(أيهما أقسى) نصّ الحوارية الشعرية العاشورائية كاملة 1438

 

أيهما أقسى؟
أي الصرختين من الحسين (ع) أشد إيلاماً لقلب زينب المكلوم: (الآن انكسر ظهري) بعد مصرع أخيهما العباس، أم (على الدنيا بعدك العفا) بعد سقوط علي الأكبر؟ 
 
( 45 ) شاعراً من (5) دول يشاركون في هذه الحوارية الشعرية التي افتتحها الشاعر الأستاذ غازي الحداد بسؤاله:
 
أيها أقسى على زينب بنت المصطفى
والتي من بعدها قال الأسى فيها كفى
 
صرخة السبط لدى العباس (مكسور القفا)
 أم لدى الأكبر معفورا (على الدنيا العفا)
 
🏴 ١ 🏴
كُلُّ نَزْفٍ لِلجِراحاتِ هُنا ما وَقَفَا
فَحُسَينٌ ظَلَّ يَسْتَنْهِضُ أَبطالَ الصَّفا
 
لَمْ يَكُنْ أقسَى على القلبِ بِيَومِ الطفِّ مِنْ
مَشْهَدٍ لَمْ تَنْدَمِلْ فيهِ جِراحُ الشُّرَفا
 
(مجتبى التتان – المنامة)
 
🏴 ٢ 🏴
إن كسر الظهر أدعى في حشاها الأسَفى
فبكسر الظهر تسبى وبه كان الجفا
 
وبكسر الظهر يبقى نجل طه مُقْتَفى 
وغدا الجيش سعيداً بسرور واشتفى
 
(أبو جعفر المهنا – القطيف)
 
🏴 ٣ 🏴
بلْ (رَضِيعُ اللهِ) يَومَ الطّفِّ بَدراً خُسِفا
وعَلى صَدرِ حُسَينٍ دَمُهُ قَدْ نَزَفَا
 
شَاهَدتْ زَينبُ سَهمَ المَوْتِ (قَاعَاً صَفْصَفا)
ذَبَحَ الطِفلَ ومنْ مَنْحَرهِ قَدْ رَشَفا
 
(ناصر زين – السنابس)
 
🏴 ٤ 🏴
صرخةُ الطفلِ المُدمّى … فوقه سهمٌ غفى
يا لكربٍ ….  أيُّ حرفٍ هلْ لهُ أن يوصفَ
 
يا ليومِ الاكبرِ المحفورِ … في خدِّ المدى
يا لكفٍ … منه وجهُ النهر … عشقاً ما اكتفى
 
(علي وهبي دهيني – لبنان)
 
🏴 ٥ 🏴
مشهدٌ يوغلُ في الصدرِ حساماً مرهفا
إذ هوى العباسُ مهروقاً على نهرِ الوفا
 
مطفئاً آخرَ قنديلٍ يضيءُ الأحرفا
كُدْرةٌ لبّدتْ الأفقَ دماً بعدَ الصفا
 
(جعفر المدحوب – البلاد القديم)
 
🏴 ٦ 🏴
قلتُ: ما قد كان همَّاً واحداً ثم اختفى
إذ أرى الحزنَ يصبُّ الآهَ .. ظنِّي ما غفا
 
هو ذا من زينبَ الدهرُ تجافى واشتفى
لستُ أدري .. أيُّها أقسى مصاباً واكتفى
 
(عبّاس علي العسكر – الأحساء)
 
🏴 ٧ 🏴
خُشعاً كالغار فيهم بين أركان الصفا ..
ذا عقيلٌ وجُوينٌ وحبيبٌ قد كفى ..
 
وبنحر الطفل سهمٌ للحسين قد وفا ..
ما عجبت حين قالوا ويزيدٌ ما اكتفى ..
 
(داود جوهر – الكويت)
 
🏴 ٨ 🏴
إنّ أقساها على الحوراء شبه المصطفى 
فحسين عنده محتضَر ذاك كفى 
           
(هاشم الموسوي – الإمارات )
 
🏴 ٩ 🏴
لم يكن أقسى على زينب في تاريخها
من سكوت الحر إن صودر حقٌّ وجفا
 
إن من كان وفياً وأبياً مثلها
سيرى أقسى من الموت أسى قتل الوفا
 
(كريم رضي – توبلي)
 
🏴 ١٠ 🏴
إنما الأقسى على زينب بنت المصطفى
حينما الشمر بضرب المتن بالغلِّ اشتفى
 
وبصوتِ الحقدِ نادى اذ أضاعَ الشرفا
زينبٌ قولي من اليوم على الخدرِ العفا
 
(عمّار النوين – المقشع)
 
🏴 ١١ 🏴
كم مُصاب هَدَّ ركن القلب، للنبض جفا
والأسى من بعده، قال حياءً: قد كفـى
 
وأمَضُّ الحـزن لمّــا جـاء شِمـرٌ مُرجِفـا
إذ رَقَى صدر الهُدى والكون حزناً وَقَفَا
 
(حسين مرهون – باربار)
 
🏴 ١٢ 🏴
قلبُها حاكٍ لِمَا يَحكيهِ سِبطُ المصطفى 
لمْ تَكُنْ صرختُهُ تَقسو.. وحاشا قد هَفَا 
 
كُلُّ همٍّ ألْفُ جُرحٍ في نِياطٍ قد هَفَا 
حينما رَسْمٌ بِعَيْنَيْها وما قَلبًا عفا
 
حسين منصور – البحرين )
 
🏴 ١٣ 🏴
أَوَ هَل سَيلُ القَسَاوَاتِ بِزَينَبَ اكتَفَى ؟!
لَم يُبَارِحهَا وَقَد أَنشَبَ فِيهَا الظَّلَفَا
 
مُنذُ سَحبِ مُسلِمٍ غَدراً جِهَاراً عًَنَفَا
وَلِيَومِ الرَّأسِ يَنكُته دنِيءٌ أسرَفَا
 
(وَهَب يُوسُف رَضِي – تُوبلي)
 
🏴 ١٤ 🏴
قد أصاب السهم نحرا ظامئا وا أسفا
واستبيح الماء، ماءُ القلب حتى أزلفا
 
خنصر الدين المشظى حز في يوم الوغى
والسبايا اليوم صوت هزنا إذ هتفا
 
(رباب الموسوي – لبنان)
 
🏴 ١٥ 🏴
مِنْ حُسينٍ ذاكَ ، هذا منْ عليٍّ وكفى
ذلك الأوفى ، وذا يا سائلي كلُّ الوفا!!
 
لا يَتُمُّ الحَجُّ من زَيْنبَ إلّا عندما
بينَ مروى الفضلِ تسعى سبعةً حتّى الصّفا!
 
(عقيل العلواني  – المصلى)
 
🏴 ١٦ 🏴
بينما العباس مطروحاً على ترب الطفوف
أو كما القاسم عريساً على الأرض غفى
 
إنما الأقسى على زينب تقديم الجواد 
حين صاحت : فاطمٌ أمي أبنت المصطفى 
 
(إسحاق ابراهيم  – القطيف الخويلدية)
 
🏴 ١٧ 🏴
أعظمُ الآهاتِ حزنًا في جواها عصفا
حين بدرُ الطفِّ في الهيجاءِ بالموتِ غفى
 
وعليهِ السبطُ محنيًا بشجوٍ وقفا
وكأنَّ المروةَ انكبتْ على عينِ الصفا
 
عادل الفردان -القدم)
 
🏴 ١٨ 🏴
إن أقسى منهما في قلب بنت المصطفى
قتل من للجَرْحِ جسماً طاهراً قد أوقفا
 
فترى ِسرباً من الحُزن على أشلائهِ
وترى في كل جُرحٍ ثمَّ حزنٌ رفرفا
 
(مازن جعفر – المدينة المنورة)
 
🏴 ١٩ 🏴
ذَا سؤالٌ أشعل القلب بنار ما  انطفى 
مشعلاً في خاطري عنك سؤال ما اختفى
 
كيف حال اخت حسينٍ حينما الشمر لفى
ليحز الرأس للسبط غريباً  من  قفى
 
(عادل آل صابرين – السعودية)
 
🏴 ٢٠ 🏴
جمةٌ آلامها بل وبها الفجع اكتفى 
أي جرحٍ تقتفيه ؟! ما همى أو نزفا!
 
حرقُ خيماتٍ لها بعد فرارِ الشّرفا
 وعلـى ذلِ السباءِ صونها قـد كُشفا
 
عبد الله السميع _ اسكان عالي)
 
🏴 ٢١ 🏴
زَيْنَبٌ والألَمُ العُضْوِيُّ حَقًّا ما خَفى
مِنْ بُحُوْرِ الهَمِّ للسِّبْطِ على السَّطْحِ طَفى
 
كُسِرَ الظَّهْرُ هُنا مِنْهُ مَجازاً ما نَفى
وهُنا احْدَوْدَبَ فِعْلاً مِنْهُ حَتّى انْعَقَفا
 
(عباس مطر – دمستان)
 
🏴 ٢٢ 🏴
فهوى الجود وجنب الجود بدراً خسفا 
سقط العباس أم بالطف قد طاح الوفا
 
قد نعاه العرش حزنا وبكاه المصطفى
ليت سهم العين نحو العاشقين انعطفا
 
(علي عبدالرضا / سار)
 
🏴 ٢٣ 🏴
أيُّها السَّائلُ منّي عَنْ مُصابٍ قَدْ خَفا
في تَلابيبِ التيْ ذَا قَلبُها قَدْ خُطِفا
 
هَلْ نَسيتَ يا أخيْ شِمراً بغدرٍ قدْ نَفى
رأسَ سبطِ المصطفى وَيلي عَلى الدُّنيا العَفا
 
(سلمان ياسين – السعودية)
 
🏴 ٢٤ 🏴
إنني  أشعر  أقسی ما رأته  زينبٌ
هجمة القوم  غزاةً  لا وما هذا كفی
 
جلست في ظلمة الليل ثكالی حولها
حولها دارت يتاماهم عطاشی خوّفا
 
(جعفر ميرزا – البلاد القديم)
 
🏴 ٢٥ 🏴
إن أقسى ما جرى في الطف هجران الوفا
وسقوط العرش ظمآنا ينادي المصطفى
 
وفرار الآل من نار لهيب قد سفى  
إنها قسوة ماء جاد بخلا فجفا
 
 (أبو عمار المهنا – القطيف)
 
🏴 ٢٦ 🏴
لحظة صدر ابن سعد بالميامين اشتفى
أفرد السبط وحيدا و له المرمى صفا
 
و كسير الظهر في الميدان قد عاينه
بخسوف البدر “عباس” و ينبوع الوفا
 
(محمود المبارك – جدحفص)
 
🏴 ٢٧ 🏴
سعيها بين الحسين وهوَ منكوب القفا
وقتيلِ النهر تستنهضه قم للوفا
 
صعد الشمر على صدر الحسين وجفا
لما آثرتَ السِقا والشمس تبدو كسفا
 
(محمد الدفاري – البلاد القديم)
 
🏴 ٢٨ 🏴
أيها السائلُ لو تدري بقلب الشرفا
ناله سهم السبا أقسى على سهم القفا
 
منذ أن جيء بها للسبي يا للأسفا
قلبها جرحٌ وبالشامِ بآهٍ نُزِفا
 
(السيد هادي الموسوي – البحرين)
 
🏴 ٢٩ 🏴
قد بدا المظلوم قدما وبما قد عرفا 
حين وافى ابنه نادى على الدنيا العفا
 
وبموت الجيش محنيا له معترفا
صارخا قد كسر الظهر أسى فيه الوفا
 
(جاسم الهدّار – البحرين)
 
🏴٣٠ 🏴
كلها قاسيةٌ لكنّ أقسى ما خفى
والأسى منها سبيلا للرزايا قد قفى
 
تلك أهوال قضى الله بها ثم اصطفى
لصلاح الدين من سقم يداوى قد شفى
 
(عباس أبو ياسر – بني جمرة)
 
🏴 ٣١ 🏴
يا لذاك الرزء ما أقساه لا لن يوصفا
ضاعت الأعمار فيه  آذنت أن  تتلفا 
 
يوم قامت عثرت أهوت مرارا اسفا
وقفت فوق صريع هالها أن تقفا 
  
(عيسى العلي – الجش/القطيف)
 
🏴 ٣٢ 🏴
جُـرحُ عَبّـاسَ كَبَحـرٍ مِن دِماءٍ غَالِيَـة
أيُ بَحـرٍ يَتَرَامَى الدَمـعُ فيهِ و الوَفَـا
 
أصبَحَ الأكبَرُ أشلاءً على طولِ الفَلا
جُرحُهُ قد بَلَغَ المَروَى انتِهاءً بِالصَفَا
 
(سليمان الشعباني – البلاد القديم)
 
🏴 ٣٣ 🏴
جُرْحُهُمْ قَاسٍ وَدَمْعُ الحَزَنِ مِنْهَا اِغْتَرَفَا
نَزْعَةُ الرُّوحِ عَلَى الأَكْبَرِ مَقْطُوعَ القَفَا
 
ونِيَاطُ المَوْتِ تنّعَى قَمَراً قَدْ خُسِفَا
 مُذ رَأَتْ ظَهْرَ حُسَيْنٍ بَعْدَهُ قَدْ حُرِفَا
 
حسين القلاف / النعيم )
 
🏴 ٣٤ 🏴
أيها الناعِي لِوجدٍ هدَّ سبطَ المصطفى 
أنسيتَ الجِفنَ منه بالطفوفِ إذ غفا 
 
فأجاب السهمُ في نحر ِرضيعٍ رفرفا
قضَّ من مضجعه يدعو على الدنيا العفا 
 
(إسماعيل النصيراوي – سند)
 
🏴 ٣٥ 🏴
ليسَ ما أبدَتهُ أقسى فلترى ماذا خفى..
(من يقدم لي جوادي) أطبقت منها الشّفا..
 
وعظيمُ الجرحِ صوتٌ قبلَ أن حُزّ القفا ..
(أنا عطشانٌ -اغيثوني- وجدي المصطفى)..
 
(مرتضى رمضان- داركليب)
 
🏴٣٦ 🏴
إنَّ أقسى موقفٍ أذكرُ ذاكَ الموقِفا
بدرُها حينَ على النهْرِ رأتهُ انخسفا
 
وعلوُّ الرأسِ فوقَ الرُمحِ يتلو المِصحفا
وطوافُ السبي أقساها و كان المؤسِفا
 
(السيد حسن الموسوي – البلاد القديم)
 
🏴 ٣٧ 🏴
أم لدى القاسم لِمْ (خاليَ) عنهُ انصرفا
في جمالِ الوردِ إن قال به ما أنصفا
 
ما مشى نحوهُ إلا المجتبى في عينهِ
(عزّ والله على عمّك) يبكي آسِفا
 
(حسين علي منصور – عذاري)
 
🏴٣٨ 🏴
أعظم الأرزاء عندي .. عندما الماء اختفى ..
عن صغار ويتامى .. لثلاث قد جفا ..
 
وحنو الفضل فيه .. من أبي الفضل وفى ..
فهو لا يملك صبرا .. أن يجاري الموقفا..
 
(فيصل النوري – السنابس)
 
🏴 ٣٩ 🏴
إنَّ أقسى ما يُؤاذي زينباً في قلبها
أنْ تَرَى الدمعةَ في حقِّ حسينٍ تَرَفَا
 
غايةُ الدَّمعةِ أنْ تَغسلَ منْ أرواحِنَا
دَرَنَ الذُلِّ و تُذكِي في دِمانا الشرَفَا
 
(جعفر عبدالحسن – السهلة الجنوبية)
 
🏴٤٠ 🏴
حينما خرّ عليٌّ قطعا
شبح الموت عليها عصفا
 
بينما بعد أبي الفضل غفا 
ماتت الحوراء والكون انطفى 
 
(مرتضى الخويلدي _ القطيف)
 
🏴  ٤١ 🏴
شاهدت زينب في احزانها
مايهز القلب من سر الوفا
 
غير أن الصبر مأمول هنا
وشماتات العدا لن تنصفا
 
(منصور الجشي – القطيف)
🏴  ٤٢ 🏴
كان أقسى ألماً هدَّ قوى زينبَ مذ
عودة المهر  خليّاً لعيال المصطفى
 
وإرتفاع الرأس فوق الرمح عالٍ مخضباً
مُؤذِناً حان السِبى.. ثم على العِزِّ العفا
 
(عباس حسن محفوظ – توبلي الكورة)
 
🏴  ٤٣ 🏴
زينبٌ فرّت بأيتامٍ  وقلبٌ نزفا
تنظر السّبطَ بوادي الطّفِّ شمساً كُسِفا
 
والحشا مشتعلٌ ناراً ونوراً شُغِفا
وجوادٌ صارخٌ قد هتكوا كلّ الوفا
 
(عديلة الحلواچي – المنامة)
 

🏴  44 🏴

 زينب الطهر أجيبي عاشقا فيكم صفا 
أي رزء لجبال الصبر قهرا نسفا
 
سيف شمر وأنين السبط يا هذا كفى؟
فأجاب الدمع: إيهٍ وا ذبيحا من قفا
 
(نادر محسن – إسكان عالي)
 

🏴  45 🏴

  حين أهوى في ثرَى الطفِّ شَبيهُ المُصطفى
جَرَّدَ الحزنُ على زينبَ سيفاً مُرهَفا
فَتوَقَّتهُ وعَباسٌ لها دِرعٌ ضَفا
ثمّ قاسَتهُ وعَنها بَدرُهُ الزّاهي خفَى
 
(السيد حميد كاظم الشرخات – البحرين)
 

 🏴🏴🏴🏴🏴

انطلاق النسخة التاسعة من مسابقة شاعر الحسين 1438

أعلنت اللجنة المنظمة لمسابقة شاعر الحسين عن بدء تسلّم النصوص المشاركة في النسخة التاسعة من المسابقة التي تهتم بإبراز الطاقات الشعرية الحسينية، والتي ينظمها مأتم أنصار الحق بالبلاد القديم سنوياً بمشاركة عشرات الشعراء من الجنسين وسط حضور نخبوي وجماهيري غفير.

وصرّح رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة عبدالجليل الصفار بأن التحضيرات التنظيمية قد بدأت تمهيداً لانطلاقة الموسم التاسع للمسابقة، حيث سيكون باب المشاركة مفتوحاً أمام الراغبين من داخل البحرين وخارجها خلال الفترة من 1 إلى 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2016م، وفقاً للشروط الفنية والشكلية المتبعة، ويتم إرسال النصوص المشاركة بصيغة ملف (Word) إلى البريد الإلكتروني التالي (alhussain.poet@hotmail.com) مذيلة ببيانات الشاعر ورقم اتصاله، مهيباً بالمهتمّين الاطلاع على إعلان المسابقة وشروطها في حسابات التواصل الاجتماعي التابع لها، كما يمكنهم تحميل التطبيق الخاص بالمسابقة على أجهزة الأندرويد والأبل للاطلاع على النتائج والنصوص والتغطيات المقروءة والمصورة للأعوام الماضية، ومتابعة أخبار المسابقة أولاً بأول.

وأضاف الصفار أن المتأهلين الخمسة الأوائل سينالون جوائز مالية تبدأ بـ (1500) دولار أميركي، فيما سيحصد الخمسة الآخرون جوائز عينية قيّمة، إلى جانب جائزة (شاعر الجمهور) الذي يصوّت عليه جمهور المسابقة.

يُذكر أن فعاليات مسابقة شاعر الحسين قد انطلقت منذ عام 2008م، وهي تحظى بمشاركةً جماهيريةً واسعةً واهتماماً نخبوياً متميزاً، وتخضع القصائد المشاركة إلى تقييم مبدئي لدى لجنة (الفرز الأولى) قبل أن تمرّر إلى (لجنة التحكيم) التي تضمّ عدداً من النقاد والمختصين في تحليل النصوص الأدبية. وتقبل المسابقة مختلف الأشكال الفنية للشعر الفصيح، عمودياً كان أو تفعيلياً أو قصيدة نثر، على أن يستوفي النص عناصر البناء اللغوي والفني، وأن يتراوح طوله بين 15 إلى 50 بيتاً أو سطراً شعرياً مزدوجاً، وستعلن النتائج في مهرجان ختامي بتاريخ 2 ديسمبر / كانون الأول 2016م.

وفي العام الماضي، تربّع نصّ (إليه إليه) للشاعرة زهراء أحمد المتغوي (الدراز) على عرش المسابقة، تلاه نصّ (تجلّيات رياحيّة) للشاعر عقيل محمد القشعمي (باربار) في المركز الثاني، فيما نالت قصيدة (فأرانا الآية الكبرى) للشاعر حسين علي آل عمّار (القطيف) المركز الثالث.

رابط الخبر في صحيفة الوسط 7 أكتوبر 2016مimg_6099

http://www.alwasatnews.com/news/1166633.html

“كافيه بستاشيو” يحتفي بشعراء ومحكمي ومنظمي شاعر الحسين

“كافيه بستاشيو” يحتفي بشعراء ومحكمي ومنظمي “شاعر الحسين”

2

للعام الثالث على التوالي، وبمبادرة كريمة من الحاج عبدالكريم المدحوب، مالك “كافيه بستاشيو Café Pistachio”، اجتمع لفيف من الشعراء وأعضاء لجنتي التحكيم والفرز الأولي واللجنة المنظمة لمسابقة شاعر الحسين حول وجبة إفطار في المقهى الراقي الواقع في منطقة سلماباد على شرف الشعراء المتأهلين في صبيحة السبت 19 ديسمبر 2015م، وذلك للاحتفاء بنجاح المسابقة في موسمها الثامن.

6

وبهذه المناسبة، أعرب السيد سعيد الموسوي، رئيس مجلس إدارة مأتم أنصار الحق والرئيس الفخري للمسابقة، عن سعادته البالغة بنجاح المسابقة وبالتواصل المستمر والإيجابي بين مختلف الأطراف المعنية.

7

 

 

سيرة لجنة التحكيم – 8

المحكم سيرة ذاتية  
الدكتور علي عبد النبي فرحان ·        دكتوراه اللغة العربية وآدابها.

·        رئيس قسم اللغة العربية والدراسات العامة بالجامعة الأهلية – أستاذ مساعد.

·        له مجموعة من الدراسات والبحوث النقدية خصوصا في السرد.

·        قدم مجموعة من الدورات التدريبية والفنية والتخصصية لاسيما في مجال تحليل النص الأدبي.

·        شارك في مؤتمر الإبداع والتفكير الناقد بالجامعة العربية المفتوحة بورقة علمية. وحضر مجموعة من المؤتمرات في مجال تخصصه وعمله.

·        شارك في تحكيم كثير من المسابقات المحلية، عضو لجنة التحكيم في مسابقة شاعر الحسين لنسختين سابقتين
رئيس جمعية مهزة الحسينية

 
الدكتور جعفر مهدي آل طوق ·        حائز على درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها عن أطروحته (دلالة الحسّي على المجرّد في شعر أبي نؤاس)

·        له اهتمامات بالشؤون الأدبية واللغوية

·        يعمل في الوسط التربوي منذ ستة وعشرين عاما

·        له إسهامات في المجال تربوي والأدبي والثقافي والخدمة الاجتماعية في الساحة البحرينية

 
الشاعر أحمد الستراوي ·        مواليد عام 1972م.

·        شاعر بحريني، عضو أسرة أدباء وكتاب البحرين، عضو الملتقى الثقافي الأهلي.

·        أقيمت له العديد من الأماسي والأصبوحات داخل مملكة البحرين وخارجها.

·        قدم العديد من الورش الأدبية لطلاب المدارس.

·        له خمس مجموعات شعرية، ونتاجات أخرى، بعضها مطبوع:

– مجموعاته الشعرية: لست نبياً، أنثى وصلاة، ظل فوق الظل الغافي، خديجة (مطبوع)، قميص منذور بالوقت (مطبوع)
– مسرحية شعرية بعنوان (الملك المنسي).
– شبهُ سيرة (رواية) بعنوان (سيرة جسد).

·        مثّل البحرين في دمشق عاصمة الثقافة العربية

 

معزوفةٌ فوقَ الرمح

رأسُ الحسينِ يطوفُ بوصلةَ الجهاتِ
محلّقاً نحوَ السماءِ
كغيمةٍ قدسيّةٍ
نطقتْ بأسرارِ المطرْ

للرمحِ وجهتهُ
وللخدِّ التريبِ حكايةٌ أخرى
تترجمُ أبجدياتِ القدرْ

للدّمِ سنبلةٌ تحررُ كلَّ شيءٍ عابرٍ
نزفٌ على رئةِ الخلودِ ..
مسافةٌ للدمعِ …
أروقةٌ مشاغبةٌ …
ضجيجُ الخيلِ …
قهقهةُ السيوفِ …
نحيبُ أطفالٍ …
ورأسٌ واحدٌ يجتازُ قاموسَ الخطرْ

يحنو على كلِّ الجراحِ برأسهِ
وعلى فمِ التاريخِ ثورة حدسهِ

قد صاغَ من غدهِ المسافرِ غيمةُ
تنمو وتنمو في تمرّدِ أمسهِ

وكأنهُ وحي الوجودِ وآية
رسمتْ تفاصيلَ الجهاتِ بقدسهِ

الشمسُ أتعبها الغيابُ ولم يزلْ
للضوءِ محرابٌ يطوفُ بشمسهِ

الجرحُ يقترفُ الخطيئةَ
حينما ضجَّ النزيفُ
وكربلاء تسابقُ الزمنَ السوادَ
وذي طبولُ الحربِ مُـشرَعةٌ
وفوقَ الرمحِ صوتٌ
يستمدُّ من السماءِ
طهارةَ القرآنِ .. نبضَ تلاوةٍ
تسمو بأرواحِ الصغيراتِ التي شَهَـقتْ
وبلّـلها الضجرْ

وجهُ الحسينِ على مسافةِ اصبعٍ
والسهمُ يعبثُ
في نبوءةِ صدرهِ
واللحظةُ اشتعلتْ
ومزّقها الحجرْ

لا شمرَ عادَ
ولا السيوف تمرّدتْ
لا شيءَ من قلقِ الجهاتِ
ولا هدير الماءِ في جسدِ الفراتِ
ولا امتداد النارِ
كانَ لصوتهِ سحراً لــ ( بسمِ اللهِ ) في كلِّ السوّرْ

يأتي بوشمِ المعجزاتِ
ولم تزلْ ( هيهات ) تعبثُ بالظلامِ
وتفتحُ التأويلَ
في قلقِ الممرْ

الآنَ يعبرُ ( سيدُ الشهداءِ ) للوجعِ الخفيِّ
وفي يديهِ حكايةُ الغرباءِ
ترسمُ للخلاص ِ
على امتدادِ العمرِ
سنبلةً تراقصُ ثورةً في الطفِّ
من ألمِ الصورْ

لا زالَ رأسٌ للحسينِ
يطوفُ أروقةَ الحنينِ
كأنهُ جسدُ القمرْ

الضوءُ فوقَ الرمحِ عانقهُ السهرْ
والماءُ في قلقٍ يفتشُ عن أثرْ

جسدٌ هناكَ ، وألفُ صوتٍ ها هنا
والريحُ صامتةٌ … وأتعبها السفرْ

صوتٌ سماويٌ يبوحُ بطهرهِ
وملامحٌ خضراءَ يلثمها الشجرْ

للرأسِ ثورتهُ التي نهضتْ بنا
وكأنه قد صاغَ أرواحَ البشرْ

 

 

امتدادات الظل الكاشفة

أُكثِّفُ حُبِّيْ فتبدأُ فيَّ العواصفُ

ها تلكَ أشرعةُ العابرينَ

تجرُّ السفينةَ نحوَ الهيامْ

لماذا تسيرُ القوافلُ عكسَ الشموسِ

وتختبئُ الأمنياتُ بجَيْبِ الظلالِ

وتسقطُ كلُّ الطفولاتِ مِنْ حَبْلِ أرجوحةٍ في الحديقةِ

لمَّا تفتَّحَ نحْرُ الرضيعِ

بريحِ السهامْ

***

رموشُ الحقيقةِ

أطولُ مِنْ خصلاتِ الفراتِ

وثمةَ موتٌ خفيٌّ يناجي اليتامى

وقرعُ الحياةِ تضاءلَ

لكنْ تنزَّلَ للطفلِ وحيٌ يُشابهُ صوتَ البتولِ

ويزجي السلامْ

***

تنامُ الطفوفُ على راحتَيْ زينبٍ

حيثُ مدَّتْ عباءَتَهَا للصغارِ فِراشًا

وطارَ الفَراشُ بنصفِ جناحٍ

ليقصدَ جسمَ الحسينِ

هُوَ الليلُ يحتضنُ الأمنياتِ العصياتِ

رغمَ اضطرابِ النجومِ

انطفاءِ الكواكبِ

بَعثرةِ الضوءِ فوقَ الترابِ

احتضارِ البدورِ

بِجوف الظلامْ

هُوَ الليلُ

آخرُ حاملُ سيفٍ بِجيشِ الحسينِ

وآخرُ مَنْ ترتجيهِ النساءُ

هُوَ الملفعُ الأسودُ المرتخيْ فوقَ أوجاعِ تلكَ الخيامْ

***

أُكثِّفُ حُبِّيَ

كي أبدأَ الهجرةَ الموسميةَ نحوَ الطفوفِ

أنا السربُ وحدي

توزعتُ طيرًا فطيرًا

فأجمعُ نفسي.. أُشتِّتُ نفسي

“وأزحفُ.. أركضُ.. أرجفُ.. أمشي.. أصيحُ.. أنوحُ.. أبوحُ..”

لأني أسيرُ وركبُ السبايا يسيرُ بصحراءِ وَجْدي

سأشطبُ أطرافَ صحرايَ

حتى تصيرَ المسافةُ أقصرَ للتائهينَ المجدِّينَ في السيرِ

نحوَ الختامْ

***

هنالكَ خيطٌ

يُلَمْلِمُ حباتِ عِقْدِ الفجيعةِ

يمتدُّ مِنْ دمعِ زينبَ بعدَ الطفوفِ

إلى قَتْلِ هابيلَ ذاتَ ضياعٍ

إلى قَتْلِ حيدرَ ذاتَ سجودٍ

إلى صَلْبِ عيسى

يدورُ

يدورُ

إليَّ

إليَّ

إذا ما انتظمتُ بِعِقْدِ الفجيعةِ

ينقطعُ الخيطُ

تنتثرُ اللؤلؤاتُ على صدمةٍ مِنْ رخامْ

***

وعنديَ ظِلٌّ وَفِيٌّ

يرافقني حيثُ تهربُ روحي

فأمشي ويمشي

وأركضُ.. يركضُ.. لكنْ

وقفتُ ويمضي

وظِلِّي يراوغُ نارَ الحياةِ

ويمتدُّ نهرًا بوسْطِ الهجيرِ

ويقصرُ حدَّ انغماسِ الجذورِ

ويمتدُّ حدَّ اندلاعِ النخيلِ

يغادرُني للسماءِ

ويعلو

ويهبطُ

يحضنُ جسمَ الحسينِ

وذلكَ طبعُ الغمامْ

***

رذاذُ القداسةِ يهطلُ مِنْ سدرةِ المنتهى

فوقَ تلكَ التلاعِ التي مازجَتْهَا دماءُ الكتابِ

مِنَ الحوضِ جبريلُ يغرفُ غيثًا

وينزلُ للأرضِ يروي الظمايا

وفي عينهِ حمرةٌ مِنْ دماءِ الكفيلِ

ندىً أحمرُ اللونِ يزهو على اللوحِ

قدْ بَلْوَرَتْهُ دماءُ الرضيعِ

رموشُ الحقيقةِ

أطولُ مِنْ خصَلاتِ الفراتِ

ستخضرُّ كلُّ الأماني

وتنمو البراعمُ

تنمو

على شفَراتِ الحسامْ

***

ورافقتُ أُفْقَ الحسينِ

لأمتدَّ بحرًا

أُزخرفُ كلَّ المآسي عَلَيَّ كموجٍ

أُشجِّرُ أفكاريَ البائساتِ غيومًا

وأرفعها

بعد أنْ جفَّ منها الكلامْ

سيبحرُ فوقي هوى الأغنياءِ

وحلْمُ الفقارى

وآمالُ كلِّ المساكينِ والفاقداتِ

أُكثِّفُ حبِّي فتبدأُ فِيَّ العواصفُ.. لا شيءَ لا شيءَ

يبقى سوى..

ذكرياتِ الحطامْ

***

كما يرشحُ الماءُ

مِنْ ثَغَرَاتِ الكفوفِ التي مدَّها اللهُ للنشأتينِ

هناكَ على الرملِ يرشحُ

فيضُ الحسينِ

ومُذْ بعثروهُ على الرملِ

شلوًا

فشلوًا

تبعثرت الآيُ

إذ كانَ كُنْهُ الحسينِ يُنَسِّقُ وَحْيَ الإلهِ

فَمَنْ بَعْدَهُ يجمعُ الذكرَ فِي الدفتينِ؟

سينهضُ رغمَ المماتِ حسينٌ

ويبني السماواتِ

فوقَ الركامْ

قبلات على عتبة الحسين

الْبَدْرُ آخِرُ قِصَّةٍ

فِي عَيْنِ تَائِهْ

تَحْكِي الْحُسَيْنَ: يَقُودُ جَيْشًا مِنْ ضِيَائِهْ

وَالليْلُ يُمْعِنُ فِي غَيَابَةِ جُبِّهِ

وَيَصُبُّ -مِنْ جَفْنِ الْحُسَيْنِ- نَزِيفَ مَائِهْ

وَعِدَادَ مَا فِي جِسْمِهِ مِنْ طَعْنَةٍ

أَدْلَى الْحُسَيْنُ بَنِيهِ…

مَاتُوا فِي دِلائِهْ

لِلْجُرْحِ أَيْضًا أَنْبِيَاءُ…

وَلَيْسَ غَيْرُكَ -يَا ذَبِيحِ الحَقِّ- آخِرَ أَنْبِيَائِهْ

***

عَاشُوا (نَعَمْ) نَعَمًا

وَسِيقَ رِضَاهُمُ

وَتَعَثَّرَتْ قَدَمُ الْحُسَيْنِ بِكَرْبِ – (لائـِ)ـهْ

شَالُوا  -عَلَى الأَكْتَافِ- كَرْبَ وَلائِهِمْ لِلَّيْلِ..

وَهْوَ دَمٌ بِعَيْنَيْ (كَرْبَلَائِهْ)

فِي رُكْنِ ذَاكِرَةِ الظَّلَامِ رُمُوا…

وَفِي شَرْقِ الْقُلُوبِ:

الشَّمْسُ بَعْضٌ مِنْ بَهَائِهْ

زُوَّارُهُ احْتَفَلُوا بِعُرْسِ شهيدِهمْ

مُتَخَضَّب الكفَّيْنِ مِنْ حِنَّا دِمَائِهْ

***

أَعْطَى سُيُوفَ عِدَاهُ دَرْسًا

حِينَ مَاتَ بِهَا

وَأَبْقَى النَّصْرَ حَيًا فِي رِدَائِهْ

وَسُيُوفُهُمْ ما ذُقْنَ مِنْ دَمِهِ سِوَى سُمِّ الفَنَا..

وَحَقَنَّهُ بِدَوَا بَقَائِهْ

بَقِيَ الْحُسَيْنُ

وَشَيَّعَ الأُمَوِيُّ نَعْشَ سُيُوفِهِ الْخَمْسِينَ نَحْوَ لَظَى انْطِفَائِهْ

وَالْيَوْمَ..

فِي جَيْشِ الْحُسَيْنِ انْضَمَّتِ الأَقْلَامُ فِي وَرَقِي

تُحَارِبُ مِنْ وَرَائِهْ

***

قَدَمَاهُ فِي شَطِّ الْفُرَاتِ…

وَرَأْسُهُ فِي كِتْفِ نِيلٍ صَارَ عَيْنًا فِي رِثَائِهْ

كَخَرِيطَةٍ لِلنَّصْرِ فُصِّلَ جِسْمُهُ

خَطَّتْهُ (جُغْرَافْيَا) الْجِرَاحِ بِكِبْرِيَائِهْ

أَسْمَاءُ أُسْرَتِهِ عَوَاصِمُ دَمْعِنَا…

وَمُسَطَّحَاتُ دَمٍ  مَلامِحُ أَقْرِبَائِهْ

بَيْنَ الْعِرَاقِ وَمِصْرَ بُوصَلَةُ الْمُسَافِرِ حُبُّ آلِ الْبَيْتِ..

مَنْ يَفْقِدْهُ…

– …؟!

– … تَائِهْ

***

حُكَمَاءُ صِهْيَونٍ جَرَوُا دَرَسُوا خَرِيطَةَ جِسْمِهِ (أَلِفَ الْفُرَاتِ لِنِيلِ يَائِهْ)

قُولُوا لَهُمْ:

أَضْحَى تُرَابُ الأَرْضِ لَحْمًا لِلْحُسَيْنِ

وَلا سَبِيلَ إِلَى اجْتِزَائِهْ

بِيَدِ (الشَّهِيدِ) يَصِيرُ طُوبُ الأَرْضِ سَيْفًا

لَنْ يُطِيقَ عَدُوُّهُ ثِقَلَ اتِّقَائِهْ

إِلا الْحُسَيْن

فَإِنَّهُ الْوَطَنُ الْكَبِيرُ….

الرِّيحُ:

نَسْبِقُهَا عَلَى سِكَكِ افْتِدَائِهْ

***

رَيْحَانَةٌ سِبْطٌ زَكِيٌّ سَيِّدُ الشُّهَدَا أَبُو الأَحْرَارِ… جَدٌّ فِي إِبَائِهْ

وَأَبُو الأَئِمَّةِ فِي الْبَيَاضِ، غَرِيبُهُمْ

وَالطَّيِّبُ الْمَظْلُومُ…

وِتْرٌ فِي عَنَائِهْ

وَأَسِيرُ كُرْبَتِهِ الْمُبَارَكُ

وَالْمُجَاهِدُ

جَاءَ مِنْ أَقْصَى الْقُرَى شَرْقَ اهْتِدَائِهْ

الْوَحْيُ سَمَّى..

كَانَ الِاسْم عَلَى مُسَمَّى..

سَادَ.. أَمَّ.. وَضَمَّهُ جَدُّ الْمَحَبَّةِ فِي كِسَائِهْ

***

بِقَمِيصِهِ الْمُحْمَرِّ يَفْتِنُ جَدَّهُ

كَالْوَرْدِ: قَلْبُ الْمُصْطَفَى طِفْلُ اشْتِهَائِهْ

أوْ.. كَانَ قَلْبُ رَسُولِ رَبِّكَ وَرْدَةً

وَحُسَيْنُ قَاطِفُ نَبْضِهَا بِيَدَيْ نَقَائِهْ

فَالْجَدٌّ عَقْلٌ فَوْقَ كِتْفَيْ مِنْبَرٍ

تَفْكِيرُهُ طِفْلَانِ مِنْ صُلْبِ احْتِفَائِهْ

لَبِسَ الْحُسَيْنُ الطِّفْلُ ثَوْبًا أَحْمَرًا

وَاحْمَرَّ

بَعْدَ الطَّعْنِ أَكْثَرَ

مِنْ دِمَائِهْ

***

(شَعْبَانُ) أَمْ شَعْبَانِ…

شَعْبٌ عَاشِقٌ لابْنِ الرَّسُولِ

وَضِدَّهُمْ مَرْضَى عَدَائِهْ

غَلَطًا رَأَوْهُ وَلِيدَ يَوْمِ( ثَلاثَةٍ..)

وَالصَّحُّ:  أَنَّ الْيَوْمَ يُولَدُ مِنْ سَنَائِهْ

هُوَ عِيدُ مِيلادٍ لِيَوْمِ وِلادِهِ…

وَشَهَادَةٌ بِوَفَاةِ عَبْدِ (يَزِيد) شَائِهْ

يَعْوِي بِحَضْرَة آلِ بَيْتِ الْمُصْطَفَى

وَلِغَيْرِهِمْ

يُلْقِي قَصَائِدَ مِنْ مُوَائِهْ

***

كَرِهُوهُ  أَمْ كَرِهُوا النَّبِيَّ!

وَحُبُّهُ مِنْ حُبِّهِ مِنْ حُبِّ رَبِّي فِي سَمَائِهْ

وَهَلْ ابْنُ مَنْ يُوحَى إِلَيْهِ.. كَابْنِ مَنْ يُمْلَى عَلَيْهِ..؟!

الْبَدْرُ كَالْحَجَرِ الْمُبَالَغِ فِي طِلائِهْ؟!

يُوصِي عَلَى رَيْحَانَتَيْهِ …

فَيَسْحَقُ الأَعْمَى جَمَالَ الْوَرْدِ تَحْتَ عَمَى حِذَائِهْ

اسْحَقْ فجِسْمُ الْوَرْدِ جِسْمٌ لَيْسَ إِلَّا….

لَسْتَ تُفْنِي رُوحِ عِطْرٍ فِي فنَائِهْ

***

مِنْ مِصْرَ.. مِنْ بَغْدَادَ..  مِنْ لُبْنَانَ..

سُورِيَّا.. الإِمَارَاتِ.. الْجَزَائِرِ.. أَوْ سِوَائِهْ

خُطُّوا قُرَاكُمْ فِي (الْبِطَاقَةِ)…

وَاسْرُدُوا تَارِيخَ جَدٍّ شَادَ صُبْحًا مِنْ مَسَائِهْ

وَتَجَمَّدُوا فَخْرًا كَثَلْجِ الْقُطْبِ…

فِيمَا الْعِشْقُ مَدَّ بِنَبْضَتِي خَطَّ اسْتِوَائِهْ

مَا فَخْرُكُمْ؛ وَ..

مْحَلُّ مِيلادِي الْحُسَيْنُ

وَوَجْهُهُ

تَارِيخُ مَوْلِدِ أَوْلِيَائِهْ؟!

***

مَاضٍ على دين النبيِّ ..

يعولُ

-من دمه-

عيال أب عَلا فرسَ ابْتِلائِهْ

كتفاهُ سَفْحَا حُمرَةٍ..

طعناتهم جبلانِ لم يصلا إلى قمم اشتكائِهْ

وسهامهمُ ريحٌ عقيمٌ أنجبَتْ

موتًا لقيط المجد من صلب اعتدائهْ

موتٌ:

تَبَنَّاهُ الْحُسَيْنُ… فَسُمِّيَ (استشهاد)ه … لا (ميمَ) تطرُدُ وجْهَ (تائهْ)

***

الموتُ:

أعطاه الحسينُ من الخلودِ رغيفهُ

وَوَرِيدَ (طَهَ) لاحتسائهْ

هل كانت الأقلام تذكر مثلَ هذا الموت في صحن الحسينِ بلا عطائِهْ؟!

لهفي:

غموس رغيفه جُبْنُ الذين كفوفهم غدْرٌ تعضَّ يديْ وفائهْ

والكوفةُ الحمراءُ

تعجن خطو عسكرها بماء عروقه

وبُكَا لوائهْ

***

قتلتْ

-بسيف ليس في يدها-

الحسينَ..

وفي جنازتهِ مشتْ مع أصدقائهْ

ومضى لمغربهِ بقلب الشمسِ…

يحمل صبحه كفَنًا تزين بارتدائه

وغروبه معناه أن الشمس ترحل من هنا لهناك

لا معنى انطفائه

وغدا الحصى من خلفه أقمار ذكرى

فالحسينُ الشمسُ حتى في اختفائهْ

***

لَـحْنٌ يُسَمَّى الـمَشْرَعَة

 في صَمْتِ لَيْلٍ مَدَّ ظِلًّا أَذْرُعَهْ
كَسَرَ المرَايَا كَانَ يَنْثرُ في دَمي
يحدوهُ وَجْدٌ وانكِسَارُ يَتيمَةٍ
يَتَرنمُ الحُزْنَ القديمَ يشدُّهُ ..
في اللامَدَى والعَلقَميُّ يَقينُهُ
أَوْحَى لذاكرةِ الفُراتِ : قصيدةً
، دمعًا  بحجمِ الذكرياتِ. خُلاصةُ الـــكلماتِ
مُتناثرًا أخطو لألمسَ لحظةً
لا أين تعتقلُ المكانَ ولا مَتَى
فَقَبَضتُ مِنْ دمعِ الحسينِ مَشَاعرًا
قَمَرٌ بقرب النهرِ !؟ ، والأطفالُ تشــــــكو
قلبي يُحَاولُ سَهْمَهُ .. ما اسطعتُ مِنْ
مَنْ أوقظَ الرَمَقَ  الأخيرَ ؟ ،  وكَرْبَلا
لحنٌ من الصمتِ الحزينِ ، مُـمَـزَّقٌ ..
هذا اللقاءُ .. هُنَا الحياةُ تَوَقَّفَت
كَانَتْ مَسَافَات الزمانِ قصيرةً
وتسرَّبَ الليلُ المؤجلُ من ( شقو
لَيلٌ بإيقاعِ الشَتَاتِ مُحاصِرٌ
مَنْ حرّض الناياتَ أن تبكي؟، ورجــــــــعُ

عَبَّاسُ موسيقى الغِيَابِ بِلاصَدَى
علِّم مَحَاجريَ المدامعَ واستعرْ
مازلتُ أسألُ عَنْكَ نهرًا ظامئًا
مازلتُ أسألُ عنكَ سِرَّ أُخوَّةٍ
فاعجنْ  بدِفءِ رؤاك طينَ مشاعري
واقرأ لِرَوعي كَرْبَلَا .. علِّمنيَ الأسماءَ
سأزاولُ الأحزانَ .. مهْنَةَ باذِلٍ
يا فارسًا شَغَلَ الشَجَاعةَ ( هل أتى )
في كَفِّكَ اكتَشَفَ الفُراتُ جَمَالَهُ
خُذني صَدَى شَوقٍ ودمعةَ عاشقٍ

وَأَعَارَ للوَجَعِ الـمُعَتَّقِ أَدْمُعَهْ
لَحْنَ الظَمَى وَيَعودُ حَتَّى يَجْمَعَه
يَمْضي.. يَجيءُ ، احتَارَتِ الدُنيَا مَعَه
سفرًا بعيدًا .. فالمسَافَةُ مَشْرَعَة
يَدنو بشَكِّ الماءِ حَتَّى يَقْطَعَه
أُخرى بإيقاعِ الوفاء مُصَرَّعة
كَانت / من وفاءٍ / مَصرَعَه
فيها استراحَ هوىً وترجمَ أروعه
تهبُ الزمانَ مَدَىً لأرسمَ مَوقِعَه
أستقرئُ الأثرَ الأخيرَ لِأَتبَعَه
قسوةَ الظمأِ / الظلامِ مُرَوعة
وَهَجِ الدماءِ / بجرحِهِ /  أنْ أنزعَه
تغفو على صدرِ النشيجِ مُوزَّعة
وَصَداهُ في صَدْري يُمَارسُ أوجعَه
:( دعني .. سيأتي لي أخي لأُودّعه)
ما احتجتُ أَنْ أدنو إليه لأسمَعَه
قِ البابِ )  نارَ مُخيَّماتٍ مُوْجَعَة
يأسَ الصِغارِ .. هُناكَ يَعزفُ مَدْمعه
تَكَسُّرِ الضِلْعَينِ ، مَاذَا أرجَعَه ؟

نَهْنِه صَليلَ النحرِ كَيْ أَتَوَجَّعَه
حُزْنًا مِنَ الخَيماتِ . وامزجني مَعَه
و خُطى يَتَامى في المسيرِ مُضَيَّعة
طرَّزتهُ ، ويقينُ طُهْرِكَ أبدَعه
أنا عاشِقٌ بِهواكَ شَكِّلْ أَضلُعَه
والإنسَانَ فيَّ لأصنعه
يمشي بِقَلبِكَ والجراحُ الأمتعة
نَصْرٌ و فَجْرُكَ لم يُهَدْهِدْ مَطْلَعَه ؟
في صَدرِكَ التَقَطَ الحنينُ تَفَجُّعَه
مازالَ يُشعِل من وفائِكَ أَشْـمُعَه

فَأَرَانَا الآيَةَ الكُبْرَى

يَشْقَىْ عَلَىْ نَزْفِ السَنَابِلِ قَمْحُهُ   مِقْدَارَ مَاخَطَّ المَصَائِرَ جُرْحُهُ
لِتَرَاهُ يَعْبُرُ بِالإِبَاءِ مُجَنَّحًا   بِالكِبْرِيَاءِ وَمَا تَنَفَّسَ صُبْحُهُ
رَجُلٌ تَوَكَّأَ بِاليَقِيْنِ، يَهُشُّ أَوْ   رَاقَ الخَرِيْفِ وَقَدْ تَقَادَمَ لَفْحُهُ
مِنْ تَاجِ أَخْيِلَةٍ تَوَقَّدَ عَنْ مَجَازِ    نُبُوَّةٍ سَنَّ الكَرَامَةَ لَوْحُهُ
وَعَصًا تَشُقُّ الغَيْبَ مِنْ صَفْصَافَةٍ   عَلَوِيَّةٍ، وَالمَاءُ صُوْدِرَ سَحُّهُ
وَكَأَنَّ فَلَّاحَ الرُؤى فِيْ شِعْرِ عَاشُوْرَاءَ    يَبْتَكِرُ الزَنَابِقَ قَرْحُهُ
شَكْوَى انْهِمَارِ أَسَاهُ لَمْ تَتْرُكْ فَمًا   مَا صَافَحَ النِسْرِيْنَ فِيْ الدَمِ صَفْحُهُ
حَتَّى إِذَا غَضَّ البَصِيْرَةَ صَائِدُ الــأَحْلَامِ    عَادَ وَفِيْ الخَوَاطِرِ لَمْحُهُ
بَابٌ مِنَ الأَحْزَانِ طَوَّقَ كَرْبَلَاءَ    اللهُ فِيْ يَدِهِ العَظِيْمَةِ فَتْحُهُ
وَأَنَا وَرَجْعُ صَدَايَ، دَمْعَةُ أُمِّيَ التَّــعْبَى    وَشَيْبٌ مَا تَأَخَّرَ بَرْحُهُ
نَتَسَلَّقُ الأَفْكَارَ فِيْ مَلَكُوْتِ أَحْــلَامِ    الصِغَارِ وَفِيْ الجَوَارِحِ نَفْحُهُ
ظِلَّانِ مِنْ قَلَقٍ وَرَائِيَ يُشْبِهَانِ    الوَقْتَ وَالتَوْقِيْتُ مُزِّقَ جُنْحُهُ
وَالكَوْنُ يَنْظُرُ مِنْ أَرِيْكَةِ قَلْبِيَ الــمَوْجُوْعِ    فَارَ عَلَى الأَضَالِعِ قَيْحُهُ
شَيْءٌ غُبَارِيُّ المَلَامِحِ، خَيْمَةٌ   /عَيْنٌ وَتَلٌّ كَمْ تَوَقَّدَ سَفْحُهُ
شَطٌ يُرَاقِبُ كَفَّ رَبِّ النَهْرِ يَبْــتَكِرُ    الخَرِيْرَ عَلَى الضَمَائِرِ رَشْحُهُ
عُرْسٌ تَكَفَّلَهُ اخْضِرَارُ الشَمْعِ يا   لِلشَمْعِ وَهْجٌ لَيْسَ يُدْرَكُ شَرْحُهُ
حَتَّى إِذَا اكْتَمَلَتْ بِعَيْنِيَ لَوْحَةٌ   بَيْضَاءُ أَتْقَنَهَا مِنَ الدَمِ كَدْحُهُ
تَتَسَوَّرُ الأَحْلَامَ أَذْرُعُ نَهْضَةٍ   كَمْ شَدَّهَا بِيَدِ الكَرَامَةِ صَرْحُهُ
الخُلْدُ طِفْلَتُهُ البَرِيْئَةُ كَانَ دَلَّــلَهَا    عَلَى كَتِفٍ تَهَرَّأَ مَنْحُهُ
وَقْتَ انْبِلَاجِ العِزِّ بَعْدَ مَسَافَةِ الــوَحْي    المُعَبَّأِ بِالمَعَاجِزِ مَتْحُهُ
بِعِنَاقِ رَمْلٍ ذَاتَ قُبْلَةِ مِحْبَسٍ   فِيْ خُنْصُرٍ لِلَّهِ شَاوَرَ وَضْحُهُ
شَاءَتْ سَمَاءُ اللهِ أَنْ تَهْوِي طَوَاعِيَةً    فَأَمْسَكَهَا هُنَالِكَ رُمْحُهُ
أَصْغَى لِوَشْوَشَةِ الأَسِنَّةِ رَأْسُهُ الــعَلَوِيُّ    يَا لِفَمٍ تَرَقْرَقَ صَدْحُهُ
وَعَلَى جَبِيْنِ الشَمْسِ سِيْمَاءُ الصِغَارِ    بِنَقْشِ مَاءٍ قَدْ تَأَخَّرَ نَضْحُهُ
أَرْخَى عِنَانَ الوَقْتِ حِيْنَ تَصَاعَدَتْ   فِيْهِ الجِهَاتُ وَلَيْسَ يُبْلَغُ سَطْحُهُ
مِرْآتُهُ اخْتَزَلَتْ وُجُوْدًا آخَرًا   مَا عَاشَ إِلَّا وَالمَشَاعِرُ بَوْحُهُ
كَمْ خَاصَمَ الرَمْلُ الرِيَاحَ وَلَمْ يَزَلْ   فِيْ ظُهْرِ عَاشُوْرَاءَ يُلْمَحُ صُلْحُهُ
يَا لِلدُخَانِ وَلَيْسَ ثَمَّةَ مِنْ يَدٍ   تَصْطَادُهُ يَعْدُو وَيَكْبُرُ قُبْحُهُ
وَالفَارِسُ العَلَوِيُّ لَوْ يَخْفَى عَلَيْــكَ    النَقْعُ يَظْهَرُ فِيْ النَّسَائِمِ ضَبْحُهُ
كَمْ كَانَ يَحْتَضِنُ الفُرَاتَ إِذَا بَكَى   وَالمَاءُ يُكْسَرُ حِيْنَ يُسْمَعُ نَوْحُهُ
لِتَآمُرِ الأَمَوِيِّ لَثْغَةُ عَقْرَبٍ   بِالشَتْمِ لَا بِالسُمِّ يَظْهَرُ قَدْحُهُ
لَكِنَّهُ الوَطَنُ الذِيْ انْشَقَّ العُقُوْقُ    عَلَى يَدَيْهِ وَقَدْ تَفَرَّعُ دَوْحُهُ
فِيْ شَهْقَةٍ أُخْرَى انْبَعَثْتُ بِكَفِّهِ الــبَيْضَاء    خَلَّقَنِي بِدَمْعِيَ مِلْحُهُ
وَأَنَا وَصِبْيَةُ كَهْفِ أَحْلَامِي انْتَبَهْــنَا    لِلْمَدَى المُمْتَدِّ فِيْ الدَمِ رَوْحُهُ
إِذْ كَانَ يَرْمُقُ دِيْنَهُ يَحْيَا عَلَىْ  الرَمَقِ    الأَخِيْرِ وَقَدْ تَعَاظَمَ شُحُّهُ
فَأتَى بِرُوْحِ اللهِ خَلْفَ فُؤادِهِ   النَــبَوِيِّ فِيْ نَحْرٍ تَحَتَّمَ ذَبْحُهُ

جِراحٌ تُرَوِّضُ المَوت

الإهداء: لِسَيِّدَةٍ ما تَزالُ تُقاوِمُ عُنْفَ الحَياةِ بِبَسْمَتِها المُتْعَبَة، وتَجْمَعُ كُلَّ الصِّغارِ إلى خَيمَةٍ في الحَنايا لِتَمْسَحَ عَنْهُمْ مَزِيجاً مِن الحُزْنِ والأترِبَة. لها كُلَّما أسدَلَ اللَّيلُ أستارَهُ نَجْمَةٌ طَيِّبَة.

يَمُرُّونَ إنْ مَرَّ الصَّدَى، أيُّهَا الأصْلُ
لَهُمْ عُنْفُوانُ الضَّوْءِ / حُريَّةُ النَّدَى
ولا يَقْبَلُونَ العَيْشَ مِنْ دُونِ فِكْرَةٍ
يَسِيرُونَ بِاسْمِ اللهِ والطَّفُّ بَحرُهُمْ
نَظَرتَ لَهُمْ، ما فارَقُوكَ، تَشَكَّلُوالأنَّكَ قاوَمْتَ الجَفافَ، ولَمْ تَزَلْ
نَعِيكَ انْشِراحاً يَمْنَحُ النَّفْسَ هَدْأَةً
أمامَكَ آلافُ الرِّماحِ تَكَسَّرَتْ
ومُنْذُ انْتَزَعتَ الذُّلَّ مِنْ كُلِّ صُورةٍ
رُؤَاكَ التي بِالحَقِّ تَصْدَحُ عالِياً

هُنا أنتَ (وَالعَبَّاسُ) رُوحَانِ ظَلَّتَا
عَن الأُخْتِ قَد خَفَّفْتُما كُلَّ مِحنَةٍ
تَقاسَمْتُم الأرزاءَ، وَالنَّهْرُ شَاهِدٌ
وَصُغْتَ مِن الآلامِ آمالَ فِتْيَةٍ
فَسُبْحانَ قَلْبٍ رَوَّضَ المَوتَ جُرحُهُ

بِمَعناكَ شِريانُ القَصِيدَةِ نابِضٌ
طُمَأْنِينَةً تَبْقَى بِكُلِّ مُصِيبَةٍ
لَنا مِنْكَ رُوحٌ مِثْلَمَا الأُمِّ عَذْبَةٌ
ذِرَاعَاكَ مِيناءُ الضَّحايا وَأَهْلِهِمْ
فَكَمْ خَيْمَةٍ أَنْقَذْتَهَا مِنْ تَحَطُّمٍ

سَلاماً أَبا الأَحرارِ، أَسْعِفْ جِراحَنا
وَجَرِّدْ أَكُفَّ النَّفْسِ مِنْ سَيفِ ظُلْمِهَا
أيا مُلْهِمَ الإِبداعِ مِنْ وَحْيِ جُرحِهِ
بِمِقْدارِ أَوجاعِ الشُّعُوبِ مَنَحْتَنَا
أَبِالمَاءِ تَسْقِي الأرضَ أَمْ بِمَحَبَّةٍ

مَشَيْتُ عَلَى قَلْبِي إِلَيْكَ كَغَيْمَةٍ
لَعَلِّي أَرَى ذاتِيْ تُعِيدُ هُطُولَهَا
وألقاكَ فِي مِيقَاتِ رَبِّكَ ماكِثاً
هِيَ الطَّفُّ طُورُ الأنبياءِ / هِدايَةٌ
سَمَاوِيَّةُ الأَبعادِ فِي كُلِّ مَوقِفٍ

مُقَطَّعَةٌ أَوْصالُ جِسْمِكَ سَيِّدِي
لِعَيْنَيْكَ تَنْقَادُ الجِهَاتُ جَمِيعُهَا
سَكَبْتَ عَلَى هذِي البَسِيطَةِ أَنْهُراً
وَطَهَّرْتَ جِسْمَ الأَرضِ مِنْ سُمِّهِ الذِي
شَواطِئُكَ الأَمْنُ الذي نَنْتَهِي لَهُ
شَمَمْتُ هُنَا عِطْرَ الكَرَاماتِ كُلِّها
وَيَحْدُثُ أَنْ لا تَشْرَبَ الماءَ تارَةً
وتُبْصِرُ أَطفالاً تُلَوِّحُ كُلَّما
بِأَيِّ ذِراعٍ سَوفَ تَسْتَقْبِلُ الذي
وكَيفَ سَيَأْتِي الصُّبْحُ يا سِرَّ ضَوْئِهِ

أبَا الفَضْلِ، مَا الأيَّامُ إلا فَجائِعٌ
هُوَ الدَّهْرُ عِنْدَ الفَقْدِ كَالدَّمْعِ مَالِحٌ
لِحُرِّيَّةٍ تُفْضِي سَبِيلُكَ هذِهِ
وَصَايَاكَ أَنْ لا يَخْلَعَ المَرْءُ جِلْدَهُ
وَقَولُكَ مِنْ أَقْصَى المَدِينَةِ مُرسَلٌ
نَعَمْ، غَيْرَ أنَّ النَّقْضَ بِالعَهْدِ قَد سَرَى

أنا فِي سَدِيمِ العُمْرِ جَفْنٌ مُسَهَّدٌ
حَمَلْتُ مَعِي جُرْحِي القَدِيمَ وَغُربَتِي
مُنَايَ بِأَنْ أَبْقَى مُحِباً مُغايِراً
وَثَمَّةَ قِدِّيسُونَ إِنْ مَرَّرُوا يَداً

كَصُبْحٍ عَنِيدٍ، ما اسْتَكانُوا ومَا ذَلُّوا
يَهُزُّونَ مَهْدَ العُشْبِ، والعُشْبُ يَبْتَلُّ
مُطَرَّزَةٍ بِالوَردِ، يَزْكُو بِها الفُلُّ
وَهُمْ حِينَ يَعْلُو المَوجُ أشْرِعَةٌ تَعْلُو
سَماءً بِها للهِ لَمْ يَنْقَطِعْ حَبْلُتَبُثُّ فُنُونَ الحُبِّ إنْ خاتَلَ الغِلُّ
وَقَوْلاً مَدَى الأزمانِ مِرآتُهُ الفِعْلُ
وأنصارُكَ السَّبْعُونَ زادُوا وما قَلُّوا
وغَذَّيْتَها بِالعِزِّ، دَانَ لَكَ الفَضْلُ
نِضالٌ عَمِيقٌ والمَدَى دُونَهُ ضَحْلُ

هَواءً وَماءً طالَما احتاجَهُ الكُلُّ
(فَزَيْنَبُ) لَمْ تَجْزَعْ، وَلَمْ يَيْأَسْ الأَهْلُ
وَآلَيْتَ أَنْ لا يُبْخَسَ الحَقُّ والعَدلُ
يَخِيطُونَ بِالإيثارِ ثَوباً لَهُمْ يَحلُو
وأَمْعَنَ فِي التَّغْيِيرِ مُذْ أَمْعَنَ النَّصْلُ

وَنَزْفُكَ كَالأَبْياتِ مُمْتَنِعٌ سَهْلُ!
وَلَولاكَ كَيْفَ النَّفْسُ عَنْ هَمِّهَا تَسْلُو؟!
وَمِنْ حَوْلِها بِالحُبِّ يَجْتَمِعُ الشَّمْلُ
وَلَوْ غِبْتَ غَابَ الضَّوْءُ، واسْتَوْحَشَ الظِّلُّ

وَمِنْ نارِ حِقْدٍ فَرَّ مِنْ بَطْشِها طِفْلُ

وَأَنْضِجْ ثِمَارَ الوَعْيِ إِنْ أَطْبَقَ الجَهْلُ
فَإِنَّ نِظامَ العَدلِ دُونَكَ يَخْتَلُّ
سَنَابِلُكَ الخَضراءُ يَحتاجُها الحَقْلُ
شِفاءً، وَحَلّاً كُلَّما اسْتُصْعِبَ الحَلُّ
لِيَنْبُتَ فِيها الصَّفْحُ، وَالبِرُّ، وَالنُّبْلُ؟!

وكانَتْ سَماءُ الشَّوْقِ بِالدَّمْعِ تَخْضَلُّ
لِتُكْمِلُ فَصلاً حَيثُ لَمْ يَكْتَمِلْ فَصلُ
تُناجِيهِ، وَالأَلواحُ تُصغِي لِمَا تَتْلُو
وَرُشْدٌ إذا ما القَوْمُ أَغْوَاهُم العِجْلُ
وَقَفْتَ بِهِ كَيْ يَسْمُوَ القَلْبُ والعَقْلُ

ولكِنْ مَدَى الأزمانِ ما خانَكَ الوَصْلُ
وَيَهْفُو لَكَ الرَّيْحانُ، والماءُ، وَالنَّخْلُ
مِن الدِّفْءِ والإِحساسِ يَحتاجُهَا الرَّمْلُ
يُخالِطُهُ التَّدْلِيسُ، والرُّعْبُ، وَالقَتْلُ
أَيَا خَيْرَ مَقْصُودٍ يُشَدُّ لَهُ رَحْلُ
وَعَايَنْتُ كَفّاً طَبْعُها الجُودُ والبَذْلُ
وأنتَ تَرَى الأَحبابَ فِي ظَمَأٍ ظَلُّوا
هَزَزْتَ بِجِسْمِ النَّهْرِ، فَارتَعَشَ السَّيْلُ
أَتَى مُسْرِعاً مُذْ عادَ مِنْ دُونِكَ الخَيْلُ؟!
إذا ما غَفَوتَ الآنَ، واسْتَيْقَظَ اللَّيْلُ؟!

وَعَيْنٌ لَها مِنْ دَمْعِهَا يُوْضَعُ الكُحْلُ
فَهَيِّءْ زُلالاً مِنْ سَمَا الصَّبْرِ يَنْهَلُّ
تُرَتِّبُ إيقاعَ الحَيَاةِ لِمَنْ ضَلُّوا
وَأَنْ لا يَخُونَ الأرضَ إِنْ عاثَ مُحتَلُّ
يُذَكِّرُهُمْ بِاللهِ، هَلْ سُمِعَ القَوْلُ؟!
بِهِمْ، فَاعْتَرَاهُمْ عَنْ مَواثِيقِهِمْ مَيْلُ

فَقِفْ بِإِزائِي حِينَ يُنْهِكُنِي الحِمْلُ
وَجِئْتُكَ عاماً بَعدَ عامٍ، وَلِيْ سُؤْلِ
فَثَمَّةَ مَنْ فِي الحُبِّ لَيْسَ لَهُ مِثْلُ
تَعافَتْ جِراحاتٌ، وَشُوفِيَ مُعْتَلُّ