تألق أيها السبط الشهيدُ *** فلا شمر هناك ولا يزيدُ
وليس بماكث الدنيا يسيرا *** كمن أمسى بعالمه الخدودُ
برئت من الهوى إن كان شعرا *** فحبك فوق ما يصف القصيدُ
وإن صمتت شفاهك فهي نجوى *** وإن نطقت فقرآن مجيدُ
ولم أبصر عظيما في حياتي *** يؤم الناس وهو بها وحيدُ
تسير إليه أقدام البرايا *** تحث الخطو والمسرى بعيدُ
يظللها من الرحمن لطف *** فنار الإشتياق بها وقودُ
ترتلك الجراح غداة نزف *** وتبحر في رؤاك وتستزيدُ
ويندلق المدى رتما مصفى *** وفي عينيك يبتهل النشيدُ
عجبت لمن يحلق في المعالي *** شموخا كيف يحضنه الصعيدُ
دماه تناسلت بفم الضحايا *** إليه بكل ناحية وجودُ
وما سكنت جراح تعتريهِ *** برغم الظلم يمطرها الوعيدُ
تجفف ما استفاق بمقلتيها *** ويعبق في بواطنها الصمودُ
أعاصمة الإباء وفجر نحر *** تماهى في مصلاك السجودُ
أرادوا ظلمة وأردت نورا *** وليس يكون إلا ما تريدُ
وللسبحات في شفتيك وتر *** إذا ما شفها منك الصعودُ
وللزفرات عبقة مستفيض *** تألقُ من مدامعه الخدودُ
وللأشلاء متسع انتحابٍ *** وها قد ضم فرقتها الجريدُ
ورأسك حين حلق في علاه *** فلا حد إليه ولا حدودُ
يعانق ومضة العبرات عشقا *** وآي الكهف رتلها الوريدُ
وهبتَ هداك في عطف تهادى *** أليس بجمعهم رجل رشيدُ
وملء التضحيات فرات وجد *** ترقرقُ من منابعه الزنودُ
فرحمى السافيات عذاب طف *** وقد سكتت لينطقها الوليدُ
تغازل نحره الريح ارتواء *** لسقيا بلغة مما تجودُ
فأرخى الجفن بين يديك شوقا *** وناح الصبر وارتحل الوجودُ
مضيتَ وآهك انداحت فداء *** وأورق في مداك دم فريدُ
تخطيتَ الدروب بوحي قدس *** خلدت ومجدك الباقي تليدُ
بحيرةُ ورد
حكاية الدم الذي أزهر حباً وكرامة صبيحة سال من شرايين
( الحسين ) عليه الســلام فأوغل في شرايين الخلـــود
إلى الله فوقَ براقِ المواجعِ في ذكرياتكَ
يسمُو بنا الشعرُ أطيارَ حزنٍ ترفرفُ بينَ الحروفْ
فينكشفُ الجرحُ عن مأتمٍ للجمالِ
يسائلُ :
ماذا تخبئُ خلفكَ من أغنياتٍ !!
يلحنّها الحبُّ للعاطلينَ عن الحبِّ
في كلِّ عامٍ يبيعونَ باسمِ العزاءِ جراحكَ
حينَ احتوتكَ السيوفْ
فخُذنا عريسَ الشهادةِ
ها نحنُ نطبعُ فوقَ جبينِ ( طفوفكَ )
مقطعَ أحلامِنَا فانتهينَا إليكَ
أتيناكَ ظمأىً كيومكَ يُلهبنا الشوقُ سوطاً
نجرجرُ قيدَ العذابِ الأليمِ ..
نلمُّ خطاكَ التي أزهرتْ بالفدى
فوقَ أرضِ ( الطفوفْ )
فتعشبُ فينا صلاةً سماويةً
وحقولاً من المجد تزهو ، وبيدرَ عزٍّ وحرّيةٍ
وقافيةً منْ حتوفْ
تحلّقُ فيها طيورُ الكرامةِ مجداً
وركبُ الأماني عليها يطوفْ
ـ 2 ـ
وجرحُكَ يروي عروقَ الفداءِ برغم الفضاءِ اليبابِ
وعطرُ الشهادةِ في ( كربلائكَ ) يزكو
يعيدُكَ منكَ إلينَا
نضارةَ صبحٍ لهذي الحياةِ برغم الدخانِ ورغم الخسوفْ
و ( عاشورُ ) أيقونةٌ للوجودِ
نطلّ عليكَ ..
نراكَ بكلِّ الوجوهِ الثكالى
تَفَتَّقتَ سنبلةً من جراحٍ
إلى أن تدلَّتْ علينا القطوفْ
قرأناكَ في أعينِ البؤساءْ
أماناً كبيراً
يسيّج تلكَ القلوبَ التي أفزَعَتها الفجيعةُ في ( كربلاءْ )
وحُلماً جميلاً يداعبُ جفنَ العيونِ التي أسهبتْ في العذابِ
يغلِّفُها الحزنُ والشوقُ والذكرياتُ
لأجلكَ يا جنةَ الشهداءْ
تهاوى بها السهدُ مجروحةً في الظلامِ
على شفرةِ الحزنِ مغموسةً في البكاءْ
سقطتَ فسالتْ دماكَ
بحيرةَ وردٍ يجدفُ فيها الإباءْ
ـ 3 ـ
وكانَ ( الفراتُ ) حزيناً
يلملمُ ضوءَ الشموسِ
ويرحلُ نحو الخفاءْ
تموتُ الطيورُ على شاطئيهِ
وتسقطُ ظمأى
وتهوي الأزاهيرُ من ( هاشمٍ ) ..
ويخرُّ الصحابُ ..
تجفُّ على الطينِ آثارُهمْ
مطاعينَ ..
أشلاؤهمْ مسكنٌ للرياحِ
وطلاّبِ حقٍّ
قد ابتكرُوا الموتَ نهجاً
على أن يهانُوا
فمدّتْ عليهمْ نخيلُ ( العراقِ ) ظلالَ المساءْ
وأكرمْ بِها أن تسيلَ الدماءْ
فمن هاهنا الابتداءْ
إلى هاهنا الانتهاءْ
ويا أيُّ هذا المجرّدُ من كل شيءٍ
سوى العزّ يومَ المحرّمِ
تندى عليه الورودُ ..
تزاورهُ الطيرُ بينَ النبوةِ جسراً وبينَ الإمامَهْ
يموتُ وكفّاه مرفوعتانِ
علامةَ رفضٍ
ـ 4 ـ
ويرفعُ للحقِّ هامَهْ
رأيتُكََ فوقَ ثغورِ المنايَا
علَى عَرَصاتِ ( الطفوفِ )
طريحاً يُحاصركَ الجيشُ ملقىً
وأنتَ تنادي : كرامَه كرامَهْ
أقول :
خطرتَ ببالي
فقمتُ أبلِّغُ باسمكَ كلَّ الرسالاتِ
من أوّلِ الشعرِ حتّى انتهاءِ القصيدَهْ
وكنتَ تضيءُ قناديلَ روحيَ
عزماً
بكلِّ الدروبِ
وتدلقُ فيهَا زيوتَ العقيدَهْ
وإن السيوفَ التّي مزَّقتكَ
وغاصتْ بنحركَ حدَّ الصبابةِ
أذكَتْ فتيلةَ جُرحي وأَورَتْ وقيدَهْ
فداؤكَ قلبي
فأيكمَا اليومَ تحتَ السنابكِ
حزُّوا وريدَه !!
ـ 5 ـ
وفي ( الطفِّ ) كانَ الإلـهُ
عليكَ يعَوِّلُ
في أنْ تعيدَ الحياةَ لوجهِ الحياةِ
يُعدُّكَ فتحاً مبيناً
ونصراً لكل المعاني المجيدَه
سقطتَ ولم تسقطِ الأمنياتُ ..
تأرَّجتَ نسمةَ لطفٍّ من الخلد هبتْ
وما جفُّ نُبلُكَ
إذ كنتَ أنتَ على الأرضِ
رغم المنيّةِ .. رغمَ الجراحاتِ
رغم اغترابكَ
حلمَ النفوسِ الشريدَهْ
ورأسُكَ مازالَ فوقَ الرماحِ
يرتلُ سِفْرَ البطولةِ ..
يقرأُ باسمِ الإباءِ نشيدَهْ
سلامٌ عليكَ .. على ( كربلاءَ )
على كلِّ روحٍ بيومكَ
خرّتْ بفيضِ الدماءِ شهيدَهْ
حُلمٌ يطفو بريشِ ملاك
الأمنياتُ رصيفٌ … والرؤى سَفَرُ
من أوّلِ الحبِّ قلبي كان ينتظرُ
من أوّلِ الشوقِ كان الدّربُ يُومئُ لي
وكنتُ أبصرُ مالا يُدركُ النّظرُ
أمضي إليك وشِعري بعض أمتعتي
ومن ورائي تسيرُ الشمسُ والقمرُ
نمضي ..ومن خلفنا الأنهارُ تعرفنا
“والخيلُ والليلُ والبيداءُ “*والزّهَرُ
العاشقون على أبوابكَ ازدهروا
والشانئون بكفِ الريح قد نُثروا
أنت الطريقُ.. ومعنى السيرِ.. “هيتَ لنا”
لنعبر الغيبَ فيمن بالهوى عبروا
حُلمي أصابعُ غيمٍ ..لهفتي ودقٌ
أطفو بريشِ ملاكٍ ثم أنهمر..
أضمّ بين كفوفي ما تفايض من
غناءِ حوريةٍ بالنورِ تستترُ
عيناي رقصُ فراشٍ في حقول سنًا
عيناك منبعُ ضوء ..حيث أنصهرُ
أفنى ..وأخُلَقُ في نارِ الهيامِ وما
غير التّوحُدِ لي في المنتهى وَطَرُ
لا شيء يُشبهُ وجهي حين ترمقني
أعلو ..أطيرُ ..أغني ..تُومضُ الصورُ
ما كنتُ إلا ترابا منك بي عبقٌ
لولاهُ ما اخضرّ قلبي وادّلى ثّمرُ
لولاهُ عمريَ فانوسٌ بلا لهبٍ
لولاهُ قلبي جبٍّ.. خفقتي حجرُ
لولا جمالكَ هل لي في الجمالِ هدىً
ويوسفٌ حين يستجليكَ ينبهرُ
ولو زليخة تدري عنكَ ..عن ولهي
بكت عليّ طويلا ..كيف أصطبرُ
أرسلتُ هدهدتي حتى تجيءُ بما
يشاعُ عنك ..فلا حِسٌّ ولا خبرُ
مزّقتُ أقمصة الأشعار ..بحتُ بما
تشي لحوني ..حتي أُذْهِلَ الوترُ
كمثل مريم هزّت جذع نخلتها
أهزُّ خصر سمائي تسقطُ الفِكَرُ
كما تحيكُ عروسُ الفجرِ طرحتها
كما يُرتّلُ غيمَ المشتهى مطرُ
كما عذارى النجومِ الغافيات
على بروجها لَهَفًا ..والتوقُ ينفجرُ
وقبلةٌ من شفاهِ الوحي تُوقظها
تشفّ أحداقها ..والوهجُ يُبتكرُ
كطفلةٍ باتساعِ الكونِ ضحكتها
في ثغرها بلبلٌ.. في كفها شجرُ
أو مثل ناسكة تخلو بصومعةٍ
حيطانها مرجُ البحرين والدُّررُ
لا لهو يُشغلها ما دمتَ شاغلها
سكرى وإن لم تذُق خمرا ..وتَذّكِرُ
سبحان نورك خرّ القلب مُنصعقا
=لما تجليتَ= حتى كدتُ أنشطرُ
“حسينُ ” يا ليتني ذرٌّ يحُوم على
شباّكِ قبركَ.. أو بين الخُطى مَدَرُ
دعني أبوحُ وهل في البوح متسعٌ
حبي مُعَلّقةٌ لو كنتُ أختصرُ
خذني بقربكَ ..-عينُ الله شاهدةٌ-
تنور شوقيَ بالطوفان يستعرُ
وصفحتي بدموعِ الحبرِ مورقةٌ
في كل مأتم وردٍ للندى أثرُ
دعني أنوحُ كما نوح الحمامِ على
زنديكَ حين يقولُ الحزنُ ..: لا وَزَرُ
دعني ألملمُ عشقي كل أمتعتي
خذني بكلّيَ لا تُبقي ولا تَذَرُ
إني عجلتُ لترضى خُذ بقافيتي
من أولِ الشّطر قلبي كان ينتظرُ
82 شاعراً يتنافسون على لقب شاعر الحسين في 19 ديسمبر
يشهد المهرجان الشعري المزمع إقامته مساء الجمعة ليلة السبت (19 ديسمبر/ كانون الأول 2014) في نهاية فعاليات مسابقة «شاعر الحسين» بنسختها السابعة، تنافساً إبداعياً محموماً بين 82 شاعراً وشاعرة من 5 دول عربية هي (البحرين، السعودية، العراق، لبنان، مصر)، وذلك للفوز بلقب «شاعر الحسين».
وأوضح رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة عبدالجليل الصفار أن لجنة التحكيم تعكف على دراسة وتقييم النصوص الشعرية التي اجتازت مرحلة الفرز الأولي، وعددها 49 نصاً، فيما لم توفق 33 قصيدة في اجتياز التقييم الأوليّ، مبيِّناً أن 21 في المئة من المتنافسين من الإناث.
وأضاف الصفار أن النصوص التي تلقتها اللجنة جاءت متنوعة في أشكالها الإيقاعية بين القصيدة العمودية وشعر التفعيلة وقصيدة النثر، مشيراً إلى أن عملية التقييم تخضع إلى معايير نقدية تطبقها لجنة من المختصين في النقد والتحليل الأدبي، وبأرقام سرية من دون معرفة هوية أصحابها.
يذكر أن مسابقة «شاعر الحسين» هي فعالية شعرية سنوية ذاع صيتها منذ العام 2008 داخل البحرين وخارجها، وهي تختص بالأدب الحسيني المعاصر، وينظمها مأتم أنصار الحق بالبلاد القديم، وقد حاز لقب «شاعر الحسين» في العام الماضي الشاعر البحريني عقيل القشعمي، تلاه الشاعر القطيفي سيد أحمد الماجد، وحلّ ثالثاً الشاعر البحريني مجتبى التتان.
شاعر الحسين تحتفي بالباحث عبدالله آل سيف 19 ديسمبر
تحتفي مسابقة شاعر الحسين السابعة، في مهرجانها الختامي المزمع إقامته مساء الجمعة (19 ديسمبر/ كانون الأول 2014)، بالباحث والمصنّف البحريني عبدالله آل سيف.
وأوضح رئيس اللجنة المنظمة عبدالجليل الصفار أن هذا الاحتفاء يأتي تكريماً للجهود البحثية والكتابات المتنوعة التي أثرى بها الباحث المكتبة المحلية خلال ثلاثة عقود، واشتغل عبرها في قضايا العقائد والتاريخ والتراث والأنساب، حيث افتتحها بمقالات صحافية في مجلة «المواقف» الأسبوعية في ثمانينيات القرن الماضي، ثم جاءت باكورة أعماله التوثيقية بوضع أول معجم موسوعي للمآتم الحسينية في البحرين تحت عنوان «المأتم في البحرين»، صدر جزؤه الأول سنة 1995، وهو عبارة عن دراسة توثيقية عن ظاهرة المؤسسة الحسينية في البحرين، وتحوّل هذا المعجم إلى مرجع للعديد من الباحثين خارج البحرين المهتمين بتحليل الواقع الثقافي والديني المحلي، وتوالت بعده مؤلفات الباحث آل سيف، منها: «أعلام صنعوا التاريخ» (2003)، «الإسلام والمسلمون» (2003)، «طوائف ومعتقدات» (2005)، «كشكول آل سيف» (2005)، «الشجرة النبوية الشريفة» (2008)، «مدن وقرى من بلادي» (2012).
يذكر أن مسابقة شاعر الحسين هي فعالية شعرية سنوية انطلقت سنة 2008 بالبلاد القديم، وهي تختص بالأدب الحسيني المعاصر، وقد حاز لقب «شاعر الحسين» في العام الماضي الشاعر البحريني عقيل القشعمي، تلاه القطيفي سيد أحمد الماجد، وحلَّ ثالثاً البحريني مجتبى التتان.
صحيفة الوسط البحرينية – العدد 4478 – الخميس 11 ديسمبر 2014م الموافق 18 صفر 1436هـ
أوحى ليَ الماء
من غيمةٍ في سماء الحبِ قد هطلوا
وحينما شاخ وجهُ الشمسِ ما أفلوا
ستائرُ الحزنِ بالأوجاعِ تنسدلُ
أوحى ليَ الماءُ، أنّ الشمس ذات ضحىً
ودمعةٌ طفلةٌ شاخت وما فتأت
ها قد أتيتكَ مفجوعاً .. يحاصرني
معي مدامع قلبٍ موجعٍ، ومعي
مواسمي كلّها قحطٌ، وها أنذا
الماء يرسم شكل الموت ملتظي اً
ياسيّدي .. يا نبي الماءِ .. ظامئةٌ
فجاء صوتٌ من المجهول يهتف _ يا
دعني أعلّق عيني في سمائك غي
أوحى ليَ الماءُ ، أن الموت مرّ على
وأنّ كل ظلامٍ كنت تحرثه
بأيّ شمس أضأت الكون في زمنٍ
هنا بذاكرة الرمل الح زينِ دمٌ
ما زلت دولة ح ق تنتشي ألق اً
مازلت تنزف أحلاماً وتعزف في
يا سيّدي .. ك ل شيءٍ فيك يُبهرني
أعدو وتتبعني الأشواق، مرتدي اً
أشدو .. وأنظر في المرآة عن كثبٍ
موتى فموتى، وكم جادوا وما بخلوا
وأسرجوا دمهم للناسِ واشتعلوا
على شبابيكِ من بالضوءِ قد ثُكلوا
كانت على زفرات الأرض تنجدلُ
وكلّما مرّ ذكر الطفّ تنهملُ
حزني ، وتمشي على أقداميَ السبلُ
حزنٌ غزيرٌ، وجرحٌ ليس يندملُ
وحدي على شرفات الغيم أبتهلُ
أعدو إليه سريعاً .. ثم لا أصلُ !
ك ل الغيومٍ، وما قد مسّها بللُ
هذا _ بأنك أنت الوابلُ الهَطِلُ
مةً حسينيةً أمطارها الخجلُ
أرضٍ، فأورق في أنحائها الأملُ
ضوءً، أ ا ره صباحا منك ينهدلُ
به الدياجيرُ ضوءَ الشمس تنتحلُ
يظل بين سنين الدهر ينتقلُ
للثائرين إذا ما جارت الدولُ
صمت المساء لحوناً ، والمدى جذلُ
ال أ رسُ والكفُ والأخلاقُ والمُثُلُ
حبّا فريداً، فقلبي في الهوى ثملُ
فلا أرى غير وجهٍ ملؤهُ الوجلُ !
متيمٌ بك حدّ الموت .. ها جسدي
فتشت كلّ ج ا رحِ الأرض قاطبةً
أكنت تحمله ورداً، وبوصلةً
أكنت ته أ ز بالريح التي عصفت؟
علّقت أسئلتي الحيرى على شفتي
وشاب أ رسيَ وابيضتْ بيَ المُقلُ
هبني قميصك، إنّ الماء أنبئني
وأنني والمسافاتُ التي نزفت
ما أوسع الدرب .. من مثواكَ نبدأه
وكربلاءُ التي كنت انشتلتَ بها
فيالذي كانت الأحلام تشبهه تمر بي كاخض ا رر الروح فوق فمي
أشعلتُ نار حروف الشعر في خلدي
وجّ هتُ وجهي نحو الطف قافيةً
درعٌ، وأوردتي الأسيافُ والأسلُ
فكان جرحُكَ جرحاً ليس يُحتملُ
للعابرين، وكان الموتُ ينذهلُ؟
وكيف كنتَ بوجه الريحِ تنشتلُ؟!
فجاوبتني بدمع الحسرة المُقلُ
وكلّما مرّ ذكر الطف أكتهلُ
أني بقمصانك الحمراء أكتحلُ
موتاً، بأنهارك الحم ا رء نغتسلُ
فكربلاء بعرش الله تتصلُ
نخلاً، ستبقى لأمر الله تمتثلُ
والأمنيات على كفيه تبتهلُ
كالأغنيات، وكم يحلو بك الزجلُ
حتى تضرّمت الأبياتُ والجملُ
فإنني نصفُ بيتٍ، فيك أكتملُ
وضوءٌ على شرفِ الحسين…..
وضأتُ روحي من هديرِ جراحي
وعبرتُ جرحَك مالئاً أقداحي
وفتحتُ حبَّكَ قلعةً لفرادسٍ
أسمو بها لعوالمِ الأرواح
علِّي أترجمُ أبجديَّةَ قصَّةٍ
رفعت عنِ التاريخِ كلَّ وشاحِ
وأرى السنين المسرجاتِ دروبها
تجلو الشقاءَ على مدى أتراحي
هذي حياتكَ والخلودُ يصوغها
أنشودةً للمشرقٍ الوضَّاح
ويطلُّ فجركَ من ضفافِ جراحهِ
حتَّى يباركَ موكبَ الإصباح
جرحي وجرحكَ ها هما يا سيِّدي
متعانقانِ بشقوتي ومراحي
وأرى لديكَ الكونَ يرفُلُ عزَّةً
لا تنحني أبداً إلى سفَّاح
عشَّاقكَ الأحرار باغتَ دربهم
نحوَ الضيا حُجُبُ الظلامِ الماحي
لبيكَ يامولايَ كانَ لوائهم
في كلِّ مرفدِ عزَّةٍ وكفاح
أجمل بهم من عاشقينَ توحَّدوا
ومضوا إلى دربِ الهيامِ أضاحي
شربوا من النخبِ الذي ثملت بهِ
هذي الحياةُ وأثملت ألواحي
وتدفقت ذكراكَ في أعماقنا
حمراءَ ذاتَ توهُّجٍ وجمـــاح
بوركتَ من جرح يفيضُ نميره
عذبا على مرأى اللظى الصدَّاح
ياراسماً دربَ الخلودِ خريطةً
أزليَّةً من ريشةِ الأطماح
ذا ليلُ عاشوراء رحتَ تحيله
صبحاً تسلِّطهُ على الأشباح
هيهاتَ منَّا الذلَّ دوَّى جمرها
تصطكُّ سمعاً تستفزُّ نواحي
هيهاتَ منَّا الذلَّ تقتحمُ المدى
حتى يفيقَ بأنهرٍ وبطاح
وهديرُ نبعَك لم يزل بهديره
يمتدُّ أفقاً للسنا الممراح
جراحٌ بنكهةِ الحبّ..!
1. ما اسْمُ الجراحِ التي كالحُبِّ نكهتُها
= ما اسْمُ الأَشقّاء بالآهَاتِ والوَجَعِ
2. ما اسْمُ العناوين مُنذُ الرَّمْل غَافـَلَني
حَظَّـًا فعرَّافتي قدْ شَدَّها طَمَعي
3. تمشي على لُغَةِ الأوجَاعِ شطرَ دَمِي
تـُغوِي فَأقـرَأُ فيها كُلَّ مُتَّـسَعي
4. أؤمُّ لَونَ المَسَاءَاتِ التي عَطِشَتْ
كالرِّيحِ حِينَ تمَادَتْ بالبُكَاءِ مَـعِي
5. إذْ أوّل الشَّوقِ مِينَاءٌ يَئِنُ بنا
وليسَ إلا قَوامِيسَ الرِّثاءِ يَعي
6. وليسَ في وِسْعهِ إلا النِّداءُ ضُحىً
والخَيلُ تُومِئُ لي أنْ خفِّفِي فَزَعِي
7. فَأمتَلي بنِدَاءَاتِ الفُرَاتِ إِذا
أغْرَى الدِّمَاءَ بِوَجهٍ مِنهُ مُصْطَنعِ
8. أَصِيحُ خَارجَ نَـفْسِي في مُسَاءَلةٍ
يا غُربَتي , يا احْمِرَارَ الوَجْدِ فلتَضعي
9. كَأسَاً سيَحتَاجُها الآتونَ من ظَمَأٍ
وسَكْرَةً كانتِشَاءِ النَّهْرِ بالبَجَعِ
10. أو كالعَويلِ الذي في الصَّدرِ سُورَتهُ
مُقدارُ عُمْرٍ سَبيِّ النَّبضِ مُنصَدِعِ
11. يا كَربَلاءاتُ أَوجَاعِي أ تَشبَهُني
حقِيقَتي وأنَا إيَّاكِ في هَلَعِ؟
12. كأنَّنا آلِـهَاتُ الدَّمعِ صُورتُنا
صِلصَالُ أُغنيةٍ من نُـوتةِ الجَزَعِ
13. كأنَّنا ويَتَامى الفَجْرِ يَسلبُنا
مَوتٌ طويلٌ لآهَاتِ الرَّحِيلِ دُعِي
14. ومُفرادتٌ من النزفِ الذي انتَفَضَتْ
لهُ الأقـَاصي على كَفٍّ من الوَرَعِ
15. وذا الغُموضُ يُضِيءُ الطِّينَ في ألمٍَ
فيَستحِيلُ كَمَاءٍ فيَّ مطَّلِعِ
16. هُنالكَ اليَـمُّ سيَّارٌ بلوعَتِنا
فالقِ القَراَبينَ بالتَّرتيِلِ أو فَـ قَعِ
17. واسجُدْ على نبَضاتِ الجُرحِ ذاكِرةً
واعرُجْ مَسِيحَـًا فما في العِشقِ من بِدَعِ
18. لا تمتَحنِّي أنا المَهْدُورُ نبرتُهُ
هذا السَّلامُ كلَحنٍ رَقَّ حِين نُعِي
19. والعَازِفونَ زِيَاراتي أَذَانُ فَمِي
يُهَسْهِسْونَ سَمَاءً ذَاتَ مُرتفَعِ
20. فيُـوجِعُونَ صَلاةَ الرَّمْلِ أَدعِيَةً
مَختُومَةً بِغَمَامِ العَصْفِ والهَمَعِ
21. بُكاؤُها ربّما أَعطَى المَـغِيبَ مَدَى
فيَا سَوَاقِيهِ يَا آلامَهُ اسْتَمِعِي
22. غِريبَةٌ هي أشْيَائِي التي غَرُبَتْ
إليكَ تَتلو شُرُوقَـًا جِدّ مُتَّسِعِ
23. تصَعَّدتْ بِدَمٍ تلكَ النُذُورُ هَوَىً
فاسَّاقَطَتْ لاثِمَاتِ القَبْرِ والقِطَعِ
24. هُنَالكَ العَطَشُ الدَّامي يُصَيِّرُنا
بَوَحًا تأخَّرَ , هلْ يأتِي كَمَا السَجَعِ؟
25. وهلْ يطوُلُ كَـ بَالِ اللَّيلِ في سَهَرٍ
حَدّ الأَنِينِ بِطَيفٍ نَاحِبٍ لَمِعِ؟
26. يَرمِي البَعيدَ على رِيحِ الوُجُوهِ لَظىً
كَمَا لو انَّ النَّوَى بِالخَطْوِ لم تَسَعِ.!
27. يا سيّدي مُنذُ أن صِيغَتْ مَدَاركُنا
جِئنَاكَ كالعَطْفِ , كالتَّرديدِ , كالجُمَعِ
28. يا سيّدي كانَ جِبريلٌ يَمرُّ بِنَا
نَرَاهُ يتلُو صَلَاةَ الآهِ والوَدَعِ*
29. يأتِيكَ زَحْفَـًا سمَاوِيَّـًا يُظلِّلُهُ
عَرَشٌ تَنزّلَ بالتَّهليِلِ والمِنـَعِ
30. وينَثْرُ الوَردَ في آلاءِ وِجهتِهِ
نُوبَاتُ حَرَفٍ على الآلامِ مُنطبِعِ
31. يَطِلُّ من غُربَاتِ النَّـخلِ يَسرِقُني
تِلاوةً بِدَعَاءِ النزفِ بالسَرَعِ*
32. يا جَاذِبِـيَّـتُها الأُخرى أَجِيءُ هُنا
بَيضَاءَ من غَيرِ سُوءٍ صَبَّني وَجَعَي
33. الشَمسُ في رَغبَةِ الإِشْرَاقِ تَصْلِبُني
كَالبَحْرِ مُحْتَضِنِ التِنحَابِ ممُتنَِعِ
34. فأَسْتَريحُ على أَهدَابِ خصلَتِها
بِاسمِ الحُسَينِ بِصوَتٍ فيّ مُرتَجَعِ
35. يا سِيرةَ الخُلْدِ مُسِّي في ملُوحَتِنا
حِكايَةٌ بين رَمْلٍ فِيكِ مُفتَجَعِ
36. كما السَّعِير إذا نَامَتْ جَوارِحُهُ
يكُونُ في جَوفِهِ تلّاً من الطَمَعِ
37. سَعِيرُنا مَاثِلُ الحِرمَانِ أعْجَبَه
نطقُ ابتِهَالاتِ عِشقِي نَحوَ مُنتجَعِي
*الوَدَع : ما يُعلّق على الكعبة ..
*السَرَع : الوَحى ..
..
” مدَدُ الطفوف “
هل من كليمِ جوىً لجرحِكَ يُلئِمُ
أم من رهينِ أسىً يُحررُهُ فمُ
ما ملَّ مِن نَوحٍ عليكَ ومِدحةٍ
شِعرٌ تُسرّحهُ الهمومُ وتُلجمُ
إذ فيكَ للشعرِ اختلاجُ تَميمةٍ
فيها بما يُشتقُّ منكَ تَنَمنُمُ
وبهِ عليكَ إذا تشَطّرَ حُرقَةٌ
فإذا تَفرّدَ كُلُّ حَرفٍ زَمزَمُ
ورحلتُ أستسقي هديلَكَ والإبا
مِن لَحنِ قانيكَ الشّدِيِّ يُتمتِمُ
أطويكَ في سِفرِ القصيدةِ مُصحفاً
فإذا انتثرتَ فأنتَ آيٌ مُحكَمُ
ما كنتَ عَشراً تُفترى سوراً وفي
إعجازِ وحيِكَ آيةٌ تتكلّمُ
شَوطَأتَ مِن مَدَدِ الطّفوفِ أناملاً
فغدتْ للجّةِ راحتَيكَ تُيَمِّمُ
أهفو إليكَ وفي الحشاشةِ مُهجةٌ
حرّى وفي الآماقِ دمعٌ مُحْرِمُ
من يومِ كانَ الماءُ أعطشَ واردٍ
مِن حيثُ يَــــروي حـالئيـــــكَ ويندمُ
وَوَددتُ لو كُنتُ الذبيحَ تتُلُّني
كفُّ السيوف فأفتديك، وتسلمُ
ما حُبُّكَ المنحوتُ حُبُّ صبابةٍ
حيناً يؤوبُ وتارةً يتصرَّمُ
كلا ولا نزواتُ طارقةِ الهوى
إنّ المحبَّ بما يَجِنُّ مُتيَّمُ
يا أنتَ حينَ تُفلسفُ العشقَ الفريدَ تجلّياً فيتيهُ فيكَ ويُغرمُ
ها قد أتيتُ وحقُّ دمّكَ إنني
في غيبِ ما شاهدتُ منكَ مُسلِّمُ
أنتَ الخلودُ إذا استبدّ بلحظةٍ فيها لمعناكَ الكبيرِ تبسُّمُ
راهنتَ بالموتِ البقاءَ فكانَ واللهِ الرهانُ بحقّ ثَأركَ يُقسمُ
وسنَنتَ بالدمِّ الطهورِ شريعةً
بسُدى وريدِكَ تستقيمُ وتُلحمُ
قُل لي بربّكَ ما تكونُ وفيكَ مِن
إرثِ النُبوّاتِ اتّساقٌ مُبرَمُ
أنت الذي تختارُ أقدارَ الطغاةِ فتارةً تُبدي وأخرى تحتمُ
يا تمتماتِ أسنّةٍ ونحيبِ رُمحٍ أو وَجيبِ نجيبةٍ تتألمُ
أبكي عليكَ وكلُّ جسمي مُقلةٌ
يابنَ الكُماةِ وكلُّ عمريَ مأتمُ
قد أعطشوكَ ونونُ كافِكَ لمحةٌ تكفي لتومئَ للفراتِ فيقدِمُ
أيقنتُ أنّكَ في انبعاثكَ مُعجِزٌ
ولُكلِّ طُلاّبِ الشهادةِ مُلهمُ
علّمتهم فصلَ الخطابِ بما ابتدعتَ من البلاغة فالذي نطق الدمُ
فزممتَهم في عِقدِ مجدكَ لؤلؤاً
حلّوا أساورَ مِن دِمَاكَ ونُعّموا
فتقلّدوكَ مصلّتينَ يفوحُ من أردانِهم ضَوعُ النجيعِ ويَفعَمُ
كفروا بعيش الخانعينَ وآمنوا
بكَ في يقينِ العارفينَ وسلّموا
للهِ صُنعُكَ بالنفوسِ فأنتَ إحدى حالتينِ معظِّمٌ ومكرِّمُ
ولأنتَ في أمثولةِ العزِّ انبهارُ ولادةٍ أخرى تَجِدُّ وتُتئمُ
تستحلفُ الدنيا وأنتَ يمينُها
فتقرّ أنك يا حسينُ الأعظمُ
فلأنتَ مَن جمعَ الشهادةَ فانثني في كفِّهِ الأُخرى انتِصارٌ مُبرَمُ
وأبيتَ إلا أن تكونَ قضيةً
عُظمى تُسافِرُ في الضميرِ وتُتهمُ
وبقيتَ تنطقُ في الزمانِ كأنما أنتَ الزمّان ووقتُ غيركَ أعجمُ
بأبي الذي أهدى الحقيقةَ كُنهَها
فهو الحقيقةُ طوقُها والمِعصَمُ
ساءلتُ عنكَ المرهَفاتِ فَهَمهَمَتْ
ولهــا بِمــا ســاءلـتُ ردٌ مُفـــحِــمُ
ليسَ الحسينُ سوى قتيلِ سُويعةٍ
طالتْ فجلجلَ في الزمانِ مُحرّمُ
حُييتَ مُشتَجرَ الرماحِ مَخيطُكَ البيضُ الصِفاحِ تُحلّها أو تُحرمُ
حُييتَ مُختزِلَ الطيوفِ بواحدٍ
والكونِ في أرضٍ واسمكَ مُعجَمُ
حُييتَ قِبلةَ عاشقٍ ألهمتَهُ
أنّ الشّهادةَ للسعادةِ سلّمُ
تبّاً لعقلٍ لا يراكَ حقيقةً
والحقُّ فيكَ تصوّرٌ وتَجسُّمُ
ما قلتُ فيكَ الشعرَ أطلبُ منحةً
إلا لأنّ الشعرَ فيكَ مُعظّمُ
غربة الرأس عن الجسد
إضاءة :
كغربةِ الزَّمان عن المكان , كنفي الجَمَال عن الجَلال , كانكسار ضوء الذات في ماء المرايا , كـ ..
النص :
إلى أينَ يا رأسَ الحسين تهاجرُ؟؟
تغربتَ مُنْذُ الطفِّ عن جسدِ الفدا
تصببتَ يومَ النحر نهرَ كرامة
أُحسُّ بأمواج ِانتصاركَ نشوةً
تفوَّقتَ يا رأسَ الحسين على العدا
وها نحنُ أهلُ الأرض نغفو على الثرى
نهارًا تربِّي الشمسَ تربيةَ السَّنا
وليلاً تصلِّي بالنجوم جماعةً
وتُلقِي على سرْبِ الكواكبِ خطبةً
أبا الغربة الظمأى .. كؤوسي تأنسَنَتْ
يناديكَ تيهي في براريه هائمًا
يضجُّ فؤادي داخلي ذاتَ ظلمة
وتزحفُ أحزاني تؤدي طقوسها
وتبكي مناديلي و أمسحُ دمعَها
تجننتُ حيث القلب ثارَ على النُّهى
جنوني هوَ ( العقلُ الجديدُ ) .. وها أنا
وأعشقُ مأساتي , أصونُ جلالها
أثاقفُ في ذكراكَ ظلا مفوَّهًا
ويشتجرُ المعنى ليصبحَ أيكة
تطلُّ على الدنيا من الخلد قادمًا
تصبُّ وقودَ الحقِّ داخلَ أمَّةٍ
وتُغْري محبيكَ المساكينَ بالضُّحى
سيوفُ اللظى البلهاءُ ظنتْكَ داميًا
أرادتْكَ – يا للطفِّ – رقمًا مُمَزَّقًا
خرجتَ على ريح السَّمُوم ِمناضلاً
لأجل ِالمدى قايضتَ روحَكَ بالردى
ورأسِكَ لمْ تشرقْ هوية ُمجدِنا
عشقناكَ مرآةً وظلاً ونرجسًا
رسمتَ على جدراننا شمسَ كربلا
هي الثورة الكبرى اختراعُك سيدي
ولا لونَ للزيتون ِ إذ جارَ جائرٌ
أمَا للسٌّرى في وحشةِ الدَّهرِ آخِرُ؟؟
وما زلتَ رحَّالا كأنَّكَ طائرُ
وقد كنتَ كفْؤَ الموتِ , والموتُ ماطرُ
وأنتَ على الرُّمْح الرماديِّ حاسرُ
تعاليتَ كُبَّارًا وهمْ همْ أصاغرُ
وأنتَ الذي فوق السماوات ساهرُ
تعلّمُهَا كيفَ الشروقُ المغايرُ
فبوركتَ من مولىً هوتْهُ المنائرُ
وأين تكنْ تنهضْ إليكَ المنابرُ
وشفَّت بأجسام الزجاج محاجرُ
ويهواك همِّي وهو في النفس غائرُ
كما ضجَّ في شهر المحرَّم عاشرُ
كما زحفتْ نحوَ الحقول المقابرُ
بعيني َّ!! يا نعْمَ الهوى المُتصاهِرُ
و أنتَ لأمثالي/ المجانين عاذرُ
أنوحُ وبالحزنِ ِالعتيق ِأفاخرُ
فبعض المآسي في الزمان جواهرُ
وما بيننا التفَّتْ رؤىً ومَحَاوِرُ
تُعَشْعِشُ أفكارٌ بها وخواطرُ
فلا غابَ سيماءٌ ولا اختلَّ ناظرُ
لأنَّكَ تهوى أنَّ تُشعَّ المصائرُ
وما الفجرُ إلا مِنْ جبينِكَ سافرُ
فكنتَ كما تنمو وتحيا القساورُ
فكنتَ وجودًا تشتهيه الضمائرُ
وأيقنتَ أنَّ العزَّ حيثُ المناحرُ
ولولاكَ ما كانَ الشموخُ المعاصرُ
بغير أضاحي الطفِّ وهي مجازرُ
وإن زأرتْ وسط الجحيم مخاطرُ
ومن حولها قطرُ الندى والأزاهرُ
وتسمو الدُّنا فيما تراهُ العَبَاقرُ
ولمْ يأتهِ من ( سورةِ الرَّعْدِ ) ثائرُ