الظلَّ،كيفَ تُرى

هلْ كانَ يُقذفُ في أرواحـهمْ فَزَعُ

وتلكَ أسئلةٌ تُـلقي حـكايـتها

إلى الذين حشاهمْ فـيكَ مُـفتجعُ

إلى هناكَ ..إلى الآتينَ مِنْ غـدهمْ

إلى هـوىً، لا زمـانٌ فيهِ  أو رُقَعُ

 

كربلاءُ نُبوَّةُ الألواح

 

في كربلاءَ نثرتُ بَعْضَ جراحي
كنبوةِ الإيحاءِ في الأرواحِ
 

أَرْضٌ يَمُطُّ الظِلُّ فيها طَرْفَهُ

فتراهُ مفتونًا بوجْهِ صباحِ
 

فيها ابتكارُ الضوءِ وَهْوَ مجرَّدٌ

يكفي الحقيقةَ سهرةُ المصباحِ
 

كَتَبَتْ على جَسَدِ السماءِ حروفها

إنَّ السهامَ نبوةُ الألواحِ
 

ملأى حقائبها بثقْلِ أُلوهةٍ

تمشي وَلَمْ تَعبْأْ بِعَصْفِ رياحِ
 

هي كربلاءُ عبارةٌ منحوتَةٌ

بِفَمِ الخلودِ وسُحنَةِ الإصلاحِ
 

هي كربلاءُ نشيدُ كلِّ بطولةٍ

لم تقتصرْ يومًا ببعض نُوَاحِ
 

وعلى سلالِ المستحيلِ تَلَوَّنتْ

سَعَفَاتُها في شهقةِ الأدواحِ
 

يتسربُ الزيتُ المعبأُ بالندى

في مقلتيها مِنْ فَمِ “ابن رباحِ”
 

يتوكأ الرَّملُ السنابلَ لحظةً

ويشي بِفَضْحِ شهيةِ الأقداحِ
 

غَرَسَتْ بفاكهةِ النحور سيوفَها

وَتَوّرَّقَتْ مِنْ أسهمٍ ورماحِ
 

وتشجرتْ لغةُ الفداءِ بثغرها

إنَّ الطفوفَ خطيئةُ الأملاحِ
 

ما جَفَّ مِنْ ظَمَأِ البياضِ إناؤها

سكبَ الطهارةَ فوقَ ذَلَّ جناحِ
 

يا كربلاءُ وَأَيُّ جُرْحٍ خالدٍ

زَمَّ المماتَ بنبرةِ الأشباحِ
فدمُ الحسينِ نوافذٌ مفتوحةٌ
نحو الضمائر في ألذِّ مراحِ
 

 

 

 

 

 

 

 

يا كربلاءُ رِدِيْ دلاءَ مواجعي
بئري معطلَةٌ وأنتِ طِماحي
 

لَنْ ينحني جِذْعي لأَوَّلِ طعنةٍ

قاسمْتُها خبزَ الهوى بأضاحِ
 

أنا آخرُ الكلماتِ فوقَ ردائها

نبضي يغارُ لِنَفْثةِ المُدَّاحِ
 

قلبي يقاسمُ كربلاءَ لهيبَهُ

ثغري حسينُ ، ومدمعي فضّاحي
 

لاتذكروا لي كربلاءَ لوحدها

هل يُذْكرُ الأبطالُ دونَ كِفاحِ
 

سأزورُ ذاتي إنْ شَممَتُ ترابها

فتقولُ لي ما حيلةُ التفاحِ
 

مطبوعةٌ رئتي على أَنْفاسها

وَشْمًا ولفظةُ ” ياحسينُ”وشاحي
 

وأقولها” لبيكَ إِنِّي في الهوى

أشتاقُ حتى مِدْيةَ الذَّبّاحِ
 

لن يُسكتوا صوتي فبين أضالعي

“عباسُ” يَحْرثُ بالإبا أَمْلاحي
 

أنا والحسينُ ، وكربلاءُ قصائدٌ

عطشى تَشَرَّبَها الظَّما بقراحِ
 

أنا في الطفوفِ وفي سنابلِ وعيها

فأسٌ يهيمُ بحكمةِ الفلاحِ

 

إسراء

أسبِغ وضوءَ الضوءِ فِي مسراكَ و افتَحه إسراءً لِكَي ألقاكَ فأقُول: سبحان الذي أسرى الجوى و تقول: سبحان الذي أسراكَ مُتَجبرلٍ قد عُدتُ في أحقابِها و وقِفتُ اذ جِبريل قد ناغاكَ و رأيتُ طَه ساجِدًا في مَسجِدٍ فيطيل تحتكَ سجدةً ترعاكَ و رأيتهُ للنَحرِ أضحَى لاثِمًا و رأيته تحت الكِسا ضمّاكَ قل لِي بربّك، أين استارَ الكسا في يومِ سلبِهُم لِما غطّاكَ؟ قل لي أما راعوا لثغرِ رسولهِم من موضعِ الحَزِّ الذي أضناكَ؟ قل لّي وجبريلُ الامين اما أتَى و بخرقة الفردوسِ ما لفّاك ؟ قل لي فقد طالت عليَّ مسائِلي وأعد بِعرقي ضخُ عِرق دماك ضمِّخ بضوئِكَ غُرَّتِي فأعود لـ الفسطاطِ إذ كُلُ الذي يهواكَ فيهيمُ من يهواكَ في بيدا الهَوى شُعثًا وقد صارَ الهوى بَيداكَ عُوفِيُّهم دمعُ النواظِرِ إذ عمَت و القلبُ جابرُ قاصدًا إياكَ فَغَدوت مِغناطيسه فتحادَرَت تلكَ القلوب على مجال قِواكَ يبكونَ روحًا في الحنايا خُلِّدتَ و الخلدُ ها قد صار طوع بكاكَ خُذنِي بلالاً رافعًا صَوتي شجًا كم مِن بلالٍ سيِّدي ينعاكَ ؟ فأُقيمُ: ‘ قد قامَت نواعِي كربلا ‘ و بسورةِ الجزع الجوى يقراكَ يا عالمًا في الأرضِ قَد فَتَح السما سبحانَ رب العَرشِ إذ سواكَ يا مُسبِلَ الاضواء أسبِل لي هُدًا أحتاجُ يا سرَّ الهُداةِ هُداكَ

يا حُرقَة الأبدِ التي ما أُطفِئَت سَرمِد معين الدَمعِ في ذكراكَ سَرمِد عذابات التكوُّنِ في النُوى لتقيم ذراتُ الولاءِ عزاكَ

مُذ كُنتُ في دارِ الاجنّةِ أيّنعت أغصانُ تلبيتي لحين نِداكَ و رضعتُ مِن جَزعِ القلوبِ وقد نما لحمي على جزعي فَذا في ذاكَ أبصرتُكَ الحُسنى بحُسن محاسنٍ انت الحسين فطابَ من سماك يا مُلهِمًا أمِّي ورافِعَ والدِي فيهيمُ كلٌ مِنهُما بِسُراكَ وكفى اذا ما قيلَ لي بين الورى ان الحسين هو الذي رباكَ انا قد وَجدتُكَ مُنتهايَ بسدرتي ما إن وعاكَ تَفهُّمِي حيّاكَ بلل ضميري إذ تحدّرَ ظاميًا يرنو بيومِ الحشرِ من سُقياكَ خُذنِي أسيرًا لا أرى حُريّتِي إلا إذا اصبحتُ من أسراكَ و امسَح بكفٍ قطعُها ما عابَها رأسِي و خُذه في الرؤوس فداكَ أنا لو كُشفتَ أيا حسين لناظري ما زِدتُ في تيهِ الهوى ادراكا

كان يحكى

 

انْتَفِضْ ..

و انْفُضْ رَذاذَ الدَّمِ ..
عَنْكا
لَمْ تَعُدْ ..
رائِحَةُ الثَّوْرَةِ ..
شَكَّا
انْتَفِضْ ..

و اكْسُرْ جِدارَ الصَّمْتِ و ابْعَثْ

مِنْ رَمادِ الضَّوْءِ نَجْماً ..

يَتَزَكَّى
إنَّ عَيْنَيْكَ ..
مَصابيحٌ ..

قَناديلٌ ..
حِكاياتٌ و عَنْها كَانَ ..
يُحْكى ..!
فيكَ جُرْحٌ ..

لَوْ تَدَلَّى قابَ نَزْفٍ ..

لَبَكى مِنْ نَزْفِهِ الوَرْدُ ..

و أَبْكى ..!

لَكَ كَفَّانِ ..
تُجيدانِ ..
احْترافَ العَزْفِ بالسَّيْفِ ..
وَ كَمْ أَبْدَعْنَ مَسْكا

يَالَّذي ..

قُرْبَ انْدِلاعِ المَوْتِ ..
لَمْلَمْتَ بَقاياكَ فـدارَ الفَجْرُ ..
فُلْكا ..!
حَينَما كُنْتَ عَلى ..
ضِفْةِ لَيْلٍ ..
حَيْثُ ماجَتْ ..
ريحُهُ السَّوْداءُ..
حُلْكا

فـَنَسَجْتَ النُّورَ ثَوْباً ..
و تَجَلَّيْتَ ..
على أَطْرافِ تَقْويمِكَ ..
نُسْكا
و جُنونُ الوَقْتِ في الأيَّامِ ..
طَيْفٌ ..
خَتَمَ الحُزْنَ على ..
عُمْرِكَ ..
صَكَّا

مَرَّ مِنْ شُرْفَتِكَ الأَسْنى ..
شِهاباً ..
أَشْعَلَتْها ..
مِنْهُ آمالٌ و مِنْكا
طارَ مِنْها ..
بِجناحِينِ ..
شَذَىً وَحْيٌ تَماهى ..
في سَماءِ الرُّوحِ ..
مِسْكا
فَجَلى زَيْفَ دُخانِ الظَّنِ ..
ما كانَتْ ..
عُيونُ النُّورِ مِنْهُ ..

تَتَشَكَّى

و اسْتَحالَ الشَّوْكُ وَرْداً ..
في المَعاني ..
لَمْ يُعَرَّفْ ..
بَعْدُ في الأَسْماءِ ..
شَوْكا ..!

كانَ ما كانَ ..
و كَنْتَ الصَّفْحَةَ البَيْضاءَ ..
لا تُطْوى سَمَتْ ..
أَزْكى ..
فَأَزْكى
نُقِشَتْ ..
فيكَ حُروفُ الخُلْدِ ..
بِاسْمٍ لو تَراءى ..
عَرْشُ ظُلَّامِكَ دُكَّا ..!
أَنْتَ لَمْ ( تَسْتَوْحِشِ الحَقَّ طَريقاً )
مُفْرَداً ..
فَضَّتْ خُطَاكَ الغَيْبَ ..
سَلْكا
و لَكَمْ حَدَّقَتِ الأَيَّامُ ..
تَبْغيكَ انْكساراً ..
وَ هيَ تَسْتَذْئِبُ فكَّا
مُذْ صَبَغْتَ الرَّمْلَ ..
ما عادَ احْمِرارُ الدَّمِ ..
لَوْ يَسْقُطُ يا مَوْلايَ سَفْكا

مُنْذُ ( هَيْهاتِكَ ) هذي ..
أَنْفُسُ الأَحْرارِ تَأْبى الذَّلَّ ..
يَأْبى الخِدْرُ ..
هَتْكا

خَفَقَتْ رَايَتُكَ الحَمْراءُ ..
( عَبَّاسُ ) بِها لَوَّحَ ..
يَسقي الجَيْشَ ..
فَتْكا
( وَ سُكارى بَيْنَ كَفَّيْهِ و ما هُمْ بِسُكارى )
صاغِرينَ البَأْسَ ..
هَلْكى

أَلْفُ نَسْرٍ ..
جارِحٍ ..
في غِمْدِهِ لَوْ يَتَطايَرْنَ ..
انْتَهَكْنَ الجَيْشَ
نَهْكا
و قَليلٌ ..
إِنَّهُ بَعْضُكَ ..
هَذا الوَيْلُ ..
لَو تُرْسلُ وَيْلاً ..
ذُقْنَ ..
ضَنْكا

صَوْتُكَ المُمْتَدُّ في الأَجْيالِ ..
فِكْراً ..
زَلْزَلَ الدُّنْيا صَدىً ..
وَ الكَوْنَ ..
سَكَّا (1)

لَفَحَتْ أَنْوارُكَ الظَّلْماءَ ..
صُبْحٌ طَلَّ مِنْ عَيْنَيكَ ..
لَيْلَ الظُّلْمِ ..
ضَكَّا (2)

أَنْتَ أَدَّبْتَ غُرورَ النَّهْرِ ..
ما صافَحْتَهُ ..
أَذْلَلْتَهُ صَدَّاً و تَرْكا
أَنْتَ أَتْقَنْتَ اسْتِعاراتِكَ ..
أَتْقَنْتَ مَآسيكَ ..
مَضامينَ وَ سَبكا

أَنْتَ فاجَأْتَ ( بِعاشُوركَ ) ..
إيَّانا ..
حَبَكْتَ النَّصَّ و المَشْهدَ ..
حَبْكا

وَ تَفَنَّنْتَ رَسَمْتَ المَوْتَ ..
يُفْضي بِكَ لِلْخُلْدِ ..
وَ لَمْ تَخْشَ ..
.. المِحَكَّا
كُلَّما تُشْعِلُكَ الرَّهْبَةُ لِلُّقْيا ..
كَأنَّ الدَّمَ جَمْرٌ ..
يَتَذَكَّى

أَنْتَ حُرٌّ ..
حَطَمَ الخَوْفَ ..
بإيمانٍ إلى أَنْ ..
سَقَطَ القَيْدُ و فُكَّا
أَنْتَ ما جِئْتَ بِبُطْلانٍ ..
و ما جِئْتَ تُعيثُ الدّينَ ..
ما صاحَبْتَ ..
إِفْكا

جِئْتَ مَيْزاناً ..
لِعَدْلِ المَيْلِ في الأَرْضِ ..
و ما جِئْتَ لَهُمْ تَطْلُبُ ..
مُلْكا
لَمْ تَهَبْ صَلَّيْتَ للهِ ..
بِطورِ الحُبِّ فَرْضاً ..
واجِباً لَمْ يَكُ ..
شِرْكا ..!

  1. المُعْجَمُ الرَّائِدْ ( سَكَّ الكَلامُ السَّمعَ : أصمَّهُ لشدَّته ) ، اللُّغة العربية المعاصرة ( سَكَّ الصَّوتْ السَّمعَ : أصمَّه لشدَّتِه )
  2. المُعْجَمُ الرَّائِدْ ( ضكَّ و يضُكُّ ،ضَكَّا : ضكَّه : ضغطه ،  ضكَّه الأمر : ضاق عليه ،  ضكَّه بالحجة :  قهره بها )

 

عُرْسُ الطَّفِّ

رُجوعُ رَأسِ الإمامِ الحُسَيْنِ (ع) إلى جَسَدِهِ.. أُمْنِيَةٌ

تَبْكي السَّماءُ، وَدَمْعَةٌ لَمْ تَقْدُمِ
أ إلى الحُسَيْنِ بُكاؤُها أمْ لِلدَّمِ؟!

ها قَدْ تَكَرْبَلَ في الوُجودِ بَقاؤُها
وَبَدا بِحُزْنٍ عُرْسُها بِمُحَرَّمِ!

وَتَخَضَّبَ الكَوْنُ الفَسيحُ بِقَطْرَةٍ
هَلَّتْ بِعَشْرٍ في لَيالي المُحْرِمِ!

فَحَفَفْنَ رَبَّاتُ الخُدورِ مَكانَها
وَتَنَزَّلَ الفَيْضُ الأسيلُ بِعَنْدَمِ

مِنْ دَمْعِ زَيْنَبَ يَسْتَفيضُ خِمارُها
وَيَكونُ في رُزْءِ الحُسَيْنِ تَكَلُّمي

فَأناشِدُ الرَّأسَ العَظيمَ بِبَحَّةٍ:
نَزَعوكَ يا نُورَ الحَقيقِ الأقْوَمِ!

قُلْ لي فَكَيْفَ لَكَ المَقَرُّ عَلى القَنا
وَعَلى الحُسَيْنِ عَلا دُنُوُّ المُجْرِمِ؟!

فَيَقولُ: يا هَذا لِرَبِّكَ زُفَّني
نَحْوَ السَّماءِ؛ فَعُرْسُنا بِمُحَرَّمِ

فَأقولُ: في أيْنَ الزِّفافُ أيا تُرى؟
فَيَقولُ ناحِيَةَ السِّهامِ، عَلى الفَمِ!

وَالكاتِبُ الشِّمْرُ الخَنا وَكِتابُهُ
قَدْ خَطَّهُ السَّيْفُ الذي لَمْ يَنْعُمِ!

وَشُهودُ عُرْسي ذا العَليلُ وَاِبْنُهُ!
وَالمُعْوِلاتُ كَزَيْنَبٍ مَعَ كَلْثَمِ!

أمَّا مُبارَكَةُ الزِّفافِ بِنَيْنَوى
فَوْقَ الضُّلوعِ وَبِالخُيولِ الصِّلْدِمِ!

لِتَكونَ قَعْقَعَةَ الخُيولِ غِناؤُها
وَمَكانُها صَدْرَ الحَبيبِ المُكْلَمِ!

وَتَكُونَ رائِحَةَ البَخورِ خِيامُنا
حينَ الحَريقُ يَشِبُّ عودَ مُخَيَّمي!

حينَ اخْتِفاءِ النُّورِ في فُسَحِ السَّماءِ فَلا بِها قَمَرٌ يُرى مَعَ أنْجُمِ!

لا تَسْألَنَّ “فَأيْنَ أجْرامُ السَّماءِ” فَهُمْ مَضَوْا بِمُهَنَّدٍ مِنْ مِخْذَمِ

أمَّا الذي أرْدى الأسودَ صَريعَةً
قَمَرًا بَقى مُلْقًى بِشَطِّ العَلْقَمي!

بِمَساءِ عاشِرِ، وَالنِّساءُ وَراءَنا،
بِعَويلِها، وَنِثارُها فَيْضُ الدَّمِ!

فَأقولُ في حُزْنٍ: وَمالَكَ وَالزِّفافُ؛ وَكُلُّ أهْلِكَ قَدْ مَضَوْا فَتَعَلَّمِ!

قَدْ أفْجَعَ الإسْلامَ نَزْعُكَ وَانْحَنى
ذاكَ الوُجودُ إلى حُدودِكَ يَنْتَمي

فَارْجِعْ لِأصْلِكَ في الحُسَيْنِ؛ فَجِسْمُهُ
مُذْ أنْ رَحِلْتَ إلى القَنا لَمْ يَبْسُمِ!

فَيُجيبُ ذاكَ الرَّأسُ وَالحُزْنُ اقْتَفى
أثَرًا إلَيْهِ، بِعَبْرَةٍ وَتَألُّمِ

أ أجيءُ لِلْأصْلِ الذي يَعْلو الصَّعيدَ بِجِسْمِهِ المُتَكَسِّرِ المُتَهَشِّمِ؟!

إنِّي أخافُ عَقيلَةً مِنْ هاشِمٍ
تَأتي إلَيَّ وَفي الأضالِعِ تَرْتَمي!

فَتُكَسَّرُ الأضْلاعُ ثانِيَةً بِهِ
وَتُصيبُ قَلْبًا قَد أُصيبَ بِأسْهُمِ!

فَتَموتُ حُزْنًا شيعَتي؛ فَبِقَلْبِها
يَبْكي البُكاءُ لِمَقْتَلي وَتَألُّمي

فَأجَبْتُهُ: أ وَما عَرِفْتَ بِأنَّهُمْ
تَحْيا قُلوبُهُمُ بِذاكَ المَأتَمِ؟!

فَدَعِ الضُّلوعَ وَشَأنَها، وَارْجِعْ إلَيْهِ، وَزُرْ ضَريحًا يَحْتَويهِ، وَسَلِّمِ!

عـاشــوريـات

يضيعُ نداؤك في الفلواتْ كصـوتِ المؤذنِ في الخرباتْ
وباتَ نجيعُكَ يا سيـدي بحـاراً تسيرُ بها الراسيــاتْ
وأضحى جبينُكَ يا سيدي سـماءً بها أنْجُـمٌ نيـــراتْ
هزبرٌ أسيرٌ بأيديْ بُغاثٌ فأينك حيـدرُ ؟ أيـن الكُمـاةْ؟
تصيحُ بهم يا ِلئامُ ارجِعوا فيهدُرَ صوتَك َنبْلُ الرمــاةْ
وأصبحَ رجعُ الصدىْ أخرساً وباتت ريـاحُ الخنىْ ساكِناتْ
فَهلْ ترتَجيْ النَصرَ من خائنينَ ضمائِرَهُمْ جيفٌ نتنــاتْ؟
ومَزقتِ القُربَةَ حُمْرُ الرمــاحِ وفوقَ الشريعةِ عباسُ ماتْ
وفي عُرْسِ قاسم أزهارُهُ روتهــا دماؤكَ الطاهـراتْ
وإنَ الفُراتَ أضحى سرابــاً فقّـدارُ جَفّفَ ماءَ الفُـراتْ
ونسلُ قُرْيْضَةَ والقينُقاعِ أشاعوا الفواحِـشَ والحُرُماتْ
وبوابةُ خيبرِ أضحت جـداراً وأضحت فلسطينُ مستعمراتْ
وبئساً بيارقُهمْ خَفَقــتْ على القُدْسِ يا سورةََ العادياتْ
وسهامُ حرملةٍ ما ارتوتْ وأطفالُ قـانـاْ هدفٌ للطُغاةْ
وفي “كمبِ ديفدَ” نُكِّسَتْ رايةٌ علي ضفةِ النيلِ نـهرُ الحياةْ
وضاجعَ فرعونُ يـهوداْ هُناكَ وصوتُ النِضالِ عدا ذكْرَيات
وإنَ غُثاءً هو السيلُ فاضَ وأصْبَحَ يكْتَسِحُ الطُرُقـــاتْ
دماءُ حيدرةٍ في الصـــلاةِ مشاعلُ نـورٍ هي الهاديـاتْ
وأسرعَ للتسويةِ المُرْجِفُونَ وأرعدَ شارونُ بالراجمـاتْ
فيا وارثَ المجدِ يا سيدَ الشُهـداءِ ويـا صاحبَ المكـرماتْ
أرادوكَ ترفعُ راياتَ ذُلٍ فجاوبتـهم بـهيهـاتِ هيهـاتْ

شعلة من سنابل كربلاء

أشعلتني سَنابلُ الطفّ وجْدا =غيرَ ذيْ راحِ منْ رَفيفِ إكْتواءِ

واسْلمتني لرشْفةِ المّوتِ أقفو= رَعشةَ الحُزن بيْن نَارٍ ومَاءِ

وأنا المُبتلّ بالجِّراحاتِ أمْضي =وتُرابٌ منْ الطفوفِ إزَائي

يتلظّى ورَشفة الدمْع كونٌ = هَدهدَته فوّارة منْ بَلاء

هيَ عاشوراء والدماءُ تدّلتْ= كالفنَارات كالرَؤى كالضَياء

وهيَ “هيهاتُ” نبضُ قلبٍ أبي= يرفضُ الذلّ بين ضَيمٍ وَ..لاءِ

وبنَهرينِ منْ ضِفافِ قِوَانا= عَتّقتنا مَرافئُ الشّهداء

ورَسَمنا منْ دفقةِ النحْرِ نَهراً = في دمانا يسْمو على الأقذاء

يا بطولاتِ كَربلا- يا عُروجا= من دماءِ السّماء والأتقياء

نتفيا تغلغلَ الجرحِ طِيناً =قد تسَامى على مدى الإنزوَاء

كم نشَرنا منْ الوّفاء شمُوسا =منْ كفوفٍ تلزّ نبعَ الوّفاء

آثر الماءُ أن نراكَ ظميّا =في تفانٍ يشدّ قلبَ الإخاءِ

وهو عرشٌ من القداسات يُعلي =راية النصْر في هدَى النبلاء

فتقاطرْنَ كالضّحايا نجُوما =تتهادى بثورةِ النّجباء

ترْدفُ الحقّ في فداء حسين= بشَبابٍ من خِيرةِ الأتقياء

آثروا المّوت عزةً رغم ذلٍّ= مُذْ تبنّوا طريقة الأنبياء

فتفانوا بمَدرجِ الصبر ذاتاً =في سباقٍ منمْنمٍ باصْطفاء

هي ذكراكِ تحمل الفجرَ وحياً= بين دمْع ومحنةٍ وفِداء

فانتفضنا لرزءِها تضحياتٍ = تتمنى للدّينِ رفعَ لِواءِ

وأنا فضّةٌ من الحُزنِ تماهتْ= في خلايايَ حيرةُ الأجْزاء

أنثرُ الوقتَ جَمرةً تتلّظى =وعلى وجْهِ المسَاء مَدُّ بُكائي

يتحَدّى تصَحّرا الليلِ لونَا= والمواقيت قدْ استبَحنَ غِنائي

ودمايَا مذبوحةٌ في شجوني= وشجُوني مَوائدٌ مِنْ شَقاءِ

وأنا ابنُ هذهِ التباتيلِ =أقتاتُ من وعْيِ احتمالَ عَنائي

وأنا بعضُ سُورة الحزنِ= تنثالُ ضلعاً على كرْبلاء

وهْيَ رحمٌ إلى البطولاتِ غنّى= جَاوزتنا لقمةِ الجَوزاء

وهي رزءٌ مُفَصّلٌ للغيَارى= وصِراطٌ بمَهْمهِ الغرَباء

وأنا خفقُ ومضةِ من حنينٍ= للطّفوفِ تلمّ دمعَ السّماء

أجرعُ الحزنَ في ضفافِ يقيني= نهنهاتٍ بنورسِ الأصْغاء

فتواريني صَرخة المّوتِ خفقا =ودمائي مَبتورةً في دمَائي

أوقظُ الآهَ رنةً في سُؤالي= هلْ أنا من يذوبُ في الأرزاء

حين حنَيت بالمَداراتِ قلبي =وأدرْتً على المدَى حِنائي

أم أنا الآنَ – كربلاءُ جراحٍ =قد تشَظتْ على صَدى الأحبَاء

من أنا مَن أكونَ يا نبضاَ= توسّط القلبَ كاشتعالِ إناء

جزتُ روحي وجزتُ طوفانَ بوحي =حين نقّبت في خطى أضوائي

لأراكَ تبثني الدّربَ حرّا= وتدلني نذورَ عَاشوراء

أحملُ الضوءَ في غيوم ارتحالٍ= لملمتهُ حَرارة الرّمضَاء

شرفة للهدى للحقّ تسمو =كيفَ تهوي على لظى البّوغاء

لتناديني بقيةً من يقينٍ =من ترابٍ خبأته لاكتواء

هاهنا يتنسكُ الترب قرباناً= يُصلي مقدّسَ الأشلاء

يتسلّى وشفرةُ السّيفِ ظمْأى =وندَى المَاء ضفّة من حَيَاء

تعْتريني وغربةُ النّحر ترقى= بالشّعاعات حَبيسة الأعْضاء

كلّما مزّقتْ مِن خلايايَ بوحا= أسْكنتني بدمعةٍ حَمراءِ

نهنَهتني بوابلٍ من ضَناهَا =في دمُوع الأيتامِ والأبناء

ونساءٍ مرمّلاتٍ ببؤسٍ= ليسَ كالرزءِ غربةٌ بنسَاءِ

تندبُ الفجرَ الذي تعطفَ بالحبّ= مذ أبصرتْ تدفقَ الأضْواء

لم تكنْ كربلاء إلا وَريدا= جرّبته محاجرُ الآلاء

زرّرتهُ بقلبهَا البّكرِ تنَاهِيداً = تسْتقِيها صَبابةُ الإغرَاء

أيّ بردٍ سيطفأ النارَ فينَا= بعدَ أنْ سجرّت نارَ دماءِ

تنقشُ الآنَ قصّة الجرْح طِفلا= مزّقتهُ قسَاوَةُ البغضاء

ما سَقوهُ غيرَ الرّدَى كأسَ سَهم= بعداءٍ يَشدّ قوسَ العِّداء

وحسينٌ تَضمّهُ نَهْنهَاتٌ= أرْهَقتها مَصَارع الشّهداء

ووَحِيداً مُغرورقاً أفرَدُوهُ= وبَنوهَ مَسكوبَة الأشْذاء

وعلى صَدرهِ الشمرُ تعلّى = يفصلُ الشمسَ عن مُحيّ السّماء

أروَى للسّيف منحراً من حَكايا= قصةِ المّوتِ في انتِصارِ دماءِ

وطأتهُ برجْلِها عَادياتٌ =فاغتدَى الضّلعُ منبعاً للضّياء

ولهُ زَينَبٌ تمدّ بكاءً =أشعلَ الكّونَ بالشّجى والبّكاء

فتقبلْ يا رَبّ إنْ كانَ يُرضِي= منْ دِمانا واْعظمْ بهِ من رضَاءِ

وعَليهَا من الأسَى ذارياتٌ= ما تزالُ حَليفةَ الآلاءِ

قدْ غسَلنا قلوبَنا بأسَاها =كالفَوانيسِ لاشتِهاءِ سَناءِ

وانتدَبنَا عُيوننا بجرَاحٍ =سَامقاتٍ تفيضُ بالأندَاء

هي رفضٌ لجولةِ الظلمِ تطفو= وهي فيضٌ بمنبرِ الخُلصَاء

ودُروبٌ مزملاتٌ بدمْعٍ= أحمَديٍّ على خُطى الزّهراء

خذْ قلوباً ممزقاتٍ عليْها= منْ دمَانا مُجرداتِ الدّماء

خذْ نحيباً تقاسَمته البَرايا= بينَ قانٍ ووَاترٍ منْ مَضَاء

جئنَ يفديكَ يا ملاذَ يقينٍ =هوَ للهِ في ذرَى الكِبريَاء

يا حسَينا وصَرخة الحقّ تَعلو =هاكهَا الآنَ مَوعدا من فِداء

تنمُو صبحاً حَقيقةُ الماءِ فيْها= يَرفضُ الليلَ مَرتعَ البّيداءِ

يا أبا الطفّ والمَرايا قلوبٌ= مُنهكاتٌ تَزمّ وقتَ البّقاء

فعلى رزْءِكَ النبويّ ينتابُنَا= الوَجَعُ المَضْنِيْ بمشَهدِ الأوليَاءِ

إيهِ يا واعِيةَ للطفّ تنمُو = والجّراحَاتُ شظيةُ الأنْحاءِ

سوفَ تبقَى زجَاجةَ الحزنِ مَلئى= بالمَواجيدِ والهُدىْ الوضّاء

وستبقىَ مَحاجرُ الدّهر دمعاً= ويواسِي لخّاتَمِ الأنبَياءِ

وستبقىْ لحَيدرٍ فيْ بَنِيهِ= وفؤاداً لفاطِمِ الزّهرَاءِ

تجليات الطف في جسد منهك

 

يا  شاطئ  الوجدِ  خان القلبَ iiزورقُهُ
لي   دمعةٌ   كلما  فارت  على  
iiجهةٍ
لمَّا     تفتَّح   بابُ  (العاشر)
iiاندلقت
بي مثلُ   جيشٍ بأرض  الطف  روعها
وفي   فؤادي   خدرٌ  لا  يزال  
iiلظى
وبين   جفنيَ   ماءٌ   لم   أكن   
iiأبدا
أنا   مخاض   دموعٍ  أُجهضت  
iiعَنَتا
في   كل   ناحيةٍ  مني  نما  
iiغصُنٌ
تصوغني (الطفُّ)  حتى  لم أعد 
iiأحدا
هنا  (الطفوف) تجلت في ثرى
iiجسدي
هنا  أصيب (عليُّ  بنُ  الحسين) 
iiوقد
تموجتْ   كربلا  وجداً   على  جسدي
كل   الكواكب  قد  خرت  هنا  
iiوهنا
لمّا   هوى   دونما   كفًّ   قذفتُ  
iiله


هنا  الحسين  وحيدا  ظل  في  
iiرئتي
ما الْتمَّ جيشٌ على العطشان في 
iiجسدي
لم    ينعقد    كبدي    إلا   
iiليحرسه
لو  لا (المثلث) لم  يقتصَّ  من 
iiكبدي
هنا  توزع  سبط  المصطفى  وعوت
ما   زارني   أحدٌ   لما  غفا  
iiبدمي
هنا   دفنتُ   حسيناً   بعدما  
iiعجزت

يا واصلا في الفدا أقصى العطاء ومن
لم  يكذبِ االموتُ إلا حينما اعترضت
قد   كنتَ   وحدك   لما   سلَّ  أسيُفَه
هم  وزعوك  ولكن  في  القلوب  
iiفما
أشرقت  في  كل  قلب  كالصباح  وما
ما كان يجري  على  وجه  الحياة  دمٌ
هناك   أنت   على  جذب   الحياة  
iiيدٌ
ما  كان  أكرم  من  جرحٍ  عرجتَ 
iiبه
أعطى   الوجود   يديه  وانثنى  
iiأسِفا

ما  أبدع  الجسد  المجروح  في  iiنغمٍ
قد  كان  أصدق  راوٍي وهو 
iiمنجرحٌ
إن  الحديث  الذي  يصغي الزمان 
iiله
ما كان  أصدق  من  جرح  أبان   به
إن  الجراحات  إن  قالت فقد 
iiصدقت

تعوي  الرياح ولا صوت هناك iiسوى
مدت    هناك   لك   العشاق   
iiأيديها
لما  انفتحت  على  جرحٍ  فتحت  لها

يا أيها  العبقُ   المبذور   في   دمنا
هذا أنا   العاشق    المفتون   
iiيتعبه
بيني    وبينك    آلاف   الغيوم   إذا
تقودني    نحوك    الأرزاق   أطلبها

ولم    يعد    غيرُه   للحزن   iiأُطلقُهُ
يرسو  بها  زورقي  المكسور  تُغرقُه
وقد   أقامت   سنينَ   العمر  
iiتطرقه
جيشٌ    على  الخد   جرارٌ   
iiأُرقرقه
من  أشعل  النار  في الخيمات يحرقه
لو  لم  تُصَب  قربة (العباس) 
iiأهرقه
قد   كانت   الطفُّ   بالأرزاء  تَطلَقُه
لمّا   يزل   دمع   (عاشوراء) 
iiيُورقه
غيرَ   الذي   هذه   الأرزاءُ   
iiتخلقه
في   كل   عضو  شهيدٌ  ظل  يُقلقهُ
كان   الحسينُ   على   جفنيَّ  
iiيرمقه
لما  مضى  السبط  من  خديه 
iiيلصقه
يؤمها     القمر  المفضوخ    
iiمفرقه
روحي   إلى   هذه  الرمضاء  
iiتسبقه


إذا    تصعّد    فيَّ   الحزنُ   
iiأشهقه
إلا    سعت   كل   أعضائي   
iiتُفرِّقه
يذود   عنه   زماناً   راح   
iiيرشقه
لَمَا   انتهى   لحشا   المولى  
iiيمزّقه
فيّ    الرياح   على   جسمٍ   
iiتطوقه
إلا  الذي  مر  بي  في  الليل 
iiيسرقه
أن  تمنعَ  الخيلَ  روحي  يوم 
iiتسحقه

مُدت   إلى   مطمح    العشاق  iiأعدقه

منك الجراحات .. خان  الموتَ iiمنطقه
ولم   يكن  غير  هذا  النزف  
iiتمشقه
ضر  البغاة  أبا  الأحرار  لو 
iiفقهوا
مر  الردى  في  فؤادٍ  أنت  تُشرقه
لو   لم   تُروَّ   بما  أعطيت  
iiأعرقه
أنى     يمد    الفدا    كفيه    
iiتغدقه
ولا   جراح   أخيك   الفاض  
iiمفرقه
مذ   جف   من  كفه  ما  كان  
iiينفقه

عن   الفداء   على   الدنيا   iiيموسقه
لم    يفتأ    الملأُ    الأعلى    
iiيوثِّقُه
هو   الحديث  الذي  لا  زلال  
iiيدفقه
وأصدقُ   القول   في  مبناه  
iiأعمقه
يا   رُب   أخرس  بذَّ  الكون  منطقه

صوت   الحقيقة  من  أشلاك  iiتُطلقه
في  محشرٍ  تاه  في  الأزمان  
iiرونقه
الباب  الذي  ليس  يقوى الظلم 
iiيغلقه

    لا بد   كي  تفرُعَ   الأرواح    تنشقه

    طول  السرى  والحنين  الغمر يرهقه
   ما  أرعد  الشوقُ روحي رحت iiأبرقه
 وأنت   أكبر   ما  في  الدهر  iiأُرزقُه