انطلاق الموسم (14) لمسابقة شاعر الحسين في ثلاث فئات إبداعية

تزامناً مع إصدار (ديوان شاعر الحسين) الأول:

انطلاق الهوية الجديدة لمسابقة شاعر الحسين (14) في ثلاث فئات إبداعية

 

مأتم أنصار الحق (بلاد القديم) – اللجنة المنظمة:

تدشن مسابقة شاعر الحسين موسمها الرابع عشر هذا العام بهوية إبداعية مغايرة ومنوّعة، تتضمن ثلاث فئات من القصائد المشاركة (القصيدة التراثية “الكلاسيكية”، والقصيدة الحديثة، وقصيدة الموكب الحسيني)، ولكل فئة معاييرها وشروطها وآلية الفرز والتقييم المتسقة مع طبيعتها بنائها الداخلي. ويفتح باب تبلقي النصوص المشاركة خلال الفترة 1 يونيو / حزيران إلى 10 أغسطس / آب 2022م.

في التفاصيل، صرح الأستاذ عبدالهادي الصفار رئيس اللجنة المنظمة بأنّ المسابقة استحدثت فئة (القصيدة التراثية)، وترتبط معايير تحكيمها بعناصر عمود الشعر العربي الموروثة لدى البلاغيين والنقاد القدامى، وستحمل الفئة راية (الناعية) المستمدة من عنوان إحدى قصائد الشاعر الكبير المرحوم غازي الحداد.

وأضاف الصفار أنه تمّ كذلك استحداث فئة (قصيدة الموكب) التي سيتم بموجبها ترشيح عدد من قصائد موسم عاشوراء 1444 هـ الملقاة في مواكب أو مآتم البحرين من قبل الجمهور، ثمّ تتولى نخبة من الشعراء والرواديد انتقاء 5 قصائد منها، سيتم عرضها لاحقاً للتصويت الإلكتروني، وستنال القصيدة الفائزة راية (الصائحة)؛ تيمناً باسم إحدى قصائد الشاعر الكبير المرحوم غازي الحداد أيضاً.

أما فئة (القصيدة الحديثة) فتستمد شخصيتها الإبداعية من مقومات النص الشعري الحديث وخصائصه التعبيرية. وتحمل هذه الفئة راية (رابعة الشمس)، وهو عنوان المجموعة الشعرية الأخيرة التي صدرت للشاعر الحدّاد.

وتمنح المسابقة الفائزين ضمن فئتي القصيدة (التراثية والحديثة) 3 جوائز مالية لكل فئة قيمة كل منها (1500، 1000، 500) دولار، فيما ينال الفائز في فئة القصيدة الموكبية جائزة تكريمية قيّمة.

وكشف الأستاذ عبدالهادي الصفار أنه سيتم إصدار الجزء الأول من ديوان (شاعر الحسين) بصيغة PDF متضمناً مئات النصوص المجازة المشاركة في السنوات الخمس الأولى (2008 – 2012م)؛ بهدف رفد المكتبة الشعرية الحسينية، وتوثيق نتاجات المسابقة بعد عقد ونصف من انطلاقها.

وأهاب الصفار بالشعراء الراغبين في المشاركة من الجنسين إرسال نصوصهم عبر البريد الإلكتروني للمسابقة (alhussain.poet@hotmail.com) مذيلة باسم الشاعر وجنسيته ورقم اتصاله والفئة المشارك فيها.

يذكر أنّ مأتم أنصار الحق ببلاد القديم (البحرين) ينظم مسابقة شاعر الحسين منذ العام 2008م، وتهدف المسابقة إلى تسليط الضوء على القصيدة الحسينية وإضاءة فضائها الفني والمضموني بما يبرز قيم النهضة الحسينية وأهدافها السامية في فضائها الديني والإنساني الرحب.

(شاعر الحسين) يطلق استبانة إلكترونية عن ملامح هويته المستقبلية

(شاعر الحسين) يطلق لجمهوره استبانة إلكترونية عن ملامح هويته المستقبلية

استمراراً لنهج المسابقة في استطلاع آراء جمهورها المحبّ وشعرائها الأوفياء، أعلنت اللجنة المنظمة لمسابقة شاعر الحسين (ع) عن إطلاق استبانة إلكترونية قصيرة تحت عنوان (الرؤية المستقبلية لمسابقة شاعر الحسين)؛ بهدف إغناء المناقشات الجارية لمراحة وتطوير هوية المسابقة ومساراتها المستقبلية، ويمكن للجميع المشاركة في ملئها خلال مهلة لا تتجاوز ١٥ مارس / آذار ٢٠٢٢م عبر الرابط التالي:

https://forms.gle/8HLMzgV672eCzWin8

تتالف الاستبانة من 5 أسئلة أساسية، تتعلق بنطاق المسابقة وماهية النصوص المستهدفة من حيث محتوى القصائد، والفئات، والشكل الإيقاعي، والاختيار بين اللغة الحديثة والكلاسيكية، إلى جانب قياس مستوى الرضا العام، وسؤال مفتوح.

تأتي هذه الاستبانة بعد سنوات من الاستبانة التفصيلية التي أطلقتها المسابقة إلكترونياً أيضاً في العام 2015م، وتضمنت قرابة 50 سؤالاً فرعياً بخصوص مختلف الجوانب الموضوعية والتنظيمية للمسابقة.

شعراء العراق يتسلمون جوائز شاعر الحسين

تكريم عضو هيئة التحكيم الأستاذ الدكتور علي كاظم  الخفاجي:

شعراء العراق يتسلمون جوائز شاعر الحسين وشهادات التكريم

 

تسلَّم عضو هيئة تحكيم (مسابقة شاعر الحسين) الأستاذ الدكتور علي كاظم أسد الخفاجي، وعدد من شعراء جمهورية العراق المتأهلين ضمن منافسات المسابقة، شهادات التكريم وجوائز التأهل، وقد حضر التسليم موفداً من اللجنة المنظمة للمسابقة (الأستاذ حبيب حيدر).

يذكر أن عدد المشاركين العراقيين في النسخة الثالثة عشرة من المسابقة (1443 هـ) قد بلغ (39) شاعراً من الجنسين من أصل (108) مشاركات، وقد استحوذوا على 4 مراكز من أصل 10، في مقابل (52) شاعراً عراقياً من أصل (123) قصيدة في النسخة الثانية عشرة من المسابقة (1441 هـ)، تأهل منهم 3 شعراء إلى المراكز المتقدمة.

وقد تشكلت هيئة التحكيم المسابقة من لجنة دولية ضمّت كلاً من: الأستاذ الدكتور علي كاظم أسد الخفاجي (الجمهوية العراقية)، والدكتور علي عبدالنبي فرحان (مملكة البحرين)، والدكتور فاروق شويخ (الجمهورية اللبنانية).

 

الشاعر حيدر خشان الجابري

فيما ضمّت قائمة الشعراء العراقيين المكرّمين كلاً من (بدون ترتيب):

الشاعر الدكتور أحمد جاسم الخيّال، عن قصيدته (ما لم يُروَ من اعتذاريّةِ نهر العلقمي)

الشاعر محمد جبار لفتة (العبودي)، عن قصيدته (بَعضٌ ممّا رواهُ الأسى)

الشاعر حيدر خشّان ياسين الجابري، عن قصيدته (آخِرُ الحَواريِّين)

الشاعر قاسم عبدالعباس العابدي، عن قصيدته (مسرى بتمتمة الجراح)

الشاعر عادل الصويري، عن قصيدته (زواجل كف العباس)

الشاعر حسن سامي العبدالله، عن قصيدته (بين الراهب وذبحائيل)

 

الشاعر عادل الصويري

 

(شاعر الحسين) ينعى المرحوم الشاعر الحسيني حامد هيات

 

(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)

بمزيدٍ من الحزن والأسى، تنعى اللجنة المنظمة لمسابقة شاعر الحسين، فقيد القصيدة المأتمية:

*الشاعر الحسيني حامد هيات*

مستذكرين إسهاماته المخلصة في إثراء قصيدة الموكب الحسيني ومراثي العزاء الباكية

ومبتهلين إلى الله أن يتقبله بواسع رحمته، ويثيبه شفاعة الحسين (ع) يوم الورود، وأن يمنّ على أهله وذويه ومحبيه بالصبر والسلوان

(الغريفي) شاعراً للحسين و(المعاتيق) وصيفاً و(العلوي) ثالثاً

في ختام مهرجان شاعر الحسين الثالث عشر ببلاد القديم .. تحت رعاية العلامة الشيخ محمد صنقور:

(الغريفي) شاعراً للحسين و(المعاتيق) وصيفاً و(العلوي) ثالثاً


الجمهور يرشح (المعاتيق) لجائزة (الأديب غازي الحداد)


مشاركة شرفية من الكويت للشاعر محمد الحرزي


127 قصيدة مشاركة من 8 دول عربية


لجنة تحكيم أكاديمية دولية من البحرين والعراق ولبنان


أوبريت إلقائي يبدع في إلقاء رثائية (الصائحة)


توّجت مسابقة شاعر الحسين (الثالثة عشرة) أمراء القصيدة الحسينية في مهرجان مهيب عُقد مساء يوم الجمعة (8 أكتوبر / تشرين أول 2021م) برعاية كريمة من سماحة العلامة الشيخ محمد صنقور (حفظه الله)، وحضر المهرجان النهائي حشد جماهيري غفير من محبّي الشعر الحسيني من داخل البحرين وخارجها، يتقدّمهم كبار الشخصيات الدينية والأكاديمية وأعيان المجتمع البحريني، إلى جانب مئات المتابعين للبث المباشر عبر قناة (YouTube) التابعة للفعالية.

بدأت أولى فقرات الحفل بتلاوة عطرة للمقرئ الدولي (محمد سلمان أكبر).

بعدها تمّ إلقاء القصائد الخمس المتأهلة، من بين 127 شاعراً متنافساً من 8 دول عربية، مع التعليق النقدي من أعضاء لجنة التحكيم، يمثلهم في المهرجان الدكتورعلي عبدالنبي فرحان.

 

بعدها، تم تكريم الخطيب والشاعر البحريني (الملا عباس آل شهاب) صاحب ديوان (نفحات الشهاب في رثاء محمد وآله الأطياب)، والذي منحته المسابقة لقب (شخصية الحفل) لهذا العام تقديراً لإسهاماته في خدمة المنبر والقصيدة الحسينية طوال ستة عقود.

ومن الكويت، شارك الشاعر أهل البيت (ع) محمد الحرزي بقصيدة شرفية مسجلة، تفاعل معها جمهور المسابقة بشكل كبير.

بعدها، أقيمت وقفة لمدة دقيقة لقراءة سورة الفاتحة على روح شاعر أهل البيت (ع) الراحل غازي الحداد (رحمه الله)، والذي كان شعره الرثائي حاضراً في المهرجان عبر فقرة (الصائحة)، وهي مختارات رثائية من إحدى قصائد المرحوم غازي الحداد ألقيها نخبة من الشعراء والرواديد (عبدالله القرمزي، مجتبى التتان، عقيل القشعمي، علي حمادي، حسين صلاح) في أوبريت إلقائي مؤثر أثار مشاعر الحضور، وأسال عبراتهم لمصاب أبي عبدالله الحسين (ع) في كربلاء.

وألقى السيد (كريم حبيب) كلمة بالإنابة عن فعالية (الريشة الحسينية) الدولية، التي شاركت بعرض مجموعة من لوحاتها الفنية الحسينية على هامش المهرجان.

وفي ختام الحفل وذروته، تم إعلان نتائج المسابقة ووزعت الجوائز وشهادات التكريم، حيث كانت النتائج على النحو التالي:

المركز

الشاعر

البلد

النص

1

السيد علوي السيد أحمد الغريفي

(النعيم – البحرين)

قابَ مِعراجَينِ أو أدنى

2

حبيب علي المعاتيق

(القطيف – السعودية)

أسئلةٌ على ضفاف النهر

3

سيد أحمد هاشم العلوي

(السنابس – البحرين)

إِذا اشتَـعَـل اشتَـغَـل بالغِــنَاء

4

د. أحمد جاسم الخيّال

(بابل – العراق)

ما لم يُروَ من اعتذاريّةِ (نهر العلقمي)

5

محمد جبار لفته
(العبودي)

(العراق)

بَعضٌ ممّا رواهُ الأسى

6

ناصر ملا حسن زين

(السنابس – البحرين)

عُروجٌ بجَناحِ (فُطْرُس)

7

إيمان الشاخوري

(الشاخورة- البحرين)

تجهيز الراية

8

فيصل ميرزا النوري

(السنابس – البحرين)

عــطــرُ الوحـيِ الأحـمـر

9

حيدر خشّان ياسين الجابري

(الناصرية – العراق)

آخِرُ الحَواريِّين

10

قاسم عبدالعباس العابدي

(الديوانية -العراق)

مسرى بتمتمة الجراح

وعبر تصويت جمهور المسابقة، تقلد الشاعر (حبيب المعاتيق) درع (جائز الأديب غازي الحداد).

كما تم تكريم أعضاء لجنة التحكيم، ورعاة المسابقة، ورئيس مأتم علي عبدالله خميس، وتخلّل فقرات الحفل السحب على أربع جوائز عينية قيّمة للجمهور، عبارة عن ساعات رجالية ونسائية.

وشهد المهرجان تدشين إصدار إلكتروني بعنوان (دموع القوافي)، يوثق أكثر من 130 نصاً رثائياً في رحيل شاعر أهل البيت (ع) الأستاذ غازي الحداد. إلى جانب توزيع كتيب المسابقة السنوي.

وقد تألق في عرافة فقرات المهرجان المقدّم المتميّز محمد صالح.

الجدير بالذكر أن عدد النصوص الشعرية المشاركة في النسخة الثالثة عشرة للمسابقة الأدبية قد بلغ 127 قصيدة، منها 108 قصائد عمودية، و5 قصائد تفعيلة، و8 قصائد نثرية، وقصيدتَين مختلطتَي الإيقاع، إلى جانب عدد من الموشّحات. فيما توزّعت المشاركات الشعرية جغرافياً على 8 دول عربية، تصدّرتها البحرين بـ(49) نصاً، ثم العراق بـ(39) نصاً، وجاء (20) نصاً من المملكة العربية السعودية، و(15) من لبنان، وقصيدة واحدة (1) لكلٍّ من: الإمارات العربية المتحدة، سوريا، مصر، الجزائر. وأضاف أن 86% من المشاركين هم من الذكور، في مقابل 14% إناث.

يذكر أن مسابقة شاعر الحسين ينظمها مأتم أنصار الحق (بلاد القديم – مملكة البحرين) منذ العام 2008م، وقد استضاف مهرجانها الختامي هذا العام مأتم الحاج علي عبدالله خميس في المنطقة ذاتها.

المركز الأول: سيد علوي الغريفي (قابَ مِعراجَينِ.. أو أدنى)

المركز الأول:

قابَ مِعراجَينِ.. أو أدنى

سيد علوي الغريفي (البحرين)


فجأةً  ..

وبين زُحام القتلى.. وتراكُم الأجساد

يعبرُ صوتٌ معبّأٌ بالعزّةِ والكبرياء ..

(لا و‌َالله لا أُفارِقُكُم حتّىٰ يَختلطَ هذا الدّمُ الأَسود معَ دِمائِكُم..)

إنه صوت جون بن حوي مولى أبي ذر الغفاري (رضوان الله عليهما) العبد الأسود، النفس الحرة، الضمير الحي، العرق النابض بحب الحسين الذي أدرك معنى الحرية الحقيقي..


 

بايَعتُ نحرَكَ..

لمْ أُشرِكْ بهِ الظَنّا 

كما المجازُ إذا ما بايعَ المعنى

 

وكنتُ في عَتمةِ اللاشيءِ

لستُ أرى..

وكنتَ ليْ “قابَ مِعراجَينِ” أو أدنى

 

سمعتُ صَوتاً

-وسجنُ التيهِ حاصَرنيْ-:

تَحرّرْ الآنَ!

حطّمْ ذلكَ السِجنا

 

 

وكانَ ضوءٌ

بليلٍ ما.. يُباغتُني

يقولُ ليْ:

قفْ قليلاً.. وافتحِ الجَفنا !

 

واركُضْ هُنا..

حيثُ “وجهُ اللهِ” مُتّقدٌ

يُعلّمُ الأنبيا..

“أسماءَهُ الحُسنى”

 

امدُدْ يديكَ

احتضِنْ في العمرِ لَو حُلُماً

فسدرةُ المُنتهى مدّتْ لكَ الغُصنا

 

مُعتّقٌ مِن “أبي ذَرٍّ” 

حملتُ معيْ

صوتَ “الغُفاريِّ” 

حتى أُتقِنَ اللحنا

 

مُشجَّراً جئتُ والصحراءُ 

تغرسُني

وفجأةً..

صوتُها في مسمعيْ رنّا 

 

فراودتنيَ عن نفسي 

وغلقّتِ الأبوابَ.. 

حتى رأتني ماشياً هَوْنا

 

قالت: أنا “كربــلا” !

واللهُ أنزَلني مَثابةً 

واصطفانيْ للورى أمنا

 

لا تنتظرْ..

أسرِجِ السبعَ الشِدادَ

وقمْ.. أمسِكْ عِنانَ الأماني

وامتطِ المُزْنا 

 

ثمَّ انطلِقْ!

فالحُسينُ الآنَ.. أحسَبُهُ 

فوقَ السماواتِ

ها قد حرّكَ الظَعنا

 

نيفٌ وسبعونَ

قالتْ “كربلاء”ُ لنا:

كونوا..

وكونوا..

إلى أنْ هكذا “كُنّا”

 

أتيتُ 

أنفُضُ لونَ الحُزنِ من جسَدي

فقال جِلديْ: 

ستنسى ذلكَ الحُزنا

 

عندي من الحُبِّ 

ما يوماً يقالُ بهِ:

في حُبِّ مولاهُ هذا “العبدُ” قد جُنّا

 

خلعتُ جلديَ مِن مَتنيْ..

وحرّضَني بينَ المواضيْ دَمي

أنْ أخلعَ المَتنا 

 

أقولُ يا رمحُ: 

حتى ينتشي جَسدي؛

لا تسترِحْ !

في ضُلوعي أكثِرِ الطعنا

 

يقولُ نحريْ

دعْ الأسيافَ تشَربُني !

واسجُدْ..

تجدْني لحدِّ السيفِ ممتَنّا 

 

 

الشمسُ.. مِرآةُ وجهي

كلما صهرَتْ خدَيَّ

أزدادُ من فوقِ الثرى حُسْنا

 

أفنيتُ سُمرةَ وجهيْ

واستَعرتُ مِن الضياءِ

وجهاً كقُرصِ الشمسِ.. لا يفنى!

 

أرَقتُ لونيَ نهراً

حاضناً ظمَأيْ

واختَرتُ جرحَ حُسينٍ سيّدي لَونا

 

حتى تَضوَّعَ رَملُ الطفِّ

مِسْكَ دَمي وأضلُعي..

بينما أجسادُهُمْ نتنى !

 

كانت يدُ اللهُ 

يا اللهُ ! .. تغمرُني

عطفاً

أماناً

ربيعاً آخراً

سُكنى

 

 

أموتُ لكنْ !

على صدرِ الحُسين أرى

بداخلي “نشأةً أخرى” بها أهنى

 

ما ذلكَ الحضنُ..؟

يطفو بالحياةِ ولا أدري

أهل كانَ عرشَ اللهِ أم حضنا؟

 

سأغمِض الآنَ عينيْ

كي أطيرَ إلى كَونٍ هنا آخرٍ

لا يُشبهُ الكونا

 

وأفتحُ الآنَ أبوابَ الخلودِ

وفي يدَيَّ “نحـرٌ نبـيٌّ”

في السما غنّى:

 

خذْ الجراحاتِ يا مولاي

خُذْ جسدي 

مُضرّجاً فيكَ

واقبَلْ بالدِما “جَوْنا”..!

 

تمّــــت –

 

المركز الثاني: حبيب المعاتيق (أسئلةٌ على ضفاف النهر)

المركز الثاني:

أسئلةٌ على ضفاف النهر

حبيب المعاتيق (المملكة العربية السعودية)


وجهًا لوجهِكَ لا أسوار تفصلني

يمتدُّ ضوؤُك ملءَ العين والأذنِ

وجهٌ تعرَّق بي،

لِمْ جئتَ متحدا بالنهر يا أنت

هذا النهر بلّلني

ضيّعتُ قلبيَ، سمْتي في الهوى، ثقتي

إن كان لابد كي ألقاك من ثمنِ

يا مدّ هيبتك الغلابَ يصنع بي

أشدَّ ما يصنعُ الإعصارُ بالسفنِ

عن موعدٍ بيننا رتَّبتُ أسئلتي

وحيث وجهُك من فوضاي رتّبني

بعضَ الشجاعةِ يا قلبي أكن لَبِقاً

لو كان يَحسنُ في هذا الهوى جُبُني

بعضَ الشجاعةِ يا كفيَّ؛  تملؤني

والجوّ يعصف حولي رعشةُ الغصُنِ

سأدخلُ الآن فافتح نصف نافذة

حتى أراك لأنّ الضوء يغمرني

💢💢💢

-في البدءِ من أنت؟

عرِّف باليسير؟

-أنا ! ..

ما أسهل السُؤل لو تدري وأصعبني!

لستُ السحابةَ لكني الهطول

وما بين انبساطةِ كفي

شيمةُ المزُنِ

-بدأتَ بالماء، هل للماءِ من صلةٍ؟

-لا بد أن تسأل الظمأى لتعرفني

بيني وبين الظما والماء أسئلةٌ

أشدُّ خوفيَ أن تقسو وتسألني

-والنهرُ؟

-كان خليلي في طفولتنا

يتيه بالطول لكن كان يقصُرُني

يسقي من النبع أفواه الرُبى

وأنا أسقي من الغيب

حيث الماء بي (لَدُنِي)

كنا امتهنا شجون الماء من زمنٍ

الله أعلم ما في الماء من شجنِ

-وهل صفا لك يوما عند حاجتهِ

-بلى صفا

والظما كالنار في بدني

-طوبى لروحك؛

 بُلَّت نارُ غلَّتها من بارد الماء،

-ما كانت ولم تكنِ

ثم انصرفنا بعيداً بُعد وحدتنا

يعدو بنا الموت مجنونا بلا رسنِ

عدا السقوط كثيرا قلتُ يُشبهني

في الأرض جلُّ صفات الهاطل الهَتِن

وقد سقطتُ – ولكن مرة – خجِلا

ما بين غمضةِ جفن الموتِ والوسنِ

-وهل غفا لك جفنٌ في الفلاة؟

-بلى

جفنٌ وحيدٌ على صلصالها الخشنِ

غفوت والنهر عريانين أسترُهُ

عن الوحوش

ولكن ليس يسترُني

💢💢💢💢

-عذرا لقلبك لو أشجتك قصتنا

ذهبتَ للحزنِ حيث الحزن لم يحنِ

لدي خِرج أحاديثٍ وأسئلة،

سنرجعُ الآن بعض الشيء في الزمنِ

 

من أين أنت؟

-أنا من قلب عاصفةٍ في الطفِّ،

دعنا من الأقطار والمدنِ

من بعض أسمائيَ الأدعى بها قمرٌ

إلى السماء إذا ما شئت تنسبني

ولي على الأرض بيتٌ شاخصٌ أبدا

على محاجر عشاقِ الحسينِ بُني

-تعني الحسين؟

تحدَّثْ عن علاقتِهِ؟

مَن الحسينُ؟ وأوجزْ وصفَهُ،

-وطني

سكنتُ عينيه من منفايَ ذاتَ هوى

ولم أزل كالندى في جنتَيْ عدَنِ

قلعتُ باب الهوى في حبه ولعًا

-من كان دلّك؟

-داحي الباب علّمني

مذ كنت رمحاً صغيراً بين قبضتهِ

يخوض بي لجةَ الأهوال والمحنِ

مذ كنت سهما صقيلاً في كِنانتِه

وأنت أدرى بما يَبري أبو حسنِ

وكان لي في قديم العمر والدةٌ

باسم الحسين تُحلِّي في الصبا لبني

-إذن تشكّلتَ مثل الطينِ منعقدٍ

-بلى بحبِّ أبي الأحرار منعجنِ

وصرتُ طوع بنان الحب

 أحمله ما بين صعدةِ أنفاسي

ويحملني

-وعن حياتك؟

-كانت رهن رَمشتِه

-وعن شبابك

-في هذا الغرامِ فُني

أسير بالريح أنى سار موكبه

وأحملُ الغيم حدَّاءً على الظُعُن

-وهل حكى لك من أسراره خبرا

-أن لا أصافح في الدنيا يَدَ

الوثنِ

وأن أموت ولا أعطي العدا بيدي

أولى لها البتُّ

أن تعطى لكفِّ دَني

وقد عقدتُ يدي نذرا لرايَتِه

وما ظننتُ بها يوما ستخذلني

مضيتُ أجني بها الأهوال أحصدُها

وحان حَينيَ

والجاني الأمين جُني

-ماذا صنعتَ إذن والرايةُ انكسرت

وذاب صوتكَ مما فيه من وهنِ

-ركزتُ زنديَ عند النهر يُخبرهُ

أنَّا سقطنا

ولم نخضع ولم نَهُنِ

المركز الثالث: سيد أحمد العلوي (إِذا اشتَـعَـل اشتَـغَـل بالغِــنَاء)

المركز الثالث:

إِذا اشتَـعَـل اشتَـغَـل بالغِــنَاء

سيد أحمد العلوي (البحرين)


 

عَنِ العَارفِ الذي خرَجَ مِنْ خيمَتِهِ ذاتَ كشفٍ فوجَدَها امْـتلأت شوكاً وصَهيلاً .. فقال: اللهُم أنتَ ثِـقـتي فِي كلِّ كرْبٍ .. ورجائي ..  

(لمْ يكترِثْ للمَوتِ)

سَاعَةَ نحرِهِ

بلْ كانَ ( مَـشغُولاً ) بسَجْدةِ شكْرِهِ

عَشراً

يُسبّحُ تَحْتَها قَمَرُ الزّمَانِ

وقدْ تهَـلّـلَ جِبرَئيلُ بِثـغْرِهِ

عَـشراً

 تُدَمْدِمُ كالصَّهيلِ

أهذِهِ رِئَةُ الحُسَينِ أم الخُيولُ بِصَدْرِهِ !!

يَسْتلُّ مِن جُرحٍ مَواسِمَهُ،

يبُلُّ فَمَ الظلِـيمَةِ

مِنْ ظلِـيمَةِ مُهْرِهِ

حَـتّى

إذا انْكسَرتْ بجَبهتِهِ السّماءُ

وسَالَ ضَوءٌ نَازفٌ مِنْ طُهرِهِ

مَسَحَ الوُجُودَ براحَـتيهِ

كأنَّ سِرَّ اللهِ

مَخبُوءٌ بدَهْشةِ سِرِّهِ

كالمُسْتحِيلِ على انْـتظارِ المَوتِ

أعْطى المَوتَ درْساً آخَراً

مِنْ عُمْرِهِ

وإذا

تقَطَّرَ شيْبُهُ وَرْداً عَلى الأَشْلاءِ

فَزَّتْ شمْعَةٌ مِنْ عِطرِهِ

مُذْ قَالَ عُطشانٌ

تصَبَّبَ وَجْهُهُ زَهْراً،

كأنَّ المَاءَ نَـفْحةُ زَهْرِهِ

شفَـةٌ

تَيبّسَ فَوقَها نَهرُ الكَلامِ

وجَفَّ  غَيمُ الرَّافِدَينِ بِقَطرِهِ

لكِنَّهُ اغْتسَلتْ بِهِ شمْسُ الشهَادَةِ

وارْتَوتْ شفَةُ النَّدى

مِنْ نَهرِهِ

المَاءُ يَنفُضُ عَن يَديْهِ المَاءَ

يَشرَبُ حِينَ يشرَبُ

مِنْ عُـذُوبَةِ صَبرِهِ

وهُناكَ ..

أسْئلةُ الدِّلاءِ بِكفِّهِ:

كَيفَ الضِّفافِ تَـرشّـفَـتْ مِنْ بِئْرِهِ ؟

+شاءِ السَّماءَ

فجَاءَ مِن أقْصى الرَّجَاءِ

يمُدُّ لِلأَحْرَارِ شُرْفَةَ جِسْرِهِ

هُوَ ..

كاشْـتِهَاءِ الغَيبِ لِلشرَفَاءِ

يَـنْصبُ فِي سَبيلِ اللهِ

خَيمَةَ فِكْرِهِ

كَشفَ الحِجَابَ

فأقمَرَتْ تِلكَ النٌّحُورُ

كأنَّهَا الشرُفَاتُ خَارِجَ قَصْرِهِ !

والعَادِيَاتِ

وضِلعِهِ وكِسَائِهِ

 (والفَجرِ) والشفَقِ المُبِـينِ

( وعَشرِهِ ):

لَمْ ينْطَفئْ

بَلْ ظَلَّ يَشتَعِلُ المَدَى فِي مُقـلَـتيْهِ

يُدِيرُ دَفَّةَ دَهْرِهِ

جَفَّتْ وُجُوهُ الحُزنِ ،،

واتَّسَعَتْ بِأحْدَاقِ الزَّمَانِ المُرِّ

طَـلعَةُ بَدْرِهِ

اكْـتبْ كِتابَكَ فِي عُرُوقِ السَّيفِ

يَـــــا .. جَسَــداً يَفُورُ

عَلى جـــِرَاحَـــةِ حِبْرِهِ

كَمْ أفَـلتتْ مِنكَ الدُّمُوعُ

وكيفَ لا  ؟؟

والصَّقـرُ لا تُبكِيهِ مُـقْـلَةُ وَكْرِهِ .. !

عَنْ ( لائِهِ) يُحْكى :

بِأنْ كَمْ حَاولوا ،

فتـقَهْـقرتْ أسْيافُهُم  عَنْ كَسْرِهِ

عَنْ رأسِهِ المُضَرِيِّ

وهْوَ يقولُ للرُّمْحِ القَـدِيمِ :

كَسَرْتَ دَمْعةَ خِدْرِهِ

أوَمَا ترى جسَداً

يُضِيءُ الرَّمْلَ منحرُهُ يُصلّي

الكَونُ ليْلةَ قَدْرِهِ !؟

قُـلْ لِلغَريبِ بأنَّ هذا الرَّمْلَ

مَنفَى العَابِرينَ

إِلى زِيَارةِ قـبْرِهِ

يَا ظامِئاً ..

رَشحَ الحَياةَ بِقلبهِ

فاخْضرَّ بيتٌ أحْمَرٌ في شِعْرِهِ

مَا أطلقوا (بَارُودةً )

 إلا وقدْ خَرجتْ كـمَا

(أُغرودةٍ ) مِنْ ظهْــرِه

أضْلاعُهُ قفَصٌ مِنَ الضَّوءِ الشفيفِ

تُـلوِّنُ الدّنـــيــَا

نَـشيدَةُ طَيرِهِ

 وَهْمٌ على وَهْمٍ ،

وُجُوهٌ … كالسِّرابِ

تشقُّ جَيبَ الوَهْمِ طلقَةُ فَجْرِهِ

هُوَ ذا

ستـقـترِبُ المسَافةُ مِنْ يدَيهِ

كــأنَّــهُ رَشقَ السَّرَابَ بجَمْرِهِ

وهوَى ..

كمَا تَهوِي جِراحُ الكِبريَاءِ ،

تُـزيّتُ الأرْواحَ فِــكرةُ ثــــأرِهِ

إنَّ الدّمَاءَ سَـنابِلٌ خضْرَاءُ

تـنمو مِثـلمَا ينمُو الإبَاءُ

بحِجْرِهِ

وتـشجَّرتْ في قـلبِهِ الأطْفَالُ

خَائفةً تدُسُّ صُرَاخَها

في صَدْرِهِ .. !!

عَنْ طِفلَةٍ

ركضَتْ لِمقـتلِهِ

وعَنْ طِفلٍ سُؤالٍ حَان مَوسِمُ ذُعْرِهِ

الآنَ

تحْضِنهُ الخِيامُ تُعــمِّــدُ الأشــلَاءَ

تقرَأُ طَعْنةً مِنْ سِفْرِهِ

وتُعلّقُ المِصْباحَ فوقَ جِراحِهِ

فيــقومُ ثـــانِـيةً

لعَتمَةِ دَيْرِهِ

وجْهٌ وُجُوهٌ ،،

 كلُّ شيْءٍ فيهِ أشيَاءٌ ،،

 تجَـلَّتْ في مَرَايَا طُهرِهِ

الآنَ  ..

تغْـتسِلُ الشمُوعُ بدَمْعهِ

والآنَ ..

تـشرَبُ صِبيةٌ مِنْ خمْرِهِ

هذا

(غِناءُ العَارِفينَ )

فأيُّ مَعْـنى لا يبلُّ الذّاتَ

لحْظةَ ذِكْرِهِ ؟

المركز الرابع: الدكتور أحمد جاسم الخيّال (ما لم يُروَ من اعتذاريّةِ نهر العلقمي)

المركز الرابع:

ما لم يُروَ من اعتذاريّةِ (نهر العلقمي)

الدكتور أحمد جاسم الخيال (العراق)


مَن ذا شفيعي

فالمياهُ تكربلتْ

وأنا وحيدٌ في الصحارى أَندبُ

لا حقلَ

يرغبُ أن أزورَ ورودَهُ

لا وحشَ

ظامٍ من ضفافيَ يقربُ

وحدي أمرُّ

ورملُ ذاكرتي دمٌ

جفَّ النهارُ ودمعتي تتخشّبُ

مذ جاءني العبّاسُ حاملَ قِربةً

للآنَ

في قِربِ الغوايةِ أُسكبُ

أَ عصَيتُ ربَّ الماءِ تلك خطيئتي؟!

فأنا بعرفِ الماءِ

نهرٌ مُذنِبُ

فعيونُ مائي

كالظلامِ ضريرةٌ

لا الموجُ يغشاها ولا تُستعذَبُ

عطِشٌ أنا مُذ كربلاء

حكايةٌ بفمٍ عليلٍ

صوتُهُ يتغرَّبُ

أنا شمرُ نهرٍ

والمياهُ قبائلٌ

ومياهُ نهري لابنِ حربٍ تُنسبُ

مذ كربلا

وأنا جراحُ مغامرٍ

للآنَ

 يسكنني السرابُ الأكذبُ

لم أدرِ يا عباسُ أنّك قاتلي

حتى رأيتُ شيوخَ موجيَ تُصلبُ

لا ظلَّ لي

 شجري تسلَّقَ غربتي

وبلابلي رحلتْ

فمَن ذا يطرَبُ؟!

قد كنتُ قبلَ الطفِّ

نهراً ناعساً

وبوصفي الشعراءُ عِشقاً تطنبُ

فبخلتُ أن أروي الظماءَ بشربةٍ

فظمأْتُ

حتّى لم يَعُدْ ليَ مَشْربُ

عباسُ يا نهرَ الوجودِ

 فمن أنا؟!

ما عادَ يرجفُ في خضَمِّيَ كوكبُ

فتأرجحتْ

في اللامكانِ ملامِحِي مصفرَّةً

من عزمِ قلبِكَ تَعجَبُ

قمراً وقفتَ على الضفافِ

مُحارباً جيشاً

ووحدُكَ في الكتائبِ تضربُ

فرأيتُ أبطالَ الحروبِ

كأنّها قطعانَ خوفٍ

من زئيركَ تَهرَبُ

ورأيتُ مائي

كيف لاذَ بنهرِه

من حدِّ سيفكَ خائفاً يترقَّبُ

لمّا دنوتَ

شممتُ عِطركَ سيّدي

وحسبْتُ

أنّي بعد لثمِكَ أَعشبُ

لكنْ رميتَ الماءَ ترجزُ ظامئاً

هيهاتَ

قبلَكَ يا حسينُ سأشربُ

فمُعلَّقاً أضحى الوجودُ بكفِّهِ

فشعرتُ

أنِّي من وجوديَ أُسلَبُ

حاولتُ أن أستافَ من قسماتهِ

أنْ أرتوي منهُ

لعليَّ أخصبُ

حاولتُ يا قمرَ الرجاءِ

وإنّني للآنَ أُنفَى

في القفارِ أُعذَّبُ

ما بينَ عينيكَ السنابلُ أورقتْ

أشتاقُها

فالخيرُ منها يُنجَبُ

أشتاقُ بحراً

من وفاءٍ مُعجَزٍ

أو آيةً

من جودِ صبرِكَ تُسكَبُ

غرقِي بمائِي ليس شيئاً مُبهماً

فالليلُ ينبحُ

والإمارةُ حَوأَبُ

والنّاسُ لا كالنّاسِ

تجمعُ ضغْنَها

تَنسَلُّ من أعرافِها وتُكذِّبُ

حاطُوا لواءَكَ

 باغترابِ وجودِهم

وتزيَّنُوا أحقادَهم وتخضَّبُوا

وأنا هديرٌ عاجزٌ

لغتي صدىً

أرتجُّ

في معنى الخداعِ فأَنضَبُ

ماذا سيكتبُ حبرُ مائي حينَها؟!

وأنا

من السِفرِ المعظَّمِ أُشطَبُ

كفَّاكَ مذ قُطِعا

توارتْ دمعتي

خلفَ الضفافِ

وكذّبتْ ما أكتُبُ

أنا

نهرُ حزنٍ غارقٌ بمياههِ

أشجارُ أحلامي بصبرِكَ تُحطَبُ

يا كافلَ الأيَّامِ رغمَ جفائِها

كفّاكَ

في شَتلِ المحبَّةِ مَذهبُ

فبحقِّ

من هزَّتْ عروشَ أُميَّةٍ

تلكَ الأبيَّةُ في شموخٍ

زينبُ

يا سيَّدي العبّاسُ

جئتُكَ ظامئًا

ليَعودَ لِلضَفَتينِ ماءٌ أَعذبُ

يا سيّدَ الأنهارِ فامنحْ

غُربتي وطنًا

ودعْنِي في بهائِكَ أُنشَبُ

فخفضتُ أجنحتي أَطوفُكَ كعبةً

لا أستريحُ

وهامُ حزنيَ مُترَبُ

مائي صموتٌ

في رحابِكَ ظامئٌ

لا شيءَ إلّا العفوَ

جئتُكَ أَطلبُ