المركز السادس: عادل الصويري (زَواجِلُ كفِّ العباس)

زَواجِلُ كفِّ العباس

عادل الصويري

(كربلاء – العراق)


بالقِربةِ العَطْشى أُضِيءَ الغَيْهَبُ ،

               وعلى ضفافِ الصَمْتِ شُيِّدَ كوكبُ

ضَوْءٌ على عطشٍ مُسَجّىً بالوفا

                 والكَوْنُ من أحداقِ جُرْحٍ يشربُ

شَرِبَ الغيابُ الوقتَ ظِلّاً راجفاً

               والأُفْقُ من كأسِ الظهيرةِ يُسْكبُ

وَنَوارِسُ النَبْضِ النَبِيِّ تَناثَرَتْ

                     بالنارِ تعدو والمدى مُتَعَجِّبُ

هي كربلا، والفَجْرُ فيها يرتدي

                     لَوْنَ الرمالِ الدامياتِ ويندبُ

في رَمْلِها، كتبَ الغيابُ ملامِحَ الـ…

                 معنى سُطوعاً والنخيلُ مُخَضَّبُ

عَزَفَتْ بأوتارِ الحقيقةِ جمرةً

                   يقتاتُها الجودُ الذي يَتَلَهَّبُ

وَ(سُكَيْنَةُ) المنفى سَراباً تلتظي

                 بلظى الخيامِ وحَدَّثَتْها زينبُ :

قَدْ خَبَّأَ العبّاسُ وَعْداً ظامئاً

                 وَفُراتُ قِرْبَتِهِ مسيحٌ يُصْلَبُ

كَفّاهُ في ثَغْرِ العُصورِ قصيدةٌ

           تُتْلى على وهجِ الشموسِ فَيُحْجَبُ

كَفّاهُ زاجِلُ من بُكاءِ فُراتِهِ

               يحكي وذاهلةُ الملامحِ يَثْرِبُ

صَدَحَتْ أراجيزُ السيوفِ كأنَّما

              في كربلاءَ عُكاظُ خُلْدٍ يَلْهَبُ

شَقَّ الجموعَ حَداثَويّاً صائلاً

                 بِفصاحةِ الفَقّارِ ضَرْباً يَخْطِبُ

طافَ الرقابَ على ارتجالِ المُسْتحيلِ

                   وَهُمْ بِعَوْرَةِ شانئيهِ تَنَقَّبوا

رَكَضَتْ أَصابِعُهُ تُلَمْلِمُ ماءَهُ

               في حيرةٍ وأبى الزمانُ المُجْدِبُ

(أُمُّ البَنينِ) تَسَلَّقَتْ أنفاسُها

                   خَجَلاً إلى زهرائها تَتَصَبَّبُ

حَدَّ التِماعِ السَهْمِ كانَ بُكاؤهُ

                     لِخيامِ وَجْدٍ طَيْفُها يَتَسَرَّبُ

من عَيْنِهِ رَفَعَ السِهامَ تحيةً

               خَجْلى إلى قَلْبِ العقيلةِ تُسْحَبُ

تنمو على النَوْمِ البعيدِ صَلاتُهُ

                   حُبْلى وَقُرآناً شَهيداً تَنْجبُ

لُغَةُ المرايا تُرْجِمَتْ مِنْ فَيْضِهِ

                 بِبَلاغَةٍ مِنْ نَزْفِ جودٍ تُعْرَبُ

بِنَزيفِهِ خاطَ الربيعُ قَميصَهُ

             لِجهاتِهِ يهفو الضياءُ الألحبُ

أشجارُ قِرْبَتِهِ الشهيدةِ أَوْرَقَتْ

               وَعْداً غَدا في كُلِّ فَجْرٍ يُطْلَبُ

رَكَعَتْ فؤوسُ الزاحفينَ لِطولِها

                 لِتَظَلَّ راقِيَةً على مَنْ حَطَّبوا

المركز السابع: حسن سامي العبدالله (بين الراهبِ وذبحائيل)

بين الراهبِ وذبحائيل

حسن سامي العبد الله

(البصرة – العراق)


حين أخذ الراهب رأس الإمام الحسين لليلة واحدة من جلاوزة عمر بن سعد مقابل عشرة آلاف درهم ورثها من آبائه، مسح عنه الدم والتراب وطيبه بالمسك وأخذ يحدثه قائلاً:



على خَدَّيك رَمْلٌ قُرمزيُّ
يُكفكِفُهُ على الأحرى نَبيُّ

وفي النَحْرِ المُضَمَّخِ طَعْمُ ربِّ
يُفسِّرُهُ النَجيعُ السَرمَديُّ

وتجهَلُهُ العَساكِرُ، كانَ يَهمي
لينمو بَعدها القَمْحُ الشَهيُّ

تساءَلَ عَنْ هواءٍ ماتَ خَنْقاً
بما يَسعى لهُ الجيشُ الغَبيُّ

وعَنْ نَخْلٍ يُعرِّفُهُ مَخاضٌ
لمريمَ، خانَهُ النَهرُ الظَميُّ

لهُ كانَ المَسيحُ يَقولُ سِرَّاً
إذا في المَهدِ قَدْ نَطَقَ الصَبيُّ

عَنِ الصَحراء تَبتَلِعُ الحَواري
ولمْ يأمَنْ بقَسوَتِها وَصيُّ

بكربائيلَ قُربانٌ لرَبٍّ
قَتيلٌ غالَهُ الشَرقُ العَصِيُّ

ليكسبَ لعنةً للآنَ تَنزو
على الدنيا فيحكُمها الشَقيُّ

على خَشَبِ الصَليبِ قرأتُ لُغزَاً
تولّى فَكَّهُ الجُرْحُ الطَريُّ

كأنّي قابَ عَرْشِ اللهِ ألقى
سَبايا الطفِّ يَزجُرهُم عَتيُّ

و(ذِبحائيلَ) مقتولاً بأرضٍ
عَليها طافَ نَحْسٌ حَنظليُّ

أرى عِيسى وَحيداً كانَ يَبكي
وفي عينيهِ حُزنٌ مَرْيَميُّ

يهرولُ للفُراتِ وقَدْ تَجلّى
لهُ في الحالِ سِترٌ زَينبيُّ

وحَشدٌ مِنْ صَغيراتٍ ونارٌ
ليصرخَ خائفاً: غَوْثاً عليُّ

هُنا وَرْدٌ بهِ عَطَشٌ لَئيمٌ
تربَّصَهُ احتمالٌ مِنجَليُّ

يَسوعيٌّ أنا لكنَّ قَلبي
لهُ نَبضٌ خَفيضٌ أحمَديُّ

وفي رأسي أيا رأسُ انزياحٌ
عَنِ المَوتى ومعراجٌ قَصيُّ

لشيءٍ مِنْ يَقين مُستَحيلٍ
لهُ شَكلٌ مَهيبٌ سُندسيُّ

أجِبني عَنْ مَديناتٍ تَشظّى
على أبوابِها الصَوتُ الأبيُّ

وقُلْ لي عَنْ رسائلَ لَيسَ تُتلى
لئلا يُكشَفَ الغَدرُ الخفيُّ

وعَنٍ قومٍ هُرائيين جدّاً
على سُحناتِهِم وَصْمٌ جَليُّ

يٌلاحِقُهم تُراثٌ من شَنارٍ
وعارٍ مُستدامٌ مِخمَليُّ

وعَنْ سَبعينَ صُبحاً ليسَ إلّا
بهِمْ يُستَنزَلُ القَطْرُ النَديُّ

تَماهوا في الحَقيقةِ مِثلَ نَجوى
لها فَجراً مَذاقٌ سُكَّريُّ

برأسي ألفُ قدّيسٍ تلاشوا
وأنتَ الآنَ سَيِّدُهُ التَقيُّ

ألا فاسمَحْ لكَفّي أنْ تؤدّي
صلاةً فاتَها العُمْرُ الشَجيُّ

لتَمسَحَ عَنْ جَبينكَ تُرْبَ حَرْبٍ
بِها قَدْ يزلقُ المَرْءُ السَويُّ

أناجيلي يُراوِدُها ارتِعاشٌ
وفي وَجهي اندهاشٌ كَوكَبيٌّ

مَلَكْتَ هواجِسي وزِمامَ روحي
فهلْ للنزفِ طَبْعٌ سَوسَنيُّ؟

قَتَلْتَ الشَكَّ يا مولايَ لمّا
تَفشّى منكَ ضَوْعٌ نَرجسيُّ

تَنشَّقَكَ النسيمُ الكَهْلُ عُمّرا
جَديداً أيُّها الشَيخُ الفَتيُّ

سَترفَعُكَ الرِماحُ لتَزدَريها
ويلثمَ نحرَكَ اللهُ العليُّ

المركز التاسع: قاسم محمد الدرازي (ذاكرةٌ مُثخنةُ الجِراح)

ذاكرةٌ مُثخنةُ الجِراح

قاسم محمد الدرازي

(بوري – البحرين)


ما اختزلتهُ ذاكرة أحد جرحى واقعة الطف،،

الضوءُ جفَّ.. فجاءَ يبتكرُ السقا ،، لوناً.. بأوداجِ الخُلودِ.. ترقرقا

مُذ جاءَ ينزفُ باليقينِ ويرسمُ الوجهَ المُخبّأَ للطفوفِ ليُشرِقَا

مُذ كانَ يحملُهُ بُراقُ جِراحِهِ ، عَبرَ الغُيوبِ.. لكربلاءَ إلى اللقا

مُذ جاءَ يهمسُ للجبالِ تصدّعت، وتكاد أن تُطوى السماءُ وتُهرقا

هل كانَ يختلقُ الجهاتِ ، يُلوّنُ الأشياءَ ، يجترحُ الخيالَ المُطلقا؟!

مُذ نحرهُ القُدسيُّ يضحكُ هازئاً في وجهِ من ظنّوهُ : لن يتدفقّا

مازالَ نحرُ النُورِ يخترقُ الدروبَ..يشعُّ ، ينهمرُ ..الظلامُ تمزَّقا

تنمو سُلالاتُ الشمُوخِ بكفِّهِ.. هل كانَ جُرحُ الضوءِ ، جُرحاً مُورقا؟!

الغيبُ مسراهُ القصيُّ ، خُطاهُ تطوي الكونَ ، يفترعُ الوجودَ الضيَّقا

يغفو (الفُراتُ) بُمقلتيهِ بحُزنِهِ ، ظمآنَ مُنكسرَ الشُعورِ ومُحرَقا

ويحطُّ قُربَ خيامِهِ الغيمُ المطيرُ، النهرُ مشدوهاً يفرُّ ومُطرِقا

اللهُ بالنحرِ العظيمِ أتى لُينبأَ ،  أيّ نحرٍ للسماءِ تدفقا

في مسرحِ الحربِ احتشادٌ آخرٌ للضوءِ، يحتشدُ المسافةَ فيلقا

فبدتْ جهاتُ اللهِ جيشاً هادراً، والأفقُ إعصاراً ، وكُنتُ المُغرَقا

ينسلُّ من أعتى المواجعِ فارساً ،  مُتوشِّحاً بالعنُفوانِ مُحلِّقا

من وحي ذاكرَةِ الطُفوفِ أطلُّ ، أشهدُ مشهداً ، فمُكذبِّاً ومُصدِّقا

مُنذُ السهام تمزّقُ الذكرَ الحُكيمَ بصدرِهِ ، من يا تُراهُ تمزَّقا؟!

جسداً تخضّبَ بالدِماءِ بلِ الضياءِ ، وبالرمَالِ بلِ الكمالِ تعتّقا

الريحُ تهبطُ عندَ موضِعِ عرشِهِ ، هل كان (آصف) في الحُسينِ مُحدِّقا؟!

مدَّ الفراتَ على الفراتِ فأمطرت عيناهُ مُذ فاض انهماراً أزرقا

الجُرحُ أعظمُ من حديث روايةٍ ، الجُرحُ يبدو – بالتأمّلِ – أعمقا!

يأتي، فينطفئُ الخيالُ، ويقشعّرُ الحبرُ، يجهشُ بالمآسيَ مُصعقا

ما زلتُ في حرمِ الفجيعةِ فكرةً مسلوبةَ الفحوى وقلباً مُرهقا

مازالَ يعبرُ بالقصيدةِ كلّما وقفت، ويُطلِقُ بحرَها والزورقا

هو عازفُ اللحنِ الذي لم ينكسر، لحناً على صوتِ الإباءِ مُموسقا

ما زلتُ أذكرُ  وجهَهُ وبهاءَهُ الـ.. قدسيَّ يُضفي للشهادةِ رَونقا

سيفزُّ من وجعِ الترابِ مُضمّخاً ، فيشعُّ ، يرفعُ للكرامةِ بيرقا

المركز العاشر: شذا نوفل القاسم (نسغُ البهاء)

نسغُ البهاء

شذا نوفل القاسم

(دمشق – سوريا)


 

تربٌ نديٌّ ..

مِن دِماكَ تعَطَّرا

و دمٌ سَنيٌّ ..

في ترابكَ عُفِّرا

و ظما شفاهِكَ

غيمتان من الرؤى

هَمَتا على جدْب الزمان

لِيُزهِرا

و قميصكَ المُدمى

ربيعُ شهادةٍ

حِيْكَتْ قلوبُ العاشقين له عُرى

ألقيتَه عَبِقاً

على وجه الدجى

حتَّى تكحَّلَ

بالضياء و أبصرا

ها أنتَ وحدكَ

في العراء قصيدةٌ

قدْ خُضِّبَتْ بالحُسْن ،

يَلبسُها العَرا

جسدٌ تقطَّرَ

كالبهاء نقاوةً

لمَّا تعمَّمَ بالسهام

و دُثِّرا

فسنا

على طور التجلّي

نازفاً جرحاً

على شفة الفرات

تكوثرا

و هززتَ جذع الريح

فانتثر الندى عِقداً

على جِيْد السماء ،

و مرمرا

و اسَّاقطتْ رُطَبُ الجمال

و أينعتْ

و بِنفْحكَ

” الزيتونُ ” طابَ و أثمرا

ما زلتَ تنسج

من ثريَّات الهوى معنى

تحاوله الجداولُ و الذُّرا

آهٍ ذبيحَ الله ،

يا نجماً هوى

كيما يُعيدَ الصبحَ فينا أطهرا

يا شجوَ فاطمةٍ …

و عَبْرَةَ زينبٍ

يا سيدَ الشهداء ..

يا نبض الثرى

يا أيها الموقودُ من شجنٍ ..

و يا دمعاً

على خدِّ النبيِّ تَحدَّرا

قد جئتَ

من أقصى اليقين صبابةً

بيديك تحمل وردتين و خنجرا

و أتيتَ

بالفكر المشعشع ثورةً

تستنهض الإنسانَ

كي يتحرَّرا

ألقيتَ ” موساكَ ” الرضيعَ بيمِّه

لكنَّ سهم المبغضين

له انبرى

فرفعتَ ” عبدَ الله “

ترسِلُ نيزكاً من نحره

صوْبَ السماء مظفَّرا

قد كنتَ

مثل أبيك _ يعسوبِ الهدى _

أسدَ الشدائدِ ،

حين كانوا خيبرا

فإذا حصونُ الحاقدين

تصدَّعتْ

لمَّا شهرتَ

من الأصابعِ خنصرا

بتروه ..

ما علموا بأنَّ دماءَهُ

غيثٌ من الصلوات

يُخصِبُ بيدرا

فعرَجْتَ للمعنى الجليِّ

تطوف في غُرَفِ الخلود

مسبِّحاً و مكبِّرا

ما زال نهجك

يا حسينُ منارةً

تزداد في نسغ الحياة تجذُّرا

يا جرحُ ..

قلبي مترَفٌ بالحزن ،

لو فتحوا شراييني لفاضتْ أبحُرا

يا أيها الوجعُ المرابطُ في دمي

زدْ هذه الأشعار

فيَّ تسعُّرا

ناديتُ :

أين الظاعنون و ريحُهمْ ؟

هل من نسيمٍ

من طلولهمُ سَرى ؟

و ركبتُ موج الدمع ،

يحملني إلى

شطِّ الذين بحبِّهم قد أمطرا

المركز الثامن: الدكتور أحمد جاسم الخيال (من هديلِ رسائل الأمواج)

من هديلِ رسائل الأمواج

 

 

د. أحمد جاسم مسلم الخيّال

(بابل – العراق)


“إليكَ وحدكَ يا سيدَ الحب … تُصلِّي المواسمُ بثوبِها الأخضر”

 

أكما الحفاةِ القادمينَ منَ الرُّؤى

في سُمرةِ الحزنِ الشهيِّ أُبدَّدُ

فخطايَ حُلمٌ والمسافةُ سلَّمٌ

والنهرُ في لغةِ العطاشى مُوصَدُ

قلبيْ على بابِ الحريرِ مُؤجَّلٌ

وصلاتُهُ العذراءُ لا تتجسَّدُ

فأنا انتماءٌ هاطلٌ من غربةٍ

أبديّةٍ والعشقُ فيَّ مؤبَّدُ

من أين أدخلُ؟!! والغيابُ حقيقةٌ

وسؤالُ أشرعةِ الوصولِ مقيَّدُ

لا سيفَ في لغتي يصولُ على دمي

لا جمرَ في صبواتهِ أتوقَّدُ

غيمُ الحكايةِ هل يبلّلُ وحدتي

إذ كلّما يدنو سحابُكَ أبْعُدُ

لكنَّني ما زلتُ أرسمُ حنطتي

فأراكَ من معنى المواسمِ تُولَدُ

وأراكَ في شهدِ المرايا لم يزلْ

بحناجرِ الأنهارِ صوتُكَ يُجلَدُ

برياءِ سهمٍ في كنانةِ نبتةٍ

لم يرتوِ ففحيحُهُ لا يبردُ

وأنا أطوفُ فلا جهاتِ لقِبلتي

لا نجمةً في الأفقِ يرسمُها الغدُ

لي رحلةُ الوردِ الخجولِ، مطارَدٌ

بين السهولِ، وبالقطافِ مهدّدُ

تتوسَّعُ الصحراءُ ضدَّ إرادتي

فكأنني عن كربلاءَ مُشرَّدُ

والظلُّ تحتَ عَصايَ أَوْرَقَ مِحنةً

ليلَ انتظاراتٍ وما مُدّتْ يدُ

باقٍ هنا وحدي بريدُ قصائدي

أضحى ضريراً والعيونُ الهدهدُ

صَخَبُ الرياحِ مآذني، وملاذيَ الرَّملُ المخضّبُ، والوجودُ المَعبدُ

مِيقاتُ ذاكرتي أتاكَ مؤجَّلاً

خِضْراً ، وما عندَ السواحلِ موعدُ

خذْنِي فقد تَعِبَ المجازُ من الهوى

فأنا بتيهِ اللاقوافلِ أُوجَدُ

إذ أنتَ نهرُ المتعبينَ وفيؤُهُمْ

صافَحْتَ رقّةَ حزنِهِمْ فتوحَّدُوا

فرسائلُ الأمواجِ تلثمُ صبرَهُمْ

وهمُ العطاشى والولاءُ المورِدُ

وأنا هنا عينايَ تبتَكِرُ اللُّقَا

وخيولُ قلبيْ نحو أرضِكَ تَصْعَدُ

نحو الحسينِ أَمِدُّ جُنحيَ خافقاً

وحَمامُ روحيْ في ثَراهُ مُوسَّدُ

هَبْني أراكَ على شموعِ تَبتُّلِي

نوراً على أسرارِهِ أتجدَّدُ

هَبْني أَطِلُّ على طفوفِكَ لحظةً

لا وقتَ يُجْرِيها ولا تَتحَدَّدُ

سفريْ إليكَ حقيقةُ الوعيِ القديمِ ، يسيرُ بي نحوي وأنتَ المقصَدُ

هاجرتُ أختطفُ الضفافَ أسيرةً

وقوافلُ التأويلِ معنىً أوْحدُ

ظَمِأَ البكاءُ مُطَارَدَاً بين القلوبِ   كدمعةٍ أسرارُها لا تَنفَدُ

وحديْ ونبضِي والمكانَ وكربلا

أنسلُّ من بُدَعيْ فلا أتعدَّدُ

القصيدة الشرفية (الغَيْبُ الصَّرِيْحْ) الشاعر الأستاذ غازي الحداد

القصيدة الشرفية

الغَيْبُ الصَّرِيْحْ
للشاعر الأستاذ غازي الحداد

يَا دَمًا غَضًا رَطِيْبَا
أَلْبَسَ الدَّهْرَ مَشِيْبا

وَاسْتَوَىْ عُمْرًا مِنَ
المَوْتِ مَدِيْدًا وَمَهِيْبَا

وَبَقَىْ أُحْجِيَةَ اللهِ
بَعِيْدًا وَ قَرِيْبَا

مُنْذُ أَنْ أَشْرَقَ بِالحُمْرَةِ
مَا اسْتَهَوَى مَغِيْبَا

عَاهَدَ السَّيْفَ الَّذِيْ
أَرْدَاهُ حُرًّا أَنْ يَؤُوْبَا

وَاسْتَرَدَّ الرُّوْحَ مِنْ
مَذْبَحِهِ رَدًّا عَجِيْبَا

رُغْمَ أَنَّ الذَّبْحَ فِيْ
أَوْدَاجِهِ كَانَ رَهِيْبَا

ذَبَحُوْهُ قَبْلَ أَنْ يَمْتَشِقَ
السَّهْمَ الشَّعُوْبَا

وَالحَشَا أَقْدَحُ مِنْ زَنْدٍ
إذَا انْدَكَّ شَبُوْبَا

كُلُّ جُرْحٍ كَانَ بَحْرًا
غَائِرَ العُمْقِ رَغِيْبَا

كَسَحَابٍ كَانَ مُلْقًىْ
يَدْفُقُ الدَّمَ شُؤُوْبَا

وَالمَحَاضِيْرُ تَجَارَيْنَ
بِأَعْضَاهُ سَلِيْبَا

بَلَغَتْ فِيْ صَدْرِهِ العَرْشَ
وَرَضَّتْهُ رُكُوْبَا

رُغْمَ ذَا مَا كَانَ مَغْلُوْبًا
بَقَىْ ذِكْرًا غَلُوْبَا

وَالتَّوَارِيْخُ لَنَا تَعْزُفُهُ
عَزْفًا طَرُوْبَا

وَزَكَتْ ذَرَاتُ مَثْوَاهُ
بُطُوْلَاتٍ وَطِيْبَا

وَأَنَاخَتْ فِيْ نَوَاحِيْهِ
ذَوُوْ الحَاجَاتِ نِيْبَا

بِحِكَايَاتِ الهَوَىْ
تَحْكِيْ زُهَيْرًا وَحَبِيْبَا

وَجَدَتْهُ فِيْ المَوَازِيْنِ
لَهَا يَكْفِيْ حَسِيْبَا

وَشِفَاءً وَدَوَاءً إنْ
عَصى الدَّاءُ الطَّبِيْبَا

وَغِيَاثًا عِنْدَمَا يَنْدَرِسُ
الوَادِيْ جَدِيْبَا

تَلْثِمُ التُّرْبَ كَما يَلْثِمُ
مُشْتَاقٌ حَبِيْبَا

وَعَلَىْ نَاحِيَةِ النَّحْرِ
تُعَزِّيْهِ نَحِيْبَا

وَعَلَىْ مَحْجَرِهَا يَنْهَمِلُ
الحُبُّ صَبِيْبَا

بِيَقِيْنٍ أنَّهَا تُطْفِئُ
بِالدَّمْعِ الَّلهِيْبَا

وَكُفُوْفَ الَّلطْمِ بِالكَوْثَرِ
تُدْلِيْهَا ذَنُوْبَا

كُلُّ مَنْ حَبَّ حُسَيْنًا
يَرِدُ الحَوْضَ شَرُوْبَا

أَيُّهَا الشِّعْرُ  الَّذِيْ
أَنْشَدَهُ الدَّهْرُ كَئِيْبَا

أََنْتَ شِعْرٌ فَاطِمِيٌّ
كَيْفَ تَحْتَاجُ أَدِيْبَا ؟!

قَدْ تَبَسَمْتَ خُلُوْدًا
والرَّدىَْ يَبْكِيْ قَطُوْبَا

كَيْفَ يَجْتَثُّ مِنَ
الأَضْلَاعِ حُبًّا وَقُلُوْبَا ؟!

كَيْفَ يَبْنِيْ لَكَ مِنْ وَهْمِ
الجِرَاحَاتِ صَلِيْبَا ؟!

كَيْفَ يُطْفِيْ لَكَ نُوْرًا
لَمْ يَزَلْ يَرْمِيْ شُهُوْبَا ؟!

كَيْفَ يَجْلُوْ لَكَ سِرًّا
لَمْ يَزَلْ يَطْوِيْ غُيُوْبَا ؟!

أَنْتَ لِلأَنْجُمِ بَدْرٌ
قَدْ أَقَامَتْهُ نَقِيْبَا

أَنْتَ كَالدُّرِ بِقَاعِ البَحْرِ
يَأَبَى أَنْ يَذُوْبَا

أَنْتَ نُوْرُ اللهِ قَدْ
أَزْهَرَ مَصْرُوْعًا تَرِيْبَا

وَغَرِيْبٌ أَنْتَ فِيْ الأَرْضِ
فَأَسْمَوْكَ الغَرِيْبَا

متابعة قراءة القصيدة الشرفية (الغَيْبُ الصَّرِيْحْ) الشاعر الأستاذ غازي الحداد

المركز العاشر: قصيدة (في مشعر العشق) للشاعر أحمد محمد الخميس (القطيف)

المركز العاشر

قصيدة
(في مشعر العشق)


الشاعر أحمد محمد الخميس

(السعودية / القطيف)

متابعة قراءة المركز العاشر: قصيدة (في مشعر العشق) للشاعر أحمد محمد الخميس (القطيف)

المركز التاسع: قصيدة (ما تسرب عن دهشة الفضة) للشاعر حسن سامي العبدالله (العراق / البصرة)

المركز التاسع

قصيدة:
(ما تَسَرَّبَ عَنْ دَهْشَةِ الفضَّة)


الشاعر حسن سامي العبدالله

(العراق / البصرة الفيحاء)

متابعة قراءة المركز التاسع: قصيدة (ما تسرب عن دهشة الفضة) للشاعر حسن سامي العبدالله (العراق / البصرة)

المركز الثامن: قصيدة (محط رحال الخلود) للشاعر سيد أحمد سيد حمزة الماجد (السعودية / القطيف)

المركز الثامن

قصيدة:
محط رحال الخلود


الشاعر سيد أحمد سيد حمزة الماجد

(السعودية / القطيف)

متابعة قراءة المركز الثامن: قصيدة (محط رحال الخلود) للشاعر سيد أحمد سيد حمزة الماجد (السعودية / القطيف)

المركز السابع: قصيدة (مسافةٌ يُسَرِبُها الظمأ) للشاعر علي مكي الشيخ (السعودية / القطيف)

المركز السابع

قصيدة
(مسافةٌ يُسَرِبُها الظمأ)


الشاعر / علي مكي الشيخ أبو الحسن

(السعودية / القطيف)

متابعة قراءة المركز السابع: قصيدة (مسافةٌ يُسَرِبُها الظمأ) للشاعر علي مكي الشيخ (السعودية / القطيف)