المركز الثالث / فئة القصيدة التراثية: اعتراف (الشاعر حسين عيسى الستري)

اعتراف

الشاعر حسين عيسى الستري

(مملكة البحرين)

وَصَلْنا وَوادي الطفِّ ناءٍ بِنخلِهِ
وكُنّا أُلوفاً نَملأُ الأُفْقَ بِالقَنا
مَنعْنا مَعينَ الماءِ عنهُم لِيَنْثَني
فسّلَّ لَنا العبَّاسَ بَرقاً كأننا
قَطَعنا كُفوفَ الفضلِ حتى تفجَّرَتْ
رَأينَا حُسيناً عِندما ودَّعَ ابنَهُ
فقام إليهِ مُرةٌ في قِتالِهِ
وَعالَجَ رُمحاً ناقِعاً جاهِليةً
فجاءَ أبوهُ والأسى في مُصابِهِ
بِهِ ما اكتفينا إذ رَمينا بِقاسِمٍ
إلى أَنْ ظَفَرنا بِالحسينِ مُقاتِلاً
فطُفناهُ سَبعاً والسُّيوفُ تُصيبُهُ
فصارَ هِلالاً غارِقاً في سِهامِهِ
أَثرْنا عليهِ الأرضَ حِقداً حِجارةً
ولمَّا طَمى بالسبطِ ما يَفعلُ الظَّمى
أَحَطْناهُ كالعُسلانِ تَغلي عُيونُها
وكانَ الذي قَدْ كانَ والأرضُ زُلزلَتْ
تَرَكْناهُ مَطروحاً سَليباً مُعفَّراً
ودار ابنُ سعدٍ بالرجالِ على النِّسا
تَصايَحَتْ الأطفالُ في كُلِّ جانبٍ
وصارَت فَتاةٌ تَستغيثُ بِزينبٍ

صِغارٌ ونارٌ واعتِداءٌ وحَيْرةٌ
وزينبُ ما بينَ اليَتامى تَلُمُّها
لها شَهِدَت عينُ الرَّزايا وَصبرُها
هُنا خَتَمَتْ في كَربلاءٍ فُصُولَها

تَمَيَّزُ كالنيرانِ رمضاءُ رَملِهِ
وكانَ قَليلاً في صِحابٍ وأهلِهِ
ويَنزِلَ في حُكمِ الأميرِ وذُلِّهِ
نَرى حيدرَ الكرَّارِ في سَيفِ شِبلِهِ
بِعينِ الفُراتِ الغَضِّ آياتُ فضلِهِ
غَريباً تُواسيهِ بُطولاتُ نَجلِهِ
ليَشْفي بِهِ ما هاجَ من نارِ غِلِّهِ
لِيقطعَ حَبلاً قَدْ أُمِرْنا بِوَصْلِهِ
يُفرّي نِياطَ القَلْبِ مِنْ حَرِّ نَصلِهِ
صَريعاً وقد أهوى إلى شِسعِ نعلِهِ
وَحيداً يُحامي عَنْ بَنيهِ ورَحلِهِ
نَسيجاً تدورُ العادياتُ لِغزلِهِ
تَقوَّسَ حتى مالَ عَنْ مُستهلِّهِ
نُريدُ بِها دَفْناً لِآمالِ نَسْلِهِ
تَلاقى نَزيفُ الجِسْمِ شَوْقاً بِظِلِّهِ
وَعينُ السَّما تَبكي دِماءً لِقتلِهِ
وناحَتْ نَواعي اللهِ في خَيرِ رُسلِهِ
يُبلِّلُهُ فيضُ الدِّماءِ لغَسلِهِ
وأشعلَ في الخيماتِ ناراً بِجزلِهِ
وكُلٌّ يُرى رُعبَ الفِرارِ بِخِلِّهِ
وَهَل غيرُها في الرَّكْبِ تَنأى بحِملِهِ؟

ويومٌ كآلافِ السِّنينِ بهولِهِ
وقد نالَها جَيشُ العُداةِ بخيلِهِ
يضيءُ وعاشوراءُ داجٍ بليلِهِ
كَمَا بَدَأَتْ دَرْبَ السِّباءِ وفَصْلِهِ

المركز الأول / فئة القصيدة التراثية: العابرون من بوابةِ الخلود (الشاعرة إيمان دعبل)

فئة القصيدة التراثية

المركز الأول

العابرون من بوابةِ الخلود

 

الشاعرة / إيمان عبدالنبي دعبل

مملكة البحرين


فِي وُجْهَةِ المَوْتِ ..هُمْ سَارُوا وَمَا وَقَفُوا

حَتّى تَلاقَوا وَإذْ بِالمَوْتِ يَرْتَجِفُ

كَأَنّمَا عَرَفُوا مَا كَانَ مُسْتَتِرَا

فِي مُنْتَهَى الغَيْبِ فَاشْتَاقُوا لِمَا عَرَفَوا

فَضَاءُ أَرْوَاحِهِمْ مَرْقَى المَلائِكِ إذْ

تَأْوِي  بِآفَاقِها ..وَالوَحْيُ يَعْتَكِفُ

أَحْرَارُ كَالرّيِحِ لا الصّلْصَالُ يَحْبِسُهُمْ

ولا دجونُ الهَوَى لِلْقَلْبِ تخْتَطِفُ

وَمَنْ سَيَخْطِفُ قَلْبَ الرّيحِ عَاصِفَةً

لا يُمْسِكُ الرّيحَ إلّا مَنْ بِهَا وُصِفُوا

تَحَلّقُوا فِي مَدَارِ الحُبّ كَوْكَبَةً

والشّمْسُ فِي شَفَقِ الأَحْدَاقِ تَنْكَشِفُ

وحَوّمُوا حَوْلَ مِصْبَاحِ الهُدّى شَغَفَاً

كَمَا الفَراشِ بِوَهْجِ الضّوْءِ مُنْشَغِفُ

اسماؤهم نقشت في الخلد من أزلٍ

نيف وسبعون مازاغوا وما انحرفوا

كَانُوا عُطَاشَى وَكَانَ المَاءُ فِي عَطَشٍ

يَوَدّ لَو عانق الأفْوَاهَ لو رشَفوا

لكِنّهُمْ لا لِطَعْمِ المَاءِ قَدْ لُهِفوا

بَلْ لِلوِصالِ وكَيْفَ الوَصْلُ  يُقْتَرَفُ

كَأَنّمَا ظَمَأٌ للهِ جاذَبَهم

فَنَادَمُوَها كُؤُوسُ الحَتْفِ واغْتَرَفُوا

هُنَاكَ فِي كَرْبَلا كَانوا فَرَاوَدَهُمْ

بِعَاشِرِ الأُضْحِيَاتِ العِزُّ والشّرَفُ

وَلَوّحَ الجود فِي الكف التي قطفت

قُلْ لِي فَكَيْفَ كُفُوفُ الفضل تُقْتَطَفُ ؟؟

قُلْ لِي ولا تَخْتَصِرْ فَالقَلْبُ أتعبني

قُلْ لِي بِرَبّكَ إنّي شاجنٌ دَنِفُ

عن الثكالى.. عن الأيتامِ.. في صُفُدٍ

كم في دروبِ العنا والحُزْنِ كَمْ ذَرَفُوا؟؟

مَا قَالَت النَجْمَةُ الحَيْرَى بِنُدْبَتِهَا

والشُهْبُ حِينَ هَوَتْ قُلْ لِي بِمَا هَتَفُوا؟؟

تزلزل الكونُ من هيهاتهم ذَهِلا

“سُبْحَانَ جَالِيَةً بِالنّحْرِ تَزْدَلِفُ”

” لَبّيْكَ “واسّاقَطُوا مِنْ سِدْرَةِ الشّهَدَا

وأُشْرِعَتْ لَهُمُ الجَنّاتُ  فَانْصَرَفُوا

قَالُوا بِأَنّ بَيَاضَ الغَيْمِ وشْوَشَهُمْ

” سيّان نحن ..سِوَى الألوَان  تَخْتَلِفُ”

“وأَنّهُمْ غَيْمَةُ حَمْرَاءُ ماطرةٌ

وكل شيء تَحَنّى حِينَمَا نَزَفُوا”

قَالوا بِأَنّ تُرابَ الطّفِ  هَدْهَدَهُمْ

“هُنَا سَرِيرٌ مِنَ الفِرْدَوْسِ فَالتَحِفوا”

العَابِرُونَ  ضِفَافَ النَورِ قَدْ وَصَلُوا

عدنٌ تهشُّ لهم والحورُ والصّحفُ

السّابِقُونَ يَظُنُ السيفَ أَوْقَفَهُمْ

فِي وُجْهَةِ الخُلْدِ ..هُمْ سَارُوا وَمَا وَقَفُوا

المركز الثالث (القصيدة التراثية): طرفُ الشجا (زهراء الشوكان)

طرفُ الشجا

زهراء عبدالله الشوكان

(تاروت – القطيف – السعودية)

(إلقاء الشاعر عقيل شوكان)

أنأى فيفتتحُ الشجا لي طرفُهُ

ويقدمُ الأوجاعَ تترى رشفُهُ

ما زالَ يخلقُ طَعمَهُ في خاطري

شجوًا ويملؤني عيونًا طيفُهُ

فأخطُ ما يهمي على سمعي وما

يُمليهِ في هذا المحرمِ حرفُهُ

ويميلُ بي لونًا قتيلًا شاحبًا

يمتدُّ بالأشجانِ ليلًا نزفُهُ

ما زلتُ أرسمهُ تفيضُ جروحهُ

ويصوغني بشرًا جديدًا ذرفُهُ

مازالَ يَغْمُرني فَيُسقطني الشجا

حزنٌ عظيمٌ كمْ تمنعَ وصفُهُ

خطَّ الشجونَ على الفؤادِ بكربهِ

وأثارَ دمعي إذ تراءى طفُهُ

طفٌ ولجتْ لهُ ، فأبحرَ داخلي

جدرانهُ روحي ، الملائكُ سقفُهُ

أبصرتُ نورَ الغيبِ خلفَ زجاجهِ

وكأنَ عباسًا تُلَوّحُ كفُهُ

أمشي اقتفاءَ الحقِ في يدهِ فهل

إلا لواهُ مُشرئبٌ عصفُهُ

أمشي وخلفي أنبياءُ مدامعي

تمشي لقلبٍ قد تواترَ نزفُهُ

فهنا همتْ دررٌ لآلِ محمدٍ

وهنا هوى منهُ اللواءُ وسيفُهُ

وهنا أقامَ اللطفَ يمسكُ بالدنا

كيما يجللها العَطَايا عطفُهُ

في عرشِ ربي مستقرٌ سرهُ

لغزُ توارى للقيامةِ كشفُهُ

في وجههِ كمْ منْ نبيٍ مُرسلٍ

وأمانُ فِتيتهِ الحيارى كهفُهُ

ولهُ نفرُّ إذا تعاظمَ كربنا

يُجْلَى بهِ الهمُّ المخيفُ ووجفُهُ

قمرٌ تمسكتْ السماءُ بحُسنهِ

أبكى جواها في محرمِ خسفُهُ

منها سمعتُ الحزنَ أما شكلهُ

نزفُ القداسةِ كيف يمكنُ شفُهُ ؟!

أنا بين أضلاعي مقيمٌ ذكرهُ

والرأسُ والشيبُ الخضيبُ وحتفُهُ

بعيونهِ ألفُ افتقادٍ هدّني

وجعٌ يبعثرني شظايًا عنفُهُ

جمّعتني من ذارياتِ جمالهِ

فغدوتُ أبهى ما يُعمّرُ صفُهُ

ووقفتُ شاعرةً على عاشورهِ

أُصغي لمدٍّ كمْ يُعلّمُ عزفُهُ

روّى جناني بالكرامةَ والإبا

وأُزيلَ عن قلبي المُهشمِ خوفُهُ

هذا البكاءُ الكربلائي الذي

أحيا بي الإنسانَ حقًا لطفُهُ

وتشربتْ روحي المحبةَ وانتشى

موجُ الصَّبابةِ كيف يمكنُ وقفُهُ ؟!

وأنا فتاةُ الطفِ أنبتُ كلما

غُذيتُ عاشوراءَ أورقَ رشفُهُ

ثبتتْ على العشقِ الجميلِ مشاعري

والحبُّ يصعبُ يا عذولي صرفُهُ !!

ومضى قصيدي مُثمرًا بهيامهِ

فالشعرُ يحلو للأحبةِ قطفُهُ

وأنا لغيرِ الحبِّ ما كتبتْ يدي

والحبُّ أروعُ ما يُحَاوَّلُ وصفُهُ

وحسين أثمنُ ما ضممتُ عقيدةً

وحسينُ إلهامٌ يلذكَ غرفُهُ

فردٌ ويلهمُ بالضياءِ مجرةً

هو مُعجزٌ هل في البرايا نصفُهُ ؟!

ألهمتَ أحرارَ الورى وأنا بما

ألهمتني قلبي تصاعدَ لهفُهُ

لمْ استمعْ للومِ صنتُ قصائدي

شعري لغيركَ مستحيلٌ خطفُهُ

ألقيتُ سيلَ هواكَ في وجه المدى

موجًا عليًا ليس يمكنُ جرفُهُ

فأنا العنيدةُ في الغرامِ لأنهُ

حرفي حسينيٌ ويَحرمُ حذفُهُ

المركز الثاني (القصيدة التراثية): رواية الطفّ (باسم الحسناوي)

رواية الطفّ

باسم عبد الحسين راهي الماضي الحسناوي
(النجف الأشرف – العراق)

تقولُ الرِّوايةُ: ساروا وخَفّوا

وكانَ الدَّليلَ معَ الرَّكْبِ حَتْفُ

تقولُ الرِّوايةُ: إنَّ النجومَ

بكَتْ حينَها وهيَ للمَوْتِ تَهْفو

على أنَّهم كانَ حَجْمُ السَّعادةِ

أكْبَرَ ممّا يُهَدِّدُ زَحْفُ

وساروا وهم ينْشدونَ القَصائدَ

فيما تَمايلَ نَخْلٌ وسَعْفُ

وكم قد رَأَوْا من نَهارٍ يَسيلُ

وكم قد رَأَوا من ظَلامٍ يَجِفُّ

وكم أثْلَجَتْ صَدْرَ أحْزانِهم

مواويلُهُمْ وَهْيَ عِشْقٌ وَلَهْفُ

وكانوا يسيرونَ والقَوْمُ صَرْعى

وأجْسادُهُمْ كالزُّجاجِ تَشِفُّ

ومن خلفِ هذا الزُّجاجِ الشَّفيفِ

أرواحُهُم عن سنىً لا تكفُّ

وكاللهِ حبّاً وكاللهِ حِلْماً

تُقطَّعُ أجْسادُهُم وهْيَ تَعْفو

***

تقولُ الرِّوايةُ: نِصْفُ الطَّريقِ

حماماتُهُمْ والصَّوارِمُ نِصْفُ

وحتى الصَّوارِمُ كانت حمائمَهُمْ

في الفَضاءِ البَعيدِ تَرِفُّ

وإذْ قَطَعوا نِصْفَ هذا الطَّريق

تدلّى عَلَيْهِم من العَرْشِ طَفُّ

وكانَ جميلَ المحيّا كحورِ

الجنانِ، وكانَ نقيّاً يعِفُّ

وأسْماءُ ربِّكَ كانت وشاحاً

لهُ، فهْوَ فَوْقَ السَّماواتِ سَقْفُ

يكبِّرُ ربَّ الوجودِ بكلِّ

الحروفِ، ويبقى هنالِكَ حَرْفُ

يكبِّرُ كلُّ الوجودِ بهِ الطفَّ

ثمَّ على كَتِفِ الدَّمْعِ يَغْفو

***

تقولُ الرِّوايةُ: سبعينَ كانوا

وسبعينَ ألفاً، فَشَخْصٌ وألْفُ

لقد كانَ عِشْقاً بحَجْمِ السَّماءِ

وكانَ المدى بالرَّدى يَسْتَخِفُّ

وأغْرَبُ ما كانَ أنَّ الرَّدى

ذاقَ طَعْمَ الرَّدى وَهْوَ رمْحٌ وسَيْفُ

فما كانَ أغْباهُ حينَ يناوِرُ

ظنَّ لهُ النَّصْرَ في الحَرْبِ يَصْفو

فما هيَ إلا السُّوَيعات، من بَعْدِها

المَوْتُ ماتَ وفي النَّفْسِ عَصْفُ

قضى نَحْبَهُ المَوْتُ، ما سارَ خلفَ

جَنازتِهِ من رعاياهُ جِلْفُ

وعاشَ الألى كلُّ شَخْصٍ بألفٍ

لهم في الدَّقيقةِ عُمْرٌ وضِعْفُ

***

تقولُ الرِّوايةُ: ما كانَ فَقْرٌ

وما كانَ ظُلْمٌ وما كانَ عَسْفُ

يكونونَ كهفَ الفقيرِ الذي سيمَ

خَسْفاً، فما ضاقَ بالنّاسِ كَهْفُ

منائرُهُم عَلَمُ اللهِ في الأرْضِ

تَرْفَعُهُ لأَبي الفَضْلِ كَفُّ

المركز الأول (القصيدة التراثية): وأَهَلَّ شهـرُ الوالِهين (أحمد الخميس)

وأَهَـلَّ شهـرُ الوالِهيـن

أحمد محمد الخميس

(القطيف – السعودية)

لاحَت بأشجَان …..

الأسَى ذِكـراكَا

وأَطَلَّ مِنْ أَلَـمِ ….

الجِراحِ أسَـاكَا

وافَى هِلالُك …..

شاحِبـاً مُتَكَدِّراً

وكأنَّـهُ في …..

أُفْقِـهِ يَنعَـاكَا !!

عاشُورُ أقبلَ …..

واستَهلَّ بِحُزنِهِ

وأَخَـالُ طَـهَ …..

قائِمَـاً بِعَـزَاكَا !!

ذِكراكَ عَادت …..

كي تَهُزَّ ضَمَائِراً

مَاتَت فأحيَاهـا …..

نَجِيـعُ دِمَـاكَا !!

والعِشقُ أُجِّجَ …..

مُذْ أَهَلَّ هِلالُـهُ

والقلبُ رَفَّ ….

مُحَلِّقَـاً لذُراكَا

عَادت جُموعُ …..

العاشقِين لكربلا

والشَّوقُ يَحدُوها ….

إلى لُقيَـاكَا

تهليلُهـا نَبضُ …..

القُلوبِ، ودأبهـا

تَرتيـلُ جُرحكَ …..

واقتِباسُ ضِيَاكَا

تَرنُـو إلى حَجِّ ……

الطُّفوفِ عيونُهـا

مِنْ كُلِّ فَجٍّ …..

يَمَّمَـت مَثوَاكَا

مِيقاتُـها حيثُ …..

ارتَمَيتَ مُجَدَّلاً !!

وطوافُهـا سبعاً

بِقُدْسِ ثَـرَاكَا !!

مَولاي مُذ حَلُّوا ….

هناكَ وأحرَمُـوا …..

أَلفَيتُ قلبـي …..

قبلهم لَبَّـاكَا  !!

مازَال جُرحكَ ……

في الضَّمائر نازفاً

وفمُ الحقيقةِ ……

للزَّمَـانِ حَكَـاكَا !!

والشِّعرُ أنبتَ مِن …..

أسَاكَ قَوافِيَـاً

حمراءَ تَقطُـرُ ……

مِن وَريدِ إِبَـاكَا !!

عَادت جِراحُـكَ …..

والإباءُ نجيعُهـا

تَحكي انتصارَكَ ….

وانكِسـارَ عِدَاكَا !!

يَنسَابُ صوتُك …..

للضَّمَائِـرِ هَـادِراً

فإذا الزَّمَـانُ ….

يُعِيدُ رجعَ صَدَاكَا :

” إيَّاكَ أَنْ تَرضَى …..

الحيَـاةَ بذِلَّـةٍ

أو أن تَبيـعَ …..

لغاشِمٍ دُنيَـاكَا !!

عِشْ سَيِّداً مهما …..

بُلِيتَ  وشامِخَـاً

أو مُتْ عزيـزاً …..

في سَبيلِ عُـلاَكَا

فالعَيشُ بيـن …..

الظَّالمين هُوَ الرَّدى

والمَوتُ في عِـزٍّ …..

بـهِ مَحيَـاكَا “

ألفَيتَ دِينَ ….

مُحمَّدٍ في مِحنَـةٍ

لَـمْ يَشتكِ ……

مِمَّـا بـهِ لـسِوَاكَا !!

عَاثَت بـهِ أيدي …..

الطُغَـاةِ وأسرَفَت

لَـمْ يَستقِمْ ……

إلاَّ على أشـلاكَا !!

كَادت أُمَيَّـةُ أنْ …..

تَهُـدَّ أصولَـهُ

لَـمْ يُحيِهِ إلاَّ …..

نَجِيـعُ دِمَـاكَا

عاشُورُ وافَى …..

قُمْ ووَاسِ أحمَداً

وانصُب على …..

رُزءِ الحُسينِ عَزاكَا

وانثُر دمُوعَكَ …..

في المُصِيبةِ مُعوِلاً

واقدَحْ زنادَ …..

الحُزنِ في أحشَاكَا

وانعَ ابنَ فاطمةٍ ……

بِقَلـبٍ والِـهٍ

قد ذَابَ حُزناً …..

في اشتِعالِ أسَـاكَا

واذكرهُ في يوم …..

الطُّفـوفِ مُجَدَّلاً

ظامِـي الفُؤادِ …..

إذا رَويتَ ظَمَـاكَا

واذكُر خِيامَ الآلِ ……

لمَّـا أُحرِقَت

والسَّبيَ والتَّنكيلَ …..

إن أشجَـاكَا

واذكر شبابَـاً …..

كالكواكِبِ صُرِّعوا

وهَووا كما تَهوي …..

نجُـومُ سَمَـاكَا  !!

راحُوا يَخطُّون …..

الوَفاءَ مَلاحِمَـاً

بِدمِ الكرامَـةِ …..

كي يَرُفَّ لِوَاكَا

عَاشُورُ هَـلْ ……

مازِلتَ فِينا جَذوةً ؟

أمْ في الشَّقـا ….

عِشنا بِلا معنَـاكَا ؟

عُدْ كالنَّمِيـرِ وفي …..

الضَّمائِـر هَـادِراً

لا نَرتقِـي إلاَّ …..

إذا عِشنَـاكَا  !!

عَاشُورُ قد عَاثَت ….

أصابِـعُ فِتنَـةٍ

عمياء كَادَت أن …..

تُمِيـتَ هُدَاكَا  !!

عَاشُورُ هذي …..

كربلائُكَ حيَّـةٌ …..

فِينـا وهَاتِيـكَ ……

الدِّمَـاءُ دِمَـاكَا

يا جُرحُ أوجِعِنـا …..

وأَرِّقَ جَفننـا

إن سَاومَتنا في …..

الحيَـاةِ عِدَاكَا

هُزَّ الضَّمائِرَ إن …..

غَفَت أو سَاوَمت

وانـزفْ فليسَ ….

يَهُزُّهـا إِلاَّكَا  !!

المركز الثالث (القصيدة الحديثة): خَالقُ الأسماء (إبراهيم بوشفيع)

خَالقُ الأسماء

إبراهيم محمد بوشفيع

(الأحساء – السعودية)

بِاسمِ الطفوفِ أقمتُ فرضَ رِثائي

ورفعتُ (نعيًا) من صَدَى آبائي

وقبضتُ من أثرِ الخيام.. نثرتُهُ

كحلاً بعينِ الشمسِ والجوزاءِ

وبعثتُ قمصانَ الحنينِ قوافلاً

تَحدو بأشواقي ولحنِ بُكائي

فلرُبَّما ارتدَّتْ بصيرةُ عاشقٍ

فرأى الحقيقةَ بعد طولِ عَمَاءِ

سأظلُّ أبكي كربلاءَ لأرتدي

بصري، ولن تَبْيَضَّ عينُ ولائي

أبكي وأبكي، تلكَ ثورةُ مُهجتي

في وجهِ من رقصوا على أشلائي

هذي الدموعُ مِن النبيِّ معينها

صُهرت شموسًا في مسيلِ ضياء

سأظلُّ أحملها بجرّة مقلتي

لتشعَّ في (قارورةِ الزهراءِ)

***

أنَّى التفتُّ إلى الحسينِ وجدتني

أرنو إلى أقصى الخلودِ النَّائي

وإذا تصفَّحْتُ الملاحِمَ كلَّها

فالطفُّ تبقى مصحفَ الأدباءِ

ما كنتُ (هومر) حين شيّدَ حالِمًا

أمجادَ (أوديسيوس) من إِيحاءِ

(إلياذتي) مِن كربلاءَ رويتُها

نبأً تصدّرَ أصدقَ الأنباءِ

مِن جمرِها أطلقتُ كُلَّ فراشةٍ

غضبًا يُعيدُ قِيامةَ العَنْقَاءِ

أفردتُ أجنحتي على جَبَل الإبا

وعرجتُ بـ(العباسِ) ألفَ سماءِ

(طروادتي) خِيَمُ النِّساءِ.. وقد هَوتْ

بخديعةِ النيرانِ في البيداءِ

وإذا شربتُ مصابَها ذقتُ الشجى

ونسيتُ طعم البؤس في (البؤساء)

***

سافرتُ منّي للحسينِ مهاجرًا

ما عُدتُ منه إلى وراءِ ورائي

هي لحظةٌ تكفي لأُبعثَ بعدَها

حيًّا جديدًا ليس كالأحياء

خَلقًا ترابيًّا أُذيبَ أديمُهُ

بدموعِ عاشوراءَ لا بالماءِ

عيناهُ جمرٌ من حرائقِ كربلا

رئتاهُ حزنُ معابدٍ خرْساءِ

يندكُّ في طُورِ الحسينِ وُجودُهُ

ويسيلُ معنىً في فمِ العرفاءِ

شيءٌ ولا شيءٌ أمامَ حسينِهِ

واسمٌ هوى من صفحةِ الشهداءِ

***

يا عاشقَ الباكينَ أو معشوقَهُمْ

أفنيتَهُمْ بهواكَ أيَّ فناءِ!!

باعوكَ أعيُنَهم وجمرَ صدورِهمْ

فحملتَها في رحلةِ الإسراءِ

وزَّعتَ هاتيكَ الدموعَ مُبارِكًا

خَلقَ النجومِ وشُعلةَ الأنواءِ

كُنَّا هباءً في دهور غيابنا

فجمعتَنا في سلَّةِ الكُرماءِ

أكبرتُ شأنكَ لستَ محضَ روايةٍ

تُحكى فتُبكى يومَ عاشوراءِ

أنتَ المكانُ.. فكلُّ أرضٍ كربلا

أنتَ الزمانُ، ومنطقُ الأشياءِ

***

نحنُ الذين على الطريقِ تساقطوا

جثثًا بوجهِ عواصفٍ هوجاءِ

فسقيتنا ماء الحياة، ولم تزل

تهبُ الخلودَ بكفِّكَ البيضاءِ

من نحن؟ أجسادٌ بغيرِ ملامحٍ

وبلا هواكَ دُمىً بِلا أسماءِ

برؤاك تُشعلُ في القصيدةِ ثورةً

حتى تُنزِّهَ (سورة الشعراءِ)

كي تغسلَ الأشعارَ مِن إذعانِها

وتعيدَها للثورةِ الحمراءِ

قد جئتَ باسمكَ فاتحًا كلماتِنا

فإذا الحروفُ مدائنٌ مِنْ (لاءِ)

نطقتْ جراحُك بالبلاغةِ كلِّها

ودِماكَ آخرُ خُطبةٍ عصماءِ

***

 

المركز الثاني (القصيدة الحديثة): مُهرٌ على مَشَارفِ القَصِيدَة (ناصر زين)

مُهرٌ على مَشَارفِ القَصِيدَة

ناصر ملا حسن زين

(سنابس – البحرين)

خُطوةً خُطوةً .. يَعبرُ مُهرُ السَّماءِ عَوالمَ القَصيدةِ حَاملاً دَمَ الحُسينِ وضَوءًا مِنْ بَقايا قلبِ الحسينِ
حتَّى يَحطَّ في طَفِّ القِيامةِ مَجازًا حقيقيًّا بلَونِ الحُسين

****

بَينَ القَصِيدةِ والقَصِيدةِ مُهرُهُ
عَبرَ العَوَالِمَ ..
والكِنايةُ جِسرُهُ

عَبرَ المَجَازَ
وليسَ ثَمَّةَ أَحرُفٌ
إِلّا جِراحًا للخُلودِ تَجُرُّهُ

مِنْ كُلِّ حَرفٍ ظَامِئٍ
–  لا يَنتَمِيْ إِلّا إلى الشُّطآنِ –
يَنطقُ نَهرُهُ :

” قِفْ ” .. !!
قَالَ للتَّأرِيخِ
حِينَ بِرَكبهِ وَقَفَ الحُسينُ على الرِّماحِ
ودَهرُهُ !!

“مَا إِسمُ هَذيْ الأَرضِ ..” ؟!

قِيلَ: تَمرُّدٌ
وتَجدُّدٌ
وَجَعٌ
تَنفَّسَ فَجرُهُ

وبذَاكَ أنْبأَهُ الصَّهِيلُ:
” هُنا هُنا جَسَدٌ  ..
سِهَامُ القَاتلينَ تَسرُّهُ ”  !!

وسَيَعبُرُ النَّهرُ الشَّهِيدُ مَدَائنًا ظَمْأى
إِلى حَيثُ الحُسينُ ونَحرُهُ

تَأتيهِ مِرآةُ الخِيَامِ
تَضَمُّهُ مَعنىً سَمَاويًّا
تَسَامَى طُهرُهُ

يَأتِيهِ مُهرُ اللهِ
يَحملُ قَلبَهُ ضَوْءًا
يُوزِّعهُ الإِلَهُ
وأَمرُهُ

تَمتَدُّ فِيهِ الأَرضُ،
يَبلُغُ يَومُها حَدَّ القِيَامَةِ ..
والقِيامَةُ عُمرُهُ !!

فاللَّهُ يُشعلُ بالحُسينِ حَضَارَةً للعَالمِينَ
إِذا تَكسَّرَ صَدرُهُ

ويَسُحُّ صَوتُ المُهرِ
يُحييْ عَالمًا
وبنَفخِ هذا الطِّينِ يُبعثُ طَيرُهُ

لُغزاً
ستَرفَعُكَ السَّمَاءُ ..
لتَرفعَ الأَوْطَانَ غَيمًا
قَد تَنَاسَلَ قَطرُهُ

مُذْ نَصَّبُوا في (الشَّامِ) رَبًّا قَاتلاً
كُنتَ السَّنابلَ ..
والمَنَاجِلُ كُفرُهُ

عَرشٌ سَرابيٌّ
و(يَمٌّ) شَقَّهُ (كفٌّ إِلهيٌّ)
لتُؤمِنَ (مِصرُهُ)

أَلقَيتَ (مِثْلِيْ لا يُبايعُ مِثلَهُ)
أَفعىً
وذَاكَ الرَّبُ يَبطُلُ سِحرُهُ !!

وأَنا بجُرحِكَ فِكرةٌ وقَصِيدَةٌ ..
قَلَمٌ تَوَرَّثَ: أنَّ جُرحَكَ فِكرُهُ

ظِلاً
سَأتبَعُ خْطوَتيكَ
بدَاخَلِي (مُوسَى)
يُعَلِّمهُ الحَقائقَ (خِضْرُهُ)

وكشَفتَ للطِّينِ الغِطاءَ
ليَسْجُدَ الوَردُ المُكفَّنُ بالجِراحِ
وعِطرُهُ

ومَنَحتَ للأَشياءِ كُنهَ وجُودِها المَائِيِّ
حَيثُ (الطَّفُّ) تَنبضُ بِئرُهُ

لَمَّا يَزلْ مُهرُ المَشيْئةِ رَاكضًا بَينَ القَصَائدِ ..
والمَسَافةُ حِبرُهُ

ليَخُطَّ في لَوْحِ الأُلُوْهَةِ :
(يااااا حُسينُ)
فيَحتَفيْ بَيدِ المَلائكِ سَطرُهُ !!

ويَمرُّ بالشُّعراءِ
يَرسمُ خَيمةً مِنْ أحرُفٍ
وأنا (الكُمَيتُ) وشِعرُهُ

و(الهَاشِميّاتُ)*¹
انْهمَرنَ جَدَاولاً مَسبيَّةً،
والدَّربُ مَوتٌ قَفرُهُ

وأَنا أَنا (هَمَّامُ)*²
قُلتُ : ” قُلُوبُهمْ أَسيَافُهمْ .. !!
والسَّيفُ يَنْضَحُ غَدرُهُ “

وأنا بإِصبِعِهِ القَطِيعِ مُعلَّقٌ
طِفلاً رَضِيعًا
قَد تَشَقَّقَ ثَغرُهُ

” يا للظَّلِيمَةِ ..”
والسُّؤالُ مُجرَّحٌ في مُهرهِ :
–  هَلْ قَامَ حَقًّا حَشرُهُ ؟!

*  الحَشرُ جِسمٌ بَضَّعُوهُ
فَسُلْسِلَتْ مِنهُ القَدَاسَةُ
والكِتابُ
وسِفرُهُ

– ما سِرُّ هَذا الرَّأسِ حَيثُ بقَطعهِ يَنمو ؟!!
*  أجَلْ ..
للآنَ يُجهلُ سِرُّهُ !!

فالرَّأسُ يا للرَّأسِ نَخلٌ
كُلَّما قَطَعُوهُ يَثأرُ للمَواسمِ تَمرُهُ

دُوَلٌ ..
و(أُختُ الجُرحِ) *3
تَحفرُ نَهضَةً :
” ..  واللَّهِ لنْ يُمْحى الحُسينُ وذِكرُهُ  ”

يَومًا سَيَحكُمُ رَأسُهُ الدُّنيَا
إِذا قُطِعَ الوَريدُ الحُرُّ
يَنزفُ نَصرُهُ

يَفنَى الفَنَاءُ
وكُلُّ عَرشٍ ميِّتٍ ..
ويَظلُّ في الأَزمَانِ حَيًّا قَبْرُهُ !!

فهُناكَ (ثَأرُ اللَّهِ)
نَزفُ قَصِيدةٍ عَرشيَّةٍ ..
باللَّهِ يُكتَبُ ثَأرُهُ !!

***

المركز الأول (القصيدة الحديثة): نَقْشٌ على بَوَّابَةِ التَّأويلِ (تهاني الصبيح)

نَقْشٌ على بَوَّابَةِ التَّأويلِ

تهاني حسن عبدالمحسن الصبيح

(الأحساء  – السعودية)

(إلقاء الشاعر حسين العلي)


لأنَّ مَعْناكَ حَيٌّ عِنْدَ كُلِّ نِدَا

يُؤَوِّلُ المَوْتَ فِكْراً وانْعِتاقَ صَدَى

لأنَّ مَعْناكَ فِي الْجِينَاتِ مُخْتَزَلٌ

مَا زِلْتَ في نُطَفِ الْأَحْرَارِ مُنْعَقِدَا

مَا زِلتَ صَوْتاً إلى ( هَيْهاتَ ) مُرْتَحِلاً

 حَتَّى تُرَسِّخَ فِي الْوِجْدَانِ مُعْتَقَدَا

مَا زِلْتَ في مَشْهَدٍ طَابَ العُرُوجُ بِهِ

وَقَدْ تَجَلَّى يَقِيناً ، حِكْمَةً ، وهُدَى

فَبَيْنَمَا ( تَجْمَعُ ) الْإِصْلَاحَ فِي قِيَمٍ

يَجِيءُ صَبْرُكَ يَوْمَ الطَّفِّ ( مُنْفَرِدَا )

وَبَيْنَمَا يَشْتَكِي الْأَطْفَالُ مِنْ ظَمَإٍ

سَيَشْرَبُ النَّهْرُ مِنْ كَفَّيْكَ نَخْبَ فِدَا

وبَيْنَمَا زَيْنَبٌ فِي الْبَرِّ تَائِهَةٌ

يَمْتَدُّ رَأْسُكَ خَطْوَاً ، أَذْرُعاً ،، وَيَدَا

وَكُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ الْخَيْلَ قَدْ وَطَأَتْ

فِي صَدْرِكَ الْحَقَّ ، لَكِنْ يَوْمَهَا وُلِدَا !!

***************

آمَنْتُ أَنَّكَ تَجْرِي فِي دُمُوعِ أَبِي

وَكُنْتُ أَسْمَعُ مَنْ يَنْعَاكَ فِي الشُّهَدَا

“مَا غَسَّلُوهُ ولا لَفَّوْهُ فِي كَفَنٍ

يَوْمَ الطُّفُوفِ ولا مَدَّوا عَلَيْهِ رِدَا” *

وحِينَ أُمِّيَ شَقَّتْ جَيْبَ لَهْفَتِهَا

وَجَدْتُ حُزْنَكَ فِي شَرْيَانِيَ احْتَشَدَا

يَا سَيّدِي كُلَّمَا قَلْبِيْ تَصَدَّعَ بِي

شَدَّ الرِّحَالَ إِلَى ذِكْرَاكَ وابْتَعَدَا

وَكُلَّمَا أَغْرَقَتْنِي فِيكَ عَاطِفَتِي

أَحْسَسْتُ أَنَّ جَمَالَ الْعَالَمِينَ بَدَا

تُرَوِّضُ الرِّيحَ لوْ جَاءَتْكَ عَاتِيَةً

تُكَثِّفُ الْوَرْدَ حَتَّى يَجْتَلِيكَ نَدَى

وَتَعْتِقُ الرُّوحَ مِنْ أسْمالِ غُرْبَتِهَا

إِلَى امْتِدَادِ حَنِينٍ فِي سَمَاكَ عَدَا

وَتَسْكُبُ الشَّمْسَ مِنْ رَمْضَائِهَا لِأَرَى

شَلَّالَ نُورٍ عَلَى أَشْلَائِكَ اتَّحَدَا

وتَغْرِسُ الْحُبَّ فِي أَعْمَاقِ مَنْ عَرَفُوا

مَعْنَاكَ حِينَ تَحَرَّوا فِي الْهَوَى رَشَدَا

***************

يَا سَيِّدِي كُلَّمَا نَادَتْكَ أَخْيِلَتِي

رَأَيْتُ كُلَّ عَرَاءٍ فِي الثَّرَى جَسَدَا

وَحِينَ غَطَّاكَ وَهْجُ الشَّمْسِ مُنْكَسِراً

بَكَتْ عَلَيْكَ غُيُومٌ وافْتَرَشْتَ مَدَى

وَالسَّيْفُ خَرَّ بِوَادِي كَرْبَلَا صَعِقَاً

مُذْ لَاحَ طُورُكَ فَوْقَ الرَّمْلِ مُتَّقِدَا

لِذَا تَخَفَّفْتَ حَتَّى غِبْتَ فِي دِيَمٍ

يَسُوقُهَا اللَّهُ في الدُّنْيَا لَنَا مَدَدَا

واخْتَرْتَ مَوْتَكَ مِنْ لَوْحِ الْخُلُودِ ، كَمَنْ

أَحْيَا عَلَى مَفْرَقِ الْأَزْمَانِ كُلَّ رَدَى

************

يَا سَيِّدي ضِفَّتِي فِي الْحُبِّ ظَامِئَةٌ

وَأَنْتَ نَهْرٌ مِنَ الْإِحْسَاسِ مَا نَفِدَا

يَأْتِيكَ ظِلِّي وَأَبْقَى فِيكَ هَائِمَةً

وَيَحْبِسُ الشَّوْقُ صَوْتِي كُلَّمَا صَعَدَا

فَيَا حُسَيْنٌ إِذَا لَبَّتْكَ سَارِيَتِي

فَفِي الْمَرَافِئِ مَوْجٌ بَيْنَنَا شَهِدَا

وَلِي مَرَايَاكَ لَوْ صَلَّى الْغَرَامُ بِنَا

شَفَّتْ مَلَامِحَ وَجْهِي كُلَّمَا سَجَدَا

وَلِي خِيَامُكَ حَتَّى حِينَمَا احْتَرَقَتْ

ظَلَّتْ مَلَاذاً لِمَنْ تَحْيَا بِهِ أَبَدَا …..

 

*************

* البيت تضمين لشاعر لم أجد اسمه.

نتائج فئة القصيدة الموكبية (الصائحة)

نتائج مسابقة شاعر الحسين الرابعة عشرة (1444 / 2022)

فئة القصيدة الموكبية (الصائحة)


المركز الأول

قصيدة (صهيل الدموع) للشاعر رضا درويش

(الرادود صالح الدرازي) – مأتم بن سلوم بالمنامة


المركز الثاني

قصيدة (لن أترك الحسين) للشاعر سيد علوي الغريفي
(الرادود سيد مصطفى الموسوي) – مأتم الحاج عباس بالمنامة


 

المركز الثالث

قصيدة (حبيب بن مظاهر) للشاعر كرار حيدر الخفاجي

(الرادود علي بوحمد) – مأتم العجم الكبير بالمنامة


المركز الرابع

قصيدة (والله حسرة) للشاعر عقيل ميرزا
(الرادود عبدالأمير البلادي) – مأتم بن سلوم بالمنامة


المركز الخامس

قصيدة (ليلة العاشر) للشاعر سيد أحمد العلوي
(الرادود مهدي سهوان) – مأتم بن خميس بالسنابس


تنويهات

1- امسح كود QR للاستماع إلى التسجيل المرئي للقصيدة (يوتيوب).

2- جرى ترشيح القصائد من قبل جمهور الموكب الحسيني، وليس الشاعر نفسه، وعرضت على لجنة تحكيم متخصصة انتقت 5 قصائد بدون ترتيب، وأخيراً عرضت على الجمهور عبر تصويت إلكتروني لتحديد المراكز الخمسة.

3- اقتصر التقييم على كلمات القصيدة، ولم يشمل الأداء أو اللحن.

4- نطاق المسابقة: مكانياً أحد مواكب أو مآتم البحرين، وزمانياً موسم عاشوراء 1444 هـ.

 

المركز الأول: سيد علوي الغريفي (قابَ مِعراجَينِ.. أو أدنى)

المركز الأول:

قابَ مِعراجَينِ.. أو أدنى

سيد علوي الغريفي (البحرين)


فجأةً  ..

وبين زُحام القتلى.. وتراكُم الأجساد

يعبرُ صوتٌ معبّأٌ بالعزّةِ والكبرياء ..

(لا و‌َالله لا أُفارِقُكُم حتّىٰ يَختلطَ هذا الدّمُ الأَسود معَ دِمائِكُم..)

إنه صوت جون بن حوي مولى أبي ذر الغفاري (رضوان الله عليهما) العبد الأسود، النفس الحرة، الضمير الحي، العرق النابض بحب الحسين الذي أدرك معنى الحرية الحقيقي..


 

بايَعتُ نحرَكَ..

لمْ أُشرِكْ بهِ الظَنّا 

كما المجازُ إذا ما بايعَ المعنى

 

وكنتُ في عَتمةِ اللاشيءِ

لستُ أرى..

وكنتَ ليْ “قابَ مِعراجَينِ” أو أدنى

 

سمعتُ صَوتاً

-وسجنُ التيهِ حاصَرنيْ-:

تَحرّرْ الآنَ!

حطّمْ ذلكَ السِجنا

 

 

وكانَ ضوءٌ

بليلٍ ما.. يُباغتُني

يقولُ ليْ:

قفْ قليلاً.. وافتحِ الجَفنا !

 

واركُضْ هُنا..

حيثُ “وجهُ اللهِ” مُتّقدٌ

يُعلّمُ الأنبيا..

“أسماءَهُ الحُسنى”

 

امدُدْ يديكَ

احتضِنْ في العمرِ لَو حُلُماً

فسدرةُ المُنتهى مدّتْ لكَ الغُصنا

 

مُعتّقٌ مِن “أبي ذَرٍّ” 

حملتُ معيْ

صوتَ “الغُفاريِّ” 

حتى أُتقِنَ اللحنا

 

مُشجَّراً جئتُ والصحراءُ 

تغرسُني

وفجأةً..

صوتُها في مسمعيْ رنّا 

 

فراودتنيَ عن نفسي 

وغلقّتِ الأبوابَ.. 

حتى رأتني ماشياً هَوْنا

 

قالت: أنا “كربــلا” !

واللهُ أنزَلني مَثابةً 

واصطفانيْ للورى أمنا

 

لا تنتظرْ..

أسرِجِ السبعَ الشِدادَ

وقمْ.. أمسِكْ عِنانَ الأماني

وامتطِ المُزْنا 

 

ثمَّ انطلِقْ!

فالحُسينُ الآنَ.. أحسَبُهُ 

فوقَ السماواتِ

ها قد حرّكَ الظَعنا

 

نيفٌ وسبعونَ

قالتْ “كربلاء”ُ لنا:

كونوا..

وكونوا..

إلى أنْ هكذا “كُنّا”

 

أتيتُ 

أنفُضُ لونَ الحُزنِ من جسَدي

فقال جِلديْ: 

ستنسى ذلكَ الحُزنا

 

عندي من الحُبِّ 

ما يوماً يقالُ بهِ:

في حُبِّ مولاهُ هذا “العبدُ” قد جُنّا

 

خلعتُ جلديَ مِن مَتنيْ..

وحرّضَني بينَ المواضيْ دَمي

أنْ أخلعَ المَتنا 

 

أقولُ يا رمحُ: 

حتى ينتشي جَسدي؛

لا تسترِحْ !

في ضُلوعي أكثِرِ الطعنا

 

يقولُ نحريْ

دعْ الأسيافَ تشَربُني !

واسجُدْ..

تجدْني لحدِّ السيفِ ممتَنّا 

 

 

الشمسُ.. مِرآةُ وجهي

كلما صهرَتْ خدَيَّ

أزدادُ من فوقِ الثرى حُسْنا

 

أفنيتُ سُمرةَ وجهيْ

واستَعرتُ مِن الضياءِ

وجهاً كقُرصِ الشمسِ.. لا يفنى!

 

أرَقتُ لونيَ نهراً

حاضناً ظمَأيْ

واختَرتُ جرحَ حُسينٍ سيّدي لَونا

 

حتى تَضوَّعَ رَملُ الطفِّ

مِسْكَ دَمي وأضلُعي..

بينما أجسادُهُمْ نتنى !

 

كانت يدُ اللهُ 

يا اللهُ ! .. تغمرُني

عطفاً

أماناً

ربيعاً آخراً

سُكنى

 

 

أموتُ لكنْ !

على صدرِ الحُسين أرى

بداخلي “نشأةً أخرى” بها أهنى

 

ما ذلكَ الحضنُ..؟

يطفو بالحياةِ ولا أدري

أهل كانَ عرشَ اللهِ أم حضنا؟

 

سأغمِض الآنَ عينيْ

كي أطيرَ إلى كَونٍ هنا آخرٍ

لا يُشبهُ الكونا

 

وأفتحُ الآنَ أبوابَ الخلودِ

وفي يدَيَّ “نحـرٌ نبـيٌّ”

في السما غنّى:

 

خذْ الجراحاتِ يا مولاي

خُذْ جسدي 

مُضرّجاً فيكَ

واقبَلْ بالدِما “جَوْنا”..!

 

تمّــــت –