نتائج فئة القصيدة الموكبية (الصائحة)

نتائج مسابقة شاعر الحسين الرابعة عشرة (1444 / 2022)

فئة القصيدة الموكبية (الصائحة)


المركز الأول

قصيدة (صهيل الدموع) للشاعر رضا درويش

(الرادود صالح الدرازي) – مأتم بن سلوم بالمنامة


المركز الثاني

قصيدة (لن أترك الحسين) للشاعر سيد علوي الغريفي
(الرادود سيد مصطفى الموسوي) – مأتم الحاج عباس بالمنامة


 

المركز الثالث

قصيدة (حبيب بن مظاهر) للشاعر كرار حيدر الخفاجي

(الرادود علي بوحمد) – مأتم العجم الكبير بالمنامة


المركز الرابع

قصيدة (والله حسرة) للشاعر عقيل ميرزا
(الرادود عبدالأمير البلادي) – مأتم بن سلوم بالمنامة


المركز الخامس

قصيدة (ليلة العاشر) للشاعر سيد أحمد العلوي
(الرادود مهدي سهوان) – مأتم بن خميس بالسنابس


تنويهات

1- امسح كود QR للاستماع إلى التسجيل المرئي للقصيدة (يوتيوب).

2- جرى ترشيح القصائد من قبل جمهور الموكب الحسيني، وليس الشاعر نفسه، وعرضت على لجنة تحكيم متخصصة انتقت 5 قصائد بدون ترتيب، وأخيراً عرضت على الجمهور عبر تصويت إلكتروني لتحديد المراكز الخمسة.

3- اقتصر التقييم على كلمات القصيدة، ولم يشمل الأداء أو اللحن.

4- نطاق المسابقة: مكانياً أحد مواكب أو مآتم البحرين، وزمانياً موسم عاشوراء 1444 هـ.

 

المركز الخامس: محمد العبودي (بَعضٌ ممّا رواهُ الأسى)

المركز الخامس:

بَعضٌ ممّا رواهُ الأسى

محمد جابر لفتة (العبودي)


لَكِ الثّباتُ

وَلي مَا يُقلِقُ الشُّعَرا

هَذي بَقايايَ مُلقاةٌ

وَليسَ ثَرى

مُقَيّدٌ في المَجازاتِ الّتي انْتَظَمَت

عِقدًا فَعِقدًا

وَأنتِ السّيلُ حيثُ أرَى

مُذ قُلتُ لَبّيكِ

حَاولتُ اخْتصارَ فَمي

لكنّهُ وَجعٌ للآنَ مَا اخْتُصرا

بيَ اضْطرابُ المَرايا

حِينَ مرَّ بها ضَوءٌ

فَقامَتْ تَغزلُ الصّورا

تَمشي إليكِ أَحاديثي عَلى مَهَلٍ

خَوفًا بإنْ لا أكونَ الشّاعِرَ الحَذِرا

وَكيفَ يَجتمعان

الشّعرُ مُتَّقِدًا

وَرِعشةُ الشّاعرِ الأبْهى إذا انْبَهَرا

وَلَيسَ يَدري

بإيٍّ مِن مَلامحِهِ سَتختفي

بينَ مَا قالوا وَمَا نَظرَا

وَكلمّا قابَ جُرحًا

ظنّهُ قَبَسٌ

يَرى كُفوفَ غَيورٍ تَمسحُ الأثَرَا

كَفّانِ خَلّفتَا جِسمًا يَذوبُ أسىً

وَحين جُزنَ سَبايَا

فاضَ مُعْتذِرَا

*****************

عِندَ المَغيبِ

دُخانٌ خانَ وِجهتَهُ

وَظلَّ يَخنِقُ مِن خَيباتِهِ المَطَرَا

وَحيرةٌ رَسَمتْ وَجهَ الرّمالِ

فَلا تَدري بإيِّ رِياحٍ

غَادَرَتْ قَمَرَا

يُحَاوِلُ النّهرُ

أنْ يَجري لِخَيمتِها وَيستغيثُ

وَلكنْ حُلمُهُ انْدَثَرَا

لَو كانَ يَخجلُ ذَاكَ الصّبحُ

مَا وَجدتْ سَوطًا عَلى مَتنِها

قَد بَعثرَ العُمُرَا

وَالصّوتُ إلا حسينٌ

مِلءُ شَهقَتِهِا

لكنّهُ مَزّقَ الأحشا

وَما ظَهَرَا

وَالشّاهِدُ التّلُّ

عَن طِفلٍ تُهَدهِدُهُ وَسطَ الرّمادِ:

صدورُ المُتَّقينَ قِرى

في قَلبِ كُلِّ يَتيمٍ

سورةً نَزَلتْ

وللثّواكلِ تُبدي جُرحَهَا عِبَرَا

تَلوذُ فِيها يَتيماتُ الحُسينِ

كَأنْ وَجهَ الحُسينِ

عَلى أَرْدانِها حَظَرَا

تُجيدُ دَورَ البُطولاتِ التي كَثُرتْ

لَكنّها لَم تُبنْ كَسرًا وإنْ كثُرَا

هِيَ اكْتمالٌ لِمشروعِ الهُدى

قَمَرٌ

لمّا تَداعت شُموسُ اللهِ حَلَّ عُرَى

إعْلامُها فِكرةٌ

كَانت تُبلّلُ ما قَد جَفّفَ الرّملُ يومَ الطّفِّ

فَانْتَشَرَا

تَقاسَمَت وأخُوها الرّفضَ

فَاتْخذَتْ مِن حُزنِها سُرُجًا

تَطوِي بهِا السَّفَرَا

كَانتَ كَكافِلِها جَيشًا

وَإنْ سُبيتْ

وَإنْ عَلى عَينِهِا أفْشَى الأسَى خَبَرَا

بِنتُ النّديّيَنِ

لَم يَخدشْ عباءَتَها

قَصرُ الّذي تَركتْ تِيجانَهُ حَجَرَا

لَم يدرِ كَيفَ يُواري عَار ذِلّتِهِ

مِنْ بَعدِ مَا أنْبتَتْ فِي عَرشِهِ الظُفُرَا

وَغَادَرَتْ كَعَليٍ

بَعدَما فَهِموا

إنَّ الَذي اقْترفُوا أضلاعَهُ

انْتَصَرَا

المركز الخامس: أحمد الرويعي (لا ترهبِ الحوتَ بالبحْر!!)

لا ترهبِ الحوتَ بالبحْر!!

 

أحمد عباس الرويعي

(القطيف – السعودية)


 

(١)

 

إذا الطِّينُ..

جاءَ بعهدِ الكثافةِ للنورِ

سوفَ تفورُ التنانيرُ بالماءِ..

 

كانَتْ ذيولُ الرياحِ ..

تُحِيطُ السفينةَ

وهي تسيرُ إلى عالمِ الروحِ

 

كانَ القضاءُ.. أحدَّ من الحدْسِ

يمخرُ نسجَ العجاجِ

لتنفذَ منهُ الحقيقةْ

 

(٢)

 

يسيرونَ نحوَ البياضِ..

كأنَّ الضبابَ يهرولُ خلفَ النياقِ

ليتركَ آثارَهُ فوقَ آثارِها..

 

كلما ظهرَ النصرُ

وهو يرفرفُ فوقَ الهوادِجِ..

تُسمَعُ قعقعةُ السيفِ في الغمدِ

 

والموتُ..

حينَ رأى “حاجِبَ الربِّ”

يحمِلُ رايَتَهُ في عنانِ الوجودِ

تنحى..

وعصَّب أعينَهُ بالقدَرْ!

 

 

 

(٣)

 

أناخوا الرِّكَابَ.. وشدّوا الخيامَ..

وجاءوا برمحٍ طويلٍ ..

فحطَّتْ عليه غمَامَةْ

 

وشقّوا السماءَ قليلاً

فسالَ الخفاءُ..

أحاطَوا مخيمهَم بالسرابِ

 

وحَمْحَمَتِ الحربُ..

لمّا هوى النجمُ

وانسلَّ فيْءُ اليقينِ بجيبِ الظلامِ

وبانَ على الجيدِ

وهمُ القلادَةْ

 

(٤)

 

تنامُ الثعابِينُ فوقَ الوثيرِ

وتبقى بناتُ المشيئةِ

فوقَ حصيرِ الظمأْ!

 

(٥)

 

وحينَ غشا الصمتُ..

أخبيةَ الوحيِّ

وانقطعَ الحبلُ في البئرِ

مالَ عمودُ الضياءِ على الأرضِ..

فالتقطَ الفيضُ كفَّ المددْ

 

(٦)

 

أنا لم أجدْ غيرَ ظلِّك..

يعبرُ بينَ الخيامِ

يوزعُ تلكَ المشاعلَ في الليلِ

يفتحُ بينَ الضلوعِ بيوتاً إلى النحلِ

ينزعُ من تربةِ الخوفِ جذرَ الحسكْ

 

وأنتَ هناكَ..

تصلِّي..

فتندكُّ بينَ “التطنجينِ”

والمهدُ جنبَك يهتزُّ

والطفلُ يُرفَعُ فوق الهواءِ

ويطلِقُ أنفاسَهُ للفراغِ

فيصدرُ منها صريرُ الفلَكْ!

 

(٧)

 

لقدْ طلعَ الصبحُ..

تمشي..

وخلف ردائك تختبئُ الشمسُ

رأسكُ مُرتَكَزٌ للسحابِ

وكفُّكَ تمسِكُ بالبحرِ

تمشي..

كأنَّ الفراديسَ تصرخُ:

“أقدِمْ علينا

فقد أينعَ اللوحُ

واخضرَّ حبرُ القلمْ”

 

(٨)

 

وأسمعُ همهمةً بينَ طفلينِ:

  • “أينَ فؤادُكَ؟”

  • “عند الحسين..”

  • “لماذا إِذاً أنتَ خائِفْ؟!!!”

  • “أخافُ..

بأنْ يجلدَ النخلَ

سوطُ العواصِفْ”

 

  • “أهل يُطعَنُ الفجرُ عندَ اتساقِ القمرْ!؟”

  • “أجلْ، حينَ تُقطَعُ أيدي السماءِ

ويُذْبَحُ في الغيمِ نحرُ المطَرْ!!!”

  • “وماذا عن السَّهمِ؟”

  • “سوفَ يشقُّ حجابَ الألوهةِ في هيكلِ العرشِ”

  • “والرمح؟”

  • “اَلرمْحُ يحمِلُ رأسَ الحقيقةْ!

فيكشِفُ منديلَهُ الديبقيَّ

وتنقذُ عيناهُ تلك الرؤوسَ الغريقةْ”

 

(٩)

 

ولمّا بقيتَ وحيدًا..

تنزّلَ من صفرةِ الغيبِ في شفتيكَ

لتلكَ النواويسِ ماءُ الحياةِ

فأورقتِ الجثثُ الدَاميةْ

 

(١٠)

 

تُصِرُّ على الفتح..

والدَّمُ يشخبُ من جبةِ السرّ..

جسمُكَ منغمِسٌ في الحديدِ

وسيفُكَ يقتحِمُ البغيَ

تقبضُ ناصيةَ الكونِ

تمضي..

وجرحُك عشٌ لسربِ القطا!!

 

(١١)

 

دماؤك عذبٌ فراتٌ

ودمعُك ملحٌ أجاجٌ

فسبحان من مرجَ البحرَ والبحرَ

في عينِك الحانيةْ

 

(١٢)

 

وأما عنِ الموتِ..

حين وقعتَ صريعاً ومتَّ..

أزاحَ العصابةَ عن عينِهِ

فرأى “حاجب الربِّ” فوقَ رماحِ الأبدْ

 

المركز 5: قصيدة (حديث مع الجسد المضرج بالحياة) / عبدالمجيد الموسوي (السعودية)

 

حديثٌ مع الجسدِ المُضَرَّجِ بالحياة

للشاعر / عبد المجيد الموسوي (السعودية – الأحساء)

( اَشْهَدُ اَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الْخُلْدِ وَاقْشَعَرَّتْ لَهُ اَظِلَّةُ الْعَرْشِ، وَبَكى لَهُ جَميعُ الْخَلائِقِ في السماواتِ والأرضيين  ما يُرى وَما لا يُرى )

وأراكَ …

كيفَ أراكَ ؟

لم أفهمْ ،

أأنتَ سقيتَ من عَطَشٍ

شِفاهَ الأرضِ عِرْفاناً

وأرخيتَ الوقارَ على الترابْ ؟!

أفأنتَ من أطعمتَ جوعَ الشمسِ

 من وَهَجِ انصهارِكَ يومَ أنْ ذابتْ دماؤكَ في هجيرِ الرملِ

من لَفْحِ اليبابْ  ؟!

أم أنتَ من أومأتَ للسُحُبِ الجريحةِ أن تُكَفْكِفَ دمعَها الدمويَ

رَغْمَ جنونِ هذا الطعنِ

 في كبدِ  السماءْ  ؟ !

عجباً أرى عجباً

كأنَّ النهرَ يزحفُ باتجاهِكَ ظامِئاً يشكو الهَجيرَةَ

ويكأنَّ الماءَ يشربُ من لظاكْ

وأراكَ مَكْلوماً

وقد شعَّتْ دماؤكَ من شُقًوقِ الأرضِ

يا للهِ أيُ دمٍ – تعالى باتجاهِ الخُلدِ ينزفُ من ملاكْ؟!

وأراكَ …. كيفَ أراكَ ؟

مُنْسَكِباً على شَفَةِ الفجيعةِ …

مثخناً جَنْبَ الفُراتِ ….

مُرمَّلاً بالدَّمِ

تَعْفِرُ في الترابِ

 تجودُ

تَهْمِسُ للرمالِ

وتَرْمُقُ الملكوتَ ترفعُ راحتَيْكَ مليئةً بالغيبِ  …….

من وحي الدماءْ ،

لَهْفي لثغركَ

ظامِئاً مُتَشَقِقاً ….

قد أنهكتهُ الشمسُ وهو يُحيْلُ هذي الأرضَ

نسريناً وريحاناً

وقد كانتْ فلاةْ

مازالَ يلهجُ موقناً باللهِ

يكسوهُ الثباتُ …

فكيفَ ينْكُثُهُ الظلامُ ويُسْتَباحُ من الطغاةْ

وكذا جبينكُ ذلكَ الوَهَجُ المُشِعُّ

يُضيءُ مخترقاً حجابَ الليلِ

كيفَ يَصُكُّهُ حجرُ الأسى

وترُضُّهُ حقداً حَصَاةْ  ؟ !

وهنا أرى سهماً

 وقد نَبَتَتْ بعينِكَ من شَقِيٍّ نَبْلَةٌ حَمْرا اسْتَحالَتْ شَتْلَةً خَضْرا تَجَلَّتْ واسْتَوَتْ حقلاً

 وكوناً من نباتْ

عجباً لقلبكَ

وهو يعزفُ وادعاً لحنَ العروجِ

مُتَيَّماً يَهْوى السَّماءَ

فكيفَ خاتلهُ المثلثُ

واستباحَ الطهرَ واغتالَ الصلاةْ ؟ !

وهُنا أراكَ …. وأنتَ  تُخْرِجُ ذَلِكَ السَّهْمَ المُثَلَّثَ من قَفاكْ ،

ودِماكَ تجري مثلَ مِيزابٍ هَمَى فرَمَيْتَها نَحْوَ السَّمَاءِ

فلم تَزَلْ في الخُلْدِ تَسْكُنُ

لا يُرى منها انْسِكابْ

وأراكَ مُتَّكِئاً …. بعَيْنِ اللهِ تَخْضِبُ وجنتيكَ ورأسَكَ المُدْمى وشَيْبَتَكَ المَهيبَةَ

من دماءِ النَّحْرِ ….

تَهْمِسُ : هكذا ألقاكَ يا رَبَّاهُ مَخْضُوباً قتيلاً ….. مُوقِناً ….. تجري كنبعِ الماءِ مظلوماً دِمايْ

وأرى جوادَكَ هائماً يبكي

يُحَمْحِمُ  غاضباً كالرَّعْدِ

مُنْفَجِعاً …

 يَدُكُّ الأرضَ من هولِ المُصابْ

يدنو قليلاً منكَ منبسطاً

 لِتَرْكَبَهُ ….. ليَقفُلَ راجعاً نحو الخيامْ

عجباً لصدرِكَ

بعد أنْ وطِئَتْهُ مسلوباً خيولُ البغي تَفْريهِ السنابكُ

وهو يلفِظُ طُهْرَهُ

 كيفَ استطاعَ بما حواهُ من السَّنا

 أنْ يملأَ الملكوتَ نوراً

 تزدهي منهُ الجهاتْ ؟ !

عجباً لخُنْصِرِكَ المُرَمَّلِ

كيفَ غادرَ جِسمَكَ المحفوفَ بالآياتِ

والأورادِ

 كيف يعافُ منفرداً

 شَميماً من أراكْ  ؟ !

ماذا يقولُ النحرُ

وهو مُرَمَّلٌ في اللهِ

 تَصْهَرُهُ الظهيرةُ شاخصاً للعرشِ

 قد أنهى طقوسَ القُربِ

مَحْزوزاً على نهرِ الفراتْ

عجباً لرأسِكَ وهو يتلو ما تيَسَّرَ من مَثاني الكهفِ مُبْتَهِلاً

يُذيبُ القلبَ

مرفوعاً على طرفِ القناةْ

يا أيُّها الجسدُ المُضَرَّجُ بالحياةْ ،

أفرِغْ علينا من بهائِكَ

 من عُروجِكَ

من فيوضاتِ الهوى ،

كي نُلْهِمَ الدنيا

ونفنى فيكَ

يا مَنْ علَّمَ العُشَّاقَ

أسرارَ الفناءْ

أمْطِرْ علينا من عِنانِ العرشِ عزماً

وانْتَشِلْ مِنَّا الهوانْ

ثمَّ اسْقِنا من وحي روحِكَ

من شموخِكَ،

من ثباتِكَ،

 من جمالِكَ،

نفحةً من عُنْفُوانْ


 

سيرة ذاتية للشاعر

·    مواليد الأحساء.

·    بكالوريوس في الأدب الإنجليزي.

·    حاصل على شهادة TESOL ، جامعة لندن، 1999م.

·    عضو نادي الأحساء الأدبي، والاتحاد العالمي للشعراء، ومنتدى الينابيع الهجرية الأدبي .

·    عضو إداري في منتدى ابن المقرب الأدبي بالدمام.

·    حاصل على المركز الأول في الشعر في مسابقة جائزة راشد بن حميد بالإمارات 2014م.

·    له ديوانان مخطوطان قيد الإعداد .

·    له مشاركات بفعاليات أدبية وأمسيات محلية وخارجية، ولقاءات على قنوات فضائية وإذاعية.

·    تُرجم له في: معجم شعراء الخلج، ومعجم شعراء وأدباء الأحساء، ومعجم شعراء منتدى الينابيع الهجرية الأدبي.


ملخص تعليق المحكّمين

المعقّب – الأستاذ زكريا يوسف رضي

من بين عدد من النصوص والقصائد الشعرية ذات النفس الشعري الحديث شكلا وبنية وصورة يقف هذا النص وتستوقفنا أيها الشاعر بلغة مدهشة ومؤثرة واستطعت باقتدار وتمكن من أن تجمع بين أمرين صعبين في الانقياد لدى شاعر  عادة وهي كيف يمكنني أن أحافظ على زخم التأثير والعاطفة مع الحفاظ على مستوى عالٍ من حركة الرمز  والدلالة في القصيدة الحديثة. أجدك كشاعر محترف القول أجدت هذه اللعبة الشعرية – إن جاز الوصف- بذكاء وبنيت قصيدتك على رؤيا مشهديّة لحادثة الطف الفجيعة ورؤيا شعرية مجازية وكان ذلك ملحوظا منذ أول فعل في النص بقولك ( وأراك كيف أراك ) توالي الاستفهامات والأسئلة في بداية هذا النص مكنك كشاعر من ان تستثير المتلقي القاريء النص بجعله يشاركك عملية البحث والتنقيب كما جعلت القصيدة في غمّة من حمى ذلك المشهد الفجائعي والكوني تقسمت القصيدة لديك مفصلة على مشاهد الفاجعة مرورا بالعطش العظيم حتى جعلت الأنهار تزحف باتجاه الإمام الظاميء وأطفاله العطشى ( عجبا  أرى كأن النهر يزحف باتجاهك ظامئا ) مرورا بالجسد المنكوب بالجراحات وبرض السنابك ومرورا أيضا بالسهم المثلث ( عجبا لقلبك وهو يعزف وادعا لحن العروج متيما يهوى السماء فكيف خاتله المثلث واستباح الطهر واغتال الصلاة).

أثبتّ أيها الشاعر قدرة القصيدة الحديثة على اقتحام المشهد الفجائعي بدمع الكلمات وبانكسار الروح أحييك على هذا النص وهذه اللغة.

 

النص الخامس: زاوية أخرى إذ لا جهات

%d8%ad%d8%b3%d9%86-%d8%a7%d8%ad%d9%84%d9%8a%d9%84

تِلك التي…عَصفَتْ بتلكَ النَّاحية
رِئتَاكَ أمْ نَفَسُ الدِّمَاءِ القَانِية ؟!

سَألتْكَ رُوحُكَ هَلْ ظَمِئتَ ؟! فَقُلتَ كَلا
فاطمأنَّتْ وهيَ مِثلُكَ ظَامِية

جِسرٌ لأبعَدِ نُقطَةٍ يَمتَدُّ لَكِنَّ
الطَريقَ على ضُلوعِكَ غَافِية

أَطلِقْ جِراحَكَ للجِّهَاتِ السِّتِّ إنَّ
جِراحَ وجهِكَ والجِهاتُ سَواسِية

عَينَاكَ ذاكِرتَانِ للأمسِ القَديمِ
تَمُصُّ مِنْ دَمِكَ الدُهورَ المَاضية

والمَوتُ حِينَ تَراهُ تُمسكُهُ فَيهرُبُ
ثُمَّ تُمسِكُهُ فَيهرُبُ ثَانية

لاحَتْ لعَينيكَ النَّواويسُ التي
كَانتْ مَقَابِرُها عَليها خَاوية

فَزرعتَها وقُتِلتَ حَتى آمَنتْ
أنَّ القُبُورَ هي القُطُوفُ الدانية

عَصفٌ حِجَّازيٌ دَخلتَ بهِ العَراقَ
وثَوبُكَ الحَضَريُّ نَسجُ البَادية

والمَاءُ يَشربُكَ …
ارتَشفَّتَ الشَّمسَ فَاحتَرقَتْ
بجَمرِ حَشاكَ وهي الحَامية

حَيرانَةٌ بوجُودِكَ الأشياءُ قَبلَ
وجُودِها مِنْ قَبلِ قَتلِكَ بَاكية

هذا لأنَّكَ لَستَ مُقتَّصِرًا بهذي
الأرضِ أو تِلكَ السَّمَاءِ العَالية

مَعنَاكَ أَقدمُ مِنْ قَوانينِ الطَبيعَةِ
حَيثُ لولاكَ الطَبيعَةُ فَانية

أنتَ اعتَلَيتَ ذُرى الجَلالِ وبَعدُ يَطمَحُ
أنْ يَفُوقَ عَليكَ عَقلُ الهَاوية

مِرآةُ مَنْ تَركوا سَّنَاكَ أصَابَها
وهمُ انعِكَاساتِ المَرايا الدَاجِية

حتى إذا اختَنقَ المَدى أغلَقتَهُ
وفَتَحتَ مِنْ رِئتّيكَ أضيقَ زَاوية

لتَسُدَّ دائرةُ اللَّيالي العَشرِ مَا
ثَقبتْهُ دائرةُ السِّنينِ الآتية

أُمرُرْ تَقُولُ لتَائهٍ مَا زالَ يَزحفُ
نَحو سِرِّكَ والمَسَافةُ دَامية

والغَايةُ انكَشَفَتْ أمَامَكَ فانكَشَفتَ
أمَامَها وتَركتَ نَفسَكَ خَافية

بفُؤادِكَ العَرشيِّ مَصرعُكَ اشتَهاكَ
فَمَا ارتَبَكتَ ومَا انتَظرتَ لثَانية

بَلْ مُذْ رَأيتَ سُيوفَهم لَقَّنتَهمْ
أنَّ الإمَامَةَ لا تَكُونُ لطَاغِية

وطَويتَهمْ طَيَّ السِّجلِّ فَصَاحَ جَيشُ
أُمَيةٍ : هذا حَديثُ الغَاشِّية

لَكِنْ هَويتَ فَقَطَّعَتْكَ بحِقدِها
سَبعُونَ ألفًا مِنْ ظُهورٍ زَانية

عُضوٌ هُنَاكَ وها هُنا عُضوٌ فَكيفَ
تَعانَقتْ أشلاؤكَ المُتَرامِية ؟!

جَسدُ المَشيئةِ
هيكَلُ الإنسانِ بَوصَلَةٌ
مُقَدسَةٌ لأقدَسِ نَاحية

بكَيانِ عَاشُوراء أُقسِّمُ أنَّ قَتلَكَ
لَمْ يَكُنْ إلَّا لثَّأرِ ” مُعَاوية ”

أقسَّى القُلوبِ فَضحتَها وكَشفتَ أنَّ
حِجَارةً تَبكيكَ لَيستْ قَاسية

الأرضُ قَبرُكَ
يا حُسَّينُ وحَشدُ أفئدَةٍ
مُولَهَّةٍ لقَبرِكَ سَاعِية

وأنا بركبِ الوالِهينَ وجدتُني
أمشَّي وأقدامُ القَصيدَةِ حافية

اركض بعمرك

أنفقتَ عمركَ؛ لم تروِ الدِما نهمَكْ

فكيف عضك ذاك الجرحُ والتهمَكْ

وكيف معولُكَ المأزوم حين سعى

في هدم أول أسوار المدى هدمك

ما أفصح الجرح؛ مذ فاضت مشاعره

على مسامع آفاق الدنا لجمك

شتمت دهرا؛ ولكن حينما نطقتْ

بعضُ الجراح لَماماً؛ ما وَجدتَ فمك

اركض بعمركَ فاض الجرح لا جبلٌ

تأوي إليه ولا سدٌ به عَصَمَك

الآن يبرؤ شمرٌ من علاقته

حتى إذا طفتَ في أحلامه شتَمك

يا راضع القطرات الحمر هل شَرَقت

بالطفِّ روحك؛ ليت الظلم قد فطمك

الطفُّ تحتك أرضٌ غير خاملةٍ

فلِمْ وضعت على زلزالها قدمك؟

ولِمْ تخيَّرتَ نجماً كابن فاطمةٍ

حتى تصب (إلى) علياءه نِقمك

ولِمْ تأملت أن تلقاهُ منهزما

في حين؛ خُنصرُه المبتور قد هزمك

*****

الشمس وجنتُه البيضاء ما ارتفعت

إلا لتكشفَ من فوق القنا ظُلَمَك

وما حطمت على البيداء أضلعهُ

لكنَّهُ بين سِنْدان الإبا حطمك

وعاد إيقونة حمراء واندثرت

كل الحوافر لما جاورت رِممك

وعاد فينا وُجودا ليس نعدمه

وبتَّ أنت تُربي في المدى عدمك

وعادَ أجملَ تمثالٍ، فجِدْ أحداً

حتى يُرمِّمَ في أوحاله صنمك

******

هنا رسمتُ حسيناً عاد ممتطياً
مُهر الفداءِ فماذا ظنَّ من رسمَكْ

لا زالَ ألفُ شقيٍّ حاقدٍ نتنٍ
يعود يرفعُ في أنحائنا عَلمكْ

ما هزَّ أخيلتي ريبٌ فأنت هنا
في عرق كل دنيءٍ قد حقنتَ دمَكْ

لستَ البريء فلا تشجُبْ لتخدعَنا
لازلتَ أظْهرَ مِنْ أن نفتري تُهمَكْ

إن كنتَ تجهلُ فتواك التي سلفتْ
فألف ألفُ (ابنِ سعْدٍ) بيننا فهمكْ

****

الطف يا صاحب المرعى الوبيئ على

رأس الطغاة عصاً فاهشُشْ بها غنمك

موشومةٌ في رؤى الأحرار من ألقٍ

وأنت أي ظلام بائسٍ وشمك

لا زال طيفُ حسينٍ في بسالته

كالرعب يعبر في أصحابه حُلُمك

مزمَّلون من الأنوار؛ قد لزموا

هذا السنا، وانتهى للليل من لزمك

يمشون في لهوات الموت ما عبئوا

أنى نصبت إلى أجسادهم لُغُمَكْ

هم عذبوك من الإشراق؛ حين هووا

حتى تخفف في إطفائهم ألمك

وغاب عنك بأن القتل يشعلهم

نورا إذا شعَّ في مرماك ما رحمك

****

آبوا إلى (كوثر) العطشان واغترفوا

من الكفوف التي قد ضيَّقتْ نَسَمك

الرافضون؛ من العباس شيمتهم

في الأرض يعلو صدى لاءاتهم نعمك

هم الحماة، حسينيون؛ لو نطقوا

سمعتَ هيهاتَهم قد فجرت صممك

لو وُزعوا في لظى الإسفلت ما وهنوا

ولو صببت على أرواحهم حممك

فخرَّ من خرَّ منهم موقدا يدُهُ

في الدرب؛ تفضح في إشراقها عَتَمك

فاركض فثمة جرحٌ فاتحٌ فمُهُ

لازالَ؛ إن عض في أذيالك التهمك

 

غيمةٌ.. وجمر ..!

غيمة ٌ يا طالعَ الماء ِ وجمرُ // أنكراني، من أنا ..؟ فالبوحُ سرُّ
والشجيراتُ التي أمسكنَ قلبي // ساهراتٌ هل لها في الليل ِ عذرُ..؟
سرّبتْ نهرَ السؤالات ِ وصارتْ // تتمرّى بين آهات ٍ تمرُّ
تركتْ لي بعض ألوانِ شحوبي // وحروفي بين جدرانيَ سُمْرُ
ظمئ الترحالُ في وقتِ انتصافي // فإذا ما كنتُ بدرًا , ضاعَ بدرُ ..!
غير أن الكونَ ألقاني رواءً // كأسَ حبٍّ نخبُه الشعرُ وبحرُ
خدّرَ الدمعَ فكانت ضفتاه // نغمة َ التِيهِ التي بي تستقرُّ
يا طفوفــًا , الهوى العباسُ يصفو // والدُنى في رغوة ِ الأحزانِ بئرُ
حانَ وقتُ الشعر ِ فالنجوى اعتناقٌ // وأكفُّ الجودِ تأتينا وتذرو
دمعة ً كالجسرِ قد علّقتُ فيها // لثغة الحزن ِ وصوتــًا يستمرُّ
حان وقتُ الشعر ِ يا رحماه ُ هذا // رملُ عاشوراء في الأوجاعِ حِبرُ
كان َ يختارُ لحزني تمتمات ٍ // بين كفين ٍ لها الآياتُ ذكرُ
سجدتْ في حضرة ِ الضوءِ وصلّتْ // لسواقي العين ِ نبضــًا يستدرُّ
فخذ ْ القربة َ في روحي امتلاءً // حرّقَ الأشواقَ يا عباسُ نهرُ
وخذ ْ النخلَ بمحنيِّ اعتذار ٍ // أفرغَ الليلَ كأنَ الليلَ عمرُ
عطشٌ والجُرفُ مطويٌّ عليه // نظرُ الله ِ , وهذا الطينُ عِطرُ
سيّدُ السُقيا , لكَ التيّــارُ قلبٌ // أزرق ٌ من محجرِ الدنيا يخرُّ
يتدلّى قابَ نبض ٍ والنوافيرُ // على كلِّ ارتجاف ِ الضوء ِ زهرُ
والخُطى يسرحُ في كفيكَ حتى // سكنَ الدربَ , وضجَّ الآنَ عشرُ
يا لكفيكَ .. بلادٌ من غيوم ٍ // يا لعينك .. بها الآلاءُ سُكرُ ..!
شرّدا نجمي بآهات ٍ وخفق ٍ // والمدى شمسٌ , وهل للشمسِ سترُ..؟
كربلاءٌ سُبحة ُ الفيضِ , وجرحٌ // مفردٌ , واليُتمُ في الأشياء ِ صبرُ
وحدهُ الفضلُ تأتّى من ثراها // وهواهُ اللهُ .. والإيثار ِ بُشرُ
مدَّ كلاً يا فداءً .. رقَّ منه // أملُ الأطفالِ والخيماتُ بكرُ
يبدأُ البدرُ اكتمالَ الدمع ِ فينا // يا امتثالَ الدمعِ إن الحزنَ مُرُ
أسمعُ الأشياءَ تستلُّ زماناً // فأقلُّ الوقتِ في الآلام ِ دهرُ
والظما أشرعَ شاطيه ِ اعتلالاً // مذ رأى في الجود ِ آمالاً تفرُّ
عقَّ فيه الكونُ , ما أعصى نداه..! // ومتى كان بذي الأيّـام ِ بــِرُّ ..؟
يا أبا الفضل ِ أذابَ الفضلُ عمرًا // فوقَ سفحِ الغيب ِ والإيمانُ قطرُ
يا لفرط ِ العشقِ ها أودى عذابــًا // ليلكيـّـــًا صبَّــهُ في القلب ِ خمرُ
مدنٌ في النهر ِ تسترجي حنانــًا // والمساكينُ على الشطآن ِ كُــثرُ
لهمُ الشعرُ وقرآنٌ عليهِ // صِبغةُ الماءِ وأنفاسٌ ونحرُ
لهمُ الجذعُ وسهمٌ واحتضارٌ // لهمُ شكلَ انحناءات ٍ وظهرُ
لهمُ الصوتُ الذي استافَ المآسي // فنما في كلِّ حرفٍ منهُ قبرُ
ها أنا في حضرةِ العباسِ أتلو // همهماتِ البيضِ والترتيلُ وِترُ
بين عينيّ أطرّي النارَ حتى // يهمسَ الدمعُ , ويحيا اليومَ ثغرُ
بين كفيَّ نداءاتُ العُطاشى // صنعتْ فُلْكــًا كأن الدربَ بحرُ ..!
مددٌ يا سادنَ النهر ِ فإني // في احتياجاتي وآلاميَ نثرُ
ها أنا بخَّرتُ قلبي بمعين ٍ // وزفيرُ الأفقِ في روحي يقرُّ
ها أنا والشعرُ حبّاتُ ارتعاش ٍ // ولنا في هذه الذكرى ممرُّ
كلّما أسرفتُ في مائي أراني // محوَ آه ٍ تستقي مني تذرُّ
ولأني في هوى العبّاسِ أسمو // سوفَ أتلوني .. وذا المصحفُ شعرُ
سوف أتلوني على الشباك ِ طفلاً // دمعُهُ والحبُّ والحرمانُ جمرُ
وأناديكَ سلامَ الله ِ يهمي // فتقبلني فكلّي الآن شكرُ ..

جراحٌ بنكهةِ الحبّ..!

1. ما اسْمُ الجراحِ التي كالحُبِّ نكهتُها

= ما اسْمُ الأَشقّاء بالآهَاتِ والوَجَعِ

2. ما اسْمُ العناوين مُنذُ الرَّمْل غَافـَلَني
حَظَّـًا فعرَّافتي قدْ شَدَّها طَمَعي

3. تمشي على لُغَةِ الأوجَاعِ شطرَ دَمِي
تـُغوِي فَأقـرَأُ فيها كُلَّ مُتَّـسَعي

4. أؤمُّ لَونَ المَسَاءَاتِ التي عَطِشَتْ
كالرِّيحِ حِينَ تمَادَتْ بالبُكَاءِ مَـعِي

5. إذْ أوّل الشَّوقِ مِينَاءٌ يَئِنُ بنا
وليسَ إلا قَوامِيسَ الرِّثاءِ يَعي

6. وليسَ في وِسْعهِ إلا النِّداءُ ضُحىً
والخَيلُ تُومِئُ لي أنْ خفِّفِي فَزَعِي

7. فَأمتَلي بنِدَاءَاتِ الفُرَاتِ إِذا
أغْرَى الدِّمَاءَ بِوَجهٍ مِنهُ مُصْطَنعِ

8. أَصِيحُ خَارجَ نَـفْسِي في مُسَاءَلةٍ
يا غُربَتي , يا احْمِرَارَ الوَجْدِ فلتَضعي

9. كَأسَاً سيَحتَاجُها الآتونَ من ظَمَأٍ
وسَكْرَةً كانتِشَاءِ النَّهْرِ بالبَجَعِ

10. أو كالعَويلِ الذي في الصَّدرِ سُورَتهُ
مُقدارُ عُمْرٍ سَبيِّ النَّبضِ مُنصَدِعِ

11. يا كَربَلاءاتُ أَوجَاعِي أ تَشبَهُني
حقِيقَتي وأنَا إيَّاكِ في هَلَعِ؟

12. كأنَّنا آلِـهَاتُ الدَّمعِ صُورتُنا
صِلصَالُ أُغنيةٍ من نُـوتةِ الجَزَعِ

13. كأنَّنا ويَتَامى الفَجْرِ يَسلبُنا
مَوتٌ طويلٌ لآهَاتِ الرَّحِيلِ دُعِي

14. ومُفرادتٌ من النزفِ الذي انتَفَضَتْ
لهُ الأقـَاصي على كَفٍّ من الوَرَعِ

15. وذا الغُموضُ يُضِيءُ الطِّينَ في ألمٍَ
فيَستحِيلُ كَمَاءٍ فيَّ مطَّلِعِ

16. هُنالكَ اليَـمُّ سيَّارٌ بلوعَتِنا
فالقِ القَراَبينَ بالتَّرتيِلِ أو فَـ قَعِ

17. واسجُدْ على نبَضاتِ الجُرحِ ذاكِرةً
واعرُجْ مَسِيحَـًا فما في العِشقِ من بِدَعِ

18. لا تمتَحنِّي أنا المَهْدُورُ نبرتُهُ
هذا السَّلامُ كلَحنٍ رَقَّ حِين نُعِي

19. والعَازِفونَ زِيَاراتي أَذَانُ فَمِي
يُهَسْهِسْونَ سَمَاءً ذَاتَ مُرتفَعِ

20. فيُـوجِعُونَ صَلاةَ الرَّمْلِ أَدعِيَةً
مَختُومَةً بِغَمَامِ العَصْفِ والهَمَعِ

21. بُكاؤُها ربّما أَعطَى المَـغِيبَ مَدَى
فيَا سَوَاقِيهِ يَا آلامَهُ اسْتَمِعِي

22. غِريبَةٌ هي أشْيَائِي التي غَرُبَتْ
إليكَ تَتلو شُرُوقَـًا جِدّ مُتَّسِعِ

23. تصَعَّدتْ بِدَمٍ تلكَ النُذُورُ هَوَىً
فاسَّاقَطَتْ لاثِمَاتِ القَبْرِ والقِطَعِ

24. هُنَالكَ العَطَشُ الدَّامي يُصَيِّرُنا
بَوَحًا تأخَّرَ , هلْ يأتِي كَمَا السَجَعِ؟

25. وهلْ يطوُلُ كَـ بَالِ اللَّيلِ في سَهَرٍ
حَدّ الأَنِينِ بِطَيفٍ نَاحِبٍ لَمِعِ؟

26. يَرمِي البَعيدَ على رِيحِ الوُجُوهِ لَظىً
كَمَا لو انَّ النَّوَى بِالخَطْوِ لم تَسَعِ.!

27. يا سيّدي مُنذُ أن صِيغَتْ مَدَاركُنا
جِئنَاكَ كالعَطْفِ , كالتَّرديدِ , كالجُمَعِ

28. يا سيّدي كانَ جِبريلٌ يَمرُّ بِنَا
نَرَاهُ يتلُو صَلَاةَ الآهِ والوَدَعِ*

29. يأتِيكَ زَحْفَـًا سمَاوِيَّـًا يُظلِّلُهُ
عَرَشٌ تَنزّلَ بالتَّهليِلِ والمِنـَعِ

30. وينَثْرُ الوَردَ في آلاءِ وِجهتِهِ
نُوبَاتُ حَرَفٍ على الآلامِ مُنطبِعِ

31. يَطِلُّ من غُربَاتِ النَّـخلِ يَسرِقُني
تِلاوةً بِدَعَاءِ النزفِ بالسَرَعِ*

32. يا جَاذِبِـيَّـتُها الأُخرى أَجِيءُ هُنا
بَيضَاءَ من غَيرِ سُوءٍ صَبَّني وَجَعَي

33. الشَمسُ في رَغبَةِ الإِشْرَاقِ تَصْلِبُني
كَالبَحْرِ مُحْتَضِنِ التِنحَابِ ممُتنَِعِ

34. فأَسْتَريحُ على أَهدَابِ خصلَتِها
بِاسمِ الحُسَينِ بِصوَتٍ فيّ مُرتَجَعِ

35. يا سِيرةَ الخُلْدِ مُسِّي في ملُوحَتِنا
حِكايَةٌ بين رَمْلٍ فِيكِ مُفتَجَعِ

36. كما السَّعِير إذا نَامَتْ جَوارِحُهُ
يكُونُ في جَوفِهِ تلّاً من الطَمَعِ

37. سَعِيرُنا مَاثِلُ الحِرمَانِ أعْجَبَه

نطقُ ابتِهَالاتِ عِشقِي نَحوَ مُنتجَعِي

*الوَدَع : ما يُعلّق على الكعبة ..
*السَرَع : الوَحى ..
..

الوجع المقدّس

دهرٌ يجيءُ وآخرٌ يتصرمُ = وهواك يبقى داخلي يترنمُ
فهواك أغنيةُ المواسم يرتوي = بك موسمٌ ظامٍ ويورقُ موسمُ
باقٍ بذاكرة الصباح تعبُّ كأ = س الشمس نوراً للمدى يتضرمُ
وتمدّ كفك للفقير سنابلاً = وتمدها قمحاً لمن هو مُعدمُ
وتعيش أيام الشقا متبسماً = لنعيش أيام الهنا نتبسمُ
حَبلتْ بك الأيام حتى أيقنت = أن الحياة بلا هواك توهمُ
مازلت تزرع في الصباح الشمس تر = ويها وتوقد نورها وتقلمُ
هرم الزمان وأنت أنت، وكربلا = ء صبيةٌ في مهجتي لا تهرمُ
كل الدروب إلى المواسم كربلا = ء وكل بومٍ يا حسين محرمُ
ياسيدي .. ولأنت ألف حكايةٍ = ثوريةٍ حمراء لونّها الدمُ
ولأنت من زرع الحقيقة داخل الإ = نسان هذا الكائن المتصنّم
ولأنت من غسل الزمان بدمّه = فابيضّ من دمك الزمانُ المعتمُ
يا سيدي .. تعب الجواب ولم تزل=في القلب أحجيةً بنا تتطلسمُ
تعب الجواب وأنت تحت سنابك الأ = عداء ظمآناً سؤالٌ مبهمُ
وأنا أمامك _ منذ أول رضعةٍ = منذ الولادة _ سيدي أتقزّمُ
لا شيء غيرك ذقته فعرفت طعــ = ـــمك عزةً وكرامةً تتجسمُ
يا سيّد الوجع المقدّس هب لنا = جسداً يداس وأظلعاً تتهشمُ
ودماً يفورُ وقربةً عطشى وصد = راً بالخيول العاديات يثّلمُ
فجراحك الحمراء أصدق مرهمٍ = لجراحنا إن تاه فيها المرهمُ

نَـافُورةُ الأحـرَارِ

جَرَسْ:
لأنَّكَ الماءُ والحبُّ والثورة ..

ثَاوٍ وَنَافُورَةُ الأَيْتَامِ تَرْتَفِعُ
وَيَجْلِسُ النَّهْرُ فِي مِحْرابِ أضْلُعِه
يَسْتَغْفِرُ النَّحْرَ .. تَبْكِي ضِفَّةٌ ألَمَاً
وَالرَّيحُ تَمشِي عَلَى عُكَّازِ حَسْرَتِها
نَحْوَ السَّلِيبِ كَأَنَّ الحُزْنَ رافَقَها
مُمَزَّقَاً كانَ .. تَطْفُو فَوْقَ مَنْحَرِهِ
أَنَا الذَّي أَثَّثَتْ طَعْنَاتُهُمْ جَسَدِي
أَنَا الذَّي قَطَّعُونِي في الهَوَى قِطَعَاً

فِي كَرْبَلاءَ أَضَاءَ المَجْدُ شَمْعَتَهُ ال
كَغَيْمَةٍ حَبُلَتْ بالضَّوءِ فَاجأَها
أَنْهَيْتَ للحَقِّ فِي الدُّنيَا مَجَاعَتَهُ
يَدَاكَ تُبْحُرُ فِي الأَرْواحِ بَاحِثَةًَ
فَتَغْسِلُ الخَوْفَ عَنْ أَجْفانِها وَإِذا
يَا كَاتِبَ الحُبِّ فِي قُرآنِهِ وَطَنَاً
لَكَ الدُّموعُ تَحُثُّ الخَطْوَ .. إنَّ بِها
زَحْفاً إِليْكَ عَلَى الأَحْلامِ تَقْصِدُكَ الـ
هُمُ الخُلُودُ.. عَلَى رِجْلَيِْنِ مِنْ شَغَفٍ

كَأَنَّنِي بِكَ يَا مَوْلايَ فِي أَلَمٍ
تَقُولُ: لا تُسْتُرُونِي إنَّ لِي كَفَنَاً
ولا تَرُشُّوا بِمَاءٍ وَجْهَ أَتْرِبَتِي
ظَامٍ عَلَى أَذْرُعِيْ أَقْبَلْتُ أَحْمِلُهُ
حَتَّى أَتَى السَّهمُ مَجْنُونَاً فَقُلْتُ لَهُ:
لا تَغْسِلُوا جَسَدِي إنِّيْ أَرَى شَمِراً
لا تَحْمِلُونِي عَلَى نَعْشٍ وَبِنْتُ أَبِي
وعينُهَا كُلَّمَا حَنَّتْ إلَى جَسَدِي

يَا سَّيدِيْ لَمْ يَعُدْ فِي الأرْضِ مِنْ وَطَنٍ
تَجْتَاحُنِي غُرْبَةٌ رَعْنَاءُ .. بِيْ زَمَنٌ
ظِلِّيْ بَقِيَّةُ أَوْطانِيْ سَكَنْتُ بِهِ
جِرَاحُنَا يَا أَبَيَّ الضَّيْمِ لاجِئَةٌ
لَأنتَ بِئْرُ إِبَاءٍ فَاضَ فِي أَلَقٍ
فَتِلْكَ تُونُسُ بَالأَحْرَارِ قَدْ عُتقَتْ
وَمِصْرُ تَخِْرُجُ مِنْ جُبٍّ يُحَاصِرُها
يَا أَيُّهَا المَدُّ والطُّوفانُ تَحْمِلُهُ
مُضَرَّجٌ بِدِماءِ الرَّفْضِ عَالَمُنَا
وَحِيْنَ يَقْضُونَ دُونَ الحَقِّ نَحْبَهُمُ
مِنْ قَلْبِهِ حَيْثُ سَهْمُ المَاءِ مُنْزَرِعُ
كَالرَّاهِبِ الكَهْلِ إِذْ ينتَابُهُ الوَجَعُ
وَضِفَّةٌ مِنْ دِمَاءِ النَّحْرِ تَمْتَقِعُ
مَحْنِيَّةَ الرُّوحِ.. مَسْعورٌ بِهَا الجَزَعُ
لِيَلْتَقِي مَنْ بِهِ الأَوْطانُ تَجْتَمِعُ
شَوَاطِئُ البَوْحِ والأزْمانُ تَسْتَمِعُ:
وَغَادَرُوني عَلَى الرَّمضاءِ أَضْطَجِعُ
إلا امتِدَادِيَ نَحْوَ اللهِ ما قَطَعُوا

أُولَى فَظَلَّتْ عَلَى التَّارِيخِ تَلْتَمِعُ
طَلْقُ الحَضَارَاتِ.. كَانَتْ تِلْكُمُ البُقَعُ
وأنتَ آخِرُ مَنْ يُعْنَى بِهِ الشَّبَعُ
عَنْ فِكْرَةٍ ضَمَّها فِي صَدْرِهِ الهَلَعُ
مرَّتْ بِضِيقٍ فَذَا مَعْناكَ يتَّسِعُ
مِنْ قَلْبِه أَنْهُرُ التَّرْتِيلِ تُقتلَعُ
مُلُوحَةُ الشَّوقِ أَصْلٌ مَا بِه بِدَعُ
عُشَّاقُ والمَوْتُ يَا مَوْلايَ مُصْطَنَعُ
يَعْدُو إِذَا فِي هَوَى “طْوِيْرِيْجِ” قَدْ هُرِعُوا

عَلَى الهَجِيرِ وِمِنْكَ القَلْبُ مُنْصَدِعُ
مِنْ دَمْعِ أُمِّيْ عَلَى الأعْضَاءِ يَنْخَلِعُ
فَلَسْتُ أَنْسَى رَضِيعِيْ وَهْوَ يَنْصَرِعُ
وَقَلْبُهُ فِيْ انْتِظَارِ المَاءِ مُنْدَلِعُ
لا تَقْتُلِ الطِّفْلَ.. إنَّ الحُزْنَ لا يَسَعُ!
بِسَوْطِهِ جَاءَ أَطْفَالِيْ إذا جَزَعُوا
فَوْقَ النَِّيَاقِ عَلَى الأَحْبَابِ تَفْتَجِعُ
أَكْمَامُ نَظْرَاتِها بِالزَّجْرِ تُنْتَزَعُ

فَالوَقْتُ ذِئْبٌ مُخِيفٌ وَالمَدَى سَبُعُ
رَصَاصُ خَيْبَاتِهِ فِيْ القَلْبِ يَنْدَفِعُ
فَطَارَدَتْنِيْ عَلَىْ أَبْوَابِهِ الخِدَعُ
لَدَيْكَ مِمَّنْ بِذَبْحِ الفَجْرِ قَدْ شَرَعُوا
ودَلْوُهُ فِي قُلُوْبِ النَّاسِ يَرْتَفِعُ
مِنْ سَطْوَةِ الظُّلْمِ ذَاكَ الأحْدَبُ البَشِعُ
لِتَرْتَقِي حَيْثُ سَفْكُ الحُلْمِ يَمْتَنِعُ
يَدُ الغُيُوبِ عَظِيمَاً لَيْسَ يَرْتَدِعُ
والثَّائِرُونَ ثِيَابَ البُؤْسِ قَدْ نَزَعُوا
تَرَاهُمُ فِيْ غَرَامِ المَجْدِ قَدْ وَقَعُوا