تجليات الطف في جسد منهك

 

يا  شاطئ  الوجدِ  خان القلبَ iiزورقُهُ
لي   دمعةٌ   كلما  فارت  على  
iiجهةٍ
لمَّا     تفتَّح   بابُ  (العاشر)
iiاندلقت
بي مثلُ   جيشٍ بأرض  الطف  روعها
وفي   فؤادي   خدرٌ  لا  يزال  
iiلظى
وبين   جفنيَ   ماءٌ   لم   أكن   
iiأبدا
أنا   مخاض   دموعٍ  أُجهضت  
iiعَنَتا
في   كل   ناحيةٍ  مني  نما  
iiغصُنٌ
تصوغني (الطفُّ)  حتى  لم أعد 
iiأحدا
هنا  (الطفوف) تجلت في ثرى
iiجسدي
هنا  أصيب (عليُّ  بنُ  الحسين) 
iiوقد
تموجتْ   كربلا  وجداً   على  جسدي
كل   الكواكب  قد  خرت  هنا  
iiوهنا
لمّا   هوى   دونما   كفًّ   قذفتُ  
iiله


هنا  الحسين  وحيدا  ظل  في  
iiرئتي
ما الْتمَّ جيشٌ على العطشان في 
iiجسدي
لم    ينعقد    كبدي    إلا   
iiليحرسه
لو  لا (المثلث) لم  يقتصَّ  من 
iiكبدي
هنا  توزع  سبط  المصطفى  وعوت
ما   زارني   أحدٌ   لما  غفا  
iiبدمي
هنا   دفنتُ   حسيناً   بعدما  
iiعجزت

يا واصلا في الفدا أقصى العطاء ومن
لم  يكذبِ االموتُ إلا حينما اعترضت
قد   كنتَ   وحدك   لما   سلَّ  أسيُفَه
هم  وزعوك  ولكن  في  القلوب  
iiفما
أشرقت  في  كل  قلب  كالصباح  وما
ما كان يجري  على  وجه  الحياة  دمٌ
هناك   أنت   على  جذب   الحياة  
iiيدٌ
ما  كان  أكرم  من  جرحٍ  عرجتَ 
iiبه
أعطى   الوجود   يديه  وانثنى  
iiأسِفا

ما  أبدع  الجسد  المجروح  في  iiنغمٍ
قد  كان  أصدق  راوٍي وهو 
iiمنجرحٌ
إن  الحديث  الذي  يصغي الزمان 
iiله
ما كان  أصدق  من  جرح  أبان   به
إن  الجراحات  إن  قالت فقد 
iiصدقت

تعوي  الرياح ولا صوت هناك iiسوى
مدت    هناك   لك   العشاق   
iiأيديها
لما  انفتحت  على  جرحٍ  فتحت  لها

يا أيها  العبقُ   المبذور   في   دمنا
هذا أنا   العاشق    المفتون   
iiيتعبه
بيني    وبينك    آلاف   الغيوم   إذا
تقودني    نحوك    الأرزاق   أطلبها

ولم    يعد    غيرُه   للحزن   iiأُطلقُهُ
يرسو  بها  زورقي  المكسور  تُغرقُه
وقد   أقامت   سنينَ   العمر  
iiتطرقه
جيشٌ    على  الخد   جرارٌ   
iiأُرقرقه
من  أشعل  النار  في الخيمات يحرقه
لو  لم  تُصَب  قربة (العباس) 
iiأهرقه
قد   كانت   الطفُّ   بالأرزاء  تَطلَقُه
لمّا   يزل   دمع   (عاشوراء) 
iiيُورقه
غيرَ   الذي   هذه   الأرزاءُ   
iiتخلقه
في   كل   عضو  شهيدٌ  ظل  يُقلقهُ
كان   الحسينُ   على   جفنيَّ  
iiيرمقه
لما  مضى  السبط  من  خديه 
iiيلصقه
يؤمها     القمر  المفضوخ    
iiمفرقه
روحي   إلى   هذه  الرمضاء  
iiتسبقه


إذا    تصعّد    فيَّ   الحزنُ   
iiأشهقه
إلا    سعت   كل   أعضائي   
iiتُفرِّقه
يذود   عنه   زماناً   راح   
iiيرشقه
لَمَا   انتهى   لحشا   المولى  
iiيمزّقه
فيّ    الرياح   على   جسمٍ   
iiتطوقه
إلا  الذي  مر  بي  في  الليل 
iiيسرقه
أن  تمنعَ  الخيلَ  روحي  يوم 
iiتسحقه

مُدت   إلى   مطمح    العشاق  iiأعدقه

منك الجراحات .. خان  الموتَ iiمنطقه
ولم   يكن  غير  هذا  النزف  
iiتمشقه
ضر  البغاة  أبا  الأحرار  لو 
iiفقهوا
مر  الردى  في  فؤادٍ  أنت  تُشرقه
لو   لم   تُروَّ   بما  أعطيت  
iiأعرقه
أنى     يمد    الفدا    كفيه    
iiتغدقه
ولا   جراح   أخيك   الفاض  
iiمفرقه
مذ   جف   من  كفه  ما  كان  
iiينفقه

عن   الفداء   على   الدنيا   iiيموسقه
لم    يفتأ    الملأُ    الأعلى    
iiيوثِّقُه
هو   الحديث  الذي  لا  زلال  
iiيدفقه
وأصدقُ   القول   في  مبناه  
iiأعمقه
يا   رُب   أخرس  بذَّ  الكون  منطقه

صوت   الحقيقة  من  أشلاك  iiتُطلقه
في  محشرٍ  تاه  في  الأزمان  
iiرونقه
الباب  الذي  ليس  يقوى الظلم 
iiيغلقه

    لا بد   كي  تفرُعَ   الأرواح    تنشقه

    طول  السرى  والحنين  الغمر يرهقه
   ما  أرعد  الشوقُ روحي رحت iiأبرقه
 وأنت   أكبر   ما  في  الدهر  iiأُرزقُه

 

 

 

توضأ الشعرُ

توضَّأ الشعرُ حُزْناً والهوى رَكَعَا
فَرْضاً لمنْ عندَ محرابِ الطُّفُوفِ هَوَىْ
فَرْضاً لمنْ لا يزالُ الوقتُ يَلْطِمُهُ
توضَّأ الشعرُ دَمّاً مُذْ مَضَيْتُ بهِ
أتيتُ مَثْوَاكَ والأملاكُ عاكفةٌ
مَصَارِعُ الوَقْتِ سالتْ فوقَ ذاكرتي
ما صِغْتُ ذكراكَ نَصَّاً في مُدَوَّنَتي
ما جئتُ مرساكَ شعراً فوقَ قافيتي
مآتمُ الحبِّ غرقى في مُفَكِّرَتي
دَمُ الحكاياتِ في أشلاءِ محبرتي
أتيتُ والحزنُ يُمْلي كُلَّ أمتعتي
أتيتُ والثغرُ يحبو فوقَ أسْئِلَتي
أتيتُ رَسْماً حَزِيْناً في مُخَيِّلَتي
أتيتُ سِرْباً مِنَ الأحزانِ تَحْمِلُني
ومهرُ حرفي على ذكراكَ يُسْرِعُ بي
لجسمِ فصحايَ قد فَصَّلْتُ أجنحةً
ماضٍ بجرحيكَ والأزمانُ نازفةٌ
ماضٍ بحُزْنَيْكَ والأيامُ قافلةٌ
يَحِيْكُ ثَوْبَ التَّغَنِّي نَزْفُ حُنْجُرَةٍ ذكراكَ قد حَرَّكَتْ كُلَّ الوجودِ وقد
وكربلاءُ المرايا في الجهاتِ بَدَتْ
وتلكَ (هيهاتُ) يُمْلِيْهَا الصَّدَى نُسَخاً
فَرَعْتَ فصحاكَ لا فُصْحَى تطارِحُها
ومَنْطِقُ الوحيِ مُذْ جبريلُ أودَعَهُ
كُلُّ العباراتِ غيرُ الـ (طَّفِّ) صامِتَةٌ
حرفانِ (قوسانِ) في هذا المدى اختصرا
حرفانِ لُغْزَانِ في سِرِّ اللغاتِ هما
حرفانِ، بحرانِ، (طوفانانِ) قد جمعاْ
حرفانِ فرقانُ هَدْيٍ في الدجى فَرَقَا
حرفانِ أو ضِفَّتا نهرٍ جرى بهما الـ
فَضَّا الأساطيرَ بالفُرْقَانِ فانْقَشَعَتْ
إشعاعُها صافحَ الأنحاءَ فاسْتَبَقَتْ
وامتدَّ مِنْ كربلاءَ الجرحُ أوسمةً
مدادُكَ الصَّبُّ لا زالتْ خرائِطُهُ
بريشةٍ حُرَّةٍ حمراءَ دامِيَةٍ
ذكراكَ قد مُوْسِقَتْ في كُلِّ ناحيةٍ
وكربلاءٌ بثغرِ الخُلْدِ يُنْشِدُها
ومِنْ قديمِ الحكايا جئتَ تحتملُ الـ
هناكَ والشِّرْعَةُ الثَّكْلَى، وقد دَفَقَتْ
هناكَ وارتَجَّتِ الأشياءُ قاطبةً
هناكَ واستسلمَ المعنى على لغةٍ
على نهاياتِها الأزمانُ عاكفةٌ
يا عابرَ الوقتِ يُجْرِي الأمسَ في غَدِهِ
إلى مراسيكَ حَجَّتْ ألفُ عازِفَةٍ
يا مُعْجَمَ الجُرْحِ يا جِسْماً يُؤَرِّخُهُ
على قوافيكَ ألحانٌ مُرَوِّعَةٌ
على حَكَايَاكَ حاناتٌ مُضَرَّجَةٌ
على نواحيكَ صفحاتٌ ممزقةٌ
قم للملايينِ واهْزُزْ أَعْيُناً جَمَعَتْ
يا مُبْحِراً فوقَ أمواجِ السَّمَاءِ هُدَىً
سَقَيْتَ مِنْ قُدْسِكَ المسفُوْكِ أُضْحِيَةً
لتزْرَعَ الفجرَ حَقْلاً فوقَ تُرْبَتِهِ
يا مَقْدِساً عندكَ الآياتُ قد عَكَسَتْ
فلم تزلْ أعينُ الأزمانِ تَقْرَؤُهُ
رثاؤُكَ الخلدُ كم تبكي نوائحُهُ
على زمانٍ عيونُ الغيبِ تندبُهُ
حسينُ والشعرُ يبكي في حكايَتِهِ
مآذنُ الغيبِ قد مَالَتْ لقبَّتِهِ
كُلُّ الرسالاتِ قد سالتْ بِحَضْرَتِهِ
والوحيُ فوق السماءِ امتدَّ مَحْبَرَةً
تحمَّرَ الغيبُ مِنْ مِيزابِ مَحْجَرِهِ
كأنَّ سَقْفَ السماواتِ التي ارتفعتْ
وكُلُّ جُرْحٍ نبيٌ مِنْ جوارِحِهِ
لهُ بكتْ كُلُّ عينٍ في السماءِ دماً
تزلزلَ الكونُ في أبناءِ فاطمةٍ
أيقتلُ ابنُ النبيِّ المصطفى ظَمِئاً
أيترَكُ السبطُ عارٍ دونَ أغطيةٍ
رَمَى بكفَّيهِ بحرَ الدَّمِّ في شَفَقٍ
وبالجراحِ التي افْتَضُوا بها دَمَهُ
وماجَ دربٌ على الأوراقِ في فلكٍ
وإصبعُ الضوءِ ما جفَّتْ مشارِقُهُ
نمى نخيلٌ مِنَ التاريخِ مؤتلقٌ
هنالكَ اللهُ أوحى للهُدَىْ فَجَرَىْ
هنالكَ القبةُ النوراءُ قد طَلَعَتْ
هناكَ والدربُ ماضٍ في متاهَتِهِ
تَكَلَّمَ الجرحُ في ذكراكَ واعيةً
غزلتُ شعري على مَثْوَاكَ أشرعةً
وصِغْتُ منكَ المدى دَرْباً وأروقةً
قطفتُ مِنْ تربكَ المحمرِّ قافيةً
وكربلاءُ القصيداتِ ارْتَدَتْ قلمي
بغيرِ مِيْنَائِكَ الأشعارُ هالكةٌ
بغيرِ مثواكَ لا يلقى الضلالُ هدىً
تنزَّلَ الرُّوْحُ في مسراكَ أضرحةً
فَدَعْ فؤادي يصلي فيهِ رَكْعَتَهُ

فَرْضاً لمنْ فوقَ أكتافِ السَّما رُفعا
بمسجدِ الخلدِ لمَّا في الثرى طُبِعا
وَجْداً وكَفَّاهُ في محرابِهِ انصَفَعا
ففي خُطَى كربلاءَ الجرحُ قد نَبَعا
يا أنتَ يا مَنْ بكفِّ اللهِ قد هَجَعا
وفي قصاصاتيَ الماضي مَشَى هَلَعا
إلا بحرفٍ مِنَ الأحشاءِ قد نُزِعا
إلا وبحرُ المعاني امتدَّ وارتفعا
أنا ومرساكَ نُحْيِيْكَ العَزَاءَ مَعَا
حَرْفٌ صريعٌ مِنَ الأفكارِ قد وَقَعا
أتيتُ والحرفُ فوق السطرِ قد دَمَعا
عَنِ الفراتِ الذي عِنْ مائِهِ مُنِعا
وفيهِ طِفْلٌ قميصَ السَّعْدِ قد خَلَعا
على الحنايا على الأرزاءِ مُنفَجِعا
مِنَ المعالي إلى الكراسِ مُنْدفعا
لقطفِ إشراقِكَ الحرِّ الذي طَلَعا
والوقتُ مُسْتَشْهِدٌ والخلدُ قد صُرِعا
مِنَ الحكايا عليها الوجدُ قد صَدَعا
وصوتُ نايٍ على نوتاتِهِ خَضَعا
ألهمتَ كُلَّ الوجودِ الحُزْنَ والفَزَعا
على انعكاسِ الرؤى رَفْضَيْنِ قد لَمَعا
فلم يَلُحْ مَشْرِقٌ في الأرضِ ما سَمِعا
وهل يُجَارى فمٌ للغيبِ قد ضَرَعا؟!
ما بينَ حرفيكَ مَسَّ الثغرَ فانفرعا
حرفانِ لكنما للعرشِ قد قَرَعا!
كُلَّ المجالاتِ لمَّا للمدى اْخْتَرعا
خَتْمُ المجازاتِ في المعنى الذي وَسِعا
وَحْيَ الرِّسَالاتِ في المدِّ الذي صَنَعا
مَنْ كانَ في اللهِ أو في ذاتِهِ طَمِعا
مَاضِي لمستقبلٍ بالنورِ قد دَفَعا
بقبةٍ نورُها قد قَوَّمَ البِدَعا
بابَ الأعالي تقذَّ المجدَ فانفَرَعا
مِنَ الأضاحي صِرَاطَ اللهِ قد شَرَعا
كأنما الرسْمُ كانَ الأمسَ قد بَرَعا
طريقَ فتحٍ إلى الرحمنِ قد وَضَعا
ورجعُ أصدائِها لليومِ ما رَجَعا
لسانُ هَدْيٍ عَلا الأكوانَ واندَلَعا
كُثْبَانَ والجرحُ في طيَّاتِها سَجَعا
دماءُ مَنْ في عيونِ اللهِ قد وُضِعا
لخيرِ مَنْ قامَ فرضاً خاشعاً وَ دَعَا
لا كاللغاتِ التي في عُمْقِها خُدِعَا
ومِنْ بداياتِها التاريخُ قد شَبِعا
ولم يزلْ عندهُ التَّوْقِيْتُ ممتَنِعا
بنوتةٍ نامَ فيها الخلدُ واضْطَّجَعا
طَعْناً ونزفاً وقلباً يَكْتُمُ الوَجَعا
ومثلُها النايُ في الألحانِ ما سَمِعا!
ومثلُكَ الكأسُ في الأحزانِ ما جَرَعا!
وبحرُ جُرْحٌ على الأجسادِ قد طُبِعا
بحراً مِنَ الدمعِ لولا كنتَ ما جُمِعا!
نظيرُهُ قَلَّ إذ كُلَّ المدى نَفَعا
وسَيْلُ أقداسِها للكونِ قد نَقَعا
تَدَلَّتِ الشَّمْسُ إشراقاً وقد سَطَعا
تأوِيْلَها زُخْرُفاً في الأفقِ قد لَمَعا
ومأتمُ الوقتِ في تِكْرَارِهِ فُجِعا
على زمانٍ لهُ التاريخِ قد فَزِعا
وكُلُّ شيءٍ لدَمْعِ الغيبِ قد خَشَعا!
معنىً وحرفاً على أوراقِهِ انصدعا
ما منظرُ العرشِ لمَّا عندهُ جَزِعا؟!
لمَّا على أحرفِ القرآنِ قد صُرِعا
صُبَّتْ على الأفق لما رأسهُ قُطِعا
وكلُّ حرفٍ بنقشِ العَرْشِ قد طُبِعا
قد صارَ في الأرضِ ترباً حينما وَقَعا
وكُلُّ سَهْمٍ لجسمِ الدِّيْنِ قد فَقَعا
وثغرُ جبريلَ بالآهاتِ قد صَدَعا
وكلُّ قدسٍ مِنَ الأقداسِ قد صُدِعا
وهْوَ الذي قد سَقَى القرآنَ فانتقعا؟!
وهْوَ الرداءُ الذي كُلَّ السَّما جَمَعا؟!
ومدَّتِ الطفُّ مَرْسَاها الذي ارتفعا
لرقعةِ الوحي لمَّا مُزِّقَتْ رَقَعا
بأبجدياتِ عِزِّ للعُلا وَسِعا
لمَّا مِنَ الشمسِ في إشعاعِها نُزِعا
في كلِّ جرحٍ على جنبيهِ قد زُرِعا
مِنْ بينِ رجليهِ يسقي المشرقينِ معا
مِنْ بُرْعُمِ الغيبِ وِتْراً للورى شَفَعا
بَدَى على الأفقِ ما يُنْجِيْهِ فاتَّبَعا
ترتدُّ مِنْ كُلِّ حرفٍ قد بكى ونعى
فهاجَ بي معجمُ الأمواجِ مُرْتَفِعا
ولم أزلْ في مداكَ الحرِّ مُطَّلِعا
فحلَّ في خاطري مَثْوَاكَ وانطَبَعا
فأشرقَ الشعرُ حتى غَيْرُهُ انْقَشَعا
ودونَ مَرْسَاكَ حبلُ الفلكِ قد قُطِعا
ودونَهُ كلَّ ركنٍ واثقٍ قُلِعا
والقدسُ في كلِّ قدسٍ فيهِ قد طَمِعا
وخذهُ نبضاً مِنَ الأعماقِ قد فَزِعا

حبيبٌ لا أغادره

الحمد لله حمداً لا أغادرهُ
الحمد لله حمداً لا أغادرهُ=والشكر لله لا منّاً أجاهرهُ
ربي تبارك من رب له كرم=على البرية ما انفكت مواطره
سيلاً تحدّر بالإحسان منهمراً=بالبشر والسعد لا تحصى مصادره
له من الفضل والإنعام سابقة=ومن تجاوزه الأوزار وافره
فظلَّ فيه يرجّي الخيرَ كافره=وزاد في الخير والعلياء شاكره
وكنت في بيته أرنو إلى شرف=فضمني في صفوف المجد عامره
فلم يدع ليَ من خيرٍ أناظره=ولم يدع ليَ من شرٍ أحاذره
فاسئل فؤاديَ ما ينجيه من غضبٍ=يومَ الحساب إذا تبلى سرائره
واسئل جبينيَ عن نورٍ يلاحقني=يتيه عشقاً به كالصّبِّ ناظره
واسئل معاتبتي والوصلُ منقطعٌ=والدمع مرتجَعٌ تذكو مشاعره
تقول مالك قد أنكرت صحبتنا=وليس يصلح للمعروف ناكره
وقد تركت ربوعَ الود معتزلاً=عن الجميع وقد جُنت جآذره
قد كنت أبرع بحّارٍ يسامرني=وكنت أمرع بستانٍ أجاوره
سلوتُ عن وصلها أسمو إلى شرفٍ=وذبتُ فيمن أحارتني مآثره
ظلٍّ تبلور فوق الماء واتسقت=به النجومُ وزانتها أزاهره
تجري على مهَلٍ نشوى وقد نسجت=من سحر طلعته دفئاً تعاقره
تنام في كفه إن لاح مبتسماً=وتستنير متى ما شاء ساهره
تبيت مشدودة إما يحاورها=وفي التلألئ والمسرى تحاوره
كأنني إذ أجوز الكون مرتحلاً=في وصله وهو مسحورٌ وساحره
أمشى على هدي ما خطت رواحله=ما ضل من سار في درب يسايره
كأنه البحر ممدودٌ ومتصلٌ=في السطح مائره والقاع زاخره
نذوق في فيضه سر الحياة ولا=نهون يوماً وقد شُدّت أواصره
يبقى على العز من يأتيه مؤتمناً=فالعمر وارده والدهر صادره
هو السفينة للغرقى وقد صمدت=مهما تعالى من الطوفان طامره
وهو الملاذ إذا حل الظلام على=قلب المخوف متى دارت دوائره
وهو الحبيب الذي أرنو لرؤيته=مهما فقدت بها شلواً تطايره
ما كلَّ زائره ما مل ناظره=ما ذل ناصره ما ضل شاعره
هو النشيد الذي في لحنه رقصت=أرواح شيعته عشقاً تشاطره
توافدت ترتمي في حصنه فبه=تلقى الحياة وتلقي ما تخامره
به تروِّي زماناً جف وابله=لكي يفوح من الآمال شاغره
تسبح الله في كهف به سكنت=هل تطمئن قلوبٌ لا تذاكره
لو قطعوا فيه أوصالي وما حملت=وكشر الحقد خافيه وظاهره
واستأجروا مفتياً يرمي قنابله=على الطيور لترديها كواسره
واستأزروا عابد الطاغوت منسجراً=وجاء إبليس بالفتوى وآمره
وحوّلوا قبة الأنوار عن فلك=بها يدور وفيها قر سابره
لما لقوا بين ذراتي وأعظمها=إلا الحسين حبيباً لا أغادره
تشع بالخير والنعمى محاسنه=وتنزل الليل والسكنى ضفائره
إن تلتقِ الأنسَ نفسي فهو مؤنسها=أو دق ناقوسُ قلبي فهو ناقره
به سموت على الدنيا وما وسعت=وطفت من حيث ما طافت بشائره
الباسط الكفّ من تحت الكساء إلى=كفِّ المحبين والسلوى تذافره
والمسكر الناس من حلمٍ ومن أدبٍ=والناشر الجود لا تخفى جواهره
والطاوي الكشح للمسكين معتكفاً=والمطعم العبد إما ضن آسره
والكاظم الغيظ عن قوم إذا جاهلوا=والمنزل الموت إما ثار ثائره
والفارس الأوحد الصنديد ، ما صمدت=له الأسود إذا شدّت أظافره
هو الكميُّ الذي مازال منتفضاً=ومن عرين بني الكرار خادره
مازال في جنة الرضوان سيدَها=وفي الدنا ترتقي دوماً مفاخره
هو الحسين ومن مثل الحسين حماً=عند الوطيس إذا حلّت فواقره
الضارب الصفح إلا في الضراب فلا=يطيل في عمر قتّال يناوره
النازع الحق من أنياب غاصبه=والمرتدي في اللظى قلباً وشاهره
يصيح هيهات منا أن نذل ولم=نذق من الصبر ما الرحمن عاذره
فقارع الجبت والطاغوت محتسباً=وقلَّ إلا من العباس ناصره
فبات في الحل والتأريخ فارسها=وظل في غضب الجبار واتره
والشكر لله لا منّاً أجاهرهُ 1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
ربي تبارك من رب له كرم على البرية ما انفكت مواطره
سيلاً تحدّر بالإحسان منهمراً بالبشر والسعد لا تحصى مصادره
له من الفضل والإنعام سابقة ومن تجاوزه الأوزار وافره
فظلَّ فيه يرجّي الخيرَ كافره وزاد في الخير والعلياء شاكره
وكنت في بيته أرنو إلى شرف فلم يدع ليَ من خيرٍ أناظره فضمني في صفوف المجد عامره
ولم يدع ليَ من شرٍ أحاذره
فاسئل فؤاديَ ما ينجيه من غضبٍ واسئل جبينيَ عن نورٍ يلاحقني يومَ الحساب إذا تبلى سرائره
يتيه عشقاً به كالصّبِّ ناظره
واسئل معاتبتي والوصلُ منقطعٌ تقول مالك قد أنكرت صحبتنا والدمع مرتجَعٌ تذكو مشاعره
وليس يصلح للمعروف ناكره
وقد تركت ربوعَ الود معتزلاً قد كنت أبرع بحّارٍ يسامرني عن الجميع وقد جُنت جآذره
وكنت أمرع بستانٍ أجاوره
سلوتُ عن وصلها أسمو إلى شرفٍ وذبتُ فيمن أحارتني مآثره
ظلٍّ تبلور فوق الماء واتسقت تجري على مهَلٍ نشوى وقد نسجت به النجومُ وزانتها أزاهره
من سحر طلعته دفئاً تعاقره
تنام في كفه إن لاح مبتسماً تبيت مشدودة إما يحاورها وتستنير متى ما شاء ساهره
وفي التلألئ والمسرى تحاوره
كأنني إذ أجوز الكون مرتحلاً أمشى على هدي ما خطت رواحله في وصله وهو مسحورٌ وساحره
ما ضل من سار في درب يسايره
كأنه البحر ممدودٌ ومتصلٌ نذوق في فيضه سر الحياة ولا في السطح مائره والقاع زاخره
نهون يوماً وقد شُدّت أواصره
يبقى على العز من يأتيه مؤتمناً هو السفينة للغرقى وقد صمدت فالعمر وارده والدهر صادره
مهما تعالى من الطوفان طامره
وهو الملاذ إذا حل الظلام على وهو الحبيب الذي أرنو لرؤيته قلب المخوف متى دارت دوائره مهما فقدت بها شلواً تطايره
ما كلَّ زائره ما مل ناظره هو النشيد الذي في لحنه رقصت ما ذل ناصره ما ضل شاعره
أرواح شيعته عشقاً تشاطره
توافدت ترتمي في حصنه فبه به تروِّي زماناً جف وابله تلقى الحياة وتلقي ما تخامره
لكي يفوح من الآمال شاغره
تسبح الله في كهف به سكنت لو قطعوا فيه أوصالي وما حملت هل تطمئن قلوبٌ لا تذاكره
وكشر الحقد خافيه وظاهره
واستأجروا مفتياً يرمي قنابله واستأزروا عابد الطاغوت منسجراً على الطيور لترديها كواسره
وجاء إبليس بالفتوى وآمره
وحوّلوا قبة الأنوار عن فلك لما لقوا بين ذراتي وأعظمها بها يدور وفيها قر سابره
إلا الحسين حبيباً لا أغادره
تشع بالخير والنعمى محاسنه وتنزل الليل والسكنى ضفائره
إن تلتقِ الأنسَ نفسي فهو مؤنسها به سموت على الدنيا وما وسعت أو دق ناقوسُ قلبي فهو ناقره
وطفت من حيث ما طافت بشائره
الباسط الكفّ من تحت الكساء إلى والمسكر الناس من حلمٍ ومن أدبٍ كفِّ المحبين والسلوى تذافره
والناشر الجود لا تخفى جواهره
والطاوي الكشح للمسكين معتكفاً والكاظم الغيظ عن قوم إذا جاهلوا والمطعم العبد إما ضن آسره
والمنزل الموت إما ثار ثائره
والفارس الأوحد الصنديد ، ما صمدت هو الكميُّ الذي مازال منتفضاً له الأسود إذا شدّت أظافره
ومن عرين بني الكرار خادره
مازال في جنة الرضوان سيدَها هو الحسين ومن مثل الحسين حماً وفي الدنا ترتقي دوماً مفاخره
عند الوطيس إذا حلّت فواقره
الضارب الصفح إلا في الضراب فلا النازع الحق من أنياب غاصبه يطيل في عمر قتّال يناوره
والمرتدي في اللظى قلباً وشاهره
يصيح هيهات منا أن نذل ولم فقارع الجبت والطاغوت محتسباً نذق من الصبر ما الرحمن عاذره
وقلَّ إلا من العباس ناصره
فبات في الحل والتأريخ فارسها وظل في غضب الجبار واتره

 

يشيد بالبطل العباس شاعرهُ كما يغرد في البستان طائرهُ
ما أنجبت حرة شمساً ولا قمراً كأنما فالق الإصباح أوقده كناصر السبط ما أحلى غدائره
في الأرض فهو ضياها وهو ساتره
إن قابل الناسَ جاء النور يسبقه طوبى لروحك يا أم البنين ويا وإن مضى فسكون الليل دابره
رمز الحنين ويا درساً نثابره
لقد رفعتِ من الأقمار أربعة لكن قومك يا أم البنين أتوا ومن وليدك هذا جلّ ناشره
من الوليد عجاباً لا أخاتره
فها هو الوالد الكرار أولهه يقبل العينَ والكفينِ مرتجعاً من جسمه الغضِ باديه وضامره
ويحمد الله ما شعّت مناحره
وهاهو المجتبي والمجتبى علمٌ يرنو إلى الطفل حتى خلت أنهما جلت مآثره قلت نظائره
بين الرياحين مفتون وآسره
وهاهو السيد السبط الشهيد به يحنو على ما بدا من حسن طلعته كالمستهام يناغيه يسارره
ويرشف الراح مما فاح ثامره
ما أجمل الطفلُ في كفِّ الحسين وفي يدير عينيه في عين الحسين وفي حجرِ الحسين زماناً لا يغادره
نحر الحسين فما تعني مناظره
ما بالُ طفلك يا أم البنين فقد بالله ردي أمن عيب بخلقته أبكى الزهور وما رفت محاجره
فكيف والفرقد العالي يجاوره
وكيف والشمس خرّت يكي يباركها والمكرمات تنامى عن شمائله والكائناتُ له تترا تسامره
كالطود لا يرتقيه من يكابره
الرابط الجأش في حزم على صغرٍ ما عسَّ في قارع الكفار منسدلاً ماذا سيُحدث إما اشتد كاسره
إلا تهاوت على البيدا مغافره
مازار جيشاً تعاديه بواتره في كفّه سجّر الجبار هاويةً إلا تولى تؤاخيه مقابره
وراكمت بأسها فيه عشائره
وزينبٌ شدها من بين إخوتها ولم تزل زينبُ الحوراءُ تطلبه له من الود ما تخفى بصائره
إلى الوفاء فلا تكبو مشاعره
حتى أتى الشاطئ الغربيَّ مرتجزاً والعلقميُّ به الحياتُ فارعةٌ أروي الحسينَ ولا تظمى حرائره
وفي بطون مناياها فواغره
والسلسبيل به يجري وقد ولغت والأرض لاهبة والنخل كالحة فيه الكلاب وأقصى الريح ناجره
وفي الجوار من الجاريِّ فاتره
والمارقون أتوا والناكثون جثوا والشرك أطلق في الميدان قارعَه والقاسطون قضوا مالله حاضره
واستنفرت كالثرى عدّاً عساكره
جيشاً له من شرار الجن رادفة فاستحصلَ القمر العالي إجازته وللسهى من أياديه حناجره
وانسلَّ للأرض تحذوه زماجره
وأقحم المهرَ كالزلزال بينهمُ وخيّم الموتُ والآجالُ شاخصة حتى بدت في نواصيهم حوافره
وجال في ركَب الشجعان ذاعره
وأظلم الأفقُ من وقع الضراب وهم ولم يزل فيهمُ يجني الرؤوسَ ولم تحت الحراب وثكلاهم تهاتره
يزل يمنّيه ربي ما يخامره
فأبدل البارئُ الكفّينِ أجنحةً ولم تزل رايةُ العباس خافقةً واسترجع المحجرَ المكسورَ جابره
صفراء في موجها عزّت محاوره
ساءت وجوهَ بني صهيون وانتصبت وقد سقاها أبو هادي مفاجأة على الجنوب فأعيتهم منابره
ذلّت لها من حصون الشرك ساعره
وأرسلوا رابع الأجيال فانتشرت لاغرو من سيّدٍ يغذو بسالته على القرى حيثما حلّوا مقابره
من الحسين وفي العباس غابره
فكفّه من يد العباس ركبها هو المفاجأة الكبرى وقد قربت والسبط قائده والله ناصره
بها تَغيّرُ في الوادي مصائره
وجالت الراية العظمى مراقبة يؤمها القائمُ المهديُّ منتصراً ما بعد بعد ، وقد هبّت بوادره
وتكتسي باللقا كحلاً نواظره

على حدِّ قولِ اللواء

وجدتُ هذه القصيدة تحت وسادتي
موقعةً باسمِ لواء العباس – عليه السلام-.

على وجهِ أرضٍ بعضُ خديهِ كوثرُ
يجرّون ذيلَ التيهِ .. قومٌ تصحَرّوا

كذنبٍ قديمٍ علّقَ الموتُ وجهَهُ
فيلـُقى ضياءٌ شاحبُ اللونِ أغبرُ

وتمتدُّ ما بينَ الفضائينِ نغمةٌ
بساحلِها يرسو صقيعٌ ومجمرُ

وبينهما جمرٌ على قيدِ نفخةٍ
يرومُ انطفاءً والسمواتُ تنظرُ

فشتّان مابين اصفرارٍ وخُضرةٍ
فهاهم كما شاؤوا يبابٌ وبيدرُ

وسربُ عطاشى فوقَ أغصانِ دمعةٍ
تقوسَ جنحُ القلبِ فيهم فكُوِروا

تكفّنُ عينَ الشمسِ أسمالُ لُجةٍ
وأفقٌ بهاماتِ الرماحِ يُدثَرُ

فما حاجةُ الأرضِ التي جفَّ ريقُها
إلى طعمِ ضوءٍ من فم القبحِ يقطرُ؟

إذْ انثالَ بدرٌ طوقَ الطفَّ عزمُهُ
فكانتْ كعينٍ إذْ أبو الفضلِ محْجرُ

وكنتُ نديمَ الزهوِ في بحرِ كفِّهِ
فكلُ بحارِ الكونِ في الكفِّ خُنصرُ

يشقُّ سوافي الريحِ قلبي بخفقةٍ
بها يُستفزُ الرعدُ والريحُ تزأرُ

وكانَ كلغزٍ أرهقَ الجمعَ حلــُهُ
تعالى كطودٍ والسما فيهِ تعثرُ

كصدرِ سفينٍ شقَّ بحرَ جيادِهم
وتوَجَهم رعباً فسيفٌ ومِنحرُ

كصيحةِ ربٍّ رفَّ جنحُ عذابِهِ
فما ذنبهمْ في ناقةٍ سوفَ تُعقَرُ؟

وتستنشقُ الموتَ الزؤامَ صوارماً
رقابٌ بأوحالِ الرؤوس تعثَّرُ

رجالٌ بأقدامٍ تلوكُ فرارَها
فتكبرُ أينٌ والإجاباتُ تصغرُ

ولما أتى للنهرِ صبراً مبللاً
بثُقلِ خيامِ اللهِ والصبرُ أنهرُ

وقامتْ بناتُ الماءِ تُغوي شفاهَهُ
فَدُرْنَ وثغرُ البدرِ قصدٌ ومحورُ

رماهنَّ سجّيلاً من الدمعِ نازفاً
يقيناً , وصوتٌ للإخاءِ يكــبّـرُ

(فيا نفس هوني) أيُّ صوت ٍ مجلجل ٍ
على صَفَحاتِ الدهرِ ما زالَ يــهدرُ

وقامَ بجودٍ يُتقنُ الماءُ كنهَهُ
تقدسَ جودٌ في فمِ الماءِ يمطرُ

ليرويَ قرآناً يزفُّ حروفَهُ
عرائسَ من دمع ٍ إلى اللهِ تُبحرُ

ورتَّلَ معنى البدرِ حشدٌ لأسهمٍ
تشظّتْ ظلاماً والنهاياتُ مصدرُ

تشظّتْ وكانَ الوقتُ يتلو ترقباً
وأنفاسُهُ في غيهبِ الطفِّ تُـقبرُ

فخُضّبَ بدرٌ واستدارَ خسوفُهُ
ونامَ بحضنِ الجودِ نابٌ واظفرُ

ومن جوهرِ الكفينِ سالتْ مواجعٌ
جداول إيثارٍ على الجرفِ تُبذَرُ

وأما أنا لمْ تلثمْ الأرضُ هامتي
فقدْ شاءَ ربُّ الأرضِ لي لا أُعفّرُ

على القبةِ الصفراءِ مازلتُ صادحاً
بعنصرِ تكويني شموخٌ يُزمجرُ

وما زلت ُ لا أُطوى إن مرَّ عاصفٌ
ورايات ُ كلِّ الخلقِ تطوى وتنشر ُ

وأطلبُ وتراً كلَّ طفٍ يمرُّ بي
فيا قائماً بالأمرِ أيان تظهرُ؟

~ قَابَ فَنَاءٍ أو أَدْنَى ~

ذَرْنِي لِأَفْنَى فِي هَوَاكَ فَأُخْلَقُ
وانْفَخْ بِرُوحِيَ مِنْ سَنَاكَ فَأُشْرِقُ

هَا طِيْنَتِي مِطْوَاعَةٌ فَاعْجُنْ بِِهَا
مِنْ فَاضِلِ الطّينِ الّذِي يَتَأَلّقُ

وارْوِي بِمَاءِ الحُبّ قَفْرَ جَوَانِحِي
ودَعِ الحَيَاةَ بِخَافِقِي تَتَدَفّقُ

مَا كُنْتُ إلّا جُثّةً تَمْشِي عَلَى
قَدَمَيْنِ والأَهْوَاءُ حَوْلِيَ تَنْعَقُ

مُسْتَغْرِقٌ فِي ذَاتِيَ العَمْيَاء
يَحْصُرُنِي بِفَكّيْهِ السّوَادُ المُطْبَقُ

كُلّ الجِهَاتِ تَعُقّنِي وأَنَا بِهَا
أَكْبُو عَلَى تِيهِي وَحِيْنًا أَزْلِقُُ

مُتَوَرّطٌ بِتَخَبّطِي وهَواجِسي
حَيْرَى بِقَبْضَتِها سُؤَالٌ يَطْرُقُ

أَيْنَ السّبِيلُ ؟؟ وإِذْ بِمِصْباح الهُدَى
يَحْنُو عَلَى قَلْبِي الغَوَيّ ويُشْفِقُُ

ومَدَدتَ لِي حَبْلاً مِنَ الضّوءِ ادّلَى
مِنْ كَرْبَلا فَوَجَدْتُنِي أَتَسَلّقُ

أَطْوِي مَرَاقِي الْغَيْبِ مَدّ بَصِيْرَتِي
والمَاوَرَاءُ سِتَارَةٌ تَتَمَزّقُ

لِأَرَى ومَابَرِحَ الذّهُولُ يَهُزّنِي
كُلّي عُيُونٌ فِي الطّفُوفِ تُحَدّقُ

كَيْفَ افْتَرَعْتَ المَدّ طُوفَانًا أَتَى
جَسَدَ المِيَاهِ وفي القَوادِمِ زَوْرَقُ

فَاسْتَيْقَظَ المَوْجُ الكَسُولُ لِثَوْرَةٍ
عذْرَاءَ أَشْعَلَهَا الجُمُوحُ الأَزْرَقُ

حِيْنَ اسْتَمَدّ مِنَ الدّمَاءِ حَرَارَةً
حَمْرَاءَ تَزْفُرُ فِي المُحِيطِ وَتَشْهقُ

لِيَضُخَ فِي صُلْبِ التّرَابِ سُلَالَةً
ثَوْرِيّةً مِنْ كَرْبَلا تَتَخَلّقُ

فَتَمُورُ فِي رَحِمِ الوُجُودِ وثَأْرُهَا
مِنْ سَاعَةِ الطّلْقِ المُقَدّسِ يُطْلَقُُ

“لَبّيْكَ” بَارُودُ الحَنَاجِرِ تَلْتَظِي
غَضْبَى يُفَجّرُهَا الوَلاءُ المُطْلَقُ

زَحْفٌ مَعَ الطّوفَانِ تَتْبَعُ وَحْيَهَا
خَلَفَ اليَقِينِ إلى الكَمَالِ تُحَلّقُ

وهُنَاكَ تَجْرِفُنِي رُؤَاكَ بِمَدّهَا
أَطْفُو عَلى لُجَجِ الدّمُوعِ وأَغْرَقُ

حَيْثُ انْتَفَضْتَ عَلَى اليَبَابِ
فَشَطّ مِن لَاءاتِكَ الدّفْلَى وثَارَ الزّنْبَقُ

وكَأَنّمَا بِالتّضْحِيَاتِ تَبَرّجَتْ
مِنْ كُلّ ألْوَانِ البُطُولَةِ رَوْنََقُ

وتَوَرّدَ الحَقْلُ المُخَصّبُ بِالفِدَا
فَإذَا بِهِ فِي كُلّ نَحْرٍٍ يُورِقُ

قُطِفَتْ عَنَاقِيدُ الكَرَامَةِ والإبَا
فِي حَانَةِ المَوْتِ المُدَامِ تُعَتّقُ

فَإذَا القُطُوفُ كَوَاكِبٌ دُرّيَةٌ
فَوْقَ الرّمَاحِِ إلى السّمَاءِ تُعَلّقُ

والسّدْرَةُ الحَوْراء تَرْتِقُ صَبْرَهَا
مَهْمَا تَخِيطُ الجُرْحَ دَأْبًا يٌفْتَقُ

تُؤْوِي بَلابِلَهَا المَرُوعَة كُلّمَا
تَنْعَى بِتَغُرِيدِ الفَجِيعَةِ تُرْشَقُ

حَتّى الزّهُورْ تَرّشُ عِطْرَ نِضَالِهَا
والنّصْرُ مِنْ أَكْمَامِهَا يَتَفَتّقُ

مَا جَفّ نَهْرُ الجُودِ يَسْقِي الّلائِذِينَ
” وإنْ بِلا كَفّينِِ ” ..صَبًّا يُغْدِقُ

وتَعَرّشَ الزّيْتُونُ وِسْعَ جِهَاتِنَا
يَزْهُو بِأَثْمَارِ الفُتُوحِ ويَعْبَقُ

مَازَالَ يُوقِدُ فِي الضّمِيْرِ شَرَارَةً
تَجْتَاحُ مَرْعَى الظَالِمِينَ وتُحْرِقُ

مَازَالَ يَغْرُسُ فِي الصّحَارَى نَخْلَهَا
الحُرّ الّذِي رُغْمَ التّحَجُر يَبْسُقُ

مَازَالَ مِصْبَاحًا تَنَاسَلَ بِالهُدَى
كُلّ الرّؤَى حبْلَى بِهَدْيٍٍ يَبْرُقُ

مَازَالَ بَلْ مَازَالَ بَلْ مَازَالَ فِي
أَبَدِيّةِ الأَحْرَارِ حَيّا يُرْزَقُ

ذَرْنِي لِأَفْنَى فِي سَنَاكَ فَرَاشَةً
سَكْرَى تَخرّ مَعَ الوِصَالِِ وتُصْعَقُ

وأَعُودُ أٌخْلَقُ فِي هَوَاكَ كَأَنّنِي
مَا كُنْتُ ذَاتَ غِوَايَةٍ أَتَشَرْنَقُ

وأنْقُشْ عَلى فستان أَجْنِحَتِي
“أَنَا أَهْوَى حُسَيْنًا” حِينَهَا سَأُحَلّقُ

وأَرُفُّ عِنْدَ ضَرِيحِكَ /الفِرْدَوْس
والّلهَفَاتُ مِنْ فَرْطِ التّوَلّهِ تُهْرَقُ

“لَبّيْكَ” قَابَ فَنَاءِ رُوحِيَ أَجْتَلِي
وَهْجَ الخُلُودِ ومِنْ هُنَالِك أُشْرقُ

حيرة ُ خدر … واستفاقة ُ نحر

مابين َ نحرِك َ والسيوف حوار ُ
ألق ٌ على رمح الضياء ِ يدارُ

ما بين تلك الطعنتين مجرة ٌ
من جرحها يتدفق الثوار ُ

ما بين قلبــــِــك والشريعة ِ جمرة ٌ
تروي الجباه َ بها تجف ُ بحار ُ

الله يا قلب الرضيع ونحره
يتلو نشيدا صاغه المسمار

الله يا خدر العقلية ِ حائرا ً
نام الوجود ُ ليستفيق َ قرار ُ

أيشد نحرك َ يا حسين ليرتوي ؟
يا روض َ نحرِك والحياة ُ قفار ُ

أيطير بالأوجاع ِ يا جنح الأسى ؟
نحو الشريعة ِ والعتاب ُ يثار ُ

فهناك َ يُختصر ُ الكلام ُ بصمته ِ
الصمت ُ في لغة ِ الدماء ِ وقار ُ

فهناك َ يلجم ُ الزمان ُ للحظة ٍ
زأرَ اليمين ُ بــِـها وضج َ يسار ُ

أم يقتفي أثر الصغار ِ مفرقا ً
شمل ُ المدامع ِ كي تـــُــلــَّم صغارُ ؟

هبت قلوبهم ُ يعانقها اللظى
فالأرض ُ تلهث ُ والظما إعصار ُ

ام ينحني نحو الخيام مقبلا
صبر الفواطم والعيون غزار

أم لا ليستر ذلك َ القمر َ الذي
قدْ كان َ حارس َ نوره ِ الكرار ُ

يا عين َ زينب َ والمساء ُ يلفها
وترى الظلام َ يدور ُ حيث ُ تدار ُ

صبت تصبرَها بثغر ِ جراحها
فالصبر ُ طود ُ والجراح ُ قصار ُ

فلكم تمنت نحر َ شمس ِ سمائِها ؟
ويشيب ُ ليل ٌ كي يموت َ نهار ُ

ألم ٌ دماء ٌ ثورة ٌ وجع ٌ دموع ٌ
منحر ٌ وحي ٌ يعيش ُ ونار ُ

في ظل ِ صمتي سوف يشرق ُ صوته ُ
فالصوت ُ أخرس ُ والحسين ُ شعار ُ

لله ِ يا ألقا ً يحاور ُ مقلتي
الضوء ُ أعمى والحسين ُ منار ُ

عندما تبسّم الهلال

1- هلَّ الهلالُ مؤذناً لمحرمِ
بادٍ كثغرِ الضاحكِ المتبسمِ

2- فعجبتُ من هذا الهلالِ وأمرِهِ
ولِمَ التبسمُ في المصابِ الأعظمِ

3- فأجابني ضوءُ الهلالِ ونورُهُ الــــ
ــــمنسابُ مثلُ القطرِ فوقَ البرعمِ

4- هذي ظعونُ العاشقين توافدت
صوبَ الطفوفِ بشوقها المترنمِ

5- تمشي وتحفرُ في ترابِ دروبها
كالقيدِ يحفرُ رسمَهُ في المعصمِ

6- فانظر لهذا الرسمِ أصبحَ منهجاً
يمشيهِ كلُ مُولـّهٍ ومتـيّمِ

7- وانظر لبقعةِ كربلاء توسُّماً
فبها ستنظرُ آية َ المتوسمِ

8- وسلْ الحسينَ إذا وصلتَ ضريحهُ
ونزلتَ ضيفاً في عرينِ الضيغمِ

9- هل هذهِ الأرضُ التي لم تروِها
إلا زكاةُ النحرِ من فيضِ الدمِ

10- وأديمُها وترابُها وصخورُها
هي من بقايا صدرك َ المتهشمِ

11- هل هذهِ الأرض التي في حضنِها
تعلو الرماحُ برأسكَ المتعممِ

12- هل هذهِ الأرضُ التي من بأسها
فطموا رضيعكَ سيدي بالأسهمِ

13- هل هذهِ الأرضُ التي نيرانُها
لم تبقينَّ إليكَ أيَ مخيمِ

14- وإذا وقفتَ على المقامِ تفكراً
لتجولَ فيهِ بنظرةِ المستفهمِ

15- وقفَ الزمانُ بكربلاء مبجِّلاً
هذا الغريبُ الفاطميُ الهاشمي

16- يبلى الزمانُ وليس يبلى عشقُ منْ
قهرَ الزمانَ بعشقهِ المتقادمِ

17- فانظرْ لجدرانِ المقامِ كأنها
مبنيةٌ من صدرهِ المتحطمِ

18- وكأن ُشبّاكَ الضريحِ مُعتّــقٌ
ومُطرّزٌ من ثغرِهِ المُـتـثـلّمِ

19- والقبة ُ الصفراء فوقَ ضريحهِ
شمسٌ لقد وُضِعَتْ كفصِ الخاتمِ

20- وانظر منارَتهُ تُداعبُ كفُها
رأسَ الغيومِ السابحاتِ الهُـيَّمِ

21- إذ تستظلُ بها الحمائمُ رهبةً
من أن يظللُها جناحُ الهيثمِ

22- حتى المصابيحُ التي قد عُــلــِّــقت
فوقَ المقامِ تلألأت كالأنجمِ

23- ستقولُ يا عجبَ الزمانِ لكربلا
أوَلمْ تكوني الأمس مثلَ جهنمِ

24- هوذا الحسينُ فأين من ساروا لهُ
ما بين مختصمٍ وبين مُزَاهِمِ

25- فأجابني التاريخُ هاهم قد مضوا
ورفعتُ عنهم رايةَ المستسلمِ

26- عبدوا يزيدَ ومالَهُ ومقامَهُ
والعابدونَ لغيهِ المُتصنّمِ

27- مضتْ الجيوشُ وبُدِّدتْ أعدادُها
وقصورُهُ بتصدعٍ وتهدمِ

28- أين الثرى من جسمهِ ورميمهِ
أم منْ يجودُ بدمعةِ المترحمِ

29- قتلوا الحسينَ لعلهم لم يعلموا
وُلِدَ الحسينُ مجدداً بمحرمِ

30- هو فـُلْـكُ نوحٍ حينما قد علّقوا
آمالَهم سَفَهاً بركنِ الظالمِ

31- اليومَ أمرُ اللهِ حلَّ وما لهم
عن أمرهِ وعذابهِ من عاصمِ

32- ثارتْ دِماهُ كأنها بحرٌ وهم
غرقوا بلُجّةِ موجهِ المتلاطمِ

33- أبلاهم التاريخُ حتى أنهُ
فرعون موسى جسمُهُ لم يُعدَمِ

34- رأفَ الزمانُ بنا فما أبقى لهم
أثراً يحزُ بجرحنا المتألمِ

35- هوذا الحسينُ أراهُ حياً واقفاً
– وهو القتيلُ- على رفاتِ الظالمِ

36- هوذا الصراط ُ المستقيمُ ومنْ علـــ
ــــــيهِ يسيرُ بينَ مثبَّتٍ ومُدَمْدَمِ

37- والكوثرُ العذبُ الزلالُ ومن إلــــ
ـــــــيهِ يسيرُ بينَ مؤخَّرٍ ومُقدَّمِ

38- حسبوا بقتلِكَ نصرَهم وتوهّموا
ضحكَ الزمانُ لغفلةِ المتوهمِ

39- سقطَ القناعُ وبعدهُ أسطورةَ الـــ
ـــنصرِ المؤزرِ وهو محضُ مزاعمِ

40- أكذوبةَ النصرِ التي ليست سوى
نصرٍ تحقق في خيالِ الواهمِ

41- مرّت بمرفأِ كربلاءَ وأبحرت
سفنُ السنينِ بحزنِها المتراكمِ

42- واليومَ قد بزغَ الضياءُ لتنجلي
شمسُ الحقيقةِ بعدَ دهرٍ غائمِ

43- فاستيقظت كلُ الشعوبِ وشاهدت
يا كربلا لمن انتصارُكِ ينتمي

44- وقفت على أوهامهم كلُ الشعــــــ
ــــوبِ وخاطَبتهم يا عبيدَ الدرهمِ

45- اليومَ من عضَّ الأناملَ حسرةً
لا تنفعـنّـكَ عضـةُ المتندمِ

46- عجباً فإن القاتلينَ إليهِ قد
هُزِموا وإنّ قتيلهم لم يُهزمِ

47- الحقُ يُعلي أهلَهُ بسمائِهِ
والجُرمُ يُقبرُ فيهِ ذكرُ المجرمِ

48- كَلْمى تمرُ بيَ السنينُ وأمتطي
الأحلامَ دونَ عنانِها والألجمِ

49- وأجولُ في فَـلـَكِ الفجيعةِ سابحاً
كالعقلِ يسبحُ في فضاءِ الحالمِ

50- يومَ الحصادِ بعاشرٍ ماذا عسى
غيرَ الدموعِ حصادُها في موسمي

51- بكتْ العيونُ عليكَ فيضاً من دمٍ
والشيبُ أشرقَ بعدَ ليلٍ مظلمِ

52- وعجزتُ من حزني أبوحُ وأشتكي
فجعلتُ حسْراتي لسان َ تكلـُّـمي

53- ولقد رسمتُكَ والطفوفَ بلوحةٍ
ويدي بها عشقي وقلبي مرسمي

54- فأحلتُ رمضاء الطفوفِ جنائناً
وكسوتُ عاري جسمِكَ المتهشمِ

55- وجعلتُ ماءَ النهرِ ينبعُ دافقاً
من بينِ كفكَ كالرحيقِ البلسمِ

56- ونزعتُ أهدابي وفيكَ زرعتُها
ورداً بموقعِ نابتاتِ الأسهمِ

57- أرجعتُ خنصركَ التي بُتِرتْ وقد
طوّقتُها يا سيدي بالخاتمِ

58- ورويتُ طفلكَ سيدي ورسمتُ في
وجناتهِ إشراقةَ المتبسمِ

59- وجعلتُ نيران الخيامِ جنائناً
من وحي بابل صغتُها كالمعْـلـَمِ

60- وجعلتُ حولكَ منْ تشاءُ من الورى
فيها ابتداءً بالرسولِ الأكرمِ

61- ومسحتُ من أرضِ الفجيعةِ سيدي
كلَ الجيوشِ وكلَ عاتٍ مجرمِ

62- ورسمتُ أصحابَ الحسينِ تجمعوا
مثلَ السماءِ تزينت بالأنجمِ

63- وجعلتُ عباساً يجولُ برايةٍ
والكلُ مبتهجٌ بعرسِ القاسمِ

64- لكنْ عجزتُ بأن أواري وطأةَ الـــ
ـــشمرِ اللئيمِ على المقامِ الأحرمِ

65- يا مُلهمَ الأجيالِ وحْياً فارتقت
طرقَ السماءِ على براقِ المُــلهِـــم ِ

66- ومحّررَ الأجيالِ من أقيادها
وخنوعِها وركوعِها للغاشمِ

67- أيقظت أفئدةَ الورى من نومِها
دهراً بكهفِ الجهلِ دون تبرم ِ

68- وبعثتَ في موتى القلوب ِ تكرُّماً
روحَ الإباءِ بنحرِكَ المُـــتَكرّم ِ

69- يا منبعَ الحرية ِ الحمراءِ يا
كهفاً تلوذُ بهِ النحورُ وتحتمي

70- يا مرفأ الأحرارِ تلكَ مراكبُ الـ
ـــعشاقِ عندَ رصيفِ عشقِكَ ترتمي

71- أحسينُ يا عشقي الأصيلُ وإنني
عبدٌ إليكَ فأنتَ حقُ معلمي

72- علّمتني أنّ الكرامةَ تُشترى
بدمٍ لمن قد باعها بالدرهمِ

73- علمتني أن الدماءَ حضارةٌ
تبقى وصرحُ مُريقِها بتهدمِ

74- علمتني أنّ المناحرَ سيدي
جُعِلتْ كرامتُها بسيفِ الظالمِ

75- علمتني أنّ الرؤوسَ إذا اعتلت
رمحاً عَلَتْ فخراً رؤوسَ العالمِ

76- فلتعلم الدنيا بأن حضارتي
في كربلاء وعيدُها بمحرمِ

77- يا كعبةَ العشاقِ أنتَ حضارتي
أبداً وفيضُ دماكَ أمسى زمزمي

78- دمُكَ المدادُ وما رأيتُ حضارةً
أقلامُها كَتَبتْ بحبرٍ من دمِ

قلبي البراق

 

يا  حافيًا  شدّ  لابنِ  المرتضى   iiالرحْلا      هَلاّ أخذتَ فؤادي  في  السُرى  iiنعْلا؟!
خذهُ  إذا  تعبتْ   رجلاكَ   من   iiسفرٍ      فَهْوَ  الذي  من  مسيرِ  الحبِّ  ما  iiكَلاَّ
و  خطوُهُ  النبضُ  إذ  يزدادُ  مِنْ  iiتعبٍ      فيسرعُ  القلبُ  في   خَطْواتِهِ   iiالعجلى
مِنْ   نبضِه   هدهدٌ   يُنبيكَ   عن    iiنبأٍ      هناكَ   عرشٌ   حواليهِ   الهدى    صلّى
مِنْ    نبضِه    آصفٌ    يرنو    iiليجلبَهُ      قد   رامَ   يحملُه   لم   يستطع    حِمْلا
قلبي  البراقُ   إذا   ما   شِئتَ   iiفامتطِهِ      فَهْوَ  الذي  في  ربوعِ  الطفِّ  قد  iiحَلاَّ
إسراؤُه   في   ليالي   الشوقِ،   iiمقصدُه      مِنْ مسجدِ الصدرِ حتى المشهدِ  iiالأحلى
هناكَ   في   كربلا   قطَّعتُ    iiأجنحتي      سأهجرُ  الكونَ  لو  أحظى  بها  iiوصلا
طقوسُ  مثلي  بأرضِ   الطفِّ   مدهشةٌ      أقلُّ   شيءٍ   بها    أنْ    ألثمَ    iiالرملا
قصَّرتُ  خطوةَ  شوقي  كلما   iiاقتربتْ      بطَّأتُها     بحياءٍ     أرجفَ      iiالرجلا
أحجُّ  زحفًا  و  حَبْلُ  السبطِ   يسحبُني      ما  حيلتي  غيرُ  أني  أسحبُ   iiالحبلا؟!
في  قدسِ  واديه  عندَ   البابِ   iiمرتعشٌ      و   مُلزَمٌ   حينها   أنْ    أخلعَ    النعلا
أرهقتُ    فيه    لساني    في    iiتلعثُمِهِ      و  مفرداتي  غَدَتْ  مِنْ  كُنْهِهِ   خَجْلى
هَلاَّ    أذنتَ    لرحّالٍ    بلا     iiوطنٍ      عافَ  الحياةَ  و  يبغي  عندَكَ   النُزْلا؟!
فأدخلُ    الحائرَ     المشحونَ     iiأسئلةً      و  ألفَ   لغزٍ   به   لا   يعرفُ   iiالحَلاَّ
دخلتُ فاخضوضرتْ في  الروحِ  iiأوديةٌ      كم عاشتِ الروحُ من طولِ النوى ذبلى
فلترصفوني    رخامًا    وسطَ    iiحائِرِهِ      يستعذبُ  الوطءَ  لو  ألقَوْا   به   iiالثِقلا
أو   طيِّروني   حمامًا    حولَ    iiمَشْهَدِهِ      بنيتُ    عشًا    على    باحاتِهِ     iiطَلاَّ
أنا     هديلُ     أذانٍ     مِنْ     منارتِه      في  أفقِ   كلِّ   سماواتِ   الهوى   iiيُتْلى
أنا     أنينُ     رجاءٍ     تحتَ      iiقُبتِه      من  شجوِ  طفلٍ  أتى  مستجديًا  iiسُؤْلا
و   زفرةُ   العاشقِ   الملهوفِ    تشبهُني      إذا    تشبَّثَ    في    شباكِهِ    iiالأغلى
طيني      مكامنُه      تُرْبٌ       iiبمدفنِهِ      و   الماءُ   دمعٌ    على    أرزائِهِ    iiهَلاَّ
سُكِبْتُ _  مِنْ  بَعْدِ  تذويبي  _  iiبقالبِهِ      فقالبُ  السبطِ  مَنْ   أعطانيَ   iiالشَكْلا
مولايَ   أنسخُ   مِنْ   أصداكَ    iiتَربِيَّتي      حتى  تكاثرَ  بي  صوتُ   الهدى   iiنَسْلا
وجدتُني      قِربةَ      العباسِ      iiنابعةً      لأرويَ   الناسَ    من    أنهارِها    نَهْلا
وجدتُني    سبحةَ    السجادِ    iiخاشعةً      إن   شدَّها    تارةً    أو    تارةً    أدلى
حسينُ   يا   توأمَ   القرآنِ    يا    كُتُبًا      أهوى     قراءَتها      عنوانُها      iiكَلاَّ
أمطرتَ لي (بعضَ) مزنِ العطفِ iiتغرقني      و ما  نجاتي  سوى  أنْ  تُمْطِرَ)  iiالكُلاَّ(

 

** بَرْزَخٌ يُشايعُهُ الحَنينْ **

 

 

 

الإهداء :

 

بعِطْر الانتظار الرَّاعِفِ أنشُقُ أمنيَّةً صاخبةً بالآهاتِ المَنفيَّة …

تُصَدِّرُ شَّواطِىء الحَنانِ مِنْ طامورةِ الشَّجى المَخْفية …

وَ عَلى أصْدَاءِ أعْتَق زَفْراتِ الحادثةِ العُظْمى ولاءً :

( يُمَّه ذكريني من تِمُر زَفَّة شَبابْ ) / و

 ( يحسين ابضمايرنا .. صِحْنا بيك آمنا ) !!

 

( ُأبَلْسِمُها / ُأهْدِيها  )

 

لكلِّ نَوْرَسٍ أبيضٍ يَرْتَقِبُ الرُّجوعَ ، و يُمأتِمُ الآفاقْ !!

 

 

 

 

 

01 سَما بَرَزْخاً يشدو بأحيائهِ  الجُرْحُ   مِنَ القِمَمِ  العَذراءِ ما  حَفَّهُ  الرَّزْحُ

02مُغـَـيَّمَة ٌ بالمُستحيليَّةِ الــتي     بجيناتِها الجَنَّاتُ دونَ المَدَى تَصْحو

03 أضَوِّأ ُ كُلِّي و الفَراشاتُ  كِذْبَة ٌ  سَتُفشي اقترافَ البَدْرِ و المُنتهَى فَضْحُ

04هَناءُ الذينَ استُشهِدوا حينَ  مَوْتَةٍ      يُبَرِّجُ صَحْرائي إذا راقَني  الشَّرْحُ

05خُرافةَ بَذْلٍ من  يَدٍ  هامَ  حُسْـنها  بآياتِ أرواحٍ سَقَى نَسْـخَها  الصَّفْحُ

06 فمَا أنْدَرَ الأسْحَار  سِحْريَّة َ النَّدى   بإشعاعِهِ  ُأمَّاً فـَرَى عَطْفَها  المَدْحُ

07 عَـلى ضَلَّةٍ تنمو انتباهاتُ وامِق ٍ   بمَقْتَلِ خفقاتٍ تباكَــى لها  الصُّبْحُ

08 وَ خُرَّابُ أوْهامٍ أزاحوا  مـهَامِهاً   ضَراميَّة َ العِقْيانِ حَدَّاؤُها الكـَـشْحُ

09أصيخي إليكِ اليَوْمَ يا سِدْرة َ الوَحَى وَ صُبِّي مِرَاحَ البَرْقِ في رُقْيَةٍ  تَمْحو

010ليُشِرقَ رعْدُ النَّزفِ مستوسِقاً  ُذرَىً   عَسى سُورة ُالأمواجِ يشتاقُها القُبْحُ

011 حُسَيْنيَّة ُ الإرْهافِ  رَكْوَة ُ عَوْذةٍ     برَغْوَةِ إطْلاقٍ تَنَزَّى  بها  السَّطْحُ

012 تخيَّرني حَمْدٌ بأجراسِــهِ التي     تخيَّرها صَمْتٌ تــَخـْـيَّرهُ الكَدْحُ

013 فَطارَحتُ فُسْحاتِ الكراماتِ واقفاً  عَلى مِشْجَبِ التَّوفيقِ في مُهْجَتي رَوْحُ

 

014 تمدَّدَتِ الأحلامُ للاَّنِـهَايَةِ المُمُوْسَـقـَةِ الأرْوَى إلى أنْ  طَفا  النـَّشْحُ

015 سأفْضِي بما قَدْ هَدَّ أقبية َ الطَّوى   و أعْشَبَ لَثْغاً ، شَذِّبِ الرَّيْبَ يا بَوْحُ

016فمَنْ قبلكَ استْدَنى مَتَاهَاتِ زَهْقَةٍ     تَدلَّتْ مَـواويلاً يُرنِّمها النـَّزْحُ ؟!

017تلبَّسني المَخفيُّ في ضِفِّةِ السَّنا       حزائِقُنا الأولى ضَـمائِرُنا القُـحُّ

018فهلاَّ تمُـجّ الحُبَّ طُهْراً مُورَّداً      بصُرَّةِ رُزْءٍ  ضاعَ في حَلْقِها الطَّفْحُ

019 سأنثالُ منفىً غارقاً وسط َضَجَّةٍ      ُترى كُفِّرَ السَّنَّاحُ أمْ ُألِّهَ السَّـنْحُ

020 هُنا زَأرَة ُ الأكدار ِ لَيْلٌ  مُـثَقَّبٌ      لهُ جُـهَمٌ منها  يُجزِّرُنا  الكَـبْحُ

021 بجنَّاتِنا هَفـْوٌ  لأحْـدَثِ  سَجْدَةٍ      كأنَّ اندلاعَ الوَجْدِ من ثَغْرها  فَتْحُ

022عَن اللَّوعةِ الأجلى المُسَمَّاةِ كربلا   عَنِ الرَّوْعةِ الأغلى فقد هُجِّرَ القَرْحُ

023إلى كلِّ أشياءِ انشطارايَّةِ الشَّجى       مُدلِّهَةِ الأحْزَان ِ أحشاؤنا طـَمْحُ

024 لِغـَزَّةَ  كَمْ نقتاتُ آهاتِ  لـَحْدَةٍ     ترودُ الخَيالاتِ التي غالَها  السَّرْحُ

025 فيا أنفـُساً مغبوطَة ً مِنْ  تَمَلُّكٍ     مُحَرَّمُ وَلاَّها فما يُـتِّـمَ  النـَّضْحُ

026 مَرَرْنا  نواريساً؛ أعيني اندِلاقنا     بتَهْويمةٍ للاشتعالِ كَمْ ضَمَّنا القَدْحُ

027 تمأتَمَتِ الأجواءُ ملءَ  اشتياقنا      بنا قِبْلة ً صاكَ الأسى أينما  نَنْحو

028 نُعَذِّبُ  جَـبَّاناتِنا تِلْكَ  أنَّــةٌ       خريفيَّةٌ ترنـو لِوجْهةَ لا  تَـلْحو

 

029 نُصلِّي وُلوعَ الدَّمْعِ يَسْتَجْذِبُ المُنَى   رِثاءٌ جَماعِيٌّ هُوَ النَّجْمُ وَ الجُنْحُ

030 ذَوَتْ زَرَداً قَدْ كانَ طَلاًّ  مُكفَّناً    حُقولُ الذَّواتِ البِيْضِ فاستَعْجَبَ الفَلْحُ

031 أولئكَ مَنْ ؟ يا ليتَ سُورَ اكتشافَهُمْ     تمخَّضَ قُرْباناً تَـكأَّدَنا  القَـمْحُ

032قفي ريثما نَنْـغَـلُّ خَدّاً بكِـلَّةٍ       لنَصْطادَ دَمعَـيْها فيُبْنى بها صُلْحُ

033مِنَ الرَّيِّ أنْ يُوْسَى الرَّحيبُ الذي بهِ اتِّساعاتُ لا تُرْسَى فليتَ الدَّوا  فَسْحُ

034 و مِنْ رَوْضَةِ الأظماءِ تَرْنو امتلاكةٌ   عَرَاهَا الخُلودُ المَاءُ كَمْ خِبْتَ يا ذَبْحُ

035 فما أدنأ َالأعماق صادَرَها الهَوَى     تُثلِّجُها الدُّنيا فيَـصْهَـرها النَبْحُ

036 أتُمْتَشقُ النِّياتُ في  طَرْفِ  رَدَّةٍ    جِمَاراً على التَّطْهيرِ حَتْماً لها كَسْحُ

037 تُداهِمنا اللاَّفانـــياتِ  زَنابقاً      يُخَرِّجُ تأبيناً سَّــكاكينَها  النَّجْحُ

038ملاحِمُ أوْرادٍ تلفَّعَتِ الشُّموعَ فِـــتْنَةَ وَرْدَيٍّ فَــــما فَـتِأ َ السَّبْحُ

039 فِدا تلكُم الأرزاء مـيناءُ راحَةٍ      يُغَازَلُ بالإزْرَاءِ حتَّى قَضَى  اللَّمْحُ

040 إلى زَفْرَةِ النَّاقورِ بل بَعْدَ مَوْتِها     بقَلْبِ العُلا نَدْبٌ و من حَوْلهِ اللَّفْحُ

041 فوا صَعْقَةَ الأشرافِ إثْرَ  جِنايةٍ   تَناسلَ مِنْها في جَبينِ المَدَى الرَّشْحُ

042 حَنايا حَنانِ السِّبْطِ حَنَّاتُ مِحْنَةٍ    إذاً ناحَتِ الأنْوَاحُ و اسْتَغرَبَ الصَّدْحُ

043 فمَا جَرَّأ َ الدُّنيا لِحَرْق ِ أمَانهِ    و إرْعَابِ أطفالٍ لَهَا يشتكـي  النَّكْحُ ؟

 

044 مفُدَّىً بأصْحابٍ تَوَهَّجَتِ انْتِشِا    وَفاءٍ عَبيريٍّ على الشَّمْسِ قد ضَحُّوا

045يُدمِّرُ أشْـبَاحَ النِّـهايةِ مُفْعَماً      بُِأرْجُوزَةِ الإصْرارِ خَـفَّاقُهُ السَّمْحُ

046 سَجَى يُطْعِمُ الذَّراتِ فتْحاً مُكبِّراً    و أعداؤُهُ ما زالَ في حلْقِها النُّصْحُ

047 مُوارِي تعاساتِ الغَياباتِ لا نَعي    تَدفٌّقَ أضلاعٍ  لهُ رضَّـها  المِلْحُ

048 عَلى التُّرْبِ مكبوبٌ ثلاثاً بلا رِدَا    ذبيحٌ  بلا جُرْمٍ تلَـظَّى لَهُ  البَطْحُ

049 و يُبْشَكُ من فَوْقِِ القَنا رأسُهُ الذي  تَلا الحُسْنَ والأحجارُ في هُبْلَةٍ نَطْحُ

050 وَ تُسبى نِسَاهُ الشُّـمُّ آمَالَ ذِلَّةٍ     مُهَدَّمةٍ يأبى على  وَعْدِها الصَرْحُ

051 أضحْوَةَ ثأرِ اللهِ برزَخُـنا  يَدٌ     و إنَّا معَ  الأحْرَارِ آمــالُنا  جَمْحُ

052 هُنا تُتْرِعُ الزَّهراءُ غَيْماتِ جُرْحِنَا     أماسي اكتناهِ الآهِ يَستَفْهِمُ  الرَّدْحُ

 

 

 

 

إناأنزلناه في ليلةالطف

حدثيني وأشعلي القلب نارا

واسكبي اللحن خاشعا موّارا

حدثيني فكل نبضة عشقٍ

في كياني تغازل الإنتظارا

وابعثي الليل موسماً غزليا

فعلى مقلتيك صلى السكارى

حدثيني عن كل شيء فإني

مغرم فيك لست أهوى اختصارا

كل همس يا سجدة الروح منكم

هو وحي يلهو بثغر العذارى

راقصي فيَّ نغمة الروح شوقاً

فبقلبي ثار الهوى واستطارا

لك للحب للهوى للأماني

للجمال القدسي رمت ادِّكارا

فأطلي حرفاً يعانق حرفاً

وشموساً تغازل الأقمارا

حدثيني فقد سئمت اغترابا

وبخطوي ماتت دروب الصحارى

عدت في موعد المواسم شعراً

لحنه داعب الهوى مزمارا

حدثيني قالت فحسبك فخرا

أن تناجي أئمة أطهارا

فتغافى على فم الدهر لحن

يبدع العشق في قلوب الحيارى

فأضأت الشموع ميلاد فجر

لحسين شف الهوى واستنارا

رَقَّصته يد البتول حناناً

وبطهر الوصي حاز الفخارا

هدهدته الأملاك في حجب

الغيب فلبت وأنشدت قيثارا

هو أنشودة الجمال عليها

وإليها تهفو قلوب الحيارى

هبطت باسمه الجلالة سكرى

ولمحرابه الكمال استدارا

وعذارى اللحون بَرَّحها الشوق

فأهدت باسم الحسين الشعارا

لكَ من نفحة البتولُ دلالٌ

ومنارٌ بل أنت خيرٌ منارا

ومن المرتضى تعلمت عزماً

للبطولاتِ صغتهن انتصارا

ومن المصطفى وحسبُكَ عزاً

واصطفاءً أن تُشبه المختارا

أنت من حجر فاطم وعلي

قد سكنت الخلد الإلهيَّ دارا

ومرجت البحرين درا وسحرا

قبساً يُشعل المدى إكبارا

عانقتك الأحلام في ألقِ الفجرِ

فكانت بشوقها أقدارا

والتراتيل مصحف علوي

للمعاني إذ صغتها أبكارا

يا إماماً من زاره زاره الله

فحقاً لطفِّه أن يزارا

يا وليدَ البيتِ المقدسِ قِدْماً

هو للحشرِ ذكره لن يوارى

وله في سما المعارج ذات

أيقظت من غرامها أسحارا

فمحاريبه التقى وصلاة العزم

فيه قد أبدعت أحرارا

يا غناء الأملاك ِ رتل علينا

من تسابيح وحيه أذكارا

وأدرْ كأسه المعتقَ فينا

فبخمرِ الولا أتينا سكارى

همسه همس أحمد وهواه

فاطميٌّ قد عانق الكرارا

قد تجلت يدُ اللطافة فيه

فتعالى فشاء لطفاً فصارا

(في علي أباً وفاطمَ أُماً

وأبيها جداً وجبريل) جارا

فحسين قد لون الطف مجداً

وعلى الأفق قد تراءى احمرارا

يا فماً راقص الخلود وغنى

للبطولات مصحفاً ومنارا

وتمشى مع الزمان هديراً

صاخباً يملأ الدُّنى إعصارا

وصهيل الخيولِ في كربلاه

كِسَفُ تمطرُ الجبان جمارا

وصداه موالُ آلهةِ الحبِّ

يصلي على الشفاه جهارا

وإباء الطفوف نبضٌ بقلبِ

الدهر ما انفك يبدع الأعمارا

فالحسين الدم المخبأ فينا

إن فيه بكل قلب مزارا