شاهد عبر يوتيوب (الوسط) ميديا:
بالفيديو… الشاعر السعودي جاسم الصحيح يتغنّى بالبحرين في مهرجان شاعر الحسين بالبلاد القديم
شاهد عبر يوتيوب (الوسط) ميديا:
بالفيديو… الشاعر السعودي جاسم الصحيح يتغنّى بالبحرين في مهرجان شاعر الحسين بالبلاد القديم
تحت عنوان (العراق يفتخر بمبدعيه .. السلمي يحصل على المرتبة الأولى في البحرين)، كتبت صحيفة البينة الجديدة الصادرة في محافظة البصرة جنوبي العراق عن تألق الشاعر العراقي في مسابقة شاعر الحسين التاسعة وحصوله على لقب (شاعر الحسين)، واصفةً الصحيفة المسابقة بالعالمية لما أحرزته من انتشار إقليمي ومشاركة واسعة خلال السنوات الأخيرة.
كما نقلت الخبر (بوابة العراق الإخبارية) في صفحتها الثقافية، وهي منصة إلكترونية إخبارية، تصدر من العراق.
رابط الخبر في صحيفة (البينة الجديدة) العراقية بتاريخ 7 ديسمبر 2016م:
http://albayyna-new.com/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82-%d9%8a%d9%81%d8%aa%d8%ae%d8%b1-%d8%a8%d9%85%d8%a8%d8%af%d8%b9%d9%8a%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%84%d9%85%d9%8a-%d9%8a%d8%ad%d8%b5%d9%84-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7/
رابط الخبر في صفحة (بوابة العراق الإخبارية) العراقية بتاريخ 7 ديسمبر 2016م
http://www.aliraq.info/?p=390018
مِنْ خلفِ جُرْحِكَ لا تُصَلِّي الأحرفُ
حتَّى يُوَضِّئَها بما هُوَ ينزفُ
الجرحُ ليسَ سوى إمامِ قيامةٍ
والمؤمنونُ بهِ الذين اسْتُضْعِفوا
الجرحُ مسرانا إليكَ، دليلُنا
عبر الدروبِ، حنينُنا المُتَلَهِّفُ
الجرحُ منظارٌ بـقَلْبِكَ مُوغِلٌ
أَبَداً يُطِلُّ على الخلودِ، ويُشْرِفُ
الجرحُ بستانُ الشهيدِ، ووَرْدُهُ
مُلْكٌ لـمَنْ عَرَفُوا شذاهُ، وعَرَّفوا
ما بالُ مَنْ عَرَفُوا شذاكَ، وشَفَّهُمْ
منكَ التَّوَرُّدُ.. فَاتَهُمْ أنْ يقطفوا!
نَتَفُوكَ من بستانِ جُرْحِكَ وردةً
والوردُ يُقْطَفُ..إنَّما لا يُنْتَفُ!
يا قارئَ الأجيالِ أَعمقَ رؤيةً
مِمَّا بِها قَرَأَ السنابلَ، (يوسفُ)
المجدُ للرأسِ (القطيعِ) فلم يزلْ
يُعلي الرؤوسَ بمجدِهِ، ويُشَرِّفُ
ما أَخَّرَتْ عنكَ الحياةُ سجالَها
في كلِّ ما نَسَجَ الرُّواةُ وأَلَّفُوا
يتساءلونَ عن انتفاضةِ وَجْدِنَا:
ما سِرُّ هذا الوجدِ؟! كيفَ يُكَفْكَفُ؟!
رَبَّى لَكَ التاريخُ أشرفَ دمعةٍ
في الأرضِ حيثُ الدمعُ لا يَتَزَلَّفُ
وتَفَجَّرَتْ لَكَ بالأنينِ بحيرةٌ
في جمرِها مُهَجُ السِّنين تُجَدِّفُ
أَمُوَفِّيًا كيلَ الفداءِ بـروحِهِ..
ها نحنُ في كيلِ الوفاءِ نُطَفِّفُ!
نحن الصدى العالي وما نفعُ الصدى
ما دام صوتُكَ في مدانا يهتفُ
نزهو بـصورتِـنا لأنَّكَ أصلُها
فإذا أضأتَ فـظِلُّنا يَتَقَصَّفُ
يُوحي لنا الزمنُ المُحَنَّطُ أنَّنا
أبداً لـذكراكَ الفَتِيَّةِ مَتحفُ
جئناكَ بالصمتِ العميقِ كأنَّنا
حقلٌ من القَصَبِ الشجيِّ مُجَرَّفُ
أَهْدَيْتَنَا الإعصارَ -ذاتَ قيامةٍ-
بـيَدٍ تشيرُ: تَعَلَّمُوا أنْ تَعْصِفُوا!
زُفُّوا النضالَ إلى الكرامةِ شائكاً..
هيهاتَ يَطْمِثُها النضالُ المُتْرَفُ!!
يا مَنْ سَكَكْتَ من الشهادةِ عُمْلَةً
أبدًا بغير ضحيَّةٍ لا تُصْرُفُ
ماذا يظلُّ من الضحايا حينما
يغدو الشهيدُ بضاعةً تُسْتَنْزَفُ؟!
يا أوَّل الدَّمِ في حكايةِ ثورةٍ
تُطوَى عليكَ فصولُها، وتُغَلَّفُ
أَشْجَى حصانَكَ أنْ رأى بكَ فارساً
شهماً، يرقُّ على الحياةِ ويعطفُ
فـبَكَاكَ في وهج المعاركِ حينما
لم يلقَ مَنْ يحنو عليكَ ويرأفُ
وهناكَ سَيَّلْتَ الصهيلَ جداولاً
ترتادُها خيلُ الزمانِ وترشفُ
وَقَفَ الإلهُ مدافعاً عن مجدِهِ
في (كربلائِـ)ـكَ.. والألوهةُ موقفُ!
رفقاً بـخيبةِ قاتليكَ، ورأفةً
إنْ قَطَّعَتْكَ رماحُهُمْ والأسيفُ
هذي رفاتُكَ في الشعوبِ تَوَزِّعَتْ
فأضاءَ منكَ لكلِّ شعبٍ (مصحفُ)
مُذْ صاحَتِ الدنيا: (حسيييينُ) ولم يزلْ
لحنُ انسجامِ الكونِ باسمكَ يُعْزَفُ
ما غبتَ في جُبِّ السنين، وإنَّما
تفتضُّ أوردةَ العصورِ وتزحفُ
هذا ضميرُ الحرفِ يغمسُ كَفَّهُ
فيما تَجَمَّرَ من لظاكَ، ويغرفُ
الحبرُ ما لم يَعْتَنِقْكَ مُزَوَّرٌ
والفكرُ ما لم يَعْتَمِرْكَ مُزَيَّفُ
والحبُّ دون هواكَ نبعٌ غائرٌ
والوعيُ دون رؤاكَ قاعٌ صفصفُ
حَمَّلْتَنَا بالوجدِ ألفَ صبابةٍ
فنكادُ من صلصالِنا نتخفَّفُ
فإذا تطرَّف مغرموكَ وأحرقوا
وجهَ الحقيقةِ، فالغرامُ تَطَرُّفُ!
زيتُ القناديلِ الجريحةِ لم يزلْ
بـضِيَاكَ في مشكاتِهِ يَتَصَوَّفُ
ضَعْنَا على مرمى الحقيقةِ، إنَّنا
عبر احتمالاتِ الجهاتِ نُهَدِّفُ
واطمثْ بمائِكَ رَحْمَ كلِّ إرادةٍ
عَقِمَتْ، فماؤُكَ بالخصوبةِ ينطفُ
لَكَ أنْ نُوَظِّبَ في قلوبِ صغارِنا
درسَ النضالِ.. ونبضُها لا يرجفُ!
يا مالئاً منِّي الخيالَ بـصورةٍ
عظمى، يغصُّ بها الخيالُ الأجوفُ
بين (المُخَيَّمِ) و(الفراتِ) إِخالُني
أسعى بـمُهْرِ قصيدتي، وأُطَوِّفُ
والوقتُ من سهرٍ يفيضُ ومن دَمٍ..
والأرضُ يقضمُها الطغاةُ فـتَنْحَفُ!
وأراكَ تقدحُ منكَ ألفَ شرارةٍ
فتطيرُ ألفُ فراشةٍ وترفرفُ
يتوهَّج المعنى فـتُزْهِرُ فكرةٌ
وتُشِعُّ بالنُّقَطِ الوضاءِ، الأحرفُ
وأنا أخرُّ على البياضِ مُضَرَّجًا
بالنصِّ حيث دمُ الشهادةِ يرعفُ
عينايَ آخرُ خيمتينِ بـ(ـكربلا)
محروقتينِ بهاجسٍ لا يُذْرَفُ
ثَقَّفْتُ دمعيَ في عزاكَ فـخانَني..
ما ثَـمَّ دمعٌ في العزاءِ يُثَقَّفُ!
لا حزنَ في حزنٍ يُفَلْسِفُ نَفْسَهَ..
الحزنُ حيث الحزنُ لا يتفلسفُ!
نحتاجُ أنْ نبكيكَ أكثرَ، طالما
بالدمعِ يَصْقُلُناَ البكاءُ ويُرْهِفُ
هيهاتَ يرضَى عن طهارةِ نَفْسِهِ
مَنْ لا يُطَهِّرُهُ الأسَى ويُنَظِّفُ!
قَسَمًا بـبَعْضِكَ.. ما هناكَ عظيمةٌ
في الدَّهرِ تُقْنِعُنِي -بـكُلِّكَ- أحلفُ
قلبي عليكَ تَجَذَّرَتْ نَبَضَاتُهُ
نَخْلاً بآهاتِ الأسَى يَتَسَعَّفُ
من فيضِ نحرِكَ فاضَ نهرُ مبادئي
واجتاحَ ما زَعَمَ الطغاةُ، وأَرْجَفُوا
لم يَحْرِفُوني عن محطَّاتِ الفدى
فأنا وراءَكَ فكرةٌ لا تُحْرَفُ
بعضي يُغَطِّينِي ببعضيَ مثلما
حقلٌ عليهِ من السنابلِ شرشفُ
أَتْبَعْتُ غربتَكَ السحيقةَ غربتي
والدربُ يجمعُ خطوَنا، ويُؤَلِّفُ
في داخلي قمرٌ يضيءُ، وخارجي
قمرٌ ولكنْ من ضِيَاهُ مُجَفَّفُ
ما دامت الدنيا طريقَ مُهاجِرٍ
ستظلُّ فيها غربتي تَتَكَثَّفُ
رَكِبْتُ غِمَارَ الحُبِّ يَتْبَعُني ظِلِّي
أُجَذّفُ ، والأشواقُ راعِفَةٌ مِثْلي
أُرَتِّبُ أَلْفَاظي وَبِي رَهْبَةُ النَّدى
إذا ارْتَسَمَتْ في الأُفْقِ رائِعَةٌ تُجْلي ..
وكُنْتُ اعْتَصَرْتُ الشِّعْرَ خَمْرَ نُبُوءَةٍ
مَتَى وَضَعُوا كَأْسَ البَلاغَةِ في رَحْلي
وَسَكْرانُ، لا مِنْ صَفْوةِ الرَّاحِ ، مِنْ يَدٍ
تُقَلِّبُني بَيْنَ الرَّياحينِ والطَّلِّ
أَرَى لُغَةَ الأَلْحَاظِ مَحْضَ ارْتِعَاشَةٍ
إِذا مَرَّ تَغْوى كالفراشَةِ في الحَقْلِ
كَمَا العِطْرُ في بالِ الخُزَامَى يَمُرُّ بِيْ
حَبِيبي ، كَمَا الوَحْيُ المُسَاوِرُ في الرُّسْلِ
أَحَايِينَ كانَ اللَّيْلُ دَفْتَرَ صَبْوَتي
حَمَلْتُ مُنَاجَاتِي إِلى هَمْزَةِ الوَصْلِ
تَراأَيْتَ يا عَبَّاسُ في طُوْرِ حَيْرَتي
يَقِيْناً بِأَنَّ النُّورَ أَيْنَعَ فِي عَقْلي
وأَنَّكَ مُذْ أوْمَأْتَ لي ، واتَّخَذْتَني
نَجِيّاً ، تَتَبَّعْتُ انْسِكَابَكَ في الفَضْلِ
ظَمِئْتُ ، وَلِيْ عَيْنَاكَ مِدْرَارُ كَوْثَرٍ
وَكَفَّاكَ ! ما كَفَّاكَ ؟ مَا حِرْفَةُ البَذْلِ ؟
وما رَيَعَانُ الجُودِ في خَاطِرِ النَّدَى
سِوَى لَفْتَةٍ مِنْ غُصْنِ أَرْوَع مُخْضَلِّ
أَبَا الفَضْلِ ، لا أَحْتَاجُ غَيْرَكَ أَخْضَراً
وَلُوعاً بِأَنْسَامِ المَحَبَّةِ والنُّبْلِ
عَطُوفاً ، كَحِضْنِ الأرْضِ ، يَنْضَحُ بالوَفا
ظَلِيْلاً كَمَا الدِّفْلَى ، كشَامِخَةِ النَّخْلِ !
أَتَيْتَ على كَفٍّ أَمِيرٍ مُخَضَّبٍ
تُكَحِّلُ رِمْشَ الحُسْنِ ، يا رَوْعَةَ الكُحْلِ !
وتَحْمِلُ آمالَ الوُجُودِ بِلا يَدٍ ،
بِقَلْبٍ بِتَحْنَانِ الإِمَامَةِ مُبْتَلِّ !
وكُنْتَ رأيْتَ الطَّفَّ .. كُنْتَ رَأَيْتَهُ
سَبِيْلاً لِغَمْدِ السَّيْفِ في مَهْمَهِ الذُّلِّ
وَكُنْتَ حَمَلْتَ الجُودَ دِرْعَ رُجُولَةٍ
فَمَا هَمَّ لَوْ تَرْمِيْكَ حَاقِدَةُ النَّبْلِ
تَعَالَيْتَ عَنْ كُلِّ الجِراحِ سِوَى الَّتي
بِقَلْبِ حُسَيْنِ الوَحْيِ .. حَاشاكَ تَسْتَعْلِي !
تَنَبَّأْتَ مُنْذُ اعْشَوْشَبَتْ رَبْوَةُ الهُدى
بِأنَّ رِيَاحَ النَّاسِ مَالَتْ إلى الجَهْلِ
وأَنَّ مَرايا الوَقْتِ تَرْسُمُهُ الجَفَا
وأنَّ صَحِيحاً غَابَ عَنْ فِعْلِ مُعْتَلِّ
وأَنَّ غَدِيراً مِنْ إِبَاءٍ مُكَرْبَلٍ
سَيَجْري، بَلَى يَجْرِي ، على وَجَعِ الرَّمْلِ
وأَنَّكَ حينَ اسْتُضْعِفَ الحَقُّ فارِسٌ
عَلِيٌّ ! ومَنْ يَقْفُو الغَضَنْفَرَ كالشِّبْلِ؟!
نُبُوءَتُكَ الحَمْرَاءُ حِنَّاءُ عَالَمٍ
سَيقْتُلُهُ المَوْتَى لِيُزْهِرَ بالقَتْلِ
سَتَظْمَأُ ، لا للماءِ ، للأمَلِ الَّذي
تراءَى مواويلاً على شَفَةِ الطّفْلِ
حَبَبْتُكَ مُذْ أَطْلَقْتَ كَفَّيْكَ شَاعِراً
غَيُوراً على المَعْنى ، خَفيفاً بِلا ظِلِّ
مَدَاكَ مَدَايَ ، ازْرَعْ بأُفْقِيَ باقَةً
مِنَ النُّورِ وَانْزَعْ لَيْلَ دَاجِيَةِ الغِلِّ
كِلانا شَهيدٌ : أنْتَ أَوَّلُ عاشِقٍ
حَمَى قِرْبَةَ الإيثارِ مِنْ لَدْغَةِ النَّصْلِ !
بَحَثْتُ عَنِ الفَضْلِ الَّذي شَغَلَ النُّهَى
فَلَمْ أَلْتَمِسْ فَضْلاً كَفَضْلِ أَبِي الفَضْلِ
بَيْنَ الطُّفوفِ وَأَنْبِيَائِكَ سُلَّمُ
صَلَّى عَلَيهِ العَاشِقونَ وَسَلَّمُوا
هُوَ سُلَّمٌ مِعرَاجُهُ قَطْفٌ
تَبَارَكَ وَرْدُهُ .. ضَوْعٌ يُقَدِّسُهُ دَمُ
هُمْ أَنبِيَاءُ الوَردِ .. جَلَّ أَرِيجُهُم
بَينَ انْبِلَاجِ شَهَادَتينِ .. تَبَسَّمُوا
هُمْ مَنْ هُمُ ,
من أيِّ ضوءٍ , أيِّ فجرٍ ,
رَتَّلَتْهُمْ نجمةٌ تَتَرَنَّمُ
هُمْ ممرعونَ بعشقهم
فتجسَّدوا للطَّفِّ خَيرَ حكايةٍ
مُذْ هَوَّمُوا
مُذْ كَرْبَلُوا …
بينَ الضحى ووجوههم سِرٌّ جليلٌ
لا يبوحُ بِهِ فَمٌ
الليلُ .. يَلْهَثُ خَلْفَهُمْ جَمَلاً
فَمَا اتَّخَذُوهُ دُونَكَ حَائِلاً أَوْ أَحْجَمُوا
كَانَ اقتِرَاحُهُمُ الضُّحى
فَتَرَقرَقُوا عِشقاً نَبِياًّ .. مُذْ بِحُبِّكَ أَحْرَمُوا
تخضرُّ في كَلِمَاتِهِم مُدُنٌ
وَتَحتَ سِيوفِهِم ظُلمُ الدُّجى يَتَحَطَّمُ
فَوْقَ السُّؤالِ
تَفَتَّحُوا لِلطَّفِّ أَجْوِبَةً .. تَرَى أَنَّ الشَّهَادَةَ بَلسَمُ
وَعَلَى كُفوفِهُمُ المُضيئةِ .. أَنْـهُــرٌ ظَمأَى
وَلَكِنْ مِنْ شِفَاهِكَ تَلثُمُ
مُذْ أَخْجَلَ العَطَشُ العَنيدُ فُراتَهَ
واحمرَّ في خَدَّيْهِ رُمْحٌ أَسْحَمُ
وَأَبَتْ عيونُ النهرِ إلا دمعةً مغرورقاً فيها
جَفَافٌ مُعْدَمُ
جَاؤُوكَ حَيْثُ الجُرْحُ .. شَقَّ وَثَاقَهُ
وَعَـلَى رِمَــالِ الـنَّـازِفـِيـنَ .. تَبَرْعَـمُــــــوا
سَالُوا
عَلَى رَمْضَاءِ طَفِّكَ أَنْهُراً
فَحَكَى الفُرَاتُ .. بَأَنَّ صَبْرَكَ زَمْزَمُ
مسحوا .. على حجرِ الطفوفِ
فإذْ بِهِ مِنْ فورة الغضبِ الهَــمَـى يتكلَّمُ
شَرِبُوا .. هَوَاكَ عَقِيدَةً
وَرَأَوكَ فِي مَعنَى الخُلودِ .. حَقيقةً لا تُكْتَمُ
يمضونَ حيثُ اللهُ .. سَنَّ جِنَانَهُ
مُتَمَسِّكِينَ بِعُرْوَةٍ لا تُفصَمُ
عَلِمُوا .. بِأَنَّ نَجَاتَهُم
أَنْ يَصْحَبُوا تِلْكَ السَّمَاءَ وَدُونَهَا لَنْ يَنْعَمُوا
فَاسَّاقَطَوا .. فوقَ الرمالِ كواكباً
كَيْ يُعلنَ الحزنَ الفسيحَ مُحَرَّمُ
لأمِ وهبٍ النصراني
الشمعةُ التي وهبتْ نورَها للهِ وأبت انْ تستردَهُ
*****
على أيِّ مدٍّ
تعبرينِ لجزرهِ ؟
ومن ايِّ بابٍ
تدخلينَ لصبرهِ؟
وهلْ تُكتبُ الاحزانُ
ألا على لظىً
ينوءُ بهِ من غاصَ في بحرِ وزرهِ
أيا أمُ ..
نام الليلُ
نامت نجومهُ
وها انت ذا
تأبيَنَ ذلةَ فجرهِ
تُباعُ المنايا
والقلوبُ سَواترٌ
على ايِّ قلبٍ تتكينَ ..؟
لسترهِ
ومن ايِّ عمرٍ تغرفينَ ..؟
ولم يعدْ بعمركِ ماءٌ
تسكبينَ لجمرهِ
كأنَ سماءَ اللهِ القتْ حجابَها
ومريمَ تسعى بأبنها
نحو عسرهِ
فلا نخلةٌ في الارضِ
تعرفُ سرَها
وفي جوفِها من لا يبوحُ بسرهِ
أيا أمُ…
هذي الطفُ
مدتْ صليبَها
وكم من مسيحٍ صالَ
من غيرِ نحرهِ
وجاءت بشوكِ الارضِ
من كل حفرةٍ
لتسلبَ وردَ اللهِ نكهةَ عطرهِ
فجئتِ بمن..
معناهُ حلوٌ ..
لحلوهِ
ولكنهُ مرُ المعاني …
لمرهِ
بمن..
قد اضاعَ الموتُ لهفةَ عرسهِ
وتبكي مساءاتُ الزفافِ
لبدرهِ
بسيفٍ على الاعناقِ يتركُ إثْرَهُ
عجيبٌ
كمن يمشي بأنفاسِ خضرهِ
فلا تحسبي عمراً
تناثر خطوُهُ بكل هبوبٍ
من تراتيلِ فخرهِ
ولا تحسبي دنياكِ
_ما ازدانَ طبعُها_
إذا راودتْ عينيهِ
يا امُ
تُغرهِ
فألقيتهِ في اليمِّ
والموتُ ناظرٌ ….
وموجُ الدما …
يسعى لميناءِ عمرِهِ
وعزَّ على عينيكِ
-إذْ اخضلَ الجنى-
بأن يُستردَ النحرُ
من بعدِ بذرهِ
عُمْرُهُ المَاءُ .. و(الفُراتُ) ارْتِحَالُ
وبِلا وِجْهَةٍ .. يَدُورُ السُؤالُ:
كَيفَ لا يَشْهَقُ المَسَاءُ صَفَاءً
وعَلى عَينِهِ اسْتَراحَ الهِلالُ؟!
والعَصَافيرُ نَغْمَةٌ مِنْ دِمَاءٍ
تَرْتَقِيْ حَيْثُمَا يَحطُّ الجَمَالُ
رِحلَةٌ .. والشِّراعُ نَحرٌ صَغِيرٌ
يَقْتَفِيْ البَحرُ خَطوَهُ والتِّلالُ
و(رَضِيْعٌ) يُشَجِّرُ الدَّمْعَ مَجْداً
تَشمَخُ الآنَ فِيْ يَدَيهِ الرجَالُ
يَحرثُ الجُرحَ مَشْتَلاً ببُكَاءٍ
والأَمَانِيْ حَقَائِبٌ وَسِلالُ
بَطَلٌ – كالرَّبِيعِ – حِينَ تَجَلَّى
زَحَفَتْ نَحوهُ المُدَى والنِّبَالُ
تَرمقُ المُسْتَحِيلَ فَوْقَ الثَّنَايا
وَعَلى نَحرهِ يَلُوحُ المُحَالُ
وإِذا بالقِمَاطِ هَمْسٌ طَرِيٌ
وصَلاةٌ وقِبلَةٌ وَوِصَالُ
رَحمَةً رَحمَةً تَهَامَى نَبِيَّاً
وَاحَةً واحَةً تَفِيضُ الخِصَالُ
يَمَّمَتْ وَجْهَهَا إليهِ السَّجَايَا
وعلى ثَغْرهِ السَّمَاءُ تُسَالُ
فَنَمَتْ وَجْنَتَاهُ قَمْحَاً وَضَوْءَاً
كُلَّمَا الشَّوْكُ يَنْتَشِيْ والضَّلالُ
قَالَ للريحِ: أَسْهُمٌ مِنْ رَمَادٍ
قَالتِ الريحُ: نَحْرُكَ الاشْتِعَالُ
فَغَدا يَحفرُ الصَّبَاحَ بِنَزفٍ
فَوقَ صَدرِ (الحُسينِ) كَانَ النِّضَالُ
يَا لهذا الرَّضِيعِ يَنْسَابُ جَيْشَاً
مُعْجِزاتٍ تَلِينُ مِنهَا النِّصَالُ
وَحدَهُ الآنَ يَسْتَفزُّ الصَّحَارى
وَحدَهُ الوَردُ والنَّدَى والزُّلالُ
والجِراحَاتُ هَدَأةٌ وابْتِهَالُ
فالمَسَافاتُ ضَجَّةٌ واعْتِلالٌ
كُلَّمَا أذَّنَتْ شِفَاهُ المَنَايَا
شَفَّ مِنْ جُرْحِهِ الكَلِيمِ (بِلالُ)
يَفْرشُ النَّهْرَ مَسْجِداً، فيُصلِّيْ
خَلْفهُ (الرُّوْحُ) جَنَّةً والكَمَالُ
يَمْلاُ البِئرَ (يُوْسُفِيَّاً) جَدِيْداً
دَلْوُهُ النَّحْرُ، والدِّمَاءُ الحِبَالُ
خَبّأَ الصُبحَ فِيْ ضُلُوعِيْ (صُوُاعَاً)
بِعُرْوجٍ يُشَدُّ فِيهِ الرِّحَالُ
أَنا فِيْ المَوْتِ قَشَّةٌ وَيَبَاسٌ
هُوَ فِيْ الغَيبِ غَيْمَةٌ وانْثِيَالُ
أَمْطَرَ (الطَّفَ) فِيَّ حُلْمَاً قَشِيْبَاً
تَرْتَديْ الشَّمْسُ ثَوْبَهُ والظِّلالُ
لِيَظَلَ النَّهَارُ يَمْتَشِقُ النَّهْـ
ــــرَ، فَيَنْمو بِضَفَّتَيهِ الجَلالُ
سَامِقٌ وَجْهُهُ الشَّهِيدُ إِبَاءً
بِسُمُوٍّ يَحجُّ فِيهِ المَنَالُ
وطَنٌ فَوقَ جَفْنِهِ قَدْ تَدَلَّى
ونَمَا قُربهُ السَّحَابُ الثِّقَالُ
والنَّخِيلُ اسْتَعارَ مِنهُ اخْضِرَاراً
وفُرَاتَاً قَدْ قَبَّلَتهُ الرِّمَالُ
فَـ(المَسِيحُ الذَّبِيحُ) لَيسَ صَبِيَّاً
فِي المِهَادِ .. وثَمَّ وَحْيٌ يُقَالُ
بَلَغَ المَجدُ مَبلَغَاً فِيهِ حَتَّى
كَبُرَ الكَوْنُ واسْتَفاقَ الخَيَالُ
ثَائرٌ فِي القِمَاطِ غَيْمَاً فَغَيْمَاً
بِدُمُوعٍ يُقالُ عَنْها: جِبَالُ
وعَلى كَربَلاءَ حَيثُ الهَدَايا
أَيْنَعَتْ رُوحُهُ .. وشَاخَ النِّزَالُ
فَهوَ للهِ مَعْبَرٌ وَجِهَاتٌ
وجَنُوبٌ وَمَشرِقٌ وشِمَالُ
وإِلى الآنَ شَامِخٌ فِيْ قِتَالٍ
قَطَعُوا الرَّأسَ .. واسْتَمَرَّ القِتَالُ!
إلى أين تذهب يا أيها الفجرُ عن شرفاتِ المدينةْ ؟
إلى جهةِ الخلدِ يا قمري
ههنا كعبةٌ سيّجتها البغاةُ بأشواكِها العبثيَّةِ
لا تدركُ النورَ من أين جاءَ وأنى يسيرُ
سوى أنها تستلذُّ بعَتمةِ ليلٍ طويلٍ
لتسكبَ في دربِنا هلعاً مستداماً
ولا أفْقَ منفتحاً كي أطيرَ إلى أيِّ شيءٍ
ولكنْ “سأحملُ قلبي على راحتي” وأسيرْ
سأحملُ أشياءَ جديَ / رأسَ أبي / ضلعَ أميَ /كبدَ أخي
والضعونَ التي فوق هذي السماءِ
إلى سكنٍ أبديِّ الوجودِ
إلى موطنٍ مثخنٍ بالدماءِ
سأفرغُ قلبي على ضفةِ الماءِ دون ارتواءٍ
ويغتسلُ الجسمُ بالدَّمِ بعد توزُّعِهِ قطعةً قطعةً دونَ أيِّ رداءٍ
وتلفحُهُ الشمسُ فوق الفلاة
فهل كان هذا الدَّمُ المستباحُ دماً للنبيِّ ؟
سلوا أمماً لا تريدُ الإجابةَ واسْتفهموا أيحقُّ لهم أن يسيروا
وأن يعبروا الوقتَ من كوَّةِ الجرحِ نحو السلامِ
أيخرجُ هذا السلامُ بحرقِ الخيامِ؟ وأن نحتسي كأسَ هذا المصيرْ ؟
أسيرُ برَغمِ اتساعِ الحصارِ
أسيرُ على هدأةِ الليلِ
شمساً تشقُّ الطريقَ البعيدةَ فوق غرابِ الأسى
كلما ضلَّلَتهُ الجهاتُ اهتدى للحقيقةِ
والشمسُ لا تتبدّدُ عند ارتفاعِ الظلامِ
أما كانت الشمسُ حاضرةً في الغديرْ ؟!
توجسَ من فكرةِ الغيب
يخرجُ ممتطياً صهوةَ الصبرِ
متكئاً بعصاهُ كموسى يهشُّ بها لوعةِ الانكسارِ بأروقةِ القلبِ
مَنْ ذا يهادنُ خوفَ الحصانِ على موجةِ الحربِ
حين تدقُّ نواقيسَها ضد عرشِ الإلهِ
ومَن يُخمد اللهبَ المستطالَ إذا قذفوا كعبةَ اللهِ بالمِنجنيقِ
ومَن يكسرُ الصنمَ الجاثمَ المستبدَّ..
أنحتاجُ ألفَ نبيِّ لكي يولدوا من جديد؟
فتنتحبُ الطفلةُ الآنَ
راحَ يودعُها قُبلةً قُبلةً
وسبعُ سنابلَ تسقطُ من عينِها
أبتاهُ .. أنا طفلةٌ تتأهبُ للفقدِ
هلَّا أخذتَ برحلِك دمعيْ/ بكائيَ /عينيَ /قلبيَ /ذاكرتيْ
فالوداع هو الموتُ .. أكبر من جملةِ الموتِ
والموتُ عند التسكعِ لا يستريحُ من الخطفِ
وقتَ التسولِ فالموتُ فينا فقير فقيرْ !
ويا أيها الفجرُ : كيف تسللَ نجمٌ ..تحررَ من غسقٍ
سألوهُ : أكنتَ اختصرتَ عبادةَ سبعينَ عاماً بثانيةٍ في التأملِ
هل ثمَّ ذنبٌ كهذا يدنسُ أيامَنا ثُمَّ نرتكبُ الحبَّ ثُمَّ نتوبُ
لندخلَ في كربلاء نقاتلَ أوجاعَنَا ؟
أيها الفجرُ خذني لأصرخَ بين يديكَ :
اغمرونيَ سبعين موتاً لكي أتجرعَ طعمَ الفداءِ وألبسَ دورَ الضحيةِ
لستُ أقلَّ من الصحبةِ الأوفياءِ بعصرِ الظهورِ
تِلك التي…عَصفَتْ بتلكَ النَّاحية
رِئتَاكَ أمْ نَفَسُ الدِّمَاءِ القَانِية ؟!
سَألتْكَ رُوحُكَ هَلْ ظَمِئتَ ؟! فَقُلتَ كَلا
فاطمأنَّتْ وهيَ مِثلُكَ ظَامِية
جِسرٌ لأبعَدِ نُقطَةٍ يَمتَدُّ لَكِنَّ
الطَريقَ على ضُلوعِكَ غَافِية
أَطلِقْ جِراحَكَ للجِّهَاتِ السِّتِّ إنَّ
جِراحَ وجهِكَ والجِهاتُ سَواسِية
عَينَاكَ ذاكِرتَانِ للأمسِ القَديمِ
تَمُصُّ مِنْ دَمِكَ الدُهورَ المَاضية
والمَوتُ حِينَ تَراهُ تُمسكُهُ فَيهرُبُ
ثُمَّ تُمسِكُهُ فَيهرُبُ ثَانية
لاحَتْ لعَينيكَ النَّواويسُ التي
كَانتْ مَقَابِرُها عَليها خَاوية
فَزرعتَها وقُتِلتَ حَتى آمَنتْ
أنَّ القُبُورَ هي القُطُوفُ الدانية
عَصفٌ حِجَّازيٌ دَخلتَ بهِ العَراقَ
وثَوبُكَ الحَضَريُّ نَسجُ البَادية
والمَاءُ يَشربُكَ …
ارتَشفَّتَ الشَّمسَ فَاحتَرقَتْ
بجَمرِ حَشاكَ وهي الحَامية
حَيرانَةٌ بوجُودِكَ الأشياءُ قَبلَ
وجُودِها مِنْ قَبلِ قَتلِكَ بَاكية
هذا لأنَّكَ لَستَ مُقتَّصِرًا بهذي
الأرضِ أو تِلكَ السَّمَاءِ العَالية
مَعنَاكَ أَقدمُ مِنْ قَوانينِ الطَبيعَةِ
حَيثُ لولاكَ الطَبيعَةُ فَانية
أنتَ اعتَلَيتَ ذُرى الجَلالِ وبَعدُ يَطمَحُ
أنْ يَفُوقَ عَليكَ عَقلُ الهَاوية
مِرآةُ مَنْ تَركوا سَّنَاكَ أصَابَها
وهمُ انعِكَاساتِ المَرايا الدَاجِية
حتى إذا اختَنقَ المَدى أغلَقتَهُ
وفَتَحتَ مِنْ رِئتّيكَ أضيقَ زَاوية
لتَسُدَّ دائرةُ اللَّيالي العَشرِ مَا
ثَقبتْهُ دائرةُ السِّنينِ الآتية
أُمرُرْ تَقُولُ لتَائهٍ مَا زالَ يَزحفُ
نَحو سِرِّكَ والمَسَافةُ دَامية
والغَايةُ انكَشَفَتْ أمَامَكَ فانكَشَفتَ
أمَامَها وتَركتَ نَفسَكَ خَافية
بفُؤادِكَ العَرشيِّ مَصرعُكَ اشتَهاكَ
فَمَا ارتَبَكتَ ومَا انتَظرتَ لثَانية
بَلْ مُذْ رَأيتَ سُيوفَهم لَقَّنتَهمْ
أنَّ الإمَامَةَ لا تَكُونُ لطَاغِية
وطَويتَهمْ طَيَّ السِّجلِّ فَصَاحَ جَيشُ
أُمَيةٍ : هذا حَديثُ الغَاشِّية
لَكِنْ هَويتَ فَقَطَّعَتْكَ بحِقدِها
سَبعُونَ ألفًا مِنْ ظُهورٍ زَانية
عُضوٌ هُنَاكَ وها هُنا عُضوٌ فَكيفَ
تَعانَقتْ أشلاؤكَ المُتَرامِية ؟!
جَسدُ المَشيئةِ
هيكَلُ الإنسانِ بَوصَلَةٌ
مُقَدسَةٌ لأقدَسِ نَاحية
بكَيانِ عَاشُوراء أُقسِّمُ أنَّ قَتلَكَ
لَمْ يَكُنْ إلَّا لثَّأرِ ” مُعَاوية ”
أقسَّى القُلوبِ فَضحتَها وكَشفتَ أنَّ
حِجَارةً تَبكيكَ لَيستْ قَاسية
الأرضُ قَبرُكَ
يا حُسَّينُ وحَشدُ أفئدَةٍ
مُولَهَّةٍ لقَبرِكَ سَاعِية
وأنا بركبِ الوالِهينَ وجدتُني
أمشَّي وأقدامُ القَصيدَةِ حافية