حدثيني وأشعلي القلب نارا
واسكبي اللحن خاشعا موّارا
حدثيني فكل نبضة عشقٍ
في كياني تغازل الإنتظارا
وابعثي الليل موسماً غزليا
فعلى مقلتيك صلى السكارى
حدثيني عن كل شيء فإني
مغرم فيك لست أهوى اختصارا
كل همس يا سجدة الروح منكم
هو وحي يلهو بثغر العذارى
راقصي فيَّ نغمة الروح شوقاً
فبقلبي ثار الهوى واستطارا
لك للحب للهوى للأماني
للجمال القدسي رمت ادِّكارا
فأطلي حرفاً يعانق حرفاً
وشموساً تغازل الأقمارا
حدثيني فقد سئمت اغترابا
وبخطوي ماتت دروب الصحارى
عدت في موعد المواسم شعراً
لحنه داعب الهوى مزمارا
حدثيني قالت فحسبك فخرا
أن تناجي أئمة أطهارا
فتغافى على فم الدهر لحن
يبدع العشق في قلوب الحيارى
فأضأت الشموع ميلاد فجر
لحسين شف الهوى واستنارا
رَقَّصته يد البتول حناناً
وبطهر الوصي حاز الفخارا
هدهدته الأملاك في حجب
الغيب فلبت وأنشدت قيثارا
هو أنشودة الجمال عليها
وإليها تهفو قلوب الحيارى
هبطت باسمه الجلالة سكرى
ولمحرابه الكمال استدارا
وعذارى اللحون بَرَّحها الشوق
فأهدت باسم الحسين الشعارا
لكَ من نفحة البتولُ دلالٌ
ومنارٌ بل أنت خيرٌ منارا
ومن المرتضى تعلمت عزماً
للبطولاتِ صغتهن انتصارا
ومن المصطفى وحسبُكَ عزاً
واصطفاءً أن تُشبه المختارا
أنت من حجر فاطم وعلي
قد سكنت الخلد الإلهيَّ دارا
ومرجت البحرين درا وسحرا
قبساً يُشعل المدى إكبارا
عانقتك الأحلام في ألقِ الفجرِ
فكانت بشوقها أقدارا
والتراتيل مصحف علوي
للمعاني إذ صغتها أبكارا
يا إماماً من زاره زاره الله
فحقاً لطفِّه أن يزارا
يا وليدَ البيتِ المقدسِ قِدْماً
هو للحشرِ ذكره لن يوارى
وله في سما المعارج ذات
أيقظت من غرامها أسحارا
فمحاريبه التقى وصلاة العزم
فيه قد أبدعت أحرارا
يا غناء الأملاك ِ رتل علينا
من تسابيح وحيه أذكارا
وأدرْ كأسه المعتقَ فينا
فبخمرِ الولا أتينا سكارى
همسه همس أحمد وهواه
فاطميٌّ قد عانق الكرارا
قد تجلت يدُ اللطافة فيه
فتعالى فشاء لطفاً فصارا
(في علي أباً وفاطمَ أُماً
وأبيها جداً وجبريل) جارا
فحسين قد لون الطف مجداً
وعلى الأفق قد تراءى احمرارا
يا فماً راقص الخلود وغنى
للبطولات مصحفاً ومنارا
وتمشى مع الزمان هديراً
صاخباً يملأ الدُّنى إعصارا
وصهيل الخيولِ في كربلاه
كِسَفُ تمطرُ الجبان جمارا
وصداه موالُ آلهةِ الحبِّ
يصلي على الشفاه جهارا
وإباء الطفوف نبضٌ بقلبِ
الدهر ما انفك يبدع الأعمارا
فالحسين الدم المخبأ فينا
إن فيه بكل قلب مزارا